top of page

سلسلة مقالات بدون عنوان ١٠

يناير 31

60 min read

0

0

0

(246) 8/9/2014 (لماذا القرآن والقرآن وكفي – 5)

 عدد المشاهدات : 225

إنني ما كتبت عن (السرقة الفكرية)، في المنشورات السابقة، إلا دفاعا عن شرف مهنة التأليف، وعن حقوق الملكية الفكرية، التي هي من سمات المجتمعات المتحضرة!! أما المجتمعات (المتخلفة)، ففيها من يحملون المؤهلات العليا، وما فوق العليا، ثم تراهم يتطاولون على (العلماء)، ويدافعون عن (السُرّاق)، والمصيبة أن فيهم مستشارين قانونيين!!إنني عندما كتبت عن (السرقة الفكرية)، يستحيل أن يكون قصدي هو (شخصنة) المواضيع، أو (التجريح)… إلى آخر هذه التعليقات، التي تأتيني من الذين لا يعلمون الفرق بين آليات عمل القلب (التجميعية)، التي لا تجد لها فاعلية إلا بين أفراد الشعوب المتخلفة، وآليات عمل القلب (التحليلية) التي تتميز بها الشعوب المتحضرة!!إن آلية التعقل (التجميعية) تتسرع دائما في إصدار الأحكام، أما آلية التعقل (التحليلية) فتصبر حتى نهاية الموضوع، ثم تحلل ما جاء به، وتعلق…، ليس بكلام مرسل، وإنما بالأدلة والبراهين العلمية!!إن القضية ليست في أن المفكرين القرآنيين المستنيرين، أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة..، مصابيح هدى للناس، ولا في أنهم يجاهدون من أجل رفع راية الحق…، لا ليست هذه القضية مطلقا، إلا فقط عند (السطحيين)، فقد صنعت مئات المواقع الدينية، وآلاف الكتب، من (الجاهلين) مفكرين إسلاميين، وقرآنيين مستنيرين، وأصبح لهم صوت يُسمع، وهم لا يعلمون عن تدبر القرآن شيئا!!إن القضية، في أن (نجوم) الفكر القرآني المستنير (كما يدّعون)، متفقون جميعا على الأصول، التي نشرها محمد مشتهري بين الناس، منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، ومختلفون في استنباط (الأحكام القرآنية) اختلافا كبيرا، لغياب المنهج، الذي يحمل أدوات فهم القرآن، المستنبطة من ذات النص القرآني، والذي حملها مشروع محمد مشتهري منذ ما يزيد عن قرن من الزمان!!فكيف نعتبر هؤلاء (النجوم) منارات للهدى، وقد أصبحوا أشد خطرا على الإسلام من (السلفيين) الذين يحاربونهم؟! (هذه هي حقيقة مشكلتي مع هؤلاء)… (إنهم أشد خطرا على الإسلام من السلفيين)!!انظروا إلى هذا النجم الجديد (الشيخ محمد عبد الله نصر)، الملقب بخطيب التحرير، كيف سطع نجمه؟! لأنه وصف (صحيح البخاري) على إحدى الفضائيات بأنه (مسخرة)!! واليوم (8/9/2014م) ترى على صفحته مئات المعجبين، ومئات المشاركات…، ومنها أنه أخذ صورة فتوى الأزهر، التي نشرتها في (3/9/ 2014م)، وحدها، دون الفقرة الملحقة بها، فهل هذه من الأمانة العلمية في شيء؟! وهذه هي الفقرة الملحقة بها:“أصل الفتوى التي أصدرتها لجنة الفتوى بالأزهر (بناء على طلبي)، وما قدمته لها من (دراسة، وحيثيات)، (جعلتها تصل في النهاية إلى إصدارها)!! ولا يملك (أصل) هذه الفتوى في العالم أجمع إلا محمد مشتهري، ومعذرة على سوء الخط لأنها مكتوبة بالآلة الكاتبة الحكومية (بتاعة زمان)!!والآن إليكم ما وعدتكم به في المنشور السابق:رابط كتاب (لماذا القرآن):https://www.islamalrasoul.com/…/2014969165380611.compressed.…رابط كتاب (القرآن الكريم وكفي مصدرا للتشريع):https://www.islamalrasoul.com/…/20149744910684%D8%A7%D9%84%D…والمطلوب من حضراتكم هو معرفة مدى التطابق بين الكتابين!! مع ملاحظة، أنكم عندما تطابقون الكتابين (كلمة كلمة)، ستجدون أن كلمة (اليهود) بالذات، والموجودة في كتاب (لماذا القرآن) محذوفة من كتاب (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، المنشور على موقع د/ أحمد صبحي منصور!! هل تعلمون لماذا؟! سأترك لكم الإجابة على هذا السؤال!!* كلمة الفصل:لقد قلت في المنشور (لماذا القرآن، والقرآن وكفى 1):“كانت لي في (الثمانينيات)، محاضرة أسبوعية، أعرض فيها مشروعي الفكري على نخبة من المفكرين والكتاب، وكان يحضرها د/ أحمد صبحي منصور، وأ/ جمال البنا، والمهندس فتحي عبد السلام مبارك، واللواء محمد شبل، والحاج أحمد قنديل، ود/ عبد القادر سيد أحمد، وأ/ عبد الفتاح عساكر…، وآخرون، ومعظمهم أحياء (باستثناء أ/ جمال البنا) يستطيعون الإدلاء اليوم بشهاداتهم…”!!واليوم، أضيف إلى ما سبق ما يلي:ومما يشهد به هؤلاء (الأحياء)، أن الدراسات والبحوث الخاصة بي، كنت أقوم بتوزيعها عليهم (مجانا)، (للإطلاع عليها)، و(دراستها)، لمناقشتها في المحاضرات التالية!! ومن بين هذه الدراسات دراسة بعنوان (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)!!وكنت في هذه الفترة (النصف الأول من الثمانينيات) مهتما بنقد (صحيح البخاري)، حيث استخرجت منه (300) رواية تسيء إلى الله تعالى ورسوله، وقد ذكرت ذلك في منشور “السرقة الفكرية [2]”.وكنت دائما أحمل معي (صور طبق الأصل) من صفحات (صحيح البخاري)، التي فيها الإشكالات، وأضع تحت الإشكال خطا!! وبعض هذه الصور، أرفقتها بدراسة (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، الذي استلم نسخة منه د/ أحمد صبحي منصور، مع من كانوا يحضرون محاضراتي، وهم يشهدون بذلك!!إن هذه الدراسة (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، هي صورة طبق الأصل من كتاب (لماذا القرآن)، وتختلف عن كتاب (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، المنشور على موقع د/ أحمد صبحي، في أن هذا الكتاب قد حذفت منه صور صفحات (صحيح البخاري)، وفتوى الأزهر، مع اعتراف د/ أحمد صبحي، أن (لماذا القرآن) هو نفسه (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، شيء غريب وعجيب عملية (القص واللصق) هذه!!لقد كنت أطبع الدراسات والبحوث، التي كنت أقوم بتوزيعها على الحضور، ومنها (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، على هيئة (المذكرات المدرسية)، وهي مازالت موجودة إلى يومنا هذا مع بعض الأخوة، ومنهم (الحاج أحمد قنديل)، الذي حضر إلى مكتبي، بعد متابعته لهذه المنشورات، ومعه هذه (المذكرة)، وقمت بتصوير الصفحات الأولى منها، وسأرفقها بعد الانتهاء من هذا المنشور!!* القاصمة:كنت قد طلبت من والدي، الشيخ عبد اللطيف مشتهري، أن يكتب مقدمة لهذه الدراسة (القرآن وكفى، مصدرا للتشريع)، استعدادا لنشرها في كتاب، وفعلا كتب هذه المقدمة في (28/10/1985م)، ولكنه أخذ مني العهد، ألا أنشر هذا الكتاب، إلا بعد وفاته (توفي 29/8/1995م)!! وبعد وفاته، كنت قد تبرأت من كل مؤلفاتي التي كانت تنتقد المصدر الثاني للتشريع (بكل فروعه)، فلم أنشره، ولذلك لم أهتم بما فعله د/ أحمد صبحي بالدراسات التي جمعها أثناء فترة حضوره محاضراتي، والتي مضى عليها ربع قرن من الزمن تقريبا!!وهذا هو نص هذه المقدمة:“القرآن وكفى مصدراً للتشريع”“قرأت هذا البحث الذي لم تزد صفحاته عن سبع وأربعين صفحة حول موضوع: “القرآن وكفى، مصدراً للتشريع”، فأعجبت به غاية الإعجاب، لقوة حججه، وإشراق براهينه، وبساطة ألفاظه، وحسن ترتيبه، حتى أنني انتهيت منه في جلستين فحسب، وبخاصة بحث “حول الأحاديث كمصدر تشريع” فقد أجاد وأفاد.ورجائي ألا يتسرع إخواننا العلماء لتكذيب هذا البحث جملة قبل أن يقرأوه مرة ومرة، وأن يتجنبوا اتباع العاطفة، والموروثات، ويكون ردهم ردا علميا هادئا كنفس البحث، لنستطيع والجماهير أن نقف على الصواب والصحيح!!وليس من العقل السليم أن تزعجنا الغيرة المصطنعة على (الحديث) أو (السنة) فنرمي صاحب البحث بالكفر أو الزندقة، أو نتهمه بأنه مأجور، أو يعمل لحساب دولة أجنبية أو تابع لمارق!! فما بهذا الأسلوب تبحث القضايا أو نستبين الأمور ولكن الحق أن يرد على كل كلمة قيلت فيه بالرد العلمي المجرد …..والله يهدينا إلى سواء السبيلعبداللطيف مشتهري إبراهيمالوكيل العام للدعوة الإسلامية بالأزهروالرئيس العام للجمعيات الشرعية بمصرالتوقيع ….. 14/2/1406هـ ….(ومرفق صورة منها).وطبعا، سيخرج علينا من يشككون في هذا الخطاب، وفي هذا التوقيع، خاصة وأن هذا الخطاب، الذي كتب عام (1985م) هو البرهان الساطع، والحجة الدامغة، في إثبات نسبة “القرآن وكفى مصدراً للتشريع” إلى محمد السعيد مشتهري!!فأقول لهؤلاء: إن الشيخ عبد اللطيف مشتهري كان يشغل منصبا رفيعا في مؤسسة الأزهر، وكان إماما لأهل السنة، ورئيسا عاما للجمعيات الشرعية، وتوقيعه موجود على مئات المستندات لدى هذه الجهات، ولدينا عشرات منها، وأولاده كلهم على قيد الحياة، فيستحيل أن يخرج ابنه (محمد مشتهري)، على شبكات التواصل الاجتماعي بخطاب مزور ينسبه إلى أبيه!!

أفلا تعقلون …. أفلا تتفكرون …. أفلا تتدبرون ….


(247) 8/9/2014 (مقدمة الشيخ عبد اللطيف مشتهري لدراسة القرآن وكفي)

 عدد المشاهدات : 223

مقدمة الوالد، الشيخ عيد اللطيف مشتهري للدراسة التي أعددتها بعنوان (القرآن وكفى مصدرا للتشريع) عام 1985م


(248) 8/9/2014 (صورة غلاف القرآن وكفي)

 عدد المشاهدات : 211

صورة لغلاف هذه الدراسة وهي على هيئة (مذكرة مدرسية)



(249) 8/9/2014 (صورة الصفحة الأولي والثانية لدراسة القرآن وكفي)

 عدد المشاهدات : 201

صورة للصفحة الأولى والثانية من هذه الدراسة (القرآن وكفى مصدرا للتشريع)



(250) 8/9/2014 (صورة الصفحات الأولي لدراسة القرآن وكفي)

 عدد المشاهدات : 208

صورة للصفحات الأولى من هذه الدراسة على هيئة (مذكرة مدرسية)!!



(251) 10/9/2014 (“وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً”)

 عدد المشاهدات : 169

تدبروا جيدا، ورود كلمة (شَيْئاً)، في سياق الآيات التي جاءت تنهى عن (الشرك)، بهذه الصيغ المختلفة: “وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً” – “وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً” – “أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً” – “لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً” – “لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً”!!إن قوله تعالى: (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، جاء في سياق آية سورة آل عمران، حيث يقول الله تعالى: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ)، (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، (وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا (اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)”.فهل لم يكن قوله تعالى (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ) كافيا في بيان معنى (الشرك)؟! فلماذا جاء يؤكد ذلك بنهي آخر (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، ثم بنهي ثالث (وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)؟!إن النهي في قوله تعالى (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ) يتعلق بمنظومة العبودية، وحتى لا يُفهم أن معنى (الشرك) محصور في (شرك العبادة)، عقب بقوله (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)، ليشمل كل (شيء) ينص عليه الله تعالى (بوجه عام)، كقوله تعالى: “وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ” – “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”!!وبناء عليه، فإن أتباع الفرق، التي ترفع راية (الإسلام)، إن ماتوا على حالهم هذا ماتوا (مشركين)، سيدخلون جهنم خالدين فيها، فالله تعالى القائل: “وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ”، فجهنم (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)، من دخلها فلن يخرج منها (مطلقا)، قولا واحدا!!!وإن هذه الآية ليس لها أي (تأويل) غير ما ذكرت، ولا (مخرج لها)، إلا أن تعيش في وهم (السنة النبوية المفتراة) وتصبح (سلفيا)، تؤمن بأن من قال لا إله إلا الله (ولو مرة واحدة في حياته)، دخل الجنة (بعد أن يقضي فترة عذابه في جهنم)، وإن أشرك بالله، وفعل كل الكبائر، ومات على ذلك!!وإن المتدبر لآيات الذكر الحكيم، يعلم أن (من دخل جهنم فلن يخرج منها مطلقا)!!إذن فقضية (الشرك بالله) يجب أن تكون هي الشغل الشاغل لجميع المفكرين (المسلمين) وأصحاب المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي!!ولكن المأساة الكبرى، أن معظم هؤلاء المفكرين، هم أتباع فرقة من الفرق، وهم يعلنون ذلك، ولكن كل ما يقلقهم (في فرقتهم) أن تراثها الديني يحتاج إلى (تنقية)، وأن المناهج الدينية تحتاج إلى (إصلاح وتطوير) ..، هذه هي مشكلتهم التي تشهد عليها، مواقعهم الإلكترونية، وصفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، واذهبوا إليهم لتتأكدوا بأنفسكم!!إن (المفكرين) من فرقة أهل السنة (على سبيل المثال) متمسكون (بسنيتهم)، مع بعض الإصلاحات والتطوير في تراثها الديني!! إذن فهم من أتباع فرقة أهل السنة والجماعة، إذن فهم:“مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”!! إذن فهم (مشركون)!!لذلك أرجو بعد قراءة هذا المنشور، الدخول على صفحاتهم، للتأكد من هذه المعلومة، والوقوف على هوية هذه الصفحات، ومحتواها، وما هو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، غير هدم التراث الديني، وإصلاح وتطوير المناهج الدينية لـ (فرقة أهل السنة والجماعة)!!إننا عندما نهدم (التراث الديني) الذي قام عليه (إسلام) معظم المسلمين، دون أن نقدم لهم البديل (أي البيت الجديد الذي سيعيشون فيه)، نصبح في هذه الحالة من (المفسدبن في الأرض)، والله تعالى يقول: “وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”إن أتباع هذه الفرق، لو تركوا دينهم (أي تراثهم الديني)، فإنهم سيعيشون بلا مأوى (بلا دين)، حتى نأتيهم بالبيت الجديد (أي بالدين الحق) الذي سيعيشون في ظلاله، فأين هو هذا (الدين الحق)؟!كان يجب أن يكون الشغل الشاغل لمن يدّعون (الإسلام)، هو السعي نحو إقامة (دين الله الحق) بين الناس، لا عمل لهم (دعوي) أو (فكري) غير هذا العمل…، وعلاقتنا بالتاريخ لا تتعدى أخذ العبر!!وإياك أن تقول (الدين الحق) هو (القرآن وكفى)!! لأن (القرآن وكفى) شعار، يحتاج إلى أمة من الناس يقومون بتفعيله على أرض الواقع، وليس خطبا منبرية!!انظروا إلى ساحة (المفكرين الإسلاميين)، ومواقعهم الإلكترونية، وصفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وأنتم تتأكدون، أن هؤلاء سيظلون يخطبون على منابرهم الفضائية، والمعجبون بالمئات، ينتقدون تراث فرقتهم الديني، وسيموتون، ويتركون أتباعهم، بلا مأوى (بلا دين)!!كتب (المستشار أحمد عبده ماهر) ظهر اليوم (10/9/2014م) منشورا بعنوان “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”، ولولا أنه ذكر اسمي في هذا الموضوع، الذي يتعلق بصلب مشروعي الفكري، ما شغلت نفسي به، خاصة بعد أن تطاول على (العلم وأهله)، عندما قام بالتعليق على منشور “السرقة الفكرية [1]”، الذي كتبته في 27/8/2014م، والغريب أني لم أذكر اسمه في هذا المنشور مطلقا، لا من قريب ولا من بعيد!!إنني عندما أنتقد شخصا على هذه الصفحة، فهذا لا علاقة له بما يقوله (السطحيون) (الجاهلون) بشخصنة الموضوعات، هؤلاء الذين أصابهم (الهذيان)، عندما وضعت الجزء الأخير من منشور “لماذا القرآن، والقرآن وكفى [5]”، ونشرت الوثائق والمستندات الدالة على أن محمد مشتهري هو المؤلف الحقيق لكتاب (القرآن وكفى)!!وعندما أنتقد (المستشار أحمد عبده ماهر)، فذلك لأنه أثبت في تعليقه المشار إليه أنه يدافع عن (السُرّاق)، ويقول: إن (سرقة الأفكار) حق لكل مواطن!! والغريب أنه مستشار قانوني!!إن (المستشار أحمد عبده ماهر) لا يستطيع أن يكتب فقرة واحدة من إبداعه هو، فكل ما يكتبه على صفحته، من الأفكار (المسروقة)، وعندي فريق عمل يتابع كل منشورات وحوارات هؤلاء النجوم (الفضائية وغير الفضائية)، ولو أردت أن أكشف عن هذه الحقيقة، استنادا إلى ما أملك من مستندات (صوت وصورة)، لفعلت… ولكني على يقين، أنني لو فعلت…، لفُتن الكثير من أتباعه (بل وغيرهم)، ولتركوا هذا الدين أصلا، كما حدث لبعض أتباع د/ أحمد صبحي منصور، بعد أن كشفت حقيقة كتاب (القرآن وكفى)، بعد ربع قرن من الصبر، ولكن … (يظهر إن للصبر حدودا)!!لذلك سأكتفي يضرب مثال واحد فقط، يتعلق بالموضوع الذي ذكر اسمي فيه، وهو “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”!!

وللموضوع بقية ….


(252) 11/9/2014 (السنة النبوية حقيقة قرآنية: قبل ظهور الفرق والمذاهب)

 عدد المشاهدات : 171

يقول المستشار أحمد عبده ماهر في منشوره “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”:“وكنت قد قرأت كتاب اسمه [السنة النبوية حقيقة قرءانية] للدكتور محمد مشتهري، وقد جمع فيه كل أوامر الله واعتبرها من السنن، باعتبار أن النبي كان خُلُقُهُ القرءان، بينما أنا أرى بأن هذا خلط بين السنة والواجب والفرض، بينما قرأت رؤية طيبة لسيدة اسمها [أم علاء كتانة] عندها وضوح طيب لمعنى ممارسة السنة النبوية”!!أقول: إن المستشار أحمد عبده ماهر لم يقرأ هذا الكتاب أصلا، وأن ما كتبه كان بناءً على فهمه لعنوان الكتاب فقط، ودليل ذلك ما يلي:1- عنوان المنشور نفسه (سنن الرسول المؤكدة بالقرءان) إن دل على شيء، فإنما يدل على أن المستشار أحمد عبده ماهر، يعيش حياته داخل (منظومة التراث الديني) لفرقة أهل السنة والجماعة، ومعجب بمصطلحات أئمتها (الذين يسبهم)، ومنها مصطلح (السنة المؤكدة)!!إن المستشار أحمد ماهر، يريد أن يقول في هذا العنوان: إنه يعيش حياته داخل منظومة (التراث الديني)، يقوم بعملية تنقية (السنة النبوية المفتراة)، ويأخذ منها ما جاء القرآن يؤكده!!هذا هو المنهج الفكري (التنويري) للمستشار أحمد عبده ماهر، منهج يقوم على (تنقية التراث الديني)، حتى لو كان الأمر متعلقا بـ (السنة النبوية)، التي لا مصدر لها (مطلقا) إلا كتاب الله تعالى!! وإن (السنة النبوية) في كتاب الله، ليس فيها سنة مؤكدة وسنة غير مؤكدة!!إذن فما علاقة (التراث الديني)، بـ (السنة النبوية)، حتى تجعل عنوان منشورك “سنن الرسول المؤكدة بالقرءان”؟!! إن الله تعالى يقول مخاطبا المشركين:“أَوَ لَمْ (يَكْفِهِمْ) أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ (الْكِتَابَ) يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”!!إن المستشار أحمد عبده ماهر لا يكفيه أن يستخرج (السنة النبوية) من القرآن، كما فعل محمد مشتهري في كتابه (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، لأن منهجه في فهم (الإسلام)، هو أن يجلس وسط (التراث الديني)، ويأخذ منه ما جاء القرآن يؤكده، ثم يخرج على الناس وقد صنع من نفسه مفكرا وفليسوفا إسلاميا!!لذلك لم يكن غريبا على المستشار، ألا يعجب بمنهج محمد مشتهري، في تأليف كتابه (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، فقال: “بينما (أنا أرى)، بأن هذا خلط بين السنة والواجب والفرض”!!طبعا هو يقصد أني خلطت (أثناء تأليف الكتاب) بين (السنة) و(الواجب) و(الفرض)، وسأبين (بعد قليل) كيف أن قوله هذا لا أساس له من الصحة، بل وهو انحراف عن صراط الله المستقيم!!2- قوله: “وقد جمع فيه كل (أوامر الله) واعتبرها من (السنن)”!!المستشار أحمد عبده ماهر هنا يتحدث عن منهجي في تأليف الكتاب، ويدّعي أني جمعت في هذا الكتاب (كل أوامر الله) التي جاءت في القرآن، واعتبرتها من السنن!! وهذا الكلام غير صحيح شكلا وموضوعا!!إن كتاب (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، الذي يتحدث عنه المستشار، هو الجزء الأول من موسوعة (السنة النبوية حقيقة قرآنية – قبل ظهور الفرق والمذاهب). وفي مقدمة هذا الكتاب ذكرت المنهج العلمي الذي سأتبعه في تأليفه، وقلت في الفقرة الأخيرة من (ص 5) من المقدمة:“وسأكتفي في هذه الدراسة باستخلاص السنن من الآيات التي (ذُكر فيها رسول الله) (باسمه) أو (بضميره)، (ظاهرا) أو (مضمرا)، (مخاطبا) أو (متكلما) أو (غائبا)، حسب ترتيب سور القرآن في المصحف، علما بأن (القرآن كله) قد خوطب به رسول الله (وكان خلقه العظيم)”.فمن أين جئت، أيها المستشار القانوني، بأني قد جمعت في كتابي، كل (أوامر الله) واعتبرتها من (السنن)”!! إن هذا الكتاب لا علاقة له بـ (أوامر الله في القرآن)، كما أنه لم يستوعب كل السنن المستخلصة من كتاب الله (حسب منهجي الذي ذكرته)، لأن هذا الكتاب هو الجزء الأول فقط، الذي قلت فيه تحت عنوان (خلاصة الدراسة):“إنه وفق المنهج العلمي الذي قامت عليه هذه الدراسة في استخلاص السنن النبوية من القرآن الحكيم، (والذي أشرت إليه في المقدمة)، فقد بلغ عدد الآيات المستخلص منها هذه السنن (1790 آية تقريبا)، من مجموع آيات سور القرآن الحكيم، والبالغ عددها (6236 آية). أي أن ما أوردته في هذه الدراسة من سنن مستخلصة من آيات الذكر الحكيم (هو فقط 29% تقريبا) من مجموع هذه الآيات”.3- قوله: “بينما أنا أرى بأن هذا خلط بين (السنة) و(الواجب) و(الفرض)”!!المستشار أحمد عبده ماهر، كما ذكرت سابقا، يتعامل مع (السنة النبوية)، التي (لا مصدر لها إلا القرآن)، وهو جالس داخل منظومة (التراث الديني)، ثم يجعلها حاكمة على هذا القرآن، تماما كما فعل أئمة السلف، وفقهاء المذاهب، هؤلاء الذين يسبهم ليل نهار!!!إن المستشار أحمد ماهر لم يفرق بين (السنة النبوية) التي جاء بها القرآن، والتي (لا مصدر لها غيره)، وبين (السنة النبوية المفتراة)، وما حملته من مذاهب أئمة الفقه المختلفة، ويعيش بداخلها، ويستخدم مصطلحاتها، ومنها هذه المصطلحات الفقهية: (السنة) و(الواجب) و(الفرض)!! ثم يقول: إن محمد مشتهري، في تأليف كتابه، خلط بين هذه المصطلحات!!شيء غريب، وعجيب، ومستفز!! ما علاقة منهج محمد مشتهري، الذي بيّنه في كتابه (السنة النبوية حقيقة قرءانية)، بهذه المصطلحات الفقهية (المفتراة)، التي لا علاقة لها بشريعة الله تعالى القرآنية؟!!إنها حقا (أزمة فكرية)، يعيشها المستشار أحمد عبده ماهر (وقد لا يشعر بها)، لذلك سأعرض عليه حوارا (بالصوت والصورة)، يتعلق بهذه الأزمة، لعله (ينتبه)، ويُسرع بعلاج هذه (الأزمة الفكرية)، قبل فوات الأوان!!

وللموضوع بقية ….


(253) 11/9/2014 (معلومة هامة جاءتني الآن….. ونأسف على الإزعاج )

 عدد المشاهدات : 192

معلومة هامة جاءتني الآن….. ونأسف على الإزعاج، وهي:أن المستشار أحمد عبده ماهر، نشر على صفحته، في 4/9/2014 تعقيبا لشخص اسمه (عثمان علي)، علمت أنه المتحدث الرسمي باسم أحمد صبحي منصور، وهذا هو نص ما قاله هذا (الغلام):“محمد المُشتهرى منعنى من دخول صفحته عندما عجز عن الرد على تعقيبى لكشفى لحقيقة كدبه وإفتراءه على الدكتور احمد صبحى منصور، وتحديته أن يرد على جزء من الحقائق التى عندى عنه، وهذا هو التعقيب الدى كتبته على تشويهه للدكتور منصور:“فوالله الدى لا إله إلا هو أن محمد المُشتهرى كاذب كاذب كاذب، وانا على ذلك من الشاهدين، وأنا أعلم انه لن يترك تعقيبى هدا، ويبدو انه يعيش احلام اليقظة، فالمشتهرى كان يجلس امام احمد صبحى منصور (فى المسائل الدينية ) كالتلميد، وكلهم وكل من دكرهم كنت معهم وكنت طرفا رئيسا فى ندواتنا وتحركاتنا مند الثمانينات، وننتقل من مسجد لمسجد فى صلاة الجمعة، ولم يكن معنا ولم نكن نعرف هدا المُشتهرى ولا جمال البنا، وعندما قُبض على هده المجموعة المجموعة لم يكن بها ولا فيها ولا علاقة لها بالمُشتهرى، والمُشتهرى لم يجروء على النطق بحرف إلا بعد ان مات ابوه، هو يعلم هدا، ولينتظر منى معلومات أخرى عنه فى رسالة مُطولة، ووالله مرة أخرى انى أكتب هدا شهادة لله لإنصاف الرجل فى غيبته، ولو علم لمنعنى، لأنه قال انا لا اهتم بمثل هدا، انا يهمنى وصول ابحاثى للناس، ولا انظر لمن يُعطلنى، ولقؤنا عند الله يفصل بيننا… يبقى أن نقول للكادب المُشتهرى، ان احمد صبحى منصور، فصل من جامعة الأزهر، واقفوه عن العمل بسبب ابحاثه وكُتبه التى قررها على الطلاب وهو فى سن ال33 سنة، ومن قبلها تحدى شيوخ الأزهر وعلى رأسهم عبدالحليم محمود فى رسالة الدكتوراة وهو عنده 27 سنة وعطلوه 7 سنوات بسبب علمه وابحاثه، واصدر ونشر كتاب السيد البدوى فى تحد عالمى للتصوف ولشيوخ الأزهر عُباد القبور، وهو عنده 30 سنة، فى داك الوقت كان يعيش الكفاف، وآناس آخرون تأتى لهم الأموال بحجور الجلاليب، واقسم لانى شاهدت دلك بنفسى .. إتق الله يا مُشتهرى، ولا تفترى وتدعى كدبا على الرجل اشياء لا تمت للحقيقة بصلة، ولو انت واثق من نفسك لا تحدف تعقيبى ورد عليه، كنت أحترمك كثيرا ولكن للأسف طلعت أسوأ من السلفيين!!!وأقول:ها أنا يا (عثمان علي)، قد نشرت تعقيبك فورا، ولم أنتظر حتى أنتهي من أزمة حليفكم المستشار أحمد عبد ماهر، لأن المفترض أن المنشور السابق له بقية، وكان من الأفضل ألا أقطع تسلسل الأفكار…، ومع ذلك أجبت على قولك (لا تحدف تعقيبى)!!أما قولك (ورد عليه)…، أنا في الحقيقة لم أر في تعقيبك شيئا يحتاج إلى الرد عليه، فأنا أمام (كلام مرسل) من الكلام الذي يُحكى على المقاهي، يستطيع أي إنسان أن يحكيه!! أما الكلام (غير المرسل)، فهو الذي عليه دليل وبرهان!!إن كل أجزاء موضوع (لماذا القرآن، والقرآن وكفى) من (1-5)، كلها مدعمة بالأدلة والمستندات، فهل يعقل (يا رجل)، يا من أقسمت بالله العظيم أني كاذب، هل يعقل ألا يتضمن تعقيبك هذا، (مستندا واحدا) يبطل المستندات التي أتيت أنا بها ونشرتها؟!ألم يكن من الأفضل لك ولكرامتك، ولشيخك، أن يكون تعقيبك في (الصميم)؟! هل تعلم أنك بهذا التعقيب قد أهنت شيخك (أحمد صبحي منصور) وكل من تابعوه وناصروه وهم يعلمون أني أتهمه بسرقة كتاب (القرآن وكفى)؟!هل ما جاء في هذا التعقيب هو كل ما تملكه من أدلة على أني كاذب؟!وإذا كان عندك الكثير غيره، فهل كان من المنطق أن تبدأ بحكاوي القهاوي؟!لماذا لم تذكر شيئا ترد فيه على ما ذكره شيخك من أنه باع شرفه (العلمي) لمعمر القذافي مقابل حفنة من الدولارات، جعلته يغير اسمه إلى (د/ عبد الله الخليفة)، ويغير اسم الكتاب الذي نسبه إليه (القرآن وكفى) وهو كتابي…، يغيره إلى (لماذا القرآن)؟!! (ولا حد شاف ولا حد دري)…..!!!!!

يا (عثمان علي):أمامك من الآن (ساعة من الزمن)، تنشر فيها كل ما تملك من مستندات تثبت أني (كذاب) في ما كتبت، بداية من المنشور [1] وحتى المنشور [5] من موضوع (لماذا القرآن، والقرآن وكفى)، وأنا أعلم أن من أصدقاء الصفحة من هم على تواصل دائم معك، مثلا (فؤاد السيد السقا)، ويرسلون إليك كل ما يحدث على صفحتى!!فإن لم تفعل، فاعلم أنك أنت (الكاذب)، ولن تكون لك ولا لشيخك ولا لأنصاره كرامة بين الناس بعد هذه الفضيحة (على شبكات التواصل الاجتماعي)، إلا من كانوا على شاكلتكم، أعضاء في رابطة (السُرّاق)!!

الأعزاء أصدقاء الصفحة… نأسف مرة أخرى للإزعاج …

وموعدنا مع استكمال (أزمة) المستشار أحمد عبده ماهر (الفكرية) في المنشور القادم!!

(254) 13/9/2014 (عندما تسقط النجوم على الأرض – 1)

 عدد المشاهدات : 171

أولا: (المشهد):عبارة عن حوار على قناة التحرير، برنامج (صح النوم)، بين المستشار أحمد عبده ماهر ومقدم البرنامج. ولقد اخترت هذا الحوار بالذات (من بين عشرات الحوارات) لتعلقه بموضوع المنشور (السنة النبوية حقيقة قرآنية: قبل ظهور الفرق والمذاهب)، ولبيان أن (سارق) الأفكار لا يستطيع أن يعرضها على الناس بالفهم الواعي (الذي يعرضها به صاحبها)، لذلك ترى (السارق) للأفكار، يسقط في نظر الناس (علميا وفكريا)، أكثر من مرة، على مر الزمن، إلى أن يموت (فكريا طبعا)!!تعالوا نستمع إلى هذا الحوار، الذي وضعه المستشار أحمد عبده ماهر على صفحته، على هذا الرابط:https://www.youtube.com/watch?v=G7uXl0dU9s4


(255) 13/9/2014 (الجزء الذي سيتم التعليق عليه من حوار المستشار أحمد عبده ماهر في برنامج (صح النوم

 عدد المشاهدات : 201

الجزء الذي سيتم التعليق عليه من حوار المستشار أحمد عبده ماهر في برنامج (صح النوم)

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/videos/706494249432460/


(256) 13/9/2014 (عندما تسقط النجوم على الأرض – 2)

 عدد المشاهدات : 175

ثانيا: (الحوار)المستشار يوضح للناس من هم (المشركون)، فيقول: الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، كل حزب بما لديهم فرحون، أنا فرحان بالصوفية، وده فرحان بالسلفية، وده فرحان بالسنية”!!فقاطعه المذيع قائلا: “بس احنا (بنتبع سنة النبي) عليه الصلاة والسلام، (علشان بس إلي بيسمع….)”!!تعليق: إن المستشار أحمد عبده ماهر، بدأ حديثه ببيان من هم (المشركون)، وفعلا جاء استدلاله بالآية في محله، ولكنه لم يسقط هذه الآية على واقعنا المعاصر (كما يفعل مشروعي الفكري)، ولم يُبيّن للناس أن أتباع الفرق المعروفة: سنة وشيعة …، وما تفرع عنها من مذاهب وطوائف وجماعات: صوفية، وسلفية، وسنية…، إذا لم يخلعوا ثوب (الفُرقة والمذهبية) وماتوا على ذلك، ماتوا (مشركين)!!وهذا ما فهمه مقدم البرنامج، لذلك قاطع المستشار على الفور قائلا: “بس احنا (بنتبع سنة النبي) عليه الصلاة والسلام، (علشان بس إلي بيسمع…)”!!يعني مقدم البرنامج، أدرك فورا الأزمة، التي توقع أن يفجرها المستشار، ويقول: إن أتباع فرقة أهل السنة والجماعة، من المشركين!!لقد كان على المستشار أن يواجه الموقف بعزيمة إيمانية، ولا يخاف في الله لومة لائم، ويقول لمقدم البرنامج، ردا على تعليقه: أنا لا أتحدث عن (اتباع سنة النبي)، وإنما أتحدث عن الفرق التي مزقت المسلمين، ومنها فرقة أهل السنة، وأدعو أتباع هذه الفرق (من خلال هذا البرنامج) أن يتوبوا إلى الله، ويخلعوا ثوب (الفُرقة والمذهبية)، لأنهم لو ماتوا على ذلك، ماتوا (مشركين)!! فهل فعل ذلك المستشار أحمد عبده ماهر؟! لم يفعل، وهرب من ساحة (إظهار الحق)!!تعالوا نستمع إلى هذا الجزء من الحوار…. 


(257) 13/9/2014 ( عندما تسقط النجوم على الأرض – 3)

 عدد المشاهدات : 175

ثالثا: (الهروب الكبير)ماذا فعل المستشار أحمد عبده ماهر في مواجهة هذا الموقف (الإيماني)..، الذي لا يهرب منه إلا (سارق)، لا يهمه الدفاع عن (المسروق) الذي معه، أو (منافق) لم يدخل (الإيمان) قلبه؟!إن المستشار أحمد عبده ماهر، تعود على (سرقة الأفكار)، التي ينسبها إلى نفسه، ثم لا يستطيع الدفاع عنها، بل ولا يهتم لو أن أحدا سرقها منه، لأنه يرى أن الملكية الفكرية حق لكل مواطن..، وعندي له ملفات تثبت ذلك، وكيف أن كل جديد (من إبداعي)، يأخذه فورا، ويصيغه بطريقته (المحامية)، ويكتبه على صفحته، ومن ذلك ما كتبه في (10/9/2014)، ويتعلق بموضوع (شرك أتباع الفرق المختلفة)، الذي بدأ به حديثه في هذا الحوار، ثم هرب منه!!يقول: “لا شيعي ولا سني، فكل المذاهب ما هي إلا إشراك، فالشيعي والسني وأطيافهما كلهم مشركون، لأنهم فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وحقا قال تعالى: “وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ” – “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً” – “كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”!!أرجوا أن تنظروا في منشوراتي، وفي منشوراته التي كتبها خلال الأشهر الأخيرة، وستجيبون بأنفسكم على هذا السؤال: منذ متى والمستشار أحمد ماهر يُكفر أتباع الفرق؟!!إن القضية ليست في (نشر الأفكار)، وإنما في (تحريفها وتشويها) على أيدي (السُرّاق) الذين لا تربطهم بهذه الأفكار أية صلة!! لذلك أنا لا أخاف من (العالم) عندما ينقل فصولا كاملة من مؤلفاتي، لأنني أعلم أنه سيذكر مصدرها!!إن (العالم) لا يكون عالما إلا بعد أن يجتاز بنجاح فتنة (الأمانة العلمية)!! أما (الجاهل) فلا يهمه، إلا أن يأتي كل يوم بجديد، ليظهر أمام الناس أنه عالم!! فهل يعلم المستشار أحمد عبده ماهر مقتضيات هذه الفقرة التي كتبها في (10/9/2014)؟! وهل عمل بهذه المقتضيات؟!!لقد هرب المستشار من مسألة الحكم على أتباع الفرق بالشرك، ولم يعمل بمقتضيات الآية التي بدأ حديثه بها!! هرب ولم يواجه، لأن (الفكرة) ليست من إبداعه، ولا صلة (إيمانية) تربطه بها أصلا!!وبرهان آخر!! انظروا إلى كل مؤلفات وحوارات ومنشورات المستشار أحمد عبده ماهر، لن تجدوه يتحدث إلا وهو جالس، يعيش حياته، مع (التراث الديني)، لفرقة أهل السنة والجماعة، بل ويقاتل في سبيل تنقيته، وإصلاح وتطوير المناهج الدينية لمؤسسات الأزهر التعليمية!!إذن… فنحن في مفترق طريقين: إما أن نسير مع المستشار أحمد ماهر، وهو يعلن أن فرقة أهل السنة، هي الفرقة الوحيدة المسلمة (الناجية)، فنكون مثله (سلفيين) من الدرجة الأولى؟! وإما أن نسير معه في مشوار (السرقة)، و(النفاق)، وهو يطرح مسألة (شرك) أتباع الفرق، كترف فكري، وفرقعة (إعلامية)!!وهل ظهر (نجوم) حركة الفكر التنويري، والقراءات الشاذة للقرآن، إلا عن طريق هذه الفرقعات الإعلامية؟!لقد هرب المستشار أحمد عبده ماهر من ساحة (الرجال)، الذين “صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”، وأخذ طوق نجاته معه من كلام مقدم البرنامج عندما قال: “بس احنا (بنتبع سنة النبي) عليه الصلاة والسلام، (علشان بس إلي بيسمع)”!!لقد حوّل المستشار أحمد عبده ماهر موضوع الحوار إلى موضوع (السنة) بمفهومها (الفقهي)، لينجو من الاتهام بازدراء الأديان!! (شيء عادي جدا … وهوه خسران حاجة؟!)لقد خرج المستشار عن الموضوع الأساس، وأخذ يتحدث عن معنى اتباع (سنة النبي)، والفرق بين السنة والاتباع والتقليد، هذه المصطلحات التي لا يفهم معناها أصلا، لذلك وقع في شر أعماله!!انظروا ماذا قال: “شوف، سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ليست السواك، ولا تربية اللحية…، لالالا..، “السنة” شيء، و”الاتباع” شيء، و”التقليد” شيء..، إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود..، إنما إلي عايز (يتبع النبي) يشوف المنهج”!!المستشار أحمد عبده ماهر، ارتكب كبيرة من الكبائر، تخرجه من ملة (الإسلام)، إذا لم يتب فورا، وهي قوله: (إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود)!!ولن يستطيع أي عالم من علماء اللسان العربي، (يحترم العلم الذي يحمله)، أن يخرج المستشار من أزمته الإيمانية، بأي تأويل لهذه الجملة، ولا بأية صورة من صور التشبيه أو الاستعارة أو…، أو…، أو…!! لقد (سب) المستشار (النبي)..، نقطة!!تعالوا نسمع ونرى ماذا قال ….


(258) 13/9/2014 (عندما تسقط النجوم على الأرض – 4)

 عدد المشاهدات : 166

رابعا: (التغييب العقلي)يقاطع مقدم البرنامج فورا “بس احنا (بنتبع سنة النبي) عليه الصلاة والسلام، (علشان بس إلي بيسمع….)”!!ويقول له:“يعني إيه الجملة الأخيرة دي”؟! يقصد جملة (إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود)!!لقد أصابت هذه الجملة مقدم البرنامج بالذهول، فقاطعه فورا، فإذا بالمستشار أحمد ماهر يهرب للمرة الثانية من أزمة (تخرجه من ملة الإسلام)، ويذهب إلى موضوع فقهي لا علاقة له بهذه الأزمة، التي كان يجب أن يبرأ نفسه منها، ويبيّن للمشاهدي مقصده!!فتعالوا نفهم هذه الجملة (إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود) التي أوقعت المستشار القانوني في كبيرة من الكبائر!!– قوله: “إلي عايز (يقلد) النبي”…..إن المستشار أحمد عبده ماهر، لا يعلم الفرق بين (السنة)، و(التقليد)، و(الاتباع)، لذلك ضيع نفسه ودينه!! إننا عندما نتحدث عن (التقليد)، فنحن نتحدث عن طرفين: طرف (يقلد) طرفا آخر، والطرفان يعيشان في مكان واحد، وزمن واحد!!إن المسلمين الذين كانوا (يقلدون النبي) في عصر الرسالة، هم الذين عاشوا معه، وشاهدوه، وكان بإمكانهم تقليده تقليدا عمليا على أرض الواقع!! أما بعد موت النبي، فلا يوجد (مطلقا) ما يُسمى بـ (تقليد النبي)، وإنما يوجد (اتباع النبي)!!واتباع النبي (في أفعاله)، تم من خلال “منظومة التواصل المعرفي”، (الجانب العملي منها)، الذي تناقله المسلمون جيلا عن جيل، والذي بدأت أول حلقة فيه، بتقليد النبي (شخصيا)!!إن (تقليد النبي) يستحيل أن يتحقق إلا في عصر الرسالة، إذن كان يقصد المستشار بقوله: (إلي عايز يقلد النبي)؟! هل كان في وعيه وهو يقول هذه الجملة؟!– قوله: “يروح جبلاية القرود”!!* هذا الكلام، يستحيل أن يتحقق، إلا إذا كان (النبي)، إلي احنا (عايزين نقلده)، موجودا مع القرود في (الجبلاية)، واحنا كمان نكون قرود، علشان نعرف نقلده!!* وعلى أساس هذا الكلام، يصبح (النبي) قردا، يعيش في (جبلاية القرود)، ونصبح نحن كذلك، لأن (القرود) هي التي تتصف بـ (التقليد الأعمى)، فلازم نكون كلنا قرود، علشان نعرف نقلد بعض!!* يعني هل المستشار أحمد ماهر، لا يملك من تعبيرات اللسان العربي، ما يستطيع به ذم التقليد الأعمى للنبي، بعيدا (جبلاية القرود)؟! ألم يكن من الممكن أن يقول: إن الذين يريدون (اتباع النبي)، عليهم أن يحذروا، من (تقليد) أحد من المسلمين (اليوم)، من غير إثبات صحة هذا المنسوب إلى النبي، بالحجة والبرهان؟!* ولن يستطيع أي عالم، من علماء اللسان العربي، الذين يحترمون علمهم، تأويل هذه الجملة، بأي صورة من الصور البلاغية، من تشبيه، أو استعارة، أو… أو… أو…، ليُخرج المستشار من هذا المأزق الإيماني!!خامسا: (كلمة للتاريخ)أنني بعد أن علمت بهذه المهزلة العلمية (الفضائية)، اتصلت على المستشار، وبيّنت له كيف أن قوله هذا يخرجه من ملة الإسلام، وطلبت منه أن يعلن (توبته) على صفحته، وفي نفس البرنامج…، ثم بعد جدل (عقيم)، وعدني أن يفعل ذلك!!وفي اليوم التالي، أخبرني الفريق الذي يعمل معي، أن المستشار كتب على صفحته في (25-4-2014) تحت عنوان “فقهاء لكن جهلاء”، تعليقا على هذه الحلقة، قال فيه:“هذا الفيديو يتهمني به الجهلاء أني أهين سنة النبي، بينما هم جهلاء الشريعة الإسلامية، والسنة النبوية، على السواء”!!ثم قال: “أيها المعارض شاهد حتى النهاية دون أن تكون متلمظا أو مغلق الفكر كي تفهم وتستفيد”!! ثم وضع الرابط الخاص بهذه الحلقة وهو:https://www.youtube.com/watch?v=G7uXl0dU9s4وقال تحت عنوان: “أريد شهادتكم للتاريخ….عن تصوري لقرود هذا الزمان”، يقول مخاطبا مئات المعجبين به:“تكلم معي أعزاء لي، وأصدقاء، بل وتكلم أستاذي (يقصد محمد مشتهري)، في أني أخطأت في حق المقلدين، حين ذكرت بأنهم قرودا بشرية، تزعم أنها تقلد النبي”.ثم وجه أسئلة لأصدقائه المعجبين به، ظنا منه أنها ستخرجه من هذه الأزمة، التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على أنه لم يكن في كامل قواه العقلية، وهو يضع هذه الأسئلة!!إن المستشار أحمد عبده ماهر، لم يتب (كما وعدني)، ولم يرجع إلى الله تعالى، إلى يومنا هذا، فعلى أي أساس شرعي، أو منطقي، نعتبره مفكرا إسلاميا أو حتى غير إسلامي؟!!فتعالوا نستمع إلى هذا الجزء (الأخير)، وأنا في الحقيقة لا يهمني أن أشغل أصدقاء الصفحة باستكمال باقي الحوار، لأنه تفصيل عشوائي، وبناء على فراغ، قد ينفع العشوائيين، ولا حاجة لأهل البصيرة له!!


(259) 13/9/2014 (عندما تسقط النجوم على الأرض – 5)

 عدد المشاهدات : 191

عندما قاطع مقدم البرنامج المستشار أحمد عبده ماهر، قائلا: “يعني إيه الجملة الأخيرة دي”؟! وهي جملة (إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود)، تهرب المستشار من الإجابة عن السؤال، وذهب يتحدث عن موضوع فقهي، فقال:– “يعني على سبيل المثال هل الرسول عليه الصلاة والسلام قال:– لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة؟!– هل الرسول قال كده ولا لم يقل؟! – (أنا بقول إنه قال)!!”وهنا سأضطر آسفا، الدخول في مسألة تتعلق بما يُسمى بـ (علم الحديث)، فأقول:من هو المستشار أحمد عبده ماهر، وما هي مؤهلاته المتعلقة بما يُسمى (علم الحديث)، حتى يقول بكل هذه الثقة: (أنا بقول إنه قال)؟!طبعا أنا هنا لا أدافع عن (علم الحديث)، وإنما أدافع عن (منهج البحث العلمي) الذي غاب عن معظم (نجوم) حركة التنوير الإسلامي، والقراءات الشاذة للقرآن!!إن (العلوم)، حتى وإن اختلفنا معها في حجيتها، فهي أصلا علوم، لها أصولها وقواعدها ورجالها، الذين تخصصوا فيها، لذلك عليك أن تختار أحد السبيلين:– إما أن تتركها كلية (كما فعل محمد مشتهري) لعدم ثبوت حجيتها عندك، وذلك بالحجة والبرهان!!– وإما أن تكون من (رجالها)، تحمل شهادة التخصص في (علم الحديث)، فتتحدث عن (الأحاديث) بعلم، وأنت تابع لفرقة (أهل السنة والجماعة)، أي من: “الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”، هؤلاء الذين بدأت حديثك بوصفهم بـ (المشركين)، كما وصفهم الله تعالى!!فإذا علمنا أن أهل الحديث أنفسهم، لا يجرؤ أحدهم، أن يفعل ما فعله المستشار أحمد عبده ماهر، بهذا التحدي الذي رأيناه في هذا الحوار، ويقول بكل ثقة: (أنا بقول إنه قال)!! لأن أهل الحديث جميعا، متفقون، أن ثبوت هذه (الأحاديث)، وصحة نسبتها إلى النبي، مسألة (ظنية – ظنية – ظنية)!! أما المستشار الهمام، فقد جعلها (قطعية – قطعية – قطعية)، وهو جالس (نجما) متألقا في الفضاء، ولك أن تتخيل، ماذا يحدث، (عندما تسقط النجوم على الأرض)!!خامسا: (النتيجة)غياب (المنهج العلمي في التفكير)، و(العشوائية) في التعامل مع آيات الذكر الحكيم، والاستشهاد بآية قرآنية تحكم على (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) بـ (الشرك)، ثم يطالب (المشركين) بتنقية (الشرك) من (الشرك)!!تعالوا الآن نستمع إلى الحوار كله، لتقولوا لي:– إذا أردنا أن نسمي (موضوع) هذا الحوار فبماذا نسميه؟!– وما علاقة بدايته بهذا الموضوع؟!– وأين الترابط (العلمي) بين أجزائه؟!


(260) 16/9/2014 ( الشخصنة والفتنة المنكرة – 1)

 عدد المشاهدات : 184

إنها فتنة كبرى، أن أجد بعض أصدقاء الصفحة، لا يعجبون بالمنشورات التي تحمل نقدا لنجم من نجوم (حركة التنوير الإسلامي)، أو لشيخ من شيوخ (القراءات القرآنية المعاصرة)، في الوقت الذي يكون فيه هذا (النقد)، من باب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)!!فإلى هؤلاء أقول:إن محمد مشتهري، لن يقف في يوم من الأيام على منبر (الفيس بوك)، يعرض على الأصدقاء، الدراسات والأبحاث التي كتبها، والقراءات القرآنية التي فهمها…، دون أن يتخلل هذا (النهي عن المنكر الذي فعلوه)!!إن (المسلم)، الذي دخل (الإيمان) قلبه، يعلم علم اليقين، أن (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) محور أساس، يدور في فلكه إسلامه وإيمانه!!إن (المسلم)، الذي (لم) يدخل (الإيمان) قلبه، هو الذي يغضب، ويضيق صدره…، عندما يجد محمد مشتهري يكشف عن منكر كان معاصرا له، وشاهدا عليه، بدعوى أن هذه (شخصنة) للموضوعات!! إنها حقا (شخصنة)!! هل تريدون أن يعيش (المشركون)، و(السُرّاق) بينكم، وتخالطونهم، ولا تعرفونهم؟!!إن (المسلم)، الذي (لم) يدخل (الإيمان) قلبه، لا يملك (العلم) الذي يمكنه من التمييز بين الحق والباطل، بين (الوحدانية) و(الشرك)، بين (المبدعين) و(السُرّاق)…، تراه يقطف من كل صفحة فكرة، ويتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي تعامله مع مطاعم (التيك آوي)، (كلها مطاعم أكل)، نستفيد منها كلها!!إن (المسلم)، الذي (لم) يدخل (الإيمان) قلبه، يرى كل شيء في هذه الحياة جميلا، يرى (المنكر) جميلا، هكذا تعلم من (الجانب السلبي) في برامج (التنمية البشرية)، حتى لا يُصاب بمرض (الإكتئاب) النفسي!! إنه يرى كل نجوم (الفكر التنويري) أساتذة كبار، نستفيد منهم جميعا، على نظام (التيك آوي)!!إن (الجرح) لو تركناه ملوثا، دون تطهير، فقد يصل الأمر إلى (بتر) الجزء الذي يحمله!! وهذا (التطهير) هو (أمر بمعروف، ونهي عن منكر)!! إن هذا التطهير هو (الفتنة) التي تُمحص وتنظف وتكشف عن حقيقة (الإيمان) الذي في القلوب!! هي التي قال الله تعالى فيها:“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ (يَقُولُوا آمَنَّا) وَهُمْ (لا يُفْتَنُونَ)” – “وَلَقَدْ (فَتَنَّا) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ (الَّذِينَ صَدَقُوا) وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”!!إن (الَّذِينَ صَدَقُوا) لا يتعاملون مع (الإسلام) بنظام (التيك آوي)، هذا النظام الذي إن صلح في (الأكل) فلن يصلح في (العِلم)!!والآن سيُسرق قولي هذا: “أن هذا النظام إن صلح في (الأكل) فلن يصلح في (العِلم)، فإذا كشفت (السارق)، سيخرج علينا من يقول: (وفيها إيه لما يسرق أفكارك؟!!)الحقيقة لو أن (العالم المتحضر) لم ينتبه إلى هذه (المنكرات)، وسار على نهج (العالم المتخلف) في سرقة الأفكار، ما حُفظت آلاف (المأثورات)، خلال قرون مضت، وما زالت إلى يومنا هذا، منسوبة إلى أصحابها!!والسؤال: كيف يتشرب القلب، الذي (لم) يدخله (الإيمان)، منظومة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)؟!كيف يستطيع (التمييز النقدي) بين المشاريع الفكرية، وكلها ترفع رايات (القراءات القرآنية المعاصرة)، و(حركة التنوير)، و(تنقية التراث الديني)؟!!إن الحقيقة الغائبة، عن (الجاهلين)، أن كل هذه الرايات، هي التي ستُخرج الناس من (النور) إلى (الظلمات)، والأيام خير شاهد!!إن الذي يقيم مشروعه الفكري على نقد تراث فرقته الديني، والمطالبة بتنقيته، وإصلاح مناهج مؤسساتها الدينية..، إن هذا (التابع) خطر على مستقبل (الفكر الإسلامي)، وهو (شخصيا) (منكر) يجب أن نكشفه للناس، وننهاهم عن الإعجاب به، والمشاركة في فاعلياته الفكرية!!والسؤال: أين هم (المسلمون)، الذين فهموا قوله تعالى:“(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ) – (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) – (وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ) – (وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)”!!أين هي هذه الآمة؟! وأين هم أفرادها؟!أين هم (المسلمون)، الذين يبكون ليل نهار، خوفا من أن يكونوا من (الملعونين) الذين (لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ)؟! تدبر قول الله تعالى:“لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” – “كَانُوا (لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”؟!!أين هم (المسلمون)، الذين فهموا قوله تعالى، محذرا رسوله والذين آمنوا معه:“وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ” – “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”؟!وقوله تعالى مخاطبا رسوله محمدا:“إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ”!!وهل بعد تفرق المسلمين إلى فرق متخاصمة متقاتلة، من “مُنكَرٍ فَعَلُوهُ”؟!!(لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)!!

وللموضوع بقية ….


(261) 16/9/2014 (الشخصنة والفتنة المنكرة – 2)

 عدد المشاهدات : 233

ومن (المنكرات) التي لا يجب السكوت عليها:أولا: أن (منظومة التواصل المعرفي) جملة من إبداعي، ولا يوجد في العالم من سبقني إليها، وقد كان أول توثيق لها كان عام (2003م)، حيث كتبت فصلا كاملا عنها، في كتابي (نحو تأصيل الخطاب الديني) … [رقم الإيداع: 2003/ 13978، والترقيم الدولي: 277- 358 – 026 – 1]!!وتعتبر (منظومة التواصل المعرفي)، المحور الأساس في مشروعي الفكري، وما يحمله من أدوات لفهم القرآن، لذلك أعتبر أن أي مساس بها (بتبديل أو تحريف أو تشويه) مساس بمشروعي الفكري كله!!فعندما يخرج علينا المستشار أحمد عبده ماهر، في (24/8/2014)، ويقول تحت عنوان “يا جماعة ساعدوني”:“واعلموا جميعا بأن هناك ما يسمى بـ (منظومة التواصل المعرفي) بين البشر، وهي التي جعلتنا جميعا نطوف والكعبة عن يسارنا، وليست عن أيماننا، ولا يشذ عنا أحد وجميعنا يعلم بأن السماء فوقنا والأرض تحتنا، لا يشذ عنا أحد، وغير ذلك كثير من المعارف المتفق عليها بيننا، وذلك فيما يسمى بـ (منظومة التواصل المعرفي) التي تعلمنا منها الصلاة”!!إن المستشار أحمد عبده ماهر، قام بتحريف وتشويه (منظومة التواصل المعرفي)، وراح ينسج حولها فقرته السابقة، والتي لا علاقة لها (مطلقا) بحقيقة وجوهر ومعنى (منظومة التواصل المعرفي)، هذه (المنظومة) التي كتبت فيها فصلا كاملا، كان من عصارة سهر الليالي!! فهل نترك هذا (المنكر) ولا نكشفه، حتى لا نكون (بنشخصن) المواضيع؟!هل عندما تجدون المفكرين يستخدمون هذه الجملة (منظومة التواصل المعرفي)، ويقولون: “واعلموا جميعا بأن هناك ما يسمى بـ (منظومة التواصل المعرفي) بين البشر”، هل كلمة (ما يسمى) لا تجعلكم تريدون التعرف على من سمّاها، لتتعرفوا منه على معناها الحقيق؟! هل سأل أحد من مئات المعجبين بمنشورات المستشار أحمد عبده ماهر، من الذي سمّاها، لأنه لم يذكر المصدر؟!إن الأستاذ (يوسف نور الدين)، عندما نقل فصل (منظومة التواصل المعرفي) كاملا، وقسمه على عدة مقالات، قمت بشكره، لأنه قام بعمل يُشكر عليه، ولأنه ذكر في المقال الأول من أين أتى بهذا الموضوع، حيث قال: “كتاب المدخل الفطري إلي التوحيد”، للعالم الإسلامي الدكتور/ محمد السعيد مشتهرى)، وهذا هو الرابط الذي نشر عليه هذا الفصل كاملا:https://quran.maktoob.com/vb/quran48779/إذن فأنا لست ضد (نشر) الفكر عن طريق الآخرين، لأنه (معروف) أمرنا الله أن نأتيه، وإنما أنا ضد (السرقة)، لأنها (منكر) أمرنا الله أن ننهى عنه!!ثانيا: يرى د/ أحمد صبحي منصور أن زواج (المسلمة) من (الكتابي) جائز شرعا، فقال في فتواه:“زواج المسلمة من كتابى (جائز شرعا) بنص الآية الكريمة (أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ … (المائدة / 5)، والتفاصيل فى بحث (الموالاة)، قراءة فى سورة الممتحنة!!وهذا هو رابط الفتوى، واقرؤوا الموضوع كاملا:https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=18وتحت عنوان “الزواج من الكتابى”، يقول د/ أحمد صبحي منصور:“وفى النهاية فكل انسان (مسالم) فهو (مسلم)، وكل إنسان مأموم الجانب (يأمنه) الناس فهو (مؤمن). ويجوز الزواج منه و تزويجه، (بغض النظر عن العقائد) التى قد تاجل الحكم فيها لله تعالى يوم القيامة!!وفى النهاية فانه طبقا (لعدل الاسلام)، فانه يجوز (للمسلمة المؤمنة) أن تتزوج من (أهل الكتاب)، طالما كان مثلها (مسالما)، (مأمون) الجانب، وكما يجوز لنا أن نأكل من طعامهم ويأكلون من طعامنا، فإنه يجوز لهم الزواج من بناتنا بنفس حقنا فى الزواج من بناتهم”!!وهذا هو الرابط، واقرؤوا الموضوع كاملا:https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=372وتحت عنوان: “الولاء والبراء فى الاسلام” – (التأسى والإقتداء)، يقول د/ أحمد صبحي منصور:“فـ (المؤمن) هو المأمون الجانب، و(المسلم) هو المسالم، بغض النظر عن عقيدته، ورأيه فى الله تعالى والألوهية، و(الكافر) هو المعتدى الظالم الذى يصل ظلمه إلى القتل، والقتال للمسالمين الآمنين الذين لم يبدءوا بالقتال”!!ثم يقول في نهاية بحثه:الخلاصة: إنه يصح للمسلمة أن تتزوج أى إنسان مسالم بغض النظر عن دينه الأرضى أو السماى طالما تمسك بالسلم والسلام والأمن والأمان.كما انه يحرم على المسلمة أن تتزوج الارهابى الباغى القاتل للأبرياء المسالمين. هذا يأتى وفقا لمعنى الاسلام والايمان والكفر والشرك.وهذا هو الرابط، واقرؤوا الموضوع كاملا:https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php…فهل حقا، تبيح أحكام الشريعة القرآنية، زواج المسلمة من الكتابي؟!!

وللموضوع بقية …..


(262) 17/9/2014 (الشخصنة … والفتنة المنكرة -الأخيرة)

 عدد المشاهدات : 59

بداية … وقبل الحديث عن مفهوم (آية الزواج) في (الإسلام)، وهل يحل (للمسلمة) الزواج من غير مسلم، وهل يحل (للمسلم) الزواج من غير مسلمة…، لابد من مقدمة أراها ضرورية للوقوف على حقيقة هذه المشكلة، والمنطلقات التي انطلقت منها!!إن نجوم (القراءات القرآنية المعاصرة)، والتي أسميها (القراءات الشاذة للقرآن)، لم يقيموا ثقافتهم القرآنية، ولم يستنبطوا أحكام القرآن، بناء على منظومة (التدبر القرآني)، وما تحمله من منهج علمي، وأدوات لفهم آيات الذكر الحكيم!!إن نجوم (القراءات الشاذة للقرآن) أقاموا مشاريعهم الفكرية على القواعد الأصولية التي انطلقت منها مدارس (الحداثة) الأمريكية والأوربية، والتي تنتشر يوما بعد يوم، في ما يُسمى بالعالم الإسلامي!!إنها حقا (مؤامرة) على (الفكر الإسلامي)!!إن مدارس الحداثة (اللادينية)، تسعى إلى تجديد وتطوير المجتمعات الإسلامية، وإعادة قراءة تراثها الديني، بما يتوافق مع الحريات المدنية، وحقوق الإنسان، والقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، بناء على الاتفاقيات الدولية (ومنها اتفاقية سيداو)، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 34/180 المؤرخ في (18 ديسمبر عام 1979)!!لقد منحت هذه الاتفاقيات المرأة، حريّة التزوج بمن تختاره، (دون أي اعتبار للجنس والعنصر والدين)!! وها هو د/ أحمد صبحي منصور يقول في فتوى إباحة زواج المسلمة بغير المسلم، التي عرضناها على أكثر من رابط، في المنشور السابق، يقول:“ويجوز الزواج منه و تزويجه، (بغض النظر عن العقائد)…”!! وعلى رابط آخر يقول: “إنه يصح للمسلمة أن تتزوج أى إنسان مسالم (بغض النظر عن دينه الأرضى أو السماوى) طالما تمسك (بالسلم والسلام) والأمن والأمان”!!إن المشروع الفكري للدكتور أحمد صبحي منصور، وغيره من أصحاب مشاريع الحداثة والتنقية والتطوير، يقوم على أساس هذه الاتفاقيات الدولية، لذلك تراها لا تقترب من اليهود والنصارى (بذم)، وتفتي بأنهم سيدخلون الجنة (وإن لم يؤمنوا بالنبي الخاتم محمد)!!وفي هذا السياق، أذكركم، بما كتبته في المنشور “لماذا القرآن”، و”القرآن وكفى” [5]، من أن كتاب (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، الموجود على موقع د/ أحمد صبحي منصور، والذي يدّعى أنه من تأليفه، هو نفسه كتابي (القرآن وكفى)، ولكن بعد أن حذف منه كل ما يسيء إلى اليهود!!إن مدارس الحداثة (اللادينية)، هي التي ينطلق منها معظم نجوم (القراءات القرآنية المعاصرة)، هؤلاء الذين جعلوا ميراث المرأة كميراث الرجل، وأدخلوا اليهود والنصارى الجنة، وغيروا عدد الصلوات، وحرفوا مواقيت أداء شعائر الحج، وميقات إفطار الصائم…، بدعوى أن الزمن غير الزمن، والظروف غير الظروف، ولابد من الوفاء بمتطلبات (الحداثة والمعاصرة)!!إن مدارس الحداثة (اللادينية)، ترى أن المسلم مطالب بإعادة النظر في المسلمات التي رسخت في ضميره الديني، وأن عليه تحرير نفسه من أغلال الماضي، والنظر إلى أهل الكتاب على أنهم مثله تماما، وأننا جميعا ننتمي إلى الأسرة الإبراهيميّة، ولذلك كان لابد من (قراءة معاصرة) للنص القرآني، تأخذ بعين الاعتبار مستجدات الواقع المتطور!!إن مدارس الحداثة (اللادينية)، ترى أن آية “وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ … وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا …”، مرتبطة (بسبب نزول) محدد، وأن التحريم جاء (لغرض سياسي)، فلقد كانت العداوة مستحكمة بين المسلمين والمشركين، فكان لابد من وضع حدّ للعلاقات الزوجية بين الطرفين، خاصة وقد ظهر أن بعضها كان بغرض (التجسّس)…، ولكن اليوم، فليس من حق العلماء أن يستمروا في حظر هذا الزواج، لأنه يحول دون (الوحدة الوطنية)!!إن مدارس الحداثة (اللادينية)، ترى أنه لم يعد هناك فرق بين (إنسان مسلم وإنسان غير مسلم)، (بين مؤمن وغير مؤمن)…، وأنه يجب تحطيم مسألة أن زواج المسلمة بغير المسلم سيترتب عليه تكثير عدد الكفّار، وأن الأطفال سيعيشون في بيئة تخالف البيئة الإسلامية، وأن على المرأة أن تتمرد على هذه النظرة غير الإنسانية لها، فهي شطر الرجل، ومكافئ وندّ له!!أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة…، ولكني أعتبرها ضرورية ومحورية، للوقوف على المنطلقات التي انطلقت منها معظم المشاريع الفكرية، التي ترفع رايات (التنوير)، و(القراءات القرآنية المعاصرة)… كما أني أعتبرها من (الفتن المنكرة) التي يجب الكشف عنها!!والسؤال: هل يحل (للمسلمة) الزواج من غير مسلم؟!وهل يحل (للمسلم) الزواج من غير مسلمة؟!وللإجابة على السؤالين، يجب إلقاء بعض الضوء على (آية الزواج)، وهذا هو موضوعنا القادم!!


(263) 17/9/2014 ( آية الزواج – 1)

 عدد المشاهدات : 78

لقد خلق الله تعالى الكون، ثم خلق الإنسان، واستخلفه فيه، وزوده بآليات عمل قلبية (آليات التفكر، والتعقل، والتدبر، والنظر …) ليقف على دلائل الوحدانية في الآفاق والأنفس، وإن من آيات الأنفس (آية الزواج)، قال تعالى:“وَمِنْ (آيَاتِهِ) أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ (أَزْوَاجاً) لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ (يَتَفَكَّرُونَ)”!!تدبر قوله تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون”، وما فيه من إشارة إلى وجوب إعمال (آلية التفكر)، للوقوف على الحكمة، في ورود (آية الزواج)، وسط منظومة من (الآيات الكونية)، تبدأ بالآية [17] من سورة الروم، حيث يقول الله تعالى:“فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ” – “وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ”.وتنتهي عند الآية [27] حيث يقول الله تعالى:“وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”!!ووسط هذه الآيات الساجدة المسبحة تأتي (آية الزواج) [21]:“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”!!إن الحكمة (حسب ما أرى) تكمن في وجوب أن تقوم (منظومة الزواج) بين البشر، على الطاعة المطلقة لله تعالى، تأسيا بالكون من حولهم!!ونلاحظ أن الآية جاءت بفاء التفريع في قوله “فسبحان”، لبيان ما يجب على الكون (والإنسان) من إيفاء حق التسبيح والسجود والتنزيه والتعظيم والإجلال لخالقه عز وجل!!وكما أن هناك آيات إيجابية (حسب رؤية الإنسان لها) فهناك أيضا آيات سلبية!! أي أن (الآيات الكونية) قد تحمل الخير والشر في آن واحد (أي سلاح ذو حدين)!! فالثعبان مثلا آية من آيات الله الكونية، وفيه منافع للناس، وفي نفس الوقت فهو ضار بهم!!وإن (آية الزواج)، كما أنها قد تنفع الإنسان (إن هو أطاع الله تعالى فيها)، فإنها قد تضره (إن هو عصى الله تعالى فيها)، وفي الحالتيين: فالآية قائمة بين الناس، وعلى أساسها خرج هذا الوجود البشري، بكل ملله ونحله، وكفره وإسلامه!!فإذا نظرنا إلى تفعيل (آية الزواج)، وفق شريعة الله التي أمر الناس باتباعها، وجدنا أن أول تطبيق عملي لهذا التفعيل كان في بيت النبوة الخاتمة، فتدبر:“وَاذْكُرْنَ (مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ) مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا”إن (التذكر) تفاعل (قلبي) مع ما يتلى من آيات الكتاب، وتفعيلها سلوكاً عملياً في واقع الحياة!! و(الحكمة) تفاعل (علمي) يربط بين آيات الكتاب وآيات الآفاق والأنفس، وبين الواقع المعاصر بتحدياته المختلفة.لذلك كان من الضروري أن يُحسن (الزوج) اختيار (زوجه) المتناغم معه إسلاميا، وإيمانيا، وفكرياً…، فالبيت المسلم جزء من هذا الوجود المسبح الحامد الساجد لخالقه.وإن (نشأة الذرية) في بيئة مسبحة حامدة ساجدة لله تعالى، تفعيل للميثاق الغليظ الذي أخذه الله على الزوجين، وإقرار من جميع أفراد الأسرة بـ (العبودية الخالصة) لخالقهم.إننا يجب أن ننظر إلى (آية الزواج) بفهم واع لمقاصدها العليا الدالة على عظمة القدرة الإلهية، وما تحمله من دروس في أعلى مستوى تربوي يمكن أن يتخيله الإنسان.وإن مجيء (آية الزواج) وسط هذه المنظومة من (الآيات الكونية) الساجدة المسبحة، التي شملت الكون كله، يوحي بأن الله تعالى يريد أن يلفت نظر الأزواج (الرجل وامرأته) إلى ضرورة معايشة ما في هذه الآيات من توجيهات وعظات تساعدهم على تحقيق (السكن الزوجي) وما حمله من (مودة) و(رحمة).والسؤال: هل تفعيل (آية الزواج) في إطار (منظومة العبودية) الخالصة لله تعالى، يمكن أن يتحقق في حالات (الزواج المختلط)؟!!(الزواج المختلط) هو: (مسلم) مع (غير مسلمة) – و(مسلمة) مع (غير مسلم)!!وللموضوع بقية ….


(264) 18/9/2014 (آية الزواج – 2)

 عدد المشاهدات : 71

إن مهمة (الزوجين)، في الشريعة الإسلامية (القرآنية)، مهمة (إيمانية)، تقوم على إخلاص العبودية لله تعالى، وهي في نفس الوقت، مهمة (تكاملية)، يتمِّم فيها أحدهما الآخر، وعلى أساس هذا (التكامل)، يجعل الله تعالى بين الزوجين (المودة والرحمة):“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ (مِّنْ أَنفُسِكُمْ – أَزْوَاجًا) لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”!!لقد خُلقت المرأة من ذات (النفس الإنسانية) التي خُلق منها الرجل، لذلك سمى الله تعالى المرأة والرجل بعد زواجهما باسم واحد وهو “زوج”، والتي تعني شيئين يطابق كل منهما الآخر، بحيث يُكوّنان شيئاً واحداً!! فالمرأة زوج الرجل، والرجل زوج المرأة، في كيان واحد متناغم، يشعر كلا الزوجين فيه بأنه سكن للآخر.هذا عن منظومة (الخلق): (خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، وهي منظومة (الإيجاد من عدم)!!أما عن منظومة (الجعل): (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فهي منظومة (الأسباب والمسببات)، (المقدمات والنتائج)، حالة تهيئة المخلوق ليؤدي وظيفته التي خلقه الله تعالى من أجلها، وفق تدبيره وحكمته.ولقد (جعل) الله تعالى (المودة والرحمة) بين الزوجين، لتستمر فاعلية (آية الزواج) تعمل في هذا الوجود البشري، بصورة إيجابية (أو سلبية) حسب إرادة واختيار الزوجين (مقدمات ونتائج)!!ولقد جاءت (الشريعة الإلهية) تبيّن للناس، كيف يعيشون (آية الزواج) وفق المقدمات والنتائج (الإيجابية)، إذا هم التزموا بأحكام هذه الشريعة!!أما إذا أراد الزوجان (أو أحدهما) أن يقيما بيت الزوجية، خارج حدود (الشريعة الإلهية)، فإن فاعلية (آية الزواج) لن تتوقف، وستستمر تعمل في حياة الناس، حسب اختياراتهم (سلبا أو إيجابا)، (مقدمات ونتائج)!!وإننا إذا نظرنا إلى النتائج (الإيجابية) لـ (آية الزواج)، نجدها تقوم على منظومة (الإيمان والعمل الصالح)، هذه المنظومة التي جعل الله تعالى فيها (الوُدّ)، هو الرابطة الأساس في حياة الزوجين، يقول الله تعالى:“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً)”!!إنه (الحب الودود)، الذي يستمد مقوماته من منظومة (الإيمان والعمل الصالح)!!ولك أن تتخيل مجتمعا، يقوم على تفعيل منظومة (الإيمان والعمل الصالح) في حياة أفراده، وقد جعل الله تعالى بينهم، هذا (الحب الودود)؟!ولكن، هل يمكن أن ينشأ هذا (الحب الودود) بمعزل عن منظومة (الإيمان والعمل الصالح)؟!هل يمكن أن ينشأ هذا (الحب الودود) بين زوجين، أحدهما مسلم والآخر كافر (أو مشرك)؟!إن منظومة (الإيمان والعمل الصالح) هي المحور الأساس الذي تدور حوله منظومة (الحب الودود)، وبدونها: لا (إسلام)، ولا (سلام) … لا (إيمان)، ولا (أمان)!!إن (الحب الودود) ينشأ بين زوجين (يحبهما الله تعالى)، فهل تعرفهما؟! ابحث عنهما في القرآن لتعرفهما!!إن (الحب الودود) لا ينشأ بين زوجين (لا يحبهما الله تعالى)، فهل تعرفهما؟! ابحث عنهما في القرآن لتعرفهما!!إننا عندما نتحدث عن (الحب الودود) نتحدث عن طرفين يتحدان ليكونان نفساً واحدة، في منظومة متناغمة متوافقة (إيمانياً وفكرياً وأخلاقياً)، منظومة (الرؤية الإيمانية المشتركة)، و(العمل الصالح)!!وإن اللافت للنظر، أن مدارس (الحداثة)، و(المعاصرة)، التي قامت على (اللادين)، جاءت لتهدم هذه (الرؤية الإيمانية المشتركة)، وذلك بقيامها بتحريف مفهوم (الإيمان)، و(العمل الصالح)، و(الحب الودود)…، عن طريق ممثليها ومندوبيها في العالم، تنفيذا لما جاءت به (اتفاقية سيداو)!!ولقد وقعت معظم دول العالم على هذه الاتفاقية، والتي من بنودها القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وإباحة (زواج المسلمة بغير المسلم)، طالما تمسك الطرفان (بالسلم والسلام) و(الأمن والأمان)، بصرف النظر عن (الملة والدين)!!واستجابة لهذه المؤامرة، على (الفكر الإسلامي) قام أنصار (الحداثة)، و(القراءات القرآنية المعاصرة)، من المفكرين المستنيرين، بوضع مفاهيم جديدة لـ (الإيمان)، و(الإسلام)، تسعى إلى تحطيم القيود التي فرضتها الأديان على البشر، كمدخل إلى هدم أحكام الشريعة الإسلامية من قواعدها!!إن دﻻﻻت (الإيمان) و(الإسلام) في القرآن الحكيم، دﻻﻻت قطعية، إلا إذا جاء السياق القرآني بمخصص لها، ومن هذه الدلالات القطعية، قول الله تعالى:“(آمَنَ الرَّسُولُ) بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ(الْمُؤْمِنُونَ) كُلٌّ آمَنَ (بِاللَّهِ) وَ(مَلائِكَتِهِ) وَ(كُتُبِهِ) وَ(رُسُلِهِ) … لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.وبدون أن يتشرب قلب المرء هذا المفهوم، لن يصبح (مسلما)، ولا (مؤمنا)، ولو أدى جميع الشعائر التعبدية!!إنه من الضروري، إلقاء بعض الضوء على مفهوم (الإيمان)، و(الإسلام)، في الشريعة اﻹسﻻمية (القرآنية)، وهل يبيحان حقا (الزواج المختلط) كما أفتى أعداء (اﻹسلام) و(اﻹيمان)؟!

(الزواج المختلط) هو: (مسلم) مع (غير مسلمة) – و(مسلمة) مع (غير مسلم)!!

وإلى اللقاء القادم: مفهوم (الإيمان)، و(الإسلام)، في الشريعة الإسلامية (القرآنية)!!


(265) 19/9/2014 ( آية الزواج – 3)

 عدد المشاهدات : 68

[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]إن المنشورين السابقين (آية الزواج 1-2)، جزء لا يتجزأ عن هذا الموضوع، برجاء إعادة قراءتهما (قراءة متدبرة) قبل قراءة هذا المنشور، ذلك أن قضية (الإيمان) و(الإسلام) في سياق (آية الزواج)، وحسب منهجي في فهم القرآن، ليست من (الوجبات السريعة)، التي تعتمد على نظام (القص واللصق)، كما يفعل أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة (الشاذة)!!لقد قلت في المنشور السابق:إن دﻻﻻت (الإيمان) و(الإسلام) في القرآن الحكيم، دﻻﻻت قطعية، إلا إذا جاء السياق القرآني بمخصص لها، ومن هذه الدلالات القطعية، قول الله تعالى:“(آمَنَ الرَّسُولُ) بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ(الْمُؤْمِنُونَ) كُلٌّ آمَنَ (بِاللَّهِ) وَ(مَلائِكَتِهِ) وَ(كُتُبِهِ) وَ(رُسُلِهِ) … لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.إن المحور الأساس للحياة الزوجية، التي يرضى عنها الله تعالى، هو الإيمان بالله (كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ)، أي (الوحدانية)، فإذا دخل (الشرك) بين الزوجين (ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)!!لذلك جاء القرآن يُبيّن هذه الحقيقة، بـ (الدلالة القطعية)، فقال تعالى في سورة البقرة:– “وَلا تَنكِحُوا (الْمُشْرِكَاتِ) حَتَّى (يُؤْمِنَّ) وَلأَمَةٌ (مُؤْمِنَةٌ) خَيْرٌ مِنْ (مُشْرِكَةٍ) وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ”!!– “وَلا تُنكِحُوا (الْمُشْرِكِينَ) حَتَّى (يُؤْمِنُوا) وَلَعَبْدٌ (مُؤْمِنٌ) خَيْرٌ مِنْ (مُشْرِكٍ) وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ”!!– “أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ”– “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ، وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)”!!إن هذه الآية [221]، هي الآية (المحكمة)، (الأم)، التي تُحرم (الزواج المختلط) بالدلالة القطعية، التي لا تقبل أية شبهة في هذا التحريم!! وإن هذه الآية، هي التي تُرد إليها جميع الآيات، المتعلقة بـ (أحكام النكاح)، والتي لا يجب أن تفهم بمعزل عنها، خاصة الآية [5] من سورة المائدة، وقوله تعالى: “… وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ، إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ …”، وسيأتي بيانها!!لقد جاءت هذه الآية تعقيبا على سؤال عن حكم اليتامى، (طبعا بعد دخولهم الإسلام)، فقال تعالى: “وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ”، ثم جاء بعدها بتحريم (النكاح المختلط)، وعطفه على حكم مخالطة اليتامى، وحذر (المسلمين) (المؤمنين) منه: “وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ”، “وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ”..، فهل يعقل أن يحدث (تزاوج) بين (الشرك) و(الوحدانية)؟!لذلك كانت (الأمة المؤمنة)، خير للمؤمن من (الحرة المشركة)، ولو أعجبته (الحرة المشركة)!! ولقد جاء هذا التفضيل (خَيْرٌ مِنْ…) لبيان الفرق بين المنافع (الدينية)، والمنافع (الدنيوية)، وأنه مهما بلغ ما يحمله (الشرك) من زينة الدنيا، فإن (الأمة المؤمنة) خير من (الحرة المشركة)!!ونفهم من الآيات، أن الشريعة الإسلامية، تشترط أن يقوم عقد النكاح، على إقرار الزوجين بأصول الإيمان (التي بينتها الآية 285 من سورة البقرة)، وإلا فسد عقد النكاح!!لذلك نلاحظ أن (السياق القرآني)، عندما يتحدث عن شرط الإقرار بأصول الإيمان، يتحدث عنه باعتباره مسلمة إيمانية، فيقول في سورة النساء (الآية 25):“وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ (الْمُؤْمِنَاتِ) فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ (الْمُؤْمِنَاتِ)…”!!إن صفة (الإيمان) صفة ملازمة للزوجين في البيت المسلم، ولم يرد مطلقا في كتاب الله، أنه يمكن للمسلم أن يتنازل عن هذه الصفة، أو أنها تعني (السلام والأمن والأمان) كما يُفتي (شحرور وأحمد صبحي منصور)!! فهل يُعقل أن يكون تفضيل (الأمة المؤمنة) على (الحرة المشركة) بسبب أن الأولى تتميز بأنها امرأة (مسالمة)، تعيش حياتها في (أمن وأمان)؟!لقد غاب عن أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة (الشاذة)، أن هذه (الأمة) لا تملك أصلا حرية (سلامتها)، ولا حرية (أمنها)؟!لقد غاب عن أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة (الشاذة)، أن غير المسلمين، بأفكارهم ومللهم (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)، فكيف تقبل المسلمة، وكيف يقبل المسلم، أن تكون (أو يكون) زوجا، لمن (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)؟!إن الزواج، في الشريعة الإسلامية، ليس مجرد لقاء مادي جسدي بين زوجين، وإنما هو (آية إلهية)، إذا قام الزوجان بتفعيلها في حياتهما، كما أمرهما الله تعالى، فإن هذه الحياة يستحيل أن يخترقها (شرك) بأية صورة من الصور!!

– (أَفَلا تَعْقِلُونَ) – (أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) – (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) – (أَفَلا تَتَّقُونَ) – (أَفَلا تَسْمَعُونَ) – (أَفَلا تُبْصِرُونَ)!!– (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)!!

وللموضوع بقية ….


(266) 20/9/2014 (آية الزواج – 4)

 عدد المشاهدات : 72

“آية الزواج” [4][مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]ذكرت في المنشور السابق: أن الآية [221] من سورة البقرة، هي الآية (المحكمة)، (الأم)، التي تُحرم (الزواج المختلط) بالدلالة القطعية، التي لا تقبل أية شبهة في هذا التحريم: “وَلا تَنكِحُوا (الْمُشْرِكَاتِ) حَتَّى (يُؤْمِنَّ) … وَلا تُنكِحُوا (الْمُشْرِكِينَ) حَتَّى (يُؤْمِنُوا) …”!!فقال أصحاب القراءات الشاذة للقرآن:إن (تحريم النكاح)، الذي نصت عليه الآية، يتعلق بـ (الشرك)..، أما (أهل الكتاب) فليسوا بمشركين، ولا كفارا!! ثم أظهروا جهلا فوق جهل، وذهبوا يفرقون بين الكفر والشرك (باعتبار أن العطف يفيد المغايرة)، وكأنهم وجدوا طوق النجاة، الذي سينقذهم من أزمة الآية [221] من سورة البقرة!!إن كلمة (المشركين)، عندما تأتي معطوفة على الكفار، أو العكس، ونأخذ في الاعتبار مسألة أن العطف يفيد المغايرة، يكون (المشركون) غير (الكفار)!! فإذا ذهبنا إلى السياق القرآني وجدناه يبيّن أن (المشركين) هم الذين قالوا: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) … والذين قالوا: (عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) … والذين قالوا: (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ)!!أما (الكفار) فهم: الذين ينكرون البعث، قال تعالى: “كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”!! وهم الذين يفترون على الله الكذب، قال تعالى: “مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ”!!والسؤال: أين نضع (أهل الكتاب): مع المشركين أم مع الكفار؟! أم نضعهم مع المسلمين المؤمنين، أتباع النبي الخاتم محمد؟!إن (الكفر): هو الدائرة الأوسع، التي تحوي كل الملل والنحل، التي عصت الله تعالى، ولم تتبع النبي الخاتم محمد، عليه السلام، ولا شك أنه يشمل (المشركين)!! وسأعطي مثالا واحدا يبيّن ذلك من (سورة الممتحنة)، حيث يقول الله تعالى:“يَا أَيُّهَا (الَّذِينَ آمَنُوا) إِذَا جَاءَكُمْ (الْمُؤْمِنَاتُ) مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ”!!إن هذه الآية، جاءت عقب النهي عن (موالاة المشركين)، فقال تعالى في ختام الآية التي قبلها: “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ”!!وإن الخطاب للذين (آمنوا)، يطلب منهم أن يتأكدوا أن المهاجرات إليهم من مكة، (مؤمنات) حقا، ولسن (مثلا) جواسيس، فقال تعالى بعدها:“فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ (مُؤْمِنَاتٍ)” – “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى (الْكُفَّارِ)” – “لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ”!!إن الذين لم يهاجروا من مكة إلى المدينة (مشركون)، ومع ذلك سماهم الله (كفارا): “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ”!!ومما يُفهم من سياق الآية، أنه كانت هناك عقود نكاح ومصاهرة بين المسلمين والمشركين، فقد يكون المسلم زوجا لمشركة، وتكون المسلمة زوجا لمشرك، فجاءت الآيات القرآنية تبين حكم الشريعة في مثل هذا (الزواج المختلط)!!لقد قطعت الشريعة الإسلامية (الرابطة الزوجية) بسبب (الشرك)، وحرمت هذا (الزواج المختلط)، ولم يكن السبب أبدا عدم (السلام)، وغياب (الأمن والأمان) بين الزوجين!!تدبر قوله تعالى: “فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ (مُؤْمِنَاتٍ)” – “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ” – (لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ) – (وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)”!!إن الإخلال بمنظومة (الوحدانية) في بيت (الزوجية)، محرم شرعا، فتدبر: “لا (هُنَّ) حِلٌّ لَهُمْ – وَلا (هُمْ) يَحِلُّونَ لَهُنَّ”…، لتعلم أن الذي يبيح (الزواج المختلط) فهو (الكافر) أصلا، وليس (المسلم) (المؤمن)!!وللأسف الشديد، أن هناك عقود نكاح تمت، وتم الزواج، ومنها ما تم في السودان على يد (حسن الترابي)، والزوجان يعلمان أن الشريعة الإسلامية تبيح لهما هذا (الزواج المختلط)!!لقد جاء (الكفر)، في السياق القرآني، مقابل (الإيمان)، وليس مقابل (الأمن والأمان)، ولقد قال الله تعالى في ختام هذه الآية: “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ (الْكَوَافِرِ)”، والمقصود (المشركات)!!تدبر قوله تعالى: “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ”، وما يحمله من برهان قاطع على حرمة (الزواج المختلط)، ووجوب التفرقة فورا بين المرأة (المؤمنة) وزوجها (الكافر)، والرجل (المؤمن) وزوجه (الكافرة)، لأن المقصد الشرعي هنا واحد: تفعيل (الوحدانية) في حياة الزوجين!!ثم تدبر قول الله تعالى في الآية التي أتت بعدها:“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ (الْمُؤْمِنَاتُ) يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ (لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً) … “!!إن أول شرط من شروط البيعة، هو نفسه أول أصل من أصول الإيمان: (كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ)، وهو الإقرار بـ (الوحدانية).

* إنني عندما جئت لأكشف عن بعض الحقائق، التي تثبت أن (النجوم)، أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، يسعون في الأرض فسادا، ويعملون لصالح اتفاقية (سيداو)..، غضب البعض، وغادر الصفحة البعض…!!! ولا تعليق!!!

– فهل بعد تحريف (دلالات الكلمة القرآنية)، لإسقاط الأحكام الشرعية، من كفر واستهزاء بآيات الله تعالى؟!– وهل بعد جعل (الرابطة الإيمانية) التي تربط الزوجين هي (الأمن والسلام) وليست (الملة والدين)..، من كفر واستهزاء بآيات الله تعالى؟!– وهل بعد إباحة (الزواج المختلط)، طالما أن الطرفين يتصفان بـ (السلم والسلام) و(الأمن والأمان)، بغض النظر عن (ملتهما)..، من كفر واستهزاء بآيات الله تعالى؟!

* والله تعالى يقول:“وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ” – “أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا” – “فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ” – “إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ” – “إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ (الْمُنَافِقِينَ) وَ(الْكَافِرِينَ) فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً”!!

وللموضوع بقية، للرد على مزيد من الشبهات ….


(267) 21/9/2014 (سؤال سريع)

 عدد المشاهدات : 74

Islam Kandil يسأل“لم افهم لماذا قلت حضرتك “ان الذين لم يهاجروا من مكة الی المدينة مشركون ومع ذلك سماهم الله كفارا ، خاصة وأن الآيات من بداية السورة لم تذكر لفظ الشرك بل جاء بها لفظ الكفر”!!الجواب: إنك إذا تدبرت سياق آيات سورة الممتحنة، ستعلم أنها بدأت بتحذير المؤمنين من اتخاذ (أهل مكة) أولياء، بعد أن أخرجوهم من ديارهم!! أما إذا قلت: ومن أين جئنا بأنهم (أهل مكة)، فسيصبح الحوار منتهيا عند هذا الحد!!لأنني أنطلق في إجابتي على هذا السؤال من علمي (الذي استقيته من السياق القرآني) أن الرسول كان يعيش في مكة (وسط المشركين) ثم هاجر إلى المدينة، ولحقه الذين آمنوا معه!! ولقد جاءت آيات سورة الممتحنة، تطلب من الرسول والمؤمنين (وهم في المدينة)، أن يقطعوا كل العلاقات والروابط مع (المشركين) الذين أخرجوهم من ديارهم!!لقد وصف الله تعالى عملية إخراج المؤمنين من ديارهم (من مكة) بأنها (قتال في الدين): “يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ”، وهذا هو السبب في نقلهم من دائرة (الشرك) إلى دائرة (الكفر) لأنها الدائرة الأعم والأشمل، فهم لم يكتفوا بمعايشة ملة الشرك مع أنفسهم، وإنما ذهبوا (يعتدون ويقتلون) المؤمنين ويخرجوهم من ديارهم!!ولكن، لماذا فعل (المشركون) (الكفار) ذلك؟!لأن الرسول جاء يدعوهم إلى (عبادة إله واحد)، وهم يريدون (الشرك)، تدبروا قوله تعالى: (كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ)، ثم قوله بعدها مبينا سبب كفرهم: (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) … (أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ)!!إن المحور الأساس لسورة الممتحنة، يدور حول تحذير المؤمنين من موالاة (المشركين)، وهذا ما بينته بوضوح الآيات الأولى من سورة الممتحنة، ومنها قوله تعالى:“قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)…” ثم قال: (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)!!إذن، فعندما يخاطب الله المؤمنين بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ (مُهَاجِرَاتٍ)…”، نفهم أنهن (مهاجرات) (من مكة)، أي من (الشرك)، أي من (الكفر)، لذلك قال: (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ) .. (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ)!!واستكمالا لتحذير المؤمنين من موالاة (مشركي) مكة، جاءت الآيات بعد ذلك صريحة:– “لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ (لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”!!– “إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ (قَاتَلُوكُمْ) فِي الدِّينِ (وَأَخْرَجُوكُمْ) مِنْ دِيَارِكُمْ (وَظَاهَرُوا) عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ”!!ثم تدبر ماذا قال الله تعالى بعد ذلك؟!“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”!!هذا عن سورة الممتحنة، فإذا ذهبنا نتدبر جميع الآيات التي جاءت سياقاتها تتحدث عن (الشرك)، وخاصة أوائل سورة التوبة، علمنا أن ملة أهل مكة كانت (الشرك)، وعندما يصفهم السياق القرآني بـ (الكفر)، فإن ذلك لقيامهم بأعمال تدخلهم الدائرة الأوسع والأعم وهي دائرة (الكفر)!!


(268) 21/9/2014 (آية الزواج – 5)

 عدد المشاهدات : 78

[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]إن الناس في نظر الشريعة الإسلامية (القرآنية) ينقسمون إلى:(مؤمن) – (كافر) – (منافق) … وهذا ما بيّنته الآيات الأولى من سورة البقرة.– المؤمنون: هم الذين آمنوا بصدق نبوة رسول الله محمد، وبكل ما جاءت به رسالته، جملة وتفصيلا. (انظر الآيات 3-5).– الكافرون: هم الذين كفروا بنبوة رسول الله محمد، وبكل (أو بعض) ما حملته رسالته الخاتمة. (انظر الآيات 6-7)– المنافقون: هم الذين يُظهرون (الإسلام) ويبطنون (الكفر). (انظر الآيات 8-16):ولقد بيّن القرآن الحكيم، أن (الكفر) هو الملة الرئيسة، التي تشمل جميع الملل، التي لم تؤمن بالنبي الخاتم محمد وبرسالته، بصورها وأشكالها المختلفة، فتدبر قول الله تعالى:“إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ” – “وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ” – “وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ” – “وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً” – “أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا” – “وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا”.نعم: (أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا)، إن الكفر بالرسل كفر بالله تعالى، فتدبر:– “(لَقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ (هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)”!!– “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي (إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ)”– “(لَّقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ (ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ) – (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ)”!!– “(اتَّخَذُواْ) أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ (أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ) – (وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ)، وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ (إِلَهًا وَاحِدًا)- (لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) – (سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)”!!– “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ (لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ) وَأَنتُمْ تَشْهَدُون”!!لذلك أقول: إن قضية الفرق بين (أهل الكتاب) و(الذين أوتوا الكتاب)، التي يثيرها البعض، محاولة منهم للإمساك بطوق النجاة الأخير..، إن هذه القضية ليست موضع اعتبار في هذه الدراسة، لماذا؟!لأن (أهل الكتاب) و(الذين أوتوا الكتاب)، (بعد عصر التنزيل واكتمال الدين)، و(بعد موت النبي الخاتم محمد)، عليه السلام، و(بعد إصرارهم على عدم اتباعه)…، متساويان في وصف القرآن لهما بـ (الكفر) و(الشرك)، في نصوص (الآية القرآنية) التي بين أيدينا اليوم، وهذا هو ما يهمنا، ونحن نقوم بتفعيل أحكام (الآية القرآنية) في حياتنا!!ومن البراهين المؤيدة لما سبق، أذكركم بهذه الحقيقة القرآنية:إن جملة (الميثاق الغليظ) لم يأت ذكرها في كتاب الله، إلا في (آيات ثلاث):1- “وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم (مِّيثَاقاً غَلِيظاً)”!!2- “وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم (مِّيثَاقاً غَلِيظاً)”!!3- “وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ (مِيثَاقاً غَلِيظاً)”!!فهل تعلم، أن (آية الزواج)، إذا أراد الزوجان تفعيلها كما أمرهما الله تعالى، فإن محورها الأساس، هو نفس (الميثاق الغليظ) الذي أخذه الله من الأنبياء وأقوامهم، وكان موضوعه الالتزام بشريعته التي أنزلها عليهم!!فهل التزم (أهل الكتاب) و(الذين أوتوا الكتاب)، في حياة النبي، وبعد وفاته، بهذا (الميثاق الغليظ)، حتى يتناغم (ميثاقهم)، مع ميثاق (آية الزواج)؟!من أجل ذلك، يستحيل أن تحل (المسلمة لغير المسلم)، ولا يحل (المسلم لغير المسلمة)، وهذا وفق مقومات (القانون العام) الحاكم لهذا الحكم الشرعي (النهائي – البات)، فتدبر:– “وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ”– “وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا”– “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ”– “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ”– “وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ”!!فكيف يقيم (مسلم)، علاقة (زوجية – إيمانية)، وزوجه عدو له!!ألم يعلم أن الله تعالى نهى المسلمين أن يتخذوا أعداءه أولياء؟!وفي هذا السياق أذكركم بآيات سورة الممتحنة، لأنها من المحاور الرئيسة في هذه الدرسة، فتدبروا:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) – (لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) – (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) – (وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ) – (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ) – (إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي) – (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) – (وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ)- (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ) – (فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)”!!وأيضا نتدبر قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) – (لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء) – (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) – (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) – (إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)!!

والسؤال: هل يمكن أن تأخذ دينك من كافر أو مشرك؟!إذن عليك أن تحدد موقفك من الذين أفتوا بشرعية (الزواج المختلط)!!ولا تقول: “نؤمن ببعض ما عندهم، ونكفر بالبعض الآخر، لأنك في هذه الحالة ستكون (مثلهم): “إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً”

وللموضوع بقية … لنتعرف على الفرق بين (الإسلام- والسلام) – و(الإيمان – والأمان)!!


(269) 23/9/2014 (آية الزواج – 6)

 عدد المشاهدات : 187

[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]بعد أن يعرف الإنسان ربه، ويشهد شهادة (علمية) أنه: (لا إله إلا الله) – وأن (القرآن حق) – وأنه الآية الدالة على صدق (نبوة النبي الخاتم محمد) …، بعد هذه الرحلة الفكرية الإيمانية، يدخل الإنسان في (الإسلام)، وإن أول مقتضى من مقتضيات هذا (الإسلام) هو أن (يُسلم) الإنسان وجهه لله تعالى:– “وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ (أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً”!!إنه بعد دخول (الإيمان) قلب المسلم، وبعد إقرار وتصديق (القلب) بأصول (الإيمان)، تصبح حياة (المسلم) كلها (تسليما) (لله تعالى):– “قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي (لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) – “لا شَرِيكَ لَهُ” – (وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) – (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)”.– “فَلا وَرَبِّكَ (لا يُؤْمِنُونَ) حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)”.إن (المسلم) هو الذي (أسلم) وجهه لله تعالى، وأقام حياته وفق مقتضيات (الإيمان) التي وقرت في (قلبه)، وهذا ما بيّنه قوله تعالى:“قَالَتْ الأَعْرَابُ (آمَنَّا) قُلْ (لَمْ تُؤْمِنُوا) وَلَكِنْ قُولُوا (أَسْلَمْنَا) وَلَمَّا يَدْخُلْ (الإِيمَانُ) فِي قُلُوبِكُمْ، وَإِنْ (تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”!!إن الأعراب خرجوا إلى الناس وهم يظهرون (الإسلام)، دون إقرار بـ (أصول الإيمان) ولو أنهم أقروا بها، لظهر ذلك في تفعيل أحكام الشريعة الإلهية في حياتهم، سلوكا عمليا، وهذا ما بينه قوله تعالى:وَإِنْ (تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) – (لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً)!!أي فإن أقررتم وسلّمتم لأحكام الشريعة (تسليما)، تقبل الله (أعمالكم)!! وهذا دليل على أن دخول الإيمان القلب، يستلزم ظهوره على الجوارح!! فإن ما في القلب، يجب أن يطابق ما على اللسان، وما يحدث في الواقع من أعمال (دون أدنى ريب)، فتدبر:“(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ (لَمْ يَرْتَابُوا) وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ (الصَّادِقُونَ)”إن (آية الزواج)، في صورتها الإيجابية (التي رضى الله عنها)، هي منظومة من التفاعل بين ما في (القلب) وما تفعله (الجوارح)، تفاعل بين (الإيمان) و(العمل الصالح)، في إطار السكن الزوجي، ومشاعر (المودة والرحمة)، فكيف يتحقق ذلك في (الزواج المحتلط)؟!هل يمكن أن يقوم (حب) حقيقي بين زوجين، على (مشاعر مختلطة) بين (الإسلام والشرك)؟!!هل يمكن أن يقوم (حب) حقيقي بين زوجين، في ظل تفعيل أحدهما لأصول الإيمان الخمسة (وليس منها القضاء والقدر) التي بيّنها قوله تعالى:“وَمَنْ يَكْفُر… (بِاللَّهِ) – وَ(مَلائِكَتِهِ) – وَ(كُتُبِهِ) – وَ(رُسُلِهِ) – وَ(الْيَوْمِ الآخِرِ) … فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً”!!إن الذين يُبيحون (الزواج المختلط)، يستندون إلى معنى واحد من معاني (الإيمان)، وهو (الأمن والأمان)، في الوقت الذي يُستعمل فيه (الإيمان) في (اللسان العربي) باستعمالات متعددة، فتعالوا نلقي نظرة سريعة عليها.1- إما أن يتعدى الإيمان (بنفسـه):فيكون معناه (التأمين)، أي إعطاء (الأمان)، تقول: آمنت فلانا إيمـانا، وأمنته تأمينا، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها: “وَ(آمَنَهُمْ) مِنْ خَوْفٍ”، “مَا لَكَ لا (تَأْمَنَّا) عَلَى يُوسُفَ”.2- وإما أن يتعدى الإيمان بـ (الباء) أو (اللام):فيكون معناه الإقرار والتصديق (بـ) أو (لـ)، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها قوله تعالى على لسان فرعون: “قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ (بِهِ) قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ” – “قَالَ آمَنْتُمْ (لَهُ) قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ”!!3- وإما أن تأتي كلمة (الإيمان) غير متعلقة بشي:فيكون معناها (مطلق الإقرار والتصديق) بـ (أصول الإيمان)، كقوله تعالى:– “وَ(الْمُؤْمِنُونَ) وَ(الْمُؤْمِنَاتُ) بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ”.– “وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ (الْإِيمَانَ)”.– “مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ (الْإِيمَانُ)”.4- كما يأتي (الإيمان) و(الأمن) في سياق واحد، كقوله تعالى:“الَّذِينَ (آمَنُوا) وَلَمْ يَلْبِسُوا (إِيمَانَهُمْ) بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ (الأَمْنُ)”!!وفي جميع الاستعمالات، فإن الذي يحدد المعنى المستخدم في السياق (هو السياق نفسه) وبأي أدوات تفهمه!!إن الله تعالى لو أراد أن تقوم (الحياة الزوجية) على رابطة (الأمن والأمان) لنص على ذلك صراحة، ولقال (مثلا): “فَإِنْ (أَمِنَ) بَعْضُكُمْ بَعْضًا”، فأقيموا (الزواج)!!لذلك أقول: لم تكن هجرة (المؤمنات)، في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ (الْمُؤْمِنَاتُ) مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ”، لم تكن هجرتهن من أجل (الأمن والأمان)، لأن المنطق يقول إن (أمنهن وسلامتهن) في مكة، وليس بين المتربصين بهم في المدينة!!لقد هاجر (المؤمنات) بعد (إيمان) و(تصديق) و(إقرار) برسالة محمد…، ولما كان ذلك كله موطنه القلب، أمر الله المسلمين أن يتحققوا من هذا (الإيمان)، وهل هاجرن حقا لاتباع النبي ومبايعته، أم لسبب آخر؟! فقال تعالى بعدها:(فَامْتَحِنُوهُنَّ) – (اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ)ثم تحدث السياق بعد ذلك عن البيعة:“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ (الْمُؤْمِنَاتُ) – (يُبَايِعْنَكَ) عَلَى أَنْ (لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً)…”!!فإذا تشرب القلب أصول الإيمان، وأخلص عبوديته لله، والتزم بشريعته، فإنه (يحرم) على صاحبه، أن يظل مرتبطا بروابط (إيمانية) مع غير المؤمنين، وهذا ما بيّنه قوله تعالى بعد ذلك:(فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ) – (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) – (لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ) – (وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)…!!ثم بعدها، وفي نفس السياق، يقول تعالى: “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ)…!!

* كيف … بعد هذا البيان القرآني (المفصل المتكامل) لطبيعة وخصائص ومقومات (آية الزواج) … يخرج علينا من يدافع عن (الزواج المختلط)، رافعا راية (المفكر الإسلامي الكبير)؟!

وللموضوع بقية … لنحسم شبهة الآية (5) من سورة المائدة!!


(270) 25/9/2014 (آية الزواج – 7)

 عدد المشاهدات : 87

[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]عندما تقوم منظومة (آية الزواج) على تفعيل أصول الإيمان، والتسليم لأحكام الشريعة الإسلامية (سلوكا عمليا في واقع الحياة)، فإن الثمار المرجوة لا شك أنها ستكون (الذرية الصالحة)، فتدبر:– “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ، وَقُلْ رَّبِّ (ارْحَمْهُمَا) كَمَا (رَبَّيَانِي صَغِيراً)”– “رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا (صَالِحِينَ) فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً”.إن تربية الأولاد (تربية صالحة)، من المهام الرئيسة للزوجين، وفق أصول الإيمان المستقرة في قلبهما، وفي إطار بناء منظومة (المجتمع المسلم)!!فانظر كيف تحول أسلوب الضمير من المثنى إلى الجمع (إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ)، ذلك أن (الصلاح) هو الهدف الرئيس من تفعيل (آية الزواج) لإقامة المجتمع المسلم، هذا بالإضافة إلى ما في قوله تعالى (فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً) من عطاءات… وعطاءات!!فهل يمكن، وسط هذه (المنظومة الإيمانية)، التي ألقينا بعض الضوء عليها، خلال المنشورات [1-6]…، أن تبيح الشريعة الإسلامية (الزواج المختلط) بأي صورة من الصور، ولأي سبب من الأسباب؟!!إن الآية الوحيدة التي يستند إليها أنصار (الزواج المختلط) هي الآية [5] من سورة المائدة، وكان بإمكاني بيان عدم صحة الاستدلال بهذه الآية في منشور واحد، منذ البداية، فلماذا كل هذه المقدمة [آية الزواج: 1-6]؟!!أولا: لتكون درسا للذين لا يعلمون عن علم (السياق القرآني) شيئا، فهي بمثابة دورة تدريبية، لنتعلم كيف نتدبر القرآن، ونستنبط الأحكام!!ثانيا: لنعلم أن صاحب المشروع الفكري (الإسلامي) يجب أن يقيم مشروعه على منهج علمي، يحمل أدوات لفهم القرآن، وبدون هذا المنهج وبدون هذه الأدوات، سيقدم للناس قراءات شاذة، تفسد قلوبهم، ولا تهديها إلى صراط ربها المستقيم!!ثالثا: إن الإجابة على هذه الشبهة، في منشور واحد، سيفتح بابا للجدل العقيم، وسيعطي فرصة للفلاسفة أنصار التنوير، والقراءات الشاذة للقرآن، أن يخرجوا علينا بشبهاتهم التافهة وجهلهم المقيم!!رابعا: إن الأمانة العلمية اقتضت أن تكون هذه المقدمة [آية الزواج 1-6]، تمثل (90%) من الإجابة على هذه الشيهة، أما الـ (10%) التالية، فهي فقط لإسقاط هذه المقدمة، على السياق القرآني، الذي وردت فيه الآية [5] من سورة المائدة، لتكون بمثابة ضرب المثل لكيف نتدبر القرآن، ونستنبط أحكامه!!وقبل الحديث عن الـ (10%)، أنصح القارئ الكريم، أن يقرأ فتوى أحد نجوم التنوير والقراءات الشاذة للقرآن، من الذين يبيحون (الزواج المختلط)، وذلك على هذه الروابط:الفتوى: “يصح (للمسلمة) أن تتزوج (أى إنسان مسالم) (بغض النظر عن دينه) الأرضى أو السماوى، طالما تمسك بـ (السلم والسلام) و(الأمن والأمان)، وكذلك الحال بالنسبة (للمسلم)”.الروابط: دراسة بعنوان: “قراءة تحليلية لسورة الممتحنة – الولاء والبراء فى الاسلام”، وهذا هو رابط الموضوع:https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php…وأخرى بعنوان “الزواج من الكتابى”، وهذا هو رابط الموضوع:https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=372والآن تعالوا نتدبر، السياق القرآني الذي وردت فيه الآية [5] من سورة المائدة، والذي يبدأ بالآية [3]، وقوله تعالى:– “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ … (الْيَوْمَ) يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي … (الْيَوْمَ) أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً …” [3]!!– ثم الآية [4] وقوله تعالى: “(يَسْأَلُونَكَ) (مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ) قُلْ (أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ) … “!!– ثم الآية [5] وقوله تعالى: (الْيَوْمَ) (أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ) وَ(طَعَامُ) الَّذِينَ (أُوتُوا الْكِتَابَ) حِلٌّ لَكُمْ وَ(طَعَامُكُمْ) حِلٌّ لَهُمْ … وَ(الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) وَ(الْمُحْصَنَاتُ) مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (مِنْ قَبْلِكُمْ) … إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ … مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ … (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ) فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ … (وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)”!!نعود ونتدبر الآية [3] وقوله تعالى:– (الْيَوْمَ يَئِسَ) – (الَّذِينَ كَفَرُوا) – (مِنْ دِينِكُمْ) – (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي)والسؤال:1- من هم (الَّذِينَ كَفَرُوا) الذين يئسوا من دين الله تعالى؟!2- وهل يُعقل أن يبيح الله تعالى زواج المسلمين من (الَّذِينَ كَفَرُوا) الذين قال عنهم: “فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي”؟!3- ثم ما هي الحكمة من ورود كلمة (اليوم) في سياق هذه الآيات:“(الْيَوْمَ) يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا” – “(الْيَوْمَ) أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ” – “(الْيَوْمَ) أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ”؟!4- هل يُعقل بعد اكتمال الدين، وتمام النعمة، وقوله تعالى: “وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً”، أي ورضيت لكم (الإِسْلامَ) نظاماً ومنهجا للحياة، أن تأتي الشريعة الإسلامية، وتبيح (الزواج المختلط) القائم على الكفر والشرك بالله، بمعزل عن (الإسلام) الذي ارتضاه الله للناس دينا؟!

وللموضوع بقية ….


(271) 27/9/2014 (آية الزواج – 8)

 عدد المشاهدات : 65

(الزواج المختلط: محرم شرعا، وكبيرة من الكبائر، تجعل المصر عليها، في جهنم خالدا فيها)في المنشور السابق، ذكرت عدة أسئلة، تتعلق بالسياق الذي وردت فيه الآية [5] من سورة المائدة، والتي هي محل شبهة إباحة (الزواج المختلط)، وكان السؤال الأول يتعلق بالآية [3] وقوله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) – (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي)!!والسؤال: من هم الذين يئسوا من دين الله تعالى؟!الجواب: هم كل من لم يؤمن بنبوة رسول الله محمد وبرسالته.وكان السؤال الثاني: وهل يُعقل أن يبيح الله تعالى زواج المسلمين، من هؤلاء الذين حذرهم منهم، فقال: “فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي”؟!والجواب: لا يعقل مطلقا، أن يبح الله تعالى (الزواج المختلط)، لأن العلاقة الزوجية في (الإسلام) قائمة على (الحب والولاء) بين الزوجين، والله قد خاطب المسلمين (المؤمنين) بقوله تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (لا تَتَّخِذُوا) الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى (أَوْلِيَاءَ) بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)”!!وكان السؤال الثالث: وما الحكمة من ورود كلمة (اليوم) في سياق هذه الآيات: “(الْيَوْمَ) يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا” – “(الْيَوْمَ) أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ” – “(الْيَوْمَ) أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ”؟!والجواب: في هذه المرحلة الانتقالية، التي كانت تتنزل فيها الأحكام، كانت هناك أحكام تتعلق بظروف استثنائية، فنزلت لتعالج قضايا كان الناس يعيشون بداخلها، إما لتصحيحها، أو إلغائها، أو الإبقاء عليها، أو إباحتها دون تكرارها مرة أخرى: كالإبقاء على (ملك اليمين) الذي كان قائما، و(الجمع بين الأختين) الذي كان قائما…، ومن هذه الأحكام الاستثنائية التي كانت قائمة: المسلم المتزوج أصلا من (كتابية) ولم تدخل في الإسلام!!والبرهان على أن هذه الآيات (3-6) من سورة المائدة، نزلت لتواجه تحديات هذه المرحلة الانتقالية، فمن هذه الآيات ما جاء تشريعا عاما، ومنها ما جاء تشريعا استثنائيا…، أن نتدبر هذه المنظومة من الآيات التي جاءت في مقدمة السورة:– “أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ”– ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ”– “وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا”– “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ”– “الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي”– “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً”– “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ”– “الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ”– “وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”– “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ”إن هذه البداية، التي بدأت بها سورة المائدة، هي البرهان على وجود أحكام اسثنائية نزلت لتواجه واقعا كان موجودا، ويجب إدارة أزماته بحكمة!!ومن هذه الأزمات، والتي هي في حكم أزمة (الجمع بين الأختين)، عقود النكاح التي تمت في الجاهلية، ثم أسلم أحد الزوجين، والآخر رفض، أو تأخر في إعلان إسلامه…، وهي (الشبهة) المتعلقة بقوله تعالى في الآية [5]:(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ)!!عندما نتدبر الجملة القرآنية التي قبلها: “وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (حِلٌّ لَكُمْ)، وَطَعَامُكُمْ (حِلٌّ لَهُمْ)…، نلاحظ أنها تحدثت عن جواز تناول (طعام) الذين (أوتوا الكتاب)، وجواز إِطعامهم من طعامنا، أي بيّنت الحكم الشرعي بالنسبة للجانبين!!ولكنها عندما تحدثت عن نكاح (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) بيّنت الحكم الشرعي الخاص بجانب واحد فقط وهو نكاح (المسلم) من (الكتابية)، ولم تذكر أي شيء عن الجانب الآخر (كما فعلت في الطعام) وهو نكاح (المسلمة) من (الكتابي)، لماذا؟!لأنه من المستحيل، في (المجتمع المسلم)، الإبقاء على نكاح (مسلمة) (بغير مسلم)، لتكون من ثماره (الذرية) الكافرة المشركة!!وهنا يجب أن أقول: إن أحكام الشريعة الإسلامية دلالاتها قطعية، ولا تُترك أبدا لاجتهادات البشر، ولا (للمفهوم الضمني) قياسا على أحكام الطعام، فأحكام (الطعام) جاءت قطعية الدلالة، ولم يُستخدم فيها هذا (المفهوم الضمني)!!هذا عن تحريم نكاح المسلمة من (كتابي)، فماذا عن نكاح المسلم من (كتابية)؟!هنا يجب أن نلاحظ أن شبهة هذا النكاح، تتعلق فقط بنكاح الكتابية (مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)، وليس بنكاح الكتابية من (أهل الكتاب)، هذه المنظومة العامة التي تشمل (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)!!فلماذا قيد النكاح بـ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) وليس من أي امرأة من (أهل الكتاب)؟!

للموضوع بقية ….


(272) 29/9/2014 (آية الزواج – 9)

 عدد المشاهدات : 135

(الزواج المختلط: محرم شرعا، وكبيرة من الكبائر، تجعل المصر عليها، في جهنم خالدا فيها)لقد كان من الطبيعي، في المرحلة الانتقالية (من الجاهلية إلى الإسلام)، أن تكثر أسئلة المسلمين، وتتنزل الآيات، لتواجه تحديات هذه المرحلة، في عصر التنزيل واكتمال الدين!! هذا ما يجب أن نضعه نصب أعيننا، ونحن نتدبر سياق الآيات [4-5] من سورة المائدة.– (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ) – (قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ …)– (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)– (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)– (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)هذا واقع كان موجودا في عصر التنزيل واكتمال الدين، ونزلت الآيات بتشريعات تواجه تحدياته، وعلينا نحن اليوم أن نتدبر جيدا هذه الآيات، لنقف على طبيعة هذه التشريعات، وهل كانت تشريعات خاصة بهذه المرحلة الانتقالية، أم عامة؟!عندما نتدبر هذه الآية، نلاحظ ما يلي:1- أن الله تعالى خص أحكامها بـ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، وليس بـ (أهل الكتاب)، فلماذا؟!2- أن الله تعالى عند بيان حكم (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) قيده بزمن معين فقال: (مِنْ قَبْلِكُمْ)، أما عندما تحدث عن أحكام (الطعام) لم يقيدها بزمن، فقال تعالى: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ …) ولم يقل (مِنْ قَبْلِكُمْ)، فلماذا؟!أولا: من هم (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)؟!هم الذين (حملوا علم) التوراة والإنجيل، من اليهود والنصارى، الموجودين في عصر الرسالة، وكانوا هم أقرب الناس لمعرفة الحق، الذي جاء به النبي الخاتم، إلا أنهم انقسموا إلى فريقين: فريق كان متمسكا باتباع كتابه، لذلك كان هو الأسرع إلى الإيمان بالنبي الخاتم، والآخر كفر به، فتدبر:1- وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ (فَرِيقٌ) مِنْ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ (كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [101] البقرة2- يَا أَيُّهَا (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا (مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ) مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [47] النساء3- وَمَا تَفَرَّقَ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ [4] (وَمَا أُمِرُوا) إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [5] البينةولأن الفريق الذي كان متمسكا بكتابه، هو الأقرب إلى اتباع النبي الخاتم، تعامل معه السياق القرآني بمنزلة المؤمنين، فتدبر:4- وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) وَيَزْدَادَ (الَّذِينَ آمَنُوا) إِيمَاناً (وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) وَ(الْمُؤْمِنُونَ) وَلِيَقُولَ (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) وَ(الْكَافِرُونَ) مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ [31] المدثرإذن فهناك فريق من (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، لم يصفهم الله تعالى لا بالنفاق، ولا بالكفر، ولا بالشرك (قياسا)، وهؤلاء هم الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) بدليل الجملة التي سبقتها، والتي تعتبر في منزلتها التشريعية، وهي قوله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ)!!إن ورود جملة (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) في سياق ما أُحل للمسلمين، أمر يحتاج إلى تدبر!! لأنه لا يعقل أن يسأل المسلمون عن حكم نكاح (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) لينزل به قرآن يبيّنه!! إذن فما الحكمة في ورود هذه الجملة في هذا السياق، وقبل ذكر (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) مباشرة؟!الحكمة، حسب ما سبق بيانه، أنه يستحيل أن تكون (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) من الفريق الذي كفر، لأنهن محرمات بقوله تعالى: (وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ)، وقوله تعالى: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ)، لذلك جاء تقدم ذكر (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) ليقاس على حكمهن (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، وهو ما يعرف بالمفهوم الضمني، وهو هنا (بدلالة السياق)، وليس (عشوائيا) كما يستخدمه البعض!!ثانيا: لماذا استخدم السياق كلمة (مِنْ قَبْلِكُمْ) عند الحديث عن مسألة النكاح، ولم يستخدمها عند الحديث عن مسألة (الطعام)؟!لأن أحكام (الطعام) ممتدة إلى قيام الساعة، أما أحكام الأنكحة التي كانت موجود في الجاهلية، وجاء الإسلام فحرمها (كالجمع بين الأختين) كان عصر التنزيل واكتمال الدين هو الحد الفاصل، الذي تنتهي عنده هذه الأحكام الاستثنائية، فكان لابد أن يلفت السياق النظر إلى ذلك، بهذه الزيادة (مِنْ قَبْلِكُمْ)!!إنك إذا تدبرت جميع الآيات التي وردت فيها جملة (من قبلكم)، ستجد جميعها جاءت تتحدث عن موضوع يتعلق بزمن مضى، ثم يتبيّن لنا من سياق الآية، علاقة هذا الزمن الماضي بالحاضر، وهذه بعض الأمثلة:أ- إقامة الحجة، كقوله تعالى:“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ (مِنْ قَبْلِكُمْ) لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.ب- فرض شريعة كانت موجودة من قبل، كقوله تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ (مِنْ قَبْلِكُمْ) لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.ج – أخذ العظة والعبرة من الأمم السابقة، كقوله تعالى:“قَدْ خَلَتْ (مِنْ قَبْلِكُمْ) سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ”.د- الحديث عن طائفتين، يواجهان تحديا واحدا، وهنا يأتي ذكر (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، (حصريا) في أربعة مواضع:1- “لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ (أُوتُوا الْكِتَابَ) (مِنْ قَبْلِكُمْ) وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً”!!* المؤمنون يواجهون (الأذى) من الذين أُوتُوا الْكِتَابَ ومن الَّذِينَ أَشْرَكُوا!!2- “وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ (أُوتُوا الْكِتَابَ) (مِنْ قَبْلِكُمْ) وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ”!!* الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، والمسلمون، يواجهون (الوصية بتقوى الله)!!3- “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) (مِنْ قَبْلِكُمْ) وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ”!!* المؤمنون يواجهون (تحريم الولاء) للذين أوتوا الكتاب والكفار!!4- “وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ (الْمُؤْمِنَاتِ) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ (أُوتُوا الْكِتَابَ) مِنْ قَبْلِكُمْ”!!* المؤمنون يواجهون حكم (إباحة نكاح) “الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ”، وهنا يستحيل أن يحمل حكم الإباحة متناقضين: (الإيمان)، و(الكفر)، الأمر الذي يستلزم أن يكون شرط (الإيمان) قائما في الحالتين!!لذلك، وكما قلت في أولا، فقد تقدم ذكر “الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ” ليقاس على حكمهن “الْمُحْصَنَاتُ (المؤمنات) مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ”، وهو ما يعرف بالمفهوم الضمني، وهو هنا (بدلالة السياق)، وليس (عشوائيا) كما يستخدمه البعض!!وللموضوع بقية…، للرد على مزيد من الشبهات، في ضوء هذه الآيات من سورة آل عمران (فلنتدبرها جيدا):

– إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا (جَاءَهُمْ الْعِلْمُ) بَغْياً بَيْنَهُمْ (وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ) فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [19]– فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ (أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي) وَقُلْ (لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ (فَإِنْ أَسْلَمُوا) فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [20]– إِنَّ (الَّذِينَ يَكْفُرُونَ) بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [21]


(273) 30/9/2014 (يريدون أن يتحمل الإسلام جهلهم بشريعته )

 عدد المشاهدات : 63

يصرخ البعض، ويتشنج الآخر، ويغضب ثالث … أليست (الكتابيات)، خارج دائرة (الكوافر) و(المشركات)، المحرمات على المسلمين؟!

الجواب: إن من أهل الكتاب (يهودا أو نصارى) من آمن في عصر الرسالة (أو من كان يكتم إيمانه)، وهؤلاء قال الله تعالى فيهم:

“وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ (مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ) وَأَكْثَرُهُمْ (الْفَاسِقُونَ)!!

إذن (الْفَاسِقُونَ) هم الذين لم يؤمنوا برسول الله محمد، ولم يتبعوا رسالته الخاتمة، وهم الذين وصفهم الله تعالى بـ (الكافرين – المشركين)، وأدخلهم دائرة (التحريم)!!

وليس معنى أن الله تعالى خاطبهم بـ (أهل الكتاب) أنهم خرجوا من هذه الدائرة (الكفر والشرك)، فقد كان هذا الخطاب من باب (التبكيت)، لبيان أنه ما كان لأتباع الرسل (أهل الكتاب)، الذين (أوتوا الكتب الإلهية)، أن يكفروا أو يشركوا بالله تعالى!!

والسؤال: ألم يشرك أتباع النبي الخاتم محمد، أيضا، وهم حملة كتاب الله (القرآن)؟!

أليس اتباع الفرق الإسلامية (شرك بالله)، بنص الآيات (31-32 الروم)؟! فما حكم عقود النكاح (على كتاب الله وسنة رسوله) التي قامت بين أتباع هذه الفرق؟!

أين نجوم القراءات القرآنية المعاصرة، وأهل القرآن، وتنقية التراث الديني، وتطوير المناهج الأزهرية وإصلاحها … أين كل هؤلاء من المعضلات الحقيقية التي تواجه (الفكر الإسلامي) اليوم؟!

لماذا ينطلق هؤلاء، في مشاريعهم الفكرية، (بمعزل) عن منظومة (الوحدانية)؟!

لماذا يفكرون ويكتبون (بمعزل) عن حقيقة ملة الذين يخاطبونهم على صفحاتهم الإلكترونية، من أتباع الفرق المختلفة؟!لماذا لا يواجهونهم بمصيرهم إن هم ماتوا على حالهم هذا؟!

لماذا يداهنون حتى لا ينفض عنهم مئات المعجبين، ويغضب منهم دعاة الحداثة والعصرنة، ويتهمونهم بالتخلف والرجعية، وعدم التزامهم بالاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية (سيداو)، التي تعمل على هدم أحكام الشريعة الإسلامية من قواعدها، في بلاد المسلمين؟!

ادرسوا … وتدبروا … يا أهل التدبر، على أي أساس منهجي قامت هذه المشاريع الفكرية، ولا تُفتنوا بهياكلها الهندسية، ولا بمعجزاتها الرقمية، ولا بما ظهر حديثا ويسمى بـ (المنهج اللفظي الترتيلي)!!

ادرسوا … وتدبروا … يا أهل التدبر، فستجدون كل هذه المشاريع لا تقوم أصلا على منظومة (الوحدانية)، ولا على الإقرار بأصول الإيمان الخمسة، ولا على منهج علمي، يحمل أدوات لفهم القرآن، ولا على اعتبار أن هذا القرآن (آية إلهية) معاصرة لنا، وعلينا أن نقوم بتفعيلها اليوم دون النظر إلى الأمس!!

ادرسوا … وتدبروا … يا أهل التدبر، وكفانا (الوجبات الجاهزة السريعة)!!

أنها حقا … مصيبة كبرى …

وإلى الذين يريدون مزيد بيان عن كفر وشرك (أهل الكتاب)، فهناك الكثير من الآيات القرآنية، التي يصعب حصرها هنا، ومنها:

* “قُلْ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” … “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ (مِنْ الْمُشْرِكِينَ)” … “إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ (وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ”.

* “وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ (بِكُفْرِهِمْ) فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ” … “وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا (كَفَرُوا بِهِ) فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ” … “بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ (أَنْ يَكْفُرُوا) بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ (وَلِلْكَافِرِينَ) عَذَابٌ مُهِينٌ” … “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا (وَيَكْفُرُونَ) بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ (إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)”

* قُلْ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ” … “لُعِنَ (الَّذِينَ كَفَرُوا) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” … “كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” … “تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ (الَّذِينَ كَفَرُوا) لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ (وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ)” … “وَلَوْ كَانُوا (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ) وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ (فَاسِقُونَ)”

* “(لَقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”

* “(لَقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ (الَّذِينَ كَفَرُوا) مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”

* “وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ” … “اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ (سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)”

هذا طبعا بالإضافة إلى المنشورات السابقة (آية الزواج 1- 9)


(274) 2/10/2014 (آية الزواج – 10)

 عدد المشاهدات : 176

(الزواج المختلط: محرم شرعا، وكبيرة من الكبائر، تجعل المصر عليها، في جهنم خالدا فيها)

لقد نزل القرآن، يدعو الناس جميعا، إلى اتباع رسالة النبي الخاتم محمد، ويصف الذين لم يتبعوه بالكافرين، والمشركين، والمنافقين، ويُحرم إقامة الروابط الزوجية معهم، تحريما قطعي الدلالة، لا شبهة فيه، وقاعدته العامة هي:

– “وَلا تَنكِحُوا (الْمُشْرِكَاتِ) حَتَّى يُؤْمِنَّ …– “وَلا تُنكِحُوا (الْمُشْرِكِينَ) حَتَّى يُؤْمِنُوا” …– “أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ” …– “وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ” …

لقد جمعت (ملة الكفر) المشركين، والكافرين، والمنافقين، وجمعت (ملة الشرك) الوثنيين، واليهود، والنصارى، والمجوس…، وعندما قال الله تعالى: “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ” (وليس الكافرات)، كان ذلك لعدم استثناء أية طائفة من الطوائف التي لم تؤمن بالنبي الخاتم، لأن (الْكَوَافِرِ) تجمع ملل الكفر بجميع صورها ومذاهبها، ووصفت بذلك لتفاهتها ووجوب إهمالها!!

وهنا يجب أن نلاحظ أن السياق القرآني عندما يعطف طوائف الكفر، بعضها على بعض، فهذا العطف إما أن يأتي لبيان:– (المغايرة): أي عندما يعطف المشركون على الكفار، يكون لبيان أن المشركين هم الذين يشركون مع الله آلهة أخرى، بخلاف الكفار الذين يكفرون بوجود الله أصلا!!– أو (المماثلة): أي عندما يعطف المشركون على الكفار، يكون لبيان أن الطائفتين متماثلتين في الكفر بدلائل الوحدانية!!

إذن يجب أن نعلم، أن جميع الملل والنحل، التي كانت موجودة في عصر (التنزيل واكتمال الدين)، ولم تؤمن بالنبي الخاتم محمد، فهي في عمومها كافرة، يستحيل أن تقيم الشريعة الإسلامية (القرآنية) بينها وبين المسلمين عقود نكاح، سواء كانت من (أهل الكتاب) أو من (الذين أوتوا الكتاب)!!

أما شبهة الآية [5] من سورة المائدة، فتتلخص في ما يلي:لقد بدأت الآية بقول تعالى:

– (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ)– (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)– (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)

إن قوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ) هو مفتاح فهم أحكام الآيات التالية، خاصة إذا علمنا أن هذه الآيات لم تتحدث عن (إنشاء) أحكام، وإنما عن (حلية) إشكالات كانت موجودة في عصر (التنزيل واكتمال الدين)!!

فعندما يقول الله تعالى: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ)، نفهم من ذلك أن حكم الإباحة هذا ليس على إطلاقه، وإنما هو مقيد بـ (الطيبات)، فلا يشمل مثلا الأطعمة والأشربة (المحرمة)، مع أن سياق الآية لم يصرح بذلك!!

وأيضا، عندما يقول الله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) فإن هذه الإباحة لم تكن في حاجة إلى نص، لأن هذا النكاح من الطيبات أصلا!! ولكن عندما يعطف عليه حكم (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) نفهم من ذلك أن هذه الإباحة ليست على إطلاقها (تماما كإباحة طعامهم) وإنما هي مقيدة بالنكاح (الطيب)!!وهل يمكن أن يكون نكاح (الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) نكاحا طيبا؟!

تعالوا نتعرف أولا على من هم (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)؟!

(الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ): هم فريق من (أهل الكتاب)، تمسكوا بكتبهم، وبما بشرت به من بعثة النبي الخاتم محمد، ومنهم القسيسون والرهبان، الذين تخصصوا في علم الكتاب، وهؤلاء خاطبهم الله تعالى في سورة النساء بقوله:

* يَا أَيُّهَا (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا (مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ) مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [47]

ولقد انقسم (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) إلى فرق: منهم من كفر بنبوة رسول الله محمد، ومنهم من آمن وأعلن إسلامه، ومنهم من آمن ولم يعلن إسلامه لظروف مؤقتة.وعن الفريق الأول والثاني يقول الله تعالى في سورة آل عمران:

* إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا (جَاءَهُمْ الْعِلْمُ) بَغْياً بَيْنَهُمْ (وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ) فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [19] … فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ (أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي) وَقُلْ (لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ (فَإِنْ أَسْلَمُوا) فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [20] … إِنَّ (الَّذِينَ يَكْفُرُونَ) بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [21]

ويقول الله تعالى في سورة البقرة:* وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (نَبَذَ فَرِيقٌ) مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ (كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [101]

ويخاطب الله الذين نبذوا الكتاب بـ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، باعتبارهم الأكثرية، فيقول تعالى في سورة آل عمران:

* وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ (فَنَبَذُوهُ) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ(اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [187]

وتدبر قوله تعالى في سورة البقرة:* قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [144] وَلَئِنْ أَتَيْتَ (الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ) بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ (وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ) [145]

ويتحدث السياق القرآني عن (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) بصفتهم العلمية، فيقول تعالى في سورة آل عمران:– أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ (أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ) يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ) وَهُمْ مُعْرِضُونَ [23]

ويحذر الله المؤمنين من طاعة الفريق الذي كفر، فيقول تعالى في سورة آل عمران:– يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا (فَرِيقاً) (مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) يَرُدُّوكُمْ (بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (كَافِرِينَ) [100] … (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ) وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ (آيَاتُ اللَّهِ) (وَفِيكُمْ رَسُولُهُ) وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [101]

وتدبر جيدا قوله تعالى: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ)، لتعلم أن كل الملل والنحل، التي كانت موجودة في عصر (التنزيل واكتمال الدين)، بما فيهم علماء اليهود والنصارى (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، مأمورون باتباع النبي الخاتم، ويستحيل أن تسمح الشريعة الإسلامية (القرآنية) الإبقاء على عقد نكاح (مسلم) (بغير مسلمة)، مهما كانت ملتها!!

وللموضوع بقية … مع الجزء الأخير


(275) 2/10/2014 (آية الزواج – 11)

 عدد المشاهدات : 205

أما الآيات التي تحدثت عن الفريق (الذي آمن) ولم يعلن إسلامه، فقوله تعالى في سورة آل عمران:

* (لَيْسُوا سَوَاءً) مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (أُمَّةٌ قَائِمَةٌ) يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [113] يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ [114] وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ [115] … تدبر جملة (أُمَّةٌ قَائِمَةٌ)، أي قائمة على اتباع الرسالات، وآخرها رسالة النبي الخاتم محمد!!

وقوله تعالى في سورة آل عمران* وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ (وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [199]

وقوله تعالى في سورة المائدة:* لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا، وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ (قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً) وَأَنَّهُمْ (لا يَسْتَكْبِرُونَ) [82] … وَإِذَا سَمِعُوا (مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ)، تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ (مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ) يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [83] … (وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ)، وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ، وَ(نَطْمَعُ) أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ (الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ) [84]

وقوله تعالى في سورة التوبة:* قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ (مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [29]

تدبر سياق هذه الآية، لتعلم أن (مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) فريق (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) وَ(الْيَوْمِ الآخِرِ) و(يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) وَ(يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ)، وهذا الفريق لم يفرض الله تعالى عليه (الجزية)، إنما فرضها فقط على (المعتدين)، الذين لم يؤمنوا (مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)!!

إذن عندما استثنت الشريعة الإسلامية من الأنكحة المحرمة عقد نكاح (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، كان ذلك لأنهن من الفريق الذي آمن، المتمسكات بأصول الإيمان، لا يختلفن عن “الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ” إلا في إعلان إسلامهن!!

وهنا يجب أن نعلم: أن إظهار الزوج (رجلا كان أو امرأة) الولاء للإسلام، في هذه المرحلة الانتقالية، من عصر التنزيل واكتمال الدين، قد يكون (نفاقا) للإبقاء على الرابطة الزوجية، استنادا إلى الآية [5] من سورة المائدة، ويظل هذا المنافق (أو المنافقة) يداهن، ولا يلتزم بتفعيل أصول الإيمان في حياته، حتى بعد زوال أسباب منعه من إعلان إسلامه!!

لذلك أرى أن الحكمة في عدم ورود (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) ضمن (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ)، تكمن في طبيعة هذه المرحلة الانتقالية، حتى يتبين حقيقة (إيمانهن)، تماما كامتحان المؤمنات المهاجرات، الذي ورد في سورة الممتحنة:

“فَإِنْ (عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ) فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ”

لذلك نلاحظ أن الله تعالى حذر الزوجين، في ختام الآية [5] من سورة المائدة، بقوله تعالى:

“وَمَنْ يَكْفُرْ (بِالإِيمَانِ) فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”

إن قوله تعالى (وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ) يقتضي وجود إقرار سابق بهذا (الإيمان)، وهذا دليل على أن إباحة (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) كان مشروطا بإقرارهن السابق بأصول الإيمان، ولما كان هذا الإقرار مسألة قلبية، لا تظهر حقيقتها إلا من خلال التعاملات ومواجهة التحديات، جاءت الآية تحذر الزوجين من الإخلال أو التهاون في الالتزام بأصول الإيمان!!

فهل يعقل أن تأتي (إباحة) نكاح (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) مع افتقاد الزوجين “الرابطة الإيمانية”، ثم بعدها يأتي (تحريم) النكاح الذي يفتقد هذه “الرابطة الإيمانية”، بقوله تعالى: “وَمَنْ يَكْفُرْ (بِالإِيمَانِ) فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”؟!!

وإن اللافت للنظر، أنه على الرغم من أن نكاح (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) من المسلمات البدهية، التي يستحيل أن يكون هناك أحد من المسلمين قد سأل عن حكمها، كي يتضمنها سياق ما أحله الله للمسلمين…، إلا أن مجيئها في هذا السياق دليل على وجوب التزام (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) بما التزم به (الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) من أصول الإيمان الخمسة!! وبذلك تصبح شروط الإبقاء على عقد نكاح المسلم من (الكتابية) التي لم تعلن إسلامها هي:

أولا: أن تكون المرأة مقرة بأصول الإيمان الخمسة.

ثانيا: أن يكون الزوج (الذي أسلم)، قد أعطى زوجه أجرها (مهرها) وقت العقد: “(إِذَا) آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ”، وإلا وجب عليه أن يدفع هذا الأجر بعد إسلامه.

ثالثا: الامتناع عن كل مظاهر الجاهلية: “مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا (مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ)”.

إن الذين أباحوا (الزواج المختلط)، وقالوا إن القرآن لم يشترط الإقرار بأصول الإيمان الخمسة، وأن صفة (الإيمان) تعني (الأمن والأمان)، هؤلاء هم الخطر القادم، المدمر للفكر الإسلامي، ولتفيعل أحكام الشريعة القرآنية على وجهها الصحيح!!

إن ما ذكرته سابقا من موضوعات (آية الزواج 1-11)، كان يمكن اختصاره في صفحة واحدة، ولكن، ولأهمية هذا الموضوع من الناحية الشرعية، خاصة وقد وضعت له عنوانا: (الزواج المختلط: محرم شرعا، وكبيرة من الكبائر، تجعل المصر عليها، في جهنم خالدا فيها)، كان لابد من سد ثغراته، وكشف شبهاته، ليؤمن من يؤمن على بينة، ويكفر من يكفر عن بينة!!

ويعترض البعض على قولي: (“الزواج المختلط”، محرم شرعا، وكبيرة من الكبائر، تجعل المصر عليها، في جهنم خالدا فيها)، وكأن محمد مشتهري، قد جعل من نفسه إلها، يشارك الله في حكمه، فأصدر هذا الحكم!!

والحقيقة، أني أجد نفسي عاجزا عن وصف هؤلاء، بغير الصفة التي وصفهم الله تعالى بها وهي أنهم: (لا يسمعون)، وإذا سمعوا (لا يعقلون)، وإذا عقلوا (لا يفقهون)، وإذا فقهوا (لا يتدبرون): “أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”!!

إن كل المقدمات، والحيثيات، والأدلة، والبراهين، والآيات القرآنية…، التي حملتها هذه المنشورات، هي التي أصدرت هذا الحكم!!

لذلك أقول: إن هذا الموضوع (“الزواج المختلط”، محرم شرعا، وكبيرة من الكبائر، تجعل المصر عليها، في جهنم خالدا فيها) قد بذلت فيه هذا الجهد العلمي، ليكون نموذجا لكيفية التعامل مع علم (السياق القرآني) في استنباط الأحكام، ولو كان حكما واحد!!

إن الذين أباحوا (الزواج المختلط)، يحرم شرعا أن يؤخذ منهم دين، ولو كانوا يحملون (نوبل) في جميع التخصصات العلمية، ذلك أننا أمام دين إلهي، لا يقبل أن نتعامل معه بدون منهج علمي، يحمل أدوات لفهم نصوصه!!

لذلك جعل الله تعالى من المحرمات التي تتساوى مع الشرك بالله (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، فتدبر:

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً) (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)!!




يناير 31

60 min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page