

(51) 20/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 268
وهذه الحقائق هي:أولا: “تأييد الله” ليوسف بالآيات، في كل التحديات التي واجهها في حياته.ثانيا: دور “القميص” كآية من آيات الله المؤيدة ليوسف في مواجهة هذه التحديات، وأنه لم يكن فقط قميصا ملبوسا، وإنما كان “آية” لقوم يتفكرون. فتعالوا نقف على دور هذا “القميص” في حياة يوسف، وذلك بتدبر هذه الآيات:1- قوله تعالى: “وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ”، فهذه الجملة تبين أن هذا “القميص” حمل معه دليل اتهام يعقوب، عليه السلام، لإخوة يوسف، كآية أظهرها الله له: “قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ”.2- قوله تعالى: “وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ”، لقد حمل هذا “القميص” معه دليل براءة يوسف، كآية من آيات الله!!3- قوله تعالى: “اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ”، لقد أرسل الله تعالى هذا القميص للأب، الذي ابيضت عيناه من الحزن، كآية تطمئنه على ابنه، وأنه سيرى ابنه بعينيه قريبا. [يتبع]
(52) 20/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 181
إن قضية فهم القرآن، في المقام الأول [والأخير]، قضية “تدبر”، و”فهم واع” للسياق القرآني!! إن محور قضية “الشاهد” على براءة يوسف هو “القميص”، الذي ورد ذكره في الآيات الثلاث. إن كل قميص، في هذا السياق القرآني، متميز بذاته، ويحمل الآية الخاصة به، وبطبيعة التحدي الذي سيواجهه يوسف. لذلك نلاحظ أن “القميص الثاني” كان على جسد يوسف وقت فتحه باب القصر لم يخلعه، ولم يفارق جسده حتى ظهرت براءته، وإلا لضاعت “الآية” الدالة على براءته…، وكيف تضيع وهي من صنع الله تعالى وتدبيره؟!!إن مدرسة “تدبر القرآن” تجعلك تقف عند محطات رئيسة في السياق القرآني، عندها ستجد أمامك مفتاح “الفهم الواعي” لآيات الذكر الحكيم. إن المحطة الرئيسة في الفتنة التي تعرض لها يوسف، عليه السلام، هي قوله تعالى “وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ”، لأن هذه المحطة، وما حدث فيها من حوارات بين العزيز وامرأته، وبينه وبين يوسف..، هي مسرح الحدث الذي حمل البراهين الدالة على براءة يوسف أمام العزيز، وكان بطلها “القميص”. [يتبع]
(53) 20/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 207
لقد حضر قميص يوسف القصة من أولها إلى نهايتها، حضر المراودة، وحضر غلق الأبواب، وحضر الهم، وحضر الاستباق إلى الباب، وكان شاهدا على “قد القميص” وأسبابه…، فهل بعد هذا كله يقف القميص متفرجا، ولا يقوم بدور في إثبات براءة يوسف حضوريا أمام عزيز مصر، قبل أن تضيع معالم القضية؟! لا…، لقد شاء الله أن الذي يتلوا حيثيات براءة يوسف واحد من أهل امرأة العزيز، بعد أن شاهد “قميص” يوسف بعينيه، وبعد أن شاهد حال امرأة العزيز، الدال على براءته، والذي لم يكن ليخفى على أحد!!فهل يُعقل أن يرى عزيز مصر امرأته في هذا الوضع، وهي تقول له مسرعة: “مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، ثم لا ينتصر لامرأته بعد أن اتهمت يوسف بأنه هو الذي راودها؟!! هل كان من السهل على العزيز، في هذا الموقف، أن يقبل قول يوسف: “هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي” ويصدقه، خاصة وأن احتمال عدم صدقه وارد!! ولكن لماذا؟! [يتبع]
(54) 20/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 209
إن شق “القميص” من الدبر ليس بالضرورة أن يكون دليلا على اتهام امرأة العزيز بأنها هي التي راودته، فقد يكون هو الذي راودها، وعندما نهرته وهددته باستدعاء حرس القصر، أراد أن يهرب، فأسرع نحو الباب، فأرادت الإمساك به، فشقت قميصه من دبر!! إذن فلماذا لا نضع هذا السيناريو أيضا في المشهد، خاصة وأن تصديق العزيز لامرأته أهم عنده من تصديق يوسف، حفاظا على سمعة المرأة، وسمعة القصر؟!والسؤال: هل كان من السهل على العزيز أن يقول لامرأته أمام الحضور، وبهذه الصراحة: “إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ” ـــ “يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ”؟!! لقد جاء اتهامه لامرأته مباشرة بعد قوله تعالى: “فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ…”، ولا يوجد دليل في هذا السياق يبين أن هذا الاتهام قيل بعيدا عن مسرح الحدث!! [يتبع]
(55) 20/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 204
لذلك أقول: إن براءة يوسف، عليه السلام، لم تقم على معرفة “الشاهد” وخبرته المكتسبة، كما يظن د. شحرور وأنصاره، وإنما على حيثيات وبراهين حضورية، حملها “قميص يوسف”، ورآها “الشاهد” في مسرح الحدث، قبل أن يُنطقه الله تعالى بها.وأعتذر بشدة عن الإطالة في هذا الموضوع، ولكن الذي دفعني إلى ذلك حرصي أن أبيّن للناس أننا أمام نصوص “آية قرآنية”، هي البرهان الوحيد الذي يملكه المسلمون اليوم، الدال على صدق نبيهم محمد عليه السلام في بلاغه عن الله، لذلك فمن التخبط، وعدم إدراك قيمة وحقيقة هذه الآية، أن نتعامل مع نصوصها بفهم سطحي، وهوى متبع، وفكر عشوائي.
(56) 20/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 197
معذرة…. فقد سقطت سهوا من الموضوع الفقرة التالية:كنت قد ذكرت من قبل أن كلمتي “الشاهد” و”الشهيد” مشتقتان من أصل واحد هو مادة “شهد”، وتعني “العلم اليقيني” بشيء حدث، وأدركته وسائل الإدراك فور حدوثه. لذلك لم يفرق اللسان العربي بين الكلمتين [راجع: لسان العرب، مادة “شهد”] فهل فرق القرآن الكريم بينهما، فجعل شهادة “الشهيد” شهادة حضورية تحصل عن طريق السمع والبصر، وشهادة “الشاهد” شهادة معرفة، وخبرة مكتسبة، كما يدعي د. شحرور؟! تعالوا نتدبر هاتين الآيتين: يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [45]. أي “شاهدا” على تبليغ الرسالة وأداء الأمانة. ويقول الله تعالى في سورة الحج: “ليكون الرسول شهيدا عليكم” [78]. أي “شهيدا” على من عاصروه، أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فهل هناك فرق جوهري في المعنى؟!! إن الفرق بين الكلمتين أن كلمة “شاهد” جاءت على وزن “فاعل”، وكلمة “شهيد” جاءت، كصيغة مبالغة، على وزن “فعيل”، كما نقول: آمر وأمير، قادر وقدير…، وهي مسألة “لغوية” تتعلق بـ “الأوزان” لم أرد أن أشغل القارئ بها.والغريب أنه بعد أن فرق د. شحرور بين المصطلحين، فجعل شهادة “الشهيد” شهادة حضورية تحصل عن طريق السمع والبصر، وشهادة “الشاهد” شهادة معرفة، وخبرة مكتسبة…، قال: “وهنا ندرك أن شهادة “الشهيد” أقوى من شهادة “الشاهد”، فقد يتوفر لدينا عدد كبير من الشاهدين والخبراء، يدلون بشهادات الخبرة المعرفية، لكن يكفي شهيد واحد ليطيح بكل شهاداتهم وبكل خبراتهم”!! والسؤال: لقد جعل د. شحرور شهادة “الشهيد” أقوى من شهادة “الشاهد”، وجعل الله تعالى براءة نبيه يوسف، عليه السلام، على يد “شاهد” وليس على يد “شهيد”، فكيف تكون شهادة “الشهيد” أقوى من شهادة “الشاهد”؟!!! ثم هناك أمر آخر أكثر خطورة في منهج د. شحرور. إنه بهذا المنهج الفكري وقع في ما وقع فيه أهل “الروايات” الذين حولوا “المشهود” الذي شاهده “الشاهد” ببصره وسمعه، حولوه إلى خبر ورواية. لقد حولوا “المشهود”، الذي هو حديث “رسول الله”، الذي سمعه الصحابة “الشاهدون” بسمعهم، حولوه إلى “خبر” تناقلته ألسن الرواة، وجعلوه مصدرا تشريعيا إلهيا بدعوى أن جهابذة علم الحديث، وهم أهل المعرفة والخبرة المكتسبة [أي “الشاهدون” حسب تعريف د. شحرور] قد أقاموا “الشهادة” على أن هذه “الروايات” وحي من الله تعالى، بشرط أن يكون الناقل لها عدلا ضابطا!! أظن أن الآن وضحت الرؤية.
(57) 21/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 196
ما هو الدور الذي يؤديه “المسلم” في هذه الدنيا اليوم؟! هل أن يعيش حياته مقلدا تابعا [بغير علم] لمذهب فكري معين، ثم يموت، ويحشر يوم القيامة مع أمثاله من “التابعين”، فإذا به يجد “المتبوعين”، من أئمة المذاهب الفكرية، يتبرأون من “التابعين”، المقلدين لهذه المذاهب، ويقولون لهم: “هل نحن صددناكم عن الهدى إذ جاءكم؟! فلا تلومونا ولوموا أنفسكم!! لذلك حذر الله تعالى الإنسان أن يعيش في هذه الدنيا خارج “دائرة الهدى”، هذه الدائرة التي لا تعرف تقليدا أعمى، ولا اتباعا بغير علم. فهل أقام المسلمون “إسلامهم” على البراهين الدالة على أنهم على الهدى، والحق الذي أراده الله تعالى لهم؟! تدبر:
* المص [1] كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ ف ِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [2] اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [3] الأعراف
(58) 22/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 241
إنها لمصيبة كبرى، أن ضاعت “الأمة الإسلامية”، “خير أمة أخرجت للناس”، وتحولت إلى فرق وأحزاب متصارعة، متخاصمة، متقاتلة، بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان على يد صحابة رسول الله، وما تلى ذلك من أحداث “الفتن الكبرى”، واستمرار هذه “المصيبة” إلى يومنا هذا!! واللافت للنظر أن المسلمين أتباع هذه الفرق، وما تفرع عنها من مذاهب وجماعات…، سعداء بهذه “التبعية”، في الوقت الذي تدّعي فيه كل جماعة أنها وحدها على الهدى والدين الحق!!
إن كل من تلوث قلبه بأفكار ومناهج وسياسات هذه الفرق، وهذه الجماعات المذهبية، لا يحق له مطلقا أن يتحدث عن “الإسلام”، هذا “الدين” الذي قال عنه الله تعالى: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”!! فهل يُعقل أن يكون [أتباع] هذه الفرق، وهذه الجماعات المذهبية، التي شارك أئمتها [السلفيون] في هذه “المصيبة الكبرى”، وسفكوا الدماء بغير حق، في أحداث “الفتن الكبرى” وعلى مر العصور، وإلى يومنا هذا…، هل يعقل أن يكونوا على الهدى، وعلى الدين الذي ارتضاه الله تعالى للناس؟!!
ثم بعد ذلك يسألون: أين دور العلماء فى التصدى لهذه المشكلة؟! [أي علماء يقصدون؟؟] هل تتحمل “الرعية” وحدها المسئولية؟! [أية رعية؟؟] لماذا لا تخرج “هيئة من كبار العلماء” بتوصيات لحل هذه الأزمة؟! [علماء أية فرقة؟؟]… إلى آخر هذا “التغييب العقلي” الذي نشأ فيه، وتربى عليه هؤلاء، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!
(59) 23/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 204
لقد جاءت “آية الزواج” وسط منظومة من “الآيات الكونية” [الروم 17-27] لتلفت النظر إلى وجوب أن يقيم الوجود البشري حياته على التنزيه المطلق لله تعالى تأسيا بالكون من حوله، وأن على “الزوجين” تحقيق التناغم بين “الآيات الكونية” و”الآيات القرآنية”، الأمر الذي يستوجب أن يحسن الزوج اختيار زوجه المتناغم معه فكرياً وعقدياً، فـ “البيت المسلم” جزء من هذا الوجود المسبح الحامد الساجد لخالقه. إن نشأة الأولاد في بيئة مسبحة، حامدة، ساجدة لله تعالى، “تفعيل” للميثاق الغليظ الذي أخذه الله على الزوجين، و”إقرار” من أفراد الأسرة بإقامة “العبودية” لخالقهم. لذلك كان المعنى الحقيقي لـ “الحب الزوجي” هو التفاعل الفكري والعقدي، القائم على الفهم الواعي لـ “آية الزواج”.
* “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْم ٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
(60) 24/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 217
إن ما دفعني الأمس واليوم إلى الحديث عن “آية الزواج”، هو هذه “المعيشة الضنك” التي تُسفك فيها الدماء بغير حق، والناس في حالة تبلد، يأكلون ويتمتعون…، وكأن هذه الدماء دماء ذبائح من التي نأكلها بعد أن نسمي الله عليها!! لذلك أردت أن نرجع إلى أصل القضية. إن “بيت الزوجية” القائم على الفهم الواعي لـ “آية الزواج”، يستحيل أن يصنع إرهابا ولا تطرفا، دينيا كان أو اجتماعيا. إن “آية الزواج” من آيات الله الكونية التي إن وظفها الإنسان في إطارها الصحيح جنى ثمارها الطيبة، وإن وظفها خارج هذا الإطار لم يجن إلا “المعيشة الضنك”. إن القضية أولا وأخيرا قضية “تربية”، وإدراك لدور “بيت الزوجية” في هذه “التربية”، وكيف نجعل المحور الأساس لهذه “التربية” هو آليات التفكر والتعقل والتدبر…، التي هي من آليات عمل القلب، التي تحافظ على سلامته.
* “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً”
(61) 25/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 235
إن الذين جعلوا المدن والقرى ساحة للقتال، وراحوا يفجرون وينتحرون مستهدفين أفراد الشرطة والجيش، وطبعا والمدنيين، إن هذه الجماعات، وكل من ينتمون إليها، وكل من يدافعون عنها، هؤلاء جميعا إن لم يتوبوا، فسيحشرون يوم القيامة قتلة…، لماذا؟! لأن “القتال” يكون بين فئتين، وعلى أرض معلومة تسمى ساحة القتال، فإذا تواجد فرد “مدني” في هذه الساحة فهو الذي يتحمل مسئولية تواجده. فإذا ذهبنا إلى أفراد الشرطة والجيش، المتواجدين داخل المدن والقرى لتأمين المنشآت وحماية الأفراد، فهؤلاء ليسوا في حالة قتال مع أحد، إلا من اعتدى عليهم طبعا…، فكيف يفتي مسلم بقتل هؤلاء الآمنين ثم يبقى على إسلامه؟!!إن سفك دم امرء بغير حق، مهما كانت ملته، ومهما كان توجهه السياسي، عظيم عند الله تعالى. فإذا كان هناك من لا يبالون بعظم هذه الكبيرة، فسفكوا الدماء بغير حق، فالمفترض أن المسلمين المؤمنين، لا يفعلون مثلهم، ويبحثون عن مخرج يبعدهم عن المشاركة في هذه “الفتنة”!! فلماذا أصروا على فعل المحرم وهم يعلمون؟!! والجواب: بسبب “المرجعيات الدينية” التي أفتت لهم بذلك!! فمتى نشأت هذه “المرجعيات الدينية”؟!!إنه لا يوجد دليل واحد في كتاب الله يبيح لأي إنسان سفك الدماء بغير حق، وإنما هي “الفتنة الكبرى”، التي وضع بذورها صحابة رسول الله، بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وسار على نهجها خلفاء الدولة الأموية، ثم العباسية…، وعلى أساسها ظهرت “الفتاوى” التي تبيح للضعيف، الذي لا يملك قوة يهزم بها عدوه، أن يفجر نفسه وسط أعدائه، وهو يحسب أنه يُحسن صنعا!! لقد ضاعت معايير الحق وسط منظومة الباطل!!
* “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”.
(62) 26/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 185
هذا الخطاب أرسله لي المفكر اﻹسلامي الكبير الشيخ جودت سعيد عام 1998 بمناسبة افتتاح مركز بحوث ودراسات القرآن الكريم

(63) 26/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 230
إن مهمة الإنسان أن يرفع الحجب الموروثة عن قلبه، بالعلم والحجة والبرهان، ليقيم إسلامه على التوحيد الخالص لله تعالى، بعد أن اختلط الحق بالباطل، والآية الإلهية بالرواية البشرية، والمصدر التشريعي الإلهي بالمصادر التشريعية المذهبية للفرق الإسلامية المختلفة. لقد أقام إبراهيم، عليه السلام، توحيده لله تعالى على منهج البرهان والاستدلال العقلي، بعد أن ظل حائرا أمام فطرته، التي كانت تذكره دائما وتقول بوجوب وجود إله واحد أحد لهذا الكون.إن الدليل اليقيني على توحيد الله، وشهادة “ألا إله إلا الله”، دليل قائم يعلن عن نفسه في ملكوت السموات والأرض، ولكن.. فرق بين التوحيد القائم على علم ومعرفة يقينية بدلائل الوحدانية، وبين التوحيد القائم على الإيمان الوراثي والتقليد الأعمى. إن المقلدين بغير علم أصحاب قلوب مريضة، إنهم مجرد حملة للمعارف والأفكار، وهؤلاء هم البيئة الخصبة التي ينشأ فيها التخاصم والتكفير، وينمو فيها التطرف والعنف!!
(64) 28/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 202
لماذا ذهبت خيرية الأمة الإسلامية ولم تعد؟! لأن من جاءوا بعد عصر الخلافة الراشدة تعاملوا مع القرآن ككتاب إلهي فقط وليس كآية إلهية جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور إلى يوم الدين!! ولماذا هجروا “الآية”؟! هجروها للأسباب التالية:أولا: لأن القرآن “آية عقلية”، وليست حسية تراها الأعين!!ثانيا: لأن “الآية العقلية” لا تعمل بين الناس إلا بتفعيل آليات التفكر والتعقل، والنظر!!ثالثا: لأن المسلمين، الحاملين لهذه الآية، أسندوا مسئولية تفعيل آليات التفكر والتعقل…، إلى أئمة السلف ليقوموا نيابة عنهم بهذه المهمة!!لذلك توقف عطاء “الآية القرآنية”، وأصبح المسلمون في ذيل التخلف الحضاري، وهم سعداء بهذه المكانة!! ثم يخرج علينا من يدافع عن “الأمة الإسلامية”، وطبعا يقصد “الفرقة” التي ولد فيها ولا يرى غيرها!! ويدافع عن أئمة فرقته وعلمائها!! والغريب أن يدافع أيضا عن “السنة النبوية”، التي يستحيل أن يكون لها وجود حقيقي بين المسلمين وهم لا يعرفون للتقدم الحضاري، ولا للتنمية المستدامة، سبيلا!!
* “الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”
(65) 30/11/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 192
إن المتدبر لكتاب الله يعلم أن بداية خلق الوجود البشري لم تكن عن تطور لكائن ذي خلية واحدة في أصله، ولا عن تطور الإنسان البدائي إلى إنسان واعي عاقل، وإنما بالأمر التكويني “كن”، فكانا آدم وزوجه، ولقد زودهما الله تعالى بآليات التفكر والتعقل والنظر…، ليؤديا مهمتهما التي أمرهما الله بها باختيارهما. ومما يؤكد خلق آدم بالأمر التكويني “كن”، وليس بفعل عامل التطور، وأنه لم يكن المرحلة الأخيرة من مراحل خلق الإنسان، كما يدعي “الداروانيون” هو قوله تعالى في سورة آل عمران عن خلق عيسى: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”. فكما خلق الله آدم بكلمة “كن” خلق عيسى، عليهما السلام.
* “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
(66) 2/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 185
سبق أن سألت: لماذا ذهبت خيرية الأمة الإسلامية ولم تعد؟! واليوم أسأل: “لماذا تأخر المسلمون وتقدّم غيرهم؟! لماذا انتصرت قوات التحالف على الجيش العراقي واحتلت العراق في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي كله، ومنابر الدعوة كلها، يدعون الله ليل نهار، أن ينصر جيش العراق، هذا البلد العربي المسلم؟! لماذا انتصرت إرادة الشعب المصري على حكم التيارات الدينية [الإسلام السياسي] في مصر، بعد عام كامل من حشدها لكل ما استطاعت من قوة لإقامة الخلافة الإسلامية؟!ألم يعد الله تعالى بنصر المؤمنين؟! “وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”، ألم يعد الله تعالى بأن ينجي المؤمنين؟! “كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ”. ألم يقل الله تعالى: “وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً”؟!إذن فلماذا لم يؤيد الله تعالى بنصره كل المحاولات التي سعت لإقامة خلافة إسلامية؟! هل الله تعالى، خلال قرون مضت، مازال ينتظر الوقت المناسب لتأييد المؤمنين ونصرهم على أعدائهم؟! هل هذا ما عرفناه عن الله عز وجل، وفاعلية أسمائه الحسنى، وصفاته العليا؟!الجواب: سنجد من المغيبين عقليا وإيمانيا من يقولون: نعم مازال الله ينتظر، وهو لا يُسأل عما يفعل!!!! سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.أما أنا فأقول: السبب هو غياب “الإسلام” الحق، وكذلك “الإيمان” الحق؟!
(67) 3/12/2013 (بدون عمل)
عدد المشاهدات : 243
إن صحيح الدين له طريق واحد، هو “الإسلام”، ومنهج واحد، هو نصوص “الآية القرآنية”، ولا يوجد في “الإسلام” شيء اسمه “مذهب” يتفق مع “صحيح الدين”، ولا “حديث” منسوب إلى النبي يتفق مع “القرآن”، فكل هذه بدع ابتدعها أئمة وعلماء الفرق والمذاهب المختلفة لإيجاد مبرر يستندون إليه في إثبات شرعية مذاهبهم، وفي إثبات شرعية “المرويات” التي نسبوها إلى رسول الله بدعوى أنها تتفق مع القرآن!!! فإذا كان “المذهب” يتفق مع “صحيح الدين”، فلماذا لا يتبعون “صحيح الدين” مباشرة؟!! وإذا كانت “الرواية” المنسوبة إلى النبي تتفق مع “القرآن”، فلماذا لا يتبعون “النص القرآني” مباشرة؟!!لقد كانت هذه “البدع” هي السبب الرئيس في ظهور قضية “التكفير” بين المسلمين، فأتباع كل “مذهب” يدّعون أن مذهبهم هو الذي يتفق مع “صحيح الدين”، وعلماء “الحديث” عند كل فرقة يدّعون أن “أحاديثهم” هي التي تتفق مع “القرآن”، وهي التي أمر الرسول باتباعها!! فإذا ذهبنا إلى كل فرقة، وما تفرع عنها من مذاهب وجماعات دينية، وجدناها تدّعي أنها “الفرقة الناجية”، وباقي الفرق في النار!! لقد بحثت في كتاب الله عن دليل واحد يُبيح للمسلمين أن يكونوا على هذه الصورة فلم أجد، فهل من مُعين؟!!
* “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”.
(68) 4/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 207
إن الله تعالى لم يأمر الناس بعبادته من غير أن يزودهم بأدوات وميادين التعرف على دلائل وحدانيته، وعلى هذا الأساس أقام الله تعالى حجته على الناس. فلا عذر لأحد يملك آليات التفكر والتعقل والنظر..، ويعيش وسط هذا المنظومة المعرفية الهائلة، ثم لا ينظر في الكون حوله، ليعلم “أنه لا إله إلا الله”!! لذلك كان أول علم يجب أن يتعلمه الإنسان هو علم “معرفة على الله ودلائل وحدانيته”، الأمر الذي لا يتحقق إلا من خلال قلب سليم، لا يقبل المتناقضات، ولا الخرافات، ولا يقبل في دين الله إلا ما قام على الحجَّة والبرهان.إن حرية الفكر شعار المنهج العلمي الذي يُساعد على تطور أية نهضة، وتقدم أية حضارة. وإن ما اعتبره السابقون حقائق ثابتة قد يأتي اللاحقون في مناخ هذه الحرية بما يثبت عكسه، أو عدم صحته. وإذا كان الانحراف عن سنن السلوك الأخلاقي القويم له تأثيره الهدام على الأمم فإن الانحراف عن سنن التطور الحضاري والأخذ بتقنياته العلمية له أثره الكبير على انهيارها. لذلك فإنه لا قيمة لهذا الوجود البشري دون بناء الإنسان بناءً معرفيا يمكنه من قراءة الآيات الكونية قراءة تتفاعل مع فطرة التوحيد، ومع الرسالات الإلهية، كقاعدة يقيم عليها المرء إيمانه، وقناعته الذاتية بحجية الدين الإلهي الذي أمر الله تعالى باتباعه، ومرجعيته التي يُستقى منها، وهل هي مرجعية واحدة عن الله تعالى مباشرة، أم مرجعيتان: واحدة عن الله، والأخرى عن رسوله؟!!
* “أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”
(69) 5/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 209
يجب على كل مسلم أن يعلم كيف وصل إليه ما يُسمى بالمصدر الثاني للتشريع، هذا المصدر الذي نسبوه إلى رسول الله على أنه وحي إلهي ليأخذ قدسيته في قلوب أتباع الفرق والمذاهب التي صنعته. في البداية، لابد أن نُميّز بين فترتين زمنيتين، الأولى: القرن الأول الهجري، وفيه ظهر [الأخباريون] الذين أخذ عنهم [المؤرخون] التاريخ الإسلامي. وفي نفس الوقت ظهر [الرواة] الذين أخذ عنهم [المحدثون] الأحاديث المنسوبة إلى النبي. ولم يُعثر على مدونات كاملة موثقة لأصحابها، تصلح للتحقيق العلمي، منسوبة إلى القرن الأول.أما الفترة الثانية: فهي القرن الثاني الهجري، وفيه ظهر أوائل [المؤرخين]، و[المحدثين] الذين يفصلهم عن [الأخباريين] و[الرواة] مساحة زمنية لا تقل عن نصف قرن الزمان!! ولم يكن هناك في هذه الفترة مخطوطات لـ [الرواة] أو لـ [الإخباريين] اعتمد عليها [المحدثون] و[المؤرخون] في نقل مروياتهم وأخبارهم. لذلك كانت العقبة الكؤود التي وقفت أمام علماء كافة الفرق الإسلامية في توثيق مرويات التاريخ الإسلامي، و”الحديث”، المنسوب إلى النبي..، هي افتقاد “المدونات” الموثقة، التي تربط بين ما نقله [الرواة] و[الأخباريون] عن عصر الرسالة، وما دونه [المحدثون] و[المؤرخون] بعد قرن من الزمان.لقد كانت الأخبار والمرويات يتداولها الناس شفاهة قرنا ونصف قرن من الزمان، ثم جاء عصر التدوين، فدوّن علماء كل فرقة أخبارهم ومروياتهم على أساس “إحسان الظن” بمن نقلوها إليهم شفاهة، ولو أنهم لم يحسنوا الظن لسقطت مرويات “الحديث”، وأحداث “التاريخ”، كلها!!والسؤال: إذا كان ما نُسب إلى النبي من “أحاديث” و”أخبار” وحيا إلهيا، فهل يمكن للوحي الإلهي أن يُترك للناس تتناقله الألسن قرنا من الزمان، على أقل تقدير، ثم بعد ذلك يُدوّنه [المحدثون] و[المؤرخون] كلٌ حسب مدرسته في الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف؟!!!!
(70) 7/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 207
إذا سأل شخص المسلمين: ما هي ثمرة اتباعكم لكتابك الإلهي، الذي تدّعون أنه “الآية” الدالة على صدق “نبوة” رسولكم محمد، والقادرة على إقامة خير أمة أخرجت للناس؟! هل كانت هذه “الآية” خاصة فقط بعصر الرسالة؟! وإذا كانت قائمة إلى قيام الساعة فمتى سيكون لها دور في النهوض بأمتكم لتقوم بمسئوليتها في إخراج الناس من الظلمات إلى النور كما وعدت نصوصها؟! هل السبب أن المسلمين الذين حُمّلوا هذ “الآية القرآنية” لم يحملها منهم إلا الذين كانوا في عصر الرسالة، ممن رضي الله عنهم؟! وإذا كان “التابعون” لهم لم يَحْمِلوها [أي لم يُفعّلوها كما أمرهم الله تعالى] لذلك ضاعت الأمة الإسلامية، وذهبت خيريتها…، إذن فمتى سيتحمل المسلمون مسئولية تفعليها، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور؟!الإجابة: “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، ويكفينا أننا نقيم الصلوات الخمس، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونؤدي فريضة الحج، ونعتمر…، أما “الآية القرآنية” فلها رب سيقوم بتفعيلها إن شاء الله إن أراد، ويومها سنجد الناس يخرجون من الظلمات إلى النور من تلقاء أنفسهم…. ولا تتعب نفسك يا شيخ!!!
* “الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”
(71) 8/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 180
من أهم “أطواق” النجاة التي طَوّقت بها “المذهبية” أتباعها، “طوق” اسمه “نظرية المؤامرة”، وهذا “الطوق” يستخدمه “التابع المقلد” عندما لا يستطيع مواجهة الحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان، وذلك للخروج من “المأزق العلمي” الذي وضع نفسه فيه!! فكيف يخرج من المأزق؟!! يُرجع قضية “تخلفه الديني”، و”تخلف المسلمين”، و”تخاصمهم” و”تقاتلهم”…، يُرجع ذلك إلى “نظرية المؤامرة”، وأن أعداء الإسلام [شرقا وغربا] نجحوا في “التآمر” على “الأمة الإسلامية”، عبر قرون مضت.إذن فأعداء الإسلام هم الذين “تآمروا” على الصحابة ليقاتل بعضهم بعضا في أحداث “الفتن الكبرى”، وكان منهم من “تشيّع” للإمام علي، فكانوا هم الجيل الأول من “الشيعة”، والآخرون ناصروا السيدة عائشة، وكانوا هم الجيل الأول من “أهل السنة”!!وأعداء الإسلام هم الذين “تآمروا” على الخلافة الأموية فحوّلوها إلى “ملك عضود” بعد أن كانت “رشيدة”!!وأعداء الإسلام هم الذين “تآمروا” على أئمة الفرق الإسلامية ومنعوهم من أن يجتمعوا على كتاب واحدٍ يجمع كل “المرويات” التي نُسبت إلى النبي، ليكتب كل منهم كتابه حسب مذهبه في الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف، فيختلفوا، ويتخاصموا، فيُهدم “علم الحديث” من قواعده!!وأعداء الإسلام هم الذين جعلوا أتباع كل فرقة، عندما يتحدثون عن التحديات التي تواجه الإسلام، يتحدثون باعتبارهم هم وحدهم “الأمة الإسلامية”، وباقي الفرق في النار!!وأعداء الإسلام هم الذين “خدّروا” المسلمين [حكاما ومحكومين، أئمةً ومقلدين] فاستطاعوا بذلك أن يجعلوا “تبعية” المسلمين لهم قائمة إلى يوم الدين!!
لماذا تحدثت عن “نظرية المؤامرة”؟! لأن هناك من علق على فقرة الأمس قائلا: لو رفع أعداء الإسلام أيديهم عن المسلمين، حتشوف المسلمين حيعملوا إيه!!!أقول له: طيب ولو مرفعوش!! يبقى الحل: أن ننتظر “المهدي” ليتحمل عنا مسئولية “الرفع”، ويقوم بتفعيل “الآية القرآنية”، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وكمان يدخل الجنة نيابة عنا!!
“أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً” “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”
(72) 9/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 191
يعتقد البعض أني أنتمي إلى جماعة “القرآنيين”، ولهم عذرهم، فـ “المذهبية” دائما تقف عقبة بين المرء وتفعيل آليات عمل قلبه، آليات التفكر، والتعقل، والنظر…، لذلك وجب التوضيح.أولا: القرآن هو الكتاب الإلهي الخاتم، الذي نزل على رسول الله محمد، حاملا معه “الآية” الدالة على صدق “نبوته”. وتوفي رسول الله ولم ينزل كتاب آخر، باسم “السنة النبوية”، يحمل نصوص شريعة مكملة لأحكام القرآن أو مبيّنة لها. فشرف لكل مسلم أن ينتسب إلى هذا القرآن، وأن يُسمى “قرآنيا”. ولكن، يجب أن نفرق بين “الإسم”، و”موضوع” هذا الإسم. فالإنسان الذي دخل في الإسلام، وتشرف بالانتساب إلى “القرآن”، لم يطلق عليه القرآن اسم “قرآني”، وإنما سماه “مسلما” [الحج78]. والمسلم الذي تدبر القرآن وعلّمَه للناس، ودَرَسَهُ، سمّه القرآن “ربانيا” ولم يُسمّه “قرآنيا” [آل عمران79]. فالذين أطلقوا هذا المصطلح على أصحاب التوجهات القرآنية، والذين أطلقوا على أنفسهم هذا المصطلح…، لم يتدبروا القرآن. [يتبع]
ملاحظة: الموضوع مقسم إلى أربع فقرات، برجاء أن تكون التعليقات أسفل الفقرة المتعلقة بالتعليق، وليس في نهاية الموضوع.
(73) 9/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 197
ثانيا: “القرآنيون” مصطلح يطلق على الذين اكتفوا بالـ “النص القرآني” مصدرا تشريعيا إلهيا. وهم ليسوا على مدرسة فكرية واحدة، وإنما مدارس وتوجهات فكرية مختلفة، ومعظمهم لا يستندون في فهمهم للقرآن إلى أدوات من ذات النص القرآن، فكانت النتيجة أن خرج علينا كثير منهم بأحكام وتفسيرات تُحرّف “النص القرآني”، وتُجرده من سياقه ومضمونه!! والأمثلة على ذلك كثيرة، ومؤسفة، يمكن للقارئ أن يتعرف عليها من خلال شبكة التواصل الاجتماعي.
ثالثا: يستحيل أن يفهم أحد “القرآن” بالتعامل المباشر مع “النص القرآني” دون الاستعانة بأدوات من خارج هذا النص. فإذا جاء أعجمي، لا يعرف “اللسان العربي”، وأراد أن يفهم النص القرآني فلن يفهمه ولو مكث عمره كله أمامه!! أيضا يستحيل فهم النص القرآني دون تفعيل آليات التدبر والتفكر والتعقل…، “آليات عمل القلب”، وهذه الآليات خلقها الله بداخل الإنسان وليس في القرآن. ولا يمكن أن نفهم هذا العالم المشاهد أمامنا “آيات الآفاق والأنفس”، والعلاقة التناغمية بينه وبين النص القرآني، إلا عن طريق العلوم المتخصصة التي كشفت عن هذا التناغم، وهذه العلوم خارج القرآن. وغير ذلك من الأدوات التي أقمت عليها منهجي، ومشروعي الفكري، وهي موجودة على موقعي. [يتبع]
(74) 9/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 224
رابعا: إذن، يستحيل أن نتعامل مع النص القرآني [وحده] دون التسلح بأدوات من خارج هذا النص. وهنا سيخرج علينا “المذهبيون”، “المقلدون”، الذين لا يعلمون شيئا عن “الإسلام” إلا من خلال أئمتهم، وعلماء مذاهبهم…، ويقولون: ولماذا لم تضع المصدر الثاني للتشريع [يقصدون “الروايات” المنسوبة إلى النبي] ضمن أدوات فهم القرآن؟!أقول: لست أنا الذي يضع الأدوات، وإنما الذي وضعها [كما بيّنت سابقا] هو “القرآن”.سيقولون: القرآن قال: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا”.أقول: والله تعالى بيّن، بالدلالات القطعية الثبوت، أن الذي أعطاه للرسول [ليؤتيه للناس] هو القرآن، وما حمله من أحكام: أوامر “فَخُذُوهُ” ونواهي “فَانْتَهُوا”.سيقولون: القرآن قال: “وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.أقول: ولو كنت أعيش مع رسول الله في عصر الرسالة ما وسعني إلا أن أُقبل التراب الذي يمشي عليه، إقرارا مني بطاعتي المطلقة له. [يتبع]
(75) 9/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 234
خامسا: قلت: لو كنت أعيش مع رسول الله في عصر الرسالة ما وسعني إلا أن أُقبل التراب الذي يمشي عليه، إقرارا مني بطاعتي المطلقة له. أما أن يأتي أئمة وعلماء كل فرقة، بعد قرن ونصف قرن من وفاة الرسول، ويصنعون بأيديهم مصدرا تشريعيا، يقوم على “مرويات” نسبها “الرواة” إلى النبي، وكل فرقة تدّعي أن “مروياتها” هي “السنة النبوية” الواجبة الاتباع…، فهذا كله اجتهاد بشري، لم يأذن به الله تعالى، وسيحاسب الله تعالى عليه أصحابه يوم الحساب، هُم، وكل من أطاعهم، وناصرهم، ودافع عنهم.والدليل على أن الله تعالى لم يأذن بهذا المصدر، مخالفة كل الآيات القرآنية [التي استدلوا بها على حجيته] للسياق القرآني الذي وردت فيه. بل أقول: ستشهد هذه الآيات يوم القيامة على تحريفهم لنصوص القرآن الحكيم لخدمة مذاهبهم. ولكن الأخطر من هذا أن يجعلوا مسألة عدم ورود تفصيل لكيفية أداء الصلاة في القرآن دليلا على حجية مصادرهم التشريعية المفتراة!! لأنه لا يعقل أن يكون أئمة السلف، الذين أثاروا هذه الشبهة بين عوام المسلمين، لا يعلمون الفرق بين “النص”، و”الصورة العملية” لكيفية أداء ما حمله هذا النص من أحكام!!إن “النص التشريعي” لا يخرج مطلقا عن كتاب الله، أما “الصورة العملية” لكيفية أداء ما حمله هذا النص من أحكام فهذه ليست “نصا” نزل على رسول الله، ودوّنه في كتاب منفصل عن كتاب الله، ثم أعطاه لصحابته وقال لهم: اذهبوا فتعلموا من هذا النص كيفية الصلاة!! هل هذا الفهم ممكن أن يصدر عن مسلم عاقل؟! ولكن لماذا؟! لأنه على فرض وجود هذا “النص المدّعى”، لاشك أن الصحابة سيدوّنونه عن رسول الله مباشرة، كما دوّنوا القرآن، وكان المسلمون سيتوارثونه كتابا واحدا عن رسول الله، إلى يومنا هذا، فأين هذا الكتاب؟!!!إن النص النظري مكانه “المحاضرة”، أما الجانب العملي الذي يحمله هذا النص فمكانه “المعمل”!! لقد تعلم صحابة رسول الله كيفية الصلاة عمليا بـ “التقليد والمحاكاة”، ونقل عنهم “التابعون” هذه الكيفية بـ “التقليد والمحاكاة”، عن طريق “منظومة التواصل المعرفي”، التي يشترط في إثبات حجيتها أن تكون كيفية الأداء المنقولة عن السابقين، تفصيلا لنص قرآني مجمل، وأن تكون هذه الكيفية محل إجماع من كافة المسلمين، مع تفرقهم واختلاف مذاهبهم.ونحن نصلي اليوم، نقلا عمن سبقونا، بـ “التقليد والمحاكاة”، عن طريق هذه المنظومة المعرفية، وأطفالنا نراهم بأعيننا يقلدوننا في كيفية أداء الصلاة…، فلماذا يصر أنصار الفُرقة والمذهبية على اتباع مصدر قولي لم يأذن به الله تعالى؟! أفلا تتقون؟!
* “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ”
(76) 11/1282013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 199
مات “نيلسون مانديلا”، وحزنت شعوب العالم على موته، فقد ناضل من أجل “السلام”، و”حرية الإنسان”، و”عدم التمييز بين الطبقات”. لقد عاش زعيما، ومات زعيما، ودخل التاريخ الإنساني مع الزعماء. وليس في التاريخ الإسلامي زعيما عاش حياته يدافع عن “السلام”، وعن “حرية الاعتقاد”، وإقامة “الحق والعدل” بين الناس…، غير رسول الله محمد. لماذا؟! لأنه أول من حمل “الآية القرآنية”،التي جاءت لتخراج الناس من الظلمات إلى النور، بالحكمة والموعظة الحسنة، والحوار العلمي البناء، فأقام خير أمة أخرجت للناس.لقد مات النبي، وانقطع الوحي، وترك الله الناس يتفاعلون مع “آيته القرآنية”، ودخل الشيطان ليفسد عليهم تفاعلهم، فهجروا “الآية القرآنية”، فغاب عن قلوبهم نورها وخيّم “الظلام” على حياتهم، فتفرقوا، وتخاصموا، وتقاتلوا، وصنعوا تراثا دينيا مذهبيا التفوا حوله، وقدّسوه، ولم يثمر إلا افتراء الكذب على الله ورسوله، وفتاوى التخاصم والتكفير، وسفك الدماء بغير حق…، وظلوا على هذا الحال إلى يومنا هذا. لذلك لم يخرج من بينهم “نيلسون مانديلا”، ويستحيل أن يخرج وهم على هذا الحال.
(77) 12/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 172
من الحقائق التاريخية، التي أجمع عليها المؤرخون “سنة وشيعة”، وغيرهما، أن صحابة رسول الله تركوا “المعارضين” لسياسة الخليفة الثالث عثمان، يحاصرون بيته “أربعين يوميا”، ثم قتلوه وعمره “اثنان وثمانون” عاما [ت35هـ]!! ولقد فتحت هذه الحادثة باب الفتن وسفك الدماء بغير حق بين المسلمين على مر العصور، بل وكانت سببا في تمزق الأمة الإسلامية وتفرقها إلى يومنا هذا!! لذلك يحق لأي عاقل أن يتسائل:– لماذا ترك كبار الصحابة هؤلاء “المعارضين” يحاصرون عثمان حتى قُتل؟! لماذا لم يقيموا محاكمة عادلة له قبل قتله، وهم الصحابة الذين عرفوا جزاء من يقتل مؤمنا متعمدا بغير حق؟! لماذا كان الإسراع بسفك الدماء مقدما على المحاكمة، في عصر من المفترض أنه يقيم الحق والعدل بين الناس؟!– لماذا كانت السيدة عائشة [زوج النبي] هي التي قادت حملة المطالبة بالقصاص من قتلة عثمان، واتهمت خليفة المسلمين عليّ [ابن عم النبي] بالتقصير في ذلك؟! وهل هذا التقصير يبرر خروجها على رأس جيش من الصحابة لقتال الخليفة الرابع في موقعة سُمّيت بالجمل، نسبة إلى الجمل الذي كانت تركبه، ويُقتل في هذه المعركة عشرة آلاف قتيل، على أقل تقدير؟!!إن السبب وراء حديثي اليوم عن “موقعة الجمل” هو تبرير إحدى طالبات جامعة الأزهر للعنف، واستخدام الطوب، والعصي، والخرطوش، في مواجهت قوات الشرطة، وقولها عندما سُئلت عن السبب وراء خروجهن عن الحدود التي أمر الله تعالى المرأة المسلمة ألا تتعداها، قالت: نحن نتأسى بأم المؤمنين عائشة، التي قادت معركة ضد الظلم قُتل فيها الآلاف، ونحن نقود “تظاهرة” فقط بالطوب والشماريخ والخرطوش!!
(78) 14/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 234
علمت من مدرسة “تدبر القرآن” أن أتباع الرسل أسلموا، في أول الأمر، بناء على “الآيات الحسية” الدالة على صدق “نبوة” الرسل، وصدق “بلاغهم” عن الله، وعلى هذا الأساس آمنوا واتبعوا الكتاب الذي أنزله الله عليهم. وبعد موت الرسل، وانقطاع “الوحي”، وغياب “النبوة”، ومعها “الآيات الحسية”…، انحرف الأتباع عن الكتاب الإلهي، وتفرقوا إلى شيع وأحزاب، وكتبوا كتبا لم يأذن بها الله تعالى، وافتروا علوما دينية تجعل حجية هذه الكتب كحجية كتاب الله، لتأخذ قدسية في قلوب الأتباع، ولولا هذه العلوم المفتراة لسقطت هذه الكتب من قلوبهم!! وفي سياق بيان الله لافتراء أتباع الرسل الكذب على الله ورسله، يضرب الله المثل بأتباع عيسى، وهو الرسول الذي سبق رسول الله محمد، عليهما السلام، فيقول تعالى في سورة المائدة:وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [116] مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [117]نتدبر جيدا هذه الآيات، لنعلم أنه يستحيل، مطلقا، أن يُنزل الله على رسول شريعة [أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي “بِحَقٍّ”] ولا يعلم الرسول شيئا عنها في حياته [وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ]!! [يتبع]
(79) 14/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 222
ثم بعث الله تعالى رسوله الخاتم محمدا إلى الناس كافة، وأنزل عليه كتابا جعله “آية قرآنية” قائمة بين الناس إلى يوم الدين، فإذا مات الرسول لم تمت معه “الآية” الدالة على صدق “نبوته”. لقد أصبح الدخول في الإسلام على أساس الإيمان بـ “الآية القرآنية” الدالة على صدق “نبوة” من حملها وبلغها للناس، رسول الله محمد، وعلى هذا الأساس سيحاسب الله الناس يوم القيامة، أي سيحاسبهم كما سيحاسب أول جيل دخل في الإسلام على أساس هذه “الآية القرآنية”. ولن يحاسبهم الله عن تراث آبائهم الديني، ولا عن مروياتهم ومذاهبهم الفقهية، فتلك أمة قد خلت…، وإنما سيحاسبهم عن تفعيلهم لـ “الآية القرآنية”، وكيف أقاموا الشهادة على الناس، وهل أخرجوهم من الظلمات إلى النور…، كل ذلك في عصرهم، وليس في عصر آبائهم وسلفهم!!لذلك لا نجد كتابا واحدا على وجه هذه الأرض، ثبتت صحة نسبته إلى الله تعالى ثبوتا قطعيا، غير القرآن الكريم. ولو أن محمدا لم يكن هو النبي الخاتم، وجاء رسول من بعده برسالة، فإن الله تعالى سيخاطب محمدا في هذه الرسالة، كما خاطب عيسى من قبل، ويقول له: أأنت قلت للناس إن الله أنزل عليك كتابا تشريعيا ثانيا مبينا للقرآن، ومكملا لأحكامه، فأشركت مع القرآن كتابا لم يأذن به الله؟! لاشك أن محمدا سيجيب كما أجاب عيسى، عليهما السلام، ويقول: “مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”.لذلك أقول: إن أي شيء يُنسب إلى رسول الله محمد بعد وفاته، لا برهان عليه من الله، ولم يشهد رسول الله بحجيته قبل موته…، فهو كذب وافتراء على الله ورسوله.
* “وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ”
(80) 15/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 168
ماذا لو أن الإنسان فقد آليات عمل قلبه: آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…؟!! سيبقى قلبه [الحسي] يعمل، ويضخ الدم في سائر جسده، ولن يبقى له إلا أن يأكل ويشرب!! لقد أصبح لا يستطيع التعرف على نفسه ولا على الآخرين!! ولا فرق [في الدنيا] بين من فقد هذه الآليات بسبب مرض أو حادث…، ومن عطلها بإرادته…، فالنتيجة من حيث قدرة الإثنين على الفهم والإدراك والتعقل واحدة. أما [في الآخرة] فالأول سيكون في رحمة الله تعالى، أما الثاني فسيكون في جهنم، خالدا فيها، وبئس المصير.وإذا كان العلم [الحق] هو الذي يقود الناس إلى الإبداع، والتنمية المستدامة، والتقدم الحضاري…، فإنه لا إبداع، ولا تنمية، ولا حضارة، بدون تفعيل آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب. وإذا كان القرآن لا يلبس إنسانا لباس [العلم] إلا إذا انطلق علمه من منظومة التفاعل القائمة بين “الآية القرآنية”، وآيات الآفاق والأنفس، فإن في ذلك إشارة إلى وجوب أن تدخل “الظواهر الكونية” المختبرات، ليعلم الناس حقيقة هذه “النعم”، ومن الذي أوجدها، فيسجدوا لله ويعبدوه. لذلك جاء ذكر [العلماء] في سورة فاطر [الآيات27-28] في سياق الحديث عن إنزال الماء، وإخراج الثمرات على اختلاف ألوانها، وكذلك الجبال، والناس، والدواب، والأنعام!!
* “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”
(81) 15/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 200
إن [العلماء] لن يتوقفوا عن إنتاج ما فيه ضرر بالبشرية إلا إذا كانوا يخشون ربهم، “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”، فخشية الله تجعل [العلماء] يأخذون بأيدي الناس إلى قمة التقدم الحضاري، من غير تلوث بيئي، ولا أسلحة كيمائية، ولا قنابل نووية. لذلك فرق الله تعالى بين “الذين يعلمون” و”الذين لا يعلمون” في سياق الحديث عن “أولي الألباب”، وبيان أنهم هم الذين أخلصوا عبوديتهم لله عز وجل، فقال تعالى:أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [9] الزمرتدبر قوله تعالى: “إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”. وأولوا الألباب هم أصحاب القلوب السليمة. والقلب السليم هو الذي قام صاحبه بتفعيل آلياته التي خلقه الله بها، وكرمه من أجلها على سائر المخلوقات، وجعلها شرطا لدخوله الجنة “إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”.ولماذا ذكر [العلم] و[أولي الألباب] في سياق هذه الآية؟! لأن المسلم، الذي يعيش في القرن الخامس عشر الهجري، لو قضى حياته كلها يعبد الله في المسجد، ويقوم الليل، ويجاهد في سبيل الله بالنهار، ثم يجعل آليات عمل قلبه [التي هي لب القلب] يجعلها تعيش وتتعامل مع إمكانات ومعارف وثقافة القرنين الثالث والرابع الهجريين، فهذا لا يطلق عليه [عالم]، ولو حصل على أعلى الدرجات العلمية الأكاديمية المحلية أو العالمية، أو كان من كبار المتخصصين في العلوم الدينية، أو في أي عمل من الأعمال المهنية!!
* عندما غاب تفعيل “آليات عمل القلب” من حياة المسلمين أصبحوا في ذيل الحضارة، وعندما قام بتفعيلها غير المسلمين أصبحوا يقودون مسيرة “التقدم الحضاري”!! أفلا تبصرون، وتُنقذون أنفسكم من أسر مذاهبكم الدينية التاريخية المغلقة؟!!!
(82) 15/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 165
هل تعلم من كان وراء تمزق “الأمة الإسلامية”؟!كان وراء تمزقها هؤلاء:ـــ مسلمون لا يعلمون، والله تعالى يقول: “قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”ـــ مسلمون لا يتفكرون، والله تعالى يقول: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”ـــ مسلمون لا يعقلون، والله تعالى يقول: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” ـــ مسلمون لا يسمعون، والله تعالى يقول: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ”ـــ مسلمون لا يفقهون، والله تعالى يقول: “قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ”ـــ مسلمون لا يذّكرون، والله تعالى يقول: “قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ”ـــ مسلمون لا يشكرون، والله تعالى يقول: “كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ”وهل تعلم أنهم مازالوا سعداء بجريمتهم هذه وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟!
(83) 16/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 221
لقد خُتمت “النبوة”، ليبدأ عصر جديد، تتحمل فيه البشرية مسئوليتها في التعامل المباشر مع “الآية القرآنية”، القائمة بين الناس إلى يوم الدين، وذلك بتفعيل آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب، فيؤمن من يؤمن، ويكفر من يكفر!! لقد أصبح هناك سبيلان للدخول في الإسلام:السبيل الأول: سبيل “الآية القرآنية”، وعن طريقه يدخل المرء في الإسلام، في أي عصر، وإلى يوم الدين. وبتدبر نصوص “الآية القرآنية”، يؤمن المرء بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويعلم أن الرسول الذي أنزل الله عليه هذه “الآية القرآنية” هو رسول الله محمد، عليه السلام. ثم بالوقوف على التفاعل القائم بين “الآية القرآنية” وآيات “الآفاق والأنفس”، بإمكانات كل عصر العلمية والمعرفية، يقيم المسلم شهادته على الناس، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، بإذن ربهم.السبيل الثاني: سبيل “الإسلام الوراثي”، وعن طريقه ينتسب المرء إلى الإسلام باتباع مذهب آبائه وراثيا!! ولقد حذر الله تعالى من اتباع هذا السبيل، إلا إذا كان هو نفسه “سبيل الرسول”، سبيل المؤمنين، سبيل تفعيل “الآية القرآنية”، بعيدا عن السبل التي ظهرت بعد وفاة الرسول، ومزقت الأمة إلى فرق ومذاهب متصارعة!!ومأساة “الإسلام الوراثي” أن أتباعه يعيشون في “الماضي” مع أئمتهم، أما في الحاضر فيعيشون بأجسادهم من أجل لقمة العيش!! لذلك نراهم لا يتحدثون في الدين إلا بلسان أئمتهم، ولا يفتون إلا بفتاوى فقهائهم، وكلهم في ذمة التاريخ!!لذلك يجب أن يراجع كل مسلم تدَيّنه الوراثي، ويبحث عن جذوره، فإن وجد نفسه يتبع “سبيل الرسول”، من خلال “آيته القرآنية”، حمد الله على نعمة الإسلام. وإن وجد نفسه ينتمي إلى فرقة من الفرق التي ظهرت بعد وفاة الرسول، ويتبع أئمتها، وأمهات كتبهم، فليسأل نفسه: هل هذه الفرق، وهذه الكتب، قد أقرها الرسول قبل وفاته، وأمر باتباعها؟! فإن كانت الإجابة لا، فعليه أن يراجع نفسه قبل فوات الأوان؟!!
* “أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”
(84) 17/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 201
ي سياق الحديث عن “سبيل الرسول” الذي أمر الله تعالى الناس باتباعه، وأن المنهج الوحيد الموصل إلى هذا “السبيل” هو منهج “الآية القرآنية”، نجد واقع المسلمين يشهد بأنهم تركوا “سبيل الرسول”، سبيل “الآية القرآنية”، وراحوا يتبعون سبلا ومذاهب شتى، بعد أن امتلأت قلوب أئمتهم بالتخاصم والتكفير للمخالف لهم في المذهب!! وهذه المأساة لا يعلمها إلا “المحققون”، الذين درسوا التاريخ السياسي والمذهبي لكل الفرق والجماعات والجمعيات والأحزاب [الدينية]، وعلموا أن جذورها تمتد إلى عصر “الفتن الكبرى”، وما ظهر فيه من فتاوى استحلال الدماء بغير حق!! فهل يعلم أتباع هذه الفرق، وهذه الجماعات الدينية ذلك؟!ولكن المأساة الأخطر، أن ترفع كل فرقة، وكل جماعة، وكل حزب، راية “الإسلام” وتجعله حكرا عليها وحدها، بل وتصف جماعتها به!! فإذا كان من ينتسبون إلى الإسلام اليوم مليارا ونصف مليار، فما معنى أن تظهر من بينهم جماعة تسمى نفسها باسم “الجماعة الإسلامية”، وأخرى باسم “الإخوان المسلمين”، وثالثة باسم “الحزب الإسلامي”، وسط هذه المنظومة التخاصمية العدائية التكفيرية، وفي غياب “الأمة الإسلامية”، والنظام الحاكم الموحد؟! إيه حكاية “إسلامية” دي؟! يعني إيه “جماعة إسلامية”؟! ويعني إيه “إخوان مسلمون”؟! [يتبع]
(85) 17/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 219
إن لفظة “جماعة” لم ترد في كتاب الله مطلقا!! ولفظة “إخوان” لم ترد في كتاب الله إلا وكانت تخاطب أمة واحدة، وطائفة واحدة، وحزبا واحدا، سواء كان ذلك في سياق الحديث عن المؤمنين، أو عن المنافقين، أو عن الشياطين. واللافت للنظر أن لفظة “إخوان” عندما جاءت في سياق بيان فضل “الإسلام” على المؤمنين، جاءت لتبين أنهم لم يصبحوا “إخوانا” إلا باعتصامهم بحبل الله جميعا، بعد أن كانوا على شفا حفرة من النار!! فتدبر:“وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”.وبتدبر الآية نعلم أن “إخوة” الإسلام هي “إخوة” الدين الواحد، والطائفة الواحدة، والحزب الواحد، وقد جاءت هذه “الأخوة” نعمة على المسلمين بعد “نقمة” كفرهم في الجاهلية وتخاصمهم وتقاتلهم، ولولا أن “الإسلام” جاء فأنقذهم من كل هذا لظلوا في جاهليتهم إلى يوم الدين. فهل أراد إبليس أن يعيد المسلمين إلى عصر الجاهلية؟!! [يتبع]
(86) 17/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 225
لقد قام إبليس الملعون، بعد وفاة النبي، بدوره الرئيس في تمزيق الأمة الإسلامية، ونجح نجاحا مبهرا بفضل مساعدة المسلمين له، فتفرق المسلمون إلى فرق وجماعات وأحزاب…، ولم يعتصموا بحبل الله [جميعا]!! وعاد التخاصم والتكفير والعداء إلى قلوبهم فلم يصبحوا بنعمة الله “إخوانا”!!إن “الإسلام” دين واحد، ومنهج إلهي واحد، وسلوك عملي يخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليس شعارا وصفة تصف بها كل جماعة نفسها، لتمنح القدسية لقادتها، وأئمتها، فتظل أزمة التخاصم والتكفير قائمة بين المسلمين!! فهل يعلم من ينتمون إلى هذه الجماعات أنهم بانتمائهم هذا يكفرون كل من ليس في جماعتهم؟! وطبعا مدام دخلوا في التكفير يبقى ضاعت حرمة دماء وأعراض وأموال من خالفهم!!إنهم عندما يصفون [إخوتهم] بصفة [الإسلام]، فهذا معناه أنه لا يوجد [أخ] لهم [مسلم] إلا من كان في جماعتهم، الأمر الذي يقتضي تكفير باقي المليار ونصف مسلم!! لذلك فإن كل من انتمى إلى هذه الجماعات، و[بايع إمامها]، ولم يعلن صراحة تكفيره لكل من لم يدخل جماعته، فليعلم أن منافق، وخائن لعقيدة جماعته، ولن تنفعه “التقية”، ولن تصمد، أمام كشف أهل البصيرة والعقلاء لها!!أما عن “بيعة” أعضاء الجماعة لإمامهم، فهي “بيعة” باطلة شرعا، لأنه بعد وفاة رسول الله لا بيعة إلا لله، على اتباع نصوص “آيته القرآنية”، سلوكا عمليا في واقع الحياة. تدبر قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا [يُبَايِعُونَ اللَّهَ] يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ”.وطبعا سيخرج علينا أنصار “الفُرقة”، و”المذهبية”، ويقولون: يا سيدي ده مجرد إسم، ميستهلش كل الموضوع ده!!أقول: إلا “الإسلام”، الذي قال عنه الله تعالى: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ [الإِسْلامِ] دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”. فإذا كانت جماعتكم وحدها هي “الإسلامية”، و”إخوانكم” وحدهم هم “أخوة الدين”، فهذا يعني أن الله تعالى لن يقبل غير “جماعتكم”، ولا غير “إخوانكم”، وباقي المليار ونصف في النار، لأنهم سيكونون [في الآخرة من الخاسرين]!! فهل هذه هي “الأخوة في الدين”؟! وهل هذا هو “الدين الإسلامي” الذي أمر الله تعالى باتباعه؟!
* “وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”
(87) 18/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 197
سأل سائل: لقد ظل المسلمون في حالة تفرق وتخاصم قرونا من الزمان، ومازالوا على أرض الواقع يفعلون، وكل طائفة تدّعي أنها على الحق المبين، وأنها الطائفة الناجية يوم الدين، وأنها المتبعة لسنة النبي العظيم…، فأين نجد “الإسلام الحق” لنتبعه، وسط هذه المنظومة العالمية من الفُرقة والمذهبية؟! أقول:أولا: استمرار تفرق المسلمين وتخاصمهم قرونا من الزمان، وعلى مستوى العالم، حجة عليهم وليس على الإسلام…، فلنحذر من هذه الشبهة!!ثانيا: خلق الله تعالى الإنسان بآليات للتفكر والتعقل والنظر… آليات عمل القلب، ليكون مسئولا أمام الله عن تديّنه هو، وليس عن تديّن غيره، قال تعالى في سورة الإسراء: “وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”. وقوله تعالى “ما ليس لك به علم”، يُبيّن أن “العلم” هو القاعدة التي ينطلق منها التوحيد، والإيمان بـ “النبوة”، ومعرفة الحق من الباطل…، كل ذلك عن طريق تفعيل آليات عمل القلب…، تدبر قول الله تعالى في سورة آل عمران: “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ[أُوْلُوا الْعِلْمِ] قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”…، فلننتبه إلى هذه الحقيقة.ثالثا: الإيمان بـ “النبوات” قام على أساس الإيمان بـ “الآية” الدالة على صدق “النبي” في بلاغه عن الله، ولقد كانت الآيات “آيات حسية”، يؤمن بها من شاهدها، وعلى أساس هذا الإيمان يتبع ما أنزله الله على الرسول. ثم انتهى عصر “الآيات الحسية” ببعثة خاتم النبيين محمد، عليه السلام”، وجاء عصر “الآية العقلية”، عصر “الآية القرآنية”، التي يدخل الناس في الإسلام على أساس الإيمان بها، على مر العصور وإلى يوم الدين. ومقتضى الإيمان بهذه “الآية” الإيمان بصدق “نبوة” رسول الله محمد، الذي أنزل الله عليه هذه “الآية القرآنية”، واتباع كل ما جاء بنصوصها.رابعا: واليوم، لا يصح إسلام المرء إلا إذا قام على أساس إيمانه بهذه “الآية القرآنية” وأنها الكتاب الإلهي الواجب الاتباع، والبرهان الوحيد، الذي يملكه المسلمون اليوم، على صدق “نبوة” النبي الخاتم محمد، عليه السلام. وهذا “الإيمان” يقتضي ألا يجعل المسلم بينه وبين “نبوة” رسول الله محمد وسيطا، ومن جعلوا أنفسهم وسطاء بين المسلم و”نبوة” النبي هؤلاء قُطّاع طريق “النبوة”، أي قُطّاع السبيل إلى “الوحي الإلهي”. والمصدر الوحيد لمعرفة طريق “النبوة” هو كتاب الله تعالى، وتعلم كتاب الله لا يكون إلا بـ “العلم”، وبأدوات فهم آياته، وكلها أدوات حملتها نصوص “الآية القرآنية”، ولكن الإشكال أنها تحتاج إلى فهم وتدبر لما سبق بيانه لمعرفة حكمة ورود قوله تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ”، في أربعة مواضع متتالية في سورة القمر!!خامسا: وبعد أن يبدأ المسلم يتعامل مع “الآية القرآنية”، ويتدبر نصوصها، سيعلم أين يجد “الإسلام الحق” ليتبعه، وسط هذه المنظومة العالمية من الفُرقة والمذهبية!! فالله تعالى يقول لرسوله محمد في سورة الأنعام: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ”، تدبر جيدا قوله تعالى “لست منهم في شيء”، لتعلم أنه أصبح فرض على كل من أسلم لله تعالى أن يقول، استجابة لأمر الله تعالى: “وأنا لست منهم في شيء”، “وليسوا مني في شيء”!! وعلى الفور يخلع لباس “الفُرقة والمذهبية” وإلا يكون قد نقض كل ما سبق!! وإذا مات المسلم على ذلك، وسأله ربه: لماذا تركت “سنة النبي” التي وجدت عليها آباءك؟! سيقول لله عز وجل: لقد عرفت نبيك من كتابك، فاتبعت “سنته” التي “حدّث” بها كتابك!! وإذا سأله ربه: ولماذا تركت فرقتك، وأئمتها، وعلماءها، ودعاتها…؟! سيقول يا رب: أنا لم أستطع أن أتخذ بيني وبين “النبوة” شيخا أو إماما.
* إن المسلم الذي دخل الإسلام من باب “الآية القرآنية” لن يجعل بينه وبين “نبوة” رسول الله محمد وسيطا، إماما كان أو شيخا.
(88) 19/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 199
البصيرة نور يستمد قوته من القلب، يقول الله تعالى في سورة الأنعام: “قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا”، فقوله تعالى: “فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا” ليس المقصود به إبصار “العين” وعدم إبصارها، وإنما المقصود نور هداية “القلب” الذي يضيء لصاحبه طريق الحق، لقوله تعالى في سورة الحج: “فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور”. وقوله تعالى: “فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ”، دليل على أن مسئولية البحث عن طريق الحق [من أبصر] مسئولية الإنسان نفسه، ومن ضل عن هذا الطريق [ومن عمي] وزره على نفسه.وإذا كان “القلب” هو مستودع “البصيرة”، و”البصائر”، فإن إنزال القرآن على “قلب” رسول الله يعني أن “تدبر” هذا القرآن لا يكون إلا بهذه “البصيرة”، قال تعالى في سورة البقرة: “قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ”. وقال تعالى في سورة محمد: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”؟! وتُغلق القلوب بالأقفال عندما لا يقوم المرء بتفعيل آليات عملها، وآليات عمل القلب هي: آليات التفكر، والتعقل، والتدبر، والنظر…، وهذه الآليات هي مفتاح “البصيرة”، يقول الله تعالى في سورة الإسراء مبينا أهمية “العلم” القائم على بصيرة القلب [الفؤاد]، ومسئولية الإنسان الشخصية في ذلك: “وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”.فهل يُعقل بعد بيان القرآن لهذه الحقائق، أن يترك المسلمون مسئولية “العلم”، وتفعيل آليات عمل قلوبهم، و”بصائر” قلوبهم، يتحملها آباؤهم، وأئمة سلفهم، وشيوخ مذاهبهم؟!! إنه لا توجد أمة تركت هذه المسئوليات يتحملها “سلفها” إلا وكانت في ذيل الحضارة!! لقد ضربت اليابان وألمانيا وكوريا…، المثل في قوة بصيرة وإرادة شعوبها على التغيير نحو مستقبل أفضل، إلى حد أذهل العالم!! لماذا؟! لأن شعوبها تسلحت بـ “العلم”، وبآليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر. إن اليابان هي الدولة الوحيدة التي ضُربت بالقنبلة النووية، فاستسلمت في الحرب، ولكنها بعد فترة قصيرة، أصبحت من القوى العظمى في العالم!! لماذا؟! لأن شعبها تسلح بـ “العلم”، وأبصر طريقه، وحدد هدفه، ووضع البرنامج الزمني لتحقيق هذا الهدف.إن المسلمين يعيشون قرونا من الزمان أسرى “نظرية المؤامرة”، يصرخون ليل نهار: “لقد تآمر العالم علينا، فأصبحنا في ذيل الحضارة”!! فماذا لو أن القنبلة النووية أصابتهم هم، هل كانوا الآن من القوى العظمى، مثل اليابان؟!! إن مصيبة أتباع “الفُرقة والمذهبية” ليست في “التآمر” عليهم، وإنما في أنفسهم!!
* “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.
(89) 21/12/2013 (“إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى” )
عدد المشاهدات : 200
إن من أنصار “الفُرقة والمذهبية” من يعتقدون أن كل ما نطق به رسول الله في حياته كان وحيايوحى، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى “وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى”!!! وهكذا تقف “المذهبية” حاجزا بين المرء وآليات التفكر والتعقل والتدبر…، فالله تعالى، في سياق هذه الآيات، لم يوجه خطابه أصلاً للمؤمنين، وإنما خاطب المكذبين الكافرين، وهؤلاء لم تكن قضيتهم مع رسول الله “أحاديثه”، التي عرفوه بها جيدا قبل بعثته، وإنما كانت قضيتهم هي ما نطق به رسول الله من آيات الذكر الحكيم!!إن حديث رسول الله لم يكن في يوم من الأيام موضع اتهام أو تكذيب أو إعراض من قومه، سواء كان ذلك قبل بعثته أو بعدها. لقد مكث رسول الله بين قومه عمره، فهو صاحبهم الذي عرفوه جيدا، وعرفوا حديثه، وعلموا أسلوبه..، وعرفوا الفرق بين كلامه وكلام الله…، إذن فمتى حدث اتهامهم له بالضلال والغواية؟! حدث ذلك عندما نطق بالقرآن وأعلن أنه رسول رب العالمين، ونزل القرآن يدافع عنه، وبين أنه لم ينطق بهذا القرآن عن هواه، وإنما نطق به عن وحي أوحاه الله إليه، فقال تعالى في سورة النجم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [1] مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [2] وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى [3] إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [4] عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [5]لقد بلّغ رسول الله رسالته كاملة غير منقوصة، وإن ما نزل عليه من وحي قرآني هو ما شاء الله أن تشمله رسالته من مواقف وأحداث عصر التنزيل واكتمال الدين، والذي يجب على الناس معرفته واتباعه. لذلك لم يتعهد الله تعالى بحفظ غير نصوص رسالته، آيات الذكر الحكيم، وإلى يوم الدين، فتدبر: “وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً”.نعم، لقد تحدث رسول الله مع قومه وأهل بيته بأحاديث كثيرة، لا يشك في ذلك عاقل، ولكن الذي أمره الله بتلاوته وتدوينه في كتاب هو نصوص “آيته القرآنية”.
* إن محبة رسول الله بدهية إيمانية، والغلو فيها فتنة شيطانية.
(90) 22/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 209
دعاني الأستاذ “بيان الدين” أمس لزيارة صفحته، وهي بعنوان “الرد من منظور الفكر الإسلامي الأحمدي”، ومع احترامي وتقديري لكل أصحاب التوجهات الفكرية الإسلامية [وغير الإسلامية]، فإن “الجماعة الأحمدية”، ومؤسسها ميرزا غلام أحمد، الذي ولد عام [1835م] في بلدة “قاديان” بالهند، وخرج على الناس في عام [1890م] مدعيا “النبوة” وأنه “المهدي المنتظر والمسيح الموعود”…، هذه الجماعة تحتاج مني أن أبعث إليها بكلمة، يستفاد منها الناس جميعا:أولا: لقد تعلمنا من أصول البحث العلمي أنه لا “علم” بدون برهان، والفكر الإسلامي “علم”، وعندما نصفه بأنه “أحمدي”، فهذا يقتضي أن يقوم الفكر الأحمدي في فهمه لـ “الإسلام” على “العلم”، وليس على الكرامات والرؤى والروايات الطائفية المذهبية!!لقد أقام مؤسس “الجماعة الأحمدية” مذهبه الفكري على “روايات” تحدثت عن نزول “المسيح”، وعن بعثة “المهدي المنتظر”، والموجودة في كتب “أهل السنة”…، وطبعا كلها تخالف الموجودة في كتب “الشيعة” الذين مازالوا ينتظرون خروج “المهدي” من محبسه!!ولقد أقام “ميرزا غلام أحمد” أيضا مذهبه الفكري على تأويلات مذهبية متعسفة لآيات الذكر الحكيم، بما يخدم مذهبه، والتي لا تستقيم مطلقا مع السياق القرآني التي انتزعت منه!!ثانيا: نعلم أن كل الفرق والمذاهب الإسلامية ظهرت بعد أحداث “الفتن الكبرى”، فلم يكن لها وجود في حياة النبي محمد، عليه السلام. فإذا كان مؤسس هذه الجماعة أقام “نبوته” على “أحاديث” فرقة “أهل السنة”، ويدعي أن الله تعالى أوحى إليه [من قرن تقريبا] بأنه هو “المهدي المنتظر والمسيح الموعود”، فهل هذا يعني أن فرقة “أهل السنة” هي الفرقة الوحيدة الناجية يوم القيامة، وباقي الفرق في النار، لأن الله اصطفى منها “المهدي المنتظر والمسيح الموعود”؟!!وهل على هذا الأساس تصبح كل كتب أحاديث “أهل السنة” صحيحة، و”أحاديث” الفرق الأخرى باطلة!! وإذا كان “ميرزا غلام أحمد” قد اعتمد على “أحاديث” أهل السنة في إثبات “نبوته”، فهل معنى هذا أن كل “الأحاديث” الموجودة في كتب “أهل السنة” وحي من الله تعالى، ليس فيها ضعيف ولا موضوع؟!! وهل يستقيم “شرعا” و”منطقا” أن يكون “الوحي الإلهي” فيه الضعيف والموضوع؟!!ثالثا: “ميرزا غلام أحمد” ليس “عالما”، ولم يؤسس مذهبه على “العلم”، لذلك أعلن الحرب على كل الفرق الإسلامية كلها، واتهمها بالضلال، وخاصة “الشيعة”، وذلك لتثبيت دعائم “مذهبه”، دون “برهان” من الله تعالى، ونسي [أو تناسى] أنه أقام نبوته [المدعاة] على “مرويات” أهل السنة والجماعة!! فتعالوا نتعرف على ما قاله في كتابه “سفينة نوح – الخزائن الروحانية – ج 19 ص 76″، متهما أئمة “السنة” و”الشيعة” بأنهم لم يفهموا “الروايات”، ولا “الآيات القرآنية”، التي جاءت تبيّن أنه هو “المهدي المنتظر” و”المسيح الموعود”، وقد بعثه الله فعلا…، فانظر ماذا قال:[على أيّة الفِرَق يسلُّ سيفه مسيحُكم ومهديكم “الخياليّان”، في زمن الشقاق والتفرقة بين المسلمين يا ترى؟! أليست “الشيعة” في رأي “أهل السنة” تستوجب أن يُسلَّ السيفُ عليهم، كما أن “أهل السنة” عند “أهل الشيعة” يستحقون أن “يُمحَوا” و”يُبادوا” عن بكرة أبيهم؟! فأيًا تجاهدون ما دامت فِرَقُكم الداخلية هي نفسها “مستوجبةً العقاب” حسب معتقداتكم؟!].انظر إلى قوله “حسب معتقداتكم”، فهو يرى أن كل فرقة تعتقد في كفر الأخرى، وطبعا هذا الاعتقاد لم يأت من فراغ، وإنما جاءت به “الأحاديث” التي تكفر على أساسها كل فرقة الأخرى، إذن فهو يُقر ويعترف بأن الأساس الذي أقام عليه مذهبه الفكري، الذي هو روايات “أهل السنة” يستوجب العقاب!! فهل يا ترى كان يعلم ذلك أم كان لا يعلم؟!!الحقيقة لقد وجدتها فرصة لإلقاء بعض الضوء على فكر هذه الجماعة، وأتيت بدليل واحد فقط من مؤلفات مؤسسها يُبطل “نبوته”، وهناك عشرات الآيات القرآنية تبين ذلك، ولكنها دراسة مطولة من عشرات الصفحات ليس مكانها هذه الصفحة.
(91) 23/12/2013 وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا
عدد المشاهدات : 218
لقد تعَلّمَ آدم، عليه السلام، الأسماء كلها ليقوم وذريته بالخلافة في الأرض على خير وجه: “وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة 31]. فلا علم من غير تعلم، ولا تعلم من غير أسماء تدل على المسميات، ولا يمكن التعبير عن هذه المسميات إلا إذا كانت لها صور ذهنية في قلب الإنسان. لذلك عجز الملائكة عن معرفة أسماء لم تتكون عندهم صور ذهنية لها: “قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [32] البقرة. ولقد تواصلت ذرية آدم، وعلم الآباء الأبناء، وتعارفت الشعوب والقبائل من خلال تفاعل الألسن المختلفة. ولقد جعل الله تعالى هذا التفاعل اللساني آية من آياته الكونية: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [22] الرومويتعلم الإنسان لسان قومه من البيئة التي ولد فيها، ومن مدرسته..، فإذا به يقرأ ويكتب بالقلم كما تعلم، وذلك قبل أن يعرف ربه، أو رسوله، أو الكتاب الذي أُنزل على رسوله: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [1] خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ [2] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ [3] الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [4] عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [5] العلق. لقد خلق الله الإنسان بإمكانات تجعله قادرا على وضع الأسماء والعلامات والرموز، كوسيلة للتخاطب والتفاهم وتدوين العلوم: “وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [78]النحل. ولقد أنعم الله تعالى على الإنسان بنعمة “البيان”، للتعبير عما في قلبه من أفكار ومشاعر، وأن ينقل ذلك إلى الآخرين: “الرَّحْمَنُ [1] عَلَّمَ الْقُرْآنَ [2] خَلَقَ الإِنسَانَ [3] عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [4] الرحمنلقد سبق لسان القوم بعثة الأنبياء، ونزلت الرسالات الإلهية تخاطب كل نبي بلسان قومه: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [4] إبراهيم. لذلك يستحيل أن يتمكن أي إنسان من قراءة القرآن دون أن يسبق ذلك تعلم أبجديات اللغة العربية ليستطيع التعامل مع لسان القرآن، اللسان العربي. لقد فهم العرب كلمات القرآن، لسابق تعلمهم اللسان العربي الذي نزل به، والأعجمي الذي يقرأ ترجمة القرآن هو في الحقيقة لا يتعامل مع “النص القرآني” وإنما مع ترجمة لكلماته، لذلك لن يستطيع تدبره، ولا التعبد به!!إن الذين يدّعون أنهم يتعاملون مع القرآن دون الاستعانة بأي مصدر خارجي، هؤلاء واهمون، متناقضون، نقلوا عن غيرهم فكرة “القرآن وكفى” دون تعقل، لأن المدخل الرئيس لقراءة القرآن، وهو اللغة العربية، يتعلمه المرء من مصدر خارج القرآن، هذا بالإضافة إلى أدوات أخرى يستحيل فهم القرآن وتدبر آياته بدونها!!
* الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ [1] إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [2] يوسف
(92) 24/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 180
العلاقة بين وحدانية الله، وحجية الكتاب الإلهي المنزل على الرسول، علاقة محكمة ومتلازمة، فأينما وُجد الموحدون وُجد معهم الكتاب الإلهي. وإذا كانت وحدانية الله تقوم على تصور شامل للوجود، وتفاعل مع دلائل الوحدانية التي شملت كل ذرة فيه، فإن حجية الكتاب الإلهي تقوم على التصديق المطلق لـ “الآية الإلهية” الدالة على صدق “نبوة” الرسول المرسل من الله تعالى، وبدون هذه “الآية” تكون “النبوة” مجرد ادعاء.والمسلم الذي عرف ربه، وصدّق بدلائل وحدانيته، وأسلم وجهه لله تعالى، وآمن بـ “الآية القرآنية” الدالة على صدق “نبوة” رسوله محمد، وأن هذه “الآية” هي ذاتها الكتاب الإلهي الذي أمر الله باتباعه…، هذا المسلم عليه ألا ينسى هذه العلاقة المترابطة المحكمة بين وحدانية الله وحجية الكتاب الإلهي الواجب الاتباع. فكما أن وحدانية الله تقوم على دلائل الوحدانية، فكذلك حجية الكتاب الإلهي تقوم على براهين تثبت صحة نسبته إلى الله تعالى، وليس إلى رسوله محمد.إذن فنحن أمام منظومة إلهية محكمة [ملة وكتاب] وهي منظومة “الدين الإسلامي” الذي أمر الله باتباعه، ولن يقبل غيره: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”. لذلك أقول: كل نص يُنسب إلى الله تعالى، أو إلى رسوله، خارج حدود هذه المنظومة المحكمة [ملة وكتاب] المحفوظة بحفظ الله لها، فهو كذب وافتراء على الله ورسوله، وشرك بالله تعالى.
* وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [112] وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ [113] أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ [114] الأنعام
(93) 25/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 358
ذكرت في موضوع الأمس أن العلاقة بين وحدانية الله وحجية الكتاب الإلهي علاقة تلازم وإحكام، فأينما وُجد الموحدون كان الكتاب الإلهي دستورهم. وقلت: إن تقول المسلم على الله ورسوله بغير علم يُخرجه من ملة الإسلام، لماذا؟! لأن كتاب الله يستمد حجيته من وحدانية الله تعالى، ورسول الله، الذي أُنزل عليه الكتاب، يستمد “شرعيته” في تبليغ وتنفيذ ما جاء به الكتاب من حجية “الآية القرآنية” التي حملها هذا الكتاب، فهي “منظومة إيمانية محكمة”، يستحيل أن يخرج رسول الله عن حدودها، ويأتي بشريعة من عنده.لذلك فإن كل “شريعة” تُنسب إلى الله تعالى، أو إلى رسوله، وتكون خارج حدود “الكتاب الإلهي” فإنها تنقض “وحدانية الله” من أساسها، وتُخرج فاعلها من ملة الإسلام، تدبر قول الله في سورة يونس: “قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ [أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ] أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ”؟!واليوم أقول: أين الدليل الذي حملته نصوص “الآية القرآنية” على أن الدفاع عن “شرعية” الحاكم يكون مبررا لسفك الدماء بغير حق؟!! وأين الدليل على أن “الانتحار” يكون وسيلة فاعلة لاستعادة “شرعية” الحاكم؟!! أقول “الانتحار”، لأن من قتل نفسه، بأية وسيلة، فقد قتل نفسا حرم الله قتلها [إلا بالحق]، والحق هو ما نص عليه كتاب الله، وليس في كتاب الله نص يبيح هذا العمل الإجرامي، الذي يهدد أمن البلاد والعباد!!لقد نقض المجرم بفعلته هذه إقراره بوحدانية الله تعالى، وأسقط حجية كتاب الله، وذلك باستناده في عمله الإجرامي إلى فتاوى ونصوص شريعة ما أنزل الله بها من سلطان، لذلك كان جزاؤه جهنم خالدا فيها، لأنه “كفر بالله”!! فتدبر قول الله في سورة الفرقان: “وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ [النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ] وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69).لقد عزلت “منظومة الفكر السلفي” منظومة الوحدانية عن كتاب الله، عن الآية القرآنية، وجعلت من قال “لا إله إلا الله”، ولو بالوراثة، دخل الجنة، وإن أفسد في الأرض وأصر على ارتكاب الكبائر، وسفك دماء الناس بغير حق!! لقد قامت على فتاوى “التبرير والتأويل” والتي بها سُفكت دماء آلاف الصحابة في أحداث “الفتن الكبرى”!! لقد قامت على فتاوى استحلال دم المخالف في المذهب أو العقيدة، وفتاوى الدفاع عن “شرعية” الخليفة [الذي بايعه الناس] وإن أفسد في الأرض، وجعلها ملكا عضودا، يُورثه لذريته، ولأهله وعشيرته!!لقد أصبحت “منظومة الفكر السلفي” عقبة أمام تفعيل المسلم لآليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر..، آليات عمل القلب!! لقد أصبحت عقبة أمام عرض الإسلام على العالم بصورته النقية، قبل ظهور الفرق والمذاهب المختلفة!! لقد هجر المسلمون قول الله، وراحوا يتبعون قول الراوي، فكانت النتيجة تخلفا عقليا، وإفسادا في الأرض، ومعيشة ضنكا!!!
“وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ (أَتَتْكَ آيَاتُنَا) فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى”.
(94) 26/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 199
إن من حق شعوب العالم أن تخاف من الإسلام، ومن المسلمين، ومن الخلافة الإسلامية!! فمنذ عصر الدولة الأموية، وإلى اليوم، والشعوب التي حُكمت باسم “الخلافة الإسلامية” تعاني من القهر، والاستبداد، والظلم، والكذب، والخداع، والتقية، وسفك الدماء بغير حق…، وكل هذا باسم “التمسك بالكتاب والسنة”!! لقد هجروا “الكتاب”، وافتروا “السنة”، وسفكوا الدماء بغير حق، وأقاموا “الحكم العضود”، على جثث الأبرياء، باسم الخلافة الإسلامية!! واليوم يسفكون دماء الأبرياء لإعادة الخلافة الإسلامية!!إن الذين ينتمون إلى الجماعات والأحزاب التي قامت على أساس ديني، وعلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، هؤلاء الذين تحالفوا مع الجماعة “الإرهابية” عاما كاملا، وفي الليل أعدوا ما استطاعوا من قوة السلاح، لإقامة هذه الخلافة “المذهبية” على جثث الشعب المصري، أما في النهار، فيقفون على منابر الدعوة، ويتحدثون في الفضائيات، كممثلين عن الإسلام…، هؤلاء أسألهم:أولا: ما الذي جعل “الخلافة الراشدة” لا تدوم طويلا، وسقطت مرة واحدة بعد خلافة الحسن بن عليّ، وتحولت إلى ملك عضود على يد معاوية بن أبي سفيان، ولم تعد مرة أخرى إلى يومنا هذا؟!ثانيا: أين الدليل الشرعي الذي تستندون إليه، في وجوب إقامة الخلافة الإسلامية مرة أخرى، بعد أن أصبحت ملكا عضودا قرونا من الزمان؟!ثالثا: أي النماذج [التاريخية] ستختارون لإقامة هذه الخلافة، هل هو نموذج الخلافة الراشدة، أم نموذج الحكم العضود؟!رابعا: ما هي المصادر [التاريخية] التي سترجعون إليها في اختيار هذا النموذج؟! أليست هي أمهات كتب الفرق والمذاهب المختلفة الموجودة في المكتبة الإسلامية اليوم؟!خامسا: هل ستختارون النموذج [خلافة راشدة – حكم عضود] من أمهات كتب “السنة”، أم “الشيعة”، أم “الزيدية”، أم “المعتزلة”، أم “الأباضية”؟! ولماذا هذا الاختيار؟!!الحقيقة، إن كل هذه الأسئلة ما هي إلا لإلقاء بعض الضوء على المأساة الفكرية والعقلية التي يعيشها المجاهدون من أجل حلم الخلافة الإسلامية!! لقد حالت “المذهبية” بينهم وبين آليات عمل قلوبهم؛ آليات التفكر، والتعقل، والتدبر، والنظر…، فلم يدرسوا تاريخ إسلامهم السياسي الوراثي، ولم يعلموا أن كل “الأحاديث” المنسوبة إلى رسول الله، والتي جاءت في باب “الخلافة”، هي من وضع رواة هذه الفرق وأئمتها ومحدثيها!!فمثلا، كيف تُروى “أحاديث” أن النبي أوصى لعلي بن أبي طالب بالخلافة، كما يؤكد “الشيعة”، و”أحاديث” أخرى تُبين أن النبي استخلف أبا بكر، كما يؤكد “أهل السنة”؟!! انظروا النبي واحد، ونموذجان الخلافة مختلفان، فأيهما نختار؟!! إن كل هذه “الأحاديث” وُضعت استجابة للواقع السياسي الذي كان موجودا في عصر التدوين!! لذلك أقول: إن مسألة “الخلافة الإسلامية”، التي تُسفك بسببها الدماء الآن، لم ينص عليها الله تعالى في كتابه، وإنما صاغها الرواة والمحدثون حسب توجهاتهم “المذهبية”، بعد أحداث “الفتن الكبرى”!!لقد انقلب المشاركون في الفتن الكبرى على أعقابهم، وانقلب خلفاء الدولتين الأموية والعباسية على أعقابهم، وانقلب أتباع الفرق المتصارعة، والمذاهب المتخاصمة، على أعقابهم، وها نحن نعيش اليوم عصر الانقلاب على الأعقاب باسم الجهاد في سبيل إقامة الخلافة الإسلامية!!!نعم… إن من حق شعوب العالم أن تخاف من الإسلام، ومن المسلمين، ومن الخلافة الإسلامية!!
“وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”
(95) 28/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 401
هل تعلم أن الله تعالى أخذ منك ميثاق الإقرار بربوبيته ووحدانيته قبل أن تأتي إلى هذه الدنيا؟! وهل تعلم أن الله أودع هذا الميثاق في قلبك حتى لا تغفل عن تفعيله، عن طريق آليات عمل القلب، وحذرك من أن تأتي يوم القيامة وتقول: لقد كنت في غفلة من هذا الميثاق؟! أو تقول: لقد أشرك آبائي من قبل، واتبعتهم على ذلك، فلماذا تدخلني جهنم بما فعل آبائي؟! تعالوا نتدبر هذه الآيات من سورة الأعراف:
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [172] أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [173] وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [174]
تدبر قوله تعالى: “وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”، أي أن فرصة الناس مازالت قائمة للرجوع إلى ميثاق الفطرة، التي فطرهم الله عليها، ولخلع ثوب “الآبائية”، وإعادة النظر في التديّن الموروث عن الآباء، في ضوء هذا الميثاق.فهل فكرت يوما أن تفعل ذلك؟!! وماذا سيكون موقفك يوم القيامة إذا علمت أن “تديّنك الوراثي” قد أدخلك جهنم، لأنه لم يقم على برهان من الله تعالى، وإنما قام على براهين من صنع البشر؟! أليس من السفه أن تحمل في قلبك دليل إدانتك يوم القيامة، وتموت على ذلك؟!
– “ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ [نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا] أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا [يَعْقِلُونَ] شَيْئاً وَلا [يَهْتَدُونَ]”.– “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا [مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا] أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا [يَعْلَمُونَ] شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ”.– “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ [الشَّيْطَانُ] يَدْعُوهُمْ إِلَى [عَذَابِ السَّعِيرِ]”
(96) 29/12/2013 (كلمة في المنهج)
عدد المشاهدات : 221
منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، وبعد رحلة طويلة من الإيمان الوراثي إلى الإيمان العلمي اليقيني، وبعد الوقوف على خطورة الإتجاهات الفكرية المختلفة، التي تعاملت مع النص القرآني مباشرة، دون منهج علمي يثبت صحة هذا التوجه الفكري…، قررت أن يقوم مشروعي الفكري على منهج علمي، وعلى أدوات، مرجعيتها القرآن الكريم. لذلك فعندما أكتب، ألزم نفسي بالمنهج، وبالأدوات التي توصلت إليها. وتفاصيل هذه الرحلة، وهذا المشروع الفكري، منشورة على موقعي، ومدوّنة في مؤلفاتي، ومنها ما هو منشور على هذه الصفحة.وعلى أساس ما سبق أقول: إن الذي يرى رأيا يخالف ما أنشره، عليه أن يقف أولا على منهجي، وعلى أدوات فهمي للقرآن، قبل إبداء هذا الرأي، ثم يُبيّن هل هذا الخلاف بسبب المنهج، أم بسبب الأدوات، أم بسبب عدم التزامي بهما؟! لأنه بدون الالتزام بهذا الأسلوب العلمي يتحول الحوار إلى جدل عقيم!!لقد فهم بعض أصدقاء هذه الصفحة ما نشرته بالأمس على أساس أني أتحدث عما عُرف تاريخيا بـ “ميثاق عالم الذر”، وذلك بسبب استدلالي بآيات سورة الأعراف، التي استند إليها المفسرون في إثبات هذه المسألة، لذلك لزم التوضيح والبيان:أولا: ليس في منهجي، ولا من أدوات فهمي للقرآن، مرجعية أمهات كتب التراث الديني، بجميع علومها وتخصصاتها!!ثانيا: عندما أتوصل إلى فهم لآيات الذكر الحكيم، ويكون هذا الفهم موافقا لما ذكره المفسرون في كتبهم، فهذا ليس معناه أني أنقل عنهم، أو أتبع مذهبهم، ولا معناه أن أعيد النظر في أدوات فهمي للقرآن، لأنها وافقت المفسرين في مسألة ما!!!ثالثا: لقد فهمت من آيات سورة الأعراف، التي ذكرتها في موضوع الأمس، أن الله تعالى أخذ من ذرية آدم ميثاق الربوبية، قبل أن يخرجوا إلى هذه الدنيا، وقبل أن يرسل إليهم الرسل، وقبل أن يُكلفوا بالشريعة، وذلك لقولهم عندما سألهم الله تعالى:” أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ” قالوا جميعا “بَلَى شَهِدْنَا”. فإذا كان معنى الشهادة هو إقامة الحجة على ذرية آدم بعد إرسال الرسل، فهذا معناه قبول ذرية آدم جميعا لدعوة الرسل، وإقرارهم بالوحدانية والربوبية، وذلك لقولهم: “بلى شهدنا”، وهذا يخالف بيان النص القرآني لموقف الناس من دعوة الرسل بين مسلم وكافر!!رابعا: إن قول الله تعالى لذرية آدم: “أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ”، ثم قوله بعدها: “أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ”، بعد إقرارهم له سبحانه بالربوبية، يُوضح أن بين هذا الإقرار وبين جزاء الآخرة، هي فترة التكليف في الدنيا، فلما خرجوا إلى الدنيا وجدوا “ملة الآباء” في انتظارهم، وكانت هي الحاكمة المسيطرة على قلوبهم.خامسا: لقد خلق الله تعالى القلوب بفطرة الوحدانية، وبميثاق الربوبية، وبآليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب، ليقوم الإنسان بتفعيلها للوقوف على حقيقة “ملة الآباء”، ومدى موافقتها لرسالات الرسل. فإذا كان هذا التفاعل إيجابيا، دخل المرء في الإسلام، وإذا كان سلبيا فقد نقض ميثاق الربوبية، وكفر بالله ورسله. لذلك ختم الله تعالى هذه الآيات بقوله: “وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”، أي يرجعون إلى آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب، وتفاعلها مع فطرة الله التي فطر الناس عليها.
* “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”.
(97) 30/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 213
سألني الأخ العزيز أحمد ماهر، عند تعليقه على ما نشرته بالأمس، فقال:1- من ذا الذي سيستفيد من مشروعك ومنهجك….فبمجرد أن تموت سيادتكم سيموت معك مشروعك؟!* والجواب: الذي سيستفيد من مشروعي، ومنهجي…، هو من قرأ مؤلفاتي، واطلع على موقعي، وعلى ما ينشر على هذه الصفحة. ولا أملك غير هذه المنابر، وأنا أرفض المشاركة في برامج “التوك شو” المحلية والفضائية، من عشرات السنين، كما تعلم، فأنا صاحب مشروع فكري يجب أن يُعرض على الناس بقواعده وأصوله، وهذه البرامج لها توجهاتها ومصالحها، ويهمها إثارة الموضوعات التي تُحدث “فرقعة”!!2- فهل فكرت كيف يخرج هذا المشروع إلى النور ليراه الشعب؟!* والجواب: وأنت تعلم أنني عندما فكرت أن يخرج هذا المشروع إلى [الناس]، وليس فقط إلى الشعب، وبدأت، كخطوة أولى، بإرساله [في ثلاثة مجلدات] إلى كبار علماء الفرقوالمذاهب المختلفة، في مصر وخارجها، كانت النتيجة أن: “دخلت السجن”، على يد الجماعة السلفية،التي يمثلها اليوم حزب النور، والتي من باب “التقية” انفصلت عن الجماعة الإرهابية، لتأخذ شعبية بين المسلمين المغيّبين، ثم تعيد الكرة مرة أخرى!!3- هل فكرت كيف يكون من مجرد منهاج لك ليتحول إلى منهاج للأمة؟!* والجواب: أية “أمة” تقصد؟! أين هي هذه الأمة؟! ومن قال أن مشروعي الفكري منهاج لي وليس للناس جميعا؟! وماذا سيفعل المسلمون بـ “المنهاج” وهم مغيبون؟!! إن كتاب الله تعالى الذي هو مشروع ونظام ومنهج إلهي، موجود في بيت كل مسلم، قرونا من الزمان، يقول للناس ليل نهار:“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”……، ثم يقول لهم: “وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ” [البقرة 21- 23].فماذا فعل المسلمون [وليس الناس] أمام خطاب الله للكافرين: “وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا”؟!! لقد زاد المسلمون بأيديهم “الريب” في قلوبهم، وفي قلوب الناس، عندما ساووا بين كلام الله وكلام البشر!!فإذا ذهبنا إلى من قطعوا “الريب” من قلوبهم، وقالوا “القرآن وكفى”، وجدناهم مختلفين، كلٌ يجلس في قصره، وحوله أتباعه، يقولون “القرآن وكفى”، دون منهج علمي، ودون أدوات لفهم القرآن، فقدموا للناس فهما مغلوطا، وللأسف يتبعهم الكثير من المسلمين!!أما الذين جعلوا لهم مشروعا ومنهجا علميا لفهم القرآن، بأدوات مستقاة من ذات النص القرآني، فهؤلاء في حاجة إلى أن تجمعهم مؤسسة، فالشهادة على الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ووضع البرامج والآليات القادرة على تنفيذ ذلك…، كل هذا عمل مؤسسي، وليس عملا فرديا!! وأنت تعلم، أستاذ أحمد أن كلامي هذا ليس بجديد، والذي يقرأ ما أقوله وأكتبه، سيعلم أني لا أرى الإسلام إلا قولا وعملا، لا ينفصلان، وأن كل ما يقال على المنابر، ويكتب في الكتب، إذا لم يتحول إلى تفعيل على أرض الواقع، فسيجده أصحابه يوم القيامة هباءً منثورا.ملاحظة: لقد جعلت الرد على أسئلة الأستاذ المستشار أحمد ماهر في “بوست” مستقل اليوم، لأن هذه الأسئلة وُجّهت لي أكثر من مرة من أنصار “الفُرقة والمذهبية”، الذين يشاركون أحيانا على هذه الصفحة، ويعتبرون ما أقدمه “مجرد وعظ”، “أخطب في الناس”، ولا أطرح حلولا عملية تقيم أمة الإسلام!! ذلك لأنهم يَرَوْن أن إقامة “أمة الإسلام” هي مسئولية تنظيماتهم “الإرهابية”، فهي كما يدّعون، التي حملت الحلول العملية للناس، لتغيير واقعهم نحو إقامة “الخلافة الإسلامية”…، فهم يريدون بادعاءاتهم هذه صرف الناس عن الحق، ليتبعوا الباطل الذي هم عليه!! لذلك أبعث إليهم بهذا المقال
(98) 31/12/2013 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 199
سألني الأستاذ عبد المالك الشملالي، تعليقا على ما نشرته في 29-12-2013 بعنوان “كلمة في المنهج”، فقال: [لي تساؤل حول المقال: كيف أستطيع أن أقتنع ثم أقنع غيري بأن الله استخرجني من ظهر أبي، واستشهدني أن كان ربي، وشهدت أمامه بأنه ربي؟! هل يشعر أحدكم بأنه حدث له هذا الإستشهاد؟! وكيف تمكن من الشعور بذلك؟! أو هل لديه دليل مادي يثبت حدوث ذلك؟! أم هو من الإيمان الغير المبرهن بما في القرآن؟!] وقد أجبته في موضعه على سؤال “الإخراج”، وسؤال “الإشهاد”.وأهم ما أجبته به في هذا الموضع، من وجهة نظري، هو: إن من أصول الإيمان، التي يجب أن تكون مستقرة في قلب المسلم، أصل “الإيمان بالغيب”، أي التسليم بكل ما جاء في كتاب الله عن عالم الغيب، وقوله تعالى مخاطبا ذرية بني آدم: “وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا”، هو من مسائل الغيب. فإذا كان من المنطق أن نقول: إننا لا نتذكر شيئا من أحوال تكويننا في بطون أمهاتنا، فلماذا لا نقول أيضا: ولا نتذكر شيئاً عن كيفية ووقت أخذ الله “ميثاق الربوبية” منا؟!!ثم عاد الأستاذ عبد المالك وسأل: [المكان الموجود بين الصلب والترائب ليس هو الظهر؟ ربما القلب، وربما البطن، لكن ليس الظهر… والإشهاد، جعله يشهد على نفسه ولم يخلقه بعد؟ هل هو إشهاد مجازي؟ أم أشهد النفس قبل أن يخلق جسدها، لأنه لما كان يخلق الإنسان من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم عظاما ثم لحما، لم يشهده في هذه العملية: “وما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم”. الموضوع غامض جدا جدا…، على أية حال، أنا أقترح أن نترك هذه الآية بين قوسين، ونقتصر على تدبرها من جميع جوانبها، وندعو الله جميعا أن يساعدنا عليها، حتى يفتح الله لأحد من المؤمنين فيطلعنا على سرها. أما الآن فتفسيرها لا أظن أنه سيقنع أحدا، إلا إذا تساهلنا في أمر الإقتناع]!!!وهنا أذكر الأستاذ عبد المالك الشملالي بمنهجي، وأزيد ما بينته له بيانا، فأقول: إن من أدوات فهم القرآن، حسب مشروعي الفكري: “اللسان العربي”، و”السياق القرآني”، و”آيات الآفاق والأنفس”…، وما ذكرته في الرد على أسئلتكم كان على أساس هذه الأدوات، وعندما قلت: “وهذه المسألة من المسائل العلمية التي يُرجع فيها لأهل الاختصاص”، كان في ذلك إحالة إلى أداة “آيات الأنفس” حتى يخبرنا العلماء المتخصصون [على مر العصور] عن مصدر “الماء الدافق”، وما في ذلك من “آيات الأنفس”.لذلك قلت لك في هذه المسألة: إن الله تعالى بيّن أن هذا الماء يخرج من بين “الصلب والترائب”، أي من هذه [المنطقة] يخرج ماء الرجل، لأنه عز وجل قال “من بين”، ولا أعلم من أي مكان في هذه [المنطقة] يخرج هذا الماء!! وإذا كانت القضية لماذا استخدم القرآن كلمة [ظهورهم] في سياق أخذ الميثاق، أقول: هنا يكون مجال البحث. فأنا مثلا أقول: إن استخدام هذه الكلمة تحديدا [من ظهورهم] كان للإشارة إلى أهمية الدور الذي يقوم به “الصلب”، في عملية إخراج “الماء الدافق”، لأن “الصلب” هو العمود الفقري الموجود في “الظهر”، الذي يحمل منظومة أعصاب الإنسان؟!أما عن “الإشهاد” فقد سبق أن قلت: إنه من “مسائل الغيب”، التي نؤمن بها في حدود فهمنا للسياق القرآني واللسان العربي، ولا نبحث عن الكيفية. وأضرب لك مثالا على ذلك بقصة إبراهيم، عليه السلام، عندما سأل ربه عن [كيفية] إحياء الموتى: “أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى”، وجاء الرد الإلهي على الفور “أَوَلَمْ تُؤْمِنْ”؟!! ذلك لأن [الكيفية] من مسائل الغيب، التي تقتضي الإيمان والتسليم. وعندما قال إبراهيم إنه كان يريد أن يطمئن قلبه، جاءه الرد الإلهي بضرب المثل، ليس لبيان [الكيفية] وإنما لبيان قدرة الله تعالى وفاعلية أسمائه الحسنى في هذا الكون: “فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، وتدبر جيدا قوله تعالى: “وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.لذلك أقول، تعليقا على قولك: “الموضوع غامض جدا جدا”، وقولك: “حتى يفتح الله لأحد من المؤمنين فيطلعنا على سرها”، أقول: إن مسائل الغيب تقتضي الإيمان والتسليم المطلق، وليس كشف سرها والبحث عن كيفيتها، ولو اجتمع علماء العالم، في الحاضر أو في المستقبل، على أن يعرفوا كيفية أخذ الله تعالى “ميثاق الربوبية” من ذرية بني آدم، فلن يصلوا إلى شيء!!
ملاحظة: علمت من خلال صفحتك أنك تعمل باتحاد الأشراف العالمي، وعندما دخلت على صفحة الاتحاد وجدت في عنوانها هذه الجملة: [فكل كلامه مردود عليه إلا رسول الله والقرآن الكريم] فأزعجني ترتيب هذه الجملة، فأرى أن تكون [إلا كلام الله والرسول] هذا إن كانت حجية مرجعية كلام الرسول عندكم كحجية مرجعية كلام الله تعالى.
(99) 1/1/2014 (مسائل هامة في حواري مع الأستاذ عبد المالك الشملالي)
عدد المشاهدات : 245
الأستاذ عبد المالكأنا لم أقل: “إن الظهر هو الصلب والترائب”!! أنا قلت: “إن استخدام هذه الكلمة تحديدا [من ظهورهم] كان للإشارة إلى أهمية الدور الذي يقوم به “الصلب”، في عملية إخراج “الماء الدافق”، لأن “الصلب” هو العمود الفقري الموجود في “الظهر”، الذي يحمل منظومة أعصاب الإنسان؟!”، ولم أذكر كلمة “الترائب” في هذا السياق، فأرجو أن يكون النقل دقيقا.وبعد أن نسبت إليّ أني قلت: “إن الظهر هو الصلب والترائب”، أسست على هذا النقل الخاطئ خطأً آخر، وهو قولك: [ثم أحلت ذلك على أولي الاختصاص حسب ما تقتضيه الأداة الثالثة من منهجيتك…]، وطبعا تقصد بـ “ذلك” ما نسبته إليّ خطأً، فأقمت خطأ على خطأ!!مسألة الإشهاد: القضية، أستاذ عبد المالك، ليست قضية “الإشهاد” في حد ذاته، أو “الخلق”…، حتى تجهد نفسك في بيان الفرق بينهما!! القضية في أن كيفية “الخلق”، أو كيفية “أخذ الميثاق”، أو “الإشهاد”، أو إقرار ذرية بني آدم، وقولهم: “بلى شهدنا”…، كل ذلك من عالم الغيب، ونحن لا نملك في مدرسة “تدبر القرآن” أداة أو آلية توصلنا إلى هذا العالم لنكشف أسراره!! أما مدرسة الفهم أو التفسير “الباطني” فيمكن أن نجد عند أصحابها هذا الكشف، بدعوى أنه إلهام من الله تعالى!! وهذه المدرسة “الباطنية” لا حجية لها عندي!!ولقد أجهدت نفسك في ضرب الأمثلة على الإشهاد، وخلطت فيها بين ما هو من عالم الغيب، وما هو من عالم الشهادة!! فعالم “الشهادة” نشهد فيه عن “علم”، أما عالم “الغيب” فلا “علم” عندنا نصل عن طريقه إلى هذا العالم!! وعدم التفرقة بين العالمين جعلك تساوي بين الشهادة في عالم “الغيب”، والشهادة في عالم “الشهادة” فقلت: [هذا الإشهاد موجود نعم، لأن القرآن صرح به، لكننا نجهله، ونجهل كنهه ونوعه، لهذا نزعم بأننا نسيناه هربا من مواجهة جهلنا … لكن الإشهاد لا يمكن أن ينسى]!!نعم كما قلت: [الإشهاد موجود لأن القرآن صرح به]، ونعم [لكننا نجهله] نجهله لأنه من عالم الغيب [حسب فهمي للسياق القرآني] الذي نؤمن بما أخبرنا الله تعالى عنه ونسلم تسليما. أما أن تقول عن إيمانا وتسليما بمسائل الغيب أنه جاء بسبب جهلنا به، فلا أجد لك دليلا قرآنيا يبيح لك أن تقول ذلك!! إلا إذا كنت تعتبر أن هذا “الإشهاد” حدث في عالم “الشهادة”، وهنا عليك أن تأتينا بالبرهان على ذلك، وطبعا لازم نكون كلنا حضرنا هذا الإشهاد، وأقمناه على “علم”!!أما ما قلته عن “الإيمان بالغيب”، فالحقيقة يحتاج منك إلى إعادة قراءة لترتيب أفكاره. لأنه كما سبق لي أن قلت: “وعدم التفرقة بين العالمين جعلك تساوي بين الشهادة في عالم “الغيب”، والشهادة في عالم “الشهادة”، فارجع إليه!! ثم ما معنى قولك: [وكذلك لابد للشيء من الغيب أن نبرهن عليه ونأتي ببينات مقنعة تبينه]!! ثم تستشهد بالآية [53] من سورة فصلت وتقول: يقول تعالى “سنريهم [من] آياتنا في الآفاق….” وطبعا الآية ليس فيها [من]!! والاستدلال بها غير صحيح!! لأن الآية تتحدث عن إقامة الحجة على الناس بالآيات الكونية في عالم “الشهادة” وليس في عالم الغيب!!إن الله تعالى أمرنا أن نؤمن بالغيب [الذي نجهله] وجعله من أصول الإيمان [الذين يؤمنون بالغيب]، وأنت تطالبنا بالانتظار حتى يبعث الله من يبيّن لنا ما نجهله من الغيب، بالبراهين والبيِّنات المقنعة، وتُرجع سبب هذا الجهل إلى عدم درايتنا بعلم “البيّنة، وتقول إنه هو علم القرآن”؟!! والحقيقة أن “البيّنة” غير “القرآن”!! فالبيّنة هي “الآية” [أي البرهان] الدالة على صدق [النبي] في بلاغه عن الله تعالى. تدبر قوله تعالى في سورة الأعراف: “قَدْ جَاءَتْكُمْ [بَيِّنَةٌ] مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ [نَاقَةُ] اللَّهِ لَكُمْ [آيَةً]”، فالبينة هنا هي آية الناقة.وتدبر قوله تعالى في سورة البينة: “لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ [1] رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً [2] فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [3]، والبينة هنا هي الرسول الذي يتلو صحفا مطهرة، وهذا معناه أن هذه الصحف المطهرة قد حملت البرهان على صدق الرسول المبلغ لها. إن “بينة” نبي الله صالح كانت “آية” حسية مشاهدة، وهي “الناقة”، و”بينة” نبي الله الخاتم محمد كانت “آية قرآنية” تراها القلوب بآليات التفكر والتعقل والتدبر…”، ولن يستطيع أحد أن يأتي بمثل نصوصها؛ آيات الذكر الحكيم. فليس معنى أن القرآن حمل في ذاته “البيّنة”، أن يكون القرآن مثل “البيّنة”، فالقرآن هو كلام الله المسطور، و”البينة” هي تفاعل كلام الله المسطور مع آيات الآفاق والأنفس، حتى يتبين الناس أنه الحق.
(100) 2/1/2014 (إلى المتابعين للحوار الذي دار بيني وبين الأستاذ عبد المالك الشملالي)
عدد المشاهدات : 113
أعتذر لكم على طول فترة هذا الحوار. والحقيقة ما كنت أتمنى أن يُختم الحوار مع الأستاذ عبد المالك بسبب خروجه عن حدود البحث العلمي، إلى حدود أخرى، وأظن أن “المذهبية” هي التي دفعته إلى ذلك، فكان هذا هو ردي الأخير عليه.الأستاذ عبد المالك الشملاليكنت قد ذكرت لك أن من أدوات فهمي للقرآن “اللسان العربي”…، وأنا عند مناقشة أية قضية، تحتاج إلى بحث في مراجع اللسان العربي، أبدأ بعرض ما ذكره أهل اللسان فيها، فإذا كان المخاطبون من أهل اللسان العربي أكتب بحثي بالتفصيل، وبجميع مراجعه، أما إذا كانوا غير متخصصين، اكتفيت بعرض محصلة ما ذكرته المراجع، واكتفي بذكر اسم أهمها، وأحيانا أضعه في وسط البحث، أو في آخره، حسب منهجي في الاستدلال والبيان.وهذا المنهج يطول شرحه، ولم أرد أن أشغل أصدقاء الصفحة به، على أساس أنك أكيد تعلم كيف تفرق بين أسلوب هذه المراجع وأسلوبي.ولأني لا أخاطب على هذه الصفحة المتخصصين في اللسان العربي، نقلت محصلة ما ذكره أهل اللسان العربي عند تفسيرهم لآيات سورة الطارق، باختصار، وبشيء من التصرف، على النحو الذي ذكرته لك من قبل وهو:– الصلب: العمود العظمي الكائن في وسط [الظهر] ذو الفقرات.– الترائب: عظام [الصدر] التي بين الترقوتين والثديين. [ابن منظور، لسان العرب]– و”الصلب والترائب” هما [ظهر] الرجل و[صدره]، ومن هذه [المنطقة] يخرج ماء الرجل، باعتبار أن صفة “دافق” تشير إلى ماء الرجل، وليس المرأة. انتهىثم بدأت تعليقي، بعد ذلك، وقلت: “وذرية بني آدم جاءت من هذا الماء الدافق الذي يخرج من “بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ”، وهو المشار إليه بكلمة “الظهور” في قوله تعالى “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ [ظُهُورِهِمْ] ذُرِّيَّتَهُمْ”. وهذه المسألة من المسائل العلمية التي يُرجع فيها لأهل الاختصاص.” ..فهذا هو كلام أهل اللسان العربي، وكلامي، قأين وجدت قولي: “إن الظهر هو الصلب والترائب”؟!! وإذا كنت فهمت قولهم: “والصلب والترائب هما ظهر الرجل وصدره” على أن [الظهر هو الصلب والترائب] فهو فهم خاطئ، لأنهم قالوا: [هما]”، أي أن [الظهر] يعود إلى “الصلب”، و[الصدر] يعود إلى “الترائب”.لذلك عقبت على كلامك وقلت: “أنا لم أقل: “إن الظهر هو الصلب والترائب”!! وإنما قلت: “إن استخدام هذه الكلمة تحديدا [من ظهورهم] كان للإشارة إلى أهمية الدور الذي يقوم به “الصلب”، في عملية إخراج “الماء الدافق”، لأن “الصلب” هو العمود الفقري الموجود في “الظهر”، الذي يحمل منظومة أعصاب الإنسان؟!”، ولم أذكر كلمة “الترائب” في هذا السياق، فأرجو أن يكون النقل دقيقا”.واليوم أكرر وأقول: “أرجو أن يكون النقل دقيقا”، وأزيدك قولا: وأرجو أن يكون أسلوبنا في الحوار على قدر مسئوليتنا العلمية أمام الله تعالى في حمل هذه الأمانة. لأنني في الحقيقة لم أفهم السبب وراء اندفاعك وقولك: [اللهم إن محمد مشتهري يظلمني، ويتهمني بأني أنسب إليه أشياء لم يقلها، وأنا ما نقلت إلا ما قال، فهل أنا لا أفهم ما يقول؟ أو هو الذي لا يفهم ما يقول؟]ومع تحفظي على هذه الجملة، شكلا وموضوعا، وبالذات العبارة الأخيرة، أقول للأستاذ عبد المالك الشملالي: أشكرك، والحقيقة الموضوع أخذ أكثر من حقه، وحق أصدقاء الصفحة علينا، وانتهى الحوار عند هذه الجملة الأخيرة!!! مع تحياتي