top of page

سلسلة مقالات بدون عنوان ٤

يناير 31

٣٦ min read

0

0

0

(101) 2/1/2014 (بدون عنوان)

 عدد المشاهدات : 109

كلما بعد الزمان عن عصر الرسالة الإلهية، كلما ازداد التحريف والتبديل لها، واختلاط ما هو بشري بما هو إلهي!! ولقد جاءت الرسالة الخاتمة لتقيم خير أمة أخرجت للناس، ولولا أن الله تعالى تعهد بحفظ هذه الرسالة لحدث فيها مثل ما حدث للرسالات السابقة، من تحريف وتبديل. ولقد جاءت هذه الرسالة تحذر المؤمنين من البغي والاختلاف في الدين، بعد أن جاءتهم “الآية القرآنية”، حجة الله على العالمين إلى يوم الدين. وجاءت تبين أن طول الأمد، وارتكاب الذنوب، والاستسلام لفتنة الهوى، ووسوسة إبليس، يجعل الإيمان يخبو شيئاً فشيئاً، فتقسوا القلوب، وتفسق عن أمر ربها، وتضل صراطه المستقيم.نعم، لقد قست قلوب المؤمنين، أتباع رسول الله محمد، عليه السلام، كما قست قلوب السابقين، فتفرقوا واختلفوا وتخاصموا وتقاتلوا!! ولكن المصيبة أن معظم المؤمنين، لا يعلمون أن القرآن قد جاء أصلا لإرجاع المختلفين المتقاتلين إلى الدين الإلهي الحق، فإذا بهم يختلفون، ويدّعون أنهم أتباع الدين الحق!! إنه عندما يقسو القلب، يخرج الإنسان من دائرة الإيمان بالدين الذي ارتضاه الله تعالى للناس كافة، إلى دائرة الإيمان بالدين الذي ارتضاه أئمته ومشايخه له!!إننا في أشد الحاجة إلى الارتفاع إلى مستوى “الفهم القرآني”، إلى مستوى “العلم” بأن هذا الكتاب الإلهي، الذي يحمله المسلمون اليوم، هو في ذاته “آية قرآنية”، لا تفتح كنوزها إلا لمن وقف على أدوات وآليات فتحها. والمسلمون أصبحوا في ذيل النهضة والتقدم الحضاري، لا لأنهم عرب، ولكن لأنهم لم يقفوا على أدوات وآليات فتح كنوز “الآية القرآنية”، وتفعيلها على أرض الواقع، وانشغلوا بمجرد حفظ نصوصها، ودراستها، وتفسيرها، وكتابة آلاف الكتب في ذلك!!* “أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ”


(102) 4/1/2014 (بدون عنوان)

 عدد المشاهدات : 95

يعيش العالم الإسلامي، الممزق، المشتت، حياته مستهلكا لعلوم وانجازات الحضارة الغربية، لذلك لم تقم له نهضة، ولم يصنع حضارة!! فلماذا وقع في هذا الأسر؟! لأنه ظل حياته ينظر إلى الخلف، يعيش كما عاش السلف!! يفهم دينه كما فهمه السلف!! يأكل ويشرب كما فعل السلف!! يخاصم، ويسفك الدماء بغير حق، كما فعل السلف!!إن “السلفية” منظومة فكرية تستمد أصولها من منظومة “الآبائية” الأم، من لدن نوح، عليه السلام، ومكان هذه المنظومة في الشريعة الإسلامية لا يتعدى أخذ العبر والعظات، وليس الوقوع في أسر عقائد أصحابها المذهبية، وومدارسهم الفقهية.لقد ذُكرت كلمة “السلف”، في موضع واحد من القرآن الكريم، في سورة الزخرف، وهو قوله تعالى، عن هلاك فرعون وقومه: “فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ”. لقد جعل الله تعالى مصير فرعون وقومه “سَلَفاً” ومثلا، ليأخذ الخلف منه العبرة، وليعلموا أن انتقام الله سينالهم إن هم ساروا في طريقهم، وعملوا عملهم!!فهل أخذ المسلمون العبرة من سلفهم، الذي مزق أمتهم، وجعلها في ذيل التقدم الحضاري؟!لقد جاء القرآن يحدد المسئولية الفردية لكل شخص في هذا الوجود، ويبين أن الموتى قد طويت صحائفهم، ولم تبق إلا ذكراهم، وما على الأحياء إلا أخذ العبر. لقد جاء القرآن يُبيّن أن المعول عليه هو أعمال الخلف وما كسبت قلوبهم وأيديهم: “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.إن كلمة “خلت” خبر عن أمة مضت، أي خلا منها المكان والزمان، وهذه بدهية لا تحتاج إلى بيان، إذن عندما يذكرها القرآن فإن هذا يؤكد أن من خلت منهم الأرض [أي الموتى]، لن ينفعوا من عليها [الأحياء]، بأية صورة من صور النفع، إلا الاعتبار والاتعاظ، فلن ينفع صلاح الآباء الأبناء إذا لم يتبع الأبناء الحق الذي كان عليه الآباء.والسؤال: إذا كان الأبناء لن يُسألوا عن أعمال آبائهم، فكيف يكون تراث الآباء، ومذاهبهم الفقهية المتصارعة، مصدر تشريع وفتوى للأبناء، لا يصح إسلامهم إلا باتباعه؟!

* هل تظن أن المسلمين سيخرجون من أسر “السلفية” ويصنعون حضارتهم بأيديهم؟!


(103) 5/1/2014 (بدون عنوان)

 عدد المشاهدات : 85

طلب مني أحد أصدقاء الصفحة [أ.فرانك كي] الرد على شبهة أثارها بعض “الملحدون”، الذين يدّعون أنهم يُقرّون لله بـ “الوحدانية”، إلا أنهم لا يؤمنون بأن القرآن من عند الله، بدعوى أن في القرآن ما لا يليق بجلال الله وعظيم قدرته!!والشبهة التي أثاروها مؤخرا، كانت حول الآية [166] من سورة الأعراف: “فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ”. قالوا: [إن هذه العقوبة “كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ”، لا تتناسب مع الذنب الذي ارتكبه “العصاة”، وهو إصرارهم على الصيد يوم السبت، خاصة وأن هذا اليوم هو الذي كانت الحيتان تأتيهم فيه، كما ذكرت الآية “إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ”!! ولكن أسوأ ما قالوا هو: “نعوذ بإله العرفاء من إله المشايخ والفقهاء، ونعوذ بإله الوجدان من إله القران] انتهىولبيان بطلان هذه الشبهة، يجب أن نتدبر السياق الذي وردت فيه الآية [166]، والذي يبدأ بالآية [161]. ولأن المقام لا يتسع لإلقاء الضوء على ما يتعلق بهذه الشبهة، والوقوف عند عطاء كلمات الآيات، سأكتفي بما يلي:أولا: القضية ليست قضية تحريم صيد السمك [الحيتان] يوم السبت، وإنما هذا التحريم جاء في سياق بيان طبيعة بني إسرائيل الشاذة، وقسوة قلوبهم، وتكرار معصية الله، وعدم تنفيذهم لأحكام شريعته، التي ذكرها الله تعالى في كثير من آيات الذكر الحكيم.ثانيا: يقول الله تعالى في الآية [163]: “وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”. لقد كانت مهنة أهل هذه القرية الصيد، يخرجون إليه كل يوم، إلا يوم السبت، فقد كان هو يوم عطلتهم، وكانوا يعظمون هذا اليوم، ويتفرغون للعبادة فيه، وقد بيّن السياق ذلك بعبارة “يَوْمَ سَبْتِهِمْ”.ثالثا: لقد حرم الله تعالى على أهل هذه القرية الصيد يوم السبت، وأحل لهم باقي أيام الأسبوع، ولكنهم وجدوا أن الحيتان تظهر بكثرة على سطح الماء [شُرَّعاً] في هذا اليوم، أما باقي الأيام فلا تأتيهم بهذه الصورة، “وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ”. فقرروا ترك العبادة والراحة يوم السبت، والخروج للصيد طمعا في المزيد من الحيتان، مخالفين بذلك أمر الله لهم، كعادتهم دائما “كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”!!إذن فالقضية ليست في أن الله تعالى حرم عليهم الصيد في اليوم الذي كانت الحيتان لا تأتيهم إلا فيه، فقد كان عندهم باقي أيام الأسبوع يصطادون فيها، ولكن لأن “الملحدين” لا يعلمون شيئا عن علم السياق القرآني، لم ينتبهوا إلى كلمة “شرعا”، أي أن يوم السبت تميّز فقط بأن الحيتان تكون فيه على سطح الماء، فيسهل اصطيادها!! لذلك جاء تحريم الصيد يوم السبت بمثابة ابتلاء لهم لعلهم يتوقفون عن فسقهم المستمر” “بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”.رابعا: قوله تعالى في الآية [166]: “فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ”. إن الأمر الإلهي التكويني، “كونوا”، هو العذاب الذي استحقه العصاة من أهل هذه القرية، وذلك بسبب فسقهم، ومعصيتهم، وطمعهم في الدنيا…، وليس فقط بسبب عدم التزامهم بتحريم الصيد يوم السبت!! لذلك كانت عقوبتهم: “فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين”!! والحقيقة أنني أمام الأمر الإلهي التكويني “كونوا”، لا أستطيع أن أقول شيئا عن كيفيته، ولا عن ما آل إليه على أرض الواقع، وقل ما أعلمه هو أن هذه العقوبة كانت بسبب استخفافهم الدائم بشريعة الله، وقتلهم الأنبياء بغير حق، وإغلاق آليات عمل قلوبهم، آليات التفكر والتعقل والنظر…، فجاءت العقوبة بصورة تجعلهم عبرة لمن فعل فعلتهم!!


(104) 6/1/2014 (طوق النجاة)

 عدد المشاهدات : 254

لقد أصبحت الشبكة العنكبوتية ساحة لحرية الفكر، لا حدود لها، وأصبح على المفكرين أن يعيشوا حياتهم [كلها] داخل هذه الساحة، حتى يفهموا ماذا يحدث فيها، فإن فعلوا فسيجدون أنفسهم على حدود منطقة من الرمال المتحركة، إما أن يخرجوا منها، وإما أن يدخلوها بأطواق نجاة، وإلا سقطوا فيها!!وطوق النجاة أن تعلم ماذا تريد، وكيف تصل إلى ما تريد، وكم من الوقت ستقضيه لتحقق ما تريد، ثم ماذا ستفعل بما تريد. لماذا؟!لأن المسلم الذي دخل الإسلام من باب الإيمان بـ “الآية القرآنية”، يعلم أن الوقت ليس ملكه، وإنما ملك لله تعالى، فعليه أن يتصرف فيه بما يرضي مالكه.فهل من اليوم ستدخل الساحة بطوق نجاة؟!

* “وَمَا تَكُونُ فِي [شَأْنٍ] وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ [قُرْآنٍ] وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ [عَمَلٍ] إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ”.


(105) 6/1/2014 (تعقيب على تعقيب بالأمس)

 عدد المشاهدات : 85

الأستاذmustapha baazaouiيقول الله تعالى في سورة البقرة:“وَلَقَدْ [عَلِمْتُمْ] الَّذِينَ [اعْتَدَوْا] مِنْكُمْ فِي [السَّبْتِ] فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ {65} فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ” {66}ويقول الله تعالى في سورة الأعراف:“وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ [يَعْدُونَ] فِي [السَّبْتِ] إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ [شُرَّعاً] وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ [نَبْلُوهُمْ] بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” {163}أولا: أنا أفهم القرآن وفق أدوات، منها “السياق القرآني”، و”اللسان العربي”…، وعلى هذا الأساس يكون سياق آية سورة الأعراف بيانا وتفصيلا لآيات سورة البقرة.ثانيا: سياق آية سورة البقرة جاء ببيان أصل القضية: “الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ”، فالقضية ليست قضية صيد حيتان، ولا قضية عبادة في يوم السبت…، وإنما هي في الأساس قضية الاعتداء على شريعة الله، والاستهانة بأوامره.إنه بداية بقوله تعالى في آية سورة الأعراف “إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ” وما بعدها..، هو بيان لقوله تعالى: “إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ”، لقد نهاهم الله تعالى عن الصيد يوم السبت، ففعلوا ما نهوا عنه..، هذه هي القضية!!ثالثا: ماذا لو جاء سياق آية سورة الأعراف على النحو التالي: “إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ [….] وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ”، أي بدون كلمة [شرعا]؟! أليس المعنى واضحا؟! إذن فلابد أن يكون لوجود كلمة [شرعا] إضافة هامة لفهم السياق، على النحو الصحيح.فإذا بحثنا في سياق الآية نجد أن الحكمة من ورود كلمة [شرعا] ظاهرة في قوله تعالى “كَذَلِكَ [نَبْلُوهُمْ] بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”، أي أن الابتلاء كان في معنى هذه الكلمة [شرعا]، وليس في عملية الصيد نفسها، التي هي مهنتهم طوال الأسبوع.رابعا: محصلة ما يُفهم [بإيجاز] من مراجع “اللسان العربي”، عن معنى كلمة “شرعا” هو:{شرعت الإبل نحو الماء أي دخلت لتشرب، وهي إذا شرعها الرعاة تسابقت إلى الماء، فاكتظت وتراكمت، وربما دخلت فيه، فمثلت هيئة الحيتان [في كثرتها في الماء] بالنعم الشارعة إلى الماء، أي كناية عن كثرة ما يرد منها يوم السبت}.أقول: وهذا هو عين ابتلاء [الأمر الإلهي] الذي فسق عنه بنو إسرائيل [كعادتهم]، فقوله تعالى: “إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ [شرعا] وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ”، أي ويوم لا يسبتون لا تأتيهم [شرعا]، وهو ما يُعرف في علم السياق بالمفهوم الضمني، وهو من بلاغة القرآن، أي تأتيهم الحيتان في هذا اليوم بالذات [المحرم فيه الصيد]، بصورة تكون فتنة لهم وابتلاء، فتركوا راحتهم وعبادتهم، في هذا اليوم، وخرجوا إلى العمل طمعا في مزيد من الصيد السهل الميسر: “كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”؟!!


(106) 7/1/2014 (السنن الإلهية)

 عدد المشاهدات : 78

تأتي القصص والأمثال في القرآن للعبرة:* ففي قصة يوسف وأبيه وإخوته عبرة: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ”.*وفي الأنعام عبرة: “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً”.*وفي هلاك فرعون عبرة: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى”.*وفي الآيات الكونية عبرة: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”.*وفي انتصار المؤمنين على الكافرين عبرة: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”.و”العبرة” تطلق على ما يحصل به الاعتبار، وهو العبور من “المشاهد المعلوم” إلى “الغائب المجهول”، الذي بُلّغنا به ولم نراه، وحدثت فيه مواقف وسنن إلهية مطلوب منا فهمها.وكي نفهم ما في “العبرة” من سنن إلهية، علينا تفعيل آليات التفكر، والتعقل، والتدبر، والنظر…، آليات عمل القلب، عند التعامل مع النص القرآني الحامل لهذه “العبرة”. ومت الآيات التي حثت على تفعيل آليات عمل القلب للوقوف على ما في الأمثال من “عبرة”:– “وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ [يَتَذَكَّرُونَ]”.– “وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ [الْعَالِمُونَ]”.– “وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ [يَتَفَكَّرُونَ]”.أقول هذا، لأن هناك من التوجهات الفكرية، من اختزل أصحابها نصوص “الآية القرآنية” في الاعتبار بـ “السنن الإلهية التي أخذ الله بها الكافرين الظالمين…، بقضائه وقدره…، وأن القصص والأمثال في القرآن جاءت لبيان التطبيق العملي لذلك!!الحقيقة، إن هذه التوجهات الفكرية ما هي إلا مرآة تعكس الواقع الكافر الظالم المستبد الذي عاشته، أو مازالت تعيشه، تعكسه على نصوص الآية القرآنية” فلا ترى فيها إلا ما في هذا الواقع الكافر الظالم…، فكل مثل، وكل قصة في القرآن، تفسرها على هذا الأساس، وهم بذلك يُفرّغون آيات الذكر الحكيم من جوهرها العلمي والبياني والبلاغي…، متجاهلين أن هذا القرآن قبل أن يكون كتابا إلهيا فهو “آية قرآنية”، تحمل للناس كافة “العبرة”، لا ليأخذوا منها فقط ما يخدم توجهاتهم الفكرية، ولكن ليقيموا حياتهم وفق منظومة متكاملة، فكما يأخذون”العبرة” من هلاك الطغاة الكافرين…، عليهم أن يأخذوا “العبرة” اليوم من الأنعام: “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً”، وما فيها من آيات وآيات. وأيضا من الآيات الكونية: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”…، فيقيمون الحجة على العالم أجمع، أن نصوص “الآية القرآنية” جاءت ليشهد الناس أن الله “حق”، ورسوله “حق”، وكتابه “حق”.* “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ [الْحَقُّ] أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”


(107) 7/1/2014 (تدوين “الكتاب الإلهي” في عصر النبوة)

 عدد المشاهدات : 74

من أنصار “الفُرقة والمذهبية”، الذين كشفوا عن وجوههم الإرهابية، الذين يسفكون الدماء بغير حق، استنادا إلى نصوص مصدر ثان للتشريع، صنعه أئمة سلفهم بأيديهم، وورثه علماؤهم ومشايخهم ودعاتهم بغير علم…، إن هؤلاء يثيرون دائما الشبهات حول كتاب الله من أجل الدفاع عن هذا المصدر المفترى، بدعوى أنه إذا كانت هناك إشكالات حول المصدر الثاني للتشريع، فحول كتاب الله أيضا إشكالات لا تقل عنها، بل وتزيد!!وهكذا تقف “المذهبية” دائما حاجزا بين المقلدين بغير علم، وبين آليات عمل قلوبهم، آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر!! ومن هذه الشبهات:يقولون: إذا كان الدليل على سقوط حجية المصدر الثاني للتشريع [الأحاديث المنسوبة إلى النبي] أن نصوصه لم تُدوّن في حياة النبي، فإن القرآن أيضا لم يُدوّن في حياة النبي، وإلا فأين الدليل على تدوينه في عصر النبوة؟! أقول: الدليل هو:أولا: القول بأن القرآن لم يُدوّن في حياة النبي، يحتاج إلى دليل من القرآن ذاته، وليس من خارجه، هذا إن كان صاحب الشبهة يؤمن أن القرآن كلام الله يقينا!!ثانيا: عشرات الآيات القرآنية تشهد أن القرآن دُوّن في حياة النبي، ولم يمت النبي إلا والقرآن في مُدوّن في “كتاب”، يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس، وإلا لم يكن لتعهد الله تعالى بحفظه فائدة، لأن حفظه فقط في الصدور يعرضه للتحريف، فقد كانت الرسالات السابقة محفوظة في الصدور، وأيضا في الكتب، ومع ذلك حُرّفت، لأن الله تعالى لم يتعهد بحفظها، وأسند ذلك لأهلها، فحرّفوها: “فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ … فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ….” [البقرة 79] ــ “إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا [اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ] وَكَانُوا عَلَيْهِ [شُهَدَاءَ]…” [المائدة 44].ثالثا: إن فهم القرآن يحتاج إلى منهج، وأدوات…، ومن هذه الأدوات: “السياق القرآني”، و”اللسان العربي”. وأهل “اللسان العربي” يقولون: [الكتاب فعال بمعنى المكتوب، واشتقاقه من كتب بمعنى جمع وضم، لأن الكتاب تجمع أوراقه وحروفه، وتسمية القرآن كتابا إشارة إلى وجوب كتابته لحفظه]. وأيضا في “اللسان العربي” ما يسمى بأسماء الإشارة، ودون دخول في تفاصيل هذا الباب، أقول باختصار: يستخدم اسم الإشارة “ذلك” للتعبير عن الشيء الغائب، البعيد…، واسم الإشارة “هذا” للتعبير عن الشيء المشاهد، القريب، والسياق هو الذي يحدد المعني المعتبر.رابعا: قد أشار الله إلى الكتاب بـ “ذلك” مرة واحدة فقط، في قوله تعالى في أول سورة البقرة: “ذَلِكَ الْكِتَابُ”، وأشار بـ “بهذا” في المواضع الأخرى، كقوله تعالى: “وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ”..، لماذا؟! لأن سياق آية سورة البقرة يتحدث عن الكتاب بوجه عام، مبينا ما ستؤول إليه الآيات المنزلة، وأنها ستجمع في كتاب: “إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ”، وهي مسألة ظلت غيبية حتى اكتمل الدين، وأتم الله النعمة، لذلك كان الأنسب للسياق استخدام اسم الإشارة “ذلك”، كما يستخدم لبيان علو المكانة والشأن، وفي ذلك إشارة إلى حفظ الله تعالى لكتابه، وقد بيّن ذلك بقوله: “لا رَيْبَ فِيهِ”.أما اسم الإشارة “هذا”، فيستخدم للإشارة إلى ما كان يتنزل من القرآن، ومُدوّن فعلا بين أيدي الصحابة.سادسا: هل يُعقل أن يشهد الكافرون بأن ما كان يتنزل على رسول الله من قرآن، كان يُدوّن فور نزوله…، والمسلمون، الذين يدّعون إيمانهم بهذا الكتاب، هم الذين يشككون في تدوينه في عصر النبوة؟!! انظر بماذا كان يتهم الكافرون محمدا، عليه السلام: “وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ [اكْتَتَبَهَا] فَهِيَ [تُمْلَى] عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً” (الفرقان5)]!!وفي “اللسان العربي”: [الاكتتاب؛ افتعال من الكتابة، وصيغة الافتعال تدل على التكلف لحصول الفعل، أي حصوله من فاعل الفعل، فيفيد قوله “اكتتبها” أنه تكلف أن يكتبها].فسواء كان الذي كتب القرآن هو النبي، أو أن النبي أسند كتابته إلى آخرين، [حتى لا يخرج علينا أنصار “المذهبية” بموضوع آخر عن “أمية النبي”، كعادتهم]، المهم أن الكافرين شهدوا بكتابته، وأن الآيات القرآنية [التي يدّعون أنها أساطير] كانت تُلقى عليه ليكتبها: “فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً”، والإملاء: هو إلقاء الكلام على من يكتب ألفاظه!!

والسؤال: هل قرأ أنصار “الفرقة والمذهبية” القرآن، وتدبروا آياته؟!….لا أظن.


(108) 8/1/2014 (الاختلاف والتفرق في الدين … إلى أين؟!)

 عدد المشاهدات : 70

كان الناس أمة واحدة، على الحق، ففتنهم الشيطان، فاختلفوا، فأرسل الله النبيين، وأنزل معهم الكتاب، ليحكم بينهم فيما اختلفوا فيه. نتدبر الآيات التالية:1- كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا [اخْتَلَفُوا فِيهِ] وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ [بَغْياً بَيْنَهُمْ] فَهَدَى اللَّهُ [الَّذِينَ آمَنُوا] لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) البقرة2- وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً [فَاخْتَلَفُوا] وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) يونس3- وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ [الْكِتَابَ] إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي [اخْتَلَفُوا فِيهِ] وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) النحلإن الله تعالى لم ينزل نصوص شريعة إلا ودوّنت في كتاب، وعندما اختلف أتباع الرسل السابقين لم يختلفوا إلا في الكتاب، وأرسل الله نبيه الخاتم بكتاب يُبيّن لأتباع الرسل السابقين ما اختلفوا فيه [الآية3]…، فلماذا لم يستطع كتاب النبي الخاتم توحيد المسلمين المختلفين المتخاصمين أمة واحدة؟!أرى أن السبب هو [البغي بينهم]، والبغي، في اللسان العربي، له أكثر من معنى، والمعنى الذي يشير إليه السياق القرآني هو “التخاصم” القائم على تمسك كل صاحب مذهب بمذهبه، وكل منتمي لجماعة بجماعته، وكل عضو حزب بحزبه!! ولقد حذر القرآن أتباع النبي الخاتم محمد، عليه السلام، من أن يكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا…، تدبر قوله تعالى في سورة آل عمران:“وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ [الْبَيِّنَاتُ] وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ [عَذَابٌ عَظِيمٌ]”.فإذا كان واقع المسلمين يشهد باختلافهم وتفرقهم في الكتاب، أي في الدين، فهل يعلم الذين تفرقوا واختلفوا في الدين، من بعد ما جاءهم “البينات”، أي من بعد ما جاءتهم نصوص “الآية القرآنية” البيّنة، هل يعلمون أن مصيرهم الـ “العذاب العظيم” إن لم يتوبوا ويخلعوا ثوب “الفُرقة والمذهبية”، ويلتفوا حول كتاب الله تعالى؟!


(109) 9/1/2014 (إنهم لا يعالجون المرض، وإنما يعالجون العرض)

 عدد المشاهدات : 80

لم تتعلم شعوب، ما يسمى بالعالم الثالث، أصول المنهج العلمي في التفكير والبحث، لا في البيئة التي تربت فيها، ولا في مرحلة التعليم الأساس، وكان الهم كل الهم أن ينجح الأولاد في مراحل [التعليم] المختلفة، بفضل العلوم المعلبة في الكتب…، وأن يتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم، من [تديّن وراثي] مذهبي، دون علم، ولا فهم، ولا وعي!!إن سقوط “النهضة الإسلامية”، ، لم يكن بسبب “الدين الإسلامي”، الذي حمل للناس نصوص “آية قرآنية”، تخرجهم من الظلمات إلى النور، ولا بسبب عدم توافر أدوات وآليات النهضة…، ولا بسبب “المؤامرة” على المسلمين…، وإنما بسبب سقوط [القلوب المتفقه]، “قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا”، [القلوب العالمة] “وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ”، [القلوب السليمة]، “إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”، [القلوب المنيبة]، “وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ”، [القلوب الذاكرة]، “مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ”…، بسبب سقوط هذه القلوب في دوّامة التقليد الأعمى، والاتباع بغير علم!!لقد سقطت “النهضة الإسلامية” عندما سقط [العلم] من قلوب المسلمين، وبعد أن أُصيبت القلوب بـ “فيرس” التغييب العقلي، وبعد أن أصبح الشغل الشاغل للأئمة وعلماء ودعاة المسلمين أن يعالجوا “العرض” وليس “المرض”، فكانت النتيجة المنطقية أن يغيب نور العلم عن قلوبهم [نور الآية القرآنية]، كان من المنطقي أن يُخرجوا الناس من النور إلى الظلمات، ظلمات الجاهلية الأولى، التي أنقذهم الله منها، “وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا”!!لقد أضاع أئمة وعلماء ودعاة المسلمين قرونا من الزمن في علاج الأعراض بالمسكنات [المواعظ المعلبة]، ولم يعالجوا المرض: مرض “التقليد الأعمى”، مرض “الاتباع بغير علم”، مرض “التديّن الوراثي”، مرض “الفرقة والمذهبية”، مرض حلم “الخلافة الإسلامية”، مرض “التخلف الحضاري”….، ويستحيل أن يكون هذا المرض هو “نظرية المؤامرة”، التي أصبحت “شماعة” المتخلفين عقليا وعلميا!!

* وَأَلَّفَ بَيْنَ [قُلُوبِهِمْ] لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ [قُلُوبِهِمْ] وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ [بَيْنَهُمْ] إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”


(110) 11/1/2014 (وما آتاكم الرسول فخذوه)

 عدد المشاهدات : 876

لقد ورد هذا المقطع في قوله تعالى من سورة الحشر:مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [7]فهل قوله تعالى: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” أمر للمؤمنين، المعاصرين لرسول الله، بطاعته طاعة مطلقة، باعتباره القائم على تنفيذ شريعة الله بينهم، حسب ما بيّن سياق الآية، أم هو أمر لكافة المسلمين، باتباع ما نسبه إليه رواة الفرق والمذاهب المختلفة من [أحاديث] دُوّنت بعد وفاته بقرن ونصف القرن؟!إن المتدبر لسياق الآية، يعلم أن الأمر بطاعة الرسول، أو النهي عن معصيته، قد سبقه حديث عن توزيع مال الفيء، وهو موضوع تحدثت عنه آيات أخرى، كما ورد في سورة الأنفال من حديث عن توزيع مال الغنيمة، وعن مصارفه.وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [41]وهذه الآية، وآية سورة الحشر، يبيّنان مدى مسئولية رسول الله عن توزيع الغنائم، وكذلك الفيء، بصفته القائد الأعلى للجيش. ويبدو أن خلافا قد نشب بين صحابة رسول الله، بخصوص هذا التوزيع، فنزل الوحي القرآني يحسم هذا الخلاف، كما يبيّن ذلك سياق آيات سورة الحشر التالية:لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ [8]وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [9] الحشروكما هو ملاحظ، فإن جملة “مِمَّا أُوتُوا”، في هذه الآية، تشير بالدلالة القطعية إلى قوله تعالى، في الآية [7] من سورة الحشر: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ”، وهو ما يتعلق بتوزيع الفيء، ونهي الصحابة أن يتكلموا في هذا التوزيع. ولقد كان للمنافقين موقف من توزيع رسول الله للصدقات، فإذا رأوها تُوزّع على غيرهم طعنوا ولمزوا..، فيقول الله تعالى في سورة التوبة:وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ [أُعْطُوا] مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ [لَمْ يُعْطَوْا] مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [58] وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا [آتَاهُمْ] اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ [سَيُؤْتِينَا] اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ [59] التوبةوتدبر العلاقة بين قوله تعالى: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ”، وقوله في هذه الآية: “مَا “آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ”. لا شك أن إيتاء الله هو عين إيتاء الرسول، فالله تعالى هو المشرع، ورسوله هو القائم على تفعيل شريعة الله بين الناس.يقول “المذهبيّون”، أنصار “الفُرقة والتخاصم”: إن “العبرة بعموم السبب، لا بخصوصه”، أي وإن كان سياق الآيات يتحدث عن توزيع الفيء، إلا أن الحكم المستنبط منها حكم عام، بوجوب طاعة الرسول في كل ما أمرنا به، ونهانا عنه!!أقول: نعم، ولا خلاف معكم في هذه المسألة الإيمانية، التي لا ينكرها مسلم، ولكن السؤال: ما الذي حمله “الرسول” أصلا للناس، أمره ربه ألا يتعدى حدوده، سواء بالأمر أو النهي؟!! إن كل سياق قرآني، وردت فيه كلمة “الرسول”، فهذا يعني أنه يتحدث عن “الرسالة” التي حملها “الرسول” للناس، ولا يحل له أن يتعدي حدود نصوصها.إن استقطاع جزء من سياق الآية، وهو: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا”، ثم من سياق الآيات بعدها…، ثم من سياق آيات سور أخرى…، عمل لا يرضي الله ولا يرضي رسوله، هذا الرسول الكريم الذي يدّعي “المذهبيّون” أنهم يتمسكون بسنته، ويدافعون عنها، بل وأقول: إنها لكبيرة أن يفتروا على الله ورسوله الكذب وهم يعلمون!!* “فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ”.


(111) 12/1/2014 (من الذي “مثله كمثل الكلب”؟)

 عدد المشاهدات : 82

لقد وردت كلمة “كلب”، في سياق الذم، في قوله تعالى في سورة الأعراف: “… فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ [الْكَلْبِ] إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ”…، فمن هو هذا الإنسان الذي شبهه الله تعالى بـ “الكلب”؟!أولا: يبدأ السياق القرآني، الذي وردت فيه هذه الكلمة، من الآية [172] حيث يقول الله تعالى: “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا…”، وحتى الآية [179] من سورة الأعراف. والآيات [172- 174] تحدثت عن فتنة “الآبائية”، وكيف أنها تصيب الإنسان بمرض الشرك والغفلة عن ميثاق “الربوبية”، وعن “فطرة الوحدانية”…، فإذا بمن كرمهم الله تعالى بنعمة “الاختيار”، يختارون اتباع ملة الشرك التي وجدوا آباءهم عليها، فأدخلتهم جهنم جميعا: “…أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [173]. “وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [174].ثانيا: إن ميثاق “الربوبية”، وفطرة “الوحدانية”، يقودان الإنسان إلى التصديق بدلائل “الوحدانية”..، ودلائل “الوحدانية” تقود الإنسان إلى الإيمان بصدق “النبوة”..، والتصديق بـ “النبوة” يقود الإنسان إلى الإيمان بـ “الآيات” المنزلة على النبي…، وكل ذلك عن طريق تفعيل آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب، القاعدة الرئيسة التي يقوم عليها إسلام المرء، كما قال تعالى في سورة المؤمنون: “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ”.إن الذي لم يُفعّل آليات عمل قلبه، لن يقف على التفاعل القائم بين ميثاق “الربوبية” الذي حمله قلبه، وبين دلائل “الوحدانية” التي حملها الكون من حوله، ولن يقف على دلائل صدق “النبوة”..، فتكون النتيجة أن يكفر بالآيات المنزلة على الرسل. لذلك جاء التعبير القرآني البليغ بتشبيه هذا الإنسان بمن كان يرتدي لباسا [هو الآيات] فكان الشيطان آيسا منه لأنه محصن بالعلم، والتفكر، والتعقل والتدبر،…، فعندما انسلخ من هذا اللباس [الآيات] كان فريسة لإغواء الشيطان، فأصبح من الضالين: “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ [175].ثالثا: إن كرامة الإنسان وعلو شأنه، عند الله تعالى، في تفعيل آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب، وعلى هذا الأساس خلقه الله مختارا. ولقد اقتضت مشيئة الله تعالى أن يرتفع الإنسان بإيمانه بالآيات المنزلة إلى المنزلة العليا، بإرادته، واختياره، وبتفعيله لآليات عمل قلبه، ولكنه اختار أن يخلد إلى الأرض، فكان مثله كمثل الكلب اللاهث، إن تركته لهث، وإن طردته لهث، وهؤلاء إن وعظتهم ضلوا وإن تركتهم ضلوا!! لذلك صار الذين انسلخوا من آيات الله بمنزلة الكلاب، فتدبر:“وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ [كَمَثَلِ الْكَلْبِ] إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ [الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا] فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [176]. سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ [الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا] وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ [177] مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ [178].رابعا: إن المكذبين بآيات الله، الذين شبههم الله بالكلب اللاهث، هم أهل جهنم، لأنهم لم يقفوا على ما في أنفسهم من ميثاق “الربوبية”، ومن فطرة “الوحدانية”، ولم يؤمنوا بصدق “النبوة”، ولا بصدق “الآيات” المنزلة على الرسل، وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا…، وكل هذا بسبب عدم تفعيلهم لآليات عمل قلوبهم، فلم يفقهوا قولا، ولم يبصروا نورا، ولم يسمعوا حقا… [أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ] بل هم أضل، لذلك قال تعالى بعدها:“وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ [قُلُوبٌ] لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ [أَعْيُنٌ] لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ [آذَانٌ] لا يَسْمَعُونَ بِهَا [أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ] بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ [179].إن محل الفقه هو القلب، والفقه هو النظر في دلائل “الوحدانية”، وإثبات “النبوة”، وما تفرع عن ذلك من إيمان بالرسل، والآيات المنزلة عليهم. ولكن، لماذا جعل الله الذين لا يفقهون أضل من الأنعام؟! لأن الأنعام لا تفقه، لأنها خلقت بوسائل إدراك محدودة، تكفيها لأداء مهمتها، أما الإنسان فقد خلق بوسائل إدراك، وآليات للتفكر وللتعقل وللتدبر وللنظر..، ليفقه ما يتلى عليه من آيات الذكر الحكيم، ولا يشرك بها تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان، وعلى أساس نعمة القلب الذي يفقه فضل الله هذا الإنسان على سائر المخلوقات تفضيلا.إن الأمم التي غُيّبت آليات عمل قلوب أفرادها، فأصبحت لا تفكر، ولا تعقل، ولا تتدبر، ولا تنظر..، كيف تعالج تخلفها عن مسيرة التقدم الحضاري وليس لها قلب يفقه، ولا آذان تسمع ولا أعين تبصر؟!! إنها أكثر وأشد ضلالا من الأنعام!! فإذا أضفنا إلى ذلك الانسلاخ من آيات الذكر الحكيم، وافتراء الكذب على الله ورسوله، فماذا تظن أن يكون مصيرها؟!


(112) 13/1/2014 (قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة )

 عدد المشاهدات : 76

– من الذي استغل منصبه في الإفراج عن الذين سفكوا الدماء بغير حق، من قادة وأعضاء الجماعات الدينية، وأصدر لبعضهم عفوا رئاسيا، ليشاركوا في إقامة الخلافة الإسلامية؟! هل تحرك أحد لإيقافه عن هذا العمل؟! لا…، ولم تتدخل الأجهزة الأمنية لإيقافه.– من الذي تحالف مع المفسدين في الأرض، في الداخل والخارج، لحماية نظامه الحاكم، وسمح لهم بانتهاك حرمة البلاد، وتزويد أنصاره بالأسلحة المتطورة المختلفة، طوال فترة رئاسته للبلاد، بهدف إقامة الخلافة الإسلامية؟!…. هل تحرك أحد لإيقافه عن هذا العمل؟! لا…، ولم تتدخل الأجهزة الأمنية لإيقافه.– من الذي استغل منصبه في توظيف كافة المؤسسات الحيوية في الدولة لخدمة مشروع الخلافة الإسلامية، وحصل على وثائق ومعلومات خاصة بأمن البلاد، بهدف إقامة الخلافة الإسلامية؟!…. هل تحرك أحد لإيقافه عن هذا العمل؟! لا…، ولم تتدخل الأجهزة الأمنية لإيقافه.– من الذي جاء بأنصاره من المفسدين في الأرض، والذين تحالفوا معه على الإفساد لمغانم يأخذونها، وأجلسهم بجواره في الاحتفالات القومية للبلاد، وفي الاحتفال بتأييد الشعب السوري ضد نظامه الحاكم، والذي أقيم في الصالة المغطاة؟!…. هل تحرك أحد لإيقافه عن تكرار هذا العمل؟! لا…، ولم تتدخل الأجهزة الأمنية لإيقافه.– من الذي وقف أنصاره على منابر الدعوة، يعظمونه، ويمجدونه، وألبسوه لباس “الولاية”، باعتباره خليفة المسلمين المنتظر، بدعوى أن رسول الله قد شهد له بذلك؟!…. فهل تحرك هو شخصيا لإيقاف هؤلاء عن هذه المهزلة الدينية، والسياسية، طوال فترة حكمه؟! وهل تحرك أحد، من الغيورين على “الإسلام”، لإيقاف هذا الانهيار الديني والسياسي؟! لا…، ولم تتدخل الأجهزة الأمنية لإيقافه.– أما عن توظيف ميزانية الدولة، وأموالها، واقتصادها…. لخدمة المشروع الإسلامي وتحقيق حلم الخلافة الإسلامية… فحدث ولا حرج!!والسؤال: إذا حان الوقت، بعد أن طفح الكيل، وأوشكت البلاد على السقوط في قبضة المفسدين في الأرض…، ولم تكن هناك قوة تستطيع إنقاذ البلاد من هذا السقوط إلا “القوات المسلحة”، ونجحت في ذلك بمساعدة أجهزة الشرطة…، فهل من الحق والعدل أن نختزل عاما من الخيانة والمؤامرة على الشعب المصري [والناس نيام] أن نختزل ذلك في فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة، والدماء التي سفكت في هذا اليوم، ثم ما نتج عنه بعد ذلك من أحداث، لتصبح القضية قضية “قميص عثمان”؟!أليس منكم رجل رشيد؟!!إنني أعلم جيدا، أن كل هذه الاتهامات، الظاهرة ظهور الشمس في كبد السماء، لن تجد قبولا عند أنصار هذه الجماعات، ولا عند المتعاطفين معها…، لأن القلوب التي غُيّبت بنظرية “المؤامرة”، لا تجد راحتها إلا في أن تنسب مصيبتها، وتخلفها، وتخاصمها، وكفرها بالآخر، وسفكها للدماء… إلى “التآمر عليها”!!لذلك، وبناء على ما سبق، فكل مواطن، يعلم أن ما ذكرته من اتهامات للجماعات الدينية [المذهبية] التي حكمت مصر عاما كاملا، هي اتهامات صادقة، قد حدثت فعلا على أرض الواقع قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة…، أصبح واجب عليه أن يقطع الطريق أمام عودة هذه الجماعات إلى الحكم مرة أخرى.


(113) 14/1/2014 (المُغيّبون بحلم الخلافة الإسلامية)

 عدد المشاهدات : 63

ليس في أجندتي الفكرية الرد على ما يثيره الغلمان، غير العاقلين، إلا إذا تلفّظوا بكلمات تستحق الوقوف عندها!! ومما تلفظ به أحدهم، تعليقا على ما نشرته بالأمس، قوله: [اعتبارك أن المفسدين في الأرض هم من يأملون في إقامة الخلافة الإسلامية، فهذا دليل قطعي لكرهك للدين الإسلامي]…، فوجدتها فرصة لإلقاء بعض الضوء على مسألة “الخلافة الإسلامية”، التي يحلم بها “المغيّبون”، فأقول:لقد كانت “الخلافة الإسلامية” سببا رئيسا في سفك دماء ملايين البشر، حتى سقطت على يد كمال أتاتورك، الذي ألغى نظام الخلافة، وأقام الجمهورية التركية، في 27 رجب 1342هـ، الموافق 3 مارس 1924م.ولقد شاء الله تعالى ألا يكون نظام “الخلافة الإسلامية” مفصلا في القرآن الكريم، وترك للناس اختيار النظام الحاكم، بعد وفاة رسول الله، وحذرهم من أن تكون [الخلافة] سببا في الإفساد في الأرض وسفك الدماء، الأمر الذي جعل الملائكة تتوقف عندما قال الله لها: “إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً”، فقالت، بعد أن علمت أن [الخليفة] هو الذي يخلف غيره، مما قد يسبب صراعا على السلطة وسفكا للدماء: “أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ”؟!ولم ينف الله تعالى أن [الخلافة] ممكن أن تكون سببا في الإفساد وسفك الدماء، ولكن بيّن أن هذا ممكن أن يحدث إذا لم تقم [الخلافة] على [العلم] والفهم الواعي لـ [سنة الاستخلاف]، لذلك جاءت الإجابة على الملائكة: “إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ”، ثم بعدها مباشرة: “وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا”، وعلى هذا الأساس، وما حمله آدم من [علم]، أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم.إن [الخلافة] ابتلاء، فتدبر: “وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ” ــ “وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ” ــ “لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ”، أي أن [الخلافة] ابتلاء، كما أن [تفاوت الناس في الدرجات] ابتلاء.فإذا ذهبنا إلى الابتلاء الذي واجه “الخلافة الإسلامية” نجد أنه لم يمر بسلام إلا في عصري الخليفة الأول: أبو بكر، والثاني: عمر بن الخطاب فقط، ثم بعد ذلك تحولت [الخلافة] إلى صراع على السلطة، وسفك للدماء بغير حق!! أي أن النموذج الأمثل لـ “الخلافة الإسلامية” لم يدم أكثر من ثلاث عشرة سنة!!واقرؤوا لو سمحتم التاريخ، بداية بالمواقف التي تسببت في قتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، مرورا بالفتوحات التي ادعوا أنها إسلامية، ثم أحلام الخلافة في أفغانستان والسودان، وأخيرا الحلم الذي لم يدم طويلا، حلم الجماعات الدينية التي حكمت مصر عاما كاملا، على حين غفلة من شعبها، والمسئولة أمام الله تعالى عن دماء كل من قتلوا خلال هذا العام، وإلى يومنا هذا، لا أستثني أحدا منها!!أيها “الغلمان”، أيها “المغيّبون”…، يا من تعيشون في غرف “الرعاية المركزة”، غرف المذهبية والتقليد الأعمى، يكفيكم أن الله تعالى لم يمكن لكم دينكم المفترى عليه وعلى رسوله قرونا من الزمن!! ثم أية خلافة إسلامية هذه التي تحلمون بإقامتها، وأنتم تشركون بالله ما لم ينزل به سلطانا؟!!* “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ”.


(114) 15/1/2014 (كيف يكون التأسي والاتباع؟!)

 عدد المشاهدات : 88

– لقد اجتمع المهاجرون والأنصار، على قلب رجل واحد، في أول مجتمع مسلم على أرض المدينة المنورة.– لقد اجتمعوا على حب الله ورسوله، وعلى اتباع شريعة واحدة، هي شريعة الدين الذي ارتضاه الله تعالى للناس جميعا.– لم يكن بين أيديهم غير كتاب الله تعالى.– عرفوا “سنة النبي” من خلال سلوكه العملي، تفعيلا للنص القرآني.– لم يعرفوا “الإسلام” كلاما مجردا: نصوصا ومواعظ ومدارس فكرية..، وإنما عرفوه علما وعملا؛ أمة واحدة، تهدي الناس إلى صراط ربهم المستقيم، وتخرجهم من الظلمات إلى النور.– تعلموا أن أموالهم ليست ملكهم، فوظّفوها لإقامة خير أمة أخرجت للناس، حسب إمكاناتهم المعرفية، وتخصصاتهم العلمية المتواضعة.– عرفوا “المسجد” مركزا حضاريا [تربويا وعلميا]، ودارا للتعاون على البر والتقوى، ومنارة للهدى، فدخل الناس في دين الله أفواجا. لم يعرفوا “مساجد” طائفية، قامت على توجهات عقدية، وتشريعية، وفقهية… متصارعة!!– كانوا بنعمة الله إخوانا، لم يعرفوا “فُرقة” ولا “مذهبية”، فقد ذاقوا مرارتها في الجاهلية، فكيف يعودون إليها بعد أن أنقذهم الله منها؟!!والسؤال: لقد أمر الله المسلمين بالتأسي برسول الله، وباتباع سبيل المؤمنين…، فكيف يكون التأسي، وكيف يكون الاتباع، ولا يوجد [على أرض الواقع] نموذج يقتدى به، كنموذج الجيل الأول، الذي أمرنا الله تعالى أن نقتدي به؟!الجواب: إن من رحمة الله تعالى بالناس، أنه لا يأمرهم بأمر إلا وكان في وسعهم تنفيذه، والنموذج الأول من المسلمين محفوظ في كتابه الحكيم، وما على المسلمين إلا خلع ثوب “الفرقة” و”المذهبية”، وتفعيل هذا النموذج في حياتهم، حسب إمكاناتهم المعرفية، وتخصصاتهم العلمية المختلفة، أمة واحدة، شهداء على الناس، يخرجونهم من الظلمات إلى النور.فأين المشكلة…، في النموذج أم في المسلمين؟!!* “وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”



(115) 16/1/2014 (انشغلوا بـ “الوعد” وتركوا “الشرط)

 عدد المشاهدات : 67

يقول الله تعالى في سورة النور:“وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ [55]لو فهم المسلمون مقاصد هذه الآية، وأقاموها في قلوبهم، وفي واقعهم، سلوكا عمليا في كافة المجالات، لحقق الله تعالى فيهم وعده، ولاستخلفهم في الأرض، ولبدل خوفهم أمنا، ولكانت لهم الريادة في كافة التخصصات العلمية.إن هذه الآية الكريمة تتحدث عن [وعد] وعن [شرط]:فالوعد هو: “لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ” – “وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ” – “وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً”.أما الشرط فهو: “الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ” – ” يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً”.فالذين يتحدثون عن الاستخلاف، والخلافة، وتمكين الدين..، هؤلاء يتحدثون عن [الوعد] متجاهلين [الشرط]..، لذلك لم يوف الله تعالى بوعده..، وهم مازالوا يصرّون أن يكون الوفاء بـ [الوعد] قبل تحقق [الشرط]!!* يقول الأستاذ محمود العربي، تعليقا على ما نشرته في 14-1-2014، تحت عنوان: “المغيّبون” بحلم الخلافة: “إن حكام العرب طيلة عقود وعقود لا يمثلون الإسلام فمتى سيمكن الله دينه الذي ارتضاه؟!”أقول: ومن قال لك إن الله تعالى سيمكن دينه عن طريق حكام العرب؟! من أين جئت بهذا العلم؟! هل أوحى الله تعالى إليك؟! أم تقول على الله ما لا تعلم؟!ويقول أيضا: “واقعنا يقول إننا كلنا غلمان، لا فرق بين مذهب وآخر، إلى أن يمكن الله دينه”، واستدل على ذلك بالآية [55] من سورة النور، التي ذكرها قبله الأستاذ محمد أحمد برجاء.أقول: أنا لم أتحدث عن [الغلمان] بوجه عام، وإنما تحدثت عن [الغلمان] غير العاقلين – “المغيّبين”…، فعندما تقول: “واقعنا يقول إننا كلنا غلمان”…، فأنت حر أن تصف واقعك بما تشاء!!أما فهمك للآية [55] من سورة النور، فهو فهم غير صحيح، لأن هذه الآية حجة عليك في مسألة الاستخلاف والتمكين، فالله تعالى وعد [الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ] بالاستخلاف، وتمكين الدين الذي ارتضاه، ولكنه سبحانه اشترط للوفاء بهذا الوعد شرطين: [يَعْبُدُونَنِي] – [لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا]، فإذا حقق [الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ] الشرط، تحقق الوعد.لقد شغل أتباع الفرق والمذاهب المختلفة أنفسهم، قرونا من الزمن، بـ “وعد الله”، وكتبوا فيه الكتب، وخطبوا فيه الخطب، فإضاعوا الشرط ولم يحصلوا على الوعد!!إن المسلمين قرونا من الزمن، مؤمنون، يعملون الصالحات، يقولون إنهم يخلصون العبودية لله تعالى، ولا يشركون به شيئا..، إذن فأين المشكلة؟! هل هي في وعد الله؟! أم في عدم تحقق شروط الوفاء بهذا الوعد على وجهها الصحيح؟!!


(116) 19/1/2014 (“وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً”)

 عدد المشاهدات : 69

“فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً”

لقد جاءت سورة البقرة، أول سورة بعد فاتحة الكتاب، تبيّن أن هداية الناس إلى صراط ربهم المستقيم، تكون في اتباعهم “كتاب الله”، الذي لا ريب فيه، وأن مفتاح “هداية الكتاب” في “تقوى الله”: “ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ”، وأن الناس في تلقيهم وانتفاعهم بهذا الكتاب ينقسمون، على مر العصور، أصنافا ثلاثة: مؤمنا [تقيا]، وكافرا، ومنافقا.لقد آمن “المتقون” بالغيب، وهذه أول صفة من صفاتهم. لقد آمنوا بوحدانية الله، وبفاعلية أسمائه الحسنى، قبل إرسال الرسل، وإنزال الكتب، لقد علموا أن الذي خلقهم فهو يهديهم، وأنه هو الذي يطعمهم ويسقيهم، وإذا مرضوا فهو يشفيهم، وهو الذي يميتهم ثم يحييهم…، فلما جاءتهم الرسل، ومعهم براهين “النبوة”، كانوا أول من آمنوا بهم، وبرسالاتهم، على علم وبصيرة.وبعد أن بيّن الله تعالى صفات الأصناف الثلاثة، أمر الناس بالتحلي بصفات المؤمنين المتقين: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، كما أمرهم ألا يشركوا بالله شيئا: “فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”. ثم أقام الله حجته على الكافرين [مشركين ومنافقين]، المشككين في حجية كتاب الله، وطلب منهم أن يأتوا بمثل سور هذا الكتاب، وأخبرهم بعجزهم عن فعل ذلك، ولو كان هذا العمل في حدود طاقتهم، ما توانوا لحظة عن الإتيان بمثل هذا الكتاب وإسقاط حجيته!! لذلك جاء التهديد المباشر لهم: “فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ”.والسؤال: إذا كانت سورة البقرة قد جاءت في بدايتها تبيّن أن “تقوى الله” هي مفتاح الإيمان بحجية الكتاب الإلهي الواجب على الناس كافة اتباعه، وأن البرهان على هذه الحجية هو الإتيان بمثل سور هذا الكتاب، وأن الذين لم يؤمنوا بهذا الكتاب، ولم يستطيعوا الإتيان بمثله، هؤلاء هم وقود النار، أعدت لهم…، فكيف يجرؤ مسلم، أن ينسب إلى الله كتابا، يحمل وحيا ثانيا، باسم [الأحاديث النبوية]، وقد صنعها الرواة والمحدثون بأيديهم، واستطاع “الوضّاعون” أن يأتوا بمثلها، وبمثل مثلها…، حتى دونت في أمهات [كتب الحديث]، بعد قرن ونصف قرن من وفاة الرسول، على أقل تقدير؟!!ألم يقرأ هؤلاء شيئا عن طبيعة وخصائص “الوحي الإلهي”، وأن الله تعالى تعهد بحفظ نصوص هذا الوحي، وإن من آليات هذا الحفظ تدوينه في الصحف في حياة النبي؟! ألم يتدبروا قول الله تعالى في سورة الإسراء: “وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي [أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ] ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً”، ثم قوله تعالى بعدها مبيّنا تعهده بحفظ نصوص هذا الوحي: “قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً”!!ألا يتقون الله؟! ألا يخافون من الشرك بالله؟! ألا يخافون من النار التي أعدّت خصيصا للذين نسبوا إلى الله تعالى كتبا، كتبوها بأيديهم، واستطاع الإنس والجن أن يأتوا بمثلها؟!* “فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ”



(117) 20/1/2014 (“احذروا “الختم على القلوب)

 عدد المشاهدات : 108

عندما اخترت، في مشروعي الفكري، أن تكون آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، أداة من أدوات فهم القرآن، وسميتها بـ “آليات عمل القلب”، كان ذلك على أساس علمي، وهو أن الذي يقوم بهذه العمليات هو “القلب” وليس المخ، أو ما اصطلح على تسميته بـ “العقل”.إن “العقل” ليس مصطلحا قرآنيا، فالقرآن يتحدث عن آلية “التعقل”، وليس عن عضو من أعضاء الجسم اسمه “العقل”، وبيّن أن الذي يقوم بعملية “التعقل”، والتفقه”..، هو القلب، فتدبر: “فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”…، “لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا”.لذلك لم يكن غريبا أن يُنزّل الله “القرآن” على “قلب” رسوله محمد: “نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ” ـ “عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ”. وأيضا لم يكن غريبا أن يكون “الختم على القلوب” جزاء كل من افترى على الله الكذب، ولو كان الرسول نفسه، فتدبر: “أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ [يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ] وَيَمْحُ اللَّهُ [الْبَاطِلَ] وَيُحِقُّ [الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ] إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”.لقد نفى الله عن رسوله شبهة افتراء القرآن، وبيّن أن رسوله لو فعل لختم على قلبه، ولظلت كلمات الله محفوظة. وفي موضع آخر قال تعالى في سورة الحاقة: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ [44] لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [45] ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ [46] فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ [47].فماذا سيكون موقف الذين اتهموا الله بإنزال وحي ثان على رسوله، باسم “الأحاديث النبوية”، بدعوى أنها المبيّنة للقرآن، والمكملة لأحكامه؟!! ماذا سيكون موقفهم يوم القيامة، وقد حصر الله تعالى المنزل على قلب رسوله بـ “كلمات الله”، ولم يضف إليها “أحاديث النبي”؟!إن “الختم على القلوب” جاء جزاء كل من افترى على الله ورسوله الكذب، فلا يعد قلبه يعقل، ولا يفقه، ولا يتدبر: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”، ومن وجهة نظري، فإن “الختم على القلوب” آية من آيات الله، أراها شاخصة أمامي، في كل من افتروا على الله ورسوله الكذب، وسلّموا قلوبهم لأئمة مذاهبهم، يفكرون ويعقلون ويتدبرون… بها، نيابة عنهم!!ولا فرق بين من نسبوا إلى الله تعالى الولد، ومن نسبوا إليه ما لم يأذن به، فكلهم افتروا على الله الكذب، فتدبر قول الله في سورة يونس:قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [68] قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ [69] مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمْ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ [70]



(118) 22/1/2014 (“التقية” ….. فتنة كبرى)

 عدد المشاهدات : 85

لقد كانت أول فتنة في تاريخ “الإسلام السياسي” هي فتنة مقتل خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان، بأيدي مسلمة، والبقية الباقية من صحابة رسول الله، ومن أمهات المؤمنين..، كانوا معاصرين لها!! ولقد قامت على أحدث هذه “الفتنة” الأصول العقدية والتشريعية، لمنظومة “الفقه السياسي”، التي كان عليها أن تجد تبريرا فقهيا لما حدث من سفك للدماء، مع سبق الإصرار والترصد، وكان هذا التبرير هو فهم معوج لقوله تعالى في سورة الحجرات:وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [9]قالوا: إن ما حدث من سفك للدماء في أحداث “الفتن الكبرى” لم يخرج من شاركوا فيها من ملة الإسلام، فقد شهد الله تعالى لهم للفئتين المتقاتلتين بالإيمان!!أقول: الحقيقة أن الآية تتحدث عن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا [يعني عن خناقة]، فأمر الله تعالى [جهة ثالثة] وهي لا شك الدولة، لأنها هي التي تملك القوة والسلطان، أمرها أن تتدخل لردع الطائفة الباغية. ولو كان سياق الآية يتحدث عن معركة قتالية، وسفك للدماء، ما قال الله تعالى بعدها: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [10]إن أحداث ومعارك “الفتن الكبرى” كانت مع خليفة المسلمين، أي مع الدولة نفسها وجهازها الحكومي، وهذه الآية لا تتحدث مطلقا عن قتال الدولة، فالدولة هي التي أسند الله إليها فض التقاتل بين الفئتين!!وإذا كان الله تعالى قد حرم سفك الدماء بغير حق، ولا يوجد دليل واحد في كتاب الله يبيح لمسلم سفك دم مسلم عمدا، من سبق الإصرار والترصد، إذن فعلى أي أساس شرعي خرج المسلمون يسفكون دماء بعض، في موقعة الجمل [36هـ]، وصفين [37هـ]، والنهروان [37هـ]، وكربلاء [61هـ]، والحرة [63هـ]…، إلا إذا كان خروجهم هذا بفتوى “فقيه”؟!لذلك أقول: إن الذي يفجر نفسه اليوم، لا يستند في عمله هذا إلى “آية قرآنية”، وإنما إلى فتوى “الإمام” الذي يقدسه، وإلا ما ضحى هذا المسكين بحياته في سبيل فتوى غير مقدسة عنده!!لقد كان من الطبيعي أن يتخوف الناس من صعود الإسلاميين إلى دائرة الحكم، واليوم أصبحوا لا ينخدعون بالمناورات السياسية، التي اعتاد أنصار “الفُرقة والمذهبية” أن يلعبوها، مستخدمين في ذلك “التقيّة”، وإظهار حرصهم على مصالح الناس، ومستقبل وطنهم!! فإذا حققوا أهدافهم، ووصلوا إلى مرادهم، أعطوا ظهورهم للناس، وأظهروا لهم العداوة والبغضاء!!إنه لن ينصلح حال المسلمين، ولن تنتهي صراعاتهم المذهبية، ولن تنتهي الفتن الطائفية من عالمهم، إلا إذا خلعوا ثوب “الفُرقة والمذهبية”، وثوب “التقية”، ثوب “الفتنة الكبرى”!!* “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً”



(119) 23/1/2014 (كيف تدعو إلى التغيير وقلبك لم يتغير؟)

 عدد المشاهدات : 72

إن التحديات التي يجب أن نواجهها، ونحن ندعوا إلى التغيير، هي التحديات التي تعيش في قلوبنا، فإن أردنا التغيير علينا أن نواجه أولا ما في قلوبنا، بفهم واع، وإرادة قوية، وإدراة حكيمة. وهذا ما دعا إليه المنهج القرآني في التغيير؛ تغيير ما بأنفس القوم أولا قبل الدعوة إلى تغيير واقعهم الخارجي: “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”.لقد وضع المنهج القرآني القواعد لتغيير ما بالأنفس، وترك التفاصيل لأحوال الناس وظروفهم وإمكاناتهم، على مر العصور، وعلى رأس هذه القواعد إيمانهم بالسنن الإلهية، الحاكمة لهذا الوجود، والوقوف على آليات عملها في حياة الناس، وأن طبيعة معيشتهم، من سعادة أو شقاء، من راحة أو ضنك…، هم الذين يصنعونها بأيديهم.فالمُعرِض عن ذكر الله، أي عن آيات القرآن الحكيم، ستكون معيشته ضنكا، كما قال تعالى في سورة طه: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ [ذِكْرِي] فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [124] قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً [125] قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ [آيَاتُنَا] فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [126]و”النعمة” لا تزول إلا إذا أراد الإنسان زوالها، بسلوكه وتصرفاته المخالفة لسنن النعم، كما قال تعالى في سورة الأنفال: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”. وهل بعد نعمة “الإسلام”، وهداية القرآن، من نعمة؟!إن الناس تكون في عصر “النبوات” مؤمنة صالحة، ثم يتغير حالها بعد موت “الرسل” ببطر نعمة الإيمان، فتنحرف عن منهاج “النبوة”، ويعظم فسادها، وأعظم الفساد هو الشرك بالله، وهنا يغير الله تعالى ما كانوا عليه من نعمة الإسلام والوحدانية، إلى نقمة عذاب التفرق إلى شيع وأحزاب…، فقد أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، فتدبر: “قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ [عَذَاباً] مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ [يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً] [وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ] انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ [لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ]”.إن المسلمين كافة يؤمنون بإله واحد، وبرسول واحد، وبكتاب واحد، فلماذا حقت عليهم نقمة عذاب التفرق والتخاصم والتقاتل؟!والجواب: لأنهم يوم أشركوا بكتاب الله مصادر تشريعية، ما أنزل الله بها من سلطان، استحقوا أن يبعث الله عليهم عذاب التفرق والتقاتل والتخلف والضياع.وإن من رحمة الله تعالى بالناس أن جعل أدوات التغيير، إلى الأفضل، أو الأسوأ، بيد كل واحد منهم، لا بيد غيره، وعلى قدر قناعة المرء الذاتية بتغيير ما في قلبه، من عقائد ومعارف وأفكار…، على قدر نجاحه في تغيير واقعه الخارجي، فالمسألة أولا وأخيرا مسألة إرادة، قائمة على قناعة ذاتية، لتغيير ما بالنفس، وفهم واع لسنن هذا الوجود، الأسباب والنتائج، وتسخيرها لصالح سعادة الناس وتقدمهم وتطورهم الحضاري.“اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً”



(120) 26/1/2014 (“الحكمة”، ليست مصدرا تشريعيا مستقلا عن الكتاب!! )

 عدد المشاهدات : 83

(الحكمة) خُلق يتحلى به [المتدبر] لآيات الكتاب، [المستنبط] لأحكامه، في إطار منظومة [تعليمية]، لها منهجها وأدواتها.إن (الحكمة) نعمة، يؤتيها الله من يشاء من عباده: “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ”، فلقد آتى الله آل إبراهيم الكتاب و(الحكمة) والملك العظيم. [النساء 54]، وآتى داود الملك و(الحكمة)، وعلمه مما يشاء. [البقرة 251]، وآتى عيسى الكتاب و(الحكمة) والتوراة والإنجيل. [آل عمرن 48]، وأنزل الله على رسوله محمد، عليه السلام، الكتاب و(الحكمة) وعلمه ما لم يكن يعلم. [النساء 113].إن (الحكمة) ليست حكرا على رسول من الرسل، وإنما آتاها الله جميع الرسل. والحكمة التي أنزلها الله على رسوله محمد، هي الحكمة التي تضمنها الكتاب، والعلم الذي تعلمه الرسول، هو العلم الذي تضمنه الكتاب، وهكذا جميع الرسل. ذلك أن (الحكمة) و(العلم) من الأشياء غير الملموسة، التي تحتاج إلى مصدر تُستقى منه، ومصدر (الحكمة) التي أنزلها الله على رسوله الخاتم هو الكتاب. وهذا ما بينته آيات سورة الإسراء، يداية بالآية [22] وحتى الآية [39].لقد بدأ سياق هذه الآيات بالأمر بالوحدانية [الآية 22]: “لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً”، وانتهى بقوله تعالى: “وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً [37] كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً [38]. ثم قال تعالى بعدها: “ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ (الْحِكْمَةِ) وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً”، أي وانتهى أيضا بالأمر بالوحدانية.إن اسم الإشارة [ذلك] يشير إلى ما سبق الآية [39] من آيات [22- 38] وهذه الآيات قد جمعت أصول الشريعة الحكيمة، ثم قال الله بعدها: “ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ (الْحِكْمَةِ)”، إذن (الحكمة) هنا يستحيل أن تكون هي نفسها الآيات [22- 38]، لأنها في هذه الحالة تكون مرادفة للآيات، والقرآن ليس فيه ترادف!! وعلى هذا فإن (الحكمة) هي ما يُستنبط من هذه الآيات من أحكام، تواجه تحديات وظروف وإمكانات كل عصر.لقد دعا إبراهيم، عليه السلام، ربه فقال: “رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَ(الْحِكْمَةَ) وَيُزَكِّيهِمْ…”، فهل كان إبراهيم يعلم أن هذه (الحكمة) ستكون مصدرا تشريعيا ثانيا، باسم “الأحاديث النبوية”، مستقلا عن كتاب الله، ينسخ آياته، ويحل ويحرم، بغير إذن من الله تعالى؟!وإذا كانت (الحكمة) هي “السنة النبوية”، كما يدعي أنصار الفُرقة والمذهبية، فلماذا لم يتوارث الأجيال مصطلح (الحكمة)، الذي نص عليه القرآن صراحة، وذهبوا يتبعون مصطلحا مذهبيا (السنة)، وظّفته كل فرقة حسب مدارسها في الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف؟ّ! لقد نزع الله تعالى (الحكمة) من قلوبهم، “وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”!!* “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”



(121) 30/1/2014 (ألا إني أوتيت (القرآن) و(مثله) معه…!!!)

 عدد المشاهدات : 79

ليس من منهجي الرد على روايات، وشبهات، المصدر الثاني للتشريع [المفترى]، لأنها تراث تاريخي، لا علاقة لها بدين الله تعالى. ولكن عندما أجد “رواية” تمس “الوحدانية”، يكفر من يقوم بتوظيفها لخدمة مذهبه الديني، أجد نفسي مضطرا للبيان والتحذير.يقول الله في سورة الإسراء: “قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [88]ويقول تعالى في سورة الطور: “فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [34]ألم يقرأ “المحدثون” هذه الآيات، قبل أن يتهموا الرسول أنه قال: “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه”، ويعتبرون أن ما دوّنوه في كتبهم، هو هذا “المثل” الذي أنزله الله على رسوله، باسم “السنة النبوية”؟!وهل وصلت الجرأة بعلماء ودعاة الفرق والمذاهب المختلفة، أن يتبعوا “المحدثين” في اتهامهم للقرآن أن له “مثل”، ويجهرون بذلك على منابر الدعوة، فإذا بهذا “المثل” هو ما دوّنه “المحدثون” في مئات الكتب، بعد قرنين من وفاة الرسول؟!فأين ذهب هذا “المثل”، الذي من المفترض أنه دُوّن تحت إشراف النبي، وورثه الخلفاء الراشدون، ثم من جاؤوا بعدهم؟! أين هو اليوم؟! سيقولون هو كل كتب “الحديث” الموجودة عند الفرق والمذاهب المختلفة!! إنهم بعملهم هذا يدّعون أنهم استطاعوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فاتهموا القرآن بما لم يستطع الإنس والجن أن يتهمه به!!ولكن الذي لا يعلمه كثير من المسلمين، أن كل المصائب التي حلت بهم، وجعلتهم في منزلة لا تُشرف الإسلام الذي يدّعون اتباعه…، كلها جاءت من هذا “المثل” المفترى!! إن هذه القضية ليست بالهزل، إنها قضية إسلام أو كفر، فليحذر المسلمون من هذه الفتنة الشيطانية!!ألم أقل لكم إن هؤلاء قد “غيّبت” المذهبية قلوبهم عن رؤية الحق؟!* “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ”


(122) 1/2/2014 (المدافعون عن “الرواية” على حساب “الآية”!! [1])

 عدد المشاهدات : 59

تعقيبا على موضوع “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه”، يقول الأستاذ عصام أحمد: [هذا الحديث النبوي صحيح 100%. ولكن ما أوتيه النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مثل القرآن هو السبع المثاني، وليس كتب الفقه].ثم سأله الأستاذ عبد الله: “وما هي السبع المثاني”؟! فكانت إجابته: يقول رب العزة سبحانه: “ولقد آتيناك سبع من المثاني والقرآن العظيم”، ثم قال: “يعجبني تحليل د. شحرور للسبع المثاني”!!وكما ذكرت بالأمس، ليس من منهجي الرد على روايات، وشبهات، المصدر الثاني للتشريع، ولكن ما ذكره الأستاذ عصام يوجب عليّ مزيدا من التفصيل:أولا: لقد أقمت مشروعي الفكري بعد رحلة علمية طويلة استغرقت ما يزيد عن ثلاثة عقود، وخلال هذه الرحلة، وبعد دراسة علمية متخصصة، تبين لي أن ما يسمى بـ [علم الحديث] ليس بعلم، وإنما هو تراث بشري، لا علاقة له مطلقا بالشريعة التي أمر الله الناس باتباعها. ويوجد على موقعي موضوع بعنوان “المذهبية المعاصرة بين أزمة التخاصم والتكفير” يبين حقيقة مأساة “أهل الحديث”، على مستوى الفرق الإسلامية المختلفة، وما دار بيني وبينهم من حوارت!!ثانيا: لقد بدأت في صياغة ونشر مشروعي الفكري في أوائل الثمانينيات، ومعظم المشاريع “القرآنية” التي ظهرت بعد منتصف الثمانينيات قامت على المحاور والموضوعات الرئيسة لهذا المشروع، ثم انفرد أصحابها باجتهادات لم تقم على التأصيل العلمي الذي أقمت عليه مشروعي الفكري، ذلك خالفتهم فيها.في كتابه “الكتاب والفرقان”، الباب الثالث، الفصل الثاني، كتب د/ محمد شحرور فصلا عن “السنة”، أختلف معه في ما جاء فيه على النحو التالي:1- من الروايات التي بدأ بها د/ شحرور هذا الفصل: رواية: “ألا أني أوتيت هذا الكتاب ومثله معه”، قال بعدها: الكتاب والسنة “الرسالة”، ثم ذكر المرجع: [جامع الأصول في أحاديث الرسول ج1/281]. ورواية: “أوتيت القرآن ومثله معه” قال بعدها: القرآن والسبع المثاني “النبوة”!!2- يرى الدكتور شحرور أن المصحف الذي بين أيدينا اليوم لم يُجمع في حياة النبي، وإنما جُمع على مراحل، كان آخرها في زمن عثمان!! ثم يسأل: لقد كان معظم الصحابة على قيد الحياة أيام عثمان، فلماذا لم يجمعوا الحديث كما جمعوا الكتاب؟!أقول: لقد انقطع الوحي، ولا أظن أن أحدا من الصحابة كان يوحى إليه بعد وفاة النبي. لذلك لم تكن مراحل جمع القرآن [كما يدّعون] بوحي من الله تعالى، إذن فما المانع أن تظل مراحل جمع القرآن مستمرة حتى عصر التدوين، وفيه يُدوّن القرآن والحديث، وبذلك يسقط سؤال الدكتور شحرور: “فلماذا لم يجمعوا الحديث كما جمعوا الكتاب”؟!إن هذه واحدة من عشرات الإشكالات التي تواجه مشروع د/ شحرور في التعامل مع القرآن، ويبدو أنه لا يعلم أن رسول الله لم يمت إلا وسور القرآن مدوّنة في الصحف، بنفس الترتيب الموجود في المصحف الذي بين أيدينا اليوم، وذلك بشهادة كثير من الآيات القرآنية، وليس بشهادة التاريخ، التي اعتمدها د/ شحرور مصدرا معرفيا له!!



(123) 1/2/2014 (لمدافعون عن “الرواية” على حساب “الآية”!! [2])

 عدد المشاهدات : 56

3- يقول د/ محمد شحرور: “أسس التشريع الإسلامي هي الكتاب والسنة، وهذا صحيح، ولكن ليس الكتاب والحديث. وإذا كان الأمر كذلك فما هو تعريف السنة؟”ولكنه عندما جاء يُعرّف “السنة” عرفها بكلام مرسل، يخدم توجهه الفكري، دون الإحالة إلى المراجع التي ورد فيها هذا التعريف، وأرجو من القارئ الكريم أن يرجع إلى ما كتبه د/ شحرور في تعريفه لـ “السنة”.ثم قسم السنة إلى سنة الرسالة، وسنة النبوة، وهذا التقسيم لا دليل عليه من كتاب الله. فالقرآن عرّف “السنة” على النحو التالي:– سنة الأولين، سنة الذين خلوا من قبل: “قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ”. [الأنفال 38]، [الحجر 13]، [الكهف 55]، [الأحزاب 62]، [فاطر 43]، [غافر 85]، [الفتح 23]– سنة الله مع الأنبياء والرسل: “سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً”. [الإسراء 77]، [الأحزاب 38]وبتدبر سياق الآيات نعلم أن “السنة” في القرآن الكريم هي: القانون الإلهي الذي يعمل بطريقة مطردة، في هذا الكون، أي بطريقة دائمة مستمرة ثابتة. ولكن التطور الدلالي المذهبي، الذي أصاب لفظة “السنة”، جعلها مقصورة على ما أثر عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة…!! وللأسف الشديد أن نجد من يرفعون راية الفهم، والقراءة المعاصرة، للقرآن الكريم، نجدهم يتبعون السلف في تعريفهم لـ “السنة” وهم لا يشعرون!!يقول د/ شحرور، في سياق حديثه عن الطاعة المتصلة: “وبما أن الله حي باق وقد دمج طاعة الرسول مع طاعة الله في طاعة واحدة، ففي هذه الحالات تصبح طاعة الرسول مع طاعة الله في حياته وبعد مماته. هذه الطاعة جاءت حصرا في الحدود والعبادات والأخلاق “الصراط المستقيم”، ولنورد الأمثلة التالية:ومن الأمثلة التي جاء بها د/ شحرور تحت عنوان “في الحدود”: “وضع الرسول صلى الله عليه وسلم الحد الأعلى للباس المرأة بقوله: “كل المرأة عورة ما عدا وجهها وكفيها”، فطاعة هذا الحديث هو كطاعة الآية وليس أقل.أقول: ولو تدبر د/ شحرور، آية سورة النور، المبينة لحدود إبداء المرأة لزينتها، لعلم أنها لا تبيح للمرأة إبداء غير الوجه والكفين، وذلك بعيدا عن روايات الرواة، وعن تعريفات أئمة السلف لـ “السنة”!! لذلك لم يكن غريبا أن نجده يتبع أئمة السلف في معظم أحكامهم الفقهية، ومروياتهم الصحيحة والضعيفة!!فيقول: “وكذلك قول الرسول حول الإرث “لا وصية لوارث” [انظر الجامع الصغير ج2 ص 203]. وقوله “لا تعضية في ميراث إلا فيما محل القسمة” [انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ج3 ص 106]، حيث أن هذه الأحاديث تتعلق بالحدود” انتهى.ولكن الأخطر من هذا، أن يتبع السلف في عقوبة “الرجم”، ثم يدّعي أن مشروعه الفكري يدافع عن حرمة الدماء وكرامة الإنسان…، فيأتي برواية قصة ماعز ليأخذ منها فقط مبدأ التماس الشبهات، ولا أدري هل لا يعلم د/ شحرور أن ماعز قد رُجم في نهاية هذه الرواية؟! فيقول: “وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كارها لتطبيق حدود الله في العقوبات، وخاصة في الزنا. وكان يلتمس الشبهات بنفسه لتفادي تطبيق الحد، مثال على ذلك قصة ماعز حيث قال له النبي: لعلك قبلت، أو غمزت أو نظرت؟! [انظر جامع الأصول لابن الأثير ج3 ص 526-527]!!وأعود إلى ما نقلته عن د/ شحرور في البداية، وقوله: “أسس التشريع الإسلامي هي الكتاب والسنة، وهذا صحيح، ولكن ليس الكتاب والحديث”!! فقد اتضح للقارئ الآن أن أسس التشريع عند د/ شحرور الكتاب والحديث، وليس فقط الكتاب والسنة كما يدعي!!أكتفي بما سبق من أمثلة، لبيان التناقض الذي يقع فيه كثير من أصحاب التوجهات الفكرية القرآنية، لعدم وجود تأصيل علمي يقوم عليه مشاريعهم الفكرية، ولولا تعليق الأستاذ عصام أحمد على المنشور، واستدلاله بالدكتور شحرور، ما أفضت في البيان.


(124) 2/2/2014 (الأستاذ المستشار عادل السيد المسلماني)

 عدد المشاهدات : 84

نلاحظ أن الآية التي ورد في سياقها جملة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) هي الآية (48) وليست الآية (81)، كما ورد في تعقيبك!!وأقول: الإشكال ليس في غفلة كثير من المفكرين عن فهم آيات الذكر الحكيم، وإنما في عدم تدبر السياق الذي وردت فيه الآيات، وتوظيفها بما يخدم التوجهات الفكرية المختلفة. ثم هناك إشكال آخر يتعلق بهذه الغفلة، وهو الخروج عن سياق موضوع البحث، إلى قضايا وتفريعات على القضايا…، مما يُخرج الموضوع عن سياقه، فيتشتت القارئ.أما عن قوله تعالى في آية سورة المائدة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)، فقد جاء:أولا: في سياق الحديث عن أهل الكتاب، وبيان أن “القرآن” جاء ناسخا لما قبله من الكتب. ولقد بدأت الآية بواو العطف: “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ”، لبيان أن الكتاب المنزل على رسول الله محمد، وهو القرآن الكريم، لن يحكم الرسول بينهم بغير ما أنزله الله في هذا الكتاب.ثانيا: جاءت جملة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) تعليلا للنهي الوارد قبلها، وهو قوله تعالى: “وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ”، أي دعهم يا محمد وما ورثوه، واعتادوا التمسك به من شرعة ومنهاج، “وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ”، فقد جاءك الحق من ربك، وجاءتك الشرعة والمنهاج في كتاب مهيمن على كل الكتب السابقة، وهم يبغون حكم الجاهلية: “أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ”.ثالثا: “الشرعة”، في اللسان العربي: الماء الكثير، ومنها سُمي الدين “شريعة” لما يحمله للناس من خير كثير. و”المنهاج”: الطريق الموصل لفهم الشريعة والعمل بها، أي “المنهج”و”الأدوات” المستخدمان في فهم “الشريعة القرآنية”، “أدوات فهم القرآن”.رابعا: إن “المنهاج”، في الدين الإسلامي، هو “المنهج”، الذي يحمل “الأدوات”، التي تقوم عليها طريقة قراءة وتدبر القرآن، أي المشروع الفكري نفسه، الذي عن طريقه نصل إلى منهج استنباط أحكام القرآن، وكيفية أداء ما أجمله القرآن منها، وليس فقط أحكام العبادات!!مع تحياتي


(125) 3/2/2014 (القرآن منهج “العقلاء” إلى يوم الدين)

 عدد المشاهدات : 62

لقد خلق الله الإنسان بقلب، يحمل الفطرة الإيمانية، التي فطر الناس عليها، وآليات تعينه على التفكر والتعقل والتدبر…، ووسائل إدراك تناغم مع قلبه، في منظومة من الآيات يعجز الإنسان، مهما أوتي من علم، أن يحيط بها.والسؤال: لماذا كرم الله تعالى الإنسان، وميّزه بكل هذه النعم؟!الجواب: كي يستطيع باختياره، أن يصل إلى عدة حقائق:1ـــ حقيقة الألوهية: الوحدانية، وفاعلية أسماء الله الحسنى2ـــ حقيقة النبوة: البرهان الدال على صدق النبي في بلاغه عن الله3ـــ حقيقة الرسالة: الكتاب الذي بلغه الرسول، وأمر الله الناس باتباعه، إلى يوم الدينيبقى أهم شيء يجب على الإنسان الالتزام به، وهو: الحذر من فتنة الهوى، وإغواء الشيطان، اللذان سيعملان على صرف الإنسان عن تفعيل هذه الحقائق في حياته، ليقع في مصائد الشرك بالله، وظلمات التأويل، وافتراء الكذب على الله ورسوله…، فيموت كافرا.ويبقى السؤال قائما: هل فُتن أئمة السلف بالهوى، وإغواء الشيطان، فلم يقرءوا في حياتهم قول الله تعالى في سورة الأنعام:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [112]هل خافوا من الله تعالى وهم يسمعون:وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ [113]هل رفضوا تدوين كل ما لم تأت به “النبوة”، و”الرسالة”، بعد سماع قوله تعالى:أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ [114]هل تدبروا قول الله تعالى:وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [115]هل علموا أن “إجماع الأمة”، على قبول “أحاديثهم”، لن ينفعهم يوم القيامة؟!وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [116]تدبروا مرة أخرى هذه الآيات [112-116] من سورة الأنعام

* “أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ”



يناير 31

٣٦ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page