

(201) 28/6/2014 (أين المرأة المسلمة، التي دخل الإيمان قلبها؟!)
عدد المشاهدات : 86
من منطلق دعوة المسلمين إلى العودة إلى (الإسلام) الذي كان عليه رسول الله وصحبه في عصر الرسالة، والذي يقوم على تفعيل نصوص (الآية القرآنية) سلوكا عمليا في حياتهم وحياة الناس، لإخراجهم من الظلمات إلى النور، كان من الضروري أن ألفت النظر إلى أن هذا التفعيل، منظومة متكاملة من العمل الاجتماعي المؤسسي، الذي قوامه (البيت المؤمن)، ومحوره الأساس (المرأة المؤمنة)، وهذا ما بيّنه القرآن، عندما خاطب الله نبيه محمدا في سورة الأحزاب قائلا:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً [28] وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً [29].هذا هو أول الطريق: هل تريد الدنيا وزينتها، أم تريد نعيم الآخرة، والدنيا طريقك إلى هذا النعيم؟!إن إرادة (الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا) ليس من الإسلام، ولا يقوم (البيت المؤمن) على هذه الإرادة، وإنما على إرادة (اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ)، والمحور الأساس في تحقق هذه الإرادة هو (الأم)، لذلك خاطب الله نساء النبي (في سياق الآيات) بقوله: “وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً [34]إن المرأة (المسلمة)، لا تكون (مؤمنة)، إلا إذا اختارت “اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ”، والبيت (المسلم) لا يكون (مؤمنا) إلا إذا قام على علم بآيات الكتاب والحكمة: “وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ “!! وعندما يخاطب الله نساء النبي بقوله (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى) فهذا لبيان طبيعة وخصائص (البيت المؤمن)، وليس فقط بيت النبوة، وسيأتي بيان ذلك.إن (البيت المسلم)، إذا لم يتحول إلى (بيت مؤمن)، فإنه سيعيش حياته داخل دائرة (النفاق)، تدبر قوله تعالى: “قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ (لَمْ تُؤْمِنُوا) وَلَكِنْ قُولُوا (أَسْلَمْنَا)، وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ، وَإِنْ (تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) لا يَلِتْكُمْ مِنْ (أَعْمَالِكُمْ) شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.إن (الإيمان) إذا لم يدخل القلب، عاش صاحبه منافقا، وإن ظن أنه مسلم، وأدى جميع الشعائر التعبدية!! إن البرهان على صدق (الإيمان)، وصدق (طاعة الله ورسوله)، هو صدق العمل، تدبر: “لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً”.وحتى لا يظن ظان، أن آيات سورة الأحزاب خاصة بنساء النبي، وذلك لوجود آية في سياقها تخاطب نساء النبي: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ…”، فتصبح أحكام هذه الآيات خاصة بنساء النبي، قال تعالى بعدها مخاطبا عموم المسلمين:إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ(الْمُسْلِمَاتِ) وَالْمُؤْمِنِينَ وَ(الْمُؤْمِنَاتِ) وَالْقَانِتِينَ وَ(الْقَانِتَاتِ) وَالصَّادِقِينَ وَ(الصَّادِقَاتِ) وَالصَّابِرِينَ وَ(الصَّابِرَاتِ) وَالْخَاشِعِينَ وَ(الْخَاشِعَاتِ) وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَ(الْمُتَصَدِّقَاتِ) وَالصَّائِمِينَ وَ(الصَّائِمَاتِ) وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ(الْحَافِظَاتِ) وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ(الذَّاكِرَاتِ) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [35].إن (البيت المؤمن) منظومة متكاملة من الأخلاق الإيمانية، القائمة على علم الكتاب والحكمة!! إن الذين أرادوا “اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ”، وأقاموا حياتهم على علم (الكتاب والحكمة)، هؤلاء يعيشون داخل [الدين – الإسلامي]، هذه المنظومة الحياتية الاجتماعية التي لن يقبل الله غيرها: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ”!!إن (الإيمان)، ليس (كما يفهم البعض)، عقدا قلبيا، بمعزل عن (العمل)، وانتهت القضية، وأصبح المرء مؤمنا!! فما قيمة (العقد القلبي)، إذا لم يعمل صاحبه بشروطه؟! ومن شروطه: “الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ”!! لذلك قال تعالى بعدها:وَمَا كَانَ (لِمُؤْمِنٍ) وَلا (مُؤْمِنَةٍ) إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً (أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [36]والسؤال: عندما يملك أهل الدراسات، والأبحاث، والقراءات، (القرآنية)، الآلاف من الكتب، والخطب المنبرية، والصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، ولا يملكون (البيوت المؤمنة)، القائمة على (النساء المؤمنات)، وعلى (الذرية المؤمنة)، فمن الذي سيقوم بتحويل هذه الجهود الفكرية إلى نماذج اجتماعية، تعيش بين الناس…، ومتى سيتم ذلك؟!ومازال السؤال قائما:أين المرأة (المسلمة)، التي دخل (الإيمان) قلبها، لتتحمل مسئوليتها الإيمانية، أمام الله تعالى، باعتبارها المحور الأساس في بناء (البيت المؤمن)، قاعدة (المجتمع المؤمن)؟!دلّوني عليها!!
“وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْ
(202) 28/6/2014 (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)
عدد المشاهدات : 180
كل عام وأنتم على خير، وعلى تدبر ودراسة لكتاب الله.سأترككم في هذا الشهر الكريم، تعكفون على دراسة كتاب الله، وتقفون على (هدايته)، وتستنبطون البراهين (البيّنات) الدالة على (آيته)، وحكمة (فرقانه): “هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَان” – “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً”.سأترككم في هذا الشهر الكريم، لمراجعة ما تم نشره على هذه الصفحة، للوقوف على المحاور الرئيسة لمشروعي الفكري، ليكون تواصلنا على علم، وعلى مساحة علمية مشتركة بيننا. لأنه مما لفت نظري، أن مسألة (الإعجاب أو عدم الإعجاب) بالمنشور على الصفحة، مسألة لا ضابط لها!!إن بعض الأصدقاء يُعجبون بموضوعات، ولا يعجبون بأخرى، (وهذا حقهم)، فإذا علمنا أن المنهج والأدوات وطرق الاستنباط …، التي قامت عليها الموضوعات التي أعجبوا بها، هي نفسها التي قامت عليها الموضوعات التي لم يعجبوا بها، فماذا أقول؟!أقول: إن هؤلاء، يدخلون الصفحة بدون رؤية علمية لمشروعي الفكري، وبدون دراية بالمنهج والأدوات التي قام عليها، ويعتمدون في مسألة الإعجاب (أو عدم الإعجاب) على رؤيتهم العشوائية، وهذه مسألة في غاية الخطورة، من وجهة نظر (الإسلام) القائم على العلم: “وَلا تَقْفُ (مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”كل عام وأنتم على خير، وعلى تدبر ودراسة لكتاب الله.
“قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ” – “قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ” – “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً…. ” – وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”…. – “وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
(203) 29/6/2014 (أصل مقال: أزمة الإسلام السياسي)
عدد المشاهدات : 178
[تم حذف (400) كلمة منه، بمعرفة صحيفة التحرير]إن معظم المسلمين، يعتقدون أن الإسلام الذي هم عليه اليوم، هو الإسلام الذي كان عليه رسول الله وصحبه في عصر الرسالة، وهذا فهم خاطئ، يرجع إلى عدم علمهم بتاريخ (الإسلام السياسي)، الذي وُضعت بذوره بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان (ت 35هـ)، ونمت شجرته بعد أحداث (الفتن الكبرى)، التي شارك فيها الخليفة الرابع عليّ بن أبي طالب (ت 40هـ)، ثم كبرت وامتدت فروعها المتشابكة، على أيدي خلفاء الدولتين، الأموية والعباسية (41- 656هـ)!!إن معظم المسلمين اليوم، ينتمون إلى هذا (الإسلام السياسي)، الذي صنعته الخلافة الأموية (41- 132هـ)، وقام على ما نسبه الرواة إلى النبي من روايات، وتفسيرات لآيات الذكر الحكيم، وما وضعه أئمة المذاهب الفقهية من أحكام وفتاوى، لمواجهة الإشكالات العقدية والتشريعية، التي ظهرت بعد مقتل الخليفة الثالث، وبعد المذابح الكبرى التي وقعت في: الجمل (36هـ)، وصفين (37هـ)، والنهروان (38هـ)..، وراح ضحيتها آلاف المسلمين، والتي اقتضت أن يكون هناك مخرج لأزمة “القتل العمد، من سبق الإصرار والترصد”!!ثم جاءت الدولة العباسية (132- 656هـ) فوجدت أمامها تراثا مذهبيا ضخما، يحمل كمّا هائلا من الروايات، ومنظومة فقهية حملت اجتهادات أئمة المذاهب وشروحهم، ثم تفرعت الحواشي على الشروح، والهوامش على الحواشي، وكل ذلك باسم (السنة النبوية)، فسمحت بتدوينه، باعتباره المصدر الثاني للتشريع، المبين والمكمل لأحكام القرآن!!إنك لن تجد (مطلقا) لأزمة “القتل العمد، من سبق الإصرار والترصد” سندا من كتاب الله، وإنما ستجد كل الأسانيد والفتاوى في هذا المصدر الثاني للتشريع، الذي رفعت عليه كل فرقة راية (السنة النبوية)، بما يوافق مذهبها في الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف!!وإن من أخطر ما حمله هذا المصدر التشريعي من فتاوى، وتفسير لآيات الذكر الحكيم، ما جاء يبرر ما حدث من سفك للدماء، وإخراج المشاركين فيه من دائرة “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد”، بعد عجز من صنعوه، عن الإتيان بآية قرآنية واحدة، تخرج المشاركين في هذه الأحداث من دائرة “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد”!!لقد ذهبوا إلى آية قرآنية، لا علاقة لها، لا من قريب ولا من بعيد، بما حدث من مجازر في هذه الأحداث، واعتبروها هي المخرج من هذه الأزمة، والآية هي قوله تعالى في سورة الحجرات: “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.لقد اعتبروا هذه الآية دليلا على جواز سفك المسلمين دماء بعضهم بعضا، مع بقائهم على الإيمان، والحقيقة أن هذه الآية تتحدث عن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا [يعني تتحدث عن خناقة، وليس عن معارك حربية]، فأمر الله الطرف الثالث، الذي هو النظام الحاكم، الذي يملك السلطان، والقوة المرهوبة، أن يتدخل لردع الطائفة الباغية: “حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ”، ولو كان السياق يتحدث عن معارك حربية، تُسفر عن آلاف القتلى، كما حدث في الفتن الكبرى، ما قال بعدها: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.فإذا نظرنا إلى موقعة (الجمل)، وجدناها قامت أصلا ضد النظام الحاكم، ضد خليفة المسلمين، أي ضد القوة المرهوبة، التي من المفترض انها هي التي تتدخل لتفصل بين الطائفتين المتنازعتين!! ولكن أن يستمر سفك الدماء أياما، وفي جرائم جنائية، مع سبق الإصرار والترصد، فهذا يُسأل عنه قضاة العالم، مسلمين وغير مسلمين، متقدمين ومتأخرين، هل ما حدث من سفك للدماء، يعتبر (قتلا عمدا مع سبق الإصرار والترصد)، أم ماذا نسميه؟!إن أحداث الفتن الكبرى، أزمة عقدية وتشريعية كبرى، إنها المحور الأساس والحيوي، في تاريخ (الإسلام السياسي) الذي يعيش بداخله المسلمون منذ قرون من الزمن، لذلك فهو لا ينفصل عما يحدث حولهم اليوم، في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن..، وما كان مخطط له أن يحدث في مصر، فالمرجعية الدينية التشريعية لهذا (الإسلام السياسي) واحدة!!إن المصدر التشريعي الثاني، الذي حمل اسم (السنة النبوية)، ليأخذ قدسية في قلوب أتباع الفرق، والجماعات، والأحزاب الدينية..، صُنع في ظروف سياسية وفقهية تلبي كافة التوجهات المذهبية المختلفة، سواء كانت سلفية أو سلفية جهادية، أنصار سنة أو أنصار شريعة، جمعيات شرعية أو محمدية..، فكلها إذا حان وقت النفير، سيتحالفون على قلب رجل واحد للقتال ضد الكافرين، ثم بعد أن يتمكنوا، يقاتل بعضهم بعضا..، وهذا بشهادة (الإسلام السياسي)!!ولقد استغلت القوى العالمية، تفرق المسلمين وتخاصمهم، وتكفير بعضهم بعضا، لخدمة مصالحها في المنطقة، فالدماء التي تسفك اليوم بسبب الهوية الدينية، في أي مكان في العالم، والتفجيرات الانتحارية، وكافة صور الإفساد في الأرض التي تحدث باسم (الإسلام)، وتحت راية (لا إله إلا الله – محمد رسول الله)، كل هذا يحدث بمباركة هذه القوى وتأييدها، وتدعيمها..، والقتلة سعداء بإنجازاتهم في الدنيا، وينتظرون الحور العين في الآخرة، ولا يفعلون ذلك إلا إذا كانت قلوبهم على يقين أنهم على الحق، وقد بيّنا أن هذا الحق هو (الإسلام السياسي) وليس (الإسلام) الذي كان عليه النبي وصحبه، الذين رضي الله عنهم!!إن على المسلم الجاد، الباحث عن الحق، أن يبحث عن نشأة الفرقة التي ينتمي إليها، ويساعده على ذلك، النظر إلى تاريخ ميلاد ووفاة أصحاب أمهات الكتب التي يدّعون أنها حملت (السنة النبوية)، ليتأكد بنفسه، أن عصر النبوة، وعصر الخلافة الراشدة، لم يعرفا شيئا عن هذه الكتب، ولا عن أصحابها!!سيقولون: لقد كانت هناك صحف مدونة، ولكن ليست مجمعة…، نقول لهم: إذن فلماذا مرت الصحف التي دوّن فيها (القرآن) بسلام، من عصر النبوة إلى يومنا هذا، ولم تمر هذه الصحف بسلام، إلا بعد أن دوّنت (مذهبيا) في الكتب، بعد وفاة النبي بقرن ونصف قرن من الزمن؟!ولقد كان من الطبيعي، وسط هذه الأزمة التخاصمية التكفيرية، التي سرت في دماء أتباع الفرق والمذاهب المختلفة، أن تفرز منظومة “الفقه السياسي” ما اصطلح على تسميته بـ “التقيَّة”، وهي أن يخفي المرء حقيقة ما في قلبه تجاه الآخر، لتحقيق مصالح شخصية أو دينية أو سياسية!! واليوم تختفي وراء هذه “التقيَّة”، كافة الجمعيات الأهلية، والجماعات والأحزاب الدينية، لعلها تستطيع أن تفعل شيئا في الكارت الأخير الذي تبقى معها، وهو (الانتخابات البرلمانية)!!إن على المسلمين أن يصحوا من سباتهم، وينتبهوا، وأن يأخذوا أزمة (الإسلام السياسي) مأخذ الجد، فالقضية لا علاقة لها بحقوق الإنسان السياسية، ولا بالديمقراطية..، لأننا أمام مصيبة كبرى اسمها (الإسلام السياسي)، الذي سيسحق كل هذه الأنظمة السياسية أمامه، إذا تمكن في الأرض، لأنه لا يعترف إلا بنظام واحد فقط، اسمه (الخلافة الإسلامية)، ودولة (الإسلام)!!ولكن هل هي دولة (الإسلام) التي أسسها رسول الله وصحبه، الذين رضي الله عنهم، أم هي دولة (الخلافة) التي قامت على دماء الفتن الكبرى؟! قطعا، ودون أدنى شك، هي دولة (الخلافة)، الأمر الذي يقتضي أن تُقتلع عروق هذا (الإسلام السياسي)، وأصوله، وفروعه، من حياة المسلمين!!فلا تحدثني عن مصالحة، ولا عن مبادرات وتنازلات وصفقات، لأنها كلها (تقيَّة)..، قبل أن تُغسل قلوب وشرايين أتباع هذه الطوائف الدينية جميعها، من هذا (الإسلام السياسي)، الذي لم يصنع على مر العصور إلا (منافقين)، يقولون ما لا يفعلون، ويستقون بالقوى الكبرى، وقد كانوا من قبل يُكفرون من يواليهم!!اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد
(204) 30/6/2014 (شبهة حول وقت الصيام، تستلزم التدخل السريع)
عدد المشاهدات : 202
الشبهة: هناك من يدّعون أن الصيام يمتد حتى بداية الظلام، باعتبار أن (الليل) يعني (الظلام)، والله تعالى يقول: “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”، وعلى هذا فمن أفطر قبل دخول ظلام الليل فسد صومه!!الجواب، وباختصار شديد:1- بدون منهج علمي، يحمل أدوات لفهم القرآن، يستند إليه كل من أراد استنباط حكم من أحكام القرآن، أو الخروج بقراءة معاصرة لآياته، يصبح من العبث أن يُضيّع (المؤمن) دقيقة واحدة للنظر في هذه الاجتهادات العشوائية!!2- كلمة (الليل) تأتي في السياق القرآني لأكثر من غرض، إما في سياق بيان (دلائل الوحدانية)، كقوله تعالى: “قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ (اللَّيْلَ) سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ (بِضِيَاءٍ) أَفَلا تَسْمَعُونَ”، وهنا يأتي (الليل) بـ (مفهومه العام) الذي يقابله (النهار)، ويكون المعنى: ماذا لو أن الله لم يخلق (الشمس)، فمن الذي سيأتيكم بـ (النهار): “مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ (بِضِيَاءٍ)”؟!3- أما إذا جاءت كلمة (الليل)، في سياق حكم من الأحكام، يتعلق بـ (المساحة الزمنية) المرتبطة بحركة دوران الأرض حول نفسها (أمام الشمس)، والتي تقابلها مساحة أخرى (للنهار)، هنا لا يصح الحديث عن الليل بمفهومه العام (الظلام)، وكذلك النهار (الضياء)، لأننا الآن أمام ظاهرة (فلكية)، بيّنها الله تعالى بقوله: “يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً”، انظر إلى كلمة (حثيثا) وبيانها في قوله تعالى: “(يُولِجُ) اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَ(يُولِجُ) النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ”؟!4- إن هذه (المساحة الزمنية)، الناتجة عن عملية (الإيلاج)، تسفر عن ليل هو ليس بليل، وعن نهار هو ليس بنهار، فالليل والنهار من منظور عملية (الإيلاج)، هما:– (الليل): هو أول (نقطة) في الظلام تظهر عند اختفاء آخر جزء من قرص الشمس عن الأفق، وعند هذه النقطة ينتهي الصيام: “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى (اللَّيْلِ)”.– (النهار): هو أول (نقطة) في الضياء تظهر عند ظهور أول جزء من قرص الشمس في الأفق، وهذه النقطة هي الخيط الأبيض الذي يخرج من ظلام الليل، وعنده يبدأ الصيام: “حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ”.5- وفي إطار هذه (المساحة الزمنية) نلاحظ، أن السياق القرآني تحدث عن شيء اسمه (غسق الليل) فقال تعالى: “أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ (إِلَى) – (غَسَقِ اللَّيْلِ) وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً”، وهذا معناه أن (غسق الليل) غير (الليل)، من منظور عملية (الإيلاج)، فقوله تعالى (إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ)، يعني حتى تنتهي عملية (الإيلاج) وتظهر (ظلمة) الليل!! وعندما تحدث عن ميقات الصيام فقال تعالى: “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ (إِلَى) (اللَّيْلِ)”، فهذا يعني أن الصيام ينتهي عند أول نقطة تظهر لـ (الليل)، عند عملية (الإيلاج)، وليس عند (ظلمة الليل)!!إنه بدون منهج علمي، يحمل أدوات لفهم القرآن، سنُضيّع القرآن، ونُضيّع أنفسنا، ونُضيّع المسلمين!!أنا أفهم القرآن، منذ عقود مضت، وبمنهج علمي، وبأدوات مفصلة على موقعي، وهي علم: اللسان العربي، والسياق القرآني، وآليات عمل القلب، وآيات الآفاق والأنفس، وهذا كله في إطار (منظومة التواصل المعرفي) التي حملت للمسلمين مواقيت الصلاة والصيام، التي جاءت أحكامها مجمله في كتاب الله، منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا.وخلال هذه العقود، وأنا أبيّن للناس تهافت القراءات الشاذة لآيات الذكر الحكيم، ولقد نصحت أصحابها أكثر من مرة، وهم يعلمون ذلك، ولكنهم لا يحبون الناصحين!!
(205) 30/6/2014 (تعقيب أخير، استلزم أيضا التدخل السريع)
عدد المشاهدات : 194
قلت، وأقول دوما، إنه لا يصح، وليس من المنطق، ولا من الإسلام في شيء، أن ينتقد مسلم شخصا في مسألة فكرية، وخاصة لو كانت تتعلق بالشريعة الإسلامية، دون أن يكون على علم بالتوجه الفكري لهذا الشخص، أو بمشروعه الفكري، إن كان من أصحاب المشاريع الفكرية.وأنا عندما سألني أحد أصدقاء الصفحة عن (وقت الصيام)، والخلاف حوله، رأيت أنه من الضروري، التدخل بجرعة علمية سريعة عن هذه المسألة، التي قتلتها بحثا منذ عقود مضت)، ولم أترك آية من آيات الذكر الحكيم، متعلقة بهذه المسألة، من قريب أو من بعيد، إلا وكانت محل تدبر ودراسة علمية، حسب منهجي في فهم القرآن!!وكان من المفترض، أن يقوم الباحثون عن وجه الحق، في مسألة (وقت الصيام)، بالتعرف أولا على منهجي في فهم القرآن، والأدوات التي استخدمتها في فهم الآيات المتعلقة بهذه المسألة، ثم يجعلون نقدهم موجها للمنهج والأدوات، وليس للنتيجة التي توصلت إليها، لأنهم إن نجحوا في نقد المنهج، سقطت النتائج كلها، هذا إن كانوا على دراية أصلا بأصول البحث العلمي!!ويؤسفني أن أقول: إن كل الآيات التي استدل بها أصحاب القراءات القرآنية الشاذة، ومن تابعهم، في مسألة تأخير وقت الصيام حتى يحل الظلام، ليست في محلها على الإطلاق، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أزمة (التقليد الأعمى) التي أصابت التابعين، قبل المتبوعين، وستعرفونهم من تعليقاتهم!!إن هذه المسألة ليست اختلافا في وجهات النظر، حتى نقول فليفطر من شاء أَنَّي شاء حسب فهمه العقلي، وارتياحه القلبي…، إن هذه المسألة تتعلق بأصول الإيمان، والتقول على الله بغير علم، فالمواقيت شريعة إلهية، وليست وجهات نظر، وجهلنا بأحكامها لا يجعلها وجهات نظر (عشوائية)، يستفتي الإنسان فيها قلبه، وإنما يجعلنا نتوقف حتى نتبيّن، ولا نبدي رأيا، حتى لا نتقول على الله بغير علم!!لقد دعوتكم إلى العكوف على دراسة كتاب الله، والوقوف على (هدايته)، واستنباط البراهين (البيّنات) الدالة على (آيته)، وحكمة (فرقانه): “هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَان”…، كما دعوتكم لمراجعة ما تم نشره على هذه الصفحة، للوقوف على المحاور الرئيسة لمشروعي الفكري، ليكون تواصلنا على علم، وعلى مساحة علمية مشتركة…، فنأسف للإزعاج، وأكرر دعوتي مرة أخرى.وإن شاء الله تعالى، وبعد عيد الفطر، سأبين لكم تهافت هذه القراءات القرآنية الشاذة المتعلقة بوقت الصيام، ومرة أخرى: (كل عام وأنتم بخير)
(206) 3/8/2014 (آية اختلاف الليل والنهار)
عدد المشاهدات : 187
إن أول آية في كتاب الله، تحدثنا عن الليل والنهار، هي قوله تعالى في سورة البقرة:إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)…لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [164]ويقول الله تعالى في سورة الفرقان:وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (خِلْفَةً) لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [62]لقد جعل الله تعالى (اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً)، يخلف أحدهما الآخر، نتيجة كروية الأرض، ودورانها حول محورها أمام الشمس، بصورة متعاقبة متناغمة، ولولا هذا التعاقب، لأصبح الجزء المواجه للشمس نهارا دائما، والآخر ليلا دائما.إن (اختلاف الليل والنهار) آية كونية، وبرهان على الوحدانية، يستحيل حصرها في (ظلمة) الليل، و(ضياء) النهار، فهي تحمل آيات وآيات…، ولكن “لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ”: “إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ (لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) [6] يونسولكي نقف على ما في (اختلاف الليل والنهار) من آيات، علينا أن نتبع المنهج العلمي، الذي تقوم عليه منظومة (التناغم المعرفي)، بين آيات الله القرآنية، وآياته الكونية (آيات الآفاق).لقد كان العرب، في عصر التنزيل، يعلمون ما يحدث في الكون من ظواهر كونية، فلا يمكن أن يخاطبهم الله تعالى بمصطلحات علمية (فلكية)، وهم لا يعلمون عنها شيئا، وهو القائل عز وجل: (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)!!والغريب، أن هناك من يريدون فهم هذه الظواهر الكونية، بنفس الطريقة التي فهمها بها العرب في عصر التنزيل، وذلك بمجرد رؤيتها بالعين المجردة، ثم يدّعون أنهم يقرأون القرآن قراءة معاصرة!!منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، وأثناء وضع الملامح الأخيرة لمنهجي في فهم القرآن، خرجت إلى الشوارع، وصعدت الجبال، أبحث بعيني المجردة، عن متى يحل النهار، ومتى يحل الليل!! ثم قادني منهجي، وما حمله من أدوات لفهم القرآن، إلى سؤال:إذا كنت قد آمنت بأن القرآن آية إلهية، تتفاعل مع كل عصر، بأدواته وإمكاناته العلمية والمعرفية، فلماذا تشغل بالك بالفهم السلفي للقرآن، حتى لو كان فهم الأمس؟!سألت نفسي: أنت اليوم تدّعي أن القرآن (آية إلهية)، إذن فعليك أن تثبت صحة دعواك، وتفهم القرآن بأدوات عصرك، أو تثبت عدم صحة دعواك، وتتعامل مع القرآن ككتاب من كتب التراث، تفهمه كما فهمه السلف!!ومن يومها، وأنا أتعامل مع القرآن باعتباره (الآية الإلهية) الدالة على صدق نبوة رسول الله محمد، أبحث عن أهل التخصص العلمي، لمساعدتي في تدبر الآيات المرتبطة بتخصصاتهم، فتعلمت منهم ما لم أكن أعلم!!لقد تعلمت من (علماء الفلك)، أن هناك ظواهر كونية (عقبات)، يستحيل مع وجودها، أن ترى العين المجردة، تفاصيل ما يحدث في الكون، وإنما تراها الأجهزة والتقنيات الحديثة!!وعلى هذا الأساس، سأعرض فهمي لآية (اختلاف الليل والنهار)، على النحو التالي:أولا: الرؤية الفلكية لآية اختلاف الليل والنهارثانيا: مفهوم الليل والنهار في السياق القرآنيثالثا: مفهوم الليل والنهار في اللسان العربيرابعا: خلاصة القول، في ضوء ما سبق بيانه.
(207) 4/8/2014 (أولا: الرؤية الفلكية لآية اختلاف الليل والنهار)
عدد المشاهدات : 260
هناك حقائق علمية، (فلكية)، يجب أن يعلمها من أراد قراءة القرآن قراءة معاصرة، باعتباره (الآية الإلهية) المعاصرة لنا اليوم، وهذه الحقائق هي:1- فيزياء (الليل): إن الأصل في هذا الكون (الظلمة)، وهي ناشئة عن المادة السوداء التي خُلق منها هذا الكون، وهذه المادة لهـا جُسـيماتها الخاصّة بهـا، وذات كثافة وحرارة، وهي شديدة الخطورة، لذلك نرى رواد الفضاء يلبسون ملابس خاصة لتجنب خطورة هذه المادة السوداء، أثناء سباحتهم فيها!! فالكون ليس فراغا، تسبح فيه النجوم والكواكب!!إن هذه المادة السوداء (المظلمة)، هي العامل الثابت، الذي لا يتغير في الكون، أما العامل المتغير فهو (ضياء الشمس)، وهذه (الضياء) غير (النهار) الذي نشاهده على الأرض، فالذي يصنع النهار طبقات الغلاف الجوي، ولولا وجود هذا الغلاف الجوي، لما كان للنهار وجود على الأرض!! فالقمر تسقط عليه مباشرة (ضياء الشمس)، ومع ذلك ليس عليه نهار، وذلك لعدم وجود غلاف جوي يحيط به!!2- فيزياء (النهار): النهار طبقة رقيقة، تحيط بنصف الكرة الأرضية (المقابل للشمس)، وسمكها 200 كم تقريبا!! فإذا كانت المسافة بيننا وبين الشمس 150 مليون كيلومتر، فماذا تكون الـ 200 كم، بالنسبة للـ 150 مليون كم؟!!وتتكون طبقة النهار من ألوان الطيف السبعة (الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي)، وتتداخل هذه الألوان، بشكل مُتراكب ومُتناوب، مع طبقة الليل السوداء، وذلك على هيئة أمواج منحنية، تأخذ شكل كروية الأرض، أثناء دورانها حول محورها أمام الشمس (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ)!!وعندما تكون الشمس عمودية، يقوم الغلاف الجوي بتشتيت لون الطيف (الأزرق)، فتبدو السماء زرقاء. وعند الغروب، يقوم بتشتيت اللون (الأحمر)، فيظهر الأفق بلونه المائل إلى الحمرة (الشفق).3- فيزياء (الغلاف الجوي): يتكون الغلاف الجوي للأرض من طبقات غازية، وهي التي تقي سكان الأرض من مخاطر كثيرة. والذي يهمنا، أن هذا الغلاف الجوي، هو المسئول عن تنظيم الإشعات الحرارية والضوئية القادمة من الشمس إلى الأرض، ومنها أشعة (النهار)، بطبقاتها ودرجاتها الضوئية المختلفة.4- فيزياء (الشمس): والشمس هي أقرب نجم إلى الأرض، وضياؤها يصل إلى الأرض في بضع دقائق، مما يجعله يطغى على أضواء النجوم الأخرى. ويحيط بالشمس (السواد) من كل جانب، فتراها عبارة عن ضوء موجود وسط مادة سوداء!!وتخرج أشعة الشمس متوازية، ثم (تنكسر) عند عبورها طبقات الغلاف الجوي، وتصبح على هيئة مخروط ضوئي (الضوء البروجي)، يخترق ظلمة الأرض، على النحو التالي:* عند (غروب الشمس): تظهر (قاعدة المخروط) الضوئي، لحظة اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس من الأفق الغربي، وعندها يظهر (الشفق)، ويبدأ الليل، ويحين وقت صلاة المغرب، وإفطار الصائم. أما (رأس المخروط)، فتكون أسفل الأفق الغربي، عندما تصبح الشمس على بعد 18 درجة قوسية، وعندها يتلاشى ضوء النهار تماما من الأفق، ويحل ظلام الليل (غسق الليل)، ويحين وقت صلاة العشاء.وإن الضوء، الذي يظهر للناس، في الفترة ما بين غروب الشمس وغسق الليل، هو الضوء الناتج عن (الشفق) وليس ضوء النهار!! وهذا (الشفق) آية من آيات الله، له دراسته الفلكية المستقلة.* عند (الفجر): هنا نرى حركة المخروط بصورة عكسية، فعندما تكون رأسه أسفل الأفق الشرقي بمقدار 18 درجة قوسية، يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ويبدأ في التحرك إلى أعلى، ويحل ضوؤه محل (الظلمة)، إلى أن تظهر قاعدة هذا المخروط ، مع ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس، وعندها (شروق الشمس)، وظهور ضياء النهار بوضوح.مثال توضيحي* نتخيل أن (المخروط الضوئي)، عبارة عن مثلث مضيء، موضوع على لوحة سوداء (تمثل الأرض)، بحيث تكون قاعدته على الحافة السفلى للوحة (تمثل لحظة غروب الشمس)، وتكون رأسه وسط هذه اللوحة. فكلما سحبنا المخروط (تدريجيا) إلى أسفل، سيحل (السواد) محل (الضياء) الصادر عن رأس المخروط (تدريجيا)، حتى تعود اللوحة إلى السواد مرة أخرى، وهكذا نفهم قوله تعالى: “وَآيَةٌ لَهُمْ (اللَّيْلُ) – (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ) – فَإِذَا هُمْ (مُظْلِمُونَ)”.* وعلى العكس، إذا وضعنا رأس المثلث على الحافة السفلى للوحة، باعتبار أن هذه النقطة هي نقطة تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم حركناه إلى أعلى، سيحل الضياء محل السواد تدريجيا، حتى تعود قاعدة المثلث إلى هذه الحافة، وهي تمثل ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس، وعندها (شروق الشمس)يتضح مما سبق، أن (ضياء) النهار، و(ظلمة) الليل، لا يظهران للناس فجأة، ولكن بصورة تدريجية، ومتداخلة، ومتعاقبة، لذلك فإن القادم إذا كان (الليل)، سميت أول نقطة عند تداخله مع النهار (ليلا)، وذلك عند غروب الشمس. وإذا كان القادم هو (النهار)، سميت أول نقطة عند تداخله مع الليل (نهارا)، وذلك عند تبين “الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ”.5- إن الخطاب القرآني، عندما يحدثنا عن الليل والنهار، فهذا من منطلق ما نشاهده ونحن على الأرض، (كي نفهمه)، وليس من منطلق ما يحدث في الفضاء الخارجي، الذي لا يراه إلا رواد الفضاء!! فنحن نفهم من السياق القرآني أن الليل يتداخل مع النهار، وأن النهار يتداخل مع الليل..، ولكن الحقيقة أن الليل ثابت، والمتغير هو النهار، فالنهار هو الذي يدخل على الليل تدريجيا عند حلول الفجر، (ولا يُزيحُه)، ثم ينسلخ منه تدريجيا عند غروب الشمس، إلى أن تنتهي عملية انسلاخ النهار تماما، فتظهر (ظلمة) الليل مرة أخرى.فإلى بيان (السياق القرآني)، لمفهوم آية (اختلاف الليل والنهار)
(208) 4/8/2014 (الصور الخاصة بـ الرؤية الفلكية لآية اختلاف الليل والنهار)
عدد المشاهدات : 153
الصورة رقم 1: المادة السوداء تسبح فيها النجوم والكواكب
الصورة رقم 2: القمر يسبح في المادة السوداء، وتسقط عليه أشعة الشمس المباشرة والضارة جدا، لعدم وجود غلاف جوي يحيط به!!
الصورة رقم 3: رائد الفضاء يسبح في المادة السوداء وهو ويرتدي اللباس الواقي
الصورة رقم 4: أشعة الشمس بعد اختراقها للغلاف الجوي مكونة طبقة النهار، ويظهر فيها بعض ألوان الطيف.
الصورة رقم 5: طبقة النهار من زاوية أخرى، ويظهر فيها بعض ألوان الطيف.
الصورة رقم 6: رصد ألوان الطيف، المكونة للغلاف الجوي، من منطقة أخرى.
الصورة رقم 7: غروب (أو شروق) الشمس، ويظهر (الشفق) المائل إلى الحمرة، كما تظهر بوضوح بعض ألوان الطيف.
الصورة رقم 8: الضوء البروجي (أو ما سميته بالمخروط الضوئي)، وهو لا يرى غالبا بالعين المجردة، إلا في حالات نادرة.
الصورة رقم 9: صورة للضوء البروجي.
الصورة رقم 10: صورة للضوء البروجي.
الصورة رقم 11: صورة أكثر وضوحا للضوء البروجي
(209) 5/8/2014 (ثانيا: مفهوم الليل والنهار في السياق القرآني)
عدد المشاهدات : 178
لقد بدأت هذه الدراسة، عن (آية اختلاف الليل والنهار)، بـ (الرؤية الفلكية)، لسببين:الأول: لبيان أن مدرسة (تدبر القرآن) لا تفتح أبوابها إلا للعلماء (الربّانيين)، فهم الذين يخشون ربهم (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، ولن يتقولوا على الله بغير علم، ولن يُقحموا أنفسهم فيما ليس لهم به علم، فـ (الإسلام) منظومة (علمية) لا تعرف الجهل وأهله!!الثاني: أن الخلاف حول تعريف الليل والنهار، أساسه الجهل بآية (الشفق)، التي تظهر في الفترة ما بين غروب الشمس وغسق الليل (الشفق المسائي)، ثم ما بين الفجر وشروق الشمس (الشفق الصباحي)!!وهذا الجهل، جعلهم يتصورون، أن (درجة الضوء) الصادرة عن الشفق المسائي (أثناء ظاهرة انسلاخ النهار)، هي ضوء النهار!! فإذا سألناهم: إذن فلماذا لم تعتبروا (درجة الظلمة) الصادرة عن الشفق الصباحي (أثناء إيلاج النهار في الليل) عند الفجر، لماذا لم تعتبروها ليلا؟! سكتوا!! لذلك كان يجب أن يقول علماء الفلك كلمتهم عن آية (اختلاف الليل والنهار).لقد عبر السياق القرآني عن آية (اختلاف الليل والنهار)، بكلمات محكمة متناغمة، تبيّن ظاهرة تداخل النهار مع الليل، في الأفق الشرقي، عند الفجر، وحتى تتلاشى درجات الليل تماما من الأفق مع (شروق الشمس). وكذلك، ظاهرة تداخل الليل مع النهار، في الأفق الغربي، عند غروب الشمس، وحتى تتلاشى درجات ضوء النهار تماما من الأفق عند (غسق الليل).ومن هذه الكلمات القرآنية المحكمة، المتناغمة، أتحدث عن ظاهرة (الانسلاخ)، وكذلك (الإيلاج)، و(التغشية)، و(التكوير).1- (الانسلاخ): يقول الله تعالى في سورة يس:وَآيَةٌ لَهُمْ (اللَّيْلُ) – (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ) – فَإِذَا هُمْ (مُظْلِمُونَ) [37]إن المتدبر لهذه الآية، يعلم أن النهار يكون غاشيا لليل، أي (مغطيا له)، وليس (مزيحا له)، لقوله تعالى: “وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ” – “نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ”، إذن فكل مكان ينسلخ منه النهار يصبح ليلا (بدرجة من درجات الليل)، لماذا؟!لأن هذا الانسلاخ مرتبط بدوران الأرض أمام الشمس، فأشعة الشمس (النهار) لن تكون في المكان المقابل لها، بنفس درجة استضاءة طرفي هذا المكان، وذلك بالنظر إلى كروية الأرض!!فإذا تحرك هذا المكان، المقابل لأشعة الشمس، إلى جهة الغروب، فإن شدة استضاءة هذا المكان ستقل تدريجيا، حتى يُظلم تماما عند (غسق الليل): “فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ”!! وسأعرض فيديو في نهاية هذا الفصل، يبين كيف يحدث هذا الانسلاخ.إن لليل درجات، وللنهار درجات، عرفها العرب بأسمائها، كما يعرفها علماء الفلك اليوم!! لقد عرف العرب أن أول الليل (الشفق)، ويُسمى شفق الغروب (المسائي)، وهو اللون المائل إلى الحمرة، الذي يظهر لحظة غروب الشمس، وعندها صلاة المغرب، وإفطار الصائم.ولقد أقسم الله بهذا “الشفق”، وهو سبحانه لا يقسم إلا بعظيم، فقال تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ)، فالـ “الشفق” آية، وعلامة كونية على انسلاخ النهار من الليل، تاركا وراءه الليل للراحة والسكن، وهذا ما بيّنه قوله تعالى بعدها: “اللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ”!!و(الوسق)، في اللسان العربي، يعني الجمع والضم، و(الليل) يجمع ما كان متفرقا بالنهار، فمع غروب الشمس، وحلول (الشفق)، يأوي الناس إلى بيوتهم (للسكن)، بعد عناء النهار (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً – وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً)، وهذا ما تفعله الدول المتحضرة اليوم!!كما عرف العرب أن بعد (الشفق) يأتي (الغسق)، وهو آخر نقطة لانسلاخ ضوء النهار من الأفق، وأول نقطة لحلول (ظلمة) الليل، أي (غسق) الليل، وعندها صلاة العشاء. ولو أراد الله تعالى أن يكون الصيام إلى (ظلمة) الليل، لقال تعالى: ثم أتموا الصيام إلى (غسق) الليل، كما قال عز وجل (إلى غسق الليل) عند بيان آخر صلاة من الصلوات الخمس، وهي صلاة العشاء!!ثم عرفوا أن بعد (الغسق) تأتي العتمة، ثم السدفة، والفحمة…، وكلها أسماء لظواهر وعلامات (فلكية)، يُطلق عليها (بالمعنى العام) اسم (الليل)، وخاصة في سياق بيان (دلائل الوحدانية)، حيث يجب على الإنسان أن ينظر، ويفكر ويتدبر، ما وراء (الكلمة القرآنية) من عطاءات ونعم لا تحصى.أما عندما يتحدث السياق عن (أحكام الشريعة)، فإن الأمر يختلف!! ذلك أن دلالات أحكام الشريعة قطعية، وهي تتحدث عن الحلال والحرام، عن مصير الإنسان، في الجنة أم في النار!! أما ما نراه من خلاف بين الناس، حول هذه الأحكام، فليس بسبب عدم قطعية الدلالة، فالله تعالى هو القائل: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ”، وإنما بسبب هجرهم للقرآن، وعدم تشرب قلوبهم (اللسان العربي) الذي نزل به: “فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ”!!كما عرف العرب (أسماء النهار)، بدرجاته المختلفة، فعرفوا (الشفق)، ويسمونه بشفق الشروق (الصباحي)، ويعرف بلونه المائل إلى الحمرة، الذي يظهر عند شروق الشمس. كما عرفوا البكور، والصبح، والضحى، والهاجرة، والظهيرة…، وكلها أسماء لظواهر وعلامات (فلكية)، يُطلق عليها (بالمعنى العام) اسم (النهار).فإذا أراد السياق القرآني أن يخبرنا عن الليل (المظلم)، جاء بـ (مخصص) لبيان ذلك، كقوله تعالى في سورة الإسراء: أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ – إِلَى (غَسَقِ اللَّيْلِ)”، فقد قيدت كلمة (غسق)، التي تعني (الظلمة)، المعنى العام لليل، فأصبح المقصود هو الليل (المظلم)!!وتدبر قوله تعالى في سورة يونس: “كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنْ (اللَّيْلِ مُظْلِماً)”، والقطع المظلمة من الليل، هي درجات الليل التي بدأت تتمكن منها (الظلمة)!!ويقول الله تعالى في سورة النازعات: “وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا”، وأغطش أي جعله غاطشا، أي ظلاما، وهذا يعني أن الليل لم يكن مظلما، ثم أصبح مظلما، فلا يعقل أن يكون المعنى (وأظلم ظلامها)!! ولذلك جاء بعدها: “وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا”، وإخراج الضحى يحدث مع ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس، عند الشروق، فعندها يصبح ضياء النهار واضحا.ونفهم من ذلك، أن المساحة الزمنية، ما بين الفجر وشروق الشمس، تسمى نهارا، وإن لم يكتمل (ضياؤه)، وأن ما بين غروب الشمس وغسق الليل يسمى ليلا، وإن لم تكتمل (ظلمته) ولقد بيّن هذا المعنى قوله تعالى في سورة المدثر: “وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ” – “وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ”، وقوله تعالى في سورة التكوير: “وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ” – “وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ”!!وتدبر قول الله تعالى في سورة الشمس: “وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا” – “وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا” – “وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا” – “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا”. إن الضمير المؤنث في (جَلاَّهَا)، سواء كان يعود إلى الشمس، أو إلى الأرض، فإن تجلية النهار للشمس تكون وقت شروقها، وهي في نفس الوقت تجلية و(إضاءة) للأرض!!إن (الغشي)، في قوله تعالى: “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا”، هو التغطية، والليل لا يغطي الشمس، وإنما الذي يغطيها نصف الكرة الأرضية المقابل لها، حيث يكون نهارا، والنصف الآخر ليلا!! ونظرا لكروية الأرض، ودورانها أمام الشمس، فإن هذه (التغشية)، تبدأ عند اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس من الأفق الغربي، عند (غروب الشمس)، ثم تأتي (تجلية) النهار، عند ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس عند (شروق الشمس). (يتبع)
(210) 5/8/2014 (2-الإيلاج: يقول الله تعالى في سورة الحديد)
عدد المشاهدات : 176
(يُولِجُ اللَّيْلَ) فِي النَّهَارِ – (وَيُولِجُ النَّهَارَ) فِي اللَّيْلِ – وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [6]إن (الولوج) يعني الدخول، فالنهار يدخل في الليل، والليل يدخل في النهار، وتدبر: الداخل منذ (اللحظة الأولى) سماه الله نهارا، والخارج منذ (اللحظة الأولى) سماه ليلا.وتبدأ عملية (الولوج) عند اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس، من الأفق الغربي عند (غروب الشمس)، وتستمر حتى يتلاشى ضوء النهار كلية من عند (غسق الليل). كما تبدأ عند تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، من الأفق الشرقي، وتستمر حتى ظهور الحافة العلوية لقرص الشمس عند (شروق الشمس)، وهنا يكون الليل قد انسحب تماما، وظهر ضياء النهار بوضوح.3- (التغشية): يقول الله تعالى في سورة الأعراف:إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (يُغْشِي اللَّيْلَ) النَّهَارَ يَطْلُبُهُ (حَثِيثاً) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [54]إن التغشية: تعني التغطية والستر، وسمى الله فاعل الإغشاء (نهارا)، وسماه (ليلا)، لبيان أن كليهما يصلح أن يكون غاشياً ومغشياً، فوقع الليل والنهار مفعولين في حالة نصب (اللَّيْلَ النَّهَارَ)، فالنهار (يغشي) الليل، ويحل محله، والليل (يغشي) النهار، ويحل محله، يطلب كل منهما الآخر، طلبا (حَثِيثاً)، أي جادا وسريعا، كناية عن تعاقبهما (بلا فاصل).وقد بيّنا في فصل (الرؤية الفلكية)، أن الأصل في هذا الكون (الظلمة)، وأن هذه (الظلمة) تحيط بالشمس من كل جانب، فإذا كانت (طبقة النهار) هي التي تجعلنا نرى الشمس فوقنا، مع أن (الظلمة) تحيط بها من كل جانب، فهذا معناه أن النهار هو الذي يظهر لنا الشمس ويجليها (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا)!! وإذا كان القرآن قد وصف درجة من درجات الليل بـ (الظلمة)، فهذا يجعلنا نفهم قوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)، بمعنى إحاطة الليل بقرص الشمس، كما رصدها رواد الفضاء.4- (التكوير): يقول الله تعالى في سورة الزمر:خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ (يُكَوِّرُ) اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ (وَيُكَوِّرُ) النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [5]إن قوله تعالى: “(يُكَوِّرُ) اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ (وَيُكَوِّرُ) النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ”، حقيقة فلكية تثبت أن الليل والنهار، يتخذان الشكل الكروي للأرض، بصورة دائمة، ومتعاقبة، وهذا معناه أن هناك مساحة زمنية، لا يكون فيها الليل مظلما كلية، ولا النهار مضيئا كلية، وهذه هي مساحة ظواهر الانسلاخ، والإيلاج، والتغشية!!إن عملية (التكوير) تبدأ، في الأفق الغربي، عند اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس، حيث يبدأ الليل، في الوقت الذي لم يتلاش ضوء النهار من الأفق كلية، وذلك لأن عملية الانسلاخ تتم والليل أسفل النهار!!كما تبدأ عملية (التكوير)، في الأفق الشرقي، عند تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وعندها يبدأ النهار، في الوقت الذي لم تتلاش ظلمة الليل من الأفق، وذلك لأن عملية الانسلاخ تتم والليل أسفل النهار!!إن اختلاط ضوء النهار مع ظلمة الليل، أثناء ظواهر (الانسلاخ – الإيلاج – التغشية – التكوير)، يجعلنا لا نرى، أثناء حدوث هذه الظواهر، نهارا ولا ليلا، وإنما درجة من درجات النهار، ودرجة من درجات الليل، ويسمى القادم باسم الأصل، فإذا كان القادم ليلا (عند غروب الشمس)، سميت درجة الإضاءة، الموجودة بالأفق، باسم (الليل)، وإذا كان القادم نهارا (عند الفجر)، سميت درجة الظلمة، الموجودة بالأفق، باسم النهار!!مرفق فيديو توضيحي، منشور بعد هذا الفصل، وبيانه كالتالي:هو صورة لدوران الأرض حول محورها أمام الشمس، رصدتها “وكالة ناسا الفضائية”. وسرعة دوران الأرض، في هذا الفيديو، ليست هي السرعة الحقيقية، وإنما هي أكثر بكثير، لأنها أعدت لغرض البيان، وإلا فعلينا أن ننتظر (24 ساعة) لنشاهد (آية) دوران الأرض حول محورها أمام الشمس!!تعالوا ننظر كيف تحدث آيات (الانسلاخ – الإيلاج – التغشية – التكوير) في هذا الفيديو.
(211) 6/8/2014 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 178
هذه الصور الطبيعية الملحقة، ليست للديكور، يختار منها الإنسان ما يناسب منزله!! إنها صور حقيقة، لآيات الله الكونية، تستوجب أن يقف الإنسان أمام (كل صورة) ويقول: (سبحان ربي العظيم) – (سبحان ربي الأعلى)!!!
الصورة رقم /1
الصورة رقم /2
الصورة رقم /3
الصورة رقم /4
الصورة رقم /5
(212) 6/8/2014 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 212
إعادة للفيديو الذي تم نشره بالأمس، ولم يره معظم أصدقاء الصفحة، لأسباب لا أعلمها حتى الآن.هذا هو التعليق، ويليه الفيديو:إن الضوء الأبيض الذي نراه أسفل الصورة، هو ضوء الشمس، والمنطقة التي تقابله مباشرة، هي التي ينتشر فيها ضوء (النهار)، أما على الجانبين، فإن ضوء النهار كما نرى يتلاشى تدريجيا، حتى نصل إلى منطقة مظلمة، طبعا على الجانبين.ومع دوران الأرض، وتحرك هذه المنطقة المظلمة يمينا، فإن أول نقطة ستضيء فيها، هي بالنسبة لسكان هذه المنطقة، نقطة تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من (الفجر)، أي هي عندهم أول النهار، وهنا يكون قرص الشمس (فلكيا) أسفل الأفق الشرقي لهذه المنطقة بمقدار 18 درجة قوسية.ثم إذا تحركت هذه المنطقة نحو أشعة الشمس، ورأى أهل هذه المنطقة الحافة العلوية لقرص الشمس (في الأفق الشرقي)، عندها يكون (شروق الشمس)، ويظهر النهار الواضح!! وإن المساحة الزمنية التي بين الفجر وشروق الشمس، هي مساحة وآية الشفق الشرقي (الصباحي).ثم تتحرك هذه المنطقة، مرورا بأشعة الشمس العمودية عليها، إلى أن يرى أهل هذه المنطقة، اختفاء الحافة العلوية لقرص الشمس، من الأفق الغربي، عند (غروب الشمس). وسنرى أن ضوء النهار مازال موجودا، والمنطقة تتحرك نحو (غسق الليل)، حيث نرى أنها دخلت في (ظلمة) الليل. وهنا يكون قرص الشمس أسفل الأفق الغربي بمقدار 18 درجة قوسية.وإن المساحة الزمنية بين (غروب الشمس)، و(غسق الليل)، هي مساحة وآية الشفق الغربي (المسائي). ومرفق بعد صور لهذا الشفق في أوقات مختلفة، ومن أماكن مختلفة، حيث يصعب رصده بصورة كاملة تظهر ألوان الطيف!!
(213) 6/8/2014 (ثالثا: مفهوم الليل والنهار في اللسان العربي)
عدد المشاهدات : 161
لقد بدأت هذه الدراسة على النحو التالي:– الرؤية الفلكية لآية اختلاف الليل والنهار– مفهوم الليل والنهار في السياق القرآنيوالآن أتحدث عن مفهوم الليل والنهار في اللسان العربي، ولقد جئت بهذا الفصل بعد الفصلين السابقين، لأنه وفق منهجي، فإني أتعامل مع أدوات تدبر القرآن (الخمس) حسب أهمية وأولوية كل أداة بالنسبة للموضوع محل الدراسة.لقد أجمع أهل اللسان العربي، على أن الليل يأتي عقيب النهار، ومبدؤه من غروب الشمس، وينتهي عند الفجر. وأن النهار يأتي عقيب الليل، ومبدؤه الفجر، وينتهي عند غروب الشمس.لقد فُرضت بداية الصيام عند تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، من الفجر، لأنه (أول النهار)، وفُرضت نهاية الصيام عند تبين الشفق الغربي (المسائي)، وذلك عند غروب الشمس، لأنه (أول الليل)، والله تعالى يقول: “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”!!لقد قال الله تعالى: “أَتِمُّوا الصِّيَامَ”، ولم يقل (أتموا الليل)، حتى يستدل مدعي التدبر، بهذه الآية، في سياق تعريفهم الليل!! إن التمام يتعلق بالصيام وليس بالليل، وذلك لبيان أن صوم رمضان (فريضة)، يجب أن تؤدى (تامة) متصلة، وليس على أجزاء، كصيام التطوع!!إن الإتمام، هو انتهاء وجود ما لا يتألف من أجزاء!!والإكمال، هو انتهاء وجود ما لكل من أجزائه أثر مستقل وحده!!تدبر قوله تعالى: “اليوم (أكملت) لكم دينكم و(أتممت) عليكم نعمتي”، إن (الدين) هو مجموع لأجزاء لكل جزء أثره المستقل به: الوحدانية، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج. أما (النعمة) فدائمة متصلة، ومنها أيضا نعمة (إكمال الدين)، وذلك من باب عطف العام (النعمة) على الخاص (الدين).إن من أفطر ناسيا في رمضان، فعليه القضاء، لأن صيام رمضان يجب أن يأتي به المسلم تاما، فهو ليس كصيام التطوع، إذا وقع فيه خرم لا قضاء عليه، لذلك قال تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}، ليفهم الذي أفطر ناسيا أنه لم يتم صيام يومه وعليه القضاء.أما قوله تعالى: “(إِلَى) اللَّيْلِ”، فـ (إلى) تستخدم للغاية، فإذا كان:1- ما بعد (إلى) من جنس ما قبلها: يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها.مثال: “فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ (إِلَى) الْمَرَافِقِ”، فالمرفق من جنس اليد، فيدخل في حكم الغسل.2- ما بعد (إلى) ليس من جنس ما قبلها: لا يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها.مثال: “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”: فالليل ليس من جنس النهار، فلا يثبت لليل حكم النهار، أي الصيام!!فإذا دخل (الليل)، وجب الإفطار على الفور، لماذا؟! لأن ما بعد (إلى)، ليس من جنس ما قبلها، فـ (يحرم) على المسلم، أن يظل صائما، ولو لدقيقة واحدة، بعد إعلان معهد البحوث الفلكية في مصر، عن موعد الإفطار، فعليه أن يفطر ولو بشربة ماء!!في ضوء منظومة التدبر:إنه في ضوء الرؤية الفلكية، والسياق القرآني، واللسان العربي، يمكننا فهم الآيات المتعلقة بموضوع هذه الدراسة: (آية اختلاف الليل والنهار)، على النحو التالي:1- يقول الله تعالى في سورة القصص:قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ (اللَّيْلَ) سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ (بِضِيَاءٍ) أَفَلا تَسْمَعُونَ [71] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ (النَّهَارَ) سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ (بِلَيْلٍ) تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ [72]إن فهم الحكمة، من استخدام كلمة (الضياء)، وعدم استخدام كلمة (النهار)، في الآية الأولى، واستخدم كلمة (الليل) مقابل (النهار) في الآية الثانية..، هو مفتاح فهم الآيتين!!لقد استخدم السياق كلمة (الضياء) لبيان أنه لولا (الشمس): “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً”، ودوران الأرض حول محورها أمامها، لما كان هناك ليل، ولا نهار، ولظلت الأرض على حالها من الظلمة (سرمدا) إلى يوم القيامة!!إذن، فكلمة (ضياء)، لم تأت في الآية الأولى، لبيان أن الليل يعني الظلمة، (على إطلاقها)، وإنما جاءت للإجابة على سؤال افتراضي:ماذا لو أن الله تعالى (لم يخلق الشمس)، فماذا سيكون حال الأرض، بل والمجموعة الشمسية؟! لذلك فقوله تعالى (يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ) جاء إشارة إلى نعمة المصدر (الشمس)، وليس إلى نعمة الضياء، حتى يقابله البعض بظلام الليل، لمجرد ورود كلمة (الليل) قبل (الضياء)!!إن سياق الآيتين، يتحدث عن نعمة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، تاركة وراءها الليل والنهار، دليلا على الواحدانية، فبدون هذه النعمة، لاستحالت حياة البشر على الأرض، فلا ليل يسكنون فيه، ولا نهار يبتغون فيه من فضل الله!!لذلك قال تعالى بعد الآيتين مباشرة: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (لِتَسْكُنُوا فِيهِ)، (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [73].إن نعمة (السكن)، عرفها العرب، وتعرفها الدول المتحضرة اليوم، وذلك بإنهاء العمل قبل غروب الشمس، مع (الشفق المسائي)، أي مع أول الليل.كما أن نعمة (الابتغاء من فضل الله)، تبدأ مع شروق الشمس، مع (الشفق الصباحي)، عندما يصبح ضوء النهار جليا، وهنا يقول الله تعالى في سورة الأنعام، مبينا هذه النعمة: “فَالِقُ الإِصْبَاحِ” (وذلك عند شروق الشمس) – “وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً (وذلك عند غروب الشمس)!!2- يقول الله تعالى في سورة الفرقان:“أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ (الظِّلَّ)، وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً، ثُمَّ جَعَلْنَا (الشَّمْسَ) عَلَيْهِ دَلِيلاً”لماذا يصف بعض علماء الفلك (النهار) بـ (الليل النسبي)؟!لأن في الحقيقة، النهار هو الأمر العارض (الغير دائم)، الذي جاء يغطي الليل بضيائه، وليس ليُذيحه (ويحل محله)!! إن (الظلمة) هي أصل هذا الكون، و(الضياء) هو الأمر العارض الذي طرأ على هذه الظلمة، وذلك نتيجة دوران الأرض (المظلمة)، أمام الشمس (المضيئة)، فلا يغطي الضياء، إلا المساحة المقابلة لأشعة الشمس، وباقي الأرض تتدرج فيها الظلمة بداية من غروب الشمس وحتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الإسود من الفجر.إن الليل موجود أسفل النهار (أصلا)، وظلمة الليل تظهر تدريجيا من تحت النهار مع انسلاخ النهار من الليل، بداية من غروب الشمس وحتى غسق الليل، ثم يعود النهار إلى الليل ليغطيه مرة أخرى عند الفجر.وتتكرر هذه الظاهرة كل (24 ساعة). وكل الآيات القرآنية التي تحدثت عن الليل، تحدثت عنه بهذا المعنى، وإن فُهم من السياق غير ذلك، لأن المحور الأساس الذي يدور حوله هذا المعنى، هو قوله تعالى في سورة يس: “وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ”.ولقد أقسم الله تعالى بالليل، قائلا: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ)، (وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)…، ومعنى (إِذَا يَسْرِ)، (إِذَا سَجَى)، أي إذا مضي الليل سائرا، وقد تمكنت منه (الظلمة)…، فإذا نظرنا إلى ما يحدث فعلا، وجدنا أن النهار هو الذي جاء ليغطي الليل، ويُظهر ظلمته (وليس ليُذيحه)!!هل تعلم، أن النهار لو أزاح الليل من أمامه، لحصلنا على (100%) من أشعة الشمس، ولأصيب الناس بالعمى؟! والدليل على أن النهار لا يذيح الليل، هو آية (الظل)، فلو أزاح النهار الليل، لَـما وجدنا للأشياء (ظلالا) على الأرض!!إنك لو أضئت غرفة، بكامل محتوياتها، بإضاءة قوية، لن تجد بها ظلا واحدا!! ولذلك، جعل الله (الظل)، آية على الوحدانية، فيقول تعالى في سورة الفرقان: “أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ، وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً، ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً” – “ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً”تدبر قوله تعالى: (كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) – (وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً)!!إن امتداد (الظل)، والتفاوت في مقداره، يتوقف على مدى بعد الأشياء عن أشعة الشمس، أو قربها، نتيجة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، ولو شاء الله تعالى لما جعل لهذا (الظل) وجودا، أي لما خلق (الشمس) أصلا، لأن معنى السكون في قوله تعالى (لَجَعَلَهُ سَاكِناً)، قد بيّنه قوله تعالى بعدها (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً)، فلولا (الشمس) ما كان (الظل)، وهذا معناه أن (الظل) هو أثر الظلمة (الليل) الموجودة أصلا على الأرض!!
(214) 7/8/2014 (تابع : مفهوم الليل والنهار في اللسان العربي)
عدد المشاهدات : 178
3- يقول الله تعالى في سورة آل عمران: “فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ”.إن الذين لا دراية لهم بعلم (الفلك)، ولا بـ (السياق القرآني)، ولا بـ (اللسان العربي)، كيف يقحمون أنفسهم فيما لا علم لهم به، ثم بعد ذلك يغضبون عندما أغلظ عليهم القول، وأحيانا أصفهم بما وصفهم به القرآن؟!!في اللسان العربي: “جنه الليل”، أي أخفاه، وستره. ولما كانت رؤية الكواكب، أو النجوم، بالعين المجردة، تتوقف على مدى شدة استضاءتها، فإن الكوكب الذي رآه إبراهيم لم يظهر إلا عندما حل ظلام الليل، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: (فَلَمَّا) أي عندما، (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) أي دخل على إبراهيم الليل بظلمته (فستره)، عندئذ (رَأَى كَوْكَباً)!!إن الله تعالى لم يقل (فلما دخل عليه الليل)، لأن هذا معناه، في هذا السياق، أن الليل يعني (الظلمة)، ولكنه قال: (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ)، أي الليل هو الذي (جَنَّ)، وهذا يعني أن الليل كان موجودا أصلا، ثم ستر إبراهيم بـ (ظلمته)!!وهذا هو المنطق، لأن ظلام الليل لا يسقط على الناس فجاة، فيخفيها، وإنما يأتي تدريجيا، وهذا يعني أن إبراهيم كان خارج بيته، وعندما أحاطت به ظلمة الليل (رَأَى كَوْكَباً)!!إنه في ضوء الرؤية الفلكية، والسياق القرآني، واللسان العربي، تأتي بعد ذلك جميع الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع هذه الدراسة (آية اختلاف الليل والنهار)، متناغمة معها، بيّنة، لا شبهة فيها، وهي على النحو التالي:الآيات المتعلقة بدلائل الوحدانية:البقرة (164)، آل عمران (26-27)، آل عمران (190)، الأنعام (13)، الأنعام (60)، الأنعام (75–78)، الأنعام (95-96)، الأعراف (54)، يونس (5-6)، يونس (24)، يونس (45)، يونس (50، يونس (67)، الرعد (3)، الرعد (10)، إبراهيم (33)، النحل (12)، الإسراء (12)، الأنبياء (19-20)، الأنبياء (33)، الأنبياء (42)، الحج (61)، المؤمنون (80)، النور (44)، الفرقان ( 47)، الفرقان (61-62)، النمل (86)، القصص (71-73)، الروم (23)، لقمان (29)، فاطر (13)، يس (37-40)، الزمر (5)، غافر (61)، فصلت (37-38)، الجاثية (3-5)، الأحقاف (35)، الحديد (5-6)، المزمل (7)، المدثر (32-34)، النبأ (10-11)، التكوير (15-18)، الانشقاق (16-19)، الفجر (1-5)، الشمس (1-4)، الليل (1-2)، الضحى (1-2).الآيات المتعلقة بمواقيت للعبادات:البقرة (187)، البقرة (274)، آل عمران (72)، آل عمران (113)، هود (114)، الإسراء (78-79)، طه (130)، الزمر (9)، ق (39-40)، الذاريات (17-18)، الطور (48-49)، المزمل (2- 6)، الإنسان (25-26).الآيات المتعلقة بسياقات أخرى:يونس (27)، هود (81)، الحجر (65)، سبأ (33)، الصافات (136-138)، نوح (5-6)إنه ليس من المعقول، أن نتحدث عن مفهوم الليل والنهار، بمعزل عن (آية دوران الأرض) حول محورها (أمام الشمس)، هذه الآية الكونية التي على أساسها يتحدد متى يحل الليل، ومتى يحل النهار!!وليس من المعقول، أن نتحدث عن مفهوم الليل والنهار، دون أن نعلم الفرق بين (الضياء) و(النهار)، وأن (ضياء) الشمس، وإن كان يسقط على القمر (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً)، إلا أنه لا يخلف وراءه (نهارا) على القمر، لعدم وجود غلاف جوي حوله!!وليس من المعقول، أن نتحدث عن مفهوم الليل والنهار، بمعزل عن تأثير طبقات (الغلاف الجوي) على أشعة الشمس!! إن نشر الغلاف الجوي لأشعة (ضوء) الشمس، في جميع الاتجاهات، هو الذي يمكننا من رؤية الأشياء من حولنا!! إن كل ذرة، أو جزيء، من هذا الغلاف الجوي، يكون مصدرا من مصادر الضوء (النهار). فإذا خرجنا من الغلاف الجوي، لأصبحنا في ظلام دامس، لا نرى شيئا، رغم تواجد الشمس في السماء!!ومن رحمة الله تعالى بالناس، أن الشمس عندما ترسل أشعتها إلى الأرض، يتصدى لها هذا الغلاف الجوي، ويمنع الأشعة الضارة من العبور، ويأذن للنافع فقط!! وهذا ما نفهمه من قوله تعالى:“وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ”!!
(215) 7/8/2014 (رابعا: خلاصة القول، في ضوء ما سبق بيانه)
عدد المشاهدات : 169
إن سياق الآية القرآنية، هو الذي يحدد مفهوم (الليل والنهار)، وعن أية درجة من درجاته يتحدث، وهل جاءت هذه الكلمات في سياق بيان دلائل الوحدانية، أم لبيان أحكام الشريعة، أم في سياقات أخرى؟!!إن أحكام الشريعة القرآنية، مسألة حلال وحرام، أي مسألة جنة ونار، وكما أن الصلاة كانت على المؤمنين (كتابا موقوتا)، فكذلك الصيام، والحج…، إن أحكام القرآن ليست متروكة لاستفتاء القلب، وتحرى الدقة، كلٌ حسب هوى قلبه، وضحالة علمه!!ليس من خصائص (الآية القرآنية)، العشوائية في التعامل مع أحكام الشريعة، وإنما الذي صنع هذه (العشوائية) هم فقهاء السلف، هؤلاء الذين ينتقدهم أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، فإذا بهم يقعون بين أيديهم أسرى!!إن أحكام الشريعة القرآنية لا تُفهم على هوى الناس!! إنها منظومة تشريعية إلهية لا تقبل من المسلمين نقدا ولا نقضا، كما يفعل أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، هؤلاء الذين حرّفوا آيات الذكر الحكيم، لتوافق هواهم، أو هوى غيرهم!!لقد جعلوا مواقيت (الصلاة) غير التي فرضها القرآن، و جعلوا مواقيت (الصيام) غير التي فرضها القرآن، وكذلك (الحج)، و(النسيء)…، وأدخلوا الذين لا يتبعون النبي الخاتم محمدا الجنة، وذلك بتحريفهم للآيات (البقرة 62 – المائدة 69 – الحج 17)، وإخراجها عن سياقاتها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويقرأون القرآن قراءة معاصرة!!ولولا أن الحديث عن أحكام الشريعة ليس من أولويات مشروعي الفكري، لبيّنت لكم يوميا على هذه الصفحة، تهافت هذه القراءات الشاذة للقرآن، فاهتمامي بتأصيل الفكر الإسلامي، وبيان حجيته، يقف عقبة أمام تحقيق ذلك حاليا، في زمن يُضرب فيه (الإسلام) باسم الإسلام!!إن (اختلاف الليل والنهار) وما حمله من آيات (الانسلاخ، والإيلاج، والتغشية، والتكوير)، لا يفهم بمعزل عن المحاور الرئيسة التي وردت في هذه الدراسة، وإلا ستكون النتيجة تقولا على الله بغير علم…، وهذا ليس كلاما مرسلا!!لقد اطلعت على معظم ما كُتب عن هذا الموضوع، (قديما وحديثا)، فما وجدت تدبرا، ولا منهجا لفهم السياق، ولا رؤية فلكية، ولا دراية ببدهيات وقواعد اللسان العربي!!إنني ما وجدت إلا تقليدا أعمى، وسردا عشوائيا لآيات قرآنية، يضحك عند رؤيتها قلبي (لسوء توظيفها)، ويحزن في نفس الوقت (حسرة على العباد)!!“مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ”“وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ”
(216) 8/8/2014 (الرؤية العملية لآية اختلاف الليل والنهار)
عدد المشاهدات : 188
في الكليات العملية، وبعد أن يتعلم التلاميذ الدرس نظريا، يأخذهم أستاذهم إلى المعمل، ليبيّن لهم (عمليا) ما تعلموه (نظريا)!!وإن طالب الدراسات العليا، إذا قدم رسالته العلمية (للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة) دون أن يذكر في مقدمة رسالته، منهجه العلمي في هذه الرسالة، والأدوات التي اعتمد عليها، والمراجع التي استند إليها، لن تُشكل له لجنة لمناقشة رسالته، ولو ظل حياته كلها على هذا الحال، حتى ولو كانت تحمل كنوز العلم كله!!وأنا عندما تحدثت عن آية (اختلاف الليل والنهار)، كان ذلك في إطار مشروعي الفكري، وما حمله من أدوات لفهم القرآن، وهذه الأدوات هي: منظومة التواصل المعرفي – آليات عمل القلب – السياق القرآني – اللسان العربي – آيات الآفاق والنفس.إن هذه الأدوات، ليست على الترتيب، فقد يتقدم بعضها أو يتأخر، حسب أهميته بالنسبة للموضوع محل الدراسة. لذلك بدأت هذه الدراسة بآيات الآفاق، والرؤية الفلكية لآية (اختلاف الليل والنهار)، وأنه يستحيل، ونحن في القرن الواحد والعشرين، أن نفهم معنى الليل أو النهار، بمعزل عن علم الفلك، ولو كنا من أولياء الله الصالحين، المتدبرين لكتاب الله!!لقد أمرنا الله بالبحث العلمي، وعدم الوقوف عند ظاهر النصوص القرآنية، فقال تعالى: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ (أَقْفَالُهَا)”!!فالتدبر ليس (انغلاقا) فكريا، وتعاملا مع ظاهر النصوص، بمعزل عن (العلوم) المبيّنة والمفصلة لها، والتي يستحيل أن يُفهم النص القرآني بمعزل عنها (يستحيل – يستحيل)، فقد ضل أقوام بسبب هذا المنهج العشوائي المعوج، في التعامل مع النصوص االقرآنية، وسأبين ذلك بعد قليل!!وإن من (التدبر)، أن نعلم ما هو هذا اللون الأحمر الذي يظهر عند غروب الشمس وعند شروقها، خاصة إذا علمنا أنها (ظاهرة كونية) أقسم الله تعالى بها، اسمها (الشفق)، فقال تعالى: “فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ”، وهذا (الشفق)، هو المحور الأساس الذي يدور حوله مفهوم الليل والنهار.فيا أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، أين بيان القرآن لمعنى (الشفق)؟! لا يوجد مطلقا!! إذن فمن أي المصادر المعرفية فهمتم معنى هذا القسم “فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ”، وقد كفرتم باللسان العربي، وبعلم الفلك؟!!لقد مكّن الله تعالى رواد الفضاء أن ينفذوا من طبقات الغلاف الجوي للأرض، وينقلوا إلى العالم أجمع ما شاهدوه من آيات كونية، تفعيلا لقوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)!!لقد شاهد رواد الفضاء الكون كله (ظلاما)، حتى الشمس يحيطها السواد من كل جانب، ولولا وجودها ما أضاء نصف الكرة الأرضية المقابل لها!! كما شاهدوا تأثير أشعة الشمس على سطح الآرض، وكيف تتحول إلى (ألوان الطيف) خلال عبورها طبقات الغلاف الجوي!!وعرفوا لماذا لا تكون الأرض دائما مضيئة؟! (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ)، ولماذا لا تكون دائما مظلمة؟! (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ)!!وعندما نتحدث عن (مفهوم الليل والنهار في السياق القرآني) فإن المحور الأساس الذي يدور حوله هذا الفهوم، هو ظاهرة (الانسلاخ) التي بيّنتها في الفصل الثاني من هذه الدراسة، والتي يقول الله تعالى فيها: “وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ (نَسْلَخُ) مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ”.وبتدبر هذه الآية، نعلم أن ظاهرة (الانسلاخ) هي التي تكشف (الليل) الذي كان (النهار) يغطيه، كما يكشف سلخ (الجلد) ما تحته من (لحم)!! فإذا علمنا أن النهار عبارة عن طبقة رقيقة جدا، تحيط بنصف الكرة الأرضية (المقابل للشمس)، وسمكها لا يتعدى 200 كم، من 150 مليون كم، سجدنا لله شكرا على استخدام هذه اللفظة (نسلخ)، لأننا (مثلا) إذا نظرنا إلى سمك طبقة الجلد (المسلوخ) من الحيوان، سنجدها لا تساوي شيئا بالنسبة لحجمه؟!!فهذه الطبقة الرقيقة المضيئة، من النهار، تتكون من ألوان الطيف السبعة، وهذا النهار هو الذي يغير منظومة (الليل) تماما على سطح الكرة الأرضية، حيث تتداخل ألوان الطيف، بشكل مُتراكب ومُتناوب، مع طبقة السوداء (الليل)، على هيئة أمواج منحنية، وذلك أثناء دوران الأرض حول محورها أمام الشمس!!وعندما تكون الشمس عمودية، على سطح الأرض، يقوم الغلاف الجوي بتشتيت لون الطيف (الأزرق)، فتبدو السماء زرقاء. وعند الغروب (أو الشروق) يقوم بتشتيت اللون (الأحمر)، فيظهر الأفق بلونه المائل إلى الحمرة، وهو الشفق المسائي، (أو الصباحي).إذن فـ (الضوء) الذي نراه ينسحب تدريجيا عند الغروب، حتى يتلاشى عند (الغسق)، أو نراه قادما على الفجر، حتى يظهر بوضوح عند شروق الشمس، هذا الضوء هو ظاهرة كونية، لا يتحدث عنها إلا )(العلماء)، الذين يعلمون معنى البحث العلمي وأصوله!! (يتبع
(217) 8/8/2014 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 183
إننا إذا صورنا عملية سلخ جلد الشاة (بأجهزة حديثة)، وشاهدنا هذا الفيلم بالسرعة البطيئة، سنرى أن هناك جزءا (بين الجلد واللحم) أثناء عملية (الانسلاخ)، لا يمكن أن نسميه جلدا، ولا يمكن أن نسميه لحما، ولكن نستطيع أن نسمي الجزء القريب من الجلد (جلدا)، والجزء القريب من اللحم (لحما)!!وهذا المثال، هو ما يحدث تماما بالنسبة لانسلاخ النهار من الليل!! فالليل (الظلام) موجود أصلا في الكون (وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ)، ثم جاء النهار (الضياء) فغطاه، ويستحيل فلكيا وعمليا (على الأرض)، أن نرى النهار ينسلخ من الليل (فجأة)!!إن هناك فترة زمنية بين انسلاخ النهار عند (الغروب)، وإتمام عملية الانسلاخ عند (الغسق)، وهذه الفترة الزمنية، التي تسبق (الغسق) يستحيل أن نسميها نهارا، لأن هذا يستلزم (في المقابل)، أن نسمي ما بعد الفجر (ليلا)، وإلى أن يظهر (النهار) عند شروق الشمس!!لقد بيّن الله تعالى لنا متى يكون أول النهار (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ)، وهذا النهار الذي بيّنه الله تعالى لنا ليس (ضياءً)، لأن (ظلمة) الليل نراها بأعيننا تنسحب تدريجيا، وحتى شروق الشمس!!إذن فلماذا لا نقبل تعريف الله تعالى للنهار، وأنه ليس هو (الضياء البيّن)؟!فإذا ذهبنا إلى علم الفلك، فإن هذه الفترة الزمنية بين الفجر وشروق الشمس، هي الضوء المخروطي، الذي أشرنا إليه عند حديثنا عن (الرؤية الفلكية)، ورأس هذه المخروط هو نقطة تبين الخيط الأبيض، عند الفجر وقاعدته عند شروق الشمس!!وإذا قال الله تعالى بعدها: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)، فلماذا لا نطبق نفس القاعدة التي عرّف الله على أساسها النهار، ونقول: إن الليل (في المقابل) ليس هو (الظلام البيّن)، وعلى هذا يكون أول الليل، عند غروب الشمس، كما بيّنه الله تعالى، وعرفه علم الفلك، والسياق القرآني، واللسان العربي؟!فإذا ذهبنا إلى علم الفلك، فإن هذه الفترة الزمنية بين غروب الشمس وغسق الليل، هي الضوء المخروطي، ولكن (بصورة عكسية)، كما أشرنا إلى ذلك عند حديثنا عن (الرؤية الفلكية)، فقاعدة هذا المخروط الضوئي هي التي عند غروب الشمس، أما رأسه فعند غسق الليل حيث يتلاشى النهار تماما!!في أوائل الثمانينيات، بدأت في إلقاء محاضرة أسبوعية، أبين فيها مشروعي الفكري، ثم ظهرت بعد فترة، فئة من بين الحضور، تجادل في مسائل، وتثير شبهات، لا تستحق مني مناقشتهم فيها، ومع ذلك كنت أجيب عليها بالأدلة القرآنية.ولكن الذي أزعجني، هو استجابة كثير من الحضور لهذه الفئة، واتباع ما أثاروه من شبهات، ومنها (مسألة السجود على الذقن في الصلاة)، فكانت هذه هي (القشة التي قسمت ظهر البعير) وجعلتني ألغي هذه المحاضرات،!!لقد فهموا من هذه المحاضرات، أنني أدعو إلى الاكتفاء بالنص القرآني، والتعامل معه مباشرة، دون منهج، ودون أدوات يحملها هذا المنهج!! ومع أني قد بيّنت لهم كثيرا، أن المحور الأساس لمشروعي الفكري، هو “منظومة التواصل العرفي”، وهي مصدر معرفي خارج حدود القرآن، ويستحيل أن يُفهم القرآن بمعزل عنها، ولكنهم أصروا واستكبروا استكبارا!! لماذا؟!قالوا: إن الله تعالى يقول “وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً”، إذن السجود يجب أن يكون على الذقن، وليس على (الجبهة)!! وفعلا كانوا يصلون ويضعون الذقن على الأرض، والوجه بالجبهة نحو القبلة، وكنت أقول لهم: يا أهل الخير، هناك فرق بين (للأذقان) و(على الأذقان)، أنتم حرفتم الكلم عن مواضعه، ثم تدعون أنكم (قرآنيون)؟!!إن هؤلاء (القرآنيين)، قد تتلمذوا على مشروعي الفكري في الثمانينيات، ولكنهم انحرفوا عنه انحرافا كبيرا، ثم جاء المُتطفّلين من بعدهم، فاتبعوهم على انحرافاتهم الفكرية، ومنهم من يتبعهم مئات المعجبين على شبكات التواصل الاجتماعي، لماذا؟! لأنهم يرفعون شعار الاستنارة، والقراءة القرآنية المعاصرة، فأضلوهم ضلالا كبيرا!!وهكذا هو مسلسل التقليد الأعمى، عند السلفيين، وعند المتطفّلين، سواء بسواء، وستعرفونهم بما ينشرونه من شبهات، قد ذكرت بعضها عند حديثي عن (رابعا: خلاصة القول، في ضوء ما سبق بيانه)، فإذا رأيتم من يتبع هذه الشبهات، فاعلموا أنه من هؤلاء!!ومازلوا إلى يومنا هذا يفعلون، ويضلون (المساكين) اتباعهم، ولكنهم أذكياء، لا يظهرون مثل هذا المسائل المنحرفة عن صراط الله المستقيم، خوفا من انصراف أتباعهم عنهم، وإنما يُدخلونها في قلوب أتباعهم تدريجيا، حتى إذا قالوا لهم: إن الشمس تشرق من الغرب صدقوهم!!
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ” – “وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ” – “أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ”
(218) 16/8/2014 (لماذا يكرهون القرآن، ويحبون السنة النبوية المفتراة؟!/1)
عدد المشاهدات : 172
لماذا يكره أتباع الفرق (الإسلامية)، وما تفرع عنها من مذاهب وجماعات وأحزاب، لماذا يكرهون (القرآن)، ويحبون (السنة النبوية)، التي صنع أحاديثها القولية (الرواة)، وباركها (المحدثون)، وذلك بعد وفاة النبي بقرنين من الزمن؟! يفعلون ذلك للأسباب التالية:أولا: (يكرهون القرآن)، لأنه يُحرم عليهم اتخاذ كتاب غيره، كمصدر تشريعي إلهي، قال تعالى: “كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ” – “اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ”!!أيها (المقلدون)، (المساكين)، هلا تدبرتم قوله تعالى: (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) لتقفوا على حجم مصيبتكم الفكرية والعقدية؟! من المفترض أن يكون السياق: (ولا تتبعوا من دونه كتبا) لأن الحديث عن اتباع كتاب الله (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ)، ولكن انظر:لأن الله تعالى يعلم أن تقديس أنصار (المذهبية) سيكون لأصحاب الكتب، وليس لذات الكتب، لفت نظرهم، إلى أن اتخاذهم (مصدرا ثانيا للتشريع) يعتبر شركا بالله تعالى، فجاءت جملة (مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) في محلها المحكم من السياق، الذي لو فهمه هؤلاء، لظلوا حياتهم يبكون على إشراكهم بالله ما لم ينزل به سلطانا!!* لذلك فهم (يحبون السنة النبوية)، لأن أحاديثها القولية تأمرهم باتباع (الكتاب والسنة)، وأن السنة تكون حاكمة على الكتاب، فهل يُحبون الحاكم أم المحكوم؟!ثانيا: (يكرهون القرآن)، لأنهم (منافقون)، خاطب الله أمثالهم في عصر التنزيل، هؤلاء الذين أظهروا طاعتهم لرسول الله، فنزل القرآن يكشف عن كذبهم، فلو أطاعوا الرسول لأطاعوا الله، ذلك أن طاعة الرسول من طاعة الله، سواء بسواء!!لذلك يستحيل أن تكون قوة طاعة الله (قطعية الثبوت) عن الله تعالى، ثم تأتي قوة طاعة الرسول (ظنية الثبوت) عن رسول الله!! فتعالوا نرى ما هو موضوع هذه (الطاعة)، التي أمر الله تعالى المؤمنين أن يطيعوا الرسول فيه، وجاء (المنافقون) وحرّفوه في حياة النبي، ثم دوّنوه بعد وفاته بقرنين من الزمن، باسم (السنة النبوية)؟!!يقول الله تعالى: “مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ (أَطَاعَ اللَّهَ) وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً”!! ثم يكشف الله عن موقف المنافقين من هذه الطاعة فقال تعالى بعدها:“وَيَقُولُونَ (طَاعَةٌ) فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ (غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) وَاللَّهُ (يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ)، فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً”!!تدبروا قوله تعالى: (بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ)، لتعلموا ما الذي كان يقوله النبي للناس، ثم يأتي (المنافقون) ليلا فيحرفونه، وفي النهار ينسبونه إلى النبي، وينشرونه بين الناس على أنه من الدين الذي أمر الله رسوله أن يبلغه لهم!!فماذا كان يقول النبي للناس في سياق هذه الآية؟! إنه القرآن، ولا شيء غير القرآن، فهناك في علم (السياق القرآني) ما يسمى بتفصيل المجمل، فالمجمل هنا “بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ (الَّذِي تَقُولُ)”، والتفصيل جاء بعدها مباشرة، فقال تعالى: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ (الْقُرْآنَ)، وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً”!!إذن فطاعة النبي لا تكون مطلقا إلا في (رسالته)، التي تعهد الله تعالى بحفظها، وهذا الحفظ الإلهي أمر مشاهد، يشهده الناس جميعا!! أما (السنة النبوية) المفتراة على الله ورسوله، فلم يحفظها الله تعالى، وهو أمر يُقر به أنصارها، ولأنها من عند غير الله، وجدنا فيها (اخْتِلافاً كَثِيراً)!!إن الذي كان يفعله (المنافقون) في حياة النبي، من تحريف للقرآن، وافتراء تفسيرات لآياته ما أنزل الله بها من سلطان، فعله أتباع الفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب، بعد وفاة النبي بقرنين من الزمن، وما زالوا يفعلون إلى يومنا هذا!!ثالثا: (يكرهون القرآن)، لأنه يصعب عليهم تدّبره، لماذا؟! لأن قلوبهم غُلفٌ، والله تعالى يقول: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”!! ويقول تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ”، وطبعا هم لا يعلمون معنى (مدّكر)، وإلا ما احتاجوا إلى (سنة نبوية) مفتراة تفسر لهم القرآن (الميسر للذكر)؟!!* لذلك فهم (يحبون السنة النبوية)، لأن أحاديثها القولية تعفيهم من مسئولية تدبر القرآن، بل وتنهاهم عن قراءة القرآن إلا من خلال كتب تفسير أئمة الفرقة المذهبية التي يتبعونها، وأن عليهم أن يُسلّموا عقولهم لهؤلاء الأئمة، لأنهم هم الذين سيفكرون بها نيابة عنهم!!(يتبع….)
(219) 16/8/2014 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 205
رابعا: (يكرهون القرآن)، لأنه قطعي الثبوت عن الله تعالى، أحكامه قطعية الدلالة، لا تقبل مداهنة ولا ظنية في التفسير أو التأويل!!* لذلك فهم (يحبون السنة النبوية)، لأن أحاديثها تنسخ كل أحكام القرآن، وتجلس هي مكانها، فتجعل:– (المشركين) – (موحدين)!! كيف؟!! لأنهم ماداموا قالوا (لا إله إلا الله) دخلوا الجنة، وإن أشركوا بعد ذلك بالله، وفعلوا كل المعاصي!!– (القاتل) – (بريئا)!! كيف؟! لأن الله تعالى يقول (اجلدوا) الزانية والزاني، والأحاديث تقول (ارجموهما)!!منطق غريب وشاذ، هذا الذي يتحلى به المدافعون عن هذه (السنة النبوية) المفتراة!!هذا هو دين الله تعالى، وليس دين محمد مشتهري، حتى يخرج علينا جهلاؤكم ليعلمونا كيف يكون الأدب مع رسول الله!! فعندما قلت: لقد حذر الله تعالى رسوله من الشرك، حيث قال تعالى مخاطبا رسوله:“لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ”، فهذا اسمه في اللسان العربي تحذير للرسول (من حيث الظاهر)، لأن (التحذير) يأتي مع بيان (العقوبة)، وهي هنا (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)، وقلت (من حيث الظاهر)، لأنه يستحيل أن يصطفي الله رسولا ثم يشرك هذا الرسول بالله!!إن الخطاب في هذا السياق، هو أصلا خطاب وتحذير للناس جميعا من الشرك، وجاء موجها للرسول، لبيان أنه لا محاباة ولا واسطة ولا شفاعة في هذا الشرك، حتى لو كانت من الرسول نفسه، لأنه هو أصلا داخل في هذا التحذير، وإن كان فعله له أمرا مستحيلا!!ولقد حذر الله رسوله من الشرك، فبدأ توجيه الخطاب إليه بقوله تعالى:“فَأَقِمْ وَجْهَكَ (لِلدِّينِ حَنِيفاً) فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ (الدِّينُ الْقَيِّمُ) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”!!ثم وجه الخطاب إلى المؤمنين (وفيهم الرسول) فقال بعدها: “مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ”!! ثم حذرهم جميعا من الشرك، فقال بعدها: (وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)!! فماذا تعني هذه الجملة الأخيرة أيها (الغافلون)؟!!أقول لكم: إن هذه الجملة (وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، تحذير للذين (فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) من أن يموتوا (مشركين) سعداء بحالهم، وانتماءاتهم المذهبية (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)!! فإذا لم تكونوا يا أتباع هذه الفرق والجماعات المتصارعة (من سنة … وشيعة … وسلفية … وإخوان …) إذا لم تكونوا أنتم (مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً)، فمن هم؟!!لذلك تكرهون (القرآن)، وتحبون (سنتكم النبوية)، وتظلّون في طغيانكم تعمهون!!أيها (الجاهلون)، ادخلوا جحوركم، لأنكم كلما خرجتم منها، ظهرت عوراتكم العلمية والفكرية أمام العالمين، فعيب عليكم!!!ملاحظة هامة:لاحظت أن من أصدقاء الصفحة، من يُشيّرون ((share ما يعجبهم، ولا يُشيّرون ما لا يعجبهم، وهذا طبعا حقهم الكامل، وليس هو موضع الملاحظة!!ولكن، عندما تكون معظم المنشورات التي لا يُشيّرونها هي التي أستندت فيها إلى آيات من الذكر الحكيم، تصف فريقا من الناس، بأنهم (مشركون)، (منافقون)، (أضل من الأنعام)، (حمير)…، فيعترضون على هذا الوصف، ويعلنون براءتهم منه، ومن تكفير من كفرهم الله ووصفهم بهذه الصفات!!الحقيقة … شيء غريب!! أتخشون الناس؟!! أتخافون أن تتهموا بأنك تؤيدون محمد مشتهري، إذا ظهر هذا الكلام على صفحاتكم؟!! هل محمد مشتهري هو الذي وصفهم بهذه الصفات؟!يا أهل الخير (تعلموا)، وانظروا إلى حيثيات الحكم الإلهي، قبل أن تنظروا إلى الحكم ذاته!! تدبروا لماذا وصف الله تعالى هؤلاء بهذه الصفات، وستشعرون بشرف أن تصفوهم بما وصفهم الله به!!مثال: لقد وصف الله تعالى (الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) بـ (المشركين).حيثيات الحكم: أمة كانت على (دين واحد)، هو ما كان عليه النبي والذين رضي الله عنهم من صحابته، ثم تفرق أفرادها بعد أحداث الفتن الكبرى، واتخذ كل فريق دينا ومصدرا تشريعيا منسوبا إلى الله ورسوله ليأخذ قدسية في قلوب (التابعين) المساكين!!الحكم: إنهم (مشركون)!!هل هذا هو حكم محمد مشتهري، أيها (الغافلون) – (الجاهلون)؟!!
“إِنَّ الَّذِينَ (فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ، إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ (يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)”
(220) 20/8/2014 لماذا يكرهون (القرآن)، ويحبون (السنة النبوية) المفتراة؟! (2)
عدد المشاهدات : 185
لماذا يكرهه أتباع الفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب الدينية القرآن؟!!– لأن القرآن يقف أمامهم سدا حصينا، أمام اختراق (سنتهم النبوية المفتراة) لشريعة الله المحكمة!!– ولأن القرآن يكشف عوراتهم العقلية والعلمية والفكرية، حتى وإن كانوا من حملة الشهادات والدرجات العلمية العليا، لماذا؟!! لأنهم وإن كانوا علماء في (دنيا الناس)، إلا أنهم جهلاء في (دين الله)، فهم (جاهلون)، (تابعون)، (مقلدون) لمشايخهم بغير علم، يرفعون راية (الإسلام)، والإسلام منهم براء، ويدافعون عن السنة النبوية والنبي منهم بريء!!– ويكرهون القرآن لأن القرآن لا يتحدث كلاما (مرسلا)، وهم لا يعلمون شيئا في دين الله إلا (الكلام المرسل)!! والكلام المرسل هو الكلام الذي لا يحمل برهانا على صحته، ولذلك هم يكرهون كلام الله، لأن كل جملة في كتابه، تحمل في ذاتها برهانا على صدقها، وهؤلاء يقفون أمام كلام الله عاجزين حاقدين مغلولين، فماذا يفعلون غير الكشف عن حقيقة ما في قلوبهم من غل ونفاق!!تعالوا نتعرف على الفرق بين الكلام (المرسل) والكلام (العلمي)، من خلال الاستماع إلى هذا الحوار، الذي دار بيني وبين عميد كلية الدراسات الإسلامية، عام 1990م، وهو حلقة في سلسلة حوارات ومنظارات تمت بيني وبين بعض كبار علماء الفرق والمذاهب المختلفة، حول (حجية المصدر الثاني للتشريع)، في الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات، في مصر وخارجها، عقدتها وفق ما يفرضه عليّ منهج وأصول البحث العلمي، لاختبار مدى صلابة أصول مشروعي الفكري، وثبات قواعده.فلنستمع إلى الجزء الأول من هذا الحوار
نسمع من هذا الرابط
(221) 20/8/2014 (بدون عنوان)
عدد المشاهدات : 198
هل يعلم أتباع الفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب الدينية أنهم باتباعهم هذه (السنة النبوية المفتراة) يشاركون أجنحتهم وتنظيماتهم الإرهابية العسكرية، التي تسعى اليوم في الأرض فسادا، وذلك في كل عمل من أعمالهم الإرهابية، وهم في سكرتهم يعمهون، غافلون جاهلون، يحسبون أن الله لن يحاسبهم معهم على إفسادهم هذا؟!ولكن لماذا؟!لأنكم أيها الغافلون الجاهلون، تشاركونهم في تقديس منظومتهم التشريعية الفقهية، التي يستقون منها شرعية كل تصرفاتهم الإفسادية، والتي أطلق عليها أئمتكم مصطلح (السنة النبوية)، استجابة لإغواء الشيطان، وإضلالا لقلوبهم!!استمعوا إلى الجزء الثاني من الحوار، لتعلموا من هم (المفسدون) (الحقيقيون)، الذين اتخذوا (السنة النبوية المفتراة)، مصدرا تشريعيا، يبيح لهم فعل كل جريمة باسم (الإسلام)، ثم يتضح لهم بعد ذلك، أنه مصدر مفترى على الله ورسوله، ويرفعون الراية قائلين: (ماشي ماشي)!!!!
رابط الفيديو
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/videos/695118537236698/
(222) 21/8/2014 (أ/ سامية عدنان )
عدد المشاهدات : 168
الكلام يكون (منطقيا) عندما يقوم على قواعد علمية، ولا يتخلف عن (المنطقية) إلا إذا خرج عن هذه القواعد، وأظن أن حديثي من بدايته وإلى نهايته كان (منطقيا)!!والمنطقية في حديثي أنه يقوم على منهج علمي، وهذا المنهج يحمل أدوات لفهم القرآن، ومن هذه الأدوات (اللسان العربي)، و(السياق القرآني)!!وكلمة (السنة) في (اللسان العربي) تعني (الطريقة المطردة، والسلوك العملي)، الذي يتبعه الفرد في حياته!!فإذا أضيفت (السنة) إلى (الله) تعالى، كانت “سنة الله”، أي طريقة (الله)، وفاعلية أسمائه الحسنى في هذا الوجود، سواء كانت خيرا أو شرا، منحة أو محنة، نعمة أو عقابا..، وكل ما يجب على المسلم معرفته منها هو ما ورد ذكره في كتاب الله (سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا)!!وإذا أضيفت (السنة) إلى (النبي)، كانت “سنة النبي” أي طريقة (النبي) في تفعيل النص القرآني في واقع حياته!! ولا شك أن هذا التفعيل محمود!!وأنا قلت في حديثي نصا: (إن إلي بينكر سنة الرسول يعني بينكر إنه كان موجود وبيتحرك في الأسواق، وبينزل عليه وحي)، ولذلك قلت بعدها، لتوضيح المعنى اللساني، (وليس استشهادا بآية قرآنية)، قلت: (سنن من كان قبلكم)!! وللتاكيد على هذا المعنى قلت: (وحياة الرسول أنا لا أنكرها لأنها ثبتت في كتاب الله، وأخبر عنها الله سبحانه وتعالى)!!
فـ (السنة النبوية)، حسب مشروعي الفكري، هي ما نشرته بتاريخ 13-8-2014
وهذا هو نص ما قلته وكان محل تعليقك
https://www.facebook.com/watch/?v=695592187189333
(223) 22/8/2014 الجزء الثالث والأخير من الحوار العلمي بين الأستاذ الدكتور / محمد السعيد مشتهري رئيس المركز العالمي للدراسات القرآنية والأستاذ الدكتور سيد رزق الطويل عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية
عدد المشاهدات : 160
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/videos/696308627117689/
(224) 23/8/2014 (أ/ إسلام قنديل)
عدد المشاهدات : 163
أنا لم أفهم ماذا تريد من قولك: (لقد ذكرت “سنة الله” فی القران، فهل ذكرت “سنة النبی” فی القران؟!)أنا قلت، ردا على أ/ سامية: (وإذا أضيفت (السنة) إلى (النبي)، كانت “سنة النبي”، أي طريقة (النبي) في تفعيل النص القرآني في واقع حياته!!)!!فـ (سنة النبي) في القرآن، يراها المسلم (المتدبر للقرآن)، تتحرك أمام عينه، وهو يقرأ القرآن، بداية بسورة الفاتحة وحتى سورة الناس!!فهل تريد مني أن أذكر لك كل ما يجب أن تراه أنت بعينيك، وبقلبك، بداية بتدبرك لسورة الفاتحة وحتى سورة الناس؟!!إنك عندما تقرأ سورة الفاتحة، في أي زمن، وفي أي مكان، تكون متأسيا ومتبعا لـ (سنة النبي) في قراءة سورة الفاتحة، وهي (سنة) كل مسلم يفعل ذلك إلى يوم الدين!!وعندما تتحرك بين الناس بتوجيهات وعطاءات سورة الفاتحة، في أي زمن، وفي أي مكان، تكون متأسيا ومتبعا لـ (سنة النبي)، في تحركه بين الناس بسورة الفاتحة، وهي (سنة) كل مسلم يفعل ذلك إلى يوم الدين!!وعندما تفعل ذلك بـ (إخلاص) وبـ (تدبر)، مع باقي سور القرآن، سترى النبي يتحرك أمامك، وهو يتخذ القرآن كله سنته!!فهل تريد مني أن (أذكر لك) على هذه الصفحة، (رؤيتي أنا الشخصية) لتفعيل النبي (سنة النبي) لكل كلمة من كلمات القرآن، بداية بسورة الفاتحة وحتى سورة الناس؟!!!على كل حال، أنا سجلت (رؤيتي الشخصية) لتفعيل النبي للنص القرآني، في موسوعة باسم (السنة النبوية حقيقة قرآنية – قبل ظهور الفرق والمذاهب)، صدر منها الجزء الأول (عام 2005م)، عن دار مصر المحروسة، القاهرة.وأرى أن لكل مسلم (رؤيته الشخصية)، لفاعلية الآيات القرآنية في حياته (سنته)، حسب ما يتمتع به من إخلاص العبودية لله تعالى، ومن نعمة التدبر، والالتزام بالأدوات التي حملها القرآن لفهم آياته…، فنحن يجب أن نتعامل مع القرآن باعتباره (آية إلهية) ممتدة المفعول على مر العصور!!
(225) 23/8/2014 (أ/ معتصم الشاعر)
عدد المشاهدات : 187
تقول: (إنكار السنة ليس إنكار حدوث وقائع معينة مع رسول الله عليه السلام. الإنكار هو إنكار صحة ما وصلنا عن ما حدث سواء كليا أو جزئيا. وبالتالي مصطلح إنكار السنه لا يكافيء منطقيا إنكار وجود الرسول عليه السلام)أقول: واضح من متابعتي لكل تعليقاتك، أنك تدخل فقط لتعترض، وتجادل جدلا عقيما، كما حدث أكثر من مرة على هذه الصفحة!!الكلام واضح جدا…، لقد بدأت حديثي بتعريف (السنة)، وقلت: إنها في اللسان العربي وفي السياق القرآني تعني الطريقة والكيفية، فإذا أضيفت إلى موجود كان معناها طريقة أداء هذا الموجود لحياته (يعني إدارة حياته)، فإذا أضيفت إلى النبي كانت طريقة أداء النبي (أي حياة النبي)، ولذلك أنا قلت: (لا أنكر حياة النبي لأنها وردت في القرآن)!!إما أنت، فلأنك تفهم (السنة) بمعناها (السلفي)، قلت: “(إنكار السنة) هو إنكار (صحة ما وصلنا) عن ما حدث سواء كليا أو جزئيا)”!!! وكعادتك في الجدل العقيم قلت: (وبالتالي مصطلح إنكار السنة لا يكافيء (منطقيا) إنكار وجود الرسول عليه السلام)!!الحقيقة شيء غريب وعجيب!! أي (منطق) هذا الذي تتحدث عنه!! ما لك أنت و(العلم) و(المنطق)؟؟!! هل قرأت ردي على أ/ سامية عدنان، وعلى أ/ إسلام قنديل، قبل أن (تتمنطق)؟!ما شأنكم أنتم بالنبي وسنته؟!! أنتم أتباع (السنة النبوية المفتراة)، (سنة الصحيح الذي وصلنا، والضعيف الذي لم يصلنا)، (سنة القتلة) الذين يسفكون الدماء اليوم بغير حق، باسم (ما صح من سنة النبي)!!