top of page

«يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ»

فبراير 14

٣ min read

0

1

0

إذا لم يؤمن المسلمون إيماناً (صادقاً) بأن كلمات القرآن (الاسم - الفعل - الحرف) من كلام الله، وأن المقابل الكوني الذي يحمل معناها من مخلوقات الله، وأن الكلمة (منذ علّم الله آدم الأسماء كلها) لا تنفصل مطلقاً عن مُسمّاها (مقابلها الكوني)، فإن عليهم عدم الاقتراب من هذا القرآن ومصيرهم (النساء ١٤٥):


«إِنَّ الْمُنَافِقِينَ - فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ - وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً»


١- قبل أن ينشغل المسلمون بـ مسألة أن القرآن نَزَلَ بـ لسان عربي أم بـ لغة عربية عليهم أن يعلموا أن القرآن نزل بـ (اللغة) التي كان ينطق بها (لسان) قوم النبي محمد قبل بعثته (إبراهيم ٤):


«وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ - إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ - لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»


«فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ - وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ - وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»


ويستحيل أن يتوقف (الضلال والهدى) على بيان الرسول (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) الذي نزل على قلبه (لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) ونطق به لسانه (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) ولا يحفظ الله كل ما يتعلق به (المُبَيَّنَ والمُبَيِّنَ..) ثم يحاسب الناس على ضلالهم.


٢- إذاً فعلى المسلمين أن يعلموا، أن كتاب الله (القرآن الكريم) الذي بين أيديهم، والذي نزل بـ اللغة التي كان ينطق بها لسان النبي قبل بعثته، هو (كلام الله) الذي نزل بـ أسلوب ليس كـ (كلام العرب) يحمل في ذاته (الآية العقلية) الدالة على صدق (نبوة) رسول الله محمد (الإسراء ٨٨):


«قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ - عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ - لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ - وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً»


فهل يعلم الملياران مسلم معنى أن (القرآن) الذي بين أيديهم اليوم يحمل (كلام الله) الذي قال الله تعالى فيه (الحشر ٢١):


«لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ - لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً - مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ - وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ - لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»


هل (خَشَعَ) الملياران مسلم لـ (كلام الله) فـ تصدعت أجسادهم وقلوبهم (مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) ودخلوا في (دين الإسلام) من بابه الصحيح (الزمر ٢٢):


«أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلاَمِ - فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ - فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ - أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ»؟!


هل دخل (نور الإسلام) قلب المليارين مسلم فجعلوا (كلام الله) أكبر من كل شيء في حياتهم (الأنعام ١٦٢- ١٦٣):


«قُلْ إِنَّ صَلاَتِي - وَنُسُكِي - وَمَحْيَايَ - وَمَمَاتِي - لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»؟!


ثم تدبر ماذا قال الله تعالى بعد لك:


«لاَ شَرِيكَ لَهُ - وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ - وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»


٣- ألم يُشرك (ملياران مسلم) بالله يوم أعطوا ظهورهم لقول الله تعالى (الروم ٣١-٣٢):


«مُنِيبِينَ إِلَيْهِ - وَاتَّقُوهُ - وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ - وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»


وتفرّقوا إلى أهل سُنّة وشيعة ومعتزلة وإباضية:


«مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ - وَكَانُوا شِيَعاً - كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»؟!


فهل هؤلاء يؤمنون بأن القرآن الذي بين أيديهم هو (كلام الله) الذي لو سمعه (مشرك) كان هناك احتمال أن يؤمن (التوبة ٦):


«وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ - فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ - ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ - ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ»؟!


هل هؤلاء (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) يعلمون أن الله تعالى يستحيل أن يقبل منهم الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة والحج ... وهم يكفرون بـ (كلام الله) وأنهم من الذين قال الله تعالى فيهم (الكهف ١٠٣-١٠٦): 


«قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً»


«الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا - وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»


«أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ - فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ - فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً»


«ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ - بِمَا كَفَرُوا - وَاتَّخَذُوا آيَاتِي - وَرُسُلِي هُزُواً»؟!


٤- هل يعلم الملياران مسلم أن النداء بـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يختلف في الخصوصية عن ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ وإن كان الأخير أعم دلالة؟!


هل يعلم الملياران مسلم أن الخطاب بـ (ياء النداء) وبـ اسم الموصول (الذين) وبـ (آمنوا) يشمل:


(أ) المؤمنين (الأحزاب ٤٩):


«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا - إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ - ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ - مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ - فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا - فَمَتِّعُوهُنَّ - وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً»


ولاحظ أن الله تعالى لم يقل (إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُسْلِمَاتِ).


(ب) ويشمل المنافقين (النساء ١٣٦-١٣٩):


«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:


«آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ - وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ - وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ»


«وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ - وَمَلاَئِكَتِهِ - وَكُتُبِهِ - وَرُسُلِهِ - وَالْيَوْمِ الآخِرِ - فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً»


«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ - ثُمَّ كَفَرُواْ - ثُمَّ آمَنُواْ - ثُمَّ كَفَرُواْ - ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً - لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ - وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً»


«بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ - بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً»


«الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء - مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ - أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ - فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً»


والسؤال:


هل الذين جعلوا (كلام الله) وراء ظهورهم، من (أهل السُنّة والشيعة والمعتزلة والإباضية) من (الَّذِينَ آمَنُواْ) أم (الَّذِينَ نَافَقُوا)؟!


محمد السعيد مشتهري 

فبراير 14

٣ min read

0

1

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page