top of page

(1020) 25/1/2018 لن يدخل الجنة من يجهل لغة القرآن العربية “2”

فبراير 2

4 min read

0

1

0

ree

انزعج بعض الأصدقاء من عنوان المنشور، ومنهم من أرسل لي على الخاص يقول إن اعتزازك وغرورك بمشروعك الفكري قادك أخيرا إلى الشرك بالله، وأصبحت تعلم من في الجنة ومن في النار.

والحقيقة أني كنت أعلم أن هذا العنوان سيقابل بردود أفعال متباينة، ولذلك رسمت صورة توضيحية تُبيّن القاعدة العلمية الثابتة التي يجب دراستها دراسة علمية لغوية قبل إبداء الرأي في المنشور.

أولًا:

إن مشروعي الفكري يقوم على بيان “ما يجب أن يكون”، ولا علاقة له بـ “ما هو كائن”، باعتبار أن الفجوة بين الاثنين كبيرة جدًا، بل لا علاقة بينهما أصلا، إلا من “الناحية الشكلية”!!

ثانيًا:

لا يغيب عن “محمد مشتهري” قوله تعالى لرسوله محمد:

١- “قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ”

# هذا عن “بشرية الرسول”

٢- “وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ”

# وعن “إيمان الرسول”

٣- “إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ”

# وهذا عن “ما يجب أن يكون”

٤- “وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ”

# وعن “ما هو كائن”

ثالثًا:

كما لا يغيب عن “محمد مشتهري” قوله تعالى:

١- “مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا”

# إنها سنة “الاختيار” التي خلق الله الوجود البشري عليها.

٢- “وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى”

# إنه “ميزان العدل” في الآخرة.

٣- “وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً”

# فأين الرسول؟!

لقد غاب الرسول، ويمثله “القرآن”، عن حياة الناس أجمعين بعد أن استحل المسلمون دماء بعضهم بعضا في “الفتن الكبرى”، وبعد أن تفرقوا في الدين، مع أن الله حذرهم من التفرق!!

ولذلك أصبح تقييم “ما هو كائن” بيد الله وحده، وأن على الناس العمل بـ “ما يجب أن يكون”، وعدم الإصرار على اتباع “ما هو كائن”.

رابعًا:

لقد حذر الله بني آدم من “الإسلام الوراثي”، ولكن المسلمين أعطوا ظهورهم لهذا التحذير الوارد في كتابهم، فقال تعالى:

أ- “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ”

ب- “وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا”

# ثم انطلق إلى “ما يجب أن يكون”:

ج- “أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ”

د- “أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ”

هـ “وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ”

و- “وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”

فماذا يعني قوله تعالى “وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”؟!

إن المولود يولد على “فطرة الوحدانية”، فإذا بالبيئة التي يتربى فيها تُشكّل تدينه، ويكبر ويصبح رجلًا، يدافع ويقاتل في سبيل نصرة “تدينه الوراثي”.

إذن فماذا فعلت “فطرة الوحدانية” بعد أن سلبها الآباء من قلوب الأبناء، فإذا بنا نجد أن ذرية “السني” تصبح “سنية”، وذرية “الشيعي” تصبح “شيعية”، وذرية “الداعشي” تصبح “داعشية”؟!

خامسًا:

فهل رجع “المسلمون” عن شرك آبائهم الذين تفرّقوا في الدين، والذين أعطوا ظهورهم لتحذير الله لهم، فقال تعالى مخاطبًا رسوله محمدًا:

١- “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا..”

٢- “مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ”

ثم بيّن بعدها من هم “المشركون” الذين حذر الله المسلمين أن يكونوا مثلهم، فقال تعالى:

٣- “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً”

أليس “ما هو كائن” هو التفرق في الدين، وبرهان ذلك قوله تعالى بعدها:

٤- “كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”؟!

لذلك أقول:

إن “مشروعي الفكري” يدعو المسلمين إلى تغيير “ما هو كائن”، والعودة إلى “ما يجب أن يكون”، أي إلى “إسلام الرسول”.

وعلى الذين ورثوا “الإسلام” عن آبائهم أن يعلموا، أنهم يعيشون داخل دائرة “ما هو كائن”.

وقد نجد منهم من لا يقرؤون ولا يكتبون ولا يعلمون ما هو “الفاعل”، وما هو “المفعول”، ومنهم من هم أتقى وأصلح الناس من حيث أداء العبادة، وفي معاملاتهم.

ولكن السؤال:

من المسؤول عن “التدين الوراثي” لهؤلاء؟!

الجواب:

“قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ”

لقد أمر الله “المسلمين” أن يُخرجوا الناس من “ظلمات” الجهل والتدين الوراثي، إلى “نور” العلم والتدين الذي ارتضاه الله لهم.

فإذا بهم هم الذين يَخرجون من “النور” ويدخلون “الظلمات”.

سادسًا:

إن مفتاح فهم عنوان المنشور:

“لن يدخل الجنة من يجهل لغة القرآن العربية”

موجود في أول كلمة فيه، وهي:

“لن” النافية، التي تدخل على الفعل المضارع فتخلصه لـ “المستقبل” بعد أن كان محتملا له، مثال ذلك:

١- إن “الآية” الدالة على صدق نبوة رسول الله محمد لم تكن “آية حسية” كالتي أيد الله بها الرسل السابقين، والتي تقوم حجيتها على مشاهدة “الأعين” لها، وإنما جاءت “آية قرآنية عقلية”.

ولا تثبت حجية “الآية العقلية القرآنية” بـ “المشاهدة” لأنها ليست “آية حسية”، وإنما تثبت حجيتها بآليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه والنظر..، إلى آخر “آليات عمل القلب”.

وعلى هذا الأساس ألزم الله الناس جميعًا بهذه “الحجية”، وطلب من الذين يَشكّون في هذه “الحجية”، وفي صدق الرسول، أن يأتوا بمثل نصوص هذه “الآية العقلية القرآنية”، فتدبر:

* “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ …”

* “وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا”

* “فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ..”

* “فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا”

تدبر كلمة “لن” في “وَلَنْ تَفْعَلُوا”، أي ولن تفعلوا في “الحاضر” ولا في “المستقبل”.

وهذا برهان قطعي الدلالة، على وجوب تعلم “لغة القرآن”، لمن يريد الدخول في “الإسلام”، وإلا كيف سيقف على فعالية وصدق “الآية” الدالة على أن هذا “الإسلام” هو “الدين” الذي ارتضاه الله للناس جميعًا؟!

واللافت للنظر، والذي هو إشكالية في حد ذاته، أن الذين دخلوا في “الإسلام” دخلوه من باب “الإسلام الوراثي”، وليس من باب “الآية”، حتى “الأعاجم” جاء إسلامهم على يد “مذهبي”، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا!!

إن أول طريق “البحث العلمي” هو “تحديد المشكلة”، ومشكلة المسلمين “قبل غيرهم” هي:

أن “القرآن” الذي بين أيديهم ليس “كتابًا إلهيًا” فقط، وإنما “آية عقلية” معاصرة لهم اليوم، تثبت صدق “نبوة” رسولهم محمد.

فإذا قرر إنسان أن يدخل في “دين الإسلام” من بابه الصحيح، باب “الآية العقلية القرآنية”، فكيف يتحقق ذلك وهو يجهل اللغة التي نزلت بها نصوص هذه “الآية”؟!

وللموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري


فبراير 2

4 min read

0

1

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page