top of page

(1035) 9/2/2018 عندما تخترق “لعنة التفرق في الدين” قلوب الكبار والصغار

فبراير 2

6 min read

0

0

0

لا أتصور أن يُضيّع مسلم متدبر للقرآن وقته في بيان وجوب اتباع المسلمين لأئمة السلف، ولأمهات كتب الفرقة التي ينتمي إليها، أو في بيان وجوب “تنقية” أو “هدم” هذه الكتب، بدعوى التنوير والمعاصرة.

ذلك أن الانشغال ببيان وجوب اتباع تراث الآباء الديني، أو ببيان وجوب تنقيته أو هدمه من قواعده، إن دل على شيء فإنما يدل على أن صاحبه لم يدخل “دين الإسلام” من بابه الصحيح.

هذا ما ذكرته في المنشور السابق، باعتباره المحور الأساس لموضوع المنشور، وخلاصة القول جملة واحدة:

إن الذي يدخل في “دين الإسلام” من بابه الصحيح الذي لم يأمر الله تعالى بغيره، وهو باب الإقرار بصدق “الآية القرآنية”، لا علاقة له بكل ما كان قبل إسلامه بدقيقة.

ولذلك فإن ما ينشره من يُسمّون بـ “التنويرين” من نقد أو نقض لتراث فرقتهم، بجميع وسائل الإعلام المختلفة، حتى ولو وصل إلى آلاف الكتب، وآلاف الفيديوهات.

سيوضع في ميزان “سيئاتهم”، وليس “حسناتهم”، لأنهم يتحدثون عن عصر جاهلي انتهى بكل ما فيه.

وعليهم أن يبدؤوا صفحة بيضاء جديدة لا تحمل إلا الفهم الواعي لنصوص “الآية القرآنية” التي هي الحد الفاصل بين إسلامهم وكفرهم.

فكيف يعودون لمناقشة قضايا تتعلق بعصر الجاهلية وظلماته، وقد أنقذهم الله منه وهداهم إلى نور كتابه المبين؟!

لقد نشرت في “١٨- ٧- ٢٠١٧” منشورًا بعنوان: “هل يفهم الآية العقلية العربية الجهلاء؟!”، وكان عن برنامج “الخريطة” الذي قدّمه “إسلام بحيري”.

وقلت أن هذه “الخريطة” هي خريطة تنوير أتباع فرقة “أهل السنة والجماعة”، فقط لا غير، وتشهد بذلك مقدمة الحلقات التي تحمل أسماء مرجعيات هذه الفرقة.

أولًا:

ومن الأمثلة التي تبيّن مدى “انتمائه العقدي” لفرقة “أهل السنة والجماعة”، وأنه لا يرى “الإسلام” إلا في أمهات كتب هذه الفرقة.

١- يقول:

ففي هذا البرنامج، أنا حخليكم زيهم، لتصبحوا طرفًا في الصراع، حتعرفوا كل حاجة، ما هو علم الحديث، حشرحوا كله، الفقه أصوله، التفسير.

# إذن فهو يخاطب أتباع فرقة “أهل السنة والجماعة” ليبين لهم ما حملته أمهات كتب الفرقة من أباطيل!!

٢- يقول:

سأبين لكم أين الخلل في كل العلوم التي ظهرت بعد القرآن … بحيث إلي يشوف حلقات البرنامج كلها يعرف كل شيء في الدين من أول البعثة النبوية.

# طبعا يقصد بـ “كل العلوم” علوم فرقة “أهل السنة والجماعة”!!

٣- يقول:

القرآن نزل للناس كلها، علشان كلنا نفهمه.. هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ .. هنا لا يستطيع أحد أن يُخصص كلمة الناس، لتكون فئة بالوكالة أو غيرهم.

# نعم إن كلمة “الناس”، في هذا السياق، تعني شعوب العالم، ولكن كيف يفهم “العجمي” القرآن وهو يجهل “اللغة العربية”، بل وكيف يفهم العرب أنفسهم “القرآن” دون الاستعانة بمراجع اللغة العربية؟!

٤- يقول:

ولكن لو صح الحديث، بمعنى لو صح بشروط سأذكرها لكم من منهجهم، يبقى خلاص كلام رسول الله فعلا كلام مقدس.

# طبعا هو يتحدث عن شروط علماء الحديث التابعين لفرقة “أهل السنة والجماعة”، والتي إن صحت “يبقى خلاص كلام رسول الله فعلا كلام مقدس”، حسب عقيدة “إسلام البحيري”!!

٥- يقول:

هل هناك سنة لرسول الله؟! طبعا طبعا مليون في المائة فيه سنة لرسول الله، يعني الرسول في مكة والمدينة تكلم وفعل وترك، وسأخبركم بعد ذلك بأنواع السنن.

# طيب يا جماعة دا الراجل سلفي أهو، دخلتوه السجن ليه؟!

٦- يقول:

وصف النبي لمن كانوا في مكة كان وصفًا في محله عندما قال “نحن أمة أمية لا تكتب ولا تحسب”، فهم بعاد جدًا عن الكتابة.

# يستند إلى رواية موضوعة تفتري على الله ورسوله الكذب، وتجعل أمة رسول الله “أمة جاهلة”، ثم يدعي التنوير والتجديد!!

٧- يقول:

والمقصود من الحفظ الحفظ من الضياع، لأنه لو لم يُحفظ في صدور الرجال المَكّيّين من الصحابة كان القرآن فعلا حيضيع.

# وها هو يكشف، دون أن يشعر، عن “إلحاده في آيات الله” بادعائه أن القرآن تناقلته الألسن شفاهة دون أي تدوين له في الصحف خلال العهد المكي!!

ثم إن قوله “كان القرآن فعلا حيضيع” يعني أن إسلامه “إسلام وراثي”، ولم يدخل في “دين الإسلام” من باب الإقرار بصدق “الآية القرآنية”، التي تعهد الله بحفظ نصوصها إلى يوم الدين.

ثانيًا:

فإذا تركنا برنامج “الخريطة” وذهبنا إلى برنامجه الجديد “البوصلة”، وجدناه يخلع ثوب “التجديد”، ويلبس ثوبًا جديدًا اسمه “إعادة بناء الفكر الديني” على أساس “التنوير”!!

# طبعا عندما يقول “إعادة بناء الفكر الديني” فهو يقصد بكلمة “الدين” دين فرقة “أهل السنة والجماعة”!!

١- وكما خرج الشيخ محمد عبد الله نصر من السجن تائبًا نادمًا على ضياع عمره في “نقد التراث”، وكان الأولى أن يُضيّعه في دراسة القرآن.

يقول “البحيري” في مقدمة برنامجه “البوصلة”، إن سبب اختياره هذا الاسم ليعبر عن المسؤولية الفردية في الفكر الديني، لتأسيس مرحلة جديدة غير مرحلة “نقد التراث”.

ويقول: إن “التراث” ليس حاجة “وحشة”، وعلينا أن نضعه في مكانته البشرية، دون أي “خناقات”، ولا لعب مع الأنظمة لأنه اتضح أنها لعبة “مضرة”!!

٢- ثم لبس لباسًا جديدًا يجعله يُمسك العصا من المنتصف، وهو جملة من ثلاث كلمات اسمها “من وجهة نظري”، أي أن كل ما سيقوله في هذا البرنامج هو من وجهة نظره الشخصية، التي لا يفرضها على أحد!!

ثم وضع شرطًا هامًا وألح على وجوبه، وهو ضرورة مشاهدة جميع حلقات برنامج “الخريطة”، لأنه القاعدة التي ستقوم عليها حلقات “البوصلة”، وأشار إلى أنه لن يعيد ما ذكره عن “علم مصطلح الحديث”، وعن الاسمين الكبار “البخاري ومسلم”!!

# لقد تغيرت اللهجة، وتغير الأسلوب في التعامل مع أئمة السلف، ولكنهم أئمة سلف الفرقة التي يتبعها ويعتز بها، فرقة “أهل السنة والجماعة”!!

ثالثا:

ثم ذهب إلى ست لوحات موضوعة على الحائط، يعتبر أن ما فيها هو أساس “التنوير” الذي يقوم عليه “إعادة بناء الفكر الديني”، طبعا “السني”:

١- قوله تعالى: “ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ”

يجب أن نستخدم مع أي كتاب غير هذا الكتاب مبدأ الشك.

٢- “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”

يعني الاختلاف سبب وجودنا في الدنيا، نختلف على مر العصور، فالاختلاف ليس حكرا على السلف فقط!!

٣- “هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ”

# الحقيقة إن منهج “قص ولصق” الآيات لخدمة توجه فكري معين، إن دل على شيء فإنما يدل على مدى “الإفلاس الفكري” الذي أصاب من جعل منهم الإعلام “نجوما” للتنوير!!

وبرهان ذلك نقف عليه عند شرحه لمعنى هذه الآية الأخيرة، وتحريفه لاسم الإشارة “هذا”، لأنه يريد أن يصل إلى هدف محدد وهو أن هذا القرآن بيان لكل الناس.

الأمر الذي يعني أن كل الناس تستطيع فهمه دون وسيط، وهذا ما قال صراحة:

“على قد ما تفهم مني أو من غيري، حتى الناس إلي كلامهم عادي إلي انت بتسمعهم، هوه دا بوصلتك الحقيقية إلى انت مسؤول عنه، هوه دا معنى اسم البرنامج “البوصلة”، يعني بوصلتك عقلك أنت، علشان القرآن دا لك أنت”.

# لقد وصل عقل زعيم الإلحاد “محمد شحرور” إلى أن “الكتاب” غير “القرآن” وهذه مسألة لا يقول بها أي “عاقل” متدبر للقرآن.

كما وصل به عقله إلى إباحة “الزنا” بشرط أن تكون المرأة غير متزوجة، ولمدة لا تزيد عن ثلاث ليال، وهذه مسألة لا يقول بها مسلم ويبقى على إسلامه لحظة!!

رابعًا:

ولأن “البحيري” يعيش داخل منظومة “العشوائية الفكرية”، لا يعلم حقيقة “دين الإسلام” الذي يتحدث عنه، راح يتخذ كلام “البشر” محورًا أساسًا في بوصلته، فإلى باقي الأقوال المأثورة:

٤- اللوحة الرابعة:

جزء من بيت شعر لأبي العلاء المعري:

زعم الناس أن يقوم إمام ناطق في الكتيبة الخرساءكذب الزعم “لا إمام سوى العقل” مشيرا في صبحه ومساء.

ويعلق فيقول:

أي عقل، وعلى قد عقلك هوه دا حسابك وجزاءك، والقرآن الذي قال هذا ولست أنا، فالإمام الحقيقي الذي يجب أن تتبعه هو عقلك الذي هو ملكك.

# وأين نذهب بالآيات التي تحدثت عن فضل “الأئمة” في هداية الناس، كقوله تعالى:

* “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ”

* “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً”

٥- اللوحة الخامسة:

“كلمة عظيمة لـ “نتشه”، مفكر عظيم ألماني، أسطورة، لا تصدقوا أغلب ما تسمعون عنه، إنه ملحد…، بيقول كلمة مهمة جدا:

“ليست هناك حقائق، بل فقط تأويلات”

يعني لو عندنا نص القرآن، لا تقول فيه إن هذه هي الحقيقة، لا أحد معاه الحقيقة المطلقة لفهم النص القرآني.. ليس بينك وبين الله وسيط، لا في العبادة ولا في الفهم، فأستاذنا نتشه يقول مفيش حقائق”

# والحقيقة إن “البحيري” بهذه الحلقة الأولى، وبهذه المقدمة، قد كشف عن حقيقة توجهه الفكري والعقدي، لقد تقدم على “محمد شحرور” في الإلحاد بمراحل!!

إن “محمد شحرور” يملك “علمًا”، ولكنه يوظفه لصالح “هواه”، أما “البحيري” فلا علم عنده أصلًا، ويعتمد على كثرة اطلاعه ونقله عن الغير.ولذلك قال وهو يُعظم “نيتشه”: “لا تصدقوا أنه ملحد”، لأن هذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل صاحب هوى، ويكفي أن تكتب “نيتشه” على محرك البحثوأنت تعلم من هو، وهذا رابط للدكتور مصطفى محمود:

https://www.youtube.com/watch?v=_YnnjuoLO0A

٦- اللوحة السادسة:

جملة لـ “هيجل” حيث يقول:

لا يمكن تجاوز أي شيء “يعني نتخطاه” إلا بعد مناطحته، ومعاناته، والمرور فيه.

يعني أي شيء عقبة لا يمكن تجاوزه بالكلام، لازم تمر بهذه المراحل: مناطحته، ومعاناته، والمرور فيه، وهذا ما فعلته:

فقد بينت أن التراث عقبة كان يجب مناطحتها، ثم نعاني فيها، ثم نمر منها زي ما أنتم شايفين النهاردة… فكل ما فعلته خلال الخمس سنين الماضية هي إرجاعه إلى بشريته، عشان نكلمهم كبشر.

# فهذه، كما نلاحظ، لوحات تحمل أقوالا منتقاة لخدمة التوجه الإلحادي الذي تقوم عليه برامج “البحيري”، وكلها لا تخرج عن دائرة المنظومة الفكرية الدينية لفرقة “أهل السنة والجماعة”.

والخلاصة:

وضعها “البحيري” بنفسه، حيث قال في ختام الحلقة:

والبرنامج لكل الناس، بجميع الملل والنحل، ولكني لن أتكلم عن مذاهبهم، وإنما ازاي “احنا كمذهب السنة” نصلح دا، فقد يتأسى بنا غيرنا فنتلاقى في التجديد، ونتقدم جميعا إلى الأمام خطوة واحدة.

هذه هي “المصيبة العقدية” التي لو مات عليها “البحيري” مات “مشركًا”، وهي قوله:

“احنا كمذهب السنة”!!

والله تعالى يقول لرسوله وللذين آمنوا معه:

“وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ . مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”

فأين “خريطة” و”بوصلة” هذه الآية يا “بحيري”؟!

ولكم أن تتخيلوا جدوى آلاف الحلقات من برامج أمثال ما يقدمه “البحيري”، ومقدم البرنامج والذين يخاطبهم لم يدخلوا أصلا “دين الإسلام” من باب الصحيح؟!

وإن دخول “دين الإسلام” من باب الصحيح لن يستغرق دقيقة واحدة، يمحو خلالها “المسلم” كل ما في ذاكرته المعرفية عن عصر الجاهلية، ثم يتحرك نحو تفعيل النص القرآني في حياته.

وهذا رابط مقال لي في هذا السياق:

زمة الأزهري – الجفري – البحيري”

https://islamalrasoul.com/323-2042015/

6627837221:0محمد السعيد مشتهري

رابط حلقة “إسلام البحيري”

https://www.youtube.com/watch?v=0QK5tCT57RU&t=1584s

https://youtu.be/_YnnjuoLO0A

فبراير 2

6 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page