top of page

(1064) 17/3/2018 «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ»؟!

يناير 30

4 min read

0

0

0

ree

إن المليارين مسلم الذين يعيشون على هذه الأرض، أعضاءٌ في منظومة «الآبائية» المذهبية، والذي ألغى منهم عضويته وانتماءه لفرقته، وكفر بتراثها الديني، يظل «عضوًا شَرَفيًّا» ولكن بلباس جديد اسمه المعاصرة والتنوير.

ثم يقضي بهذا اللباس الجديد حياته في هدم تراث فرقته!!

أولًا:

إن الأصل الذي قام عليه «دين الإسلام»، هو «الوحدانية»، ومقام «الوحدانية» يقتضي ألا يُشرك المرء بالله «شيئًا»:

«يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً»

ثم تدبر ماذا قال الله بعدها عن مقابل «الوحدانية»:

«وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ»

إن «هوى النفس» شيء من الأشياء:

* «أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ – وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ – وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ – وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً..»؟!

ولذلك فإن الأمر يقتضي الإسراع بـ «التوبة» فور أي معصية، حتى لا تتراكم المعاصي، فيموت المرء «مشركًا» ويُخلد في جهنم:

* «بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً – وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ – فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ – هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

فالذي يُلحد في أحكام القرآن. ويقول الكتاب شيء والقرآن شيء، ويُحل العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة بشرط ألا تكون متزوجة، وألا يحدث هذا في مكان عام ….، إلى آخر هذا الهوس الديني.

هذا الملحد لو جاء بعد ذلك بكل الحق، وترك فيه هذه المنكرات، كان مشركًا بالله، لا يؤخذ منه علم ولا دين ولا فقه معاصر.

ثانيًا:

لا يوجد في «فقه القرآن» قاعدة فقهية تقول:

«إن من اجتهد فأخطأ فله أجر، ومن أصاب فله أجران»

وإنما القاعدة هي:

أن تدبر القرآن يقوم على «منهجية علمية»، وهذه المنهجية تقوم على الفهم الواعي لـ «الوحدانية»، وهذا الفهم يحتاج إلى أدوات مستنبطة من ذات النص القرآني، وهي:

١- علوم اللغة العربية:

التي كان ينطق بها «لسان العرب» قبل بعثة رسول الله محمد، ونزل القرآن يخاطبهم بها.

٢- علم السياق:

الذي يقوم على فهم «الكلمة» في ضوء «الجملة القرآنية»، ثم في ضوء «الآية»، ثم في ضوء «الآيات» المتعلقة بموضوعها.

٣- آليات عمل القلب:

آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه والنظر…، التي يستحيل التعامل مع القرآن بدون تفعيلها.

٤- آيات الآفاق والأنفس:

وهي أساس فهم معظم كلمات القرآن، لأنها تحمل «المقابل الكوني» لكل كلمة، ومن هذه الكلمات ما يحتاج إلى علماء متخصّصين للكشف عن عطاءاتها العلمية.

# وتعمل كل هذه الأدوات حول محور ثابت أسمّيه:

٥- منظومة التواصل المعرفي.

ثالثًا:

إن التعامل مع القرآن يجب أن يكون بهذه الأدوات «مجتمعة»، حتى لا نفهم آية أو حكمًا بصورة غير صحيحة، ثم نقول:

لكل مجتهد «نصيب»، فإذا أخطأ «فله أجر»!!

١- إن القرآن «علم» يجب أن نتعامل معه بـ «منهجية علمية»، وبأدواتها المستنبطة من ذات النص القرآني، حتى لا نقع في أخطاء الفهم العشوائي، والهوس الديني، ويخرج علينا من يقول:

إن «لسان العرب» يصف المرأة بـ «البقرة والناقة والنعجة..»، وأنت تقول إننا يستحيل أن نفهم القرآن بمعزل عن مراجع اللغة العربية التي حملت «لسان العرب».

وها هو «لسان العرب» يصف المرأة التي ورد ذكرها في القرآن بهذه الصفات، فما رأيكم؟!

أقول:

لقد حملت هذه الأدوات الحق والباطل، فـ «منظومة التواصل المعرفي» حملت الحق والباطل ومراجع «اللغة العربية» حملت الحق والباطل …، وبينت ذلك في أكثر من منشور.

لذلك يجب أن نستخدم أدوات فهم القرآن «مجتمعة»، والذي يحكم اختيارنا لمعنى الكلمة هو تناغمه مع «السياق»، ومع «آليات عمل القلب»، ومع «آيات الآفاق والأنفس».

٢- إن تحصيل علوم «لغة القرآن العربية» شرط أساس لفهم آياته واستنباط أحكامها، والذين يتصوّرون أن عقولهم ستهديهم إلى هذا الفهم دون تحصيل هذه العلوم، هم ضحايا الجهل والإلحاد.

وقد لا يعلم كثير من الأصدقاء أن تعليمي الجامعي كان بـ «اللغة الإنجليزية»، ثم قمت بالتدريس منذ أن كنت معيدًا أيضا بـ «اللغة الإنجليزية»، ولم أكن أستطيع وقتها كتابة فقرة واحدة بـ «اللغة العربية الفصحى»!!

ولكن، عندما وقفت على إشكاليات «الإسلام الوراثي»، وعلمت أن طوق النجاة في كتاب الله وحده، لأنه الذي حمل «الآية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد.

فإن الأمر استلزم أن أدرس، وأن أتعلم، كيف أستخدم طوق النجاة لأنجو من الجاهلية المذهبية التي كنت فيها.

٣- ولذلك أتعجب من أمر الذين يتهمونني بـ «السلفية»، ومن الذين يقولون إني «حاقد» على أصحاب القراءات المعاصرة والقرآنية والمستنيرة لأنهم «نجومٌ»، وأنا «مغمورٌ»!!

والسؤال:

وهل هناك «عالم» يحقد على «جاهل»؟!

رابعًا:

لقد جاء جميع الرسل لهدم «الآبائية» وتحذير الناس من إعادة بنائها، ولكن الناس كانوا يواجهون دعوة الرسل بقولهم:

١- «قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا»

فيقول الله تعالى:

* «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ»

# إذن فأي علاقة تربط المسلم بتراث فرقته معناها أنه من الذين:

«لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ»

٢- «قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا»

فيقول الله تعالى:

* «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ»

# إذن فأي علاقة تربط المسلم بتراث فرقته معناها أنه من الذين:

«لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ»

فمن كان وراء ضلال المسلم الذي تمسك بهدم تراثه آبائه:

٣- «أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ»

# إذن فأي علاقة تربط المسلم بتراث فرقته معناها أنه من الذين:

دعاهم الشيطان فاستجابوا له، وسيقول لهم جميعًا:

* «إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ – وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي»

* «فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ – مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ – إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ – إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»

اخلعوا لباس الفِرْقة الذي تلبسونه، لأنه سيقودكم إلى جهنم وبئس المصير.

محمد السعيد مشتهري


يناير 30

4 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page