top of page

(1072) 28/3/2018 «وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ»

يناير 30

4 min read

0

0

0

كيف تقول «الله أكبر» وشهوة «السيجارة» أكبر من «شرع الله»؟!

هل هناك مؤمن عاقل يقول إن تدخين السجائر من «الطيبات»؟!

فلماذا لا تبتعدون تماما عن «تدخين السجائر»، ولو من باب «اتقاء الشبهات»، وأنتم تعلمون علم اليقين التحذيرات التي تكتبها الشركات المصنعة على العلبة؟!

لا تستطيعون لأنكم أصبحت عبيدًا لـ «هواكم»، وأنتم على «علم» بفساد «الهوى»، والله تعالى يقول:

* «أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ – وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ – وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ – وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً – فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ – أَفَلا تَذَكَّرُونَ»

إذن، فليس أمامك إلا «التوبة»، والاقلاع عن هذا «السم القاتل».

أولًا:

لم يتعلم المسلمون كيف يتعاملون مع القرآن، باعتباره «آية إلهية»، وليس فقط كتابًا إلهيًا، فلما بلغوا أشدهم، وأراد بعضهم أن يدرس القرآن ويقف على أحكامه، وجد أمامه منظومة معرفية سلفية عشوائية، فكان سعيدًا بها.

وعندما رفض البعض هذه «المنظومة السلفية»، ولم يجد أمامه بديلًا معرفيًا يقوم على منهجية علمية لفهم القرآن وتحمل أدوات مستنبطة من ذات النص القرآني..، ذهب يجتهد بـ «غير علم»!!

ومن منطلق هذه «العشوائية الفكرية»، تعجب البعض من عنوان المنشور السابق:

«إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ»

وأقام الدنيا ولم يقعدها، بدعوى أن «مشتهري» جعل «تدخين السيجارة» مثل عمل «قوم لوط»!!

الحقيقة، عندما نتابع تعليقات المخالفين، نعلم لماذا قال المثل:

«الطيور على أشكالها تقع» … فلا علم، ولا حجة، لا تدبر!!

فتعالوا نقف على ما قلته في المنشور السابق.

١- لقد بدأت السياق الذي ورد فيه الحديث عن قوم لوط بقولي:«إن كلمة شَهْوة اسم، مصدر شَها، وهي ما يُشْتَهَى من الملذَّات المادية، والرغبة في دوام الاستمتاع بها، كشهوة الأكل وشهوة الجنس… فهي حالة نفسية مصحوبة بلذة».

٢- وقلت: «طبعا، لم يصبح هؤلاء القوم فوجدوا أنفسهم فجأة يرتكبون هذه الفاحشة، وإنما هي مسيرة حياة، اتسعت خلالها دائرة ارتكاب الشهوات المحرمة، حتى وصلت بأصحابها إلى الهلاك».

٣- وقلت: «إذن فالقضية ليست في الأصل هي إتيان الرجال، وإنما هي الشهوة…، أي أن الذي دفعكم إلى فعل شيء لم يسبقكم إليه أحد هو الشهوة»

٤- وقلت: «وهل عندما يُخرج المدخن السيجارة ليُدخّنها، ألا يحدث هذا بدافع شهوة الاستمتاع بلذتها التي اعتاد عليها سنوات حتى أصبح عبدًا لها، لا يستطيع أن يفارقها؟!»

# إذن فأنا أتحدث عن تأثير «الشهوة» عندما تبدأ «صغيرة» بـ «سيجارة»، ثم تتحول إلى «كبيرة» بـ «الإدمان»، تأخذ صاحبها إلى جهنم.

وأنا غير مسؤول عن الذي كفر بالفرق والمذاهب المختلفة، ثم جاء إلى هذه الصفحة، فإذا به يُصدم لأن المنشورات لم تكن على هواه!!

أنا أيضًا منذ عقود من الزمن، كفرت بما كفر هو به، فعند من المشكلة؟!

ثانيًا:

عندما يقول الله تعالى:

«ولُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُون»

ثم يقول بعدها:

«أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ»

إذن فهناك علاقة بين «الفاحشة»، و«الشهوة»، و«إتيان الرجال».

١- إذا تدبرنا جملة «شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ» علمنا أن «الفاحشة» تعني:

تعدي المؤمن لـ «حدود الله»، التي نص عليها في كتابه، «قولًا وفعلًا»، إلى أن يصل إلى الحد الأقصى في «الفحش» وهو «الكذب» على الله تعالى، وطبعا لا يحدث هذا في يوم وليلة.

إن «الفحشاء» اسم مشتق من «فَحُش» إذا تجاوز الحد الشرعي المعروف في الفعل، كـ «الزنا»، أو في القول كـ «الكذب».

# وهل أصبح «المدخن» «مدمنًا» في يوم وليلة؟!

٢- لذلك نلاحظ أن الله لم يُحرّم على الناس «فعل» المحرمات، وإنما حرّم عليهم عدم «الاقتراب» منها، فتدبر:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً»

* «وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ – إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين»

* «إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء»

* «وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون»

وهنا علينا أن نتدبر جيدًا السياق، لأنه يتحدث عما تنبت الأرض من «الطيّبات»، أي «الحلال» الذي أحله الله.

أما «الحرام» الذي تنبته الأرض فـ «الشيطان» هو الذي يتولى أمره، فقال تعالى:

* «إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء»

وهذه هي المهمة التي تركها الله للشيطان ليقوم بها بين الناس:

«قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً»

ثالثًا:

وهل نبات «التبغ»، الذي تنبته الأرض، والذي هو المكون الأساس في عملية تصنيع «السجائر»:

# من «الحلال الطيب» الذي أمر الله الناس تناوله؟!

# أم من «الحرام الخبيث» الذي أمر الشيطان به ليرضي شهوات أتباعه؟!

١- فيا أيها المؤمنون العقلاء:

إذا أثبتت «منظمات الصحة العالمية» أن هذا الشيء «طيب» ثبتت «حلِّيته»، و«الطيب» هو الشيء الذي تستطيبه «القلوب السليمة»، ولا يعود على وظائف أعضاء الجسم بالضرر.

وإذا أثبتت «منظمات الصحة العالمية» أن هذا الشيء «خبيث» ثبتت «حُرمته»، و«الخبيث» هو الشيء الذي تستقذره «القلوب السليمة»، ويعود على وظائف أعضاء الجسم بالضرر.

# وهل تفعل «السجائر» في جسم «المدخن» غير ذلك؟!

٢- وعليه، وضع الله «الميزان العام» لأحكام «الحلال والحرام»، فقال تعالى مُبيّنا رسالة رسوله محمد للناس جميعًا:

«يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ – وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ – وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ – وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ»

والضابط الحاكم لمسألة الطيب والخبيث هو «العلم»، فهو الذي يقول على مر العصور ما هو «الطيب»، وما هو «الخبيث»، حسب الظروف والتحديات التي يعيش بداخلها الناس.

# فلماذا لا يقبل «المدخنون» تقارير «منظمات الصحة العالمية» عن أضرار «التدخين»، والتي تثبت أنه «عين الخبائث»؟!

٣- وكان لابد أن يخترق الشيطان منظومة «الحلال والحرام» فيحل للناس «الْخَبَائِثَ»، ويحرم عليهم «الطَّيِّبَاتِ» على خطوات:

* «وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ – إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين»

وأول الخطوات:

* «إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء»

و«السوء» المعصية «السيئة» في بدايتها، فإذا أصر عليها المرء «تستفحش»، ويُسمى صاحبها «فاحشًا» يرتكب «الفواحش».

ولذلك حذر الله المؤمنين من أن يصلوا إلى حد «الفواحش»، حتى لو كان ذلك داخل دائرة «الأفكار والتصورات»، فتدبر:

* «وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ»

رابعًا:

ثم تأتي الخطوة الشيطانية الأخيرة:

* «وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون»

ولذلك لا نتعجب عندما نرى أن من ارتكب «سيئة» ولم يتب، ثم «سيئة» ولم يتب، ثم ثالثة ولم يتب..، قد دخل دائرة ارتكاب «الفواحش» وهو لا يدري!!

فإذا قلت له احذر … لقد اتبعت «خطوات الشيطان»، تجده لا يدرك ما تقول، بل ويجادلك بالباطل، ويفتري على الله الكذب، ويقول بما لا يعلم، دفاعا عن شهوة «تدخين سيجارة»!!

هل هناك مصيبة «فكرية»، قبل أن تكون «شرعية» يعيش بداخلها «المدخنون»، «الذين آمنوا»، مثل هذه المصيبة، التي لو وقفوا على مصيرها لأقاموا «المآتم»؟!

والغريب … أننا نرى من «المدخّنين» من يندمون على اليوم الذي دخّنوا فيه «أول سيجارة»، وعلى الأيام التي اتبّعوا فيها «خطوات الشيطان» حتى وصلوا إلى حالة «الإدمان»!!

ألم يقل لكم الله تعالى عن الشيطان:

«إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين»

فلماذا لم تؤمنوا بعداوته، إلا بعد أن أصبحتم «عبيدًا» عنده، أمركم منذ سنوات بـ «تدخين السجائر» فقلتم له سمعًا وطاعة، واليوم تطلبون العلاج، ودخول مصحّات «الإدمان»!!

أَفَلا تَعْقِلُونَ؟!

محمد السعيد مشتهري

يناير 30

4 min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page