top of page

(1082) 8/4/2018 عندما تُوظَّف «اللغة العربية» لصالح «المُلْحِدين»!!

يناير 30

5 min read

0

0

0

صحيح أن «الكلمة القرآنية» هي «الأصل» الذي يقوم عليه فهم الآية التي وردت فيها، وليس العكس، ولكن يستحيل فهم معنى هذه الكلمة إلا إذا كان مُسمّاها، أي «مقابلها الكوني» الموجود خارج القرآن، له صورة ذهنية عند القارئ من قبل أن يقرأ القرآن.

لذلك كان من المستحيل فهم القرآن من داخل القرآن بمعزل عن «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت لشعوب العالم «المقابل الكوني» لكل كلمة تنطق بها ألسنتهم، هذا «المُسمّى» الذي تعلّموه في طفولتهم «الاسم + صورته».

إن المؤمن الذي يحمل «المنهجية العلمية» التي يقوم عليها تدبر آيات القرآن، يعلم أن الكلمة القرآنية قد تأتي في السياق القرآني بأكثر من معنى، وأن الذي يحدد المعنى المناسب هو السياق نفسه، وما يحمله من «قرائن» دالة على المعنى المختار.

ولقد شهدت القرون الماضية عبثًا بأحكام القرآن، بانتقاء معاني بعيدة الصلة بالسياق، وترك المعاني الصحيحة، لخدمة توجهات عقدية وتشريعية مختلفة، كما يفعل اليوم أصحاب القراءات المعاصرة والمستنيرة.

فتعالوا نتعلم كيف نُسقط هذه القراءات من قواعدها، ونبيّن للناس أنها دخان في الهواء، وهواء يسبح على الماء.

أولًا:

عندما نجد كلمة «الناس» في السياق القرآني ونريد أم نفهم معناها نقوم بحصر الكلمة ونتدبر المواضع التي جاءت فيها.

وأول شيء سنعلمه هو أن «الناس» جمعٌ من الذكور والإناث:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى»

وأن «الذكور»، و«الإناث»، في السياق القرآني، هم «الرجال»، وهن «النساء»:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً»

إذن يستحيل أن يفهم «مسلم عاقل» معنى «الرجال»، ومعنى «النساء» في السياق القرآني، على غير معنى «الذكور»، و«الإناث»، إلا إذا وردت قرينة تصرف المعنى إلى غيره.

فإذا تدبرنا سياق الآية التالية التي وردت فيها كلمة «الناس»:

«زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ…»

نجد أنها جمعت الشهوات التي تحكم حياة الناس، سواء كانت بذاتها، أو بما يقوم مقامها على مر العصور، وهي:

«النساء، والبنين، والأموال المكدسة، والخيل التي أحسن خدمتها، والأنعام، وما تنبت الأرض»

ولذلك لم يكتف بذكر «الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» وذكر قبلها «الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ» لبيان أن المقصود هو النهي عن الاستغراق في هذه الشهوات، وهو تحذير يشمل الرجال والنساء.

ولم يذكر «البنات»، وعطف فقط «البنين» على النساء، لأنه مما يُفهم ضمنيًا دون ذكره، فلا يُعقل أن تتحرك شهوات الناس نحو «البنين» دون «البنات»!!

إن كلمة «النساء» اسم جمع امرأة، ولا مفرد له، وتطلق على «الإِناث» بقرينة السياق، كقوله تعالى:

* «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ»

فـ «النساء» الأولى هن «أزواج النبي»، و«النساء» الثانية هن عموم «النساء»، متزوجات وغير متزوجات، وهذا هو المعنى في جميع المواضع التي وردت فيها الكلمة.

بل إذا ذهبنا إلى سورة «النساء» التي حملت «الاسم»، و«مُسمّاه» الموجود خارج القرآن في الواقع المشاهد، نجد أن كلمة النساء وردت فيها «٢٠» مرة بنفس المعنى «جمع امرأة».

والمفاجأة أن السورة ختمت بـ «الآية ١٧٦» وقوله تعالى:

* «وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ»

فتدبر: «رِجَالاً – وَنِسَاءً» في مقابل «الذكر – والأنثى».

# الخلاصة:

لا يوجد مسلم عاقل تدبر القرآن حق تدبره، يفهم كلمة «النِساء» في السياق القرآني على غير أنها «جمع امرأة»

ثانيًا:

إن كلمة «نَّسِيءُ»، بفتح النون، تعني «ما يأتي متأخرًا».

أما كلمة «النِّساء»، بكسر النون، فهي «جمع امرأة».

فإذا ذهبنا إلى كتاب الله وجدنا أن كلمة «النِّساء»، بكسر النون، لم ترد مطلقا في أي سياق يُفهم منه أنها تعني «التأخير».

أما كلمة «النَّسِيء»، بفتح النون، فقد وردت مرة واحدة في سورة التوبة، فيقول تعالى:

* «إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ»

وذلك في سياق الرد على الذين كانوا يتلاعبون بالشهور القمرية عن طريق ما تعارفوا عليه في الجاهلية باسم «شهر النَّسِيء» الذي قال الله عنه:

* «يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ».

# والخلاصة:

طالما أن كلمة «النَّسِيءُ»، بفتح النون، بمعنى «التأخير»، وردت في القرآن، تصبح كلمة «النِّساء»، بكسر النون، لا علاقة لها مطلقًا بـ «النَّسِيءُ»، وطبعا هذا الكلام «لأُوْلِي الأَلْبَابِ»!!

ثالثًا:

في الحوار الذي دار مع «د.م. محمد شحرور»، في الفيديو المرفق، لي وقفات:

١- يسأله المحاور: «نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ» هل المقصود بالنساء «الزوجة»؟!

# شحرور: لا، حرث لكم، والحرث هو المكسب، حرث الدنيا وحرث الآخرة، الآية لا تتحدث عن «جنس»؟!

٢- يسأله المحاور: أين نجد معنى «النِّساء» الذي تقول به؟!

# شحرور: مشتقة من «النَّسِيءُ»، وليس لها جذر آخر أصلًا.

٣- ثم عندما وجد «شحرور» أن جميع المواضع التي وردت فيها كلمة «النِّساء» لا توجد بها أي قرينة تفيد «التأخير» قال:

أما عندما يقول الله للنبي «يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ»، «وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً»، فكلمة «النِّسَاءَ» هنا «جمع امرأة»، لماذا يا «شحرور»؟!

يقول لأن نظم «سياق» الآية هو الذي بيّن ذلك!!

٤- فإذا ذهبنا إلى صفحته الرسمية / ميديا / اللقاءات الصحفية / لقاء الدكتور محمد شحرور مع منتدى الشرفة / الجزء الثالث، نجد سؤال من «أماني»:

المفكر الدكتور محمد شحرور، أهلا وسهلا بك هنا.

ما رأيك قوله تعالي:

* «نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»

# «شحرور»: المشكلة هنا في معنى «نساؤكم» وفي معنى «الحرث».

النساء: لها معنيان:

إما جمع امرأة، وإما جمع نَسِيء، وهو التأخير، أي ما استجد من أشياء، وقد وردت في التنزيل الحكيم النساء والحرث في آية واحدة في سورة آل عمران وهي:

«زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ»

فإذا كانت «النِّسَاء» هنا جمع امرأة، فلماذا زينها للناس وليس للرجال فقط، ولماذا وضعها مع الأشياء الذهب والفضة والأنعام والتي هي الخيل والبغال والحمير والغنم والبقر والإبل والماعز؟!

ثم قال «الحرث»، فإن كان الحرث هو «الجنس»، فلماذا قال النساء؟!

ثم قال:

في هذه الآية لتكون صادقة على الواقع في العالم أرى ما يلي:

«النِّسَاء جمع نَسِيء، وهو ما استجد من الأشياء ومن التشريعات، والنساء سميت نساء لأنها تأخرت في الخلق، أي أن الله خلق الذكورة والأنوثة معاً، ثم فصل الأنوثة لوحدها..»

«وسورة النساء سُمّيت بهذا الاسم لأن التشريعات الواردة فيها تأخرت حتى بعثة رسول الله، أي لم تأت إلى رسول قبل محمد، فأخّرها تعالى حتى بعثة محمد»

# تعليق: «حكاوي القهاوي»، ثم قال:

«نأتي إلى معنى الحرث… فهل حرث الدنيا وحرث الآخرة هو العلاقة الجنسية … لذا فإن معنى نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ … هو:

«نساؤكم»، جمع «نسيء»، أي ما استجد من الأشياء، فـ «التليفون والجوال والتلفزيون والسيارة..» وكل ما يستجد من أشياء إلى أن تقوم الساعة هي مكاسب لنا، ولنا الحق في استعمالها كيف ومتى شئنا، وهذا معنى «فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»!!

# تعليق: «حكاوي القهاوي»، فماذا سنفعل في قوله تعالى في الآية التي سبقت «نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ»، وهي:

* «وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ…»

لقد بيّن الله أن «المحيض» أذى، فأمر «الرجال» باعتزال «النساء» في حال الحيض، وإتيانهن بعد التطهر من الحيض، وذلك في موضع «الحرث» الذي جاء بيانه بعد ذلك.

أما «د.م. محمد شحرور» فيقرأ هذه الآية قراءة معاصرة مستنيرة دقيقة جدا، لم يسبقه أحد إليها، كما يقول «الجُهّال» أتباعه، وهي:

«وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا:

الموبيلات والتلفزيونات، والسيارات، والطائرات… وكل المستحدثات فِي الْمَحِيضِ.

وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ

من المواد المضرة والأخطار التي تحملها هذه المستحدثات!!

ألم أقل لكم إن القراءات الشحرورية المعاصرة هي «حكاوي» على «القهاوي»؟!

ولكن الغريب إن «الزباين»، و«المثقّفين» سعداء ومعجبون بها؟!

محمد السعيد مشتهري

https://youtu.be/BqPlJm3ZjwI

يناير 30

5 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page