top of page

(1098) 23/4/2018 «فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً»

يناير 30

٥ min read

0

0

0

لقد أصبحت «ظاهرة إلحاد المسلمين» في آيات الكتاب، هذا الكتاب الذي حمل «الآية العقلية القرآنية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، خير برهان على أن الإيمان لم يدخل قلوبهم.

# فاحذروا أن تأخذوا منهم دينًا ولا فهمًا لأحكام القرآن.

لقد أصبحت ظاهرة إلحاد المسلمين ظاهرة «مملة»، فكل يوم وكل ساعة تظهر منشورات أصحاب «حكاوي القهاوي»!!

أولًا: فهذه مجرد أمثلة:

١- ما يتعلق بملة الوحدانية:

# من قال «أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله» أشرك بالله.

# كل البشر مؤمنون مسلمون.

# مفتاح دخول الجنة هو «الإيمان والعمل الصالح».

# ليس من أصول الإيمان «الإيمان بالنبي الخاتم» واتباع رسالته، لأنه الله يقول:

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ.. الآية»!!

٢- ما يتعلق بنقد تراث الفرق:

# من أهل السنة: نقد البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي حنيفة…!!

# من الشيعة: نقد الكليني، والطوسي، وابن طاووس، والْحِلّي…!!

# ثم قصة القرد الذي زنى، والثعبان الأقرع، وعذاب القبر، وفقه أبي شجاع، والْقَمْل الذي كان في شعر النبي، وبول الإبل….!!

٣- ما يتعلق ببدع الملحدين:

# القرآن رسالة محلية وليست عالمية.

# «العقل» هو مرجعك في الدين.

# لا هيئة حركية في الصلاة.

# مناسك الحج تؤدى في أي وقت.

# التدخين لا يُفسد الصوم.

# أحل الله الزواج بأي عدد من النساء.

# إتيان فاحشة الزنى مع امرأة غير متزوجة «حلال».

وقس على هذا مئات البدع من الملحدين.

ثانيًا:

لماذا يكرهون «المنهجية العلمية»، وعلوم «اللغة العربية»؟!

لأنها تكشف عوراتهم «الفكرية والعقلية»، وإليكم بعض البراهين:

١- هل كان رسول الله محمد يَعْلَم اللغة التي نزل بها القرآن، ويفهم كل كلمة من كلمات القرآن؟!

# الجواب:

لا يشك في ذلك مؤمن عاقل، فكيف يكون البرهان على صدق «نبوة» الرسول هو أن يأتي قومه بسورة من مثل سور القرآن، وهم لا يفهمون كلماته؟!

إذن، فمن باب أولى، أن يكون أول من فهم هذا القرآن هو «قلب الرسول» الذي أنزل الله عليه القرآن.

٢- وهل كان الرسول يَعْلَم «مُسمّى» كل كلمة من كلمات القرآن، ولذلك لم يسأل ربه عن معنى:

الكلمات: خِنزِيرٍ وبَحِيرَة وسَائِبَة ووَصِيلَة وحَام ومسجد وصلاة وقيام وركوع وسجود، ودلوك الشمس، والفرق بين الليل وغسق الليل؟!

# الجواب:

يستحيل أن يُنزّل الله على قلب الرسول كلمة واحدة لم يكن معناها وصورتها الذهنية مطبوعًا في قلبه من قبل نزول القرآن، وهذا معنى قوله تعالى:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

ومعنى قوله تعالى:

* «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ»

ومعنى قوله تعالى:

* «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»

فهل هذا «التيسير» الذي حمله لسان النبي العربي، كان قاصرًا فقط على قوم النبي، وبذلك يصبح الكتاب الخاتم كالتوراة والإنجيل، وتصبح «الآية العقلية القرآنية» كأن لم تكن؟!

ثالثًا:

ولذلك فإن السؤال الذي سيفرض نفسه:

إذا كان العرب في عصر التنزيل قد فهموا هذا القرآن بلغتهم العربية التي كانوا يتحدثون بها من قبل بعثة الرسول، ومنهم الرسول نفسه.

فأين ذهب لسان الرسول العربي الذي فهم به القرآن، وكيف يفهم المسلمون اليوم كلمات القرآن وأحكامه؟!

والجواب:

لقد هجر المسلمون القرآن، وهجروا لغته العربية التي فهم قوم الرسول بها القرآن، لا فرق بين من أسلم منهم ومن كفر، فكانت النتيجة:

أن خرج الملحدون على الناس بلغة ومعاني ومفاهيم ودين جديد، لا علاقة له بـ «دين الإسلام» الذي أمر الله الناس اتباعه، بدعوى أنهم يقرؤون القرآن قراءة معاصرة تناسب تحديات القرن الواحد والعشرين!!

والحقيقة أنا أتعجب:

ما علاقة إباحة الشذوذ الجنسي، وارتكاب الفواحش، والإلحاد في أحكام القرآن…، بمسألة الحداثة والمعاصرة وحقوق الإنسان؟!

رابعًا:

فيا أيها «الأذكياء»:

ما اسم «اللغة» التي استطعتم عن طريقها قراءة القرآن قبل دراسته وتدبره، وأين تعلمتم هذه اللغة، وما البرهان على أنها حقا اللغة التي قرأ الرسول بها القرآن وفهم كلماته؟!

فإن قلتم إنها «اللغة العربية» التي تعلمناها في طفولتنا، ولا نعلم ما إذا كانت هي نفسها اللغة التي فهم الرسول بها القرآن أم لا؟!

# قلت لكم:

شكرًا … لقد شهدتم على أنفسكم بـ «الجهل»، و«العشوائية»، و«الضلال»، و«التضليل».

لأنه يستحيل أن يُنزّل الله «قرآنًا عربيًا»، يفهمه الرسول وقومه، ويأمر الله الناس جميعًا إلى يوم الدين باتباعه، ويتوعدهم بدخول جهنم إن هم لم يعملوا بأحكامه.

ثم لا يحفظ الله لهم هذه «اللغة» التي فهم بها الرسول القرآن، ليخرج علينا اليوم أصحاب القراءات المعاصرة والتنويرية بقراءاتهم الإلحادية، لإرضاء منظمات الإلحاد العالمية!!

خامسًا:

يا أيها «الأذكياء»:

كيف يقيم الله «الحجة» على «الرسول»، وعلى «قومه»، وعلى «الناس» جميعًا إلى يوم الدين، على أساس «اللغة العربية» التي برع فيها قوم الرسول، ثم لا يحفظ الله هذه «اللغة» للناس؟!

# هل ليعطي الفرصة لشياطين الإنس والجن للإلحاد في آياته وأحكامها، فيضلّون الناس بغير علم؟!

# إن الذي لا يُنزه الله عن العبث، وأن يأمر الناس باتباع قرآن لا يعلمون دلالات ألفاظه ولا مقابلها الكوني، هذا كافر بالله وبالقرآن.

لقد حفظ الله للناس ما يفهمون به القرآن، ولكنهم هجروه، وبرهان ذلك أن أصبح العرب أعاجم!!

# إن حجة القرآن قائمة بين الناس إلى يوم الدين، وعليهم أن يتعلموا «اللغة العربية» كشرط أساس للدخول في «دين الإسلام».

ذلك أن الله لن يقبل «إسلامًا وراثيًا» لم يقم على الحجة والبرهان.

# إن فهم قوم الرسول للقرآن ولأحكامه، وفهم الذين آمنوا معه، فهمٌ واحد، يستطيع أي فرد منهم أن يستنبط من القرآن ما استنبطه الرسول، فتدبر:

* «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ»

والسؤال:

بأي لغة يكون هذا الفهم، وهذا الاستنباط؟!

هل باللغة العامية التي يتحدث بها المسلمون اليوم؟!

سادسًا:

لقد وردت كلمة «شعيرة» في السياق القرآني ويُقصد بها ما جعله الله «علامة» على أداء عمل من أعمال الحج والعمرة، مثل:

الأشهر الحُرم، وملابس الإحرام، والكعبة، والمسجد الحرام، وعرفة، والمشعر الحرام، والهدي والقلائد، والصفا والمروة، يقول الله تعالى:

* «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا»

ويقول الله تعالى:

* «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ»

# فبأي منطق نقبل من الملحدين الميل عن هذه المعالم الثابتة التي نسبها الله إليه: «شَعَائِرِ اللَّهِ»، وأمرنا أن نُعظّمها: «وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ» إلى يوم الدين؟!

سابعًا:

لقد وردت مادة «نُسك» في السياق القرآني ويقصد بها «العبادة»:

# «المناسك» جمع مَنْسَك، مشتق من نسك نَسْكاً إذا تعبد، ومنه يسمى العابد «الناسك».

# أما «النُسُك» بضمتين، فيطلق على «الذبيحة» المتقرب بها إلى الله، قال تعالى في سياق بيان أحكام الحج:

* «.. فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ..»

ولقد بيّن الله لإبراهيم، عليه السلام، مناسك الحج، فقال تعالى:

* «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»

* «رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا…»

ثم أمر الله رسوله محمدًا والذين آمنوا معه باتباع هذه المناسك، فقال تعالى في سياق بيان أحكام الحج:

* «فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً»

والبرهان على أنها نفس المناسك، ونفس الشعائر، «إلا أن المشركين كانوا يتقربون بها إلى آلهتهم الموجودة حول الكعبة»، هو قوله تعالى في سياق تعليم الحجيج كيف يؤدّون مناسكهم:

«ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ»

أي اتبعوا نفس ترتيب المناسك التي كان يتبعها المشركون.

والسؤال:

كيف نقبل من قوم إلحادهم في أحكام الصلاة والصيام والحج..، بدعوى أن القرآن يُبيّن نفسه بنفسه؟!

يا أيها «العقلاء»

إن الله الذي أحكم آيات كتابه، آيات القرآن الحكيم، يستحيل أن يترك «مُسمّيات» كلمات هذا الكتاب، ومقابلها الكوني الموجود خارجها ليعبث بها الملحدون تحت راية القراءات المعاصرة والتنويرية!!

ولذلك أقول وأقول وأقول:

إن بدون الإيمان اليقيني بحجية «منظومة التواصل المعرفي» على العالمين، وبحجيتها على المسلمين خاصة، يستحيل فهم كلمة واحدة من كتاب الله، والذي لا يُصدّق هذا يتفضل يُظهر لنا علمه.

محمد السعيد مشتهري

يناير 30

٥ min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page