top of page

(1144) 11/7/2018 «مَا بَالُ أَقْوَامٍ … يقولون …» {6} سبحان الله

يناير 30

٤ min read

0

0

0

يقولون: «إن أي تجديد لا يسمى تجديدًا إلا إذا اخترق الأصول»

فإن كانوا يقصدون بـ «الأصول» أصول الدين المعروفة لأتباع الفرق والمذاهب المختلفة، من كتاب وسنة وإجماع… إلى آخره.

فلا يسمى هذا تجديدًا، وإنما «عَكَاً فكريًا» و«هوسًا دينيًا»، لأنهم أشركوا مع كتاب الله مصادر ما أنزل الله بها من سلطان، ويريدون اختراق هذه المصادر بهدف تنقيتها وإعطائها نكهة معاصرة، وقبول ما صح منها مع كتاب الله.

أما إن كانوا يقصدون بـ «الأصول» أصول الدين التي حملها «كتاب الله»، دون غيره، فهؤلاء هم «الملحدون» أصحاب القراءة المعاصرة للقرآن، وهل يتبقى للناس شيء بعد اختراق كتاب الله؟!

أولًا:

إن «دين الإسلام»، الذي حمله كتاب الله الخاتم، ليس نظرية تخضع للتغيير والتصحيح، مع تتطور الحضارات وتقدمها.

إن «دين الإسلام» حمل «كلام الله» الذي لا يتبدل ولا يتغير، فتدبر:

١- «أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً»

# ولقد علمت جميع الملل والنحل في عصر التنزيل هذه الحقيقة:

٢- «وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ»

# ولذلك يستحيل اختراق «كلمات الله» بأي حال من الأحوال:

٣- «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»

# علمًا بأن الأكثرية «ضآلّة»، فاحذرهم:

٤- «وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ»

# والسبب:

٥- «إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ»

# فمع أي فريق أنت؟!

* «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»

ثانيًا:

إن «دين الإسلام» ملةٌ لا تتبدل، وأحكامٌ قواعدها راسخة رسوخ الجبال لا تتطور على مر العصور، وإلى يوم الدين.

١- «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً»

٢- «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ – وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ»

من أجل ذلك حرّف «الملحدون» معنى «الإسلام» ليشمل معظم سكان الأرض، وبذلك يكون «الناس» قد ابتغوا «الإسلام دينا»، فيدخلهم الله الجنة وهم يكفرون برسوله محمد!!

والسبب في فعلتهم الخبيثة هذه، أنهم يريدون أن يروا فعالية أحكام القرآن محققة في الـ «٧ مليار» شخص، باعتبار أن كتاب الله الخاتم رسالة عالمية، ولابد أن نقول: «صدق الله العظيم».

لذلك كان من الضروري أن يقبلوا فهم أحكام القرآن من خلال «التفسير المادي للوجود» القائم على «أنه لا إله والحياة مادة»، ويرفعوا رايات المعاصرة والتجديد والتنوير على هذا التفسير!!

ثالثًا:

وإذا كان المؤمنون، الذين أسلموا وجوههم لله تعالى، لا يعرفون مصدرًا يستقون منه أحكام شريعتهم غير القرآن، فأي تجديد لكلام الله هذا الذي ينتظرونه من «الملحدين»؟!

ولماذا فرقة «أهل السنة والجماعة» بالذات، هي التي أفرزت أشكالا من التطرف الفكري، السلفي والقرآني والعصري والتنويري، الذين جعلوا هواهم هو المصدر المعرفي الحاكم على فهمهم لأحكام القرآن؟!

وكما أن ملة الكفر كلها واحدة، فإن أشكال «التطرف الديني» كلها «إلحاد» في آيات التنزيل الحكيم.

ولم يكتف «الملحدون» بإسقاط «أحكام القرآن» من على أكتاف المسلمين والمسلمات، وذهبوا يخترقون ملة «الوحدانية» ويعبثون بفعالية أسماء الله الحسنى!!

بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك، وأوحوا إلى الناس أنهم يعلمون ما يعلمه الله، وأن الله يوحي إليهم بالمعني الصحيح للكلمة القرآنية، وأنه سبحانه اصطفاهم لبعث دينه من جديد في ثوب إلحادي!!

ومن هذه المعاني الجديدة معنى «التسبيح»، فيقول «القوم»:

«أما القول بأن سبحان الله هو تنزيه الله من النقائص والعيوب فهو قول قد مضى زمانه»!!

رابعًا:

هناك «قوالب فكرية» سابقة الصنع، يضع فيها الملحدون أفكارهم وأهواءهم، فتخرج لهم موافقة لـ «التفسير المادي للوجود»، وما عليهم إلا أن يضعوا عليها «استيكر» القراءات المعاصرة للقرآن.

ومن هذه القوالب قالب اسمه «الحركة الجدلية الداخلية»، والتي تُعرف في الفكر الماركسي بـ «النفي ونفي النفي».

يقول «القوم»:

إن «الحركة الجدلية الداخلية» هي التي وردت في السياق القرآني بلفظ «التسبيح»، كقوله تعالى:

* «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ»

وحسب «التفسير المادي للوجود» يرى «القوم» أن قول القائل «سبحان الله» يعني إقراره بـ «الحركة الجدلية الداخلية» التي يحكمها قانون هلاك الأشياء، ولا علاقة لها بـ «تنزيه الله عن كل نقص وعيب»!!

ولأنهم يجهلون اللغة العربية، وما هو المضاف والمضاف إليه، والذي يعني إضافة شيء إلى ذات الله، ولا يكون هذا الشيء إلا إضافة التنزيه لذات الله تعالى.

خامسًا:

إذا بحثنا في جميع مراجع اللغة العربية، بالنسبة لمادة «سبح – يسبح» ومشتقاتها، لن نجد أحدا قال بما قال به «الملحدون» بأن التسبيح يعني «الحركة الجدلية الداخلية»!!

فكيف نفهم قوله تعالى:

* «وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ( فَسَبِّحْ ) وَأَطْرَافَ النَّهَارِ»

هل نفهمها على النحو التالي:

«وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ( فحرّكْ ) وَأَطْرَافَ النَّهَارِ»؟!

وقس على ذلك كيف نفهم آيات التسبيح كلها؟!

فإذا ذهبنا إلى «مقاييس اللغة لابن فارس»، مادة «سبح»، وجدناه يقول:السين والحاء أصلان:

١- أحدهما: جنس من العبادة:

وهو «تنزيه الله جل ثناؤه من كل سوء»

٢- والآخر: جنس من السعي:

«السَّبْح والسباحة: العوم في الماء»

إذن فعندنا أصلان من المفترض أن نختار من بينهما ما يناسب السياق القرآني، فيما يتعلق بباب «العبادة» وقولنا «سبحان الله»، وهو مما لا شك فيه الأصل الأول الذي يعني «التنزيه»، والذي أجمعت عليه جميع مراجع اللغة.

والسؤال:

لماذا ذهب «الملحدون»، أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن، والتي هي في حقيقتها «التفسير المادي للقرآن»، إلى اختيار «الأصل الثاني» الذي لا علاقة له مطلقا بقولنا «سبحان الله»؟!

ثم لماذا أساؤوا إلى «الأصل الأول» وقولنا «سبحان الله» بمعنى «تنزيه الله» حيث قالوا:

«أما القول بأن سبحان الله هو تنزيه الله من النقائص والعيوب فهو قول قد مضى زمانه»؟!

والجواب:

لأنهم «ملحدون»!!

محمد السعيد مشتهري

يناير 30

٤ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page