

(1148) 16/7/2018 من هم «قوم» رسول الله محمد الذين بعثه الله إليهم؟!
يناير 30
3 min read
0
2
0
يقول الله تعالى في سورة الجمعة «الآية ٢»:
* «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ»
أولًا:
من هم «الأُمّيُّون»؟!
١- المشركون: وهم قوم النبي
* الذين «كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ»
لأن الله لم يرسل إليهم رسلًا من قبل، ولذلك لم يكن لهم كتاب إلهي:
* «لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ»
فبعث الله إليهم رسوله محمدًا:
* «يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ»
٢- المشركون: من غير قوم النبي
* الذين «كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ»
وهم «أهل الكتاب»، الذين عصوا رسلهم، وبدّلوا وحرّفوا كتبهم:
* «وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ»
* «وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ»
والذين قال الله فيهم:
* «وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ»
ثانيًا:
لقد سَمّاهم الله «أمّيّين»، مع أنهم «أهل كتاب»، لأن ما فعلوه بكتبهم جعلهم يتساوون مع المشركين من قوم النبي، ولذلك عقب الله بقوله بعدها:
* «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً…»
من أجل ذلك شملت دعوة رسول الله محمد أيضًا «أهل الكتاب»، وجاءت متأخرة عن قومه المشركين، لقوله تعالى «الآية ٣» من سورة الجمعة:
* «وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
إن قوله تعالى: «وَآخَرِينَ مِنْهُمْ» أي من «الأُمِّيِّينَ» الوارد ذكرهم في الآية قبلها.وعندما نتدبر قوله تعالى بعدها «لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ»، نعلم أن دعوة «أهل الكتاب» جاءت لاحقة متأخرة عن وقت نزول الآية.
أي وبعث الله رسوله محمدًا في آخرين «أُمِّيِّينَ» مشركين سيلحقون بالأوّلين.
ثالثًا:
ثم تعالوا نتدبر ماذا قال الله بعدها «الآية ٥» في حق اليهود، لنعلم كيف نرد على «الملحدين» الذين يُحرّفون أحكام القرآن:
* «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً»
# ولماذا وصف الله تعالى اليهود بهذا الوصف البليغ، إذا كانوا «مسلمين» يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون الصالحات؟!
* «بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»
فأين الذين «حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ وحَمَلُوهَا»، حتى نصفق لـ «الملحدين» الذين أدخلوهم الجنة استنادا إلى قوله تعالى:
* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا … فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»؟!
رابعًا:
الحقيقة أنا كلما رأيت من يذكر هذه الآية في سياق الحديث عن دخول «أهل الكتاب» الجنة، وإن لم يؤمنوا برسول الله محمد، قلت في نفسي: «ما هذا الغباء»؟!
ألم يقرؤوا قوله تعالى «الآية ٦» من سورة الجمعة:
* «قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ»
لقد أصبحت على يقين أن «الملحدين» والببغاوات الذين يتبعونهم، ويقولون إن «الإسلام» يسبق «الإيمان»، وإن الصلاة فرضت على المؤمنين وليس على المسلمين…، إلى آخر ما يتصورون أنهم به يُمرّرون أجندة الفلسفة المادية الماركسية.
أصبحت على يقين أن هؤلاء ليسوا فقط «جُهّال»، وليسوا فقط «عشوائيّين»، وإنما هم في حقيقة الأمر «مغيّبون» لا يدرون ما يقرؤون، ولا يدركون ما يسمعون!!
خامسًا:
وخير برهان على ذلك:
إذا كان معنى «الإسلام» الذي يدّعيه «الملحدون» صحيحًا، وأن أهل الكتاب والناس جميعًا «مسلمون».
فإن السؤال الذي سيفرض نفسه:
من أي «مرجعية إلهية» جئتم بمعنى «الإسلام»؟!
إذا كان من كتاب غير القرآن فلا يلزمنا!!
وإذا كان من القرآن إذن فهو يلزمنا، ولكن أين هو هذا المعنى؟!
نحن الآن في عصر التنزيل، وهذا حكم إلهي نهائي يجعل قوم رسول الله فريقين:
الأول: خَيْرُ الْبَرِيَّةِ
* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»
الثاني: شَرُّ الْبَرِيَّةِ
وهم الذين لم يؤمنوا برسول الله، ولم يُسَلَّموا له تسليما:
* «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ»
سادسًا:
والسؤال للأذكياء الملحدين:
إذا كان: «الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ»
سيدخلون جهنم: «فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا»
وكان هذا الحكم الإلهي منذ خمسة عشر قرنًا.
فمن أي مرجعية إلهية جاء «الملحدون» بأن الـ «٦ مليار ونصف» كافر بـ «نبوة» رسول الله محمد سيدخلون الجنة؟!
هذا هو الق رآن أمامكم، وأنتم تعلمون من آياته القدر الذي جعلكم تصدّقون الملحدين وتصفقون لهم.
وها أنا أثير حفيظتكم، وأصفكم بـ «الجهل»، و«الهوس الديني»، و«ببغاوات»..، لعلكم تُخرجون ما عندكم من علم يثبت أني الذي يستحق هذه الصفات!!
سابعًا:
إن أخطر ما يمر به المسلمون اليوم من أمراض نفسية مرض «التغييب» العقلي، و«التبلد» الحسي!!
فهل يُعقل أن تجهدوا أنفسكم في البحث عن مخرج من القرآن، يُخرج الذين لم يؤمنوا برسول الله محمد من جهنم.
وهؤلاء أصلا لا يؤمنون بالرسول، ولا بالقرآن، وينظرون إليكم نظرة السيد لمملوكه؟!
لماذا لا تتركون أتباع كل ملة يتعرفون على جزائهم في الآخرة من الإله الذي يعبدونه؟!
لماذا تصرّون على مداهنة أسيادكم، ومحاولة إرضائهم بالإلحاد في آيات الكتاب الخاتم، وتحريف أحكامه لتتناغم مع التفسير ال مادي الماركسي للوجود، الذي يبيح كل شيء حرّمه الله تعالى؟!
ماذا بقي من أحكام القرآن، من صلاة وزكاة وصيام وحج ونكاح ومواريث وشؤون الدولة وشؤون المرأة وتربية الأولاد …، لم يأت لها الملحدون بقواعد جديدة تنطلق منها.
ولا علاقة لها مطلقا بـ «مُسَمّيات» كلمات القرآن، المحفوظة بحفظ الله لكلماته، والتي حملتها «منظومة التواصل المعرفي» منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا؟!
محمد السعيد مشتهري



