

(1217) 21/1/2019 لماذا «لا يتقي الله» المعجبون بـ «نجوم الجهل»؟!
يناير 29
6 min read
0
1
0
يعيش المسلمون معايشهم اليومية داخل منظومة من السيئات، وفي مقدمتها «شرك التفرق في الدين»، ولا يتوبون عن كل سيئة فعلوها، فتتراكم سيئاتهم، ولكن:
هل يعلمون أن من لم يتب من كل سيئة فعلها، ثم مات، مات مصرًا على معصية الله، ويدخل جهنم مع الكافرين، لقوله تعالى في سياق الرد على من يقولون على الله الكذب وهم يعلمون:
«وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً – قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ – أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ»
والسؤال:
هل اتخذ المسلمون «عِندَ اللّهِ عَهْدًا»، أن يدخلهم الجنة وهم على هذا الحال من «التفرق في الدين»، كل فرقة تقول إنها «الفرقة الناجية»، ولذلك يعيشون مطمئنين بهذا العهد «فَل َن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ»؟!
لقد جاء الجواب بعدها:
* «بَلَى – مَن كَسَبَ سَيِّئَةً – وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ – فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ – هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
أي «مَن كَسَبَ سَيِّئَةً»، ولم يتب منها على الفور «ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ»، وانتظر حتى تراكمت عليه سيئاته فأصبحت خطيئة «وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ»، فمصيره جهنم خالدا فيها.
وقال تعالى في سورة «نوح / ٢٥»:
* «مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا».
فلماذا لم يخرج علينا «عدنان الرفاعي» ببيان موقف معجزة «العدد ١٩» من أزمة تفرق المسلمين في «دين الله – الإسلام»، وموقفها من الآية السابقة من سورة «نوح» الذي تحدث عن معجزة قصته سابقًا؟!
لأنه ي نطلق في «معجزته الكبرى» من فتنة «التفرق في الدين».
أولًا:
لقد ورث المسلمون جميعًا تدينهم المذهبي عن آبائهم، ولم يتربوا على الفهم الواعي لحقيقة الوحدانية، ولماهية «الآية القرآنية العقلية» وكيفية التعامل مع نصوصها، ولذلك لم يفهموا معني قوله تعالى:
* «وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً»
* «وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»
فهم لا يعلمون أن «الفتنة» التي يجب أن يتّقوها، والتي:
«لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً»
يمكن أن تصيب أفراد أسرتهم جميعًا، ويفتنون في دينهم، بسبب فتنة واحد فيهم وظلمه لـ «دين الإسلام»، وهم يقفون متفرجون لا يَنْهَوْنَه عن منكره، فتدبروا:
* «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ»
* «كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ – لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ»
منذ أن تفرق المسلمون في «دين الله – الإسلام»، وأصبحوا يعيشون في «مقبرة التفرق في الدين»، وهم يعيشون داخل «فتنة إلهية»، يهدي الله بها من يشاء «الهدى»، ويُضل بها من يشاء «الضلال»، كلٌ حسب مدى التزامه بأحكام القرآن.
فهل يعلم المسلمون هذه الحقيقة، وأنهم «لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ»، وأن الله تعالى يقول:
* «أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ»
* «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ»
* «فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ ا لْكَاذِبِينَ»
فهل يصح «أَن يَقُولُوا آمَنَّا» وهم يعيشون في «مقبرة التفرق في الدين»، يُصرّون على سيئات تفرقهم؟!
لا يصح، لذلك قال الله تعالى بعدها:
* «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا»
* «سَاء مَا يَحْكُمُونَ»
فساء كل إنتاجهم الفكري الديني: السلفي والعصري والتنويري والعددي..، وهم يُصرّون على عمل «السَّيِّئَاتِ»، وفي مقدمتها سيئة «التفرق في الدين».
ثانيًا:
هناك جماعة من متابعي الصفحة، يُصرّون على اكتساب «السَّيِّئَاتِ» بافتراء الكذب على صاحب الصفحة، ففهم أحدهم أني «أتعامل مع كتاب الله» كما «أتعامل مع كتب الحديث»، بناء على فهمه «القاصر» الذي صوّر له أني قلت إننا ورثنا كتاب الله كما ورثنا كتب الحديث كلٌ حسب مدرسته في الجرح والتعديل، وعليه وجه الاتهامات لي وقال:
# فأنت أوَّل الجاحدين لقوله تعالى:
* «وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرًا»
ثم «زاد الطين بلة»، وقال:
# ومنشورك هذا لأكبر دليل على ذلك، فأنت تريد فرض الروايات على كتاب الله تعالى.
وراح يستعرض «عضلات الجهل» ليبين للناس أنه من علماء القراءات، الذي من حقه أن يمتحني في «مادة القراءات»!!
ولأنهم مجموعة من «الجُهّال» الذين لا يُحسنون القراءة، ولا يفهمون عن أي شيء تتحدث المنشورات التي يُعلّقون عليها، «زاد الطين عشر بلّات»، وراح يسألني عن القراءات، ومن ذلك قوله:
# وما الفارق بين رواياتك التي هي معيار القراءات، وبين روايات الأحاديث؟!
وحسب «المنهجية العشوائية» التي تربوا عليها، راح ينقل نصًا من كلام «عدنان الرفاعي» يتعلق بكلمة «هو» وبيان أهميتها في تغيير معنى السياق!!
طيب يا «جهبذ»، وهل كان حديثي عن كلمة «هو» يتعلق بموقعها في السياق القرآني، أم للرد على «جهبذ» مثلك، شكك في حفظ الله للقرآن، وذكر في تعليقه شبهة وجود كلمة «هو» في قراءة حفص، وعدم وجودها في قراءة ورش؟!
# ثم يفتري عليّ الكذب ويقول:
الزعم بأنَّه لا خلاف في المعنى بورود كلمة «هو» وعدم ورودها في أيِّ نصٍّ قرآني، كالعبارة القرآنيّة التي نحن بصدد دراستها «ومن يتولَّ فإنَّ الله هو الغني الحميد» هو زعم ناتجٌ عن جهلٍ بحقيقة لسان كتاب الله تعالى.
وهل أنا قلت في المنشور، إنه لا خلاف في ورود كلمة «هو» في السياق القرآني، أم بيّنت الفرق البلاغي بين ورودها في القراءتين؟!
ثم نقل هذا «الجهبذ» عن «عدنان الرفاعي» بحثًا مطولً مضحكًا عن كلمة «هو»، هو نفسه لا يفهم ما جاء فيه، لأنه لو فهمه ما نقله!!
ثا لثًا:
ثم إذا به «يزيد الطين عشرات البلّات»، وينقل عن «عدنان الرفاعي» إعجاز كلمة «هو» في إثبات نزول عيسى آخر الزمان، عن طريق حساب «فتنة العدد ١٩»، وقوله تعالى:
* «إنَّ الله هو ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم»
فتعالوا نتدبر سياق الآيات الثلاث التي ذكرهم في تعليقه نقلا عن «عدنان الرفاعي»، لنعلم أنه جاهل بـ «اللغة العربية»، وجاهل بـ «علم السياق القرآني»:
١- الآية الأولى «آل عمران / ٥١»:
تتعلق بعصر عيسى عليه السلام، وجاءت في سياق دعوته قومه، دون الإشارة إلى أي حوار دار بينه وبينهم، فتدبروا:
* «وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»
بقرينة: «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»
ثم «أكَّد» على المحور الأساس لدعوته بـ «إِنَّ»، وقال:
* «إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ»
ثم قال الله تعالى:
* «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ – قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ – قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ – آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ»
٢- والآية الثانية «مريم /٣٦»:
تتعلق بعصر عيسى عليه السلام، وجاءت في سياق تكذيب قومه لـ «نبوته»، والرد على شبهاتهم، فقال الله تعالى:
* «ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ»
تدبروا جيدًا جملة «الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ» الدال على اختلاف قو مه حول «نبوته»، وقولهم إنه «ابن الله»، ولذلك قال الله بعدها:
* «مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ»
ثم زاد «واو» الاستئناف، التي لم تكن موجودة في الآية الأولى، زيادة في تأكيد الخبر، فقال تعالى:
* «وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ»
* «فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ»
٣- أما الآية الثالثة «الزخرف / ٦٤»:
* «إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ»
فتتعلق بعصر النبي محمد، وليس بعصر عيسى، عليهما السلام، وذلك من أول السياق إلى آخره، فتدبروا يا أهل التدبر كيف بدأ السيا ق «الآية ٥٧/ الزخرف»:
* «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ»
ثم توسط السياق خطاب للنبي محمد:
* «وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ»
ثم عاد السياق يخاطب قوم النبي محمد، ويستكمل قصة عيسى، عليه السلام، مع قومه:
* «وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلأبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»
ولكون السياق يخاطب قوم النبي الكافرين المشركين، كان لابد من زيادة أسلوب التوكيد بإضافة كلمة «هُوَ» إلى ما سبق بيانه من أساليب التوكيد في الآيتين السابقتين:
* «إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ»
* «فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ»
ثم ينتقل الخطاب مرة أخرى إلى قوم النبي محمد:
* «هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ»
رابعًا:
الحقيقة أن الذين شوّهوا «آية النظم العددي المحكم»، التي حملتها نصوص «الآية القرآنية العقلية»، هم أصحاب بدعة إعجاز «العدد ١٩» أنفسهم، الذين فُتنوا بنتائج هذا العدد المبهرة، وهم «سكارى» لا يعلمون أنهم قد وقعوا في فخ «الإغواء الشيطاني».
والعيب ليس فيهم، وإنما في الذين يقرؤون ولا يفهمون، وإذا فهموا لا يتدبرون، الذين فُتِنوا بعلاقات رياضية، وبقسمة وضرب، بحساب للجُمّل «بضم الجيم وتشديد الميم»، وبقول «الساحر»:
هل معقول أن تكون نتائج معجزة «العدد ١٩» جاءت مصادفة؟!
يا سيدي هي لم تأت مصادفة، وإنما جاءت بعد محاولات رياضية عشوائية، استغرقت سنوات، لإيجاد علاقة رياضية تربط بين رقمين مضروبين ببعضهما، أنت الذي تختارهما، لتخرج النتيجة من مضاعفات «العدد ١٩»!!
١- فهل يُعقل أن تشهد معجزة «العدد ١٩» بنزول عيسى آخر الزمان بتأويل شيطاني جاهلي لقوله تعالى:
* «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ»
فأي ساعة هذه يا جاهل؟!
أو لقوله تعالى:
* «وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ»
وانت مالك انت يا جاهل وما أهل الكتاب، يؤمنوا بيه أو يكفروا بيه؟!
٢- يقول «عدنان إبراهيم»، في سياق رده على أخطاء «عدنان الرفاعي»، في الفيديو المرفق:
أ- انتهى هذا المهندس الفاضل إلى أن «الموحدين» إذا دخلوا جهنم لا يخرجون منها، لا أمل لهم البتة أن يخرجوا من نار جهنم.
ب- الرجل ليس من المتخصصين في علم الشريعة، ولا في التفسير، ولا حتى في اللغة العربية.
ج- واضح ضعفه في مسائل كثيرة، عبر الحلقات المختلفة.
د- لم أجد شيئًا جديدًا عما أدلى به «الوعيدية» من قرون وقرون.
هـ الوعيدية هم: المعتزلة، والخوارج، والزيدية، والإباضية.
أقول:
لم أضع في يوم من الأيام رابطًا لفيديو يحمل صاحبه فكرًا أوافقه عليه، وإنما لبيان حجم المأساة العقدية التي يعيش بداخلها المسلمون، من أتباع فرقة أهل السنة والجماعة تحديدًا.
وعندما اخترت هذا الفيديو المرفق من مستودع خزانتي التي بعنوان «موضوعات النهي عن منكرات الفيس بوك»، كان ذلك لبيان مدى حجم مأساة «التفرق في الدين»، والخلافات العقدية بين أتباع الفرق المختلفة.
أما عن «عدنان إبراهيم» فلم أستخرج من خزانتي شيئا على هذه الصفحة إلا ما ندر، لأني في الحقيقة لا أعلم له هوية عقدية:
هل هو سني، أم شيعي، أم علماني، أم إخواني؟!
بل وهناك فيديو على اليوتيوب بعنوان:
«قصة بين الشيخ محمد الغزالي وحسني مبارك لم تسمعها من قبل»
في الحقيقة أصابتني هذه القصة بصدمة قد يأتي الوقت لذكرها.
لذلك أكرر وأقول:
لماذا «لا يتقي الله» المعجبون بـ «نجوم الجهل»؟!
محمد السعيد مشتهري
الرابط:



