

(1227) 30/1/2019 المنهجية الهرمنيوطيقية ومعجزة عدنان العددية
يناير 29
5 min read
0
0
0
إن هذا التدني العلمي والأخلاقي الذي حملته تعليقات المخالفين لتوجهي الديني «نحو إسلام الرسول» منذ إنشاء الصفحة، يعكس حجم المصيبة الدينية التي حملها المسلمون وهم في بطون أمهاتهم، وهي مصيبة «التدين الوراثي المذهبي».
لقد خرج المسلمون من بطون أمهاتهم على دين آبائهم المذهبي، السني والشيعي والمعتزلي والأباضي…، ولم يحاولوا إعادة الدخول في «دين الله الإسلام» من بابه الصحيح، باب الإقرار بصدق «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، والمعاصرة لهم، كلٌ في عصره.
لم يفهم المسلمون، ويبدوا أنهم لن يفهموا، أن الله لن يقبل إيمان ولا إسلام أحد لم يقم على «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، فهل كانت:
«السُنّية والشيعية والمعتزلية والأباضية»
آيات إلهية في عصر الرسالة، دخل الناس في «دين الله الإسلام» بعد أن تأكدوا من حجيتها وصحة نسبتها إلى الله تعالى؟!
«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!
أولًا:
إن «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» الرسل، على مر الرسالات، يستحيل أن يأتي أحد بمثلها وإلا فقدت حجيتها.
والقرآن الذي بين أيدي المسلمين، منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا، لم يستطع الإنس والجن أن يأتي بمثله، لأنه حمل في ذاته «الآية العقلية» الدالة على أنه من عند الله تعالى.
ولذلك قال تعالى للكافرين المكذبين:
* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ – وَلَن تَفْعَلُواْ»
والسؤال:
كيف يتصور مؤمن عاقل أسلم وجهه لله، أن يجعل الله ما يُسمى بالإعجاز العددي يحمل «آيات إلهية» تكون حجة على الناس فيدخلون «دين الله الإسلام»، ونتائجها العددية م سروقة من «جراب الحاوي» من قبل بعثة رسول الله محمدًا بقرون من الزمن؟!
ولقد ضربت بعض الأمثلة على ذلك في المنشورات السابقة.
ثانيًا:
لماذا لا يقرأ المسلمون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعلمون أن فتنة ما يُسمى بـ «الإعجاز العددي» قد وقع فيها بوحي شيطاني أصحاب القلوب المريضة للتشكيك في صحة نسبة «الكتب الإلهية» إلى الله تعالي؟!
لماذا لم يقرأ المسلمون عن «فتنة» الأرقام، وعن «معجزات» الأعداد «من ١ : ١٠» التي قامت على إعطاء قيم عددية لحروف الهجاء الخاصة بأي لغة من لغات العالم، تختلف حسب الأدوات التي يستخدمها «الساحر».
وعلى شبكة الإنترنت عشرات الدراسات العلمية العددية، التي استخدمت فيها معظم هذه الأعداد، وكلها أعطت معظم نتائج المعجزة الكبرى، بما في ذلك الدراسات التي أجريت على العهدين القديم والجديد؟!
إن كل ما فعله «عدنان الرفاعي» في معجزته الكبرى، أنه انفر د على حد قوله، بأبجدية غير مسبوقة، فإذا بمعظم نتائج هذه «الأبجدية» يخرج مطابقًا لنفس نتائج «الأبجديات» السابقة، خاصة ما كان يتعلق بالإلهيات وبعالم الغيب وبأحكام الشريعة!!
فهل يُعقل أن تأتي «المعجزة الكبرى» لتهدم أصلا من أصول الإيمان، وهو «الإيمان بالغيب»، وادعاء نزول عيسى آخر الزمان بقوانين التباديل والتوافيق العددية، إلا إذا كانت «وحيًا شيطانيًا»؟!
فهل توجد آية قرآنية واحدة «قطعية الدلالة» تشير إلى هذا النزول المفترى، والتي قام «عدنان الرفاعي» بحساب القيم العددية لطرفيها فوجدها متساوية؟!
أم أنه فهم حسب هواه، كما فهم أصحاب التأويلات الباطنية، أن هذه الآيات تعني نزول عيسى آخر الزمان؟!
هل إلى هذا الحد، وصل التغييب العقلي عند المسلمين، إلى درجة بناء الإيمان بالغيب على مرجعيات ظنية هوائية؟!
قد لا يعلم كثير من المسلمين، أن الله تعالى عندما يترك الباطل ينتشر بين الناس فذلك ليجعله «فتنة» للذين لم يخلصوا عبوديتهم لل ه تعالى، وللذين في قلبوهم مرض.
قد لا يعلم كثير من المسلمين، أن تراثهم الديني الذي حمل «علوم القرآن» التي فتنت «الجهال» بمسألة المصاحف والقراءات، هو من الباطل الذي تركه الله ينتشر بين الناس:
«فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ»
قد لا يعلم المسلمون، أن فتنة ما يُسمى بـ «الإعجاز العددي»، التي وقع فيها أتباع الرسالات، هي من الباطل الذي تركه الله ينتشر بين الناس:
* «وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا»
# وطبعا أنا لا أتكلم هنا عن آيات سورة المدثر التي قلت إنها ستكون «مسك الخاتم» حتى لا تأتي التعليقات حول هذه الجملة.
ثالثا:
ولماذا يترك الله «الفتن» تنتشر بين الناس؟!
في سيا ق بيان موقف الشيطان وأتباعه من دعوة الرسل، بين مؤمن ومكذب، يقول الله تعالى لرسوله محمد:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى»
لقد تمنى الرسل والأنبياء أن يتبع الناس رسالة الله كاملة تامة دون تبديل أو تحريف، فإذا بالشيطان يقف عقبة أمام هذه الأمنية:
* «أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ»
وذلك عن طريق وسوسة الشيطان لأتباع الرسل بتحريف وتبديل رسالات الله وإثارة الشبهات حولها، للتشكيك في صدق الله وصدق رسله.
فيترك الله أتباع الرسل يُدوّنون ويَنْشرون ما ألقاه الشيطان في قلوبهم، ليكون فتنة لهم ولمن اتبع الشيطان، فقال تعالى:
* «فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ»
و«النسخ» في هذا السياق معناه «الإثبات» وليس «المحو».
أي أن الله يترك أتباع الرسل يثبتون هذا الباطل في كتب تراثهم الديني، وينسبونه إلى الله وإلى رسوله باعتباره وحيًا إلهيًا ثانيًا!!
وهل يمكن أن يختلط الوحي الشيطاني بالوحي الإلهي؟!
فقال تعالى بعدها:
* «ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ – وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»
ولذلك عجز الشيطان أن يقترب من نصوص «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، فماذا فعل؟!
فتح للمسلمين أكثر من باب من خارج القرآن للتشكيك في صدق الله وصدق رسوله محمد، وكان أكثر الأبواب وأعظمها فتنة للمسلمين ما يُسمى بـ «المصدر الثاني للتشريع» الذي حمل:
* «المرويات» التي استند إليها «عدنان الرفاعي» في مسألة نزول عيسى آخر الزمان.
* «علوم القرآن» التي استند إليها «فرقد المعمار» المتحدث الرسمي لـ «عدنان الرفاعي» في ادعائه أن عصر الرسالة قد شهد «الأربعة مصاحف» الموجودة بين أيدي المسلمين اليوم، وأن جميعها محرفة باستثناء «مصحف حفص»!!
ثم تأتي القرينة على أن المقصود بـ «النسخ» في هذه الآية هو «الإثبات» فيقول الله تعالى بعدها:
«لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ – وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ»
إن قوله تعالى: «لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً»
هو القرينة على أن الله جعل أتباع الرسل يُثبتون ما ألقاه الشيطان في الصحف والكتب ليكون فتنة، لمن؟!
* «لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ»
أما «العلماء» المؤمنون الذين أخلصوا عبوديتهم لله تعالى، يستحيل أن يُفتنوا لأنهم الذين يكشفون للناس حقيقة هذا «الوحي الشيطاني».فقال تعالى بعدها:
* «وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ – أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ – فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ»
رابعًا:
لقد أعمى «التدين الوراثي» قلوب المسلمين، فلم تعد قادرة على الفهم والتدبر، وظلت داخل منظومة الاتباع والتقليد الأعمى، لا تعلم أن البرهان على صدق نبوة رسولهم محمد «آية عقلية».
وليس «جملة عربية»، تحمل «كلمات»، تحمل «حروفًا»، تحمل «قيمًا عددية» تدخل معادلات «رياضية»، فإذا جاءت نتائجها من مضاعفات «العدد ١٩»، إذن «تكبير»، وإلا نشوف غيرها!!
لقد أعمى «التدين الوراثي» قلوب المسلمين، فلم تعلم أن الله تعالى طلب من الناس كبرهان على أن هذا القرآن من عنده، أن يأتوا بـ «آيات» سورة من مثل سور القرآن، وليس بـ «جمل عربية» مثل جمل القرآن، كما فعل الجهلاء أصحاب «الفرقان الحق»!!
ولذلك فإن قاعدة الانطلاق لإثبات أن هذا القرآن من عند الله هي «الآيات» وليس «الكلمات» التي فُتن بقيم حروفها العددية أصحاب القلوب المريضة، التي وقعت في «إغواء الشيطان»، وفي «فتنة القرآن»، الذي حمل «نظمًا عدديًا محكمًا» وهم لا يعلمون الحكمة من وجوده، كما سأبين ذلك في منشور آخر.
لقد أعمى «التدين الوراثي» قلوب أصحاب وأتباع بدعة «الإعجاز العددي»، فلم يعلموا أن أقصر سورة طلب الله من المكذبين أن يأتوا بمثلها هي سورة الكوثر التي تحمل ثلاث جمل قرآنية فقط هي:
«إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ»
«فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»
«إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ»
١- هل هناك اختلاف بين المصاحف الموجودة بين أيدي المسلمين اليوم، حول عدد آيات هذه السورة، التي تحمل البرهان الإلهي اليقيني بأن هذا القرآن من عند الله، والذي عجز الإنس والجن أن يأتوا بمثله؟!
والجواب: لا يوجد خلاف.
٢- هل أثبتت «المعجزة الكبرى»، بجميع ما تحمله في جرابها من أدوات وآليات، أن مجموع القيم العددية للجمل الثلاث واحد، وأن مجموع كل جملة من مضاعفات «العدد ١٩»؟!
تعالوا نرى:
أ-:
القيم العددية لـ «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ» = ١١٥
أو «١١٨» لو حسبنا قيم النون المشددة في «إنَّ» = «٦» وليس «٣».
وهذه النتائج ليست من مضاعفات «العدد ١٩»!!
ب-:
القيم العددية لـ «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» = ١٠١
ليست من مضاعفات «العدد ١٩»!!
ج-:
القيم العددية لـ «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ» = ٨٨
ليست من مضاعفات «العدد ١٩»!!
فأين هذه «المعجزة العدناينة الكبرى» التي تسقط سقوطًا مخزيًا لصاحبها ولأتباعه، أمام كل «الآيات» المتعلقة بإثبات حجية هذا القرآن على العالمين، وتنجح في كل ما يُرضي الشيطان من عقائد وأحكام؟!
احنا بدأنا نتكلم في صلب الموضوع
وللموضوع بقية
محمد السعيد مشتهري



