

(1228) 31/1/2019 «عندما ندفن» توازن المعنى مع القيم العددية «في مقبرة الجهل بالقرآن»
يناير 29
4 min read
0
0
0
على هامش منشور الأمس:
«المنهجية الهرمنيوطيقية ومعجزة عدنان العددية»
أولًا:
لقد ذكرت في المنشور السابق أن الله تعالى لم يقم حجته على الناس جميعًا بأن يأتوا بمعجزات عددية لكلمات القرآن وحروفها، وإنما بسورة كاملة مثل سورة القرآن، وأقصر سور القرآن هي سورة الكوثر، ولم يفعلوا، لأن الله قال لهم «وَلَن تَفْعَلُواْ».
لقد تخصص اليهود والنصارى في مسألة «الإعجاز العددي» في الكتب المقدسة، من قبل بعثة رسول الله محمد، ونزل القرآن يكشف حقيقة فتنة هذا «الإعجاز العددي» الذي انبهر به الناس عندما وجدوا أنه يكشف عن وجود منظومات عددية داخل الكتب المقدسة تثبت أن «عُزَيْر ابْنُ اللّهِ» وأن «الْمَسِيح ابْنُ اللّهِ»!!
ولقد حذر الله المؤمنين من فتنة هذا «الإعجاز العددي» اليهودي النصراني، وبيّن لهم أن القرآن يحمل أيضًا «نظمًا عدديًا محكمًا» فلا يَفْتِنَنَّكم كما فتن أهل الكتاب، وغير مطلوب من المسلمين على مر العصور غير أن يطلبوا من المكذبين أن يأتوا بسورة من مثله.
فإذا بالمسلمين يُفكّكون بنية السور المحكمة إلى سور، ويُفكّكون السور المحكمة إلى آيات، ويُفكّكون الآيات المحكمة إلى كلمات، ثم يفككون الكلمات إلى حروف، وكل هذا بـ «وحي شيطاني».
والدليل على أنها «فتنة شيطانية» أنهم بذلوا كل هذه الجهود الحسابية على أساس قاعدة كلمات «هيروغليفية» يستحيل فك شفراتها إلا بالوقوف على «مُسَمّياتها» الموجودة خارج القرآن.
فأي «معجزة كبرى» هذه التي قامت على كلمات وحروف «خرساء» لا تنطق إلا بتفاعلها مع «مُسَمّياتها»، أي مع «مقابلها الكوني» الموجود خارج القرآن.
ولذلك كان البرهان على صدق الله، وصدق رسوله محمد، وصدق القرآن، وإلى يوم الدين، «آيات تتفاعل مع آيات»:
«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَ اقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»
ثانيًا:
ومع ذلك خلينا مع «العدنانيّين» حتى ندفن سويا «توازن المعنى مع القيم العددية» في مقبرة الجهل، ولكن بعد عودتنا من بيان ما يلي:
إن أقصر سورة طلب الله من المكذبين أن يأتوا بمثلها هي «سورة الكوثر»، فتعالوا نرى كيف أثبتت هذه السورة تهافت «توازن المعنى مع القيم العددية» الذي انفرد به «عدنان الرفاعي» في معجزته الكبرى.
فبناء على هذا التوازن يجب أن تتساوى القيم العددية لحروف كلمات كل جملة من الجمل الثلاث لسورة الكوثر، وأن يكون مجموع القيم العددية لكل جملة من مضاعفات «العدد ١٩».
فهل تحقق ذلك؟! لم يتحقق، وبرهان ذلك هو:
* «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ»: المجموع = ١١٥ / عدد ١٩ = فشل!!
* «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»: المجموع = ١٠١ / عدد ١٩ = فشل!!
* «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ»: المجموع = ٨٨ / عدد ١٩ = فشل!!
وبصرف النظر حاليًا عن الخلاف حول «الجملة الأولى»، وهل تُحسب النون المشددة في «إنَّا» حرفًا بـ «٣» أم حرفين بـ «٦»، وهل تحسب «الألف الخنجرية» التي في كلمة «أعطيناك» بين النون والكاف فيصبح علينا إضافة عدد «١»؟!
فيستحيل في جميع الأحوال أن يتوازن مجموع القيم العددية للجملة الأولى مع القيم العددية للجملتين الثانية والثالثة!!
وبناء عليه، تصبح «سورة الكوثر» خير شاهدة على تهافت «الإعجاز العدناني العددي»، وأن صاحبها وقع في نفس الفتنة التي وقع فيها أهل الكتاب.
ثالثًا:
لقد خرج «العدنانيّون» الذين لا عمل لهم إلا البحث عن أخطاء لـ «محمد مشتهري»، خرجوا يقولون إنني وقعت في مصيبة علمية كبرى، وهي أني حسبت كلمة «أعطيناك» على أساس وجود ألف بين النون والكاف، وأن رسم الكلمة في المصحف بدون أ لف!!
١- أقول:
وهل يُعقل أن نقول إن «المعجزة العدنانية الكبرى» تُعرض لأول مرة في العالم، وأنها ستجعل الناس يؤمنون بأن هذا القرآن من عند الله، فإذا بها قائمة على «طلاسم» لا معنى لها كما بيّنت سابقًا؟!
«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ» – «أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ» – «أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ» – «أَفَلاَ تَتَّقُونَ»؟!
هل تعلمون أن القول بوجوب حذف الألف التي بين النون والكاف في قوله تعالى:
* «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ»
يُدخل صاحبه جهنم، ولن ينفعه ادعاء أن «الألف الخنجرية»، هذا الحرف الصغيرة «ا» الموجود في رسم الكلمة في المصحف، «إِنَّا أَعْطَيْنَ «ا» ك الْكَوْثَرَ»، لا قيمة له في حساب «الأبجدية»؟!
٢- إن الذي يريد البرهان على كفر من ألحد في كلمة «أَعْطَيْنَاكَ» بعدم إثبات الألف في أصل الكلمة، وحسابه ا مع القيم العددية، عليه أن يطلب من طالب ابتدائية أن يلصق جملة «تصريف فعل أَعْطَى» على «جوجل» وينتظر النتيجة:
فإذا جاءت النتيجة تحمل كلمة «أَعْطَيْنَك» ويضعها في تعليقه على هذه الصفحة، وأنا على الفور سأعتذر لـ «المعجزة الكبرى»، وليس لـ «عدنان الرفاعي»، لأن مشكلتي لم تكن في يوم من الأيام مع «أشخاص»، وإنما مع منكرات ينشرونها بين الناس.
رابعًا:لقد بدأت سورة الكوثر بقوله تعالى:
* «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ»
وتأتي كلمة «إنَّا» ويراد بها الجمع والله منزه عنه.
وتأتي كلمة «إنَّا» ويراد بها التعظيم، وهو المقصود.
وأضيفت «نون التأكيد» الجارية مجرى القسم في «إن نا» ثم بالغ الأسلوب البياني في التأكيد فجعل صيغة الخطاب في الماضي «أعطيناك» لبيان أن العطاء قد تم فعلا.
ولذلك لم يقل الله «سنعطيك» المستقبلية، كما قال تعالى:
«وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى»
وهنا يجب أن تُضاف نون التأكيد وقيمتها «٣» إلى المجموع «١١٥» لتصبح النتيجة = ١١٨.
وحتى لو فعلنا ذلك فإن النتيجة لن تكون من مضاعفات «العدد ١٩»!!
لذلك أقول:
هذا هو تدبر القرآن، وهذا هو «علم السياق» الذي يستحيل فهم القرآن بمعزل عنه، فأين نجد في قاموس المعاني القرآنية كلمة «أَعْطَيْنَك» وهي لا أصل لـ «مُسمّاها» في الوجود الكوني؟!
إنه يستحيل أن يتعامل مسلم مع القرآن بهذه «المنهجية العشوائية الإلحادية»، ثم يبقى على إسلامه لحظة، حتى وإن دخل «دين الله الإسلام» من باب «الآية القرآنية العقليةَ».
خامسًا:
إن هذه «المنهجية العشوائية» التي أقام عليها «عدنان الرفاعي» معجزته الكبرى، لم تختلف نتائجها عما حملته روايات أئمة السلف من أباطيل، ومنها بدعة نزول عيسى آخر الزمان، وذلك بتأويلات باطنية لآيات الذكر الحكيم، ما أنزل الله بها من سلطان.
إن هذه «المنهجية العشوائية» التي أقام عليها «عدنان الرفاعي» معجزته الكبرى، واعترف أنها لا تكون «معجزة أبدًا» إلا إذا قامت على «رواية حفص عن عاصم».
إن هذه المنهجية هي جعلت «عدنان الرفاعي» و«أئمة الحديث» في سلة واحدة!!
فـ «أئمة الحديث» يقولون:
إن «القرآن» الذي بين أيدي المسلمين اليوم نُقل إليهم عن طريق الروايات:
«حفص، ورش، قالون..»
تماما كما نقل أئمة السلف «الأحاديث» عن طريق الروايات.
وعليه فإن التشكيك في صحة «الحديث» يعني التشكيك في صحة القرآن، لأن الذين جاؤوا بـ «الأحاديث» هم الذين جاؤوا بـ «القرآن».
ثم يأتي «فرقد المعمار» المتحدث الرسمي باسم «عدنان الرفاعي» ويشهد على هذه الصفحة بصحة هذا الكلام، وأن «روايات القرآن» المدونة في المصاحف الأربعة التي بين أيدي المسلمين كلها مُحرّفة باستثناء «رواية حفص عن عاصم»، فهي الرواية الوحيدة التي حفظها الله تعالى بإعجاز «العدد ١٩»!!
أقول: لا تعليق
وإلى منشور قادم إن شاء الله
محمد السعيد مشتهري