top of page

(1237) 8/2/2019 من فضلكم: هوه انتم مع الرواية ولا مع الآية؟!

يناير 29

3 min read

0

0

0

ree

إن الذي أفسد قلوب المسلمين وجعلها تقبل «مرويات البشر» باعتبارها «وحيًا إلهيًا»، وتقبل «علوم القرآن» باعتبارها «إلهامًا إلهيًا»، وتقبل «القراءات القرآنية الإلحادية» باعتبارها من مقتضيات «العالمية والمعاصرة» وتقبل «الهوس الديني» باعتباره «فكرًا إسلاميًا حرًا».

إن الذي أفسد قلوب المسلمين:

١- أنهم أشركوا بالله يوم تفرقوا في «دين الله الإسلام» إلى فرق ومذاهب عقدية وفقهية ما أنزل الله بها من سلطان.

٢- أنهم لم يُفرّقوا:

(أ) بين «القرآن العظيم»:

الذي تعهد الله بحفظ «ذِكْره» إلى يوم الدين، والذي تلقاه النبي «لفظًا» قبل أن يدونه «حرفَا» في الصحف، وحفظه الصحابة «لفظًا» وعلّموه الناس في الأمصار المختلفة «لفظًا»، وكل ذلك بعلم الله ومشيئته:

* «وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً»

(ب) وبين «المصاحف»:

التي دوّنها المسلمون في الأمصار المختلفة، بتوجيه من «القارئ» الذي تعلموا على يديه في «الكُتَّاب»، وظلت هذه «المصاحف» تنقرض على مر العصور، حتى وصل منها الذي بين أيدي المسلمين اليوم.

وهل هناك مؤمن، أسلم وجهه لله، يعتقد لحظة أن الله تعالى كان غافلا عما يعمله «الكافرون» في المصاحف، خلال رحلتها إلينا، وهو سبحانه القائل:

* «إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ»؟!

فعندما يقول «عدنان الرفاعي» إنه اعتمد في نتائجه على «قراءة حفص عن عاصم»، يكون بذلك قد اتبع «الرواية» وليس «الآية» التي يدعي أنه جاء بمعجزتها العددية الكبرى!!

ويؤكد «ابن الجزري» على أن القرآن كان خاليًا من النقط والشكل في عصر النبي، عليه السلام، فيقول:

«وقرأ أهل كل مصر بما في مصحفهم وتلقوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه من في «أي من فم» رسول الله»!!

وعليه أقول لأصحاب «بدعة المعجزات العددية»:ما هذه «المنهجية الهرمنيوطيقية العشوائية» التي تعيشون حياتكم الفكرية والدينية بداخلها؟!

كيف تؤمنون برواية حفص «عن» عاصم … إلى أن يصل السند الروائي إلى صحابي «عن» رسول الله، ورسول الله حسب نفس مرجعية «علوم القرآن» كان يقرأ القرآن خاليًا من النقط والرسم.

«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!

عندما يقول «عدنان الرفاعي» إنه أقام «المعجزة الكبرى» على «الرسم العثماني»، فهذه شهادة منه بأنه جاهل بحقيقة «القرآن» الذي قال الله تعالى عنه:

«كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الألْبَابِ»

ويستحيل «تدبر آيات القرآن» بـ «الرسم العثماني» فلا نعلم الفرق بين «الم» التي في أول سورة البقرة «ألف لام ميم»، و«الم» التي في أول سورة الشرح «الم نشرح لك صدرك»، إلا بـ «النطق» وليس بـ «الرسم»!!

يقول «ابن الجزري»:

إن «ابن مجاهد ت ٣٢٤ هـ»، صاحب «السبعة في القراءات»، أشار على الوزير «ابن مُقلة» أن يحاكم «ابن شنبوذ» بتهمة أنه كان يرى أن «تواتر القراءة» أهم من الاختلاف حول «رسم القرآن»!!

يعني لو كان «عدنان الرفاعي» يعيش في عصر «ابن مجاهد» لقدمه إلى المحاكمة بتهمة حيازة «الرسم العثماني» بدون فهم ولا تدبر.

فهمتم يا «عدنانيّون» كيف أن الساحر أخرج لكم ما في «جرابه» بعد اختباره جيدا قبل أن يظهر أمام الجمهور؟!

لقد سقطت جميع معجزاتكم العددية الصغرى والكبرى من قواعدها، وإذا لم تستغفروا ربكم وتتبوا إليه، ستموتون في «قبور الجهل»، وتُحشرون منها إلى «سَقَر»:

«وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ – لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ – لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ – عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ».

إما إذا خرجتم من «قبور الجهل» واستغفرتم ربكم وتبتم إليه، وتعاملتم مع «القرآن» بعيدًا عن كل ما يتعلق بـ «المصاحف»، وكنتم من أهل اللغة العربية الذين يعلمون أن «الكلمة» ملتحمة بـ «مُسمّاها» الموجود في آيات الآفاق والأنفس

هنا ستعلمون أن جميع المصاحف التي بين أيدي المسلمين تحمل «قرآنًا واحدًا فقط»، محفوظًا بحفظ الله لـ «كلماته ومُسمّياتها»، وعليكم دراسة لماذا اختلفت بعض كلماته.

فأنا شخصيا لم أكن مع النبي وهو يتلو القرآن، ولم أكن مع أئمة «علوم القرآن» وهم يُدوّنون كتبهم، ولا مع المحدثين وهم يُدوّنون مروياتهم، ولا علاقة لي مطلقًا بما فعله المسلمون بالمصاحف التي حملت هذا القرآن إلى يومنا هذا.

لقد أقمت توجهي الديني «نحو إسلام الرسول» على «القرآن» الموجود في عصري، باعتباره «الآية القرآنية العقلية» الدالة على أن «محمدًا رسول الله»، وأن هذا «القرآن» الذي حملته المصاحف التي أمامي «حق».

ولذلك لا أجد مطلقا إشكالية «عقدية» في أن يقرأ القارئ القرآن باعتبار أن «بسم الله الرحمن الرحيم» آية تبدأ بها كل سورة بما في ذلك سورة «التوبة».

وبذلك نكون قد أسقطنا الخلاف حول هذه المسألة.كما لا أجد مطلقا إشكالية «عقدية» في أن يقرأ القارئ قوله تعالى:

* «صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ»

بقراءة:

* «سِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ»

والكلمتان في القراءتين، من حيث المعنى ووجه البلاغة سواء:

فالذين قرؤوا «سِرَاطَ» استندوا إلى أصل المعنى وهو «الطريق» لأن الطريق «يسرط» أي يبتلع المارة.

والذين قرؤوا «صراط» استندوا إلى علم الأصوات، ومطابقة «الصاد» لـ «الطاء» لأن السين «مهموسة» والطاء «مجهورة».

وقس على هذا كل ما قيل إنه اختلاف بين المصاحف، علما بأن سائر الاختلاف في الرسم محصور في «٤٩» فقط.

يعني همه «الكافرون» إلي كانوا عايزين يحرفوا القرآن كله، لم يستطيعوا تحريف إلا الـ «٤٩» كلمة، وعجزوا عن تحريف الباقي؟!

فعلا إلي اختشوا ماتوا.

وطبعا للموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري


يناير 29

3 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page