

(1245) 20/2/2019 «وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا» (٦)
يناير 29
5 min read
0
1
0
«الأصول العلمية لإسقاط معجزة عدنان العددية»
إن البرهان على صدق الله فيما أنزل من قرآن، وصدق رسول الله الذي بلغ القرآن، يجب أن يكون معاصرًا للناس إلى يوم الدين، لذلك جعله الله «آية قرآنية عقلية» يدخل الناس في «دين الله الإسلام» بعد الإقرار بصدقها.
وعليه، ويصبح فرض عين على كل مسلم أن يخلع ثوب «الآبائية المذهبية» ويُعيد الدخول في دين الله من بابه الصحيح، باب «الآية القرآنية العقلية».
واليوم، يسأل المسلم الذي يريد أن يدخل في «دين الله الإسلام» من بابه الصحيح:
وأين أجد هذه «الآية القرآنية العقلية» من بين المصاحف الأربعة الموزعة في البلاد، وكلها تحمل «القرآن»، من سورة الفاتحة إلى سورة الناس؟!
أقول:
لقد جعل الله البرهان على صدق «نبوة» رسوله محمد «آية عقلية» يشاهدها القلب بآليات التعقل والتفكر والتدبر..، وليست «آية حسية» تشاهدها الأعين.
الأمر الذي يفرض على كل من يريد الدخول في «دين الله الإسلام» أن يقوم بدراسة هذا القرآن المحمول في المصاحف الأربعة، بتفعيل هذه الآليات، وبالأدوات التي يستحيل فهم القرآن إلا بها، وعلى رأسها اللغة التي كان ينطق بها لسان العرب من قبل نزول القرآن.
فإن فعل، سيجد أن الله تعالى يخاطب الناس جميعًا، وخاصة المرتابين الشاكّين في صدق «نبوة» رسوله محمد، ويقول لهم «الآية ٢٣ / البقرة»:
* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»
وهذه الآية هي البرهان قطعي الدلالة على أن القرآن «بمصاحفه الأربعة» يحمل «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد إلى يوم ال دين، وذلك لقوله تعالى بعدها:
* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ»
إن قوله تعالى «وَلَن تَفْعَلُواْ» يُبيّن استحالة أن يأتي إنس أو جان بسورة من مثل سور القرآن.
وعليه، فهل يُعقل أن يترك الله مسؤولية حفظ القرآن لـ «شيوخ الكتاتيب» الذين كانوا يُعلّمون المسلمين قراءة القرآن، بداية بالصحابة ومرورا بـ «عاصم بن بهدلة» شيخ «حفص»؟!
فكيف يخرج علينا «الجُهّال» ويقولون:
إن «عاصم بن بهدلة» وحده هو الذي حفظ القرآن كما أنزله جبريل من اللوح المحفوظ على قلب رسول الله محمد، ونقله عنه «حفص بن سليمان بن المغيرة»، أما غيرهما من القُرّاء شيوخ الكتاتيب «ورش وقالون..» فهؤلاء قد حرّفوا القرآن.
فإذا سألناهم: وأين البرهان على هذا الكلام المرسل الذي لا محل له من الإعراب؟!
قالوا: إن البرهان يحمله «عِدّة» خزنة جهنم الـ «١٩»، الذين جعلهم الله «فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا»!!
إن البرهان على صحة نسبة هذا القرآن إلى الله تعالى هو «الآية القرآنية العقلية» المعاصرة للناس اليوم، والتي تنقلهم من عالم الكلمات القرآنية «المكتوبة» في المصاحف الأربعة، إلى عالم «مُسَمَّيات» هذه الكلمات «المنظور» في الكون.
إن البرهان على صحة نسبة هذا القرآن إلى الله هو «عالم الذكر» الذي تعهد الله بحفظه، وليس عالم «الكلمات» بمعزل عن «مُسَمّياتها».
فكيف يتعهد الله بحفظ «رسم» كلمات يستحيل فهم معناها إلا بالذي «يُذَكّر» الناس بها دومًا وهو «مُسَمَّاها» الموجود خارجها؟!
«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!
لقد ظل صاحب «المعجزة الكبرى» والمتحدث الرسمي له والعدنانيّون جميعًا، يعيشون في مقبرة «الروايات» السلفية و«علوم القرآن» التي عرفوا منها قراءة «حفص عن عاصم».
لذلك كان من الطبيع ي أن يفتروا على الله الكذب، ويدّعون اطلاعهم على الغيب، وعلى «المصحف الأول» الذي نزل من اللوح المحفوظ على قلب رسول الله محمد، والمطابق تماما للمصحف الذي بقراءة «حفص عن عاصم»!!
والمتدبر لما كتبه «عدنان الرفاعي» في كتابه «رسم الحرف في كتاب الله»، يعلم علم اليقين أنه كتب هذا الكتاب لإثبات أن قراءة «حفص عن عاصم» هي التي نزل جبريل بها من اللوح المحفوظ.
وها أنا ما زلت أثبت له، ولجميع العدنانيّين، أنهم يعيشون في «وهم» و«سراب» اسمه «المعجزة العددية الكبرى».
فتعالوا نتعرف على الأسباب التي جعلت «الهمزة» لا تجلس على «كرسي»، ويُكتفى بجعلها على الخط الذي يَصِلُ ما قبلها بما بعدها، حسب رسمها في القرآن العظيم.
وهل ما قاله «عدنان الرفاعي» في كتابه «رسم الحرف في كتاب الله – ص ١٢»:
«بالنسبة لطلبهم حساب الهمزة في كلمة «خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ» فنسألهم: أين الكرسي المرسوم لهذه الهمزة التي هي في وسط الكلمة؟!»
هل هذا الكلام صحيح؟!
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرف على متى يُكتفى بجعل «الهمزة» على الخط الذي يَصِلُ ما قبلها «خَطِيٓـ» بما بعدها «ـَٰٔتِهِمۡ» حسب رسمها في القرآن العظيم:
أولًا:
أنْ تكون الهمزةُ مفتوحةً ساكناً ما قبلها:
١- قوله تعالى «الآية ٢٨٢ / البقرة»:
* «وَلَا تَسَۡٔمُوٓاْ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِيرًا أَوۡ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِ»
الهمزة في «تَسَۡٔمُوٓاْ» مفتوحة وقبلها ساكن.
٢- قوله تعالى «الآية ٢٦ / الأنعام»
* «وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنَۡٔوۡنَ عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ ..»
٣- قوله تعالى «الآية ٤٩ / هود»:
* «قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسَۡٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِ»
الهمزة في «أَسَۡٔلَكَ» مفتوحة وقبلها ساكن.
وكذلك الحال بالنسبة للآيات التالية:
٤- قوله تعالى «الآية ٦٤ / المؤمنون»:
* «حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذۡنَا مُتۡرَفِيهِم بِٱلۡعَذَابِ إِذَا هُمۡ يَجَۡٔرُونَ»
٥- قوله تعالى «الآية ١٩ / البلد»:
* «وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَِٔايَٰتِنَا هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشَۡٔمَةِ»
ثانيًا:
أن تكون «الهمزة» مفتوحةً مفتوحاً ما قبلها:
١- قوله تعالى «الآية ٧ / يونس»
* «ٱسۡتَٔۡجِرۡهُ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ»
٢- قوله تعالى «الآية ٦٢ / الإسراء»
* « قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ»
ثالثًا:
أن تكون «الهمزة» ساكنةً مفتوحاً ما قبلها:
١- قوله تعالى «الآية ٨٣ / التوبة»
* « ٱسۡتَٔۡذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوۡلِ مِنۡهُمۡ»
٢- قوله تعالى «الآية ٢٦ / القصص»
* «يَٰٓأَبَتِ ٱسۡتَٔۡجِرۡهُ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ»
رابعًا:
أن تكون «الهمزة» أول ال كلام وبعدها ألف عوض منها «مَدَّة»:
١- قوله تعالي «الآية ١٣٧ / البقرة»:
* «فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِ»
٢- قوله تعالي «الآية ٤١ / آل عمران»:
* «قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ»
خامسًا:
أن يلي «الهمزة» المكسورة حرف «الياء المتصلة»:
١- قوله تعالي «الآية ٦٢ / البقرة»:
* «وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِِٔينَ»
٢- قوله تعالي «الآية ٢٠ / الطور»:
* «مُتَّكِِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖ»
سادسًا:
أنْ يسبق «الهمزةُ» المفتوحةً حرف «الياء المتصلة»:
١- قوله تعالى «الآية ١٢٠ / آل عمران»:
* «إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَا»
فقد سبق الهمزة المفتوحة في «سَيِّئَة» حرف «الياء المتصلة».
٢- قوله تعالى «الآية ٤ / النساء»:
* «فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَيۡءٖ مِّنۡهُ نَفۡسٗا فَكُلُوهُ هَنِيٓٔٗا مَّرِيٓٔٗا»
وأيضا على «هَنِيٓٔٗا مَّرِيٓٔٗا»
٣- قوله تعالى «الآية ٢٥ / نوح»:
* «مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أُغۡرِقُواْ فَأُدۡخِلُواْ نَارٗا»
وأيضا على «خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ»، وهذه الكلمة هي التي أثبتت تهافت «المعجزة الرفاعية العددية» عندما أعطى ظهره لـ «الهمزة» ولم يحسبها ضمن حروف السورة ليخرج بنتيجة مفادها أن عمر نوح «٩٥٠ سنة» = عدد حروف سورة «نوح»!!
والسؤال:
هل معنى أن الساحر أخرج للناس من جرابه «التوافق العددي» بين حروف السورة وعمر نوح، أن نهدم أصلًا أصيلًا من حروف الهجاء وهو «الهمزة»، لأنها لم تجد لها «كرسي» تجلس عليه في كلمة «خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ»؟!
«فَمَا لِهَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا»؟!
ومئات الأمثلة تُسقط «المعجزة الكبرى» من أصولها التي قامت عليها، ولو أنا كنت «غاوي» لعبة «الجمع والطرح والضرب»، ولعبة «الكراسي الموسيقية».
لكتبت مثل عدد الكتب التي كتبها «عدنان الرفاعي» ما يُظهر للعالم أنه يستحيل أن تكون المعجزة الكبرى «آية إلهية» يدخل الناس على أساسها في «دين الله الإسلام».
وأن النتائج التي أبهرت العالمين من الإنس والجن، قامت على «الآيات المتشابهات» التي فَتَنَ الله بها الذين في قلوبهم مرض عن طريق ما يحمله القرآن من «نظم وتوافق عددي».
وللموضع بقية
محمد السعيد مشتهري



