

(1254) 8/3/2019 لماذا تكون «مبيعات» سوق «الإلحاد» هي الأكثر؟!
يناير 29
3 min read
0
0
0
قبل ظهور الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، كانت مصيبة الفكر الإسلامي محصورة في فكر «الآبائية» المذهبي، وفي الخلافات العقدية والفقهية الداخلية بين أتباع المذهب الواحد، أو بين أتباع المذاهب المختلفة.
لم يكن لـ «الإلحاد» وقتها سوق يبيع فيه منتجاته، إلا سوق «الكتاب» المحظور نشره في البلاد الإسلامية.
ثم أنعم الله على الناس بشبكة الإنترنت العالمية، فتحوّلت إلى «نقمة» بما صنعت أيديهم، ففتحت ملل الكفر نوافذها على مصراعيها، وإذا بالمسلمين يُفتنون بـ «منتجاتها» في غياب:
«العلم» و«الوعي الإيماني» و«التربية الصالحة»
لذلك لا تسألني لماذا كان إنتاج القراءات القرآنية المعاصرة، وإنتاج المعجزات القرآنية العددية، هو الأكثر مبيعًا في العالم!!
واللافت للنظر أن الـ «مليارين مسلم» يشهدون شهادة يقينية بصحة جهلهم بلغة القرآن العربية، وأنهم مُصرّون على عدم تعلمها، لأن المثل يقول «بعد ما شاب ودّوه الكُتَّاب»؟!
والذي قد يجهلونه هو:
أنه لن يدخل أحد، من أتباع رسول الله محمد، الجنة إلا إذا كان على علم بلغة القرآن العربية، لأنها هي لغة امتحانه في الآخرة.
فيا أيها الملحد:
* هل من «المنطق» أن تدخل امتحان بلغة لا تعلم عنها شيئا؟!
والآن نستطيع أن نجيب على السؤال:
لماذا نجد مبيعات سوق الإلحاد هي الأكثر؟!
والجواب:
لأنه سوق «المنافقين».
وكما أن لغة القرآن العربية شرطٌ لدخول المسلم الجنة، فإنها أيضا تعمل عمل «مضاد السموم» للوقاية من سموم «أفعى الإلحاد».
لقد اعتاد أحد الملحدين إثارة الشبهات حول القرآن مستخدمًا طريقته الخبيثة وأسلوبه التهكمي، بدعوى أن لسان القرآن غير اللغة العربية التي أسس لقواعدها الفراهيدي وسيبويه.
ومن شبهاته:
كيف يأتي الاسم «منصوبًا» في قوله تعالى «٥ / الكهف»:
«مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا»
فـ «كَلِمَةً» جاءت منصوبة، والمفروض أن تكون مرفوعة «كَلِمَةٌ» لأنها فاعل، فلماذا نُصبت؟!
يقول:
إنه بحث بحثًا علميًا جادًا عميقًا في أمهات كتب اللغة العربية عن سبب تحوّل الفاعل إلى مفعول به، فوجد العجب العجاب.
فماذا وجد؟!
وجد أن الفعل «كَبُرَ» أُجري مجرى «نعم» و«بئس» في الاستعمال في كونه:
١- يرفع فاعلًا ظاهرًا معرفًا بأل.
٢- أو مضمرًا مفسرًا بتمييز بعده.
و«كَلِمَةً» تمييز منصوب مُفسر لفاعل «كَبُرَ» المضمر، والتقدير:
بئست الكلمةُ (التي هي قولهم اتخذ الله ولدا) كلمةً. انتهى
* هذا هو ما فهمه من بيان أئمة اللغة لإعراب هذه الكلمة.
ثم إذا به يسأل المساكين المعجبين دومًا بما ينشره ويقول لهم:
هل فهمتم شيئًا؟!
طبعا وأكيد لم يفهموا شيئًا، إلا إذا كان من بينهم أحد من أهل اللغة العربية، ونعرفه من تعليقه الذي وصف فيه صاحب المنشور بـ «الحمار» الذي «يَحْمِلُ أَسْفَارًا».
والحقيقة أن عدد «الحمير» الذين يَسْحَبُون وراءهم «المساكين» على شبكات التواصل الاجتماعي مخيفٌ جدًا، ينذر بابتلاع «أفعى الإلحاد» أولاد المسلمين قبل آبائهم، وذلك في غياب:
«التربية الصالحة» و«الوعي الإيماني» عن «البيت المسلم».
إن هؤلاء «المساكين» الذين يُسجلون إعجابهم بمنشورات هذا «الملحد»، لا لشيء إلا لتدعيم «الإلحاد»، لا يعلمون أصلًا معنى المصطلحات التي نقلها من الكتب ومنها:
«أجري مجرى» … «فاعلًا ظاهرًا معرفًا بأل» … «أو مضمرًا مفسرًا بتمييز بعده» … «مُفسر لفاعل كَبُرَ المضمر»!!
بل هو شخصيًا لا يعلم معناها، وإلا لفهم معنى قول أهل اللغة:
والتقدير:
بئست الكلمةُ، أي التي قالها المشركون في الآية التي قبلها وهي:
* «وَيُنذِرَ الَّذِينَ (قَالُوا) اتَّخَذَ اللَّهُ وَل َدًا»
ثم يظهر أمام الناس بمظهر الذي يعلم ما يقول، فيقول:
إن لفظ «كَلِمَةً» تُعرب تمييزًا منصوبًا، والفاعل «مُضمر» والتقدير «كَبُرَتْ» مقالتهم، التي هي قولهم «اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا».
أقول:
وهذا الذي قاله ونقله عن أئمة اللغة العربية «صحيح» لغةً وسياقًا، إذن فما وجه اعتراضه؟!
يقول متهمًا أئمة اللغة العربية:
* إنهم يستطيعون إضمار «إخفاء» الفاعل متى ما أرادوا ذلك، وجعل التقدير ليقوم مقامه، وهنا نقف لحظة ونسأل أنفسنا:
هل قواعد «سيبويه» تعتبر لدى النحاة حجة على كتاب الله، فإن وُجد تَخَالف أوجدوا له مخرجًا مقدرًا ومضمرًا؟!
ثم يزيد طين «الجهالة» بلة ويقول:
* هل نستطيع أن نُقدّر كلامًا لم يرد في كتاب الله تعالى؟!
ثم يكشف عما تحمله دائمًا «الجهالة» من تناقض ويقول:
* هل سيفهم الناس اليوم مثل هذا الكلام المُضمر والمُقدر؟!فيا أيها «الملحد»:
كيف يفهمون هذا الكلام وقد «ولدوا» من بطون أمهاتهم «أعاجم»؟!
ثم يخاطب «المساكين» بكلام عاطفي مرسل هو شخصيًا لا يفهمه وإنما يُعجبهم لأنه ينسف لغة القرآن العربية، فيقول:
* «ألا تستطيع مجامع اللغة العربية صياغة قواعد مأخوذة من لسان القرآن الكريم، باعتماد المعنى اللساني القرآني البعيد عن الترادف، وعن الحكم بحركات آخر الكلمات، والبعيد عن سيبويه ولغوه»؟!
فانظروا وتدبروا كيف تدخل سموم «أفعى الإلحاد» قلوبكم وقلوب أبنائكم.
فأين «لسان القرآن» أصلًا الذي تتحدث عنه أيها «الملحد»؟!
هل هو في كلمات القرآن «الأعجمية»، التي يستحيل أن تصبح «عربية» إلا إذا التحمت بـ «مُسمّاها» الموجود خارج القرآن؟!
وكي يُبيّن للناس أن إشكاليات اللغة العربية داخل القرآن كثيرة قال إن ما ذكره مجرد مثال من مئات الأمثلة التي تخالف «قواعد سيبويه».
ثم يختم حديثه بقوله:
«سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»
وهل يُعلم الله تعالى «الملحدين» كيف يُلحدون في آياته ولغتها العربية؟!
وللموضوع بقية
محمد السعيد مشتهري



