top of page

(1261) 19/3/2019 كيف نتعرف على منهج الفكر العشوائي؟!

يناير 29

4 min read

0

0

0

أولًا:

عندما نجد من يقول:

إن معنى أن القرآن نزل بلسان «عربي» أنه «أَعرب» عما هو مخفي.

* نقول له:

لقد جئت بمعنى «الإعراب» وليس بمعنى «عربي» وهناك فرق:

١- «الإعراب» و«التعريب»:

معناهما «الإبانة»، نقول أعرب عنه لسانه: أي أبان وأفصح، وأعرب عن الرجل: أي بيّن عنه، وأعْرِب عما في ضميرك: أي أفْصِح وأَبِن.

ولذلك سُمَّي «الإعراب» إعرابًا لأنَّ به يُفرَق بين المعاني في سائر أبواب النَّحو.

٢- أما «العربي»:

فنسبة إلى العرب، وإن لم يكن بدويًا، والعَرَبُ العارِبة: هم أصحاب الأصول العربية، والمُتَعَرِّبةُ والمُسْتَعْرِبةٌ: هم الدُخَلاء على هذه الأصول، والأعرابي: البدوي والجمع أعراب:

* «وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ..»

* «قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا..»

٣- و«العَرَبُ» جِيْلٌ من الناس معروف، بخِلافُ العَجَم، فتدبر:

* «..لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ»

واختار الله «اللغة العربية» التي كان ينطق بها «لسان العرب» لينزل بها القرآن، لأنها أغنى اللغات وأفصحها وأجودها بيانًا.

ووصف الله القرآن بـ «عربي» نسبة إلى العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، واللسان هنا مستخدم استخدامًا «مجازيًا»:

لأننا نقول أهل اللسان «العربي» وأهل اللسان «الإنجليزي» …، نسبة إلى آلة النطق «اللسان» وليس لأن الله خلق لسانًا نوعه «عربي» وآخر نوعه«انجليزي» وثالث نوعه «فرنسي».

لقد خلق الله آلة نطق «لسانًا» تنطق بجميع لغات العالم، حسب البيئة التي يتربى فيها الإنسان، لذلك جعل الله «اللسان» آية من «آيات الأنفس»:

* «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ – وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ – إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ»

ونتدبر جملة «لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ» لنعلم أن الفهم الواعي للتفاعل بين نصوص «الآية القرآنية العقلية» و«مقابلها الكوني» لا يقف عليه إلا «الْعَالِمِون» بكسر اللام، وهم «أولوا العلم».

٤- و«العُرْبُ» بسكون الراء، غير «العُرُبُ» بضم الراء، فالأولى تعني العَرَبَ، والثانية مفرد «عَرُوب» وهي المرأة المتحببة إلى زوجها، يقول الله تعالى عن نساء أهل الجنة:

* «فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً – عُرُباً أَتْرَابًا»

ثانيًا:

١- ويقول: ولكن هل كل الذين يتلون القرآن يفهمونه فهمًا واحدًا، ويعربونه نفس الإعراب؟!

ثم يجيب على سؤاله ويقول:

إن الواقع التاريخي يثبت وقوع الاختلاف بدليل وجود عشرات التفاسير.

* نقول له:

لقد انْحَرَفَتَ عن أصل الموضوع المتعلق بـ «الإعراب» إلى قضايا تراثية تاريخية لا وزن لها في ميزان «الآية القرآنية العقلية» التي بين أيدي الناس اليوم.

٢- ثم يكشف عن الهدف الذي من أجله استخدم معنى «الإعراب» وترك «العربي» فقال:

حتى الذين رفعوا المصاحف في صفين قال لهم الإمام عليّ هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق، وقد كان الرسول في حياته هو اللسان الناطق، ولكن بعد مماته يحتاج القرآن الى ناطق يلهمه الله الفهم الصحيح لكيلا يختلف المسلمون.

* نقول له:

الآن قد كشفت عن هويتك المذهبية، وعن المنهجية العشوائية التي تتبعها، خاصة بعد استنادك إلى رواية رزية يوم الخميس «البخاري ومسلم – باب العلم» ثم قولك بعدها:

وقد حاولت السلطة الحاكمة بعد إقصاء آل البيت أن تستبدلهم بإجماع الصحابة ولكن هذا الإجماع لم يحصل…!!

ثم يسأل عن «الآية ٥٩ / النساء» ويقول:

من هم أولوا الأمر: هل هم من آل البيت أم من عامة المسلمين؟!والآن أصبحت الإشكالية المذهبية واضحة تمامًا:

حتى «اللغة العربية» أرادوها على مقاس «المذهب العقدي»!!

ثالثًا:

١- وعندما يخرج على المسلمين من يقول لهم:

أبشركم باحتضار «الدين التراثي»، والفضل يرجع إلى «الشبكة العنكبوتية»، «وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» هؤلاء الذين نسخوا بالروايات كتاب الله.

ثم ينقل من كتب أحاديث فرقة أهل السنة عدد من الروايات، التي أصبح يحفظها الصغير قبل الكبير، لبيان ما حملته هذه الروايات من أباطيل.

والسؤال:

وماذا بعد موت «الروايات»، بل وموت التراث الديني لجميع الفرق الإسلامية، ودفنه في مقابر الجهل بلا عودة؟!

الجواب:

سيقع أتباع جميع التوجهات الدينية، القرآنية والمعاصرة والتنويرية، في أسر «الملحدين»، والسبب:

لأنه لم يتبق غير القرآن، وهم يجهلون لغته!!

٢- ومن منطلق الجهل بلغة القرآن العربية، يخرج من يقول إن الذبيح «إسحاق» وليس إسماعيل فماذا فَعَلَ؟!

قال:

ولكي تدركوا من هو رسول الله إسرائيل، عليكم أن تدركوا أولًا معنى اسمه، من خلال الجذر الثلاثي للمصطلح وتفعيلات هذا الجذر وتصريفاته.

ثم قال:

فـ «إسرائيل» هو من أسرى به ربي من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، لأن اسم اسرائيل مركب من فعلين وهم:

«أسرا» و«ئيل»!!

* نقول له:

إن «إسرائيل» اسم علم، فكيف ينقسم إلى فعلين؟!

ثم يزيد الطين بلة ويقول:

ومصطلح «أسرا» من ميزانها من جذرها الكوني «سِر» ومن ميزانها الكوني «سَار. سور. سير»، والتي تفيد جميعها عملية السير والتسيير، وكل شيء يسير!!

وأما مصطلح «ئيل» فمن التأويل، ومن ميزانها الكوني أُل «آل. أول. أيل» والتي تفيد التأويل أو الذي آل له الأمر وهو المولى سبحانه وتعالى.

* نقول له:

الأفضل أن تستشير طبيبًا نفسيًا في حالتك هذه.

أما الإجابة على سؤالك هل الذبيح «إسحاق» أم «إسماعيل»، فستعلمها يوم الحساب، وقبل يوم الحساب نقول لك:

ما هي الإشكالية «العقدية» التي ستنتج عما إذا كان الذبيح إسحاق أم إسماعيل، ثم أين هو «الذبيح» أصلًا، ولماذا لا تحملون في قلوبكم إلا المعارف والمعلومات «التفاهة»؟!

٣- ويخرج علينا من يقول:

إن «إسرائيل» هو ابن آدم الذي قتل آخاه!!

وفهم ذلك لقوله تعالى بعدها:

* «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ …»!!

والحقيقة لو كان هؤلاء الذين ينشرون على الناس الشبهات الإلحادية كل ساعة من الناس المغمورين ما قمت بالرد على شبهاتهم، لأن لا أحد يقرأ لهم.

وإنما هؤلاء من أصحاب نسب الإعجاب العالية، طبعا من الملحدين أمثاله، فنقول لهم:

وهل يُعقل أن يصطفي الله نبيًا أصله «قاتل»؟!

محمد السعيد مشتهري


يناير 29

4 min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page