

(1271) 7/4/2019 الفيروس الثلاثي المدمر لأصول وفروع العائلة
يناير 29
٣ min read
0
0
0

الفيروس الثلاثي المدمر لأصول وفروع العائلة
إن البيئة التي يولد فيها الإنسان هي المكوّن الأساس لشخصيته النفسية والدينية والاجتماعية، على الأقل حتى يبلغ النكاح ويكتمل رشده، فهل من المسلمين من أعاد النظر في تدينه الوراثي قبل زواجه ليتأكد من صحة هذا الزواج وفق ما أمره الله في كتابه؟!
لقد تأكد نوح عليه السلام أن قومه لن يُغيّروا ما بأنفسهم، فطلب من ربه أن يُهلكهم جميعًا حتى لا تحمل أرحام نسائهم أطفالًا يرثون الكفر وهم أجنة في بطونهن، فيقول الله تعالى:
* «وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا – إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ – وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّارًا»
أولاً:
هناك علم يُسمى بـ «علم الجينات» يقوم بدراسة التغيّرات التي تحدث في «سلسلة الحمض النوويّ».
وعلم ظهر ح ديثا اسمه «علم ما فوق الجينات» يقوم بدراسة العوامل البيئيّة التي «تُنَشّط» أو «تُثَبّط» عمل الجينات دون أن تُغيّر في «سلسلة الحمض النوويّ».
ولقد اكتشف العلماء أن «الصفات الوراثية» التي يحملها الإنسان، المتعلقة بالعقائد والطباع والأمراض النفسية، والتي كان يُعتقد استحالة تغييرها، أصبح من الممكن تغييرها إذا عاش الإنسان في بيئة مخالفة لها.
وباختصار:
فإن هذا التغيير يحدث نتيجة تأثير البيئة الجديدة على «الحمض النووي»، حيث يقوم بـ «تَثْبيط» الصفات المذمومة و«تَنْشِيط» الصفات المحمودة، مع بقاء «سلسلة الحمض النووي» كما هي.
ثانيًا:
إن «علم ما فوق الجينات» لا يهتم بتحديد الجينات المسؤولة عن صفة أو مرض، لأن هذا اختصاص «علم الجينات»، وإنما يهتم بدراسة العوامل البيئية التي تُنشط أو تُثبط الجينات.
إن الإنسان هو الذي يتحكم في صفاته الوراثية وليست هي التي تتحكم فيه، ولم يعد مولودًا بجينات لا يمكن تغييرها، وأصبح هو الذي يكتب حياته وفق خياراته.
وصدق الله العظيم الذي بيّن للناس أنه لن يقبل عذرًا بـ «الغفلة»، فقال تعالى «١٧٢ / الأعراف»
* «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا»
* «أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ»
ولن يقبل منهم عذر «الآبائية» فقال تعالى «١٧٣ / الأعراف»:
* «أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ»
وإن من حرص «دين الإسلام» وأحكام القران، على نقاء «الصفات الوراثية» للمؤمن، وتنشيط «الصفات المحمودة» التي يرثها من البيئة التي يتربى فيها، يقول الله تعال ى «٥٨ / النور»:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»
فالله تعالى يأمر الوالدين بحماية أطفالهم «الذين لم يبلغوا الحلم» من رؤية «العورات» ولو كانت للوالدين، وذلك في أوقات العورات الثلاث:
* «مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ – وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ – وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ»
ثالثًا:
فأين أطفال المسلمين من هذا الحكم التشريعي؟!
بل وأين الآباء من أحكام سورة النور والأحزاب المتعلقة بالزينة وكشف العورات؟!
ثم يأتي رجل مختل عقليًا قبل إيمانيًا ويبيح لنساء المسلمين الصلاة وهن عراة باستثناء ما يستر الثديين والعورتين!!
إن الذي ورث «ورثت» الفيروس الثلاثي «العند – النكد – الكيد»، ولم يعمل فورا على علاجه، وذلك بإدراك أنه ورث مصيبة مدمّرة لدينه قبل معيشته، فلن يقبل الله منه «منها» إيمانًا ولا إسلامًا.
والأفضل له «لها» ألا يتعب نفسه في صلاة، ويرهق نفسه في زكاة، ويزيد وزنه بصيام، وينفق ما لا قيمة له عند الله لأداء مناسك الحج، لماذا؟!
لأن هذه كلها من «أحكام القرآن»، وهو أصلا عنده مشكلة «عقدية» لن يقبل الله منه أداء شعيرة واحدة من قبل حل هذه المشكلة، وهي:
أن الفيروس الثلاثي «العند – النكد – الكيد» منكر ملعون من لا ينهى عنه، فكيف يصلي «تصلي»، على سبيل المثال، والله تعالى يقول:
* «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ»
* «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ»
* «إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ»
* «وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ»
وتدبر جيدًا ماذا قال الله بعدها، والذي يقتضي التغيير الفوري، فإن لم تفعلفاعلم أنك من «المنافقين» قولًا واحدًا:
* «وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ»
إن «العناد» أول عرض من أعراض الإصابة بـ «الفيروس الثلاثي»، ولذلك كان أكثر الأمراض النفسية ذكرا في القرآن:
١- «وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ»
٢- «وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ»
٣- «أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ»
٤- «كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا»
ثم ورد «النكد» مرة واحدة:
«وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ – وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً – كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ»
وورد الكيد مرة واحدة:
* «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً – وَأَكِيدُ كَيْداً – فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا»
والسؤال:
هل عرفتم لماذا لا يُعجبون بمثل هذه المنشورات المتعلقة بتغيير «ما هو كائن» إلى «ما يجب أن يكون»؟!
هل عرفتم لماذا يقولون لا تقرؤوا لمحمد مشتهري لأن منشوراته تصيب بالاكتئاب؟!
حقا إنها أمة في مأساة
محمد السعيد مشتهري