

(1293) 18/7/2019 «مقال الخميس» «وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ»
يناير 29
7 min read
0
0
0
لقد هبط آدم وزوجه من الجنة، وكان على «بني آدم» أن يواجهوا فتنة وإغواء إبليس، الذي أقسم بعزة الله فقال: «لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ»، وعن ذرية آدم قال: «لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً».
فمن هم هؤلاء «القليل»، الذين استثناهم إبليس من الوقوع في فتنته وإغوائه؟!
إنهم الذين استثناهم هو بنفسه فقال:
* «إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»
وهم الذين وصفهم الله بقوله:
* «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ»
والسؤال:
أين نجد هؤلاء «القليل – عباد الله»، الذين لم يكن لإبليس عليهم سلطان على هذه الأرض؟!
والجواب:
– طبعا يستحيل أن يكونوا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، ولو كانوا من القانتين العابدين المقيمين لجميع الشعائر التعبدية، المستغفرين بالأسحار.ذلك أن هؤلاء، بجميع انتماءاتهم المذهبية، يعيشون أصلا داخل مقبرة «شرك التفرق في الدين»، فكيف يكونون من عباد الله الصالحين؟!
– وطبعا يستحيل أن يكونوا من القرآنيين، أو التنويريين، أو أتباع ومحبي القراءات القرآنية والعددية المعاصرة.
ذلك أن هؤلاء، عندما يتحدثون عن «أزمة التراث الديني»، يتحدثون عن أزمة الفرقة التي ولدوا فيها فقط، أي يتحدثون من داخل مقبرة «شرك التفرق في الدين».
# أولًا:
إن «المؤمن» الذي أسلم وجهه لله تعالى، ودخل في «دين الإسلام» من باب الإقرار بصدق الآية «المعجزة» القرآنية العقلية المعاصرة له اليوم.
وليس من باب «الإسلام الوراثي المذهبي» الذي خرج «الملياران مسلم» من بطون أمهاتهم وهم يحملون رايته.
١- إن هذا «المؤمن» يستحيل أن يتعلق قلبه بغير «الآية – المعجزة – القرآنية» المعاصرة له اليوم، والتي دخل في «دين الإسلام» من بابها، وانقطعت صلته القلبية والفكرية والدعوية بكل ما هو «تاريخي».
٢- إن هذا «المؤمن» عندما يريد أن يهدم للناس «تراثهم الديني» يهدمه من داخل «القرآن»، وليس بالدخول في مقابرهم التراثية، وضياع الوقت والعمر في جدل عقيم، نهايته أن يُحشر معهم يوم القيامة.
٣- إن هذا «المؤمن» يَذَر «يترك» الإثم بجميع أنواعه الظاهرة والباطنة، و«الباطنة» مقدمة على «الظاهرة» لأنها، أي الباطنة هي الأخطر على الإطلاق.
ففي «الباطن» تكمن العقائد الباطلة والآثام التي يجب أن تقتلع من جذورها، من أجل «سلامة القلب»:
* «يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ – إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»
# ثانيًا:
ويحمل القرآن آيات كثيرة تبشر المؤمنين بتأييد الله ونصره، وأن الله يستحيل أن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا.
فيقول تعالى في سياق الحديث عن المعارك الدائرة بين المؤمنين والكافرين:
* «وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً»
ولا شك أن هذا النفي المطلق، الذي يحمله حرف النفي «لَن»، قائم إلى يوم الدين، إذن فماذا نقول عن واقع المسلمين الذي يخالف ذلك تماما؟!
١- فهل نكذب «القرآن»، أي نكذب «نبوة» رسول الله محمد؟!
طبعا، إنها «حرية شخصية»، ولكن في هذه الحالة علينا ألا نقترب من آيات القرآن، أو من أحكامه، بمدح أو ذم، وإلا كُنَّا «أغبياء».
٢- أم نكذب ادعاء «المسلمين» بأنهم «مؤمنون»؟!
وهذا هو الأصح، لأن الواقع يؤيده ويؤكده، ولكن يبقى السؤال:
لماذا وصل المسلمون إلى هذا الواقع، خاصة وأنه لا ينفي عنهم صفة الإيمان فقط، وإنما أيضا صفة «الإسلام»؟!
والجواب:
لأن ميزان «الإيمان» و«الإسلام» عند الله تعالى، والذي سيقوم على أساسه حسابهم في الآخرة، قائم على أصل إيماني اسمه «الاتباع»، ويقابله «الإعراض».
ولقد غفل المسلمون عن «الاتباع»، وعن «الإعراض»، وانشغلوا بالحديث عن الفروق اللغوية بين:
«المعصية، والسيئة، والذنب، والاثم …»
إلى آخر الألفاظ التي حملها السياق القرآني، والتي تنطلق جميعها في وعاء واحد اسمه «الإعراض» عن أمر الله.
# ثالثًا:نعود إلى قصة هبوط آدم وزوجه من الجنة، وقول الله تعالى لهما وللذرية التي كان من المفترض أن تتمتع معهما بنعيم الجنة «طه / ١٢٣-١٢٤»:
* «قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ (اتَّبَعَ) هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى»
* «وَمَنْ (أَعْرَضَ) عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى»
١- والسؤال: ماذا اختار المسلمون:
– هل اختاروا «الاتباع»:
* «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ»: «فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى»
– أم اختاروا «الإعراض»:
* «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي»: «فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً»
والجواب: الذي لا ينكره من لديه «بصيرة»:
لقد اختاروا «الإعراض» وبرهان ذ لك هذه «المعيشة الضنك» التي يعيشون بداخلها، والتي لا يُقصد بها «معايشهم المادية والمالية»، وإنما «أمراضهم النفسية» التي أكلت قلوبهم عقابا من الله تعالى في الدنيا والآخرة:
* «قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً – قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا (فَنَسِيتَهَا) وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى»
٢- ولقد جاء الأمر الإلهي، بدلالة قطعية، بـ «اتباع» ما أنزله على رسوله محمد، والنهي عن اتباع غيره، فقال تعالى:
* «اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ – وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ – قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ»
ولذلك نلاحظ أن الله تعال عندما قال لإبليس:
* «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ»
استثنى من عباده الذين «اتبعوا» الشيطان:
* «إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ»
٣- وعلى الإنسان أن يختار:
– إما أن «يتبع» ما أنزله الله في كتابه:
فينجو من إغواء إبليس ومن عذاب جهنم.
– وإما أن «يتبع» ما أنزله إبليس على قلبه:
فيغرق في فتنه وإغوائه وأمراضه النفسية.
وتكون النتيجة:
* «فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً»
# رابعًا:
إن السياق القرآني يحمل ألفاظًا بمعاني مختلفة تنطلق جميعها من وعاء واحد اسمه «الإعراض»، بحيث يوضع كل معنى في سياقه وموضعه المناسب.
و«الإعراض» يعني:
«ترك العمل بالقرآن عمدًا مع سبق الإصرار»
ومن هذه الألفاظ التي تنطلق من وعاء «الإعراض»:
١- «المعصية»:
حيث يحمل اللفظ معنى «مخالفة» أمر الله:
* «وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى».
فكم عدد المسلمين الذين عصوا ربهم وخالفوا أمره؟!
٢- «الذنب»:
حيث يحمل اللفظ معنى «سوء العاقبة»:
* «وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ»
فكم عدد المسلمين الذين لا يخافون سوء عاقبة هجرهم لـ «القرآن»؟!!
٣- «السيئة»:
حيث يحمل اللفظ معنى ما يسوء الإنسان فعله:
* «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ – لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ – حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ – قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ – وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ – وَهُمْ كُفَّارٌ – أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا»
وتدبروا: لقد ساوى الله تعالى بين «المسلم» المصر على عدم التوبة من سيئاته، وبين «الكافر» الذي كفر أصلا بـ «دين الإسلام».
فكم عدد المسلمين الذين يُصرون على عدم التوبة من سيئاتهم؟!
٤- «الخطيئة»:
حيث يحمل اللفظ معنى الإصرار على فعل السيئات:
* «بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً – وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ – فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
إن فعل «سيئة» واحدة، ثم أخرى، ثم ثالثة…، دون توبة عن كل سيئة قبل الموت، يجعل صاحب هذه السيئات من أهل جهنم، وإن كان من القانتين القائمين العابدين الحافظين لكتاب الله عن ظهر قلب.
فكم عدد المسلمين الذين وُلدوا بهوية «إسلامية»، وظلوا على هذه الهوية دون أن يدخل «الإيمان» قلوبهم، ثم ماوتوا على ذلك؟!
# خامسًا:
«الإثم»: حيث يحمل اللفظ كل المعاني السابق بيانها، وغيرها، والتي تصل بالمصر عليها إلى «الشرك بالله»:
«وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ – فَقَدِ افْتَرَى – إِثْمًا عَظِيمًا»
ويبقى السؤال:
فهل هناك من «أهل البصيرة» من ينكر واقع «شرك التفرق في الدين» الذي يعيش بداخله المسلمون، منذ قرون مضت؟!
وهنا نستطيع أن نفهم، لماذا قال الله تعالى مخاطبا «الذين آمنوا» بالقرآن وأحكامه:
* «وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ»
ولماذا عقب بعدها بقوله تعالى:
* «إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ»؟!
١- الفرق بين «الكسب» و«الاقتراف»:
أن «الكسب» قد يكون مرة واحدة، أما «الاقتراف» فيحمل معنى الملازمة ودوام الفعل، كقوله تعالى:
أ- «وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا»:
أي اكتسبتموها بمشقة وملازمة.
ب- «وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ»:
وهنا يتحدث السياق عن قلب أعجب صاحبه بزخرف قول شياطين الإنس والجن، فكان هذا الإعجاب سببا لملازمة هذا «الزخرف» للقلب، يضل صاحبه ويغويه.
لذلك فإن هذه الآية ليست عن «كسب الإثم» وإنما عن «ملازمة الإث م» للإنسان التي تجعله يألف هذا «الإثم» إلى درجة عدم إدراكه بأنه يرتكب إثمًا!!
٢- هل يعلم المسلمون «بالوراثة» أنهم يعيشون «ظاهرًا وباطنًا» داخل «منظومة الإثم»، وهم لا يشعرون؟!
إنهم «لا يشعرون»، والسبب:
أنهم يعتبرون الشعائر التعبدية التي يؤدّونها هي فقط ما فرضه الله عليهم، ولذلك تعالوا نلقي نظرة سريعة على «منظومة الإثم» التي يعيشون بداخلها اليوم، ونحن نسأل:
ما الذي يشغل بال المسلمين على أرض الواقع:
أ- هل هو «شرك التفرق في الدين»؟!
– فماذا فعل أتباع الفرق والمذاهب العقدية والفقهية غير التمسك بهذا الشرك؟!
ب- هل هو «محو لغة القرآن العربية» من أذهان أولادهم؟!
– فماذا فعل المسلمون لاسترجاع لغة القرآن العربية إلى قلوبهم وقلوب أولا دهم؟!
ج- هل هو «تحرير نسائهم من الالتزام بأحكام القرآن»، وهن «الحاضنات» لجيل المستقبل؟!
– فماذا فعل المسلمون لحماية نسائهم وأولادهم من «الإلحاد» في آيات القرآن وأحكامه؟!
د- هل هو عقود النكاح الباطلة التي تُعقد على كتاب «الهوى» وسنة «الشيطان»؟!
– فماذا فعل المسلمون لوقف هذه «المصيبة العقدية»، التي يرونها تحدث أمامهم وهم لا يستطيعون إنكارها، خاصة إذا كانت تتعلق بأولادهم أو أقاربهم؟!
هـ هل هي وسائل الإعلام التي تبيع لهم ولأولادهم «العسل بالهيروين» فإذا بهم يتخذون إلههم هواهم؟!
– فماذا فعل المسلمون غير أنهم شربوا هم وأولادهم العسل، واتخذوا إلههم هواهم، وبمباركة القراءات التنويرية المعاصرة؟!
# سادسًا:
من بدهيات «التفكير الس ليم»، الذي هو قاعدة «البحث العلمي»، عدم التسليم لما ينشره أي إنسان من «أفكار» أو «نتائج علمية»، إلا بعد التأكد من مصدرها، ومن البراهين التي قامت عليها.
فإذا ذهبنا إلى ما يتعلق بـ «دين الإسلام»، وفهم «آيات القرآن» و«استنباط أحكامها»، فإن مسألة التسليم والإعجاب هذه تحتاج إلى وقفة منهجية مع مسألة «الفهم والتفهيم»:
١- «الفهم والتفهيم»، بالنسبة لـ «القرآن»:
وهو يتعلق بمن يقومون بـ «فهم» آيات القرآن واستنباط أحكامه، بـ «الأدوات العلمية» التي تحقق لهم هذا «الفهم».
ثم تأتي بعد ذلك مرحلة «التفهيم»، حيث يقوم دارس «القرآن» بنقل ما «فهمه» للناس.
ولكن: هل كل من قرأ «فهم»، وهل كل من «فهم» يستطيع نقل ما فهمه إلى الناس؟!
٢- وإذا كان المسلمون، «وطبعا أقصد معظمهم»، لا يملكون أهم أداة من أدوات فهم القرآن، وهي «اللغة العربية»، فكيف «يفهمون» آياته، ثم كيف ينقلون ما فهموه للناس؟!
ليبقى السؤال:
إذا كان لكل «مسلم» اليوم حساب على الفيس بوك، ينشر من خلاله ما يحلو له نشره عن «القرآن وأحكامه»، فكم عدد الذين درسوا «لغة القرآن العربية» من هؤلاء الذين لا شك يعلم الأصدقاء معظمهم، بل ومن الأصدقاء من يُعجب بمنشوراتهم؟!
٣- إن «الحق» لا يُعرف بـ «الأكثرية»، وإنما يُعرف بـ «البراهين العلمية»، ولذلك وفي سياق هذا النهي:
«وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ»:
يقول الله تعالى:
«وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ – يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ – إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ – وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ»
إن «الأكثرية» ضالة مضلة، لا تعرف إلى «الحق» سبيلا، ولذلك كانت هي المكون الأساس لـ «منظومة الإثم» التي يعيش بداخلها المسلمون اليوم.
والذين يعتبرون أن «الأكثرية» دليل على أنها على «حق»، وأنها على «علم»، هم المجتمعات «المتخلفة عقليا»، ذلك لأننا لو وضعنا هذه «الأكثرية» على ميزان «الحق والعلم» لتبيّن لنا صدق قوله تعالى:
«وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ»
# كلمة لمن يرون أن منشورات «الفيس بوك» يجب أن تكون جرعات صغيرة «تيك أواي»:
١- أعلم أن منشوراتي «وجبات علمية دسمة».
٢- وأعلم أن ما أنشره ما هو إلا «قطرة» من «بحر العلم» الذي يجب أن يعلمه المسلمون جميعًا.
٣- وأعلم أن الذين وقفوا على عاقبة منظومة «شرك التفرق في الدين» في الدنيا والآخر، يريدون مزيدًا من البيان.
فمعذرة لمن يريدونها «تيك أواي».
فالمصيبة أعظم وأكبر من أن تكون «تيك أواى»
فمثلا:
يقول الله تعالى، في سياق الحديث عن قصة سليمان عليه السلام:
* «قَالَتْ نَمْلَةٌ – يَا أَيُّهَا النَّمْلُ – ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ …»
فيأتي «الملحدون»، وينسجون خيوط إلحادهم من هذه الجملة، للتشكيك في كلام الله عز وجل، ويقولون لـ «الجهال» أمثالهم:
وهل كانت النملة تتكلم بـ «اللغة العربية»، حتى ينسب القرآن هذه الجملة العربية إليها ويقول: «قالت نملة»؟!
ومن باب «الطيور على أشكالها تقع»، سنجد مئات المعجبين على مثل هذه المنشورات، التي تثير الشبهات حول «حجية القرآن».
في الوقت الذي نجد فيه المتبوعين «الملحدين»، والتابعين «الطيور»، يجهلون أصلا ماهية لغة القرآن العربية.
يجهلون أن العبرة في أي لغة في العالم بـ «المعنى» المراد بيانه، وليس بـ «اللفظ» بعينه، الذي يختلف باختلاف ألسن شعوب العالم.
إن جميع المسائل المتعلقة بـ «عالم الغيب»، وبـ «قصص الأنبياء»، وبغير ذلك، قد نقلها القرآن بـ «المعنى» وليس بـ «اللفظ» المستخدم في مسرح الأحداث.
فهل تنفع وجبات «التيك أواي» في إشباع ثورة «الجوعى»؟!
محمد السعيد مشتهري



