

(1315) 12/12/2019 «مقال الخميس» «وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا» «هل تذكر يوم شهدت بالوحدانية وبصدق الربوبية»؟!
يناير 29
٧ min read
0
0
0
لقد وردت هذه الجملة القرآنية:
«وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ – أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ – قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا»
في سياق آيات سورة الأعراف «الآية ١٧٢»، حيث يقول الله تعالى:
«وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ – وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ – أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ – قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا – أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ»
والسؤال:
مَنْ مِنَ «المليارين مسلم» يتذكر يوم أن شهد بالوحدانية وأقر بصدق الربوبية، من قبل أن يخلقه الله تعالى، وقد كان يوم أن شهد هذه الشهادة يملك إرادة حرة تمكنه من أن يقول لله لن أشهد، كما رفض إبليس السجود لآدم؟!
# أولًا:
الحقيقة أن الآيتين «الأعراف / ١٧٢-١٧٣»:
«وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ – وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ – أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ – قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا – أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ» «أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ – وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ – أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ»؟!
خير برهان قطعي الدلالة على جهل أئمة المذاهب العقدية الباطنية والكلامية بمنظومة «تدبر القرآن»، هذا الجهل الذي كُتبت فيه مئات الكتب حول «القضاء والقدر»، وسفكت بسببه الدماء بغير حق، وذلك لأن المنطق يقول:
إن الله تعالى يعلم موقف بني آدم من الوحدانية ومن صدق الربوبية، من قبل أن يخرجوا إلى هذه الدنيا، وأنهم بعد أن شهدوا جميعا بذلك، حذرهم الله من مخالفة هذه الشهادة وقال لهم:
إياكم «أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ»
وإياكم أن «تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ»
ثم إذا بالسياق ينتقل بنا من «عالم الغيب» إلى «عالم الشهادة» وقد خرج بنو آدم إلى الدنيا، ومنهم من حافظ وتمسك بهذه الشهادة، ومنهم من غفل عنها، ومنهم من اتبع آباءه.
ثم ينتقل السياق مرة أخرى إلى «عالم الغيب»، حيث يوم القيامة والحساب، فإذا:
– بالذين غفلوا عن شهادتهم التي جاء الرسل يذكرونهم بها.
– والذين اتبعوا آباءهم بغير علم، مع تحذير الرسل لهم من هذا الاتباع.
إذا بهم يساقون إلى جهنم وهم يقولون:
«أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ»؟!
فيوجه الله تعالى الخطاب إلى بني آدم جميعا، وهم مازالوا في «عالم الشهادة»، ويقول للفريقين:
الذين غفلوا عن شهادتهم، والذين اتبعوا آباءهم بغير علم:
يقول تعالى «الأعراف / ١٧٤»:
«وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»
ونلاحظ أن الله تعالى يخاطب بني آدم الحاليين وإلى يوم الدين، يقول للفريقين،بعد إقامة حجة الآيات عليهم: «وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ».
# ثانيًا:
والسؤال:
إن مصمم أحدث طائرة في العالم، يعلم كل كبيرة وصغيرة فيها، وكيف تعمل أصغر قطعة ومدة صلاحيتها، وماذا سيحدث للطائرة إذا لم تتغير هذه القطعة في وقتها المحدد، وكل ذلك من قبل أن تُصنّع الطائرة.
فإذا تم تصنيع الطائرة، وطارت في الجو، و جاء موعد تغيير هذه القطعة، وأهمل طاقم الطائرة تغييرها ظنا منهم أنها غير مؤثرة، ثم حدث للطائرة حادث:
هل يكون هذا الحادث بسبب «علم مصمم الطائرة» المسبق بأن الطائرة سيحدث لها حادث إذا لم تتغير هذه القطعة في موعدها، أم بسبب «اختيار وقرار طاقم الطائرة» عدم تغيير هذه القطعة؟!
ولله تعالى المثل الأعلى، فـ «علم الله» بشهادة بني آدم، وبماذا سيختارون وفق إرادتهم الحرة، وموقفهم من رسالاته وأحكام شريعته، ونتائج أعمالهم وأرزاقهم، ومتى تنتهي أعمارهم، ومصير كل واحد فيهم في الآخرة…:
إن «علم الله» لا علاقة له مطلقا باختيارات بني آدم، ولا تأثير له على حركة حياتهم ومعايشهم، والذي يشك في ذلك:
يتفضل يُخرج لنا الدليل الذي اطلع عليه في «اللوح المحفوظ» أو في «الإمام المبين»، أو في «الكتاب المبين»، على أن الله كتب عليه أن يكون مؤمنًا، أو أن يكون كافرًا.
إن دعوة الناس إلى تفعيل «آليات عمل القلب» هي خير برهان على أن الإنسان مُخيّر بين تفع يلها فيكون إنسانا، أو عدم تفعيلها فيكون حيوانا، وأول شيء خيّر الله الإنسان فيه هو «حرية الاعتقاد»، فقال تعالى:
«لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ – قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ – فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ – فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ – لاَ انفِصَامَ لَهَا – وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»
فكيف يتبين الإنسان «الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ» وهو فاقد حرية الاختيار؟!
ومن منطلق المحافظة على إرادة الإنسان الحرة، حذره الله من اتباع «الآباء» بغير علم، فقال تعالى «البقرة / ١٧٠»:
«وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ – قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا – أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ»
وقال تعالى «المائدة / ١٠٤»:
«وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ – قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا – أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ»
ثم تدبر العلاقة بين الشيطان والآبائية في قوله تعالى «لقمان / ٢١»:
«وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ – قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا – أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ»
والسؤال:
إذا كان الله تعالى لم يخلق الإنسان بإرادة حرة تجعله قادرا على طاعته أو معصيته، إذن فما أهمية إرسال الرسل، وإنزال الرسالات، والتحذير من اتباع الآباء بغير علم، ووجوب تفعيل «آليات عمل القلب» والتحذير من الشيطان، كما ورد في الآيات الثلاث:
– «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ»
– «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ»
– «أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ»؟!
# ثالثًا:
وهناك أسئلة مشروعة:
١- ماذا نفهم من جملة «إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ» في سياق قوله تعالى «الحج / ١٤»:
«إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ»؟!
فهل «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» آمنوا وعملوا الصالحات بإرادتهم الحرة ففازوا بالجنة التي وعدهم الله بها، أم أجبرهم الله على فعل ذلك دون إرادة منهم، بدعوى أن الله قال «إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ»؟!
نعم: «إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ»:
وفق مشيئته التي خلق أسبابها وآلياتها في هذا الوجود، فـ «مشيئة الله» خلق وإيجاد، خيرَا أم شرًا، ثم تأتي «إرادة الله» وتكون غالبا لصالح الإنسان «وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ»، ولصالح المؤمنين «يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ».
ولذلك وردت «إرادة الله» في سياق الآية السابقة «الحج / ١٤» التي تتحدث عن دخول الذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة.
ووردت «مشيئة الله» في سياق الآية التي تتحدث عن أسباب الهداية والضلال في قوله تعالى «الحج / ١٨»:
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ – وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ – وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ – وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ – وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ – إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ»
نعم: «إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ»:
وهذه الآية خير برهان على أن الله تعالى خلق الإنسان بإرادة حرة تجعله يختار بين السجود لله وعدم السجود، وأن الذين سجدوا «وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ» هم الذين اختاروا بإرادتهم الحرة طريق الإيمان والعمل الصالح، «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»، وهو الطريق الذي يريده الله تعالى.
والذين لم يسجدوا «وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ» هم الذين اختاروا بإرادتهم الحرة طريق «جهنم»، وهو الطريق الذي لا يريده الله تعالى، لقوله تعالى «النساء / ٢٧»:
«وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ – وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا»
٢- وماذا نفهم من قول الله تعالى «المائدة / ٤٨»:
«وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم»
ومن قوله تعالى «الأنعام / ٣٥»:
«وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ»
ومن قوله تعالى «الأنعام / ١٠٧»:
«وَلَوْ شَاءَ اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ»
أليس الله قادرا على أن يفعل ما لم يشأ أن يفعله؟!
والله تعالى لم يشأ لأنه خلق الإنسان بإرادة حرة، يعمل ويحاسبه الله على عمله، وهذا ما قاله الله تعالى لرسوله محمد، عليه السلام «يونس / ٤١»:
«وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي – وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ – أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ – وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ»
إنها «المسؤولية الفردية» التي أشار الله تعالى إليها في قوله «الإسراء / ١٣-١٥»:
«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
«مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ – وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا – وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى – وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً»
فهل يمكن أن يُعذب الله أحدًا لم تصله رسالته، وهو القائل عز وجل «وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً»؟!
٣- وماذا نفهم من مجيء «الاستقامة» في سياق قول الله تعالى «التكوير / ٢٧-٢٩»:
«إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ»؟!
وهل هناك تعارض بين مشيئة الإنسان:
«لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ»
ومشيئة الله تعالى:
«وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ»
والتي تعني سلب إرادة الإنسان وحرية اختياره التي كفلتها له جملة «لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ»؟!
الحقيقة لا تعارض، فالإنسان بإرادته الحرة يتحرك ويختار إما الطريق المستقيم وإما الطريق المعوج، وقد شاء الله تعالى أن يوجد الطريقان، فالذي اختار بإرادته الحرة الطريق المستقيم لم يخرج عن مشيئة الله، والذي اختار بإرادته الحرة الطريق المعوج لم يخرج عن مشيئة الله.
رابعا:
أما الدكتور المهندس محمد شحرور فيرى أن الله تعالى لا يعلم عن أفعال العباد شيئا إلا بعد فعلها وليس قبل ذلك، ومن الأمثلة التي ضربها لبيان ذلك قوله في كتاب «الكتاب والقرآن – ص ٣٨٩»:
«إ ن الالتباس يكمن في أنه إذا نوى زيد غدا القيام بأمر ما فإن الله منذ الأزل يعلم أن زيدا في يوم كذا وساعة كذا وثانية كذا سينوي القيام بهذا الأمر، إننا ننظر إلى الأمر نظرة مغايرة ولتبيانها نقول:
لو كان يدخل في علم الله منذ الأزل ماذا سيفعل زيد في حياته الواعية، وما هي الخيارات التي سيختارها منذ أن يصبح قادرا على الاختيار إلى أن يموت، فالسؤال:
لماذا تركه إذا كان يعلم ذلك؟!
هنا من أجل تبرير هذا الأمر ندخل في اللف والدوران فنقول إن الله علم منذ الأزل أن أبا لهب سيكون كافرا، وأن أبا بكر الصديق سيكون مؤمنا، ثم نقول إن أبا لهب اختار لنفسه الكفر وأبو بكر اختار لنفسه الإيمان.
إن هذا الطرح لا يترك للخيار الإنساني الواعي معنى، وإنما يجعله ضربا من الكوميديا الإلهية مهما حاولنا تبرير ذلك».
* أقول:
إن د. شحرور يعبد إلها كارتونيا لا أعلم في الحقيقة من أين أتى به، وياليته عَبَد َ صنمًا حجريًا من أصنام المشركين كان أفضل له من الكرتون.
ولا أظن أن د. شحرور كان من بين الذين أشهدهم الله على أنفسهم في عالم الغيب، وقال لهم «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ»: «قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا».
كما لا أعلم أين كان شحرور والذين اتبعوه وقت هذه الشهادة، هؤلاء الذين ظنوا أن شحرور جاء بما لم يأت به إبليس:
لقد كانت مشكلة إبليس أنه رفض أمر الله بالسجود لآدم:
أما مصيبة شحرور أنه استهزأ بالله وبعلم الله ووصفه بـ «الكوميديا الإلهية»!!
ويبدو أن الذين قالوا : «إن المجانين في نعيم» كانوا على حق.
محمد السعيد مشتهري