top of page

(1350) 27/2/2020 «مقال الخميس» «فَاسْتَجَابَ لَهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى» كيف نفهم «أحكام القرآن» بمنهجية التوجه «نحو إسلام الرسول»؟!

يناير 29

7 min read

0

0

0

من الأصدقاء من يعتقدون أن جملة «الآية القرآنية العقلية» تعني الجملة القرآنية المنفصلة عما قبلها وبعدها في المصحف برقم [..] فلزم البيان والتوضيح.

# أولًا:

إن «الآية» في اللسان العربي لها أكثر من معنى، حسب السياق، ومن هذه المعاني الجملة القرآنية والبرهان والعلامة والأَمَارة الدالة على الشيء، وهذا المعنى الثاني هو الذي أقصده عند حديثي عن «الآية القرآنية العقلية».

فـ «الآية القرآنية العقلية» هي البرهان العقلي المعاصر للناس جميعًا على مر العصور، والدال على أن «القرآن» كلام الله يقينًا، والدال على صدق «نبوة» رسول الله محمد، وعلى أن الدخول في «دين الإسلام» ليس له إلا باب واحد فقط هو باب الإقرار بصدق هذه «الآية القرآنية العقلية».

والسؤال:

هل يوجد مسلم، من أتباع الفرق والمذاهب العقدية والفقهية المختلفة، أي من الـ ٩٩٪ من مجموع المسلمين، دخل في «دين الإسلام» من باب «البرهان» على أن هذا القرآن، الذي بين أيدي المسلمين، هو «كلام الله» يقينًا؟!

والجواب: لا يوجد.

والسبب:

أنهم خرجوا من بطون أمهاتهم ينتمون تلقائيًا إلى الفرقة التي ينتمي إليها الوالدان، ثم تربوا على هذا الانتماء المذهبي، وقاتلوا في سبيله وقُتلوا، وكل فرقة تعتبر نفسها هي الفرقة الإسلامية الناجية.

# ثانيًا:

لم يترب مسلم من أتباع هذه الفرق على أنه عندما يبلغ النكاح ويكتمل رشده، عليه أن يخلع ثوب «الآبائية المذهبية»، ويدرس القرآن ليقف على حقيقة أنه حقًا «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد.

ولكن ما حدث على أرض الواقع، أن الذين بلغوا رشدهم وكبروا وخرجوا من أسر «الآبائية» المذهبية، ورفعوا رايات المعاصرة والتنوير، ظلوا متصلين بـ «الحبل السُرّي» لأمهات كتب التراث الديني للفرقة التي ولدوا فيها، لأنهم لو قطعوه لذهبت نجوميتهم الإعلامية ولم تعد.

واللافت للنظر، أنه لم يحدث على مر الرسالات الإلهية، أن دخل الناس في «دين الإسلام» واتبعوا الرسل، بعد أن هدموا التراث الديني الجاهلي الذي كانوا يعيشون فيه، وإنما دخلوا في «دين الإسلام» على أساس الإقرار بصد ق «الآية الإلهية» التي أيد الله بها الرسل.

ثم جاءت آية رسول الله محمد «آية قرآنية عقلية» غير مرتبطة بشخصه لأنها ستظل قائمة بين الناس إلى يوم الدين، ولذلك عندما طلب الكافرون من رسول الله «الآيات الحسية» كالتي أيد الله بها الرسل السابقين:

* «وَقَالُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ»

أمر الله رسوله محمدًا أن يقول لهم:

* «قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ»

ثم قال الله تعالى بعدها مبيّنًا أن «الآية القرآنية العقلية» التي حملها كتابه الخاتم، تكفيهم لأنها احتوت على آيات الرسل «الحسية»، وعلى آية رسول الله محمد «العقلية»، فقال تعالى:

«أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ

– أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ

– يُتْلَى عَلَيْهِمْ

– إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً

– وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

والسؤال:

أين هؤلاء «القوم» اليوم، الذين آمنوا وأقروا بصدق «الآية القرآنية العقلية»، أي بصدق «البرهان العقلي» الذي حمله كتاب الله الخاتم، والذي على أساسه دخلوا في «دين الإسلام»، بعد أن خلعوا ثوب «التراث الديني الجاهلي» لجميع الفرق الإسلامية؟!

# ثالثًا:

إن الذي يدخل في «دين الإسلام»، ينتقل من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام:

* «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ»

* «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ»

بعد الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، وليس بعد هدم «التراث الديني الجاهلي» الذي يستحيل هدمه، ولو اجتمع الإنس والجن، إلا إذا خسف الله بكتبه وباتباعه الأرض.

ولذلك، أتعجب من الذين يظنّون أن هذا «التراث الديني الجاهلي» يمكنه أن يتعدى على «كتاب الله»، وكأنهم يقولون إن الخطين المستقيمين المتوازيين، يمكن التقائهما أو تقاطعهما في يوم من الإيام!!

فكيف تلتقي «الآية القرآنية العقلية» المعاصرة للناس اليوم، مع «التراث الديني الجاهلي» في أي نقطة على صراط الله المستقيم؟!

إن هؤلاء الذين يُفكّرون بهذه الطريقة المضحكة المبكية، لم يقطعوا «حبلهم السُرّي» المتصل بـ «تراثهم الديني الجاهلي»، ولم يدخلوا في «دين الإسلام» من بابه الصحيح.

ولذلك وقع هؤلاء ضحية الإصابة بـ «الهوس الديني» الذي لم يمكنهم من تفعيل آليات التفكر والتعقل والتدبر … ولا من تعلم لغة القرآن العربية، ولا من تعلم كيف يتعاملون مع السياق القرآني، فجلعوا الناس جميعًا مسلمين، ولو لم يؤمنوا بصدق «نبوة» رسول الله محمد، ولم يتبعوا رسالته.

فتعالوا نتدبر بعض آيات سورة آل عمران، «١٩٠-٢٠٠»، لنقف على كيفية التعامل مع السياق القرآني في وحدته الموضوعية، التي تنقل لنا صورًا مما يجب أن تكون عليه حياة المؤمنين الذين أسلموا وجوههم لله تعالى.

# رابعًا:

* «الآية ١٩٠»:

«إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأوْلِي الألْبَابِ»إن من أدوات التعامل مع القرآن الخمس، منظومة آيات الآفاق والأنفس، باعتبارها «المقابل الكوني» الذي يستحيل فهم القرآن بمعزل عن صورته الذهنية «مسميات كلمات القرآن» المطبوعة في قلوب الناس، من قبل نزول القرآن.

هذا «المقابل الكوني» الذي يحمل دلائل الوحدانية، التي بدون الإقرار بها، لن يقبل الله من أحد إيمان ولا إسلام، ولكنها آيات ودلائل «لأوْلِي الألْبَابِ»، لأنهم وحدهم الذين يملكون قلوبًا تعلم كيف تصل المقدمات بالنتائج، كقلب إبراهيم، عليه السلام، الذي بعد أن دَرَسَ ونَظَرَ وفَكّر قال:

«إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً – وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»

ولكن، هناك بيان من الله تعالى بتحديد من هم «أوْلوا الألْبَابِ» الذين ورد ذكرهم في السياق القرآني:

* «الآية ١٩١»:

«الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ – وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ – رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ – فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

إن الذي يقرأ القرآن بدون تدبر بلاغة لغته العربية، وبدون تعقل سياقات آياته المحكمة، وبدون التفكر في «المقابل الكوني» لآياته المفترض أن تكون الصور الذهنية لكلماتها مطبوعة في قلبه، لن يفهم العلاقة بين:

«خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»

وبين ذكر الله «قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ»

ليصل إلى قمة هرم الوحدانية والعبودية الخالصة:

«رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ»

وهو في هذا المقام «خائف» من عذاب النار:

«فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

إنها من «الفرائض الغائبة» عن حياة المسلمين، فقد طغت دنياهم على دينهم، وحكمت شهواتهم قلوبهم، فقد تمر السنوات ولا يجلس أحد منهم جلسة تفكر في هذه المنظومة الكونية، جلسة تفكر يعيشه قلب المسلم، ويسمعه وهو ينطق ويقول:

«سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»؟!

ويُصلي المسلمون الصلوات الخمس، وهم لا يعلمون أن النداء إلى كل صلاة يكون عند ظهور آية كونية يجب التفاعل معها، وإن أقل ما يجب على المسلم من هذا التفاعل، أن يردد كلمات النداء.

فكم عدد المسلمين الذين يشعرون بخشوع القلب عند النداء إلى كل الصلاة، وهم يخافون ألا يتقبل الله صلاتهم وشعائرهم التعبدية، فيقولون:

* «الآية ١٩٢»:

«رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ – وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ»

إن قضية «أوْلِي الألْبَاب» ليست الخوف من النار، وإنما الخوف من «الخزي» الذي يصيب أهلها، فتدبر!!

والسؤال:

هل «أوْلوا الألْبَاب»، في السياق القرآني، هم الكافرون والمشركون والمنافقون الذين كفروا بـ «نبوة» رسول الله محمد ولم يؤمنوا برسالته، ويدّعون أنهم سيدخلون الجنة رغم أنف «نبوة» محمد.

أم هم الذين وصفهم الله تعالى بما سبق، هؤلاء الذين يقولون:

* «الآية ١٩٣»:

«رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا – رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا – وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا – وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ»؟!

إنهم مُقِرّوُن مُصَدّقُون، «أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا»، ولكن ما يشغل بالهم، هو الخوف من التقصير في طاعة الله، وتغلب شهوات النفس «وما أكثرها بين المسلمين»، واتخاذ الهوى إلهًا «وهو واقع تفرق المسلمين في الدين».

أما «أوْلوا الألْبَاب» فتراهم دومًا في حالة توبة وطلب للمغفرة، يدعون ربهم أن يتوفاهم مع الأبرار، ولا يخزهم يوم القيامة:

* «الآية ١٩٤»:

«رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ – وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ – إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ»

ولقد وعد الله تعالى «الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»:

«لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ … وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ – وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً»

و«أوْلوا الألْبَاب» يقولون لله تعالى:

«رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ»

فلماذا إذن لم يوف الله تعالى بوعده السابق؟!

لأن «الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» لم يحققوا هذا الشرط:

«يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً – وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ – فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»

ولذلك، بيّن الله بعدها أسباب قبول دعاء «أوْلِي الألْبَاب»، وشروط قبول «عملهم الصالح»:

* «الآية ١٩٥»:

«فَاسْتَجَابَ لَهُمْ – أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم:

– مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى

– بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ

* «العمل الصالح» الذي ينطلق من قاعدة ما سبق بيانه.

* «العمل الصالح» الذي لا ينفصل عن «أحكام القرآن»، ومنها:

– فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ

– وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ

– لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ

– وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ

– ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ – وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ»

والسؤال:

هل «الَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ … وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ …» حدث ذلك من أجل زينة الدنيا وشهواتها، أم من أجل «دين الإسلام»؟!

والجواب:

حدث ذلك من أجل «دين الإسلام»، ولذلك كان جزاؤهم «الجنة»:

«وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ»

إن هناك شروطًا لدخول «الجنة»، يستحيل أن تنطبق على الذين كفروا بـ «نبوة» رسول الله محمد ولم يتبعوا رسالته … يستحيل … يستحيل … ولذلك قال الله مخاطبا «الذين آمنوا»، وفي مقدمتهم رسول الله محمد:

* «الآية ١٩٦»:

«لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ»

* «الآية ١٩٧»:

«مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ»

والسؤال:

من هم «الَّذِينَ كَفَرُواْ»، هؤلاء الذين تركهم الله تعالى يستمتعون بدنياهم، ثم مصيرهم في جهنم؟!

فإذا ذهبنا إلى مصير «الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ» نجد الله تعالى يقول:

* «الآية ١٩٨»:

«لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ – لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ – خَالِدِينَ فِيهَا – نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ – وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ»

ويعلم الله تعالى، بعلمه الأزلي، أن «مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» من سيخرجون من دائرة «الكفر» إلى دائرة «الإيمان»، ويُقِرّون بصدق ما أنزله الله على رسول الله محمد، لا يُفرّقون «بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ»، و«لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً».

فأشار الله إليهم في هذا السياق، ليعلم «أَهْلِ الْكِتَابِ» أن منهم من آمن وأسلم واتبع رسول الله محمد:

* «الآية ١٩٩»:

«وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ:

– لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ

– وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ

– وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ

– خَاشِعِينَ لِلّهِ – لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً

– أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ – إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ»

هؤلاء الذين أشار الله إليهم في أكثر من موضع، فيقول تعالى:

* «لَيْسُواْ سَوَاء – مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ – يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ – وَهُمْ يَسْجُدُونَ»

ويقول الله تعالى:

«وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ – وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ – لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم:

– مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ

– وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ»

ثم يختم الله تعالى سورة آل عمران بقوله تعالى:

* «الآية ٢٠٠»:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»

– و«الصبر»: أن تمنع النفس من أن يتحكم فيها الهوى والشهوة، أن تتعود على طاعة الله وتحمل ما يُصيبها من مصائب.

– و«المصابرة»: مفاعلة من الصبر، فلا ينفد صبر المؤمن خلال رحلة الصبر.

– و«المرابطة»: هي الثبات والتمسك بالمكان الذي يحارب منه المؤمن المعتدي.

– و«تقوى الله»: هي التي تضبط فعاليات كل ما سبق على أرض الواقع، فهي كالحارس اليقظ الذي يُنبه عند وجود خطر.

* تذكر:

أني أتحدث عن «ما يجب أن يكون»، أما «ما هو كائن» فتدبر:

«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري

يناير 29

7 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page