(1394) 19/4/2020 بعد ما شَاب ودّوُه الْكُتَّاب

عندما قررت الدولة محو أمية الذين لا يقرؤون ولا يكتبون، وأعلنت أنها ستفتح فصولًا تعليمية لهم، واجهت في البداية رفضًا لهذا المشروع، وخاصة من كبار السن، الذين شعروا باستحالة أن يبدؤوا، وهم في هذا السن، مشوار التعليم من أوله ، وكانوا يرددون هذا المثل الشعبي «بعد ما شاب ودّوه الكتّاب».

وفرق كبير بين:

– أمية «القراءة والكتابة» التي تتعلق مشكلتها بالحياة الدنيا.

– وأمية «لغة القرآن العربية» التي تتعلق مشكلتها بالحياة الآخرة.

فإذا شَابَ الأمي، أي كبر في السن، وكانت أميته سببًا في عدم حصوله على وظيفة تُحسن من معيشته المادية، فإن خسارته تتعلق بالدنيا.

أما إذا شَابَ المسلم الحاصل على المؤهلات الدراسية المتوسطة والعليا وما فوق العليا، وظل يجهل لغة القرآن العربية وعلم السياق القرآني، فإن خسارته تتعلق بالآخرة، في زمن تمكنت «الأعجمية»، وتمكن «الإلحاد» من قلوب كثير من المسلمين.

وانظروا حولكم.

وفي المقالات القادمة، نحن لـ «المنافقين» بالمرصاد، مرصاد العلم.

* وتذكر:

١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا من امرئ لم يدخل في «دين الإسلام» من الباب الذي دخل منه الناس في حياة رسول الله محمد، وهو باب «الإقرار العلمي» بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق نبوة الرسول، والموجودة بين أيدي الناس إلى يوم الدين.

٢- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به في القرآن، فأفدنا بعلمك.أما «ما هو كائن» اليوم في حياة المسلمين، فإنه يتعلق بقول الله تعالى:

* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري