top of page

(1424) 9/5/2020 لغة القرآن: الدرس «١٥» عمل حرف النداء (يا) في السياق القرآني

يناير 29

٥ min read

0

0

0

# أولًا:

لقد نادى الله تعالى الرسل بأسمائهم، هؤلاء الذين انتهت فعاليات الآيات التي جاءت تؤيد صدق «نبوتهم» بعد وفاتهم، ولم يناد رسوله محمدًا باسمه، لأن فعالية «آيته القرآنية العقلية» ستكون قائمة بين الناس إلى يوم الدين.

لذلك جاء النداء بجوهر وأصل الموضوع الذي حمله «محمد» للناس: «الرسالة القائمة على النبوة»، فتدبر:

* «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن:

– رَّسُولَ اللَّهِ – وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ

– وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً»

ولذلك فإن التلاعب بآية من آيات الذكر الحكيم، أو الإلحاد في معنى كلمة من كلماتها، لجهل الناس بلغتها العربية، وبأساليبها البيانية، وبعلم سياقها المحكم …، كفرٌ برسول الله وبرسالته.

# ثانيًا:

لقد نزل القرآن باللغة التي كانت تنطق بها ألسن العرب قرونًا من الزمن، بقواعدها النحوية والصرفية، وبأساليبها البيانية، لذلك فهم العرب معاني كلماته.

والسؤال:

لقد حمل القرآن أكثر من آية تُخبر قوم رسول الله محمد في عصر التنزيل، وهم أهل اللسان العربي، باستحالة أن يأتوا بمثل هذا القرآن، ومنها قول الله تعالى:

* «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً»

وسمعوا القرآن يقول لهم:

* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ – وَلَن تَفْعَلُواْ – فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ – أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

فكيف يسمع أهل اللسان العربي قول الله لهم «وَلَن تَفْعَلُواْ»، من قبل أن يفعلوا، ولا يبذلون كل ما عندهم من إمكانات للإتيان ولو بسورة من مثله:

* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ – إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»؟!

والجواب:

إن المثل، «بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ»، ليس في الإتيان بالكلمات والجمل العربية، بقواعدها النحوية والصرفية وبأساليبها البيانية، لأن ذلك «نصف المثل»، الذي لا معنى له ولا دلالة، وليس «المثل».

إن «المثل» لا يتحقق إلا التحمت كلمات «النصف» المدونة في المصحف، مع «النصف الآخر» الموجود خارج القرآن في آيات الآفاق والأنفس.

أي لن يتحقق «المثل» إلا إذا التحمت «كلمات» المصحف مع «مُسَمَّياتها» الموجودة خارج القرآن، أي مع «مقابلها الكوني».

# ثالثًا:

وبناء على ما سبق، خاطب الله «الذين آمنوا» برسول الله محمد، بعد إقرارهم:

– بصدق «نبوة» رسوله محمد.

– بصدق رسالته التي حملت «آيته القرآنية العقلية» التي عجز الإنس والجن أن يأتوا بمثل سورها.

– ثم دخلوا في «دين الإسلام» على أساس هذا الإيمان وهذا التصديق.

فهل الذين نادهم الله في عصر الرسالة بـ «يا أيها الذين آمنوا»، ووصفهم بـ «الفلاح»، فقال تعالى:

«فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»

هم «الذين آمنوا» اليوم؟!

تعالوا نتدبر هذه الآيات التي خاطب الله فيها «الذين آمنوا» برسول الله محمد، الذين اتبعوا كتابه الذي حمل «آيته القرآنية العقلية» الدالة على صدق نبوته:

١- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ

– إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»

* هل يعيشون هذه الآية في حياتهم؟!

٢- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ

– وَاشْكُرُواْ لِلّهِ

– إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ»

* هل يعيشون هذه الآية في حياتهم؟!

٣- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى

– الْحُرُّ بِالْحُرِّ – وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ – وَالأُنثَى بِالأُنثَى

– فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ

– فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ

– ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ

– فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ»

* هل يعيشون هذه الآية في حياتهم؟!

٤- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

– كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ

– لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»

* هل يعيشون معنى «الصيام» المحقق لـ «التقوى»؟!

٥- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً

– وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

– إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ»

* هل حققوا «السلم» بينهم، أم مازالوا في «شرك التفرق في الدين»؟!

٦- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم

– مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ

– لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ

– وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ»

* هل يعيشون هذه الآية في حياتهم، أم يكتفون بـ «2.5 %» كل عام؟!

٧- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى

– كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ

– وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ

– فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ

– فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً

– لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ

– وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ»

* أظن أنهم يبطلون صدقاتهم في اليوم مئة مرة!!

٨- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ:

– إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ

– يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ

– وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ

– وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»

* وهل حياة المسلمين إلا طاعة للمحرك الأساس للعالم، وهم «اليهود»، وإن كانوا لا يشعرون؟!

٩- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ

– لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ

– قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ

– وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ

– قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ»

* وهل أولاد المسلمين يعيشون اليوم، إلا وهم في بطانة الذين من دونهم، الذين اخترقوا قلوبهم بأساليب التربية الشيطانية، وألعاب التسلية اليهودية؟!

١٠- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى

– حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ

– وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ

– وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء

– فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً

– فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ

– إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً»

* وهل يقرب المسلمون الصلاة اليوم إلا وهم سكارى، لا يتدبرون ولا يعلمون ما يقولون؟!

١١- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ

– وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ

– وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ

– وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ – وَمَلاَئِكَتِهِ – وَكُتُبِهِ – وَرُسُلِهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ

– فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً»

* إن هذه الآية، تُبيّن للذين ورثوا تدينهم عن آبائهم، وادعوا أنهم «مؤمنون»، أن عليهم أن يعيدوا دخولهم في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، باب الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» التي حملت نصوصها أصول الإيمان الخمسة:

الإيمان: «بِاللّهِ – وَمَلاَئِكَتِهِ – وَكُتُبِهِ – وَرُسُلِهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ»

١٢- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء

– بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ

– وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ

– إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»

* ثم يخرج علينا «الملحدون»، أذناب ملل الكفر، ويدّعون:

أن «الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى» الذين كفروا برسول الله محمد، سيدخلون الجنة مع «الَّذِينَ آمَنُواْ» به!!

١٣- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ:

– لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً

– مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ – أَوْلِيَاء

– وَاتَّقُواْ اللّهَ – إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»

* وهل ما يُبث في وسائل الإعلام المرئية، من أفلام ومسلسلات، لم يتخذ أصحابه «دين الإسلام» هُزُوًا وَلَعِبًا، بمباركة المسلمين وولائهم لهم، والله ينفي «الإيمان» عن هؤلاء المشاهدين لهذا الاستهزاء واللعب بدينه «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»؟!

فأين الذين يناديهم الله تعالى بـ ««يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»؟!

* وتذكر:

١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا من امرئ لم يدخل في «دين الإسلام» من الباب الذي دخل منه الناس في عصر التنزيل، باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق نبوة رسول الله محمد، القائمة بين الناس إلى يوم الدين.

٢- أنه بدون منهجية علمية تحمل أدوات مستنبطة من القرآن، وفي مقدمتها علوم اللغة العربية وعلم السياق القرآني، لا أمل أن يفهم القرآن الذين يجهلون هذه المنهجية، ولذلك يكونون صيدًا ثمينًا بين أنياب الملحدين.

٣- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين، فإذا وجدت في هذه المقالات غير الذي أمر الله به في القرآن، فأفدنا بعلمك.

٤- أما «ما هو كائن» في حياة المسلمين اليوم، فيتعلق بمسؤولية كل فرد الدينية، لقول الله تعالى:

* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري


يناير 29

٥ min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page