top of page

(1458) 13/6/2020 التدليس «الإلحادي» والتلبيس «الشيطاني» لا يُوَاجهان إلا بـ «العلم»

يناير 29

3 min read

0

0

0

ree

التدليس «الإلحادي» والتلبيس «الشيطاني» لا يُوَاجهان إلا بـ «العلم»

إن من أخطر النتائج التي أسفرت عنها أزمة تفرق المسلمين في دين الإسلام على مر العصور، أن تخرج من بينهم جماعات تبتدع في دين الله ما ليس منه والسبب:

١- التعامل مع القرآن باعتباره كتابًا إلهيًا، كالتوراة والإنجيل، وليس ككتاب يحمل في ذاته «الآية الإلهية العقلية العربية» الدالة على صدق رسول الله محمد، والتي كانت تقابلها في الرسالات السابقة «الآيات الحسية».

٢- لقد ورث المسلمون «دين الإسلام» مذهبيًا وهم في بطون أمهاتهم، ولم يدخلوه من باب الإقرار «العلمي» بصدق «الآية الإلهية العقلية العربية»، الأمر يتطلب ويستلزم أن يكون من يريد الدخول في «دين الإسلام» على دراية بعلوم اللغة العربية.

٣- فماذا فعل إبليس ليحقق أمنيته الكبرى في إغواء المسلمين؟!

(أ): قام بفصل علوم اللغة العربية عن حياة المسلمين، وجعلها ضمن التخصصات العلمية والدينية التي تلزم فقط من يتخصص فيها، وتكون من مسؤوليته.

(ب): ليس من حق أي إنسان أن يُفتي في مسائل اللغة العربية إلا إذا كان من أهل هذا التخصص، وعليه أصبح فهم القرآن واستنباط أحكامه في أيدي قلة من أئمة وعلماء اللغة العربية، فإذا قالوا يمينًا يسير المسلمون يمينًا، وإذا قالوا شمالًا يسير المسلمون شمالًا!!

(ج): أوحى للذين في قلوبهم مرض، ببدعة «القرآن وكفى»، وجاء لهم بالآيات التي يجهلون معناها بسبب المرض الذي في قلوبهم، ومنها الآيات التي ذكرتها في البوست المرفق، وكانت النتيجة:

أن أظهر للناس إفلاس القرآنيّين العلمي، وهوسهم الديني، بهدف التشكيك في القرآن، وأن المسلمين في فهم القرآن مُتفرّقون شيعًا ومذاهب مختلفة متصارعة، فيحقق بذلك ما وعد الله به من إغوائهم جميعًا.

٤- تعالوا نضرب مثالًا واحدًا من «سورة ص»، وقس عليه أنت آلاف الأمثلة، التي تُبيّن نجاح إبليس في إغواء القرآنيّين، وإضلال المسلمين:

يقول الله تعالى «ص / ١-٣»:

(أ): «ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ»

سنعتبر أن «مُسَمَّيات» كل كلمات هذه الآيات مطبوعة في قلب القارئ من قبل، باستثناء كلمات هذه الجملة:

«وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ»

فهل سيجد القارئ في القرآن بيانًا وتفصيلًا لمعاني هذه الكلمات؟!

*أقول:

اسألوا القرآنيّين الملحدين في آيات الله:

* الذين يرفعون راية أن القرآن تبيانٌ وتفصيلُ لكل شيء.

* الذين يكفرون بـ «منظومة التواصل المعرفي» التي نقلت للناس جميعًا «مُسَمَّيات» الكلمات التي تنطق بها ألسنتهم.

* الذين لا يُصلّون الصلوات الخمس بالكيفية والمواقيت التي حملتها «منظومة التواصل المعرفي» للمسلمين.

اسألوهم عن بيان القرآن لمعاني كلمات هذه الجملة «وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ»، فإذا لم يأتوا بالبيان والتفصيل من داخل القرآن، فارجموهم بحجارة «العلم» حتى يهلك إلحادهم:

واعلموا أنكم إن لم تفعلوا، طاعة لله تعالى في النهي عن المنكر:

* «إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ»:

– «إِنَّ اللّهَ جَامِعُ»

– «الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ»

– «فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً»

وتعالوا نطبق ما سبق بيانه على الآيات التالية:

(ب): ويقول الله تعالى «ص / ١٦»:

* «وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ»

ـ فأين بيان القرآن لكلمات «عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا»؟!

(ج): ويقول الله تعالى «ص / ٣١»:

* «إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ»

ـ فأين بيان القرآن لكلمات «الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ»؟!

(د): ويقول الله تعالى «ص / ٣٨»:

* «وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ»

ـ فأين بيان القرآن لكلمات «مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ»؟!

(هـ): ويقول الله تعالى «ص / ٤٤»:

* «وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ»

ـ فأين بيان القرآن لكلمات «ضِغْثاً – وَلاَ تَحْنَثْ»

٥- يقول الله تعالى في نفس السورة «ص / ٢٩»:

* «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ»:

– «لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ»

– «وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الألْبَابِ»

والسؤال:

هل هناك تدبر للقرآن من غير فهم معاني كلماته؟!

وهل يمكن أن تكون الآيات، بعد فهم معاني كلماتها، تذكرة لغير «أُوْلِي الألْبَابِ»؟!

والجواب:

عندما يترك موضوع «التدبر» لمجموعة من «الجهلاء» يُفتي فيه كل واحد منهم حسب هواه، فلم يكن غريبًا أن يخرج علينا صاحب دورة من بدع الدورات التعليمية التي يرى أصحابها أنها مفاتيح التدبر ويقول:

إن تدبر القرآن هو ما يأتي بعد القراءة والفهم … فأنت قرأت … وفهمت … إذن تدبر: أي انظر إلى انعكاسات ما قرأته وفهمته على حياتك.

ثم انظروا إلى حقيقة ما يقصده صاحب مفاتيح التدبر من «التدبر»، فيقول:

إن التدبر الذي سنتعلمه لن نخرج منه أبدا:

* بـ «حلال» أو «حرام»، لأن هذه الأحكام تؤخذ من كتب الفقه، والفقه يؤخذ من الكتاب والسنة والإجماع … وعلوم اللغة العربية … ونحن لسنا أهلًا لذلك، «احنا جايّين نتعلم معنى التدبر»!!

* ولن نخرج من «التدبر» بـ «افعل» و«لا تفعل» … وإنما نخرج بقرب من الله أكثر وبإيمان أقوى!!

فإذا تابعنا هذه الدورات التي تعقد تحت عناوين مختلفة يجمعها محور واحد هو «فهم القرآن»، نجد أنها تُبيّن وتفسر القرآن من خلال «الروايات» المنسوبة إلى رسول الله، المستقاة من كتب «مرويات» الفرقة المذهبية العقدية التابعة لها الدورة!!

لذلك قلت:

* «التدليس الإلحادي»

* و«التلبيس الشيطاني»

* «لا يُوَاجهان إلا بالعلم»

محمد السعيد مشتهري


يناير 29

3 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page