top of page

(1475) 2/7/2020 «مقال الخميس» «وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»

يناير 29

٦ min read

0

0

0

إن من عظيم نعم الله تعالى على الناس جميعًا نعمة الربوبية، أن خلقهم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها ليتناغما معا، فيحصل السكن وتدوم المودة والرحمة، ويتحقق هدف الزوجية بفعالية الميثاق الغليظ الذي يحكمها.

الأمر الذي يستوجب لزوم تقوى الله، والقيام بحق الزوجية وحقوق الذرية وصلة الأرحام، فمن شأن ذوي الأرحام أن يتراحموا، ذلك أن الأرحام مشتقة من الرحمة التي من شأنها التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وهم على صراط ربهم المستقيم.

ولقد كان العرب يسأل بعضهم بعضا بالله، من باب الاستعطاف، فيقول أحدهم للآخر: أسألك بالله يا فلان ألا تعاقب ابنك، أو أسألك بالله يا فلان أن تصل رحمك، والحقيقة أن الله تعالى لن يقبل دعاء سائل لا يتقي الله تعالي.

لذلك تكرر الأمر بـ «تقوى الله» في أول آية من سورة النساء، فقال الله تعالى:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»:

– «اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء»

إنها أرض «التقوى» التي تنبت فيها شجرة «المودة والرحمة» الزوجية والرحمية.

– «وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً»

ومن هذه القاعدة «إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» ننطلق:

# أولًا:

١- إنك مراقب بكاميرات ليست من صنع البشر، فتدبر ولا تكن من الغافلين:

* «وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ»: أحوالك الفكرية.

* «وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ»: أحوالك الدينية.

* «وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ»: أحوالك المهنية.

– «إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ»

ـ «وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ»

ثم تدبر جيدًا، وأنت تحت المراقبة الإلهية الدائمة، ماذا قال الله تعالى بعد ذلك عن أولياء الله:

* «أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ»

– «لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»

ـ «الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ»

فلا «إيمان» بلا «تقوى»، وإلا ستكون النتيجة:

* «احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ»

– والمقصود بـ «الأزواج»: الأصناف المماثلة في الشرك والكفر والنفاق، وقد يكون منها «الزوجان» أو أحدهما.

– «وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ – فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ»

٢- ولا تنسوا، وأنتم تحت المراقبة الإلهية الدائمة، أنكم المسؤولون عن مصير أولادكم في الآخرة:

* «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ»

* «أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ»

* «كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ»

لقد جاءت هذه الآية، «الطور / ٢١»، في سياق الحديث عن جزاء «المتقين» في الآخرة «الطور / ١٧»:

* «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ»

وبيان أن هذا الجزاء كان بسبب العمل الصالح «الطور / ١٩»:

* «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

وجاءت الآية، «الطور / ٢١»، الخاصة باتباع الذرية للأهل، ثم قال تعالى «الطور / ٢٢»:

«وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ»

ثم تعالوا بعد ذلك نتدبر حديث أهل الجنة «الطور / ٢٥»:

* «وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ»

* «قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ»

و«الإشفاق»: إذا تعدى بـ «مِنْ»: «وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ» يعني الخوف، وإذا تعدى بـ «في»: «فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ» يعني العناية المختلطة بخوف، التي كانت نتيجتها:

* «فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ»

* «إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ»

# ثانيًا:

١- ثم يتحول الخطاب إلى رسول الله محمد، عليه السلام، «الطور / ٢٩»:

* «فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ»

يُذَكّر الذين قالوا إن رسول الله كاهن ومجنون، وشاعر «الطور / ٣٠»:

* «أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ»

ثم يأتي الدفاع عن «النص الإلهي» الوحيد، الذي أمر الله تعالى الناس جميعا اتباعه، فيقول الله تعالى «الطور / ٣٣»:

* «أَمْ يَقُولُونَ – تَقَوَّلَهُ – بَل لا يُؤْمِنُونَ»

ومع وضوح القضية وضوح الشمس في كبد السماء، بكلمة واحدة هي كلمة «تَقَوَّلَهُ»، التي تهدم كل ما نُسب إلى رسول الله غير «النص القرآني».

نجد الملحدين من «حزب الشيطان» يُصرون على ضياع الوقت في نقض مرويات ما أنزل الله بها من سلطان، وكان يكفيهم قراءة هذه الآية فقط «الطور / ٣٤»:

* «فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ»

نقطة. ومن أول السطر.

ولكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك، خوفا من سقوط نجوميتهم، التي هي ساقطة أصلًا عند الله، ولكنهم جهلاء لا يعلمون.

٢- وعندما تحاور ملحدًا من الملحدين في أحكام القرآن، قل له إن «أحكام القرآن» لها قاعدة تقوم عليها، وهي قاعدة الفهم الواعي لحقيقة «الوحدانية»، فتعالى نتفق أولًا على حجية وصحة هذه القاعدة، ثم نستكمل حوارنا على أساس سليم.

فيقول الله تعالى «الطور / ٣٥- ٤٣»:

* «أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ»

* «أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ»

لنصل إلى قول الله تعالى «الطور / ٤٣»:

* «أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ – سُبْحَانَ اللَّهِ – عَمَّا يُشْرِكُونَ»

وهنا جوهر «الأزمة الإيمانية» التي يعيش بداخلها المسلمون، حسب ما وجدوا عليه آباءهم، ويتربى عليها اليوم أبناؤهم، أزمة عدم تنزيه الله تعالى عن أن يُشرك به:

* «سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ»

وعلى المؤمن الذي أسلم وجهه لله تعالى، أمام هذه «الأزمة الإيمانية»، أن يتحلى بما تحلى به رسول الله محمد، عليه السلام «الطور / ٤٨-٤٩»:

* «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ»

* «وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ»

فكيف نقيم حوارًا حول «أحكام القرآن»، ونقيم دورات قرآنية حول «تدبر القرآن»، والقاعدة الأساس التي تنطلق منها هذه الأحكام، وينطلق منها هذا التدبر، هي اليوم قاعدة «الشرك بالله»؟!

هذه القاعدة التي انطلقت منها فتاوى إباحة نكاح المسلم الكتابية، وإباحة نكاح المسلمة الكتابي، فتكون النتيجة اتباع «ذريتهم» لهم في جهنم؟!

# ثالثًا:

١- لقد بعث الله تعالى رسوله محمدًا في قوم لم يسبق أن جاءهم نذير «السجدة / ٣»:

* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ – بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ – لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ»

فظلوا على «شركهم»، أي على «أميتهم»، فيقول الله تعالى «الجمعة / ٢»:

* «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ»

«الأميّون»: الذين لم يتبعوا كتابا إلهيًا، ورسول الله محمد منهم، وبُعث فيهم «الأعراف / ١٥٨»:

* «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ»:

– «إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً»

– «الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ»

– «لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ»

– «فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ – النَّبِيِّ الأُمِّيِّ»

– «الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ – وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

٢- ولقد كان في عصر الرسالة الخاتمة ملتان:

(أ): ملة الكفر بأنواعها «البينة / ٨»:

* «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا»:

– «مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ»

– «وَالْمُشْرِكِينَ»

ـ «فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا – أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ»

(ب): ملة الإيمان «البينة / ٨»:

* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ – أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»

والسؤال:

هل يُمكن أن يجتمع «شَرُّ الْبَرِيَّةِ» مع «خَيْرُ الْبَرِيَّةِ» في عقد نكاح تحكمه «أحكام القرآن»، فيختلط الخبيث بالطيب، والحرام بالحلال، وتختلط الأنساب، فلا يُعرف لها ملة ولا دين؟!

فأين: «اتَّقُواْ رَبَّكُمُ»:

* «الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ»

* «وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا»؟!

٣- لقد تشرب المسلمون وهم في بطون أمهاتهم ملتهن، «وانت وحظك»، وعاشوا على ملة آبائهم، وماتوا عليها، وأثناء مشوار حياتهم كانوا يعشون على الأمل في رحمة الله «ومش مشكلة كام يوم في جهنم».

إن الأمل في رحمة الله، مع الإصرار على معصية أحكامه، هو الذي جعل هؤلاء المسلمين يدخلون جهنم خالدين فيها، ولمثل هؤلاء يضرب الله تعالى المثل، فتدبر «الأعراف / ١٨٩-١٩٢»:

* «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ»

* «وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا»

* «فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ»

* «فَلَمَّا أَثْقَلَت – دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا»

* «لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ»

* «فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا»

* «فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ»

* «أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً – وَهُمْ يُخْلَقُونَ»

* «وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً – وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ»؟!

ولو علم المسلمون أن «الشرك بالله» يجري في دمائهم بجرعات مختلفة، كـ «سرطان الدم» تماما، الذي إذا وصلت جرعته إلى حد معين مات الإنسان.

ما كان هذا هو حالهم، الذي لا يخفى على ذي بصيرة، ويظنون وهم في غيبوبتهم، أن دعاءهم الله بالهداية والمغفرة والرحمة ورفع البلاء … سيأتي بثماره في يوم ما، والله تعالى يقول لرسوله محمد، عليه السلام:

* «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي»

* «فَإِنِّي قَرِيبٌ»

* «أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»

والمسلمون الذين يدعون ربهم ليل نهار، لم يُحقّقوا أصلًا شرط قبول الدعاء، فتدبروا يا أيها «الغافلون»:

* «فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي»

فهل يتقبل الله دعاء المصرّين على معصية أحكام القرآن، وفي مقدمتها «شرك التفرق في الدين»؟!

ادخلوا «جوجل»، وابحثوا عن تعداد المسلمين التابعين لكل فرقة، ثم مجموعهم جميعًا، وأنتم تعلمون لماذا يعيش المسلمون معيشة ضنكا، وهم يستظلون بغضب الله تعالى؟!

* «وَلْيُؤْمِنُواْ بِي»

فمتى آمن المسلمون بالله على «علم»، وهم الذين خرجوا من بطون أمهاتهم «مؤمنين مسلمين» حسب ما سجل في شهادة الميلاد التي تكتب من قبل أن يرضعوا لبن أمهاتهم؟!

* «لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»

فأين هذا «الرشد» وهم في ذيل التقدم الحضاري؟!

* وتذكر:

١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا من امرئ لم يدخل في «دين الإسلام» من الباب الذي دخل منه الناس في عصر التنزيل، باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق نبوة رسول الله محمد، القائمة بين الناس إلى يوم الدين.

٢- أنه بدون منهجية علمية تحمل أدوات مستنبطة من القرآن، وفي مقدمتها علوم اللغة العربية وعلم السياق القرآني، لا أمل أن يفهم المسلمون القرآن، ويصبح من السهل أن تخترق شبهات الملحدين قلوبهم.

٣- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله فأفدنا بعلمك.

٤- أما فيما يتعلق بـ «ما هو كائن» في حياة المسلمين، فيتحمل مسؤوليته كل مسلم، لقول الله تعالى:

* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري

يناير 29

٦ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page