

(1477) 5/7/2020 من بحار لغة القرآن وحجيتها على المسلمين» [7]
يناير 29
6 min read
0
0
0

سُمّيت حروف العلة بهذا الاسم لكثرة تغيّرها حسب ما يُسمى بـ «الإبدال – القلب – الزيادة – الحذف».
مثال ذلك:
الفعل «قال»: أصله في المصدر «قَوْل»، فالألف منقلب عن الواو، والفعل «باع»: أصله في المصدر «بَيْع».
وتُسمى «حروف العلة» بحروف «اللين» لسهولة نطقها بيسر، وقد تكون حروف «مد» وليس «لين».
مثال ذلك:
– أن يسبق «الألف» حرف مفتوح، مثل «لام».
– أن يسبق «الياء» حرف مكسور، مثل «يرمي».
– أن يسبق «الواو» حرف مضموم، مثل «يقول».
# أولًا:
١- «الاسم الصحيح»:
هو الذي تظهر فيه حركات الإعراب الضمة « ُ» – الفتحة « َ» – الكسرة « ِ»، حسب موقع الكلمة في الجملة، ويكون ذلك في حالة الاسم الذي آخره حرف صحيح غير معتل.
ومواقع الكلمة في الجملة هي:
(أ): موقع الرفع « ُ»: مُحَمّـدٌ مجتهدٌ:
الإعراب:
مُحَمّـدٌ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة « ُ»، وسُمِّيت الضمة «ظاهرة» لأنها موجودة فعلًا تراها الأعين.
(ب): موقع النصب « َ»: إنّ مُحَمّـدًا مجتهدٌ:
الإعراب:
مُحَمّـدًا: اسم «إن» منصوب بالفتحة الظاهرة.
(ج): موقع الجر « ِ»: جئتُ لمُحَمدٍ بهدية:
الإعراب:
مُحَمـدٍ: مجرور بالكسرة الظاهرة.
٢- «الاسم المعتل»:
وهو الذي لا تظهر فيه حركة الإعراب لوجود حرف العلة، ويكون ذلك بسبب:(أ): «التعذر»:
أي استحالة النطق بحركة الإعراب.
ومثال ذلك:
* إنّ مصطفى مجتهدٌ:
– مصطفى: اسم «إن» منصوب بفتحة مقدرة للتعذر.
* «إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ»:
– الْهُدَى: اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر.
– هُدَى: خبر «إن» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر.
(ب): «الثقل»:
وهو استطاعة النطق بحركة الإعراب ولكن مع ثقل اللسان.
ومثال ذلك:
* الناديِ كبيرٌ:
– النادي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل.
* «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ»
– تَجْرِي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل.
(ج): «التخفيف»:
من حالاته تماثل الحروف المتجاورة، فكلمة «أصمّ» أصلها «أصمم»، فدغمت الميم لتخفيف النطق.
ومثال ذلك قول الله تعالى:
«أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»
– الدَّاعِ: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة تخفيفًا.
# ثانيًا:
١- «الفعل الصحيح»:
هو ما كانت حروفه أصليّة خالية من حروف العلة:
«الألف – الواو – الياء»
مثال: عَلِمَ – كَتَبَ – قَرَأَ – سَجَدَ.
والفعل الصحيح ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
(أ): الصحيح السالم:
وهو الفعل الذي خلَت حروفه الأصلية من الهمزة، أو التضعيف، أي الحرف المُكرَّر.
مثال ذلك: كَتَبَ – رَبَحَ.
(ب): الصحيح المهموز:
وهو الفعل الصحيح الذي يكون أحد حروفه الأصلية همزة، بغضّ النظر عن مجيئها أول الفعل، أو وسطه، أو آخره.
مثال ذلك: أَكَلَ – سَأَلَ – لَجَأَ.
(ج): الصحيح المُضعَّف، وهو نوعان:
* مُضعَّف ثلاثي:
وهو الفعل الذي تكون لامه «أي لام الفعل» كعينه «أي عين الفعل»، كما بيّنا ذلك في دروس «علم الصرف».
أي الفعل الذي يتكرَّر فيه الحرف الأصلي الثاني، والحرف الأصلي الثالث.مثال ذلك: عدَّ – وردَّ – وأصلهما: عدَدَ – وردَدَ.
* مُضعَّف رباعي:
وهو الفعل الذي تكون فاؤه «أي فاء الفعل»، ولامه الأولى «أي لام الفعل»، من جنس واحد، وعينه ولامه الثانية من جنس واحد أيضاً.
أي يكون أوّل حرف من حروفه الأصلية، كثالث حرف من حروفه الأصلية، ويكون ثاني حروفه ورابعها حرفاً مُكرّراً أيضاً.
مثال ذلك: زَلْزَل – ورَفْرَفَ.
٢- «الفعل المُعتَلّ»:
وهو الذي يحتوي على أحرف معتلّة، مثل:
باع – اشترى – يَئِس.
وتظهر أهمية التفريق بين الفعلين الصحيح والمُعتَلّ في «علم الصرف» حيث يُردّ الفعل إلى ماضيه الثلاثي الأصلي، لتمييز الحروف الصحيحة من المُعْتَلّة.
مثال ذلك:
* «يأكل»: فعل صحيح لأن ماضيه «أَكَلَ»، أما الياء في «يأكل» فهي ليست حرف علّة لأنها من أصل المضارعة.
أما الفعل «كُنْ» فهو فعل معتل لأن أَصله الثلاثي «كان» وهو معتل الألف.
* «انتشر»: فعل صحيح لأن ماضيه «نَشَرَ»، وكل حروفه خالية من حروف العلة.
وينقسم الفعل المعتل إلى:
(أ): المعتل المثال:
هو فعل مُعتَلّ الفاء «أي الحرف الأول»، وهذا يعني أنّ أول حرف من حروفه الأصلية هو حرف علّة.
مثال ذلك: وَصَلَ – يَبِس.
(ب): المُعتَلّ الأجوف:
هو ما كان أوسطه الأصلي، أي «الحرف الثاني» حرف علّة.
مثال ذلك: قال – دار – أَيِس.
(ج): المُعتَلّ الناقص:
هو ما كانت لامه «الحرف الأخير» حرف علّة.
مثال ذلك: قضى – سعى ـ نعى
(د): المُعتَلّ اللفيف:
وهو ما احتوت حروفه الأصلية على حرفَي علّة، وهو نوعان:
* لفيف مقرون:
وهو ما كانت عينه ولامه حرفَي علّة، أي أنّهما يأتيان مُقترِنَين بجانب بعضهما.
مثال ذلك: قوِيَ ـ رَوِىَ
فالواو والياء حرفا علّة مُقترِنَان في الفعل «قوي»، واقترنت الواو والألف في الفعل «روى».
* لفيف مفروق:
وهو ما كانت فاؤه ولامه حرف علّة، وفرَّق بينهما حرف صحيح، أي إنّ الحرف الصحيح فرَّق بين الحرف الأول والثالث.
مثال ذلك: وعى ـ وَلِيَ
وقد فرّقت العَين بين الواو والألف المقصورة في الفعل «وعى»، وفرَّقت اللام بين الواو والياء في الفعل «ولي».
# ثالثًا:
«حَذف حرف العلّة»:
إذا كان الفعل المضارع مُعتَلَّ الآخِر:
١- معتل الاخر بـ « الألف»:
(أ): حالة الرفع:
* يخشى المسلم الآخرة.
الإعراب:
يخشى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر.
* وقول الله تعالى:
«إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ»
الإعراب:
لا: حرف نفي مبني على السكون.
يخفى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر.
(ب): حالة النصب:
* لن يرضى المؤمن بالذل.
الإعراب:
يرضى: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر.
* وقول الله تعالى:
«فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ»
الإعراب:
يَأْتِيَ: فعل مضارع منصوب بـ «أن» مضمرة وجوبًا بعد «حتى»، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
(ج): حالة الجزم:
لم تلق الذي لا تعاتبه.
الإعراب:
تلق: فعل مضارع مجزوم بـ «لم»، وعلامة جزمه حذف حرف العلة «ى».٢- المضارع المعتل الآخر بـ «الواو»:
* مثال الرفع:
«يدعو»: يدعو ربه بالمغفرة:
الإعراب:
يدعو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل.
* وقول الله تعالى:
«يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ»
الإعراب:
يدعو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل.
– حالة النصب:
لن يَدْعُوَ الفاشلُ إلى النجاح.
الإعراب:
يَدْعُوَ: فعل مضارع منصوب بـ «لن» وعلامة نصبه الفتحة «الظاهرة»، وجاء إظهارها لخفتها في النطق.
– حالة الجزم:
لم يَصْفُ الغاضب من غضبه.
يصفُ: فعل مضارع مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه حذف حرف العلة، أي أن الجزم يظهر حين حذف حرف العلة.
٣- المضارع المعتل الآخر بـ «الياء»:
– حالة الرفع:
يأتي: يأتي الشتاء بالأمطار:
الإعراب:
يأتي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل.
– حالة النصب:
* لن يَبْنِي القلوب إلا التقوى.
الإعراب:
يَبْنِيَ: فعل مضارع منصوب بـ «لن» وعلامة نصبه الفتحة «الظاهرة»، وجاء ظهورها لخفتها.
– حالة الجزم:
* لم يَجْرِ الماء في مجراه.
ال إعراب:
يَجْرِ: فعل مضارع مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
* «لا تدعُ إلّا اللهَ»
«تدعُ»: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلّة «الواو» من آخره.
* وقول الله تعالى:
«يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ»
الإعراب:
يَأْتِكَ: فعل مضارع مجزوم بـ «لم»، وعلامة جزمه حذف حرف العلة «ي»، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
* «لم يقُلْ عنك إلا كلّ خير»
«يقُلْ»: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر، وأصلها «يقول» فحُذف حرف العلّة «الواو» منعاً لالتقاء الساكنين، سكون العلة، وسكون الجزم.
# رابعًا:
وكما أقول في ختام كل درس من دروس لغة القرآن العربية:
١- أن ما أذكره في كل درس ليس هو كل ما كُتب عن موضوعه، وإنما مجرد إشارات لبيان ما حملته هذه اللغة من كنوز لم تحملها أي لغة من لغات العالم، منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا، وما أنا إلا ناقل لها من مراجعها.
٢- أن الهدف من هذه الدروس، مع صعوبة بعضها، هو الوقوف على جوهر هذه اللغة التي نزلت بها نصوص «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، عليه السلام، والتي لا يحمل المسلمون برهانًا على صدق رسولهم إلا هذه الآية.
٣- أن نعلم وجهًا من وجوه فعالية اللغة التي نزلت بها نصوص هذه «الآية القرآنية العقلية» على أهل اللسان العربي:
* تعالوا نجري هذا الاختبار:
عندما نعطي أساتذة اللغة العربية في العالم «١٠٠٠» كلمة عربية ونطلب منهم كتابة موضوع يشمل كل هذه الكلم ات، فإننا سنحصل على موضوعات مختلفة تعكس كفاءة وخبرة وعلم كل واحد منهم، وقد تحصل بعضها على جوائز نوبل.
والسؤال:
لقد أعطى الله تعالى لأهل اللسان العربي «٧٧ ألف» كلمة عربية، تقريبا، هي كلمات القرآن بدون المكرر، ليأتوا منها بسورة مثل سور القرآن، فلماذا عجزوا؟!
(أ): لأن «صياغة» الجملة القرآنية العربية صياغة إلهية.
(ب): لأن «مُسَمَّيات» كلمات القرآن صناعة إلهية.
(ج): لأن «التناغم» بين الكلمة ومُسَمَّاها إبداع إلهي.
ومع ذلك، يخرج علينا «القرآنيّون الملحدون»، الذين لا يعلمون شيئا عن لغة القرآن العربية، ولا عن مراجعها، ولا عن «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت لشعوب العالم «مُسَمّيات» كلمات اللغة التي تنطق بها ألسنتهم.
يخرج علينا «القرآنيّون الملحدون»، ويُفتون في أحكام القرآن حسب «هواهم الشيطاني »، الذي زين لهم سوء أعمالهم، بدعوى:
* «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ»
* «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»
فإذا سألهم «الولد البالغ الرشيد»:
هل تؤمنون بتحريم الله لـ «لحم الخنزير»، حسب ما ورد في هذا القرآن الذي تؤمنون بأنه تبيانٌ لكل شيء:
* «إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ»؟!
فإن قلتم «نعم»، إذن فمن أي المصادر المعرفية عرفتم ما هو هذا «الخنزير»، الذي لم يرد في القرآن أي بيان له ولا تفصيل؟!
* «فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ – وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ – الظَّالِمِينَ»
و«الظلم» هنا هو «الشرك بالله»، بمفهوم السياق، فلماذا لا يخاف القرآنيّون أن يموتوا « مشركين»؟!
لأن القرار ليس في أيديهم، وإنما في يد رئيس الحزب:
* «أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ»
* «أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ»
ثم تدبر: «وَكَذَلِكَ – نُفَصِّلُ الآيَاتِ – وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»
محمد السعيد مشتهري



