

(1482) 18/6/2021 من مقتضيات الإيمان [١٨]
يناير 26
2 min read
0
0
0

«إن الظن بأن الروح هي سر الحياة هو الذي أبعد الناس عن المفهوم الحقيقي للروح، والذي جاء في آيات الكتاب، فإذا كانت الروح هي سر الحياة، فهذا يعني أن البقر والأفاعي والسمك وكل الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات لها روح، وهذا غير صحيح لأن الله سبحانه وتعالى نفخ الروح في آدم ولم يقل إنه نفخ الروح في بقية المخلوقات.
إن أزمة سوء فهم معنى الروح هي التي أوقعت المسلمين في شرك عدم البحث عن أصل الحياة وأصل الإنسان والأنواع على الأرض، ظناً منهم أن الروح سر الحياة، وهي من اختصاص رب العالمين، لذا لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أصل الحياة، وذلك ناتج عن خطأ في فهم الآية «الإسراء / ٨٥»:
«وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً»
* أقول:
١- أبدأ ببيان أن قراءة د. شحرور المعاصرة لمسألة «الروح والنفس» قامت على أساس خاطئ قرآنيًا ولغويًا، وهو اعتقاده أن الروح «مؤنث» ودائما يستخدم كلمة «هي»، والحقيقة أن «الروح» مذكر، والمؤنث «النفس».
٢- من أي المصادر المعرفية علم د. شحرور أن هذا العلم القليل، «وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً»، قد آتاه الله تعالى للملحدين في آياته، أمثال «داروين»، صاحب «نظرية النشوء والارتقاء»، ليقول «ص ١٠٦»:
«علمًا بأن آيات خلق آدم كلها قرآن، فهي من الآيات المتشابهات التي تحتاج إلى تأويل، وخير من أول آيات خلق البشر عندي هو العالم الكبير تشارلز داروين».
* أقول:
١- إن هذا العالم الكبير «تشارلز داروين» هو الذي قال إن أصل الإنسان من فصيلة القرود، ثم جاء علماء أثبتوا تهافت نظريته «نظرية النشوء والارتقاء» وسقوطها من قواعدها، ويستطيع أي إنسان عن طريق شبكة الإنترنت أن يقف على هذه الحقيقة، وأن ما ذهب إليه «داروين» غير مجمع عليه بين أهل التخصص وذلك على مستوى علماء العالم.
٢- ثم ما علاقة «داروين» بـ «القرآن» حتى يُقحمه د. شحرور في قراءة معاصرة لـ «التنزيل الحكيم»، و«داروين» نفسه لو كان حيًا اليوم لأعلن أمام العالم كفره بـ «الله وبرسوله محمد وبالقرآن»؟!
٣- ومن باب التأويل والتبرير وتحريف الكلم عن مواضعه، نجد د. شحرور يقول يسأل: «هل عرف داروين القرآن»؟!
ثم يجيب:
«إنه ليس من الضروري أن يعرف، فقد كان داروين يبحث عن الحقيقة في أصل الإنسان، والقرآن أورد حقيقة أصل الإنسان، فيجب أن يتطابقا إن كان داروين على حق، وأعتقد أن نظريته في أصل البشر في هيكلها العام صحيحة، لأنها تنطبق على تأويل آيات الخلق».
هذه عينة من كتابي في نقض منهجية محمد شحرور في قراءته المعاصرة للقرآن وبيان الأصول التي انطل قت منها، ثم يأتي الشحروريّون ويترحمون عليه بدعوى أنه أول من هدم تراث فرقته التي ولد فيها.
الحقيقة لا تعليق ولا تعقيب.
محمد السعيد مشتهري



