top of page

(1490) 20/7/2020 «مقال الاثنين» «يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ»

يناير 29

٦ min read

0

0

0

عندما لا يعلم المسلم أن القرآن يستحيل تدبر آياته ويفهم أحكامها بمعزل عن تفعيل آليات التفكر والتعقل والتفقه … آليات عمل القلب، وأن هذا التفعيل يجب أن ينطلق من «منهجية علمية» تحمل أدوات مستنبطة من ذات الآيات القرآنية.

إن المسلم الذي لا يعلم ذلك، يحرم عليه الاقتراب من هذا القرآن بدعوى أن «عقله» سيهديه إلى الفهم الواعي لآيات القرآن وما حملته من أحكام، ذلك أن «آلية التعقل» لا ينطلق عملها من فراغ، وإنما من مستودع العلوم والمعارف الذي يحمله القلب:

* «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ – أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»

فإذا كان مستودع العلوم والمعارف يحمل جهلًا، فإن «آلية التعقل» لن تُخرج إلا «جهلًا»، وإذا كان لا يحمل شيئًا من علوم اللغة التي نزل بها القرآن، فإن «آلية التعقل» لن تُخرج إلا «إلحادًا».

وهذا هو السبب الرئيس وراء انتشار فيروس الإلحاد في آيات الله بين المسلمين واختراقه لقلوب كثير منهم، ولذلك فعلى كل مسلم أن يقوم بنفسه بعمل «سكان» على قلبه، ليعلم ماذا يحمل مستودع العلوم والمعارف من منهجية علمية وأدوات لفهم القرآن.

ويحتفظ بصورة الـ «سكان» معه، ولا يجعل أحدا يطلع عليها، لأنها ستكون «حاجة تكسف».

# أولًا:

إنني عندما استشهد على ظاهرة الإلحاد في آيات الله بأمثلة من واقع الدعوة الإسلامية، ومن منابرها الإعلامية المختلفة، وأركز على فرقة أهل السُنّة، فذلك لأن الملحدين المسلمين الذين تنتشر موضوعاتهم الدينية كل دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي:

١- يظنون أن «دين الإسلام» هو دين الفرقة التي ولدوا فيها، «فرقة أهل السُنّة».

٢- وأنه لا يوجد «تراث ديني» مطلوب نقده ونقضه وهدمه غير تراث «فرقة أهل السُنّة».

٣- وانظروا أيها الأصدقاء الأعزاء إلى أي منشور ينتقد فيه صاحبه التراث الديني، ستجدونه تراث «فرقة أهل السُنّة».

ولذلك جئت لهم بـ «الشيخ الحويني»، وهو من هو، كمثال لبيان أن السلفيّين والقرآنيّين يركبون مركبًا واحدة مع اختلاف المقاعد.

فتعالوا نلخص ما قاله الشيخ الحويني عن «ساق الله» في الرابط المرفق:

١- إنهم ينكرون أن لله عز وجل ساقًا.

٢- وفي الصحيحين، من حديث أبي سعيد الخضري، قال رسول الله:

«يومَ يَكْشِفُ اللهُ عن سَاقِهِ»

والضمير في «ساقه» يعود إلى الله، أي أن الساق ساق الله.

٣- ولكن المخالفين لهذه الرأي يقولون: إن العرب تقول:

قامت الحرب «على ساق»، أي على قدم وساق، أي أن الأمر جد، فيكون معنى الآية:

«يوم يُكشف عن أمر عظيم»

٤- ولكن: من هو أفضل من يُفسر كلام الله؟!

والجواب: رسول الله، لأن الله قال له:

* «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ»

(أقول: وهناك عشرات المنشورات على هذه الصفحة تبيّن أن هذا الذي قاله الشيخ الحويني عن هذه الآية باطل بالثلاثة).

٥- فالنبي قائم في مقام البيان، وهو الذي قال:

«يومَ يَكْشِفُ اللهُ عن سَاقِهِ»

فهل كلام النبي هذا يحتمل تأويلًا؟!

٦- فإذا القرآن يمكن فيه تأويل كلماته، فإن هذا الحديث قد قضى على كل هذه التأويلات.

٧- ولم يبق إلا النظر في صحة الحديث:

نقول بملء الفم، وعيننا كاتساع الكون، لا يستطيع أحد أن يعترض على صحة هذا الحديث:

(أ): إسناده كالشمس.

(ب): تلقته الأمة بالقبول.

(ج): لا نعلم عالمًا واحدًا، من علماء الحديث، أنكر هذه اللفظة «عن ساقه».

(د): الصحيحان «البخاري ومسلم» تلقاهما جميع العلماء بالقبول، إلا بعض الخلافات بينهما لا يفهمها إلا الجهابذة من أهل الصنعة الحديثية.

٨- فإن قلت:

يا شيخ حويني أنت تشبه الله بالخلق؟!

أقول لك:

* «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»

وانتهى حديث الشيخ الحويني عند هذه الآية، ثم تحدث بعد ذلك عن مسألة أخرى تتعلق بما يُسمى في علم الحديث بـ «الاستدراك».

# ثانيًا:

١- عندما يكون الخلاف بين أئمة السلف حول تأويل قول الله تعالى:

* «لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ»

* «وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ»

يمكن القول إن هناك ما يدعو إلى هذا الخلاف، وهو نسبة اليد والوجه إلى الله، حسب منهجية التأويل التي يتبعونها.

أما عندما لا يُنسب «الساق» إلى الله تعالى، فعلى أي أساس يقوم الخلاف في تأويل قول الله تعالى:

* «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ»؟!

إن الله تعالى لم يقل:

* «يَوْمَ يَكْشَفُ الله عَنْ سَاقه»

٢- لا علاقة مطلقًا بين الآية التي نسبت كشف الساق إلى يوم:

«يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ»

وبين الرواية التي نسبت كشف الساق إلى الله تعالى:

«يومَ يَكْشِفُ اللهُ عن سَاقِهِ»

فهل يجهل «الشيخ الحويني» أن كلمة «سَاق» جاءت نكرة غير معرفة ولا مضافة، الأمر الذي يستحيل معه أن تنسب إلى الله أصلًا، وتكون صفة من صفاته عز وجل؟!

٣- عندما يُخرّج المحدثون رواية عن أبي سعيد الخدري منسوبة إلى النبي، عليه السلام، تقول إن من مشاهد يوم القيامة:

«يومَ يَكْشِفُ اللهُ عن سَاقِهِ»

فما علاقة هذه الرواية التي تفتري على الله ورسوله الكذب، وتنسب إلى الله الساق، والحقيقة أن كشف الساق منسوب إلى اليوم وليس إلى الله عز وجل، فتدبر:

* «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ»؟!

# ثالثًا:

١- يوجد في علم البلاغة، الذي يكفر به «القرآنيّون» ويُعطيه «السلفيّون» ظهورهم، شيء اسمه «الاستعارة التمثيلية» التي تأتي للكشف عن هول الموقف، «يَوْمَ يُكْشَفُ»، باستخدام كلمات نكرة «سَاق» للدلالة على شيء مُبهم فظيع سيحدث تكون نتيجته:

* «وَيُدْعَوْنَ – إِلَى السُّجُودِ – فَلاَ – يَسْتَطِيعُونَ»

فما علاقة هذا الفهم اللغوي البلاغي لسياق الآية، من أولها إلى آخرها، بهذا الإلحاد السلفي القرآني:

(أ): «السلفي»:

يقول: إن لله «ساقًا» ولكن ليست كالتي عند الخلق، ويُعلق كلامه على شماعة مكتوب عليها:

«لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»

(ب): «القرآني»:

يقول: الله أعلم بمراده، ويُعلق كلامه على شماعة مكتوب عليها:

* «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ»

فإذا قلنا له:

إن كلمة «ساق» شيءٌ لم يبيّن الله معناه في القرآن، فهل معنى قولك «إن الله أعلم بمراده» أن نحذف كل الآيات التي تحدثت عن مشاهد يوم القيامة لعدم علمنا بمعناها؟!

صَمَتَ وولى الأدبار، مع العلم أن سياق هذه الآية:

* «يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ»

يبدأ بقول الله تعالى «القلم / ٣٤-٣٥»:

* «إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ»

* «أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ»

* «مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»؟!

٢- فتعالوا إلى «علم السياق» الذي يكفر به «القرآنيّون الملحدون»، ومعذرة سأضيف هنا «الأغبياء» لأن الغباء صفة رئيسة قد تشربته قلوبهم، لذلك لم يستطيعوا هدم «منظومة التواصل المعرفي».

مع أني أعلنت على هذه الصفحة جائزة بـ «مليون دولار» لمن يهدم «منظومة التواصل المعرفي».

يقول الله تعالى في سياق بيان مشاهد يوم القيامة:

* «يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ – وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ»

وعلينا أن نبحث عن مادة «سوق» حيث بدل حرف الألف في «ساق» إلى واو، وهو ما به يتحقق السير، ظاهريًا أو باطنيًا، إلى الهداية أو إلى الضلال، وما علاقة ذلك بعدم استطاعة السجود؟!

يقول الله تعالى:

* «وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ»

* «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ»

٣- ومن «الساق» التي كانت تحمل الإنسان وأعماله في الدنيا، إلى «المساق»:

* «إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ»

وهنا «يَوْمَئِذٍ»: «يُكْشَفُ عَن سَاقٍ»

«يُكْشَفُ»: عن ساق السير والمسير والتوجه العقدي الذي كان يعيش به الإنسان في الدنيا، والذي كان يشهد عليه الملك «الشهيد»:

* «وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا – سَائِقٌ – وَشَهِيدٌ»

«يُكْشَفُ»: عن الغطاء، عن ساق «الحجب» التي لم يكن يعلمها إلا الله، فتدبر:

* «لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا»

– «فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ»

– «فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ»

٤- إنه مقام «إتمام الحجة» على الناس جميعًا، حيث يأخذ «السَائِقٌ وَالشَهِيدٌ» الإنسان إلى يوم الحساب، فيكشف عن ساق سيره وسلوكه في الدنيا، ما يعلمه الناس وما لا يعلمونه.

فإذا بالإنسان الذي كان ساق سلوكه في الدنيا معوجًا، يُدعى في الآخرة إلى السجود لله تعالى فلا يستطيع!!

في الحقيقة، إنه شيءٌ مرعبٌ ومخيفٌ، تقشعر منه:

* «جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ»

أن يقيم الإنسان يوم الحساب الحجة من نفسه على نفسه:

* «يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ»

– «وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ»

– «فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ»

* وتذكروا:

١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.

٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.

٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:

* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:

* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري

https://www.youtube.com/watch?v=KUVWu9dytwc&t=10s


يناير 29

٦ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page