

(1491) 23/7/2020 «مقال الخميس» «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ – فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ»
يناير 29
٦ min read
0
0
0
والسؤال:
«إخواننا»: في أي دين؟!
لذلك قال الله تعالى بعدها:
* «وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
قال «لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»: لينفي العلم عن «الجاهلين».
وعندما يُوصف إنسان بـ «الجهل» فذلك لأنه «لا يعلم»، وليس لأنه على خلاف علمي مع الآخر، ذلك أن «البرهان» هو الذي يحسم أي خلاف العلمي:
* «قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ – إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
و«الجاهل» لا يملك «علمًا» ولا «برهانًا».
# أولًا:
عندما تكون مرجعية التوجه «نحو إسلام الرسول» هي نصوص «الآية القرآنية العقلية»، التي حملها كتاب الله الخاتم «القرآن الحكيم»، والمعاصرة للناس جميعًا اليوم، والتي لا تُفهم بدون منهجية علمية تحمل أدواتٍ مستنبطة من ذات نصوصها.
عندما تكون هذه هي مرجعية التوجه «نحو إسلام الرسول»، إذن يستحيل أن تقود المؤمنين بها التابعين لها في يوم من الأيام إلى «السلفية» أو «الداعشية» كما يتوهم الذين لا يعلمون.
إن التوجه «نحو إسلام الرسول» يسير في خط مستقيم، وتسير بجواره توجهات أخرى في خطوط مستقيمة، فيستحيل أن يحدث تقابل بينها في يوم من الأيام.
وإلا لتقابلت الفرق الإسلامية منذ قرون مضت، وهي تقرأ ليل نهار قول الله تعالى:
* «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً»:
– «وَلاَ تَفَرَّقُواْ»
– «وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ»
– «إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ»
– «فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً»
«إِخْوَاناً»: وهذه الأخوة الإيمانية هي التي أشار إليها قول الله تعالى:
«فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ – فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ – وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
«وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»:
فهذا هو معنى «التفصيل» الوارد في قول الله تعالى:
«وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»
ولكن «القرآنيّين» لا يعلمون.
وقول الله تعالى: «فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ»:
أي في «دين الإسلام» الذي حمله هذا ا لقرآن للناس.
– «وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا»
– «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»
وهذا هو معنى «البيان» الوارد في قول الله تعالى:
«وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ»
ولكن «القرآنيّين» لا يعلمون.
# ثانيًا:
هناك آيات قرآنية، لا يصح التعامل معها بفهم سطحي، ولا بتأويل عشوائي لكلماتها، وخاصة إذا كانت تتعلق بـ «أحكام القرآن»، ومنها قول الله تعالى في سياق بيان المحرمات من الطعام:
* «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ – وَالْدَّمُ – وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ – وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ – وَالْمُنْخَنِقَةُ – وَالْمَوْقُوذَةُ – وَالْمُتَرَدِّيَةُ – وَالنَّطِيحَةُ – وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ – وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ»
ثم بعد أن ذكر الله عشرة أنواع من المطاعم المحرمة، ذكر عملًا محرمًا لا علاقة له بالطعام، وإنما بـ «التنجيم» وطلب معرفة ما يصيب الإنسان من خير أو شر، فقال تعالى:
* «وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ – ذلِكُمْ فِسْقٌ»
ونستكمل سياق الآية وقول الله تعالى:
* «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ – فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ»
– من هم «الَّذِينَ كَفَرُواْ»: وهل مازالوا موجودين إلى اليوم؟!
– وما هو «دِينِكُمْ»: وهل مازال موجودًا إلى اليوم؟!
وهل هو «دين الإسلام» الوارد في قول الله تعالى بعد ذلك:
* «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ – وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي – وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً»؟!
وما هو «البرهان» الذي يحمله كل مسلم على أن معيشته هو وأهله تقوم على «دين الإسلام» الذي ارتضاه الله للمؤمنين المخاطبين بهذه الأحكام؟!
ثم لماذا استكمل السياق بعد ذلك أحكام «المطاعم المحرمة» وجاء بحكم «المضطر» فقال الله تعالى:
* «فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ – فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»؟!
والسؤال لك أنت شخصيًا:
كم عدد الكلمات التي حملتها هذه الآية، ولم تجد بيان معناها ولا تفصيلًا لها في القرآن؟!
الجواب بالنسبة لي شخصيًا:
لا يوجد بيان ولا تفصيل في القرآن لكلمة واحدة «اسمًا أو فعلًا أو حرفًا» من كلمات هذه الآية، بل ومن كلماته القرآن كلها.
وبناء على ما سبق، الذي هو بمثابة تمهيد، تعالوا إلى أصل الموضوع:
# ثالثًا:
ومن «أحكام القرآن» التي يصعب التعامل السطحي معها:
١- قول الله تعالى «التوبة / ٥»:
«فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ»:
– «فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ»
– «وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ»
– «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ»
– «فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
٢- وقول الله تعالى «التوبة / ١١»:
* «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ»:
– «فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ»
– «وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
فيستحيل أن نتعامل مع مثل هذه الآيات، ولا أن نفهم دلالات كلماتها، دون الاستعانة بـ:
(أ): منظومة التواصل المعرفي:
للوقوف على الأحداث المتعلقة بسياق هذه الآيات.
(ب): علم السياق القرآني:
كي نفهم السياق الذي وردت فيه الآيتان السابقتان، والذي يبدأ بأول سورة التوبة وقول الله تعالى:
* «بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ»
وينتهي بقول الله تعالى «التوبة / ١٤-١ ٥»:
* «قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ»:
– «وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ»
– «وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ»
– «وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ»
– «وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ – وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»
٣- إن الذي يقرأ آيات سورة التوبة، وهو يجهل:
(أ): حجية «منظومة التواصل المعرفي».
(ب): حجية «علم السياق القرآني».
(ج): ومن قبل ذلك حجية «لغة القرآن العربية».
فإن نفسه ستحدثه باحتمال أن تكون مسألة إن «الإسلام انتشر بحد السيف» صحيحة.
الأمر الذي دفع أصحاب التوجهات التنويرية والقراءات القرآنية المعاصرة إلى الإلحاد في أحكام هذه السورة، والانحراف بدلالات كلماتها عن الحقيقة التي يعلمونها بسبب جهلهم بهذه العلوم.
فإذا جاء محمد مشتهري وتعامل مع هذه الآيات وفق المنهجية العلمية التي قام عليها التوجه «نحو إسلام الرسول»، والتي تكفر بكل ما حمله التراث الديني للفرق الإسلامية:
«التفسير – الحديث – الفقه – السير»
قالوا: إن التوجه «نحو إسلام الرسول» توجهٌ سلفيٌ تكفيريٌ داعشيٌ!!
# رابعًا:
قالوا: إن «إقامة الصلاة» الواردة في الآيتين:
* «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ – فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
* «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ – فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ»
لا تعني صلاة الركوع والسجود، وإنما صلة الكافرين بالخضوع لقوانين وتشريعات الدولة المؤمنة.
١- وذهبوا يبحثون في مادة «صل» ومشتقاتها، ومعناها في السياق القرآن، وهم يجهلون أنه لا يوجد معنى لكلمة واحدة من كلمات القرآن داخل القرآن، ولابد من الاستعانة بمعاجم اللغة.
ووفق منهجية «القص واللصق» العشوائية، راحوا يستقطعون بعض الجمل القرآنية من سياقاتها، ويتصورون أن معناها موجود في ذات سياقها، والحقيقة أنهم يعتمدون في فهمهم للمعنى على المخزون المعرفي الذي ورثوه وتعلّموه خلال مسيرة حياتهم.
مثال: استدلالهم بجملة: «ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ»:
إن المطلوب منهم أن يأتوا من القرآن بمعنى الكلمات الثلاث:
«ثُمَّ – الْجَحِيمَ – صَلُّوهُ»
فإذا كانوا يعلمون معنى «ثُمَّ – الْجَحِيمَ» من ذاكرتهم المعرفية الموروثة، فماذا عن كلمة «صَلُّوهُ»؟!
إنهم يستحيل أن يفهموا المعنى الحقيقي لهذه الكلمة دون دراية بـ «علم الصرف» و«الميزان الصرفي»، بصرف النظر عن المعنى المعجمي لمشتقات كلمة «صل – صلو».
إن كلمة «صَلُّوهُ» على وزن «فَعّوه»، أي اجعلوه يَصْلَى الجحيم، فما علاقة هذه الكلمة بـ «إقام الصلاة»؟!
إنها «المنهجية العشوائية» التي لا تثمر إلا الضلال والإضلال.
٢- أما عندما نتبع «المنهجية العلمية» في تدبر القرآن، ونريد أن نفهم سياق الآيتين «التوبة / ٥ – التوبة / ١١»، وهل «إقامة الصلاة» الواردة فيهما تعني خضوع الكافرين لقوانين وتشريعات الدولة المؤمنة.
علينا أن نبحث في القرآن:
* ليس عن السياقات التي وردت فيها مشتقات كلمة «الصلاة».
* ولا عن السياقات التي وردت فيها مشتقات «إقامة الصلاة».
* وإنما فقط عن فعل الإقامة المسبوق بـ «واو» العطف «وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ» الذي هو موضوع الآيتين، وسنجده على النحو التالي:
(أ): البقرة / ٢٧٧:
* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ»:
– «وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ»
– «لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ»
– «وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»
(ب): الأعراف / ١٧٠:
* «وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ»:
– «وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ»
– «إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ»
(ج): التوبة / ٥:
* «فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ»:
– «فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ»
– «وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ»
– «فَإِن تَابُواْ . وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ . وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ»
– «فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ . إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
(د): التوبة / ١١:
* «فَإِن تَابُواْ . وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ . وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ»:
– «فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ . وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
(هـ): الرعد / ٢٢:
* «وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ»:
– «وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ»
– «وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً»
– «وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ»
– «أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ»
(و): فاطر / ١٨:
* «وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»:
– «وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ»
– «وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى»
– «إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ»
– «وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ»
– «وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ . وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ»
(ز): فاطر / ٢٩:
* «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ»
– «وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ»
– «وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً»
– «يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ»
(ح): الشورى / ٣٨:
* «وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ»:
– «وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ»
– «وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ»
– «وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»
لقد جاءت «إقامة الصلاة» في السياقات السابقة، في سياق «خبري» وليس «تشريعي»، ولا يستطيع عاقل أن يستخرج من هذه السياقات آية واحدة يُفهم منها أن «إقامة الصلاة» تعني خضوع الكافرين لقوانين وتشريعات الدولة المؤمنة.
إن خضوع الكافرين لقوانين وتشريعات الدولة المؤمنة يتمثل في دفع «الجزية».
والسؤال:
هل بـ «دفع الجزية» يكون الإسلام قد «انتشر بحد السيف»؟!
للموضوع بقية.
* وتذكروا:
١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.
٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.
٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:
* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري