

(1496) 29/7/2020 «من بحار لغة القرآن وحجيتها على المسلمين» [10]
يناير 28
4 min read
0
0
0

ماذا تعلم عن النواسخ؟!
# أولًا:
«النواسخ» عبارة عن مجموعة من الأفعال والحروف على النحو التالي:
١- «كان» وأخواتها، وأفعال المقاربة والرجاء والشروع – «ظن» وأخواتها، وهي مجموعة من الأفعال.
٢- «إن» وأخواتها، و«لا» النافية للجنس، والأحرف المشبهات بـ «ليس»، وهي مجموعة من الحروف.
ويختلف عمل النواسخ حسب قواعد استخدامها، فمنها:
– ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر.
– ما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
– ما ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
٣- ويمكن القول إن «النواسخ»:
«حروفٌ – وأفعالٌ – وأسماءٌ مُشتقّةٌ من هذه الأفعال»
تدخلُ على الجملة الاسمية وتُحْدِثُ تغييرًا في إعراب المبتدأ والخبَر، وهي ثلاثةُ أقسام:
(أ): حروف مشبّهةٌ بالفعل «إن وأخواتها»:
* تنصب المبتدأ وترفع الخبر.
(ب): حروف نفي مشبّهة بـ «ليس» ما وأخواتها:
* ترفع المبتدأ وتنصب الخبر.
(ج): حرف «لا» النافية للجنس:
* ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
٤- ولمزيد بيان:
عندما ننطق بفعل «كان»، أو بأي فعل من أخواتها، نسأل أنفسنا:
* من الذي «كان»؟!
والإجابة تدلنا على: اسم كان المرفوع.
مثال:
كان محمدٌ: فـ «محمد»: اسم كان مرفوع.
ولكون المعنى «كان محمدٌ» لم يكتمل، والذي يتم هذا المعنى هو «خبر كان»، فنقول:
«كان محمدٌ مجتهدًا»
فإذا قلنا:
«كان محمدٌ يجتهد»
أصبح الخبر «يجتهد» جملة فعلية في محل نصب.
فإذا قلنا:
«كان محمدٌ أفكاره مرتبة»
فإن الخبر «أفكاره مرتبة» جملة اسمية في محل نصب.
وإذا قلنا:
«كان محمدٌ في الفصل»
فإن الخبر «في الفصل» ش به جملة في محل نصب.
٥- ويمكن القول بأن الأسماء التي تخضع لـ «النسخ» هي:
(أ): المرافيع، وتشمل:
– خبر «إن وأخواتها»
– خبر «لا النافية للجنس»
– اسم «ما وأخواتها»
– اسم «كان وأخواتها»
– اسم «كاد وأخواتها»
(ب): المناصيب، وتشمل:
– اسم «إن وأخواتها»
– اسم «لا النّافية للجنس.
– خبر «ما وأخواتها»
– خبر «كان وأخواتها»
– خبر «كاد وأخواتها»: وهو الفعل المضارع.
# ثانيًا:
«كان» وأخواتها:
ترفع «كان» وأخواتها المبتدأ، ويسمى اسمها، وتنصب الخبر، ويسمى خبرها، وهي ثلاثة عشر فعلا:
١- «كان»:
– ومعناها اتصاف المخبر عنه بالخبر في الماضي:
مثال:
* «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً»
– ويمكن أن يكون الاتصاف على الدوام:
مثال:
* «وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً»
أي كان الله عز وجل «غَفُوراً رَّحِيماً» ولم يزل.
– وأحيانا تأتي «كان» بمعنى «صار»:
مثال:
* «وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً – وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً»
ويجوز حذف نون المضارع منها بشرط أن يكون مجزومًا بالسكون، وألاّ يكون بعده ساكن ولا ضمير متصل:
مثال:
* «وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ – وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا»
أصلها: «وَلَمْ – أَكُن – بَغِيًّا» فحذفت النون.
٢- «أمسى»:
ومعناها اتصاف المخبر عنه بالخبر في المساء.
مثال:
* «فَسُبْحَانَ اللَّهِ – حِينَ تُمْسُونَ – وَحِينَ تُصْبِحُونَ»
٣- «أصبح»:
ومعناها اتصاف المخبر عنه بالخبر في الصباح.
* «وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً»
٤- «أضحى»:
ومعناها اتصاف المخبر عنه بالخبر في الضحى:
مثال:
* «وَالضُّحَى – وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى»
٥- «ظلّ»:
وتأتي بمعنى «صار»:
مثال:
* «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى – ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ»
٦- «بات»:
ومعناها اتصاف المخبر عنه بالخبر في الليل:
مثال:
* «وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً»
٧- «صار»:
وتدل على التحويل والانتقال:
مثال:
* «أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ»
٨- «ليس»:
ويجوز زيادة «الباء» في خبره:
مثال:
* «إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ – أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ»
٩- «زال»:
وتدل بذاتها على نفي وجود الشيء، ولكن إذا سبقها ما يفيد النفي تحول معناها إلى الإثبات؛ لأن القاعدة «نفي النفي إثبات»:
مثال:
* «وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ»
وقد يصبح معتدلًا بعد فترة.
١٠- «انفكّ»:
ومن أخوات «زال» في المعنى:
مثال:
كقولنا: «ما انفك الخيرُ محبوبًا»
١١- «فتیء»:
ومن أخوات «زال» في المعنى:
مثال:
* «قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ»
والنفي هنا يفهم ضمنيًا «لا تفتوء»
١٢- «برح»:
ومن أخوات «زال» في المعنى:
مثال:
* «قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى»
١٣- «دام»:
تفيد استمرار المعنى الذي قبلها لمدة محددة:
مثال:
* «وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً»
أي مدة دوامي حيًا.
# ثالثًا:
«إنَّ» وأخواتها:
تدخل «إنَّ» وأخواتها على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها:
وهي ستة أحرف على النحو التالي:
١- «إنَ ّ»: حرف نصب وتوكيد:
مثال:
«إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»
الإعراب:
«إنَّ»: حرف توكيد ونصب مبني على الفتح.
«اللّهَ»: اسم «إنَّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
٢- «أنَّ»: حرف توكيد وربط:
مثال:
«وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»
الإعراب:
«أنَّ»: حرف توكيد وربط مبني على الفتح.
«اللّهَ»: اسم «أنَّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
٣- «لكنَّ»:
حرف يدل على الاستدراك، كقول الله تعالى:
* «وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ»
الإعراب:
– «لكنَّ»: حرف استدراك ونصب مبني على الفتح.
– «الشَّيْاطِينَ»: اسم «لكنَّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
ولا نقول إن «الشَّيْاطِينَ» منصوب بالياء لأنه جمع تكسير مفرده «شيطان» وليس جمع مذكر سالم.
– «كَفَرُواْ»: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة من «الفعل والفاعل» في محل رفع خبر «لكنَّ».
٤- «كأنَّ»: حرف يدل على التشبيه، كقول الله تعالى:
* «وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ»
الإعراب:
«كَأَنَّ»: حرف تشبيه ونصب مبني على الفتح.
«هُمْ»: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «كَأَنَّ».
«خُشُبٌ»: خبر «كَأَنَّ» مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
«مُّسَنَّدَةٌ»: صفة مرفوعة وعلامة رفعها الضمة.
٥- «ليت»:
تفيد الدلالة على التمني، كقول الله تعالى:
* «يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ»
الإعراب:
«لَيْتَ»: حرف تمنّ ونصب مبني على الفتح.
«لَنَا»: اللام حرف جر مبني على الفتح، و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر «ليت» مقدم.
«مِثْلَ»: اسم «ليت» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
٦- «لعل»:
وتفيد الدلالة على الترجي في الأمر المحبوب، كقول الله تعالى:
* «وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»
الإعراب:
«لعل»: حرف ترجّ ونصب مبني على الفتح.
«كم»: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «لعل».
«تَهْتَدُونَ»: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
والجملة من «الفعل والفاعل» في محل رفع خبر «لعل».
وتدل «لعل» على التعليل، كقول الله تعالى:
* «فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى»
وإن ما سبق بيانه ما هو إلا مجرد إشارات لمحاور الموضوع بشواهده القرآنية، لنعلم ما يحمله القرآن من كنوز اللغة العربية التي كانت تنطق بها ألسن قوم رسول الله محمد قبل بعثته.
محمد السعيد مشتهري