top of page

(1499) 3/8/2020 «مقال الاثنين» «احموا أنفسكم وأولادكم من الإلحاد وذلك بتقوى الله»

يناير 28

٥ min read

0

0

0

إن «كلام الله» الذي حملته نصوص «آيته القرآنية العقلية» المعاصرة للناس اليوم، يستحيل أن يقيم مجتمع «الإيمان والعمل الصالح» بقراءة سلفية أو تنويرية معاصرة، وإنما بقراءة إيمانية تُغيّر «ما هو كائن» إلى «ما يجب أن يكون».

إن «كلام الله» الذي حملته نصوص «آيته القرآنية العقلية» موجود في كل بيت وفي كل مسجد، يتلوه المسلمون في صلاتهم واحتفالاتهم ومآتمهم، فلماذا لم يُغيّر «ما هو كائن» إلى «ما يجب أن يكون»؟!

إن «إيمان المسلمين» بأن القرآن «كلامُ الله» لم يُخرجهم من الظلمات إلى النور، ولم يحقق لهم خيرية الأمة وحضارتها، ولم يحافظ على لغة القرآن العربية، التي أصبحت «أعجمية» يفتخر بها الآباء والأبناء، ويسعد بها الملحدون.

لقد هجر المسلمون القرآن وانصهروا في بوتقة الدنيا وشهواتها، وأصبحوا يقبلون «التفسير المادي» لآيات التنزيل الحكيم ويستمتعون بإلحاد أصحابه في أحكام القرآن.

فكيف ينظر المسلمون إلى مستقبلهم ومستقبل أولادهم، وبأي ميزان يزنون أعمالهم، هل بميزان القرآن أم بميزان الشيطان؟!

# أولًا:

احموا أنفسكم وأولادكم من هذا الإلحاد:

يقولون: إن «الإسلام» هو «السلام» الذي تحمله معظم شعوب العالم.

وأن «الإيمان» هو «الأمان» الذي تشعر به معظم شعوب العالم.

والحقيقة أن:

١- «السلام» من مقتضيات الإسلام وليس هو «الإسلام».

٢- «الأمان» من مقتضيات الإيمان وليس هو «الإيمان».

٣- الإسلام والإيمان منظومة قلبية مترابطة محورها الأساس هو «التقوى» التي بدونها لن يدخل المرء الجنة، ولذلك كان على الآباء أن يتعلموا ويُعلّموا أبناءهم المسارعة دوما إلى الاستغفار ولو لم يذنبوا، فقد يفعلون المنكر على أنه معروف لأنهم ألفوه:

* «وَسَارِعُواْ – إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ – وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ – أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»

٤- أن هذه «التقوى» هي قاعدة التفضيل بين الناس يوم القيامة:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى – وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا – إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ – إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»

نعم «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»:

ذلك أن «النفاق» لا يجتمع مع «التقوى» في قلب واحد أبدا.

# ثانيًا:

احموا أنفسكم وأولادكم من هذا الإلحاد:

يقولون: إن «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ – وَعَمِلَ صَالِحاً» سيدخل الجنة، ولو كان يهوديًا أو نصرانيًا … لا يؤمنون برسول الله محمد، بدعوى أن الله تعالى يقول:

* «الَّذِينَ آمَنُوا – وَالَّذِينَ هَادُوا – وَالصَّابِئُونَ – وَالنَّصَارَى»:

١- «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ – وَعَمِلَ صَالِحاً»

٢- «فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ – وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»

إذن فاعلموا:

أن الذين «لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» هم «أولياء الله» الذين قال الله تعالى عنهم:

* «أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ»:

– «لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ – وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»

فمن هم؟!

– «الَّذِينَ آمَنُوا – وَكَانُوا يَتَّقُونَ»

إذن فـ «التقوى» شرط لدخول «الَّذِينَ آمَنُوا» الجنة، واستخدام فعل الكينونة «وَكَانُوا» لبيان وجوب أن تكون «التقوى» صفة متجددة وملازمة دومًا لـ «الَّذِينَ آمَنُوا».

– «لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ»

– «لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ – ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»

# ثالثًا:

احموا أنفسكم وأولادكم من هذا الإلحاد:

يقولون: لماذا جاء الكتاب «هُدًى لِلْمُتَّقِينَ» وجاء القرآن «هُدًى لِلنَّاسِ»؟!

نقول لهم:

كيف يكون القرآن «هُدًى لِلنَّاسِ»، والناس لم يؤمنوا بـ «القرآن» أصلًا؟!

١- عندما يدعو الله تعالى «الناس» إلى عبادته والنظر في دلائل وحدانيته، فذلك للوقوف على الحق وعلى الطريق الموصل إليه:

* «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأفَاقِ – وَفِي أَنفُسِهِمْ – حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ – أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»

ومن ذلك قول الله تعالى:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ – اتَّقُوا رَبَّكُمْ – الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ – وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا – وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً…»

٢- فإذا وقفوا على الحق وتبيّنوا الطريق إليه، ودخلوا في «دين الإسلام»، كان عليهم أن يتحلوا بـ «تقوى الله» لأنها المفتاح الوحيد لهداية القرآن:

* «ذَلِكَ الْكِتَابُ – لاَ رَيْبَ فِيهِ – هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ»

المتقون الذين من صفاتهم:

* «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ – وَيُقِيمُونَ الصَّلاة – وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»

* «وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ – وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ – وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ»

* «أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ – وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»

٣- إن «الناس» الذين أمرهم الله أن يتقوه «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ» هم الذين كانوا معاصرين لرسول الله محمد من جميع الملل والنحل، ومنهم:

* «الَّذِينَ آمَنُوا – وَالَّذِينَ هَادُوا – وَالصَّابِئُونَ – وَالنَّصَارَى»

وهؤلاء يستحيل أن يدخلوا الجنة إلا بـ «تقوى الله»، والإيمان بما «أُنزل على محمد»، وهو القرآن، والإيمان بما أنزل من قبل.

٤- إن هؤلاء «الناس» هم الذين دعاهم الله إلى الإيمان بـ «الآية العقلية القرآنية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، فقال تعالى:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ – اعْبُدُوا رَبَّكُمْ – الَّذِي خَلَقَكُمْ – وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ – لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»

«لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»: فتدخلون الجنة.

ثم بعد استكمال بعض دلائل الوحدانية التي تفرض عليهم إخلاص العبودية لله واتباع رسوله محمد، قال لهم:

* «وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ – مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ – وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ – إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ»

ولكونها «آية إلهية» يستحيل أن يأتوا بمثلها، قال الله تعالى:

* «فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا – وَلَنْ تَفْعَلُوا – فَاتَّقُوا النَّارَ – الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ – أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

وبناء عليه يصبح على:

* «الَّذِينَ آمَنُوا – وَالَّذِينَ هَادُوا – وَالصَّابِئُونَ – وَالنَّصَارَى»

أنْ يأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، وأن يدْعُوا شُهَدَاءَهمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كانوا صَادِقِينَ.

وهذا يعني أنهم إذا لم يدخلوا في «دين الإسلام» من باب «الآية القرآنية العقلية»، التي عجز الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثلها، فهم «الكافرون» الذين لم يتقوا «النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ».

# رابعًا:

احموا أنفسكم وأولادكم من هذا الإلحاد:

إن القرآن يحمل البيان والتفصيل لكل شيء ورد فيه، ويستندون في ذلك إلى فهم إلحادي شيطاني لقول الله تعالى:

* «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ»

* «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»

فإذا قلنا لهم إن «مُسَمّيات» كلمات القرآن كلها موجودة خارجه، فيكف يكون القرآن بيانًا وتفصيلًا لكلماته؟!

زادوا الطين «٩٩ بلة» وقالوا:

صحيح إن «مُسَمّيات» كلمات القرآن موجودة خارجه، وأن «الخنزير» وغيره من «المُسَمّيات» كانت معروفة سلفًا لقوم رسول الله محمد، ولكن هذا شيء، واستنباط الأحكام من القرآن شيء آخر لا علاقة له بالأول.

فإذا قلنا لهم:

إن «آيات الأحكام» عبارة عن «كلمات»، و«مُسَمْيات» هذه الكلمات موجودة خارج القرآن، كـ «الخنزير»، فكيف تفصلون بين الآية التي حملت حكمًا، و«مُسَمْيات» كلماتها الموجودة خارج القرآن، والتي حملتها «منظومة التواصل المعرفي»؟!

هنا أحيلكم إلى تعليقاتهم على منشورات الصفحة، لتقفوا بأنفسكم على كيفية هروبهم من الإجابة على هذه السؤال، وطبعا تذكرون «الملحد المخبول» الذي عجز عن الإجابة على هذا السؤال فلم يحصل على جائزة الـ «مليون دولار».

إن خطر «الملحدين المسلمين» على مستقبل تدينكم وتدين أولادكم، يفوق خطر «المنافقين المسلمين» الذين حذر الله المؤمنين منهم في القرآن الحكيم، فاستيقظوا من غيبوبتكم وانقذوا أولادكم.

وإن ما سبق بيانه ما هو إلا مثال من مئات الأمثلة التي عرضنا بعضها من قبل، ونستمر في عرضها.

* وتذكروا:

١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.

٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.

٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:

* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:

* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

٥ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page