

(1504) 10/8/2020 «مقال الاثنين» «لماذا»: الذين لا يُصَلّون الصلوات الخمس: «ملحدون منافقون»؟!
يناير 28
6 min read
0
4
0

* «قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
* «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً – لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ»
* «وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً – وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ – وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ»
# أولًا:
لقد أمر الله تعالى المسلمين أن يكونوا شهداء على الناس:
* «وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»
وأن يُخرجوهم من الظلمات إلى النور:
* «الَر – كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»
والخطاب وإن كان للرسول، «لِتُخْرِجَ النَّاسَ» إلا أنه وفق علم السياق عام للمؤمنين جميعا.
ولقد نزل كتاب الله على رسوله بلسان عربي مبين:
* «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ـ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ – بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ»
فأصبح فرض عين على كل «مسلم»:
* «هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ – وَفِي هَذَا – لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ – وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»
أن يكون على علم بهذا «اللسان العربي المبين» لأنه لغة القرآن، وعلى دراية بدلالات كلمات القرآن الموجودة خارجه.
١- هناك من يسألون:
لماذا لم تأت كيفية أداء الصلاة بنفس التفصيل الذي جاءت به «آية الوضوء»، أو التي جاءت به الآيات المتعلقة بشعائر ومناسك الحج، وغير ذلك؟!
* أقول:
إن القضية ليست في وجود آيات قرآنية تحمل أحكامًا مفصلة وأحكامًا غير مفصلة، لأن هذا الموضوع يتعلق بـ «حكمة التنزيل»:
* «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ – يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ – كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا»
* «وَمَا يَذَّكَّرُ – إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ»
«أُوْلُواْ الألْبَابِ» الذين يعلمون أن معنى و«مُسَمّى» كل كلمة من كلمات القرآن، سواء المفصلة للأحكام أو غيرها، غير موجودة أصلا في القرآن.
٢- الأمر الذي يفرض على كل مسلم التسليم بحجية مصدر معرفي موجود خارج القرآن، هو الذي نقل للمسلمين معاني ومُسَمّيات كلمات القرآن، وسَمّوه بأي اسم، كما شئتم، فأنا أسميه «منظومة التواصل المعرفي».
المهم أن عدم وجود معاني ومُسَمّيات كلمات القرآن بداخله، يفرض على كل مسلم التسليم بحجية «مصدر معرفي» خارج القرآن، وأن حجية هذا المصدر من حجية القرآن نفسه.
٣- ولذلك لا فرق بين الآيات التي جاءت غير مفصلة:
* «أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وآتَوُاْ الزَّكَاةَ»
والآيات التي جاءت مفصلة، كشعائر الحج، ومنها:
* «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ»
وأحكام الصيام، ومنها:
* «ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ»
ذلك أن القضية ليست في تفصيل الأحكام أو عدم تفصيلها، كما قلت حسب «حكمة التنزيل»، وإنما القضية في أن كل كلمة «اسم – فعل – حرف» وردت في القرآن كله، سواء كانت متعلقة بحكم أم لا، معناها موجود خارج القرآن.
٤- فلا تشغل بالك بالذي جاء مفصلًا، وبالذي لم يأت مفصلًا، لأنك في النهاية لن تفهم المفصل أو غير المفصل إلا من خارج القرآن.
فمثلا: عندما يقول الله تعالى: «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ»
فإن معنى الـ «الفاء» التي في «فَإِذَا» غير موجود في القرآن، وكذلك كلمة «ِإِذَا»، ومعنى الفعل «أَفَضْتُم»، ومعنى كلمة «مِن»، وكلمة «عَرَفَاتٍ» نفسها لا وجود لمعناها ولا لمكانها في القرآن.
٥- إن المسلمين عندما يقرؤون الآيات القرآنية ويفهمون معاني ومُسَمّيات كلماتها، يحدث هذا الفهم استنادًا إلى ذاكرتهم المعرفية التي تكونت بفضل ما نقلته لهم «منظومة التواصل المعرفي».
ولكن، إذا قرأ المسلم آية من الآيات، ولتكن آية تتعلق بالأحكام، ولنأخذ مثلا قول الله تعالى:
«حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ …»
فإنه إذا فهم معنى الْمَيْتَةُ والْدَّمُ ولَحْمُ الْخِنْزِيرِ …، لأن هذه المعاني مطبوعة في ذاكرته المعرفية، فإنه يستحيل أن يفهم معنى:
«الْمُنْخَنِقَةُ – الْمَوْقُوذَةُ – الْمُتَرَدِّيَةُ – النَّطِيحَةُ»
إلا إذا كانت معاني هذه الكلمات موجودة مسبقًا في ذاكرته المعرفية، وإلا سنراه يبحث عنها في معاجم اللغة العربية، أو في كتب التفسير.
٦- إذن، فسواء كانت معاني كلمات القرآن معروفة للمسلمين ومطبوعة في ذاكرتهم المعرفية، أو استعانوا بمعاجم اللغة لمعرفتها، فإن الفضل الأول والأخير في الحالتين يرجع إلى «منظومة التواصل المعرفي».
# ثانيًا:
سبق أن نشرت عشرات المقالات عن موضوع «الصلاة»، ومنها منشور بعنوان «لماذا لا يتبعون منظومة التواصل المعرفي»، حيث جئت بحصر الآيات التي وردت فيها كلمات «الصلاة – صلاة – صل»، والتي بلغ عددها «٩٣ آية»، لم تبيّن آية واحدة منها معنى ال صلاة ولا كيفية إقامتها.
وسألت «السلفيّين» و«القرآنيّين» و«الملحدين» من أين جاؤوا بكيفية إقامة الصلاة التي يؤدونها، ومرت سنوات لم يجب خلالها أحد على هذا السؤال، وراحوا «كعادتهم» يتفرعون إلى مسائل لا علاقة لها مطلقًا بالسؤال.
١- فهل قرؤوا قول الله تعالى:
* «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ – فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا – فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ – وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ..»
والسؤال:
هل بيّن القرآن وفصّل معنى «القِبْلة»، وأين يوجد «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»، وهل هذه «القِبْلة» هي التي يستقبلها «السلفيّون» و«القرآنيّون» و«الملحدون» في صلاتهم؟!
٢- إذا كانت هذه «القِبْلة» هي التي يستقبلها «القرآنيّون الملحدون» الذين لا يُصلّون «الصلوات الخمس»، إذن فبطن الأرض خير له م من ظهرها، لأنهم لم يستندوا في صلاتهم إلى بيان وتفصيل القرآن، وإنما إلى بيان وتفصيل «منظومة التواصل المعرفي» التي يكفرون بها!!
٣- لم يحدث منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا، أن توصل أحد إلى دليل يثبت أن المسلمين أتباع الفرق الإسلامية، بجميع مذاهبهم العقدية والفقهية المتخاصمة المتقاتلة، لم يقيموا «الصلوات الخمس» في المسجد الحرام قياما وركوعا وسجودا، وفق ما حملته لهم «منظومة التواصل المعرفي».
٤- ولكن الذين هبطوا من السماء بوحي شيطاني ليضلوا الناس بغير علم، يقولون لا علاقة لنا بـ «منظومة التواصل المعرفي» ولا بـ «المسجد الحرام»، ولا بصلاة المسلمين اليوم، فنحن لا نتبع غير القرآن، وقد قال الله تعالى:
* «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ»
* «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»
وما دام بيان معنى «الصلاة» وكيفية أدائها لم يأت في القرآن، إذن فـ «الصلاة» تعني الخضوع والطاعة والأعمال الصالحة.
فإذا سألناهم:
من أين جئتم بأن «الصلاة» تعني الخضوع والطاعة والأعمال الصالحة، أين الآيات القرآنية التي نصت صراحة على هذه المعاني؟!
طبعا، وكعادتهم، يولون الأدبار، ولذلك أقول:
إذا كان المنافقون قد عصوا النبي في عصر التنزيل، وذهبوا يقيمون مسجدًا للإضرار بتدين المؤمنين، وكانوا يقيمون «الصلوات الخمس» ولم يستطع أحد منهم الإلحاد فيها.
فإن «القرآنيّين» بإلحادهم في عدد «الصلوات الخمس»، أصبحوا ألعن وأخطر على تدين المسلمين من «المنافقين» الذين كانوا مع نفاقهم «أهل علم»، أما «القرآنيّون» فأهل «الجهل» بعينه.
# ثالثًا:
عمل «واو العطف» في قول الله تعالى:
«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِ لَّهِ قَانِتِينَ»
١- لقد جاءت «الصَّلَوَاتِ» معرفة بـ «ألـ» التعريف لبيان أن المخاطبين كانوا يعلمون ما هي هذه «الصَّلَوَات»، وكيف يحافظون عليها.
٢- وجاء الأمر بالمحافظة على «الصَّلاةِ الْوُسْطَى» معطوفًا على الأمر بالمحافظة «عَلَى الصَّلَوَاتِ»، وهذا يعني أن هذه «الصَّلَوَات» كانت معروفة للمؤمنين، وأقاموها مع رسول الله محمد، ومنها «الصَّلاة الْوُسْطَى».
٣- لم يقل الله «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَاتِين وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى» لأنه سبحانه يعلم أن عدد «الصَّلَوَاتِ» المفروضة أكثر من «ثلاث» تقع «الصَّلاة الْوُسْطَى» بينها.
فثبت بالدليل القرآني القطعي، أن عدد الصلوات المفروضة «أربع»، تتوسطها «الصَّلاة الْوُسْطَى»، ليصبح مجموع الصلوات «خمس صلوات».
ولكن هذا عن عدد الصَّلَوَاتِ، فماذا عن البيان التفصيلي القرآني لكيفية أداء هذه الصَّلَوَاتِ ومواقيتها «الزمنية» اليومية، وليست «الفلكية» التي كان يعلمها العرب وأشارت إليها الآيتان «هود / ١١٤، الإسراء / ٧٨» وغيرهما؟!
والجواب: لا يوجد بيان ولا تفصيل في القرآن.
والسؤال الذي يفرض نفسه:
وهل يُعقل أن يتعهد الله بحفظ «الذكر»، فيحفظ كلمات القرآن ولا يحفظ «مُسَمَّياتها» الموجودة خارج القرآن الدالة على معناها والتي تُذكر الناس بها؟!
والجواب:
إن المؤمن الدارس المتدبر لآيات الذكر الحكيم، يعلم علم اليقين أن القرآن لا يحمل «مُسَمّيات» كلماته، ويؤمن بأن الله تعالى يستحيل أن يأمر المؤمنين بـ «إقام الصلاة» ثم لا يحفظ لهم «مُسَمّى» هذه «الصلاة» التي أمرهم أن يقيموها.
والسؤال:
أين حفظ الله «مُسَمّى» كلمة «الصلاة» التي وردت في القرآن معرفة بـ «ألـ» التعريف، أي التي كان الذين آمنوا في عصر التنزيل يعلمون معناها وكيفية أدائها وأقاموها مع رسول الله؟!
لقد حفظ الله «مُسَمّى» الصلاة عبر «منظومة التواصل المعرفي» وذلك بـ «التقليد والمحاكاة»، جيلا عن جيل، إلى أن وصلت إلينا، ونحن نرى بأعيننا اليوم كيف يُقلد الأطفال آباءهم في صلاتهم.
إن ما سبق ما هو إلا إشارة إلى بعض ما جاء في عشرات المنشورات، ومنها الروابط المرفقة.
* وتذكروا:
١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.
٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.
٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:
* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:
* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»
محمد السعيد مشتهري
عندما تكون الصلاة حجة من يسفكون الدماء بغير حق
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/838641182884432:0
من أين عرف المسلمون مفهوم ومعنى الصلاة؟
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1139387519476462
المسجد الحرام، وحجية «الصلاة» على «المؤمنين» جميعًا
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1227843420630871
«الخبر» و«الأمر»، وحجية الصلاة
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1422340854514459&set=a.534869906594896&type=3&theater
فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1450037768411434
أين نجد معنى «الصلاة» في «١٠٠» آية من آيات القرآن؟!
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1517618704986673
كيف تثبت حجية «هيئة الصلاة»؟!
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1522772844471259
«وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ»
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1528281147253762
«التحدي العلمي – للمليارين مسلم – المقيمين الصلاة»
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/2881014278647102
البيان والتفصيل في القرآن الكريم
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/2892011684214028
هل بَيّن القرآن معنى «الصلاة» التي «صلّاها» النبي مع الذين آمنوا؟!
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/2901355946612935



