top of page

(1506) 13/8/2020 مقال الخميس» «الدال والمدلول» معضلة «القرآنيين»

يناير 28

7 min read

0

0

0

عندما يزداد انتشار «سرطان الإلحاد»، إذن فيجب أن تزداد «جرعات» القضاء عليه.

من السهل جدا أن يتعلم الإنسان كلمات أي لغة وكيف ينطق حروفها، ولكنه سيظل يجهل «معناها»، حتى يشاهد بعينه «مُسَمّاها» الدال على معناها، سواء كانت اسمًا أو فعلًا أو حرفًا.

ولذلك عندما علم الله تعالى آدم الأسماء كلها عَلّمَه «الاسم» وشاهد بعينه «مُسَمّاه»، فقال تعالى:

* «وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا»:

– «ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ»

وهذا هو البرهان على أن آدم عليه السلام تعلم «الأسماء» وشاهد «مسمياتها» الدالة على معناها، بقرينة قول الله تعالى:

«عَرَضَهُمْ»: أي عرض الأشياء.

ولم يقل «عَرَضَهَا»: أي الأسماء فقط.

# أولًا:

١- لقد شاهد آدم بعينه «الأشياء»، ومنها على سبيل المثال «الشجرة»، فتعلم اسمها وكيف ينطق به، وهكذا الأسماء كلها.

– «فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»

أي أنبئوني بـ «أسماء» هذه «الأشياء» التي أمامكم.

وطبعا عندما تجد «شيئًا» أمامك لم يسبق لك أن رأيته من قبل، ستقول لا أعرفه، ولذلك قالت الملائكة:

* «قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»

* «قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ»:

وهنا نلاحظ أن الضمير «هم» في كلمة «أَسْمَآئِهِمْ» يعود على «الأشياء»، ومطلوب من آدم أن يُخبر الملائكة بـ «أسماء» هذه «الأشياء».

٢- وبناء على ما تقدم أقول:

إن كلمات القرآن كلها، «الأسماء والأفعال والحروف»، لا وجود لمُسَمّياتها «أي الأشياء» داخل القرآن، أي أن القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم لا يحمل غير «وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا» فقط لا غير.

فيأتي القرآنيّون الملحدون في أحكام القرآن، ويقولون إن «مُسَمّيات الأشياء» موجودة داخل القرآن، أي أنهم يقرؤون «عَرَضَهُمْ» على أنها «عَرَضَهَا»، بدعوى أن القرآن تبيانٌ لكل شيء، فلا يُفهم إلا من داخله.

لذلك نراهم يكفرون بـ «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت لشعوب العالم «مُسَمّيات» كلمات اللغات التي تنطق بها ألسنتهم.

٣- فإذا ذهبنا إلى أرض الواقع، نجد أن القرآنيّين أنفسهم، قد تعلّموا الكلمات ومُسَمّياتها منذ طفولتهم، ومن قبل أن يعرفوا ما هو القرآن، من البيئة التي يعيشون فيها، أي من «منظومة التواصل المعرفي».

ثم يضحكون على أنفسهم وعلى الناس ويقولون:

إن القرآن تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء!!

# ثانيًا:

١- هل هناك مؤمن أسلم وجهه لله تعالي يمكن أن يعتقد:

أن الله قد حفظ «الذكر»، أي «الكلمات» الموجودة في المصحف، ولم يحفظ «مُسَمّياتها» الموجودة خارج المصحف، والتي تُذكّر الناس بمعناها؟!

إن «الكلمات» الموجودة في المصحف تُسمّى في علم البيان «الدال»، و«مُسَمّياتها» الموجودة خارج المصحف تُسَمّى «المدلول»، والغريب أن القرآنيّين يبحثون عن «المدلول» داخل القرآن!!

فإذا كانت كلمة الصلاة «دالًا» فأين «مدلولها» في القرآن؟!

٢- إن الذي لا يعلم الفرق بين «الدال» أي الكلمة، و«المدلول» أي معناها «مُسَمّاها»، والعلاقة الوثيقة بينهما، عليه ألا يقترب من القرآن مطلقًا، ولا يتحدث عن آياته بكلمة واحدة، حتى لا يكون من الذين قال الله تعالى فيهم:

* «إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا»:

– «أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ»

– «أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

– «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»

إن مصير الذين يُلحدون في آيات الله هو جهنم.

٣- فهل يُعقل أن تكون جهنم مصير الإلحاد في أحكام القرآن، ثم يحفظ الله آيات الأحكام فقط «الدال» ولا يحفظ «مُسَمّيات» كلماتها «المدلول»، ويجعلها حمّالة أوجه متعددة متناقضة:

فنجد أمامنا هيئات وعدد صلوات ومواقيت متعددة للصلاة، إذن فأين نجد بين هذه الوجوه المتناقضة الصلوات التي أمر الله المؤمنين المحافظة عليها:

* «حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ»

«أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»؟!

# ثالثًا:

١- يوجد في لغة العرب الذين خاطبهم الله بهذا القرآن، ما يُعرف بـ «المشترك اللفظي»، وبـ «الترادف»، ثم يأتي «علم السياق» ويحدد المعنى المناسب للكلمة في سياقها، سواء كان يتعلق بـ «أصول الإيمان» أو بـ «أحكام القرآن».

فعلى سبيل المثال، وردت كلمة «النساء» في الآيات التالية:

(أ): قول الله تعالى «النساء / ١»:

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ»:

– «اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ»

– «وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا»

– «وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء»

– «وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»

– «إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً»

(ب): قول الله تعالى «النساء / ٣»:

* «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى»:

– «فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء»

– «مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ»

– «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»

– «ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ»

(ج): قول الله تعالى «النساء / ٣٤»:

* «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ»:

– «بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ»

– «وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»

(د): قول الله تعالى «آل عمران / ١٤»:

* «زُيِّنَ لِلنَّاسِ»:

– «حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء»

– «وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ»

– «وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ»

٢- إن كلمة «النساء» الوارد ذكرها في الآيات السابقة «دال» فهل بيّن القرآن وفصّل معناها «مدلولها»؟!

إن الملحدين في أحكام القرآن يقولون، حسب مذهبهم الإلحادي بعدم وجود ترادف ومشترك لفظي في القرآن:

إن كلمة «النساء» الواردة في الآية «النساء / ١» من «النسيء» الذي يأتي متأخرًا، ولا تعني «الإناث»، وليست جمع امرأة، وإنما تعني المستحدثات التي تأتي متأخرة مع التطور الحضاري.

لقد تعامل الملحدون مع كلمات القرآن «الدال» بمعزل عن «المدلول» الموجود خارج القرآن، والذي حملته «منظومة التواصل المعرفي» منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا.

كما تعاملوا مع كلمات القرآن بمعزل عن «علم السياق» الذي لا يوجد مسلم عاقل يفهم من سياق الآيات السابق ذكرها، ما ذهب إليه الملحدون في معنى كلمة «النساء».

لقد تعاملوا مع كلمات القرآن حسب المعاني التي ورثوها عن آبائهم، وحسب ما ورد في معاجم اللغة، وهذا لا يصح، ذلك أن هناك علاقة بنائية بين «الدال والمدلول»، أي بين الكلمة «الاسم» ومعناها «المُسمَّى»، تتناغم مع السياق الذي وردت فيه الكلمة، فلا تُفهم الآيات بمعاني كلماتها المعجمية فقط.

٣- والأخطر من ذلك، أن هذا المعنى الذي ذهب إليه الملحدون في بيان معنى «النساء»، لا وجود له أصلًا في معاجم اللغة العربية، التي أجمعت على أن كلمة «النساء» في السياق القرآني تعني «الإناث»، وأنها جمع امرأة.

# رابعًا:

فإذا كانت كلمة الصلاة «دالًا» فأين «مدلولها» في القرآن؟!

إن كلمة «الصلاة» من «المشترك اللفظي»، حيث يحمل «الدال» أكثر من «مدلول»، أي أكثر من معنى «مُسَمّى».

وإذا كان الأصل في اللغة أن تختص كل كلمة «دال» بمعنى «مدلول» واحد، إلا أن هناك كلمات لها أكثر من معنى «مدلول»، وهذا هو ما يُسمى بـ «المشترك اللفظي».

فكلمة العين «دال» تأتي بمعنى «مدلول» العين الباصرة، والماء المتفجِّر من الأرض، وعين الشمس، والجاسوس، وعين الأشياء فيقال: اشتريت بالدَّين لا بالعَين، وهذا «المدلول» عرفه المسلمون من خارج القرآن.

وكلمة الصلاة «دال» تأتي بمعنى «مدلول» الدعاء والهيئة المعروفة من قيام وركوع وسجود، وعرف المسلمون ذلك من خارج القرآن.

ثم تأتي «القرينة» التي يحملها السياق لتحدد المعنى «المدلول» المقصود:

١- قول الله تعالى:

* «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ»:

– «يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ»

– «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»

فالمعنى هنا «المدلول» هو «الدعاء»، بقرينة جملة «يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ» لاستحالة أن يعني هيئة الصلاة، تماما كقول الله تعالى لرسوله محمد، عليه السلام:

«خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً»:

– «تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا»

– «وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ»

٢- قول الله تعالى:

«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ»

– «مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ»

– «وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ»

– «وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»

– «وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ»

إن كلمة يسجد، «الدال» في هذا السياق، لها أكثر من معنى «مدلول»:

(أ): المدلول المعنوي:

وهو خضوع المخلوقات كلها لله، بقرينة قوله تعالى في موضع آخر «النحل / ٤٩»:

* «وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا»

* «وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ»

(ب): المدلول الحسي:

وهو وَضْع الجبهة على الأرض، أي السجود المعروف في هيئة الصلاة التي حملتها «منظومة التواصل المعرفي» للمسلمين جميعا، منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا.

والقرينة هنا هي تخصيص كثير من الناس بالسجود:

«وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»

دون مَن حقَّ عليهم العذاب:

«وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ»

مع استواء المخلوقات كلها في الخضوع لله تعالى الذي حمله المعنى «المدلول» الأول المعنوي.

٣- قول الله تعالى:

(أ): «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ»:

إن كلمة الصلاة «دال»، فهل يُعقل أن يكون المؤمنون لا يعلمون «مدلول» هذه الكلمة، ثم يقول الله لرسوله «فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ»؟!

(ب): «فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ»

فهل تعني جملة «فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ» غير صلاة الجماعة «المدلول» التي شهدها ويشهدها المسلمون في المساجد منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا، والتي نقلتها لهم «منظومة التواصل المعرفي»؟!

«أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ»؟!

(ج): «فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ»

وهنا يُعبّر السياق عن الكل الذي هو «هيئة الصلاة»، بالجزء الذي هو «السجود»، وهو أسلوب مجازي باعتبار أن المقاتلين يكونون في خطر أثناء سجودهم.

(د): «فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ»:

أي «صلاة الجماعة».

– «فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ»

* «فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ»:

وزال الخوف عنكم.

– «فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ»

أقيموا الصلاة «أي المدلول» تامة كاملة في الأوقات التي تعلمونها بدون قصر:

– «إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً»

والسؤال:

عندما قال الله تعالى لرسوله والذين آمنوا معه:

* «فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ»

هل أقاموا الصلاة «المدلول» أم لا، وإذا كانوا أقاموها، فأين «مدلول» هذه الإقامة، أي معناها، في القرآن؟!

والجواب:

لقد أمر الله رسوله والذين آمنوا معه في القرآن بإقام الصلاة «الدال»، فأقاموها على أرض الواقع «المدلول» في بيوتهم وفي المساجد خمس صلوات، عن طريق «منظومة التواصل المعرفي» لاستحالة أن يحفظ الله «الدال» ولا يحفظ «المدلول».

«أَفَلاَ تُبْصِرُونَ»؟!

ثم بعد هذا البيان العلمي القائم على البراهين القرآنية، يخرج علينا من يقول:

إن الصلوات المفروضة صلاتان «الفجر والعشاء»، قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وأن من يعتقد غير ذلك عليه أن «يخلع نعليه» ويتقدم لمناقشته، وأنه يملك أدلته من القرآن حصرًا.

* أقول:

إن أمثال هؤلاء الملحدين في أحكام الصلاة، قد هربوا جميعًا من هذه الصفحة، وهم يحملون «نعالهم» فوق رؤوسهم، وراحوا يستغفلون الجهال في أماكن أخرى، بعد أن علموا أن الدليل على الصلوات المفروضة ليس أصلًا في القرآن.

ومع ذلك، فليتفضل من يريد الحوار العلمي بالإدلاء بعلمه وتدبره لآيات الذكر الحكيم حول مرجعية الصلوات المفروضة، بشرط أن يكون قد درس كل كلمة جاءت في هذا المقال، وفي مقال الاثنين الماضي «لماذا الذين لا يُصَلّون الصلوات الخمس ملحدون منافقون»، حتى لا يتحول الحوار إلى جدل عقيم.

* وتذكروا:

١- أن الله تعالى لن يقبل إيمانًا ولا إسلامًا إلا إذا كان قائمًا على الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.

٢- إن الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، يستحيل أن يتحقق دون تدبر ودراسة نصوص هذه الآية، بالاستعانة بعلوم اللغة العربية التي كان ينطق بها لسان قوم النبي محمد من قبل بعثته.

٣- إن الاستعانة بعلوم اللغة العربية فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذلك لفهم القرآن واستنباط أحكامه، فكيف يفهم المسلمون القرآن وهم يجهلون أساليبه البيانية و«البيان» لا يكون إلا بلغة القوم، كما قال تعالى:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

وعلى أساس هذا «البيان» يُحدد الإنسان موقفه من الهدى والضلال:

* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

٤- أن مقالات هذه الصفحة تتحدث عن «ما يجب أن تكون» عليه حياة المسلمين كما أمرهم الله في القرآن، فإذا وجدت فيها غير ما أمر الله به فأفدنا بعلمك، أما ما يتعلق بـ «ما هو كائن» فالذي يتحمل مسؤوليته هو المسلم، لقول الله تعالى:

* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ – وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً – اقْرَأْ كَتَابَكَ – كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

7 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page