top of page

(1547) 21/9/2020 هل يعرف الملحدون المسلمون الطريق إلى تدبر كتاب الله؟!

يناير 28

5 min read

0

0

0

كيف: والإلحاد الديني أرخص بضاعة في سوق الجهل؟!

في عشرات المنشورات كنت أقوم بالرد على كثير من إلحاده في مدلولات كلمات الله دون أن أذكر اسمه، أما بعد أن طفح كيله وكتب منشورًا يتعلق بكيفية تدبر كتاب الله، كان لابد من ذكر اسمه.

كان لابد من ذكر اسمه ليعلم الذين يتبعونه والذين لا يتبعونه، كيف يُميّزون بين الحق والباطل، بين المنهجية العلمية في التفكير والمنهجية العشوائية، بين الهوس الديني والتفقه القرآني.

والمسلم الحق لا يُعجب بشيء يتعلق بدين الله إلا بعد التحقق من صحة المنهجية العلمية التي قام عليها الاستدلال بالآيات القرآنية، ومتى كان الملحدون المسلمون يتبعون منهجية علمية عند استدلالهم بالآيات القرآنية؟!

# أولًا:

كتب «جمال الصعدي» أول أمس تحت عنوان:

«تدبروا كتاب الله جيدًا، وستجدون لمن الإسراء»

فقال:

«اليكم بالدليل من كتاب الله من هو العبد الذي أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»:

«سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بعَبْدِه لَيْلاً – مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ – لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا – إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ»

* أقول:

إذن فقضية «جمال الصعدي» التي يجب ألا تخرج دراسته القرآنية عنها هي:

«من هو العبد الذي أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»

فتذكروا ذلك جيدًا حلال تدبركم لدراسته، ثم قال:

«الغرض من الإسراء ليريه الله من آياته، إذاً الإسراء كان لسبب رؤية هذا العبد من آيات الله سبحانه، ورغم تبديل اسم السورة لغرض المغالطة، إلا أن القرآن يبين من هو العبد الذي أسري به».

* أقول:

يقول: «ورغم تبديل اسم السورة لغرض المغالطة»، فمن أين جاء «الصعدي» بهذه المعلومة؟!

إذن فهو يتعامل مع القرآن بناء على أنقاض «التراث الديني» للفرقة التي وُلد فيها، فرقة «أهل السنة والجماعة»، كما فعل شيخه «محمد شحرور»، وهذا هو عين «الهوس الديني».

إن التعامل مع القرآن يجب أن يقوم على منهجية علمية أمر الله تعالى بها في كتابه، منهجية تقوم على:

عطاء الكلمة القرآنية – عطاء الجملة القرآنية – عطاء السورة.

وذلك دون الفصل بين هذه العطاءات، وهذا هو الهدف الأساس من إنشاء «موسوعة الفقه القرآني المعاصر» التي وَضَعْتُ قواعدها منذ عقود من الزمن، ولم ينته بناء هيكلها العام لغياب الكوادر العلمية المتخصصة في مختلف العلوم، والمشاركة في هذا العمل العالمي.

# ثانيًا:

عطاء «سورة الإسراء» وارتباطه بما قبلها وما بعدها:

١- ما قبلها: «سورة النحل»:

بدأت بقول الله تعالى:

«أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ»

نلاحظ أن المحور الأساس الذي دارت حوله السور الثلاث: النحل ـ الإسراء – الكهف، هو «التسبيح» وتنزيه الله تعالى عما كان ينسبه المشركون والكافرون إلى الله تعالى وإلى رسله، وخاصة رسول الله محمد وموسى عليهما السلام.

ولذلك خُتمت «سورة النحل» بخطاب الله لرسوله محمد:

«وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ – وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ – وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ – إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ»

٢- ثم جاءت «سورة الإسراء»:

وبدأت بـ «التسبيح» المتعلق بتخفيف العبء النفسي عن رسول الله محمد «وَلاَ تَحْزَنْ … وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ …» وذلك برحلة خاصة به شخصيًا «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا».

فلم تكن الآيات التي رآها رسول الله من دلائل «نبوته»، وهذا ما أوقع «جمال الصعدي» في الخطأ العقدي، فلم يكن لرسول الله آيات نبوة «حسية» كالتي أيد الله بها باقي الرسل، وإنما آية واحدة فقط هي الآية القرآنية «العقلية».

ومن منطلق هذا الخلط بين آيات النبوة «الحسية» التي أيد الله بها موسى عليه السلام، ليقيم بها الحجة على قومه، وبين الآيات الخاصة بتسلية رسول الله محمد، «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا».

ذهب «جمال الصعدي» يبحث عن الآيات التي ذكرت «إسراء» موسى عليه السلام، وترك البحث عن من هو «العبد» الذي أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهذه الآيات هي:

طه / ٧٧ – الشعراء / ٥٢ – الدخان / ٢٣

لقد انطلق «جمال الصعدي» من قاعدة وهمية ظنًا منه أن مجيء قول الله تعالى «الإسراء / ٢»:

«وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ – وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ – أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً»

يعني أن سورة الإسراء من أولها إلى آخرها تتحدث عن قصة موسى والآيات التي أيده الله بها، ولم ينظر ولم يتدبر آيات هذه السورة مطلقا، والتي خُتمت بقول الله لرسوله محمد، وليس لموسى، عليهما السلام:

* «وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ – الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً – وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ – وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ – وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً»

ولاحظوا قضية الشرك «وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ» والتسبيح والتكبير «وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً».

٣- ثم بدأت «سورة الكهف»:

ببيان من هو «العبد» الذي أسري به «لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى» فقال الله تعالى:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ – الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ – وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً»

وهذه من القواصم العلمية التي تقصم ظهر كل ملحد يعبث بـ «مدلولات» كلام الله، وبـ «علم السياق»، ومع ذلك يُصر «جمال الصعدي» على تعليم الجُهّال التابعين له، كيف يتدبرون القرآن، فيقول:

# ثالثًا:

١- «وحتى نفهم نوع الإسراء وكيفيته، تعالوا لنرى حادثة الإسراء كاملة وتفاصيلها من كتاب الله، وما هي الآيات التي رآها هذا العبد؟!»

٢- «نلاحظ هنا أن جميع آيات الإسراء تتكلم عن موسى وعن إسرائه بالليل، ولنرى ما هي الآيات التي رآها هذا العبد»

٣- ثم ذكر «جمال الصعدي» الآيات «الحسية» التي أيد الله بها موسى، عليه السلام، والدالة على صدق «نبوته»، لتكون حجة على قومه، والتي يعلمها الصغير قبل الكبير.

ولكن من العجب العجاب، أن يقول بعد ذكر الآيات:

«وتأكيدًا لتفصيل «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا» قال تعالى:

«وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى … وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى – لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى»

٣- ويستمر التدبر القائم على «الهوس الديني» و«المنهجية العشوائية»، ويدّعي «جمال الصعدي» أن هذه «الآيات الحسية» التي أيد الله بها موسى، عليه السلام، تفصيل للجملة الواردة في «الإسراء / ١»: «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا»:

فيضيف ما ورد في «طه / ١٧-٢٣»، ليصل إلى قول الله تعالى مخاطبًا موسى عليه السلام، بالآيات «الحسية» الدالة على صدق «نبوته»:

«لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى»

ثم يختم إلحاده في الآيات القرآنية بقوله:

«تلك هي الآيات الكبرى التي تكلم عنها الله في سورة بني إسرائيل، التي غيّروا اسمها إلى سورة الإسراء»

٤- ويزيد الطين مئة بلة بذكره آيات من سورة «القصص / ٢٩-٣٥»، بدعوى أن هذه الآيات «الحسية» جاءت لتفصيل جملة «الإسراء / ١»: «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا – إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

وكعادته يختم إلحاده كل مرة بقوله:

«وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه»

وأنا على يقين أن «الله» الذي يقصده «جمال الصعدي»، هو «هواه» الذي يحبه ويرضاه، وصدق الله العلي العظيم:

«أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ»:

– «وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ»

– «وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ»

– «وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً»

– «فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ»

– «أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ»؟!

# رابعًا:

والسؤال:

لماذا انحرف «جمال الصعدي» عن الهدف الأساس من دراسته القرآنية، وتدبره لكتاب الله، وهو البحث عن «من» هو «العبد» الذي أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؟!

ثم أين وردت الإشارة إلى المسجدين في كل ما ذكره؟!

والجواب:

لأن هذه هي طبيعة «المنهجية العشوائية» التي يقيم عليها كل «ملحد» يدعي «الإسلام» تدبره للقرآن:

١- إن الكلمة التي هي مفتاح فهم الآية «الإسراء / ١» هي «عبده» التي وردت في هذه الآيات:

* «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ»

* «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ»

* «هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ»

وكلها جاءت في سياق بيان حجية «القرآن» الذي نزل على النبي الخاتم رسول الله محمد، عليه السلام، والذي حمل «آيته العقلية» القائمة بين الناس إلى يوم الدين.

٢- وجاءت الكلمتان «عبده – عبدنا» في سياق الإخبار عن أنبياء، العجيب أن ليس من بينهم موسى، عليه السلام، فتدبروا أيها الملحدون:

* «ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا»

* «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ»

* «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ»

* «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ»

٣- لقد حصر «جمال الصعدي» بحثه في جملة «لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى» التي خاطب الله بها موسى، وأعطى ظهره لقول الله في سياق تثبيت النبي محمد وبيان قدره عند الله، فقال تعالى «النجم / ١٨»:

«لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى»؟!

والسؤال:

ما علاقة الآيات «الحسية» الخاصة برسول الله «موسى»:

* الدالة على صدق نبوته، وحجة الله على قومه.

بالآيات «الحسية» التي رآها رسول الله «محمد»:

* من باب التسلية والتثبيت، والتي لا علاقة لها مطلقا بدلائل صدق نبوته؟!

والجواب:

في الحقيقة كلما نظرت إلى عدد المعجبين بمنشورات «جمال الصعدي» الإلحادية، أتعجب وأسأل نفسي:

أي «ملة دينية» يتبع هؤلاء؟!

أم أن الطيور على أشكالها تقع؟!

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

5 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page