top of page

(1569) 15/10/2020 لماذا اتبع ٩٩٪ من المسلمين لغة إبليس وهجروا لغة القرآن؟!

يناير 28

3 min read

0

0

0

ree

# أولًا:

لقد نزل القرآن بـ «بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ»:

فهل يمكن أن يفهم «عاقل» معاني ومدلولات كلمات القرآن، دون أن يكون على علم كامل باللسان العربي الذي نزل به القرآن؟!

يستحيل، لأن الله تعالى يقول:

* «إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً – لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»

* «قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»

١- إن الذي يُعطي ظهره للغة القرآن العربية، لن يكون «عند الله» من «العقلاء» ولا من «المتقين»، وإنما من الغافلين الذين:

* «لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا – وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا – وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا»:

– «أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ – بَلْ هُمْ أَضَلُّ – أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»

٢- وهل خلق الله الإنسان بآليات التعقل والتفكر والتدبر والتفقه … آليات عمل القلب، إلا لتفعيلها من أجل أن يحقق إخلاص العبودية على أحسن وخير وجه، استجابة لقوله تعالى:

* «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ»؟!

٣- وهل قام الـ «٩٩٪» من المليارين مسلم بتفعيل آليات عمل قلوبهم، وأخلصوا دينهم وعبوديتهم لله تعالى، أم هؤلاء هم الذين نقرأ ونسمع ونشاهد إلحادهم في آيات القرآن على وسائل الإعلام المختلفة، من سلفيّين وقرآنيّين وتنويريّين ومهديّين وقاديانيّين…؟!

# ثانيًا:

لقد أغوى إبليس أئمة سلف الفرق الإسلامية، وزيّن لهم فكرة أن يكون تعلم لغة القرآن والتخصص في علومها حكرًا عليهم فقط، ففرحوا وعملوا بهذه البدعة الإبليسية، وأفتوا بأن تعلم اللغة العربية «فرض كفاية» إذا قام به البعض سقط عن الآخرين.

ولكن، هل كان هذا هو الهدف الذي يريد إبليس أن يصل إليه؟!

لا، إن هدف إبليس الأساس هو محو «لغة القرآن» من على الأرض، وها نحن نراه قد نجح في ذلك إلى حد كبير، فكم عدد المسلمين، على مستوى العالم، المُهْتَمّين بتعليم أولادهم اللغة العربية بنفس درجة اهتمامهم باللغات الأخرى؟!

لماذا يفتخر الوالدان المسلمان بتعليم أولادهم في المدارس الأجنبية، أو بإرسالهم للتعليم في الخارج، وهما يعلمان أن الأولاد لم يتربوا في بيئة إيمانية، ولا يعلمون شيئا عن «دين الإسلام» إلا أداء بعض الشعائر التعبدية، وإن أدّوها أصلًا؟!

لقد نجح إبليس في إغواء ٩٩٪ من المسلمين، وجعلهم ينتمون إلى الإسلام «هويةً»، ويعيشون الإيمان «شعارًا»، ويقرؤون القرآن «بركةً»، ويجعلون المصاحف «هدايا» تباع على هيئة مشغولات ذهبية أو فضية، أو توزع في المناسبات.

وما نزل «القرآن» ليفعل به المجرمون «حزب الشيطان» ذلك.

لقد كان هدف إبليس الأساس هو:

١- فصل وعزل اللغة العربية عن القرآن.

٢- تدريس اللغة العربية في المؤسسات التعليمية بمعزل عن القرآن.

٣- إلزام مدرس «اللغة العربية» باتباع المنهج الوزاري وعدم الخروج عنه، الأمر الذي جعله مشغولا في تدريس المنهج والإعداد له، فلا يتمكن من دراسة شبهات الملحدين للرد عليها.

لقد نجح إبليس في الفصل بين:

* اللغة العربية: التي تعلمها الـ «٩٩٪» من المليارين مسلم في المدارس أو من البيئة، ثم بعد ذلك طارت في الهواء.

* لغة القرآن: والتي هي منظومة من أدوات خمس تعمل مجتمعة، وهي مستنبطة من ذات القرآن، ومنها «اللغة العربية»، ولا يعلم عنها شيئًا إلا الـ «١٪».

وبفضل هذا الفصل الشيطاني، بين اللغة العربية ولغة القرآن، وصل المسلمون إلى «ما هو كائن» في حياتهم اليوم، وانظر حولك.

والذي يرى أن إبليس لم يصد الـ ٩٩٪ من المليارين مسلم عن لغة القرآن، يتفضل يكتب ذلك في تعليق له، مدعمًا بالبراهين القرآنية، ويكون جاهز للحوار.

والذي يرى أن إبليس فعلًا صد الـ ٩٩٪ من المليارين مسلم عن لغة القرآن، يتفضل يكتب ذلك في تعليق، ويقول لنا:

على أي أساس معرفي يفهم المسلمون القرآن اليوم؟!

# ثالثًا:

عندما أقول:

«إن فلانًا له عندي عشرةُ جنيهات (إلّا) جنيهًا»

فهذا يعني أن له عندي تسعة جنيهات.

فإذا قلت:

«إن فلانًا له عندي عشرةُ جنيهات (غيرُ) جنيه»

هنا جاءت «غيرُ» مرفوعة نعتًا لعشرة، ويكون المعنى:

«إن فلانًا له عندي عشرةُ جنيهات (وليس) جنيهًا واحدًا»

فانظر كيف أن «الإعراب» يُغيّر المفاهيم والمعاني تغييرًا جذريًا.

أمثلة على «الاستثناء المنقطع»:

١- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ – إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ»

فهل التجارة نوع من أكل أموال الناس بالباطل؟!

طبعا التجارة على إطلاقها ليست باطلا، والمستثنى «إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً» ليس من جنس المستثنى منه «ِالْبَاطِل»، وهذا «استثناء منقطع».

٢- «الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ – إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ»

هل المستثنى وهو قولهم «رَبُّنَا اللَّهُ» من جنس المستثنى منه وهو «غير حق»؟!

إذن هذا «استثناء منقطع».

٣- «وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ»:

– «إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ»

فـ «إِلاَّ أَن يَعْفُونَ» هذا مستثنى، فما نوعه؟!

هذا «استثناء منقطع»، لأن «العفو» ليس من جنس «الفريضة».

٤- «قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ – إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ»

فهل آل لوط «المستثنى» من القوم المجرمين «المستثنى منه»؟!

إذن فـ آل لوط «استثناء منقطع» لأنهم ليسوا من القوم المجرمين.

والسؤال:

هل «المصحف» الذي بين أيدي الملحدين المسلمين، الذين يكفرون بـ «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت للمسلمين معاجم اللغة العربية وعلومها التي يستحيل فهم القرآن بدونها:

هل هذا «المصحف» الذي يقرأ فيه الملحدون ويستنبطون منه الأحكام، هو نفس «المصحف» الذي كان بين يدي رسول الله محمد، ثم حملته الأجيال المسلمة، إلى أن وصل إلينا اليوم؟!

أشك.

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

3 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page