

(1570) 16/10/2020 هل يستطيع الـ ٩٩٪ من المسلمين أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟!
يناير 28
1 min read
0
0
0

من البراهين الدالة على أن القرآن كلام الله، واستحالة أن ينزل بغير اللغة العربية، أنك إذا حاولت ترجمته إلى أي لغة من لغات العالم، فلن يصل للناس المعنى الذي أراده الله، لاستحالة ترجمة الأساليب البيانية البلاغية التي صيغت بها الجمل القرآنية.
مثال:
١- «طه – مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى – إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى»
المستثنى «التذكرة» والمستثنى منه «لِتَشْقَى» واللام للتعليل وهي تنصب الفعل المضارع، والأصل «لأن تشقى».
وعليه فـ «أن وتشقى» مصدر مؤول، بمعنى «الشقاء»، وهو المستثنى منه، و«تذكرة» المستثنى، وهو «استثناء منقطع»، و«تَذْكِرَةً» منصوبة.
تعالوا نضع «لكن» مكان «إِلاَّ» فيكون المعنى:
«طه – مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى – (لكن أنزلناه) تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى»
وهنا تظهر بلاغة الإيجاز الذي أتى به «الاستثناء المنقطع»، حيث أغنت كلمة «إلا» عن أن نقول «لكن أنزلناه».
٢- «فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ – إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ»
هل إبليس من جنس الملائكة؟!
طبعا لا، لأن الله تعالى يقول:
* «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا – إِلاَّ إِبْلِيسَ – كَانَ مِنَ الْجِنِّ – فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ»
وهذا «استثناء منقطع»، فـ «إبليس» من الجن، وليس من جنس الملائكة.
فتعالوا نزيل «إلا» ونضع «لكن» فيكون المعنى:
«فَسَجَد الْمَلاَئِكَةُ – لكن إِبْلِيسَ الذي «كَانَ مِنَ الْجِنِّ» أبى أن يكون مع الساجدين «فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ».
انظروا كيف أغنت «إِلاَّ إِبْلِيسَ» عن أن نقول الجملة السابقة.
محمد السعيد مشتهري



