top of page

(1585) 26/10/2020 من هم «المتقون»؟!

يناير 28

5 min read

0

5

0

إن التوجه «نحو إسلام الرسول» يقوم على منهجية علمية تحمل أدوات لفهم القرآن، غير مسبوقة، فلماذا يُوَاجَه برفض ٩٩٪ من المسلمين؟!

لأنه يُحدث الناس عن تغيير «ما هو كائن» في حياتهم والذي هم سعداء به، إلى «ما يجب أن يكون» وفق أحكام القرآن والذي لا تستطيع قلوبهم فعله ما ألفت «ما هو كائن».

فإذا بحثنا عن السبب الذي جعلهم لا يستطيعون تغيير «ما هو كائن» إلى «ما يجب أن يكون» وجدناه غياب «تقوى الله» عن قلوبهم، واتباع «هوى النفس»، وهو أخطر وأكبر «مصيبة عقدية» أصابت وتصيب المسلمين إلى يومنا هذا.

# أولًا:

وصية الله لجميع الرسل:

«التقوى»: ودعوة الناس إلى الخوف من الله وخشية عقابه.

١- يقول الله تعالى «الشعراء / ١٠٥-١١٠»:

* «كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ – إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ»:

– «أَلاَ تَتَّقُونَ»

– «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ»

– «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»

– «وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ»

– «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»

٢- يقول الله تعالى «الشعراء / ١٢٣-١٢٧»:

* «كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ – إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ»:

– «أَلاَ تَتَّقُونَ»

– «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ»

– «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»

٣- يقول الله تعالى «الشعراء / ١٤١-١٤٤»:

* «كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ – إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ»:

– «أَلاَ تَتَّقُونَ»

– «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ»

– «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»

٤- يقول الله تعالى «الشعراء / ١٦٠-١٦٣»:

* «كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ – إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ»:

– «أَلاَ تَتَّقُونَ»

– «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ»

– «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»

٥- يقول الله تعالى «الشعراء / ١٧٦-١٧٩»:

* «كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ – إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ»:

– «أَلاَ تَتَّقُونَ»

– «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ»

– «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ»

٦- يقول الله تعالى «الصافات / ١٢٣-١٢٦»:

* «وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ – إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ»:

– «أَلاَ تَتَّقُونَ»

– «أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ»

– «اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأوَّلِينَ»

# ثانيًا:

هل «يخاف» المسلمون «الله تعالى»؟!

إن «الخوف»: إحساس القلب بحدوث مكروه.

١- يقول الله تعالى «الأنعام / ٥١»:

* «وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ – لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ»:

– «لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»

٢- ويقول الله تعالى «السجدة / ١٦»:

* «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ – يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً -وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»

يخافون النوم خشية أن يضيع الليل في النوم، ولا تستطيع قيامه ومناجاة ربك.

فهل يعمل المسلمون بمقتضيات الوحدانية، وبأصول الإيمان، وبأحكام القرآن، طاعة لله وخوفًا من عذاب الآخرة؟!

لو كان الـ ٩٩٪ من المسلمين يخافون الله وعذاب الآخرة ما عاشوا تحت مظلة «شرك التفرق في الدين» إلى يومنا هذا.

# ثالثًا:

هل «يخشى» المسلمون «الله تعالى»؟!

إن الخشية أشد من الخوف، من حيث تعظيم المخوف منه الذي يعلم الإنسان عظم قدره، فهي خوف مقرون بعلم ومعرفة.

يقول الله تعالى «فاطر / ٢٨»:

١- «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ»

جاءت في سياق بيان أهمية العلم في الوقوف على حقائق ما يحمله الكون من آيات الآفاق، فتدبر:

* «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً – فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا – وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ»

* «وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ»:

– «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ * إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»

٢- «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى»

جاءت في سياق بيان ما دار بين موسى عليه السلام وفرعون:

* «فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى – فَكَذَّبَ وَعَصَى – ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى – فَحَشَرَ فَنَادَى – فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى»:

– «فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخرةِ وَالأُولَى»

– «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى»

لعبرة لمن يخشى الله، ويقف على دلائل وحدانيته، وآياته الدالة على صدق «نبوة» رسله، «فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى».

فهل وقف المسلمون على حقيقة «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسولهم محمد، ويستطيع كل واحد فيهم أن يُحاور أي ملحد حول البراهين العلمية الدالة على ذلك؟!

وإن موضع الخوف والخشية تُكتب في المجلدات.

# رابعًا:

لا يوجد في السياق القرآني ما يدل على أن هناك مفتاح لدخول الجنة غير «تقوى الله»، فما الذي كان يفعله «المتقون» حتى فازوا بالجنة التي أعدت أصلًا لهم؟!

١- الإيمان والعمل الصالح:

تدبر جيدا ما تحمله كل آية من الآيات التالية من صفات المتقين التي تُضاف إلى «العمل الصالح» لتعلم أن «التقوى» منظومة من الصفات مترابطة متكاملة:

يقول الله تعالى «النحل / ٩٧»:

* «مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ»

ويقول الله تعالى «النساء / ١٢٤»:

* «وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً»

ويقول الله تعالى «الأعراف / ٤٢»:

* «وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

ويقول الله تعالى «هود / ٢٣»:

* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

ويقول الله تعالى «العنكبوت / ٥٨»:

* «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ»

ويقول الله تعالى «غافر / ٤٠»:

* «مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ»

٢- الاستقامة:

يقول الله تعالى «فصلت / ٣٠-٣٢»:

* «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ»:

– «نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ – نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ»

ويقول الله تعالى «الأحقاف / ١٣-١٤»:

* «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»:

– «أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»

٣- القتال في سبيل الله:

يقول الله تعالى «التوبة / ١١١- ١١٢»:

– «إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»

ثم بيّن الله تعالى من هم الذين يُبشرهم ببيعهم؟!

* «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»

ويقول الله تعالى «محمد / ٤- ٦»:

* «وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ»:

– «سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ»

– «وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ»

٤- القلب السليم:

يقول الله تعالى «مريم / ٨٨-٩٠»:

* «يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ»:

– «إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»

– «وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ»

٥- «التوبة» تكون قبل الإيمان والعمل الصالح:

يقول الله تعالى «مريم / ٥٩-٦١»:

* «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً»:

– «إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً»

– «فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً»

– «جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً»

ثم تدبر جيدا ما يغفل عنه المسلمون:

– «تِلْكَ الْجَنَّةُ – الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا – مَن كَانَ تَقِيّاً»

٦- الإيمان بآيات الله:

يقول الله تعالى «الزخرف / ٦٨-٧٢»:

* «يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ»:

– «الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ»

– «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ»

– «يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

ثم تدبر جيدا:

– «وَتِلْكَ الْجَنَّةُ – الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا – بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

٧- الذين أحسنوا الحسنى:

يقول الله تعالى «يونس / ٢٦»:

* «لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ – وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ – أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

٨- الخوف من الله ونهي النفس عن الهوى:

يقول الله تعالى «النازعات / ٤٠-٤١»:

* «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى»:

– «فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»

ونتابع المقال الأخير.

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

5 min read

0

5

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page