top of page

(1594) 4/11/2020 «يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم»

يناير 28

٣ min read

0

0

0

لا يقتصر الاستهزاء بآيات الله وبالرسول على الكافرين الذين يستخدمون في ذلك الكتب والصور والأفلام …، وإنما يشمل في المقام الأول المسلمين الذين أمرهم الله تعالى:

* «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ – مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»

* «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ – وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»

* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»

وأعطوا ظهورهم لهذه الآيات، وأصروا إلى يومنا هذا على ما وجدوا عليه آباءهم من شرك التفرق في الدين، وبدل أن تدعوهم منابر الدعوة الإلحادية إلى إعادة الدخول في «دين الإسلام» راحوا يحدثونهم عن التنوير والقراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم!!

فهل بعد ذلك من استهزاء بآيات الله، يستحيل أن يفعله إلا مسلمون منافقون ملحدون وإن لم يشعروا بذلك إلا يوم القيامة؟!

فإذا سألناهم عن مسألة تتعلق بـ «علم السياق» في قول الله تعالى:

«يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم»

١- إن المنافقين يعلمون أن ما في قلوبهم هو الكفر، فلماذا يخافون ومن أي شيء يحذرون؟!

* إن الله تعالى لن «يُنَبِّئُهُمْ» بالكفر الذي في قلوبهم، وإنما بـ «أساليب الاستهزاء» التي يعملون على تنفيذها، بقرينة قول الله تعالى بعد ذلك:

* «قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ»

وطبعا، لولا علوم اللغة العربية وعلم السياق، لأمسك الإلحاد بقلوب «المغفلين» من المسلمين، وراح «الغافلون» يشككونهم في تعهد الله بحفظ الذكر، ويقولون لهم:

٢- كيف سينزل الله على المنافقين سورة، هل عن طريق جبريل، أي بـ «وحي النبوة»، أم بـ «وحي الإلهام»؟!

* أقول:

طبعا هذا مستحيل: إذن كيف يفهم العلماء هذه الجملة القرآنية؟!

يستحيل فهمها إلا بـ «علم البيان» وعود الضمائر وتفكيكها:

فيكون الضميران الأولان «عَلَيْهِمْ – تُنَبِّئُهُمْ» للمؤمنين.

والضمير الثالث «قُلُوبِهِم» للمنافقين.

وتفكيك الضمائر «علم»، يستخدم عند وجود قرائن دالة عليه، ويكون المعنى:

يحذر «المنافقون» أن تُنَزَّلَ على «المؤمنين» سورة تُنَبِّئُهُمْ، أي المؤمنين، بما في قلوب «المنافقين».

ولم يقل الله تعالى «إن الله منزل سورة»، مع أنه عز وجل أنزل سورة «المنافقون»، وإنما قال بأسلوب بلاغي بديع يُصوّر الحذر وكأنك تراه يخرج من قلوبهم:

* «إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ»

فأسند الإخراج إلى الله تعالى «عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ».

٣- ثم تعالوا إلى كشف الله لطبيعة القلوب المنافقة، وطريقتها في الهروب والفرار من الحجج والبراهين الكاشفة لنفاقهم، فيقول الله تعالى:

* «وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ»:

– «لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ»

– «قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ»؟!

* أقول:

كم عدد الأفلام والمسلسلات التي يشاهدها المسلمون ويتابعونها أكثر من متابعتهم لتربية أولادهم وتعليمهم، وكلها مشاهد تستهزئ بـ «دين الإسلام» وأحكام القرآن، فإذا قلت لهم:

إن الله تعالى يقول لكم:

* «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ»:

– «أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ»

– «يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا»

– «فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ»

– «إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ»

– «إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً»

قالوا لك:

يا عم دا كله تمثيل في تمثيل!!

٤- لذلك قال الله تعالى لهم بعد ذلك:

* «لاَ تَعْتَذِرُواْ»:

– «قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ»

– «إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ»

– «نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ»

ثم وضع الله ميزان تعامل المؤمنين مع ملل الكفر، وفي مقدمتها «ملة النفاق»، فقال تعالى:

* «الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ»:

– «يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ»

– «وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ»

– «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»

* «وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ»:

ـ «نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ»

– «وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ»

٥- أنا شخصيًا أرى أن هذه الآيات تنطبق على ٩٩٪ من المسلمين، الذين أعطوا ظهورهم لقول الله تعالى:

* «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ – مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»

* «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ – وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»

* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»

ولن ينفعهم كل ما ينشرونه من خطب وكتب ومقالات دينية على منابر الدعوة المختلفة، السلفية والقرآنية والتنويرية الإلحادية…، بل إن كل هذا سيجدونه مكتوبًا في كتبهم يوم القيامة:

* «اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

٦- طبعا سيقولون:

إن محمد مشتهري «مش عجبه حد»، كلهم على باطل وهو وحده «إلي على الحق».

وأنا أقول لهم:

خلوا هذا «الحد» الذي تعجبون به، يتفضل يحاور محمد مشتهري، في الموضوع الذي يراه حقا، ويراه محمد مشتهري باطلًا:

وسيطلع على هذا الحوار ٣٣ ألف متابع لصفحة «نحو إسلام الرسول»، ونشوف من الذي على الحق ومن الذي على الباطل؟!

والغريب أن هذا حدث فعلًا، وجاء أكثر من ملحد مخبول وحاورني، ووعدتهم بجائزة «مليون دولار» لمن يثبت أنه على الحق، وفروا هاربين، ويشهد أصدقاء الصفحة على ذلك.

٧- نعلم أن «الوضوء» مفتاح الدخول إلى «الصلاة»، وقد وردت كيفية أدائه في سياق واحد، وبصورة تفصيلية عَلَقَت بأذهان المسلمين جميعًا، فأين بيان القرآن وتفصيله لكيفية أداء «الصلاة» نفسها التي هي الأصل، طالما أن القرآن كما يفهم الملحدون:

* «تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ» – «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»؟!

لماذا لم يأت هذا البيان وهذا التفصيل في سياق واحد، مثل الوضوء، ولم يأت حتى في سياقات متعددة؟!

وهل صحيح أن على المصلي أن يتوضأ عندما يقوم لكل صلاة من الصلوات الخمس، وليس هناك ما يُسمّى بـ «نواقض الوضوء»؟!

سنرى.

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

٣ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page