

(1599) 7/11/2020 عندما يكون «افتراء الكذب» تأصيلًا شيطانيًا في «قلوب الملحدين»
يناير 28
5 min read
0
0
0
نشر
Waseem Hamed
مقال أمس «عينة من ملة الذين يتبعون ملة إبراهيم» على حسابه، فنضحت قلوب أتباعه بما فيها، وأرسل لي أحدهم على الخاص ما نضح به قلبه، فقلت له:
هل اطلعت على الحوار الذي دار بيني وبين صاحبك الذي تدافع عنه؟!
قال لا … فأرشدته إلى مكانه.
وها أنا أضع هذا الحوار في مقال مستقل بنصه، ليعلم الـ ٣٣ ألف متابع لصفحة «نحو إسلام الرسول» كيف يُفكر الملحدون؟!
* نص الحوار:
١- بدأ بقوله:
كيف نتأكد كلام من الصح كلامك أو كلامهم؟!
صحة الصلاة تأتي من صحة معطياتها، وليس من صحة مصدرها.
* قلت:
حسب أصول الحوار العلمي، اترك الآن مصدر الصلاة ومعطياتها، فما هي الصلاة أصلا، ومن الذي أمرك بأدائها؟!
٢- قال:
الصلاة ما يشعرني بالسعادة ويجعلني في أحسن حالاتي، أنا مجبولٌ عليها في الواقع … بدونها أكون متغرباً عن حقيقتي.
* قلت:
من الذي جبلك عليها؟!
٣- قال:
الفاطر … يعني بدون الحاجة إلى النصوص، كل كائن وله صلاته، نحن البشر العاقلون نتهوه أحياناً عن صلاتنا الحقيقية بسبب البرمجة ومحاولة تعلم صلاة مكتسبة … كل كائن مخلوق قد وضع فيه الخالق كل علامات صلاته وجعل سعادته وراحة باله مؤشراً لقبلته.
* قلت:
إذا كنت تريد حوارًا علميًا فأجب على قدر السؤال دون استرسال.
فهل تقول إن الذي جبلك هو الله الذي خلقك؟!
٤- قال:
سأكون صادقاً معك ومع نفسي … لا أعلم من هو … أنا وجدت نفسي مفطوراً مجبولاً على البحث عن السعادة، ووجدت السعادة في الانسجام مع جوهري ونزع الأقنعة التي يفرضها عليا المجتمع … جسدي وجدته يرتاح من خلال التمارين والصيام.
ووجدت السجود مريحاً والصمت هادياً … ووجدت الناس يتحدثون عن صلوات مختلفة وكل يزعم أن صلاته هي الصحيحة، فعجبت لماهية الميزان الذي يستندون عليه لإثبات صحة صلاتهم … أنت من يحدد إن كانت صلاتك صحيحة أم لا بأثرها عليك وليس بما يقوله الناس … أرجوا أن تصحح لي إن كنت مخطئاً.
* قلت:
تمام … هذا حقك … أنت حر فيما تعتقد وتشعر به … ولكن السؤال:
إذن ما علاقتك بالقرآن … وبأي حق تتحدث عنه؟!
٥- قال:
القرءان كغيره من كتب الحكمة والعرفان، يتحدث عني تماماً، والصلاة لا تخص أتباع الإسلام فقط، الصلاة تخص كل كائن حي كما يقول القرءان نفسه … لست هنا كي أدخل في جدل وأسجل انتصاراً لقناعاتي … بالعكس، أنا هنا لأبحث عندك عما قد يهدم ما لدي.
* قلت:
إذن فالتزم بحدود سؤالي، لأني أعلم جيدا معظم هذه التوجهات:
إنا سألتك عن «الحق»، وليس عن «الحكمة والعرفان» اللتين يشعر بهما كل إنسان حسب هواه، فماذا يعني هذا القرآن بالنسبة لك:
هل هو حقا «كلام الله» الذي آمنت بأنه الذي خلقك … وعليه تطيع ما أمرك الله فيه، أم أنه ليس من عند الله، الإجابة:
تكون: نعم كلام الله، أو ليس بكلام الله.
ولا تسترسل إلا عندما اسألك ولماذا؟!
٦- قال:
إنه لقول رسول كريم … ذكرًا رسولاً … الرسول ذكر فينا … القرءان قروء هذا الذكر … يعني كلام الفاطر كتكوين ليس فقط كتدوين.
* قلت:
يا أخي … لماذا تهرب من الإجابة المباشرة على سؤالي؟!
هل أنا سألتك عن «النبوة» وعن «الرسالة» و«الرسول»؟!
سؤالي واضح:
هل القرآن كلام الله الذي خلقك وأمرك باتباعه، أم كلام بشر تأخذ منه ما يوافق هواك ومشاعرك وتترك ما يخالف؟!
٧- قال:
عدَّلْت الإجابة:
قلت هو كلامه كـ «توكين» قبل أن يكون «تدوين»، يع ني حتى من جَهَلَ التدوين فلن يجهل التكوين وإلا ما كان حجة على العالمين.
* قلت:
كلام من؟! كلام الله، أم كلام الرسول؟!
٨- قال:
النصوص قد نختلف في تأويلها، لكن لا يمكن أن نختلف في معرفة تكويننا.
واحد: لا فرق بين الله والرسول، هل هناك فرق بين الحقيقة والمعرفة بالنسبة لنا؟!
* قلت:
قلت لك لا تسترسل … أنا أحدث عن اعتقادك أنت … هل القرآن كلام الله أم كلام الرسول؟!
إذا كنت لا تعلم كيف تدار الحوارات العلمية، فقل لي لأشكرك على مرورك الكريم، وأنت حر فيما تعتقد، فالحوار العلمي لا يعرف هذه العشوائية التي تجيب بها على سؤالي، لأن المنطق يقول:
فيه واحد فقط هو صاحب الكلام … ثم نقله آخر … فمن هو هذا الواحد صاحب الكلام؟!
٩- قال:
إن كنت تريد إثبات الصلاة وطريقتها من القرءان فلا توجد اشارة لصلاة الجسد فيه، هو يتحدث عن صلاة النفس وصلاة الجسد مجرد ظلال لها، لو ألزمنا الناس بصلاة المسلمين واختصرنا الصلاة فيها لبطلت صلاة بقية الناس وأصبحوا جميعاً كفاراً.
وهذا ينافي الكثير من آيات القرءان كما تعلم … قلت لك هو من المصدر … سميه الفاطر أو الله أو الخالق لا يهم، اعتبرني طالب عندك … اترك مداخلتي لعلها تفيد البعض، اعتذر ان استنفذت صبرك.
* قلت:
ما علاقتك بي أنا وباعتقادي؟!
أنا وحسب تسلسل مسائل الحوار، كنت أسألك وأنت تجيب … فلماذا تعود إلى موضوع الصلاة الذي قلت لك اتركه الآن جانبا؟!
ثم هل بعد كل هذا الحوار تقول «استنفذت صبرك»، أم تقصد تريد الانسحاب خوفًا على نفاذ صبري؟!
لعلمك أنا لم أصبر على الحوار معك إلا لأني مطلع على كل ما كتبته على حسابك، وأعلم من أنت، لعلي عندما أكشف لك حقيقة نفسك، تعود إلى الحق.
١٠- قال:
أنت تريد جرّي للاعتراف بالمصحف، ثم الدخول في تفسير الآيات … سندخل في جدل طويل لن يفيد … ولا أحبذ دخوله مع شخص بقامتك.
من بداية الأمر حصر صحة الصلاة على طائفة معينة من الناس بحسب نصوص أنزلت عليهم لا يصح، الله رب العالمين وليس رب اتباع ديانتنا فقط، اعتقد أن كلامي هذا لا يعارض القرءان ولا يعارض رؤيتك أيضاً.
* قلت:
أنا أعلم جيدا من أنت، ولا أدخل في حوار مع أحد أبدا إلا بعد اطلاعي على كل ما كتب، أما أنت فلا تعلم عني شيئا إلا كما يعلم أصدقاء الترانزيت، وإلا ما قلت:
(أ): هذه الجملة القبيحة:
«تريد جري للاعتراف بالمصحف»
في الوقت الذي قلت لك فيه سابقًا أنت حر فيما تعتقد.
(ب): ثم قولك:
«الدخول في تفسير الآيات»
في الوقت الذي أنا فيه كافر بجميع الفرق الإسلامية وبجميع تراثها الديني من تفسير وحديث وخلافه.
فأنا حاورتك وأنا أعلم من أنت، وأنت لا تعلم عني شيئا، فإذا أردت أن تعلم فهذا موقعي:
١١- قال:
أنت أيضا لا تعرف عني شيئًا … بالنسبة للمصحف فهو كتاب حق بغض النظر عن اختلافنا في طريقة تنزيله … والاختلاف جميل وهو سنة من سنن الكون … دمت بود.
* قلت:
وما فائدة أنه «حق» والناس مختلفون في طريقة تنزيله … ماذا سيفعلون بهذا «الحق» الوهمي، صحيح أن الاختلاف والخلاف من سنن الوجود البشري إلا أن «الحق» يستحيل الاختلاف فيه وإلا ما كان «حقا»، فإذا كنت تؤمن بأن القرآن كلام الله فالله يقول:
* «وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً»
١٢- قال:
أجل كلامه، ولكن الله نفسه ليس ذاتاً مستقلة … لا يمكن فصل الموج عن البحر … الرسول هو قلب طاهر بلغ النفس المريمية واستحق نزول مائدة السماء عليه … جبريل مش ذات ومحمد مش شخص ميت.
وطريقة الوحي المذكورة في التراث نظرة سطحية جداً لمفهوم الوحي … لم أحب الخوض في هذه التفاصيل لأننا متفقان في جزئية سؤالك الخاصة بأن القرءان كلام الله، فلا داعي للخوض في اختلافات جانبية.
* قلت:
أنت الذي تقحم التراث الديني وإشكالياته الجاهلية في الحوار، ثم تنطلق منه وتقول لا داعي للخوض فيه … والسبب أنا أعلمه جيدا.
تترك القرآن الذي اعترفت بأنه كلام الله، ثم تهرب من المحور الأساس للموضوع وتقول:
«وطريقة الوحي المذكورة في التراث»
ما علاقتي أنا بالتراث حتى تحدثني عنه؟!
ثم ما هي مقتضيات إيمانك بأن القرآن كلام الله؟!
وما هو دليلك على أنه «كلام الله» وليس كلام الشيطان؟!
هل إحساسك وشعورك وقلبك دليلك؟!
إذن، ومن منطلق اختلاف القلوب والمشاعر والأحاسيس … نكون أمام «لا إله» و«لا قرآن» و«الحياة مادة» … كن واضحًا مع نفسك بصرف النظر عن هذا الحوار.
شكرًا على متابعتك للحوار
ويكفي هذا القدر، مع تحياتي
محمد السعيد مشتهري



