

(1604) 10/11/2020 «ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ»……. الخطاب القرآني لمن؟!
يناير 28
3 min read
0
0
0
إلى من يعود الضمير في كلمة «جَاءكُمْ»، والسياق يبدأ بقول الله تعالى:
١- «وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ»
* أي واذكر يا محمد، وقت «أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ».
وهذا الأسلوب، الذي تُستخدم فيه الأفعال المقدرة، كثير في القرآن، كقول الله لرسوله محمد:
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ»
وبين رسول الله وأصحاب الفيل قرون من الزمن.
٢- «لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ»
* وهذا مما تضمنه الميثاق، ومنه أيضا أن يبلغ كل نبي قومه، بوجوب الإيمان بالرسول الذي يأتي من بعده وتأييده ونصره، وأن تحفظ الأجيال هذا الميثاق.
٣- «ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ»
* هنا ينتقل السياق إلى عصر النبي الخاتم محمد، ويخاطب أتباع الرسل السابقين، بناء على هذا الميثاق الذي من المفترض أنهم يحفظونه، وأن عليهم الإيمان بالنبي الخاتم ونصرته.
٤- «لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ»
* وهذا ما أشار إليه قول الله تعالى «الأعراف / ١٥٧»:
«الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ …»:
«فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»
وعليه: فإن الذين لم يؤمنوا بالنبي الخاتم من أتباع الرسل السابقين في جهنم بشهادة أنبيائهم أنفسهم وإقرارهم هذا الميثاق.
٥- «قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي * قَالُواْ أَقْرَرْنَا»
* وأيضا بشهادة الأنبياء على أممهم، والله خير الشاهدين.
٦- «قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ»
* ثم يخاطب الله تعالى أتباع الأنبياء المعاصرين للنبي الخاتم رسول الله محمد، يحذرهم من عدم الالتزام بـ «ميثاق أنبيائهم».
٧- «فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
* ثم يأتي الملحدون المسلمون، بقراءتهم المعاصرة الظلامية، ويقولون إن اليهود والنصارى في الجنة، وإن لم يؤمنوا برسول الله محمد.
* فيبيّ ن الله تعالى أن الدين الذي ارتضاه للناس جميعًا هو الدين القائم على «ميثاق الأنبياء».
٨- «أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً * وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ»
* ثم يخاطب الله تعالى رسوله محمدًا والذين آمنوا معه، بتفعيل «ميثاق الأنبياء» في عصر التنزيل وإلى يوم الدين.
١١- «قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ»:
– «وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا»
– «وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ»
– «وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ»
– «لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ»