

(1606) 12/11/2020 أين «تقوى الله» في حياة المسلمين و«معايشهم»؟!
يناير 28
5 min read
0
0
0

لماذا انشغلت قلوب المسلمين بالإيمان والإسلام والعمل الصالح، ولم تنشغل بـ «تقوى الله» التي هي قاعدة انطلاقهم إلى الإيمان والإسلام والعمل الصالح، وهي مفتاح دخولهم الجنة؟!
# أولًا:
لماذا عندما يقرؤون قول الله تعالى:
* «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ»:
– «آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»
– «جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ»
يَتَسَرّعون ويقولون وهم يجهلون علم السياق:
لقد نص الله صراحة على أنه يكفي «الإيمان والعمل الصالح» لدخول الجنة؟!
فإذا قرؤوا قول الله تعالى:
* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَ ارَى وَالصَّابِئِينَ»:
– «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً»
– «فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»
يَتَسَرّعون ويقولون وهم يجهلون علم السياق:
لقد نص الله صراحة على أنه يكفي «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً» لدخول الجنة؟!
ولجهلهم بعلم السياق، يتصورون أن استنباط أحكام القرآن يأتي من آية واحدة مستقطعة من سياقها، في الوقت الذي يبيّن فيه السياق أن الحديث عن إيمان الأمم واتباع الرسل كلٌ في عصره.
وإلا أين نذهب بقول الله لجميع أتباع الرسل السابقين، يأمرهم باتباع رسوله محمد:
* «فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ – وَعَزَّرُوهُ – وَنَصَرُوهُ – وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ – أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»
أين نذهب بـ «وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ»؟!
وأين نذهب بـ «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»؟!
فعلا: العلم نور – والجهل ظلام.
# ثانيًا:
* لن يدخل الجنة غير «المتقين».
* ولن يدخل جهنم غير «الكافرين».
فحدد مكانك بالضبط على الـ «جي بي إس»، لاحتمال تضطر إلى تغيير وتصحيح مساره عندما تتدبر هذه الآيات:
١- يقول الله تعالى:
* «وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ – وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ»:
– «أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»؟!
إن الإعداد: تهيئة، أي أن الجنة هُيّئت لاستقبال المتصفين بصفة «التقوى».
٢- ويقول الله تعالى:
* «فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»:
– «أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»؟!
أي أن النار هُيّئت لاستقبال المتصفين بصفة «الكفر».
٣- ولا توجد آية في القرآن تدل على أن الذين ماتوا من أتباع جميع الرسل، وهم يُصرّون على معصية ربهم، سيدخلون نارًا خاصة بهم «غير التي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ» يمكثون فيها فترة ثم يخرجون إلى الجنة.
* والحق: أن من دخل النار لن يخرج منها.
إن من دخل النار دخلها لأنه «كافر عند الله»، ولو كان في الدنيا يعتقد أنه من أولياء الله الصالحين، ومن الذين يقومون الليل ويصومون النهار، ويؤدّون الصلوات كلها في المسجد الحر ام.
والسؤال:
هل عندما يؤدي أتباع الفرق الإسلامية هذه العبادات، حتى في المسجد الحرام، هل تُنجيهم من جزاء:
«الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»؟!
٤- فماذا نقول في الذين ماتوا على المذهب السني أو الشيعي أو المعتزلي أو الإباضي …، في الوقت الذي حذر الله رسوله والذين آمنوا معه من «شرك التفرق في الدين» فقال تعالى:
* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»:
– «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»
– «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
والسؤال:
* «وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»؟!
والجواب: معلوم.
# ثالثًا:
يقول الجُهّال الذين لا يعلمون:
إن «محمد مشتهري» من المتشدّدين المتطرفين كالجماعات التكفيرية والداعشية!!
فإذا طلبنا منهم ترك الكلام المرسل جانبًا، وترك الأسلوب الفظ الغليظ الذي يتحدث به «محمد مشتهري» في مقالاته جانبًا، والاهتمام باتباع شروط التعليق، وفي مقدمة ذلك:
* أن تنقل النص المراد التعليق عليه من المقال، ثم تضع رأيك مدعمًا بالآيات القرآنية.
تكون النتيجة، منذ إنشاء صفحة «نحو إسلام الرسول»، لا التزام مطلقا بشروط التعليق، ويُوَلّون الأدبار، وها هي تعليقاتهم على المقالات السابقة خير شاهد.
فأنت أيها الملحد المسلم الفيلسوف:
١- هل تعلم أن الله لن يقبل إي مانًا ولا إسلامًا ولا عملًا صالحًا، ولن يهدي قَلبًا، إلا إذا كان من «الْمُتَّقِين»:
* «ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ»؟!
و«المتقون»: هم «الناس» الذين آمنوا وأسلموا وجوههم لله تعالى واتبعوا كتابه الخاتم، وأقرّوا بصدق «الآية القرآنية العقلية» التي حملها الكتاب والدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد، عليه السلام، وانطلقوا في كل هذا من قاعدة:
– «الخوف من الله – واتقاء عذاب جهنم»
٢- ولذلك، ولإثبات حجية «القرآن» على العالمين، أخبر الله الناس جميعًا بأنهم إذا أرادوا إسقاط حجية القرآن باعتباره «كلام الله» واجب الاتباع، عليهم جميعًا ومعهم الجن، أن يقبلوا هذا «الحجاج العقلي»:
(أ): يقول الله تعالى:
* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ»:
– «الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ»
– «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»
* ولاحظوا ورود «التقوى» في هذا السياق.
ولكون محمد بن عبد الله يدّعي أنه «رسول الله» وأن القرآن «كلام الله»، هنا يدخل «الحجاج العقلي» مرحلته الأولى:
(ب): يقول الله تعالى:
* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا»:
# ولا تنسوا أبدا أن الله تعالى يخاطب «الناس جميعًا»:
– «فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ»
– «وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»
(ج): وتصبح شعوب العالم أجمع، وإلى يوم الدين، أمام هذا «التحدي»:
* إما أن تنجح في إسقاط حجية القرآن وإثبات أنه ليس من عند الله:
وهنا يسقط القرآن، وعلى المسلمين الاعتراف بأنهم كانوا يعيشون في وهم اسمه «القرآن كلام الله»، وأرهقوا أنفسهم في عبادات، واختلفوا على صلوات … وكل هذا لا أصل له.
* أو تفشل في إسقاط حجية القرآن:
وهذا ما حدث بالفعل وانتهى أمره في عصر التنزيل، ولم يستطع إنس ولا جان أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
والسبب:
أن الله تعالى اختار لهذا القرآن أفضل لغات العالم التي كان يتحدث بها قوم النبي محمد قبل بعثته، فكان لابد أن تقوم حجية القرآن وأنه كلام الله يقينا، على الذين كانت ألسنتهم تنطق بأفضل لغات العالم، فهل استطاعوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟!
لذلك قال الله تعالى لهم:
* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ»:
يخاطب قوم النبي محمد.
* «وَلَن تَفْعَلُواْ»:
يخاطب قوم النبي محمد والناس جميعًا إلى يوم الدين.
* «فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»
* «أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»
# رابعًا: والسؤال:
هل كل من يحمل الهوية الإسلامية اليوم، «الملياران مسلم»، قد أثبت لنفسه، بالدليل العلمي والبرهان المنطقي:
١- أن القرآن كلام الله يقينًا؟!
٢- أن القرآن يحمل «الآية الإلهية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد على وجه اليقين؟!
٣- أن القرآن نزل باللغة العربية التي كان ينطق بها لسان رسول الله محمد قبل بعثته، وأن مدلولات كلمات هذه اللغة «كأي لغة في العالم» موجودة خارجه، حملتها «منظومة التواصل المعرفي» ومعاجم اللغة؟!
٤- أن الله حرّم «التفرق في الدين»، وسيظهر جزاء الذين فرقوا دينهم يوم القيامة:
* «يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ – إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»
وهؤلاء هم أتباع الفرق الإسلامية المختلفة، وما تفرع عنها من مذاهب عقدية وفقهية، ومن جماعات دينية ومنظمات إرهابية.
هؤلاء لن يكونوا أبدا مع «المتقين» الذين قال الله فيهم:
* «وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ»
وإنما سنجدهم مع الذين قال الله فيهم:
* «وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ»
* «وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ – هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ»:
* «فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ – وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ – قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ»:
– «تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ – إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ»
– «وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ»
٥- والسؤال:
من هم «الْمُجْرِمُون» ومن الذين «أضلّوهم»؟!
إنهم «المتبوعون» و«التابعون».
إنهم «الغافلون» و«المغفلين».
إنهم الذين لم تعرف «التقوى» طريقا إلى قلوبهم.
إنهم الذين يفترون على الله الكذب ويقول:
إن القرآن تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء.
ومنذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا، لم يستطع إنس ولا جان أن يأتي بمعنى كلمة «الصلاة» الموجودة في القرآن من ذات القرآن.
ومع ذلك نجد الملحدين المسلمين يُصلّون، كلٌ حسب هواه، وهم لا يعلمون أصلا معنى كلمة «الصلاة»، وكان الأكرم لعقولهم أن يكفروا بهذا القرآن، لأن الذي أنزله قال:
«إنه تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء»
فإذا بمدلولات جميع كلمات القرآن توجد خارجه وليست بداخله.
٦- وما الذي دفعهم إلى هذا التناقض الغريب والجهل العجيب الذي يستحيل أن يحدث في عالم العقلاء؟!
لأن قلوبهم عرفت:
* «الإيمان والإسلام والعمل الصالح»
ولم تعرف:
* «تقوى الله – واتقاء جهنم».
فاستيقظوا أيها «الغافلون» ويا أيها «المغفلون»
محمد السعيد مشتهري