

(1609) 13/11/2020 لماذا يصف الشحروريّون شيخهم بالعبقري الذي لم تلده ولّادة؟!
يناير 28
٤ min read
0
0
0
يكشف الشحروريّون يوما بعد يوم، بعد موت شيخهم، أنهم كانوا يردّدون ما يقوله بغير علم، كـ «الببغاوات» التي تقلد ولا تفهم ما تقول، وظلوا على هذا الحال إلى يومنا هذا.
والمضحك المبكي، أنهم يصفونه وهم «الببغاوات» بأنه العلّامة العبقري الذي لم يفهم القرآن في العالمين مثله.
وكنت قد قررت عدم كشف المزيد من العورات الشحرورية الإلحادية بعد نشر كتابي الأخير الذي هدم الأصول المنهجية التي أقام عليها شحرور قراءته المعاصرة للتنزيل الحكيم.
ولكني وجدت أن معظم أصحاب التعليقات الجاهلية على المقالات السابقة من أتباع شحرور ومحبيه، فأردت أن أهدي إليهم عينة من مئات العينات التي تكشف حقيقة ملة ومنهج شحرور العشوائي الإلحادي، وهي الفيديو المرفق.
١- إنك ترى «محمد شحرور» مرة «ماركسي»، ومرة «داروني»، ومرة «سلفي»، وممكن أن تراه «داعشي» لو كان حيًا … فلا تعرف له ملة ولا دين، إنه يَتَلَوْن حسب البيئة التي يخاطبها.
فها هو يتبع السلفيّين في التفرقة بين الذنب والسيئة، وفي أن مرتكبي الكبائر الذين أصروا على معصية الله طوال حياتهم، ما عليهم إلا أن يذهبوا لأداء فريضة الحج، وسيعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم.
٢- إن هذا الجاهل المخبول، وكذلك هم أتباعه، لا يعلمون أن الذي أصر على معصية الله طوال حياته، كافرٌ لن تنفعه طاعة الله في أي حكم من أحكام القرآن، لأن عليه:
(أ): «التوبة» و«الاستغفار» و«الإنابة» و«التبرؤ» مما كان عليه.
(ب): الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح: باب الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية».
(ج): الالتزام الفوري بأحكام القرآن، وفي مقدمتها أداء الصلوات الخمس، وتزكية أمواله بـ «الصدقات».
٣- الآن يغفر الله للكافر معاصيه، «الكبائر والذنوب والسيئات والخطايا والأوزار …»، وأصبح مؤمنًا أسلم وجهه لله، والتزم العمل بأحكام القرآن، فإن استطاع أن يؤدي فريضة الحج يفعل.
٤- فليس أداء فريضة الحج هو الذي يغفر للكافر معاصيه كما ادعى شحرور وصفقت له «الببغاوات» عندما قال في الفيديو المرفق عند الدقيقة 1.35:
«أنت آثم إذا لم تعتقد أن الله سيغفرها لك إذا حججت إلى بيت الله الحرام، لازم تعتقد أن الذنوب التي بينك وبين ربك، سيغفرها لك إذا حججت إلي بيت الله الحرام»
المذيع: وما دخل الحج في ذلك؟!
شحرور: لأن الله الذي قال إنه يغفر الذنوب في الحج!!
والسؤال، طبعا لـ «الببغاوات»:
أين قال الله تعالى إنه يغفر ذنوب الحاج كلها ويرجع كما ولدته أمه؟!
٥- لقد اتبع «شحرور» المنهج السلفي والوهابي والداعشي في التفريق بين الذنب والسيئة، وطبعا «الببغاوات» لا تعلم ذلك لأنها تقلد فقط، وقال في الفيديو مثل ما قاله هؤلاء.
لقد فعل ذلك لأنه لا يعلم أن القرآن «علم» لا يتعامل معه إلا «العلماء» الذين يعلمون أدوات التعامل مع آياته، وفي مقدمتها «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت علوم اللغة العربية وعلم السياق القرآني.
وبرهان ذلك قول الله تعالى:
* «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً – (لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)»
* «نُفَصِّلُ الآيَاتِ – (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)»
* «وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا – (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)»
* «وَلِنُبَيِّنَهُ – (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)»
٦- إن ميزان الحساب في الآخرة مبرمج على شيئين لا ثالث لهما:
(أ): طاعة الله ورسوله:
* «وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ»:
– «يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا»
– «وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
(ب): معصية الله ورسوله:
* «وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ»:
– «وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ»
– «يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ»
وهنا تصبح كل هذه المصطلحات القرآنية:
«كبيرة – خطيئة – ذنب – سيئة – وزر – إثم – فاحشة – زلل – حوب – منكر»
هي مترادفات لـ «معصية الله»، حسب وصف كل معصية، وكلها في حق الله تعالى، سواء كانت المعصية تتعلق بأحكام الشعائر التعبدية، أو بأحكام التعامل مع الناس … فأنت عصيت ربك.
وليس كما يدعي «شحرور» أن الذنب يتعلق بحق الله والسيئة تتعلق بحق الناس.
٧- فعندما يقول الله تعالى:
(أ): «إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ»:
– «وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ»
– «وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً»
فإن «الإثم» في قوله تعالى «فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً» يتعلق بحق الله تعالى في الوحدانية، وهذا الإثم «معصية»، و«سيئة»، «وذنب» … حسب زاوية الرؤية التي يمكن أن تُرى منها «المعصية» التي هي في جميع الأحوال في حق الله تعالى.
(ب): وعندما يقول الله تعالى عن المنافقين:
* «وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ»:
– «لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ»
– «قُلْ (أَبِاللّهِ) وَ(آيَاتِهِ) وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ»
وهذه الآية تُكذب ما قاله شحرور من أن الله لا يُساء إليه ولا يُحسن إليه.
(ج): وعندما يقول الله تعالى ردًا على الملحدين الذين قالوا:
* «وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً»:
– «قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ»
– «أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ»
بأن وضع الأساس الذي يقوم عليه ميزان الحساب في الآخرة:
* «بَلَى»:
– «مَن كَسَبَ سَيِّئَةً»
– «وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ»
– «فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
وفي مقابل «السَيِّئَة» و«الخَطِيئَة» يكون «الإيمان والعمل الصالح»:
* «وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ»:
– «أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ * هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
٨- يظن الذين يجهلون أدوات التعامل مع القرآن، أن «ظلم النفس» يتعلق بالشخص نفسه فقط، لا يمتد خارجه، فإذا قتل مسلم نفسًا بغير حق، يعتبرون ذلك ذنبًا في حق الآخرين، لا في حق القاتل ولا في حق الله، استنادًا إلى قول موسى عليه السلام، بعد أن قتل الرجل:
* «وَلَهُمْ عَلَيَّ (ذَنبٌ) فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ»
ولكونهم يجهلون «علم السياق»، لا يعلمون ماذا قال موسي بعد أن قتل الرجل:
* «فَوَكَ زَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ»:
– «قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ»
– «رَبِّ إِنِّي (ظَلَمْتُ نَفْسِي)»
– «فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ»
– «إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»
٩- يقول «شحرور»:
إن الله ليس في حاجة إلى أن تُحسن إليه، لأنه ليس في حاجة إليك.
* أقول:
وهل الله تعالى في حاجة إلى أن ترضى عنه يا «شحرور»؟!
أكيد وأنت في عالم الآخرة الآن، قد عرفت الإجابة على هذا السؤال، ولذلك سأوجه كلامي إلى أتباعك وأقول لهم:
فأين نذهب بقول الله تعالى:
* «أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ»:
– «وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ»
– «وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا»
– «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ (وَرَضُوا عَنْهُ)»
– «أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»
لقد غابت هذه الآية عنك وعن الذين ما زالوا يتبعونك اليوم، لأنكم لستم أصلًا من «حزب الله».
١٠- إن الهدف من هذا المقال، ليس بيان الفروق اللغوية بين المصطلحات القرآنية السابق الإشارة إليه، فيستطيع أي إنسان أن يقف على هذه الفروق عن طريق شبكة الإنترنت.
وإنما الهدف بيان أن كل ما قيل ويقال عن هذه الفروق اللغوية ينطلق أساسًا من قاعدة «معصية الله»، سواء كانت تتعلق بالشعائر التع بدية، أو بالتعامل مع الناس.
محمد السعيد مشتهري
الرابط: