top of page

(1613) 17/11/2020 عندما تهجر «العشوائيات الفيسبوكية» لغة القرآن العربية

يناير 28

8 min read

0

0

0

# أولًا:

تعليقا على مقال ١٤/ ١١/ ٢٠٢٠ بعنوان:

«تعالوا نتكلم بصراحة ونواجه أزمة تديننا بشجاعة»

يقول أحد الذين لا يعلمون أدوات التعامل مع القرآن وتدبر آياته واستنباط أحكامها:

«مشكلتك يا دكتور أنك تمارس ما تستنكره من غيرك»

فقلت له:

«ومشكلتكم أنكم، منذ إنشاء هذه الصفحة، لا تريدون أبدا الالتزام بشروط التعليق، والسبب معروف، فكان الأكرم لكم أن تجيبوا على موضوع المقال، سواء على الصفحة أو على الحساب؟!»

قال:

«شروطك للتعليق شبيهة بشروط الجماعات إياها اللي حضرتك تستنكر شروطها ومنهجها … وكأنكم تتنافسون على احتكار حق العلم المطلق بالدين، وكذا على منصب الممثل الشرعي والوحيد لله سبحانه وتعالى في الأرض»

قلت:

«انتظر تعقيبي على كلامك هذا قريبًا جدًا، على حساب محمد مشتهري»

* فأقول:

تعالوا نتدبر ما قاله على حسابه في ٢٧/ ٩/ ٢٠٢٠:

١- «مشكلة المسلمين، أهل القرءآن، التي أوصلتهم الى ما هم عليه من وضع مخزي لا يسر صديقا ولا عدوا … لم تنتج عن صعوبة فهم النص القرءآني كما يدعي أكثرهم، وإنما لأنهم ظلوا لعدة قرون خلت، ومازالوا يصرون على قراءة القرءآن بعيون الموتى»

٢- ثم يسأل:

«وإذا ما تسائل سائل، كيف يُقْرأ القرءآن بعيون الموتى، الإجابة هي:

(أ): عندما تهجر عقلك:

وهو الأداة التي يخاطبك الله من خلالها … ليصبح فهمك لكلام الله سبحانه وتعالى كما فهمه الأوائل … أي أن تفهمه كما فهمه معلمك عن معلمه أو كما فهمه شيخك عن شيخه … ولا تحيد أبداً عن ذلك المفهوم.

* أقول:

كلامه صحيح، ومنهجية «نحو إسلام الرسول» تذم «الآبائية» وتحذر منها، ولكن هل طبق هذا المنهج على نفسه ولم يهجر عقله؟!

تعالوا نتدبر ماذا قال بعد ذلك:

(ب): عندما تتجاهل قول الله تعالى:

* «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ»

وتتمسك بالمقولة الزائفة، بأنك لن تفهم كلام الله مالم تكن ملماً بعلوم القرآن، البالغة ٣٠٠ نوع قبل إدماجها، و٨٠ نوع بعد إدماجها، كما قال الحافظ السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، علما أن السيوطي لم يسمي تلك الأنواع»

* أقول:

سأغض الطرف عن الأخطاء اللغوية التي حملها منشوره، لأن هذه هي السمة الرئيسة التي تُميّز الملحدين المسلمين الذين لا يعلمون الفرق بين الاسم والمسمى، وبين الفاعل والمفعول، وما عمل أدوات الجزم.

٣- إن تيسير القرآن للذكر يستحيل أن يكون بمعزل عن العلم التام والكامل بـ «علوم اللغة العربية» التي كان ينطق بها لسان رسول الله محمد قبل بعثته، ونزل القرآن يخاطبه ويخاطب قومه:

* «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ (بِلِسَانِكَ) – لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً»

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ – إِلاَّ (بِلِسَانِ قَوْمِهِ) – لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

فقوله «وتتمسك بالمقولة الزائفة بأنك لن تفهم كلام الله مالم تكن ملماً بعلوم القرآن …» قول باطل من قواعده الجاهلية التي ينطلق منها في استغفال الجاهلين.

٤- ولذلك أتعجب كل العجب، من قوم يُصرّون على فهمهم الباطل للآيات التي تتحدث عن أن القرآن تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء، وعلى اعتقادهم الفاسد بأن قول الله تعالى:

* «اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ»:

* «وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ»

– أي لا تتبعوا معاجم اللغة التي حفظ الله فيها معاني «مدلولات» كلمات القرآن!!

فماذا تفعل لو كنت أيها «الملحد» ولدت إنجليزيًا، وعلمت أن القرآن يحمل بداخله الآية «البرهان» على صدق «نبوة» رسول الله محمد، ولكن هذا البرهان يستحيل أن تقف عليه إلا بالاستعانة بـ «علوم اللغة العربية»:

– فهل ستذهب لتقرأ ترجمة القرآن، وقضيتك أصلًا ليست مع معاني كلماته؟!

– أم ستذهب تتعلم اللغة العربية وعلومها، للوقوف على حقيقة هذه الآية العقلية البيانية البلاغية؟!

٥- ثم يقول:

عندما تعود لكتب المرويات لاختيار ما يروق لك من بين الروايات العديدة المختلفة والمتناقضة، وذلك كلما دعيت لإتباع ما أنزل الله سبحانه وتعالى، أو عندما يسألك أحد ابناءك ما معنى قوله تعالى «البقرة / ١٧٠»:

* «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ»

* «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ»

* أقول:

وهل قضية المسلمين اليوم قضية «اتباع» دين الإسلام، أم قضية «الانسلاخ» من دين الإسلام؟!

إن الذي يشغل نفسه بغير دعوة المسلمين إلى إعادة الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، فقد انسلخ من أصل مهمته التي أمره الله بها، وهي:

* «وَاعْبُدُواْ اللّهَ – وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً»

٦- فيا من تقولون إن القرآن تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء:

كيف تبحثون وتجادلون في عدد الصلوات، وهي من باب الأحكام، وتعطون ظهوركم للقاعدة التي تنطلق منها هذه الأحكام وهي «ملة الوحدانية» التي هجرها ٩٩٪ من المسلمين «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً»؟!

فمن الذي سيشغل باله بهذه القضية ويبذل أقصى جهده لإنقاذ «٩٩٪» من المسلمين من نار جهنم؟!

والجواب: لا أحد، والسبب: الخوف من أن يصبحوا معزولين عن العالم، لأنهم لن يجدوا أحدًا يُعجب بكلامهم عن إعادة الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح.

كتب أحدهم منشورا قال فيه:

«قال الله أنه أرسل الرسول ليحل لنا الطيبات ويحرم عنا الخبائث، والسؤال: هل «أبوال الإبل» من الطيبات أم من الخبائث يا أصحاب الروايات»؟!

ولكنه يستحيل أن يحذف «أبوال الإبل» ويضع مكانها «التدخين»، والسبب: لن يجد أحدا يتبعه بعد ذلك!!

# ثانيًا:

ويكتب آخر على حسابه بعنوان:

«الفرق بين الرسول والنبي – وخاصة محمد – في القرآن»

فيقول:

١- «إن الرسول غير النبي، ولو كانا بنفس المعنى لكان هذا زيادة في الكلام ولغو … تعالى عنه كلام الله».

ويستند في ذلك إلى قول الله تعالى «الحج / ٥٢»:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ»:

* «مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ …»

٢- ثم قال:

فلو كانا بنفس المعنى فما الداعي لاستعمال اللفظين؟!

* أقول:

لماذا يا مسكين تقحم نفسك فيما لا علم لك به؟!

هل تعلم أن فعل «أَرْسَلْنَا» الذي سبق ««مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ» يعني أن «النبي» رسول، وأن «الرسول» رسول، والفرق بينهما ليس في «المُسَمَّى» وإنما في «المهمة»؟!

٣- إن «النبي» رسول الله إلى الناس بموضوع محدد، كتصحيح مسار القوم وإعادتهم إلى ما كان عليه الأنبياء والرسل السابقين، كنبي الله «إدريس» الذي كانت مهمته «مريم / ٥٦»:

«وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً»

ولم يقل الله تعالى «كَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً» كما قال عن إسماعيل «مريم / ٥٤» وموسى «مريم / ٥١».

ثم جاءت سور أخرى، ببيان تفصيلي لموضوع هذه المهمة المحددة التي كَلّف الله بها بعض الأنبياء كنبي الله «شعيب»، فتدبر:

(أ): يقول الله تعالى «الأعراف / ٨٥-٨٦»:

* «وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ»:

* «فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ»

* «وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»

(ب): ويقول تعالى «هود / ٨٤-٨٥»:

* «وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ»:

* «وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ»

* «إِنِّيَ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ»

* «وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ»

* «وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ»

* «وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ»

(ج) ويقول الله في سياق الآيات «الشعراء / ١٧٧-١٨٤»:

* «أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ»

* «وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ»

* «وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ»

* «وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ»

(د): وجاء النبي الخاتم، رسول الله محمد، يحمل المهمتين:

* «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ»:

«وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ»

ومعه كتاب الله الخاتم، القرآن الحكيم، الذي يحمل البرهان على صدق «نبوته»:

فعندما طلب المكذبون الآيات الحسية مثل التي أيد الله بها الرسل السابقين، قال الله تعالى «العنكبوت / ٥١»:

* «أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ»:

* «أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ»

«إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى * لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

٤- ويقول:

«أوجب الله على المسلمين الطاعة المطلقة للرسول، ولم يوجب عليهم إلا الطاعة المقيدة بالمعروف للنبي، والسبب الأهم لهذا هو أن الرسول لا يُخطئ وهو في حالة الرسالية، لأنه لا ينطق عن الهوى بل عن الوحي الإلهي.

أما النبي فقد يُخطئ لأنه بشر عاجز وناقص ومحدود، فهذه هي أهم صفات البشر»

* أقول:

أظن أن وصفه للنبي بقوله «بشر – عاجز – ناقص – محدود» خير شاهد على ما في قلب هؤلاء الملحدين المسلمين، في الوقت الذي يستحيل فيه أن يصطفي الله «نبيًا» ويكون بهذه الصفات المنكرة!!

٥- أما عن قول الله تعالى لرسوله:

* «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ – يُوحَى إِلَيَّ»

فإنه لا يحمل أي دليل على أن المقصود بكلمة البشر «النبي» وبكلمة الوحي «الرسول»؟!

ألم يقل الله تعالى «الأعراف / ١٥٧»:

* «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ (النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ …»:

(أ): فهل فَصَلَ الله تعالى بين «الرسول» و«النبي الأمي» من حيث الطاعة والاتباع، لأن الأخير «بشر – عاجز – ناقص – محدود»؟!

(ب): وهل عندما خاطب الله تعالى «النبي» بصفة «النبوة» وليس بما يحمله من «رسالة»، وذلك في سياق إعداد القوة وتحريض المؤمنين على القتال «الأنفال / ٦٠-٧١»:

* «وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ …»

ثم قال الله تعالى:

* «يَا أَيُّهَا (النَّبِيُّ) حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ …»؟!

هل لم تكن طاعة «النبي» واجبة لأن الخطاب لم يكن لـ «الرسول»؟!

(ج): ثم ما الفرق بين قول الله تعالى مخاطبًا «النبي»:

* «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ»؟!

وقول الله تعالى:

* «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ»؟!

هل معصية «النبي» في الآيتين لا تدخل صاحبها جهنم خالدًا فيها بدعوى أن الخطاب لـ «النبي» وليس لـ «الرسول»؟!

ويقول:

٦- ولم يأت مطلقا في القرآن «أطيعوا الله وأطيعوا النبي» لأن الطاعة ليست لشخص النبي وإنما للرسالة، أي للرسول، أي لكلام الله الذي نزل على النبي.

ويقول:

أما محمد النبي البشر، وإن كان أعلاهم منزلة بحكم اصطفائه من الله، فقد جاءت الآيات تقرر أن طاعته الشخصية، وليس في الوحي، مقيدة بشرط أن يكون ما أمر به من المعروف، ودليل هذا هو قوله تعالى:

* «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى»:

* «أَن لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً»

«وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ * وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ»

* «وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ»

* «وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ»

* «فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»

ثم يقول:

فالآية قيدت طاعة النبي بالمعروف وليس على إطلاقها، كما في حالة الرسول.

* أقول:

(أ): أين هي الآيات التي فَصَلَت بين طاعة النبي «الشخصية» وطاعته في «الوحي»، وكيف كان المؤمنون في عصر التنزيل يفرّقون أو يعلمون أن كلام النبي هذا وحي أم غير وحي؟!

فهل هناك دليل في القرآن يبيّن أنهم كانوا يسألون «النبي» هل أمرك هذا بوحي من الله أم لا؟!

(ب): إن كل الآيات التي نزلت تعاتب «النبي» على تصرف معين، لا تمس مطلقا «النبوة»، وإن خاطبت «النبي»، لأنها لا يمكن أن تخاطب «الرسول» لأنها تحمل تصرفات لم يسبق أن نزلت بها «آيات قرآنية»، وإلا كان «الرسول» عاصيًا الله، وهذا مستحيل.

(ج): لقد قال إن طاعة النبي الشخصية مقيدة بشرط أن يكون ما أمر به من المعروف، استنادا إلى جملة «وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ»، وأعطى ظهره لما سبقها من معاصي إذا عصين النبي فيها دخلن جهنم، وهي:

«أَن لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ * وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ»

والسبب في قوله هذا جهله بـ «علم السياق» وبمعنى «المعروف»، ذلك أن الله لم يُعدد كل ما يجب عليهن طاعة النبي فيه، فجاء بما يعني ويفيد:

وأيضا أطيعوا «النبي» في كل شيء يأمركن به، لأن أمر «النبي» لا يكون إلا بـ «معروف»، فقال تعالى:

* «وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ»

وهذا ما أفاده قول الله تعالى في سياق الحديث عن المنافقين:

* «فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ»:

* «حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ»

«ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً»

تدبروا إلى من تعود الضمائر في هاتين الكلمتين:

«يُحَكِّمُوكَ – قَضَيْتَ»؟!

فهل إذا ذهب أحد لسؤال رسول الله، يقول له الرسول انتظر حتى ينزل «الوحي القرآني» بإجابتك، لأني في مقام «الرسالة» ولست في مقام «النبوة»، هل هذا كلام يُقال يا أهل تدبر القرآن؟!

٧- ويختم كلامه بقوله:

والخلاصة:

«يجب التفريق بين النبي والرسول لتكون عبادتنا لله حسب ما أمر الله، وليس حسب الكهنة الذين ادعوا أنهم الناطقون الرسميّون باسم الله».

* أقول:

الحقيقة: أن هذا الذي لا يعلم كيف يتعامل مع القرآن، ويُفتي بغير علم، هو أول الكهنة الذين قال إنهم أفتوا في القرآن بغير علم.

إن أخطر ظاهرة على الفيس بوك، وخاصة فيما يتعلق بالمنشورات الدينية، أن نجد أصحاب هذه المنشورات يعيشون داخل دائرة مغلقة يُقلد بعضهم البعض، ويسرق بعضهم أفكار بعض:

ثم يخرجون من هذه الدائرة المغلقة إلى أتباعهم، كلٌ حسب الطبخة التي طبخها لنفسه، وطبعا لن يكون العيب في الطباخ وإنما في الذين أكلوا أكله.

والحقيقة أن هذا المقال ما هو إلا عينة تمثل مئات المنشورات الدينية التي تسود الفيس بوك بجهل أصحابها بأدوات التعامل مع القرآن، وفي مقدمتها:

١- منظومة التواصل المعرفي.

٢- علوم اللغة العربية.

٣- علم السياق القرآني.

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

8 min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page