

(1618) 20/11/2020 ويسألون عن دورات «داود بوسنان» لتدبر القرآن
يناير 28
٣ min read
0
0
0

ولد «داود بوسنان» في مدينة «غرداية – الجزائر» التي يتبع سكانها المذهب الإباضي.
والذي يدخل على رابط «الإباضية في ليبيا»، المنشور عليه الفيديو المرفق صورته، يعلم كيف هي أزمة «التخاصم العقدي» بين الفرق الإسلامية، وكل فرق تعلن أنها هي الفرقة الناجية.
والمتابع لما يُنشر من فيديوهات «داود بوسنان» عن تدبر القرآن، يعلم كيف هي الطريقة المبتدعة التي تعطي المشارك في الدورات راحة نفسية وهو يردد مع الحضور بصوت عالي كل آية ينطق بها داود.
فهل يمكن أن يتحقق «تدبر الآيات» في هذه الحالة، أم هي مسألة إحداث تأثير نفسي على قلوب المشاركين يُسأل عنه أطباء الصحة النفسية؟!
أما إذا سألنا القرآن، فلماذا لم يتدبر «داود بوسنان» والمشاركون في دوراته القرآنية هذه الآية:
* «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ – فَاسْتَمِعُواْ لَهُ – وَأَنصِتُواْ – لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»؟!
ولا تقول لي:
إن هذا الذي يفعله المشاركون مجرد عملية تعليمية، لأن العملية التعليمية تكون في «الْكُتّاب» حيث يتم تحفيظ الأولاد القرآن، وليس في محاضرة عن موضوع معين، وكلما نطق المحاضر بآية قرآنية رددها الحضور!!
كما يُحدث قيام الليل «جماعة» تأثيرًا نفسيًا في قلوب المشاركين المحرومين منه عند عودتهم لبيوتهم، مع أن أفضل حالات «التهجد» والمرء يقوم الليل منفردا لا يشغله شاغل إلا ربه.
أما عن موضوع الفيديو المرفق رابطه، والذي عنوانه:
«لست أفضل من آدم عليه السلام»
* فأقول:
إن قصة آدم ومعصية الأكل من الشجرة، لا يُستنبط منها أحكام، كقول «داود بوسنان» للتأثير النفسي على قلوب المشاركين في الدورة:
«كم عدد المعاصي التي وقع فيها آدم بحيث كلفه هذا العدد فقدان هذه النعمة العظيمة؟!»
ثم يجري استفتاء على الإجابة على هذا السؤال، ليصل إلى القول المشهور:
العبرة بمن عصيت وليس بعدد المعاصي.
ولو كان «داود بوسنان» من متدبري القرآن، يستحيل أن يستشهد بمعصية آدم على هذه «المقولة الصوفية» التي لا أصل لها في القرآن:
ذلك أن قصة آدم قصة «رمزية»، ليست مقصودة لذاتها، وإنما لتحذير «بني آدم» من فتنة الشيطان، فتدبر:
* «يَا بَنِي آدَمَ»:
* «لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ»
* «يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا …»
* «إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ»
وهذا ما ختم الله به ال قصة بقوله تعالى «البقرة / ٣٨-٣٩»:
* «قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً»:
* «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى»
# هذا هو المحور الأساس لقصة آدم، عليه السلام:
* «مهمة الأنبياء والرسل»:
* «فَمَن تَبِعَ هُدَايَ – فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»
* «وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا»
# فـ «الهدى» في الآيات التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله، وجزاء من يكذبها هو:
* «أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
ثم إذا أراد «داود بوسنان» أن يُحذر المشاركين في دوراته من ارتكاب معصية واحدة، فلماذا لم يرجع إلى الآية الأم في ذلك، وهي قول الله تعالى «البقرة / ٨١»:
* «بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً»:
# سيئة واحدة، وبإصراره عليها، تحولت إلى خطيئة «كبيرة»:
* «وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ»
# فهو من أهل جهنم:
* «فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
# لماذا لم يرجع «داود بوسنان» إلى هذه الآية لتحذير المسلمين من ارتكاب معصية واحدة والإصرار عليها دون توبة؟!
لأن «المذهب الإباضي» يرى أن مرتكب الكبيرة الذي يموت دون توبة، في جهنم، ولكن لا يخرج عن «أحكام الإسلام» في الدنيا، أي لا يخرج من «ملة الإسلام»، مخالفين بذلك قول الله تعالى في المصر على الكبيرة:
* «فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»