top of page

(1619) 21/11/2020 على هامش مقال أمس: ويسألون عن دورات «داود بوسنان» لتدبر القرآن

يناير 28

5 min read

0

0

0

ree

* برجاء قراءة التعليقات على مقال أمس وتعقيبي عليها، قبل قراءة هذا المقال، لنعلم ما يلي:

* أولًا:

١- لماذا قلت وأقول:

إن ٩٩٪ من المليارين مسلم، لا يتديّون بـ «دين الإسلام» الذي أمرهم الله اتباعه، وإنما بـ «دين المذهب» الذي تربوا عليه وهم في بطون أمهاتهم.

ونسبة من الـ ١٪ الأصدقاء الذين يتابعون مقالات الصفحة منذ إنشائها، ويعلمون جيدًا ماذا يعني التوجه «نحو إسلام الرسول».

ذلك أن من أخطر ما ابتلي به المسلمون في تدينهم، التقليد الأعمى والاتباع بغير علم.

٢- لماذا كان تدبر القرآن خطابًا للكافرين والمنافقين فقط، وليس للمؤمنين، فتدبر:

(أ): يقول الله تعالى «النساء / ٨١-٨٢»:

* «وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ – فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ – وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ – فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ — وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً»:

– «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ * وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً»

(ب): يقول الله تعالى «المؤمنون / ٦٦-٦٨»:

* «قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ – فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ -مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ»:

– «أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ – أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الأوَّلِينَ»؟!

(ج): ويقول الله تعالى «ص / ٢٨-٢٩»:

* «أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»:

– «كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ»

– أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ»:

* «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ»:

– «لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ»

– «وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الألْبَابِ»

(د): ويقول الله تعالى «محمد / ٢٣-٢٤»:

* «أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ – فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ»:

– «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ – أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»

* أقول:

فلو أن الذين يقيمون دورات «تدبر القرآن» كانوا من «الراسخين في العلم»، يستحيل أن يجعلوا عنوانها يتعلق بـ «تدبر القرآن» الذي خاطب الله به الكافر والمنافق، وإنما سيجعلونه عن تعلم ودراسة القرآن، استنادا إلى قول الله تعالى «آل عمران / ٧٩»:

* «مَا كَانَ لِبَشَرٍ – أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ – ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ»:

– «وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ»

– «بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ * وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ»

والله تعالى يقول «آل عمران /٧»:

* «هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ»:

– «آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ»

– «وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ»

– «فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ»

– «فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ»

– «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ»

* «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ – آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا»

– «وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ»

فأين هم «أُوْلُواْ الألْبَابِ» الذين تربوا منذ صغرهم على منهج التفكير العلمي، ولما بلغوا النكاح واكتمل رشدهم ووجدوا أن المسلمين منقسمون إلى سني وشيعي ومعتزلي وإباضي، وأن كل فرقة من هذه الفرق تفرعت إلى مذاهب عقدية وفقهية متخاصة متقاتلة:

عندما وجدوا هذه المصيبة الإيمانية العقدية الكبرى:

خلعوا ثوب «شرك التفرق في الدين» ودخلوا في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسولهم محمد، والتي لا يملكون غيرها لإثبات صدق نبوته؟!

أين نجد «أُوْلي الألْبَابِ» الذين آمنوا، وأسلموا وجوههم لله تعالى، «الراسخين في العلم» الذين تعلموا منذ طفولتهم لغة القرآن العربية، طاعة وتفعيلًا لقول الله تعالى:

* «الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ»:

– «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ * تَعْقِلُونَ»؟!

والسؤال للذين يدافعون عن دورات «داود بوسنان» لتدبر القرآن:

أين تضعوا «أنفسكم» فيما سبق بيانه، وكيف «تقيمونها» وفق ما ورد من آيات التنزيل الحكيم؟!

# ثانيًا:

قبل أن يقوم مسلم، من أي فرقة من الفرق، بإعداد دورات لـ «تدبر القرآن» أو لـ «تعلم القرآن ودراسة آياته»، وقبل الإعلان عن هذه الدورات، عليه أن يحدد موقفه من قول الله تعالى لرسوله والذين آمنوا معه «الروم / ٣١-٣٢»:

* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»:

– «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»

– «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

١- إما أن يؤمن بهذه الآية، ويقوم بتفعيلها في حياته، ويتبرأ من تدينه الوراثي المذهب، ويخلع ثوب تراث فرقته الديني، ويُعلن ذلك على الملأ، وإن أراد عمل دورات قرآنية يبدأها بـ «قسم التبرؤ من شرك التفرق في الدين».

٢- وإما يعصي ربه «معصية واحدة»، وهي الكفر بهذه الآية، وإصراره على الكفر بها يُخرجه من «ملة الإسلام» إلى «ملة الشرك»، فلا يحق له إقامة دورات باسم «تدبر القرآن» أو باسم «تعلم ودراسة القرآن» الذي كَفَرَ بفعالية آية واحدة من آياته.

٣- أما هذه «العشوائية الفكرية»، وهذا «الهوس الديني» اللذان لا يصدران عن «الراسخين في العلم»، فليس لهما مكان في «دين الإسلام» الذي حملته نصوص «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، عليه السلام.

٤- وما قام به أئمة سلف الفرق الإسلامية، من اجتهادات فقهية لحل «أزمة كفر» كل من شاركوا في أحداث الفتن الكبرى، لسفكهم دماء بعضهم البعض، مع سبق الإصرار والترصد، وإلا سقط «علم الحديث» من قواعده:

فهذا كفر بقول الله تعالى «النساء / ٩٢»:

* «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً»

فهل هناك عاقل، يمكن أن يعتبر ما وقع من سفك للدماء في أحداث الفتن الكبرى، من باب القتل الخطأ؟!

٥- ولذلك لم يكن غريبًا أن أجد تعليقًا يستند صاحبه إلى «علم الفقه» الذي أشعل نار التخاصم والتكفير بين المسلمين، ويقول في ختام تعليقه:

«ومنهج داود بوسنان هو توحيد الأمة في الأصول القطعية، أما الأمور الظنية لكل عالمه وفقهه، ولا يجوز التعصب فيها».

والسؤال:

عن أي «أصول قطعية» يتحدث «داود بوسنان»، وقد أصاب الأمة فيروس «شرك التفرق في الدين» منذ قرون، وكسّر عظامها وفتتها؟!

فأين هي هذه الأمة أصلا، التي يريد «داود بوسنان» أن يجمعها على الأصول القطعية؟!

كلام للاستهلاك العاطفي.

# ثالثا:

١- وعندما ينص البند الثاني من بنود المبادئ التي تُقام على أساسها دورات «داود بوسنان» لتدبر القرآن، على أن «السنة النبوية» ومروياتها مصدر للتشريع، وأن مرويات «السنة القولية» وحي يوحى نزل لبيان القرآن:

فإن السؤال الذي يفرض نفسه:

ألم تصل هذه «المرويات» إلى عصر تدوينها عن طريق «السند الروائي» الذي تبدأ أو حلقة من حلقاته بـ «الصحابة» ومعظمهم شاركوا في أحداث «الفتن الكبرى»، وفي مقدمتهم زوج النبي «السيدة عائشة»، وابن عم النبي خليفة المسلمين «علي بن أبي طالب»؟!

فأي «سنة نبوية» تتحدثون عنها وعن مروياتها، وقد سقطت أول حلقة من حلقات سندها الروائي، وبسقوطها تسقط أمهات «علم الحديث» التي تحملها مكتبات جميع الفرق الإسلامية؟!

٢- ألم تدخل الفرق الإسلامية في أزمات التخاصم والتكفير بسبب مسألة «المصر على الكبيرة» من أهل القبلة، هل هو كافر يخرج من «ملة الإسلام» ويُخلد في جهنم، أم هو مسلم عاصي لا يخرج من «ملة الإسلام»، وسيدخل جهنم ويخرج منها إلى الجنة؟!

والجواب:

يسهل جدا معرفته عن طريق آلية البحث على جوجل، ولكن السؤال الذي يهمني إثارته في هذا السياق ما الفرق بين:

(أ): «الإباضية»:

التي ترى أن مرتكب الكبيرة الذي يموت دون توبة، في جهنم، ولا يخرج عن «أحكام الإسلام»، أي لا يخرج من «ملة الإسلام»، أي ليس كافرًا:

(ب): «الأشاعرة»:

التي ترى أن من أقر بـ «أصول الإيمان»، وارتكب فظائع الدنيا كلها وكبائرها، لا يمكن تكفيره؟!

والسؤال:

كيف لا يُعلن «داود بوسنان» صراحة براءته من فرقته:

التي لا تحكم على مرتكب الكبيرة بـ «كفر الملة»، مع إصراره على الإفساد في الأرض، وارتكاب فظائع الدنيا كلها، تماما كـ «الأشعرية» التي ينتمي إليها «شيخ الأزهر»، الذي رفض تكفير «داعش»، لأنهم من أهل القبلة؟!

هذه هي المصيبة الإيمانية العقدية الكبرى، التي يعيش بداخلها ٩٩٪ من المسلمين، أتباع الفرق والمذاهب العقدية والفقهية، وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا:

ثم يذهبون لدورات «تدبر القرآن» للترويح عن النفس، وعمل «عَمْرَة» معنوية لها، وهم يُصرون على عدم خلع ثوب «شرك التفرق في الدين»، والله تعالى يقول لهم:

«وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ»:

– «وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ»

– «إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ»

– «فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً»

– «وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا»

– «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

نعم: «لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»: ولكن لمن تكون «الهداية»؟!

محمد السعيد مشتهري

الروابط:

١- فتوى «الإباضية» تم عرضها في المقال السباق.

٢- فتوى «الأشاعرة» فهي على الروابط التالية:

* عندما يصبح الكافر مؤمنا، حسب هوى المذهب.

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/941785162570033:0

* على هامش قضية تكفير داعش.

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/942295349185681

* كلمة شيخ الأزهر في جامعة القاهرة.

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/videos/941939345887948/?t=39

يناير 28

5 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page