

(1620) 22/11/2020 سؤال: لـ «أهل العلم والمنطق»
يناير 28
5 min read
0
0
0

# أولًا:
يقول ahmed amine khelifa عن قول الله تعالى:
* «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ»:
– «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
– «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»
– «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
١- هذه الآية قطعية الدلالة في أن المشركين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون، هذا ما تدل عليه الآية قطعًا.
٢- ويفهم منها كذلك عدم الانتماء لفرق المشركين الذين تفرقوا شيعًا وأحزابًا، وفيها نهى عن التفرق كما تفرقوا.
* أقول:
لقد صدق صاحب التعليق في فهمه السطحي للآية، ولم يصدق في العمل بمقتضيات هذا الفهم، لعدم علمه بما يُعرف في علم السياق بـ «علل الأحكام»، الأمر الذي جعله يقول بعد ذلك:
٣- أما استنتاجك منها أن التفرق في الدين يلزم منه بالضرورة الشرك، فهذا استقراء نحترمه، ولكنه ليس عين كلام الباري عز وجل.
* أقول:
إن قوله: «ولكنه ليس عين كلام الباري عز وجل» افتراءٌ على الله الكذب لجهله بعلوم اللغة العربية وبعلم السياق، الأمر الذي أكده بعد ذلك بقوله:
٤- نعم المشركين من يهود ونصارى وغيرهم، تفرقوا وكانوا شيعًا وأحزابًا، كل حزب بما لديهم فرحون، ونحن منهيّون بصريح الآية أن نكون منهم … نقطة.
* أقول:
لقد صدق في فهمه السطحي لـ «نهي التحريم» الذي وجهه الله إلى رسوله محمد والذين آمنوا معه «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»، ولكنه لم يصدق في العمل بمقتضيات هذا «النهي»، فقال بعد ذلك:
٥- أما القول إن التفرق في الدين يؤدي بالضرورة إلى كبيرة الشرك، فهذا فهمك أنت، ولا يلزم إلا من شاركك فيه، ولك وله كل الاحترام.
* أقول:
فبعد أن أقر صاحب التعليق بأن هذه الآية قطعية الدلالة على أن المشركين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا، ثم قوله بوجوب عدم الانتماء لفرق المشركين الذين تفرقوا شيعًا وأحزابًا، يخرج بنتيجة مفادها:
أن «تفرق» المسلمين في الدين ليس «شركًا» لأن الله نهاهم بصريح الآية أن يكونوا من «المشركين»، فيستحيل أن يكونوا منهم.
إذن بماذا نُسمّي ما فعله المسلمون من تفكيك أمتهم «خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» إلى شيع وأحزاب «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»، بعد أحداث «الفتن الكبرى»، التي سُفكت فيها الدماء بغير حق، والتي أخرج الله كل من شاركوا فيها من «ملة الإسلام»، بقوله تعالى:
* «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً – فَجَزَاؤُهُ (جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا) – وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ – وَلَعَنَهُ – وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً»
# ثانيًا:
والسؤال:
هل قُتل آلاف القتلى، في أحداث الفتن الكبرى، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد؟!
الجواب:
نعم … نعم … نعم:
إذن فكيف يقول «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» إن دين الإسلام يقوم على «الكتاب» و«السُنّة»، ويُجمع أئمتهم على أن:
١- مصدر «الكتاب»: هو الله تعالى.
٢- مصدر «السُنّة»: هم الرواة الذين نسبوا «مروياتهم» إلى رسول الله محمد، والتي يستحيل قبولها بدون «سند روائي» يحكم في صحته «رجال الجرح والتعديل» كلٌ حسب الفرقة التي ينتمي إليها؟!
فكيف يقيم أئمة السلف «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» مصدرًا تشريعيًا ثانيًا باسم «السُنّة النبوية» يحكم فهم «كتاب الله» بدعوى أنه «وَحْيٌ يُوحَى»؟!
والجواب:
لم يكن غريبًا ولا عجيبًا على «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» وأعطوا ظهورهم لـ «شرك التفرق في الدين» مع تحذير الله لهم، أن يفتروا على الله الكذب بصناعة «مصدر تشريعي روائي» يحمل ضمن ما يحمل:
* فتاوى عدم تكفير من ارتكبوا أكبر الكبائر، سواء كبيرة «التفرق في الدين»، أو كبيرة افتراء «مصدر تشريعي» ما أنزل الله به من سلطان.
ولذلك لم يكن غريبًا على صاحب التعليق أن يقول في تعليق آخر:
(إن الصحيح في قول الاباضية:
(أ): مرتكب الكبيرة الذي يموت دون توبة، في جهنم.
(ب): ولكن لا يخرج عن «أحكام الإسلام» في الدنيا طيلة حياته.
(ج): لاحتمال توبته قبل موته.
(د): لذلك تجري عليه أحكام الاسلام في الدنيا، طالما كان على قيد الحياة.
* أقول:
وهل هناك إلحاد في آيات الله وأحكامها أكبر من هذا؟!
فهل يبيح «المذهب الإباضي» النكاح بين «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، باعتبار أن كبيرة «شرك التفرق في الدين» لا تنزع عن صاحبها صفة «الإسلام» فتجري عليه «أحكام الإسلام»؟!
# ثالثًا:
كان الناس أمة واحدة على شريعة الله التي يرسل بها رسله، كلٌ في عصره، ففتن الشيطان أتباع كل رسول وزيّن لهم الباطل، فـ «تفرقوا في الدين»، وبغى بعضهم على بعض، فتدبر أصل الحكاية «الشورى / ١٤»:
* «شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ»:
– «مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً»
– «وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ»
– «وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى»
– «أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ»
١- إذن فأتباع رسول الله محمد «مُحَرّم» عليهم «التفرق في الدين»، وإصرارهم على فعل «المُحرّم» يُدخلهم جهنم خالدين فيها، بقرينة تحذير الله لهم من «الشرك» إن هم تفرقوا في الدين «الروم / ٣١-٣٢».
– «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ»
# فإذا بـ «المسلمين» هم الذين يقعون في «شرك التفرق في الدين» الذي حذرهم الله منه «الروم / ٣١-٣٢».
– «اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ»
– «وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ»
* «بَغْياً بَيْنَهُمْ»:
من الذي بغى على الآخر، في «موقعة الجمل» التي كانت سببًا في كل المصائب العقدية والفقهية التي يواجهها المسلمون إلى يومنا هذا:
* جيش السيدة عائشة؟!
* أم جيش خليفة المسلمين علي بن أبي طالب؟!
وبناء على معرفتك الإجابة، تعلم كيف كان هذا «البغي» من أكبر ما نجح «إبليس» في تفعيله، بعد أن قال لله تعالى:
* «قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي – لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ – وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ – إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»
٢- والسؤال:
هل هناك «توبة» للعصاة ومرتكبي الكبائر؟!
لقد وضع الله تعالى شروط قبول التوبة، فقال تعالى:
(أ): «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً – أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ»:
– «ذَكَرُواْ اللّهَ»
# يجب أن تكون «التوبة» فور فعل المعصية:
– «فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ»
# ويُشترط لقبولها إلا يُصر المرء على فعلها:
– «وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»
# فإذا أصرّ على معصيته، ثم «تاب» منها عندما علم أنه سيموت، فلن يقبل الله توبته، فتدبر:
(ب): «النساء / ١٧-١٨»:
* «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ»:
– «لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُوءَ بِجَهَالَةٍ»
# يَعْمَلُونَ السُوءَ: بسفاهة استجابة لشهوة النفس، مع علمهم بحرمته.
– «ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ»
# «مِن قَرِيبٍ»: أي في أقرب وقت من زمن عمل السوء، وهو ما سبق بيانه في قوله تعالى «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً – أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ – ذَكَرُواْ اللّهَ».
– «فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً»
# أما أن تُصر على ارتكاب المعاصي، حتى تحيط بك وتصبح «خطيئة» و«كبيرة»، فقد كفرت بالله وخرجت من «ملة الإسلام»، لقوله تعالى «البقرة / ٨١»، ومثلك مثل «الكافر» تماما:
لذلك جمعهما الله في سياق واحد، فقال تعالى:
* «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ»:
– «لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ»
– «حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ»
– «قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ»
– «وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ»
# والبرهان على أن «المسلم المصر على المعصية»، حكمه حكم «الكافر»:
* أن السياق يتحدث عن الذين يموتون وهم «كافرون»، فكيف تكون لهم توبة؟!
إذن فالمقصود هو بيان مساواة الذين يُصرّون على عمل السيئات دون توبة، بـ «الكفار».
* إن كلمة «أُوْلَئِكَ» التي انتهى بها السياق، تشمل الفريقين دون تمييز في العذاب:
– «أُوْل َئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً»
٣- والآن أترككم مع مفتي الإباضية، مفتي سلطنة عمان، يحدثكم عن الفرق بين السيئة والخطيئة على هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=4gRlyAPxQOA
مع ملاحظة أني عندما أضع رابطًا لأحد من أتباع الفرق الإسلامية، أو أذكر ما جاء في أمهات كتبها، هذا لا يعني أني أعتبر هذه المرجعيات حجة أستند إليها في توجهي «نحو إسلام الرسول»:
* وإنما أخاطب الناس بالمرجعيات التي يؤمنون بها.
وبالنسبة لهذا الرابط، من الضروري التوقف:
* عند الدقيقة 5.15 حيث يقول المفتي:
إن «المشرك» الذي تاب من شركه، فإن الإسلام جبٌ لما قبله، ولو فَعَلَ في الجاهلية ما فعل … ولو قتل النفس المحرمة بغير حق، فـ «التوبة» من الشرك «تَجُبُ ما فعل من كبائر».
* وعند الدقيقة 5.50 يُبيّن الفرق بين السيئة والكبيرة.
* وعند الدقيقة 15.45 يُبيّن بطلان عقيدة «العفو عن أهل الكبائر» وأن من دخل النار من «الموحدين» لن يخرج منها أبدا.
محمد السعيد مشتهري



