

(1631) 30/11/2020 «إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ»
يناير 28
3 min read
0
0
0

# أولًا:
١- إن دين الله «لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ»، الذي كان على النبي محمد، عليه السلام، ألّا «يَسْتَحْيِي» منه، فقد كان الصحابة في زيارات مستمرة لـ «بُيُوتَ النَّبِيِّ»، وكان انتظارهم فترة طويلة يؤذي النبي وكان يستحي أن يقول لهم اذهبوا:
فقال الله تعالى «الأحزاب / ٥٣»:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»:
– «لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ»
– «إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ»
– «وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا»
– «فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا»
– «وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ»
٢- وعلة ذلك:
– «إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ * فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ»
وجاء فعل «يُؤْذِي» بصيغة المضارع لإفادة أن «الأذى» متكرر، والتكرير كناية عن الشدة.
«فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ»: وأصل «الحياء» إيجاد «الحياة»، فمن لا «حياء» له، كالجماد الذي لا حياة فيه.
– «وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ»
ولاحظ المقابلة بين «مِنكُمْ» و«مِنَ الْحَقِّ»:
فليس المقصود الاستحياء من ذواتهم «مِنكُمْ» وإلا لقال تعالى:
«وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ مِنكُمْ»
أي أن «الحق» أحق أن يُتبع، دون نظر إلى أعراف الناس وأهوائهم.
٣- ثم إذا بسياق الآية، يتحول من الحديث عن إيذاء النبي، إلى الحديث عن إيذاء أزواج النبي، فيقول الله تعالى دون سابق مقدمات:
* «وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً – فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ»:
إذن فالضمير في كلمة «فَاسْأَلُوهُنَّ» يعود إلى «بُيُوتَ النَّبِيِّ» باعتبار أن «البيت» كان يُطلق على «المرأة» لملازمتها له أغلب الوقت، ولذلك بيّن الله كيف يتعامل الصحابة مع نساء النبي فقال تعالى:
* «فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ»
أي يجب أن يكون هناك ساتر يحجب السائلين عن نساء النبي.
ثم بيّن علة هذا الحكم بقوله تعالى:
– «ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ»
من أن ينزغ الشيطان ويوسوس في صدور الطرفين «لِقُلُوبِكُمْ – وَقُلُوبِهِنَّ»، وإن حدث ذلك فإنه يؤذي النبي:
– «وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ»
فقطع الله تعالى طريق النزغ والوسوسة من أوله فقال تعالى:
– «وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً»
والسبب قول الله تعالى «الأحزاب / ٦»:
* «النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ – وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ»
ولذلك قال الله تعالى بعد ذلك:
– «إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً»
# ثانيًا:
لماذا قالوا:
إن «لباس المرأة المؤمنة» عودةٌ إلى «الجاهلية الأولى»، وأن القرآن لم يأمر المؤمنة بلباس معين، وإنما أمرها بالأخذ بأسباب «الحشمة» حسب تقديرها وظروفها؟!
* أقول:
١- إن النساء اللاتي آمن وأسلمن وجوههن لله تعالى، يعلمن أن:
* لبس «الخمار»: أمر إلهي إلى يوم الدين.
* لبس «الجلباب»: أمر إلهي إلى يوم الدين.
والمرأة التي لا تلتزم بهذا اللباس، المكون من قطعتين، امرأة لا علاقة لها بـ «دين الإسلام» الذي حمله «القرآن» الذي تدعي أنها تؤمن بأنه «كلام الله» واجب الاتباع … إذن فلماذا تعصي أمر الله؟!
ألم يقل الله تعالى لرسوله محمد «إبراهيم / ١»:
* «الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ»:
– «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»
– «بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ»؟!
أليست «الآية ٣١»، التي في سورة النور، من «النور» الذي يجب أن يهدي المؤمنين «إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ»؟!
فلماذا لا يلتزم النساء المؤمنات بـ «مدلولات» كل كلمة من كلمات:
قول الله تعالى «النور / ٣١»:
* «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»
وقول الله تعالى «الأحزاب / ٥٩»:
* «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ»؟!
فإذا علمت كم عدد غير الملتزمات باللباس الشرعي «الخمار والجلباب» من «المليارين مسلم»، تعلم عدد المسلمين المنافقين والمنافقات.
٢- يحرم على المرأة المؤمنة أن تجعل لباسها الشرعي لباسًا يوافق «الحداثة» من حيث التصميم والألوان …، كما تفعل المحلات المتخصصة في ملابس المحجبات، أو ما يُسمى بـ «الحجاب الإسلامي».
فكيف يُحرّم الله تعالى على المرأة المؤمنة إبداء زينتها لغير المذكورين في الآية «النور / ٣١» ثم تذهب تشتري لباسها وتراعي أن يكون كما يقولون على أحدث «موضة» لتتفاخر به:
والله تعالى يقول عن «لباس التقوى»:
* «يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً»:
– «وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ»
فإذا لم ينطلق لباس المرأة المسلمة من قلب يتقي الله ويخاف من معصيته، فلن يقبله الله تعالى، ولذلك قال تعالى بعد ذلك:
– «ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ»
ثم قال الله تعالى:
* «يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ»:
– «يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا»
وهناك مسلمات يلبسن «البنطلونات» المجسمة لـ «سوءاتهن» ويتحركن بها بين الناس، والشيطان وجنوده يراقبهن بـ «الكاميرات الخفية» ليتأكدوا من تنفيذ تعليماتهم:
– «إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ»
٣- فافهمي أيتها المرأة المسلمة معنى «الولاء» في قول الله تعالى بعد ذلك:
– «إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ (أَوْلِيَاءَ) لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ»
اللهم إني بلغت … اللهم فاشهد
محمد السعيد مشتهري